المعزلدين الله
2010-01-21, 02:28
حماس عندما تشتكي لجلادها
رأي القدس
21/01/2010
http://www.alquds.co.uk/today/20qpt99.jpg
الانسان مهما امتلك من قوة وجبروت، لا يستطيع ان يغير الحقائق الجغرافية الراسخة، كما ان الدول لا تستطيع اختيار جيرانها، فانت لا تستطيع ان تقتلع الكويت مثلا وتبعدها عن جارها العراقي، او ان تستأصل العراق وتبعده عن جاره الايراني، وتضع حدا بالتالي لمسلسل الحروب بين البلدين على مدى العصور الماضية.
الاسرائيليون حاولوا عزل فلسطين عن محيطها العربي، وطمس هويتها القومية، من خلال اقتلاع اهلها وتشريدهم، والعيش خلف اسوار اليكترونية او اسمنتية، ولكن محاولاتهم هذه باءت بالفشل، والدولة الاسرائيلية لن تعرف الاستقرار والامن، طالما ان هناك شعبا فلسطينيا متمسكا بثوابته، ويقاوم من اجل استعادة ارضه وحقوقه.
الفلسطينيون في قطاع غزة يعانون ظلما كبيرا من جراء جارهم الرسمي المصري الذي يتجبر عليهم، ويعمل على اذلالهم وعزلهم، وتحويل شريطهم الحدودي الى جدار عازل، فوق الارض وتحتها، حتى يقدموا فروض الطاعة والولاء للمشاريع الاسرائيلية المدعومة امريكيا وعربيا ايضا.
الحكومة المصرية، ونؤكد هنا بأننا نفرق بينها وبين الشعب المصري الطيب الوطني الاصيل، لم تكتف ببناء السور الفولاذي، وانما ذهبت الى ما هو ابعد من ذلك، من حيث توظيف آلتها الاعلامية الجبارة لتكريه ابناء الشعب المصري لاشقائهم الفلسطينيين، سواء كانوا من انصار حركة 'حماس' او انصار سلطة رام الله، حيث اطلقت 'كتائب الردح السريع' المصرية الرسمية العنان لسلسلة من المقالات البذيئة التي تلصق الاكاذيب بالشعب الفلسطيني في تعميم بشع، مثل بيع الارض والتعامل مع الاعداء الاسرائيليين.
الشعب الفلسطيني، وفي قطاع غزة بالذات، لا يستطيع ان يجاري الاعلام المصري الرسمي في بذاءاته وتهجماته واكاذيبه، ليس بسبب انعدام المقارنة في الادوات والكفاءات والخبرات، فهذه مسألة محسومة لصالح الشقيقة الكبرى، وانما لتعففه وحرصه على روابط الاخوة وصلات الدم والرحم.
فاذا كان ابناء القطاع لا يجدون لقمة الخبز ولا علبة الحليب لسد امعاء اطفالهم الجوعى، فهل ستكون لديهم الطاقة او القدرة على الرد على الحملات الاعلامية الظالمة التي تستهدفهم من الدولة الشقيقة المسؤولة اخلاقيا وقانونيا عن ضياع ارضهم وسقوطها تحت الاحتلال الاسرائيلي عام 1967؟
السيد اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة قطاع غزة قرر الشكوى الى الرئيس المصري حسني مبارك من جراء ظلم ذوي القربى، وحملاتهم الاعلامية، في رسالة بعث بها اليه، ولم يتلق اي رد عنها لا بالسلب او الايجاب.
الرسالة قالت ان هذه الحملات الاعلامية تستهدف فصائل وقيادات وطنية محترمة، وتكيل لها تهما باطلة بغرض تشويه سمعتها وصورتها في الضمير الشعبي المصري والعربي.
السيد هنية لا يعلم، ربما بحكم العزلة، وقلة الخبرة، او من قبيل التأدب (ولا شك انه رجل عفيف اللسان، رفيع الاخلاق) ان الاعلام الرسمي المصري يتحرك بالريموت كونترول من القصر الجمهوري، وان التعليمات تصدر اليه باطلاق اتهاماته الباطلة من هذا القصر والساكنين فيه، بل لا نبالغ اذا قلنا ان معظم المقالات موضع الشكوى منه، او من زعماء عرب آخرين، تكتب من قبل 'خبراء' في الشتائم يحتلون مواقع بارزة في رئاسة الجمهورية.
مصيبة السيد هنية، وكل قادة حماس الشرفاء، الذين هم مشاريع شهادة، وينتظرون مصير اشقائهم، واقرانهم الذين سقطوا بصواريخ الاسرائيليين مثل الشيخ احمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وسعيد صيام، ونزار ريان والقائمة تطول.
مصيبة السيد هنية انه يجعل من الخصم الحكم في الوقت نفسه، وهذا ما يفسر عدم استلامه اي رد على رسالته حتى الآن، وربما الى امد طويل.
رأي القدس
21/01/2010
http://www.alquds.co.uk/today/20qpt99.jpg
الانسان مهما امتلك من قوة وجبروت، لا يستطيع ان يغير الحقائق الجغرافية الراسخة، كما ان الدول لا تستطيع اختيار جيرانها، فانت لا تستطيع ان تقتلع الكويت مثلا وتبعدها عن جارها العراقي، او ان تستأصل العراق وتبعده عن جاره الايراني، وتضع حدا بالتالي لمسلسل الحروب بين البلدين على مدى العصور الماضية.
الاسرائيليون حاولوا عزل فلسطين عن محيطها العربي، وطمس هويتها القومية، من خلال اقتلاع اهلها وتشريدهم، والعيش خلف اسوار اليكترونية او اسمنتية، ولكن محاولاتهم هذه باءت بالفشل، والدولة الاسرائيلية لن تعرف الاستقرار والامن، طالما ان هناك شعبا فلسطينيا متمسكا بثوابته، ويقاوم من اجل استعادة ارضه وحقوقه.
الفلسطينيون في قطاع غزة يعانون ظلما كبيرا من جراء جارهم الرسمي المصري الذي يتجبر عليهم، ويعمل على اذلالهم وعزلهم، وتحويل شريطهم الحدودي الى جدار عازل، فوق الارض وتحتها، حتى يقدموا فروض الطاعة والولاء للمشاريع الاسرائيلية المدعومة امريكيا وعربيا ايضا.
الحكومة المصرية، ونؤكد هنا بأننا نفرق بينها وبين الشعب المصري الطيب الوطني الاصيل، لم تكتف ببناء السور الفولاذي، وانما ذهبت الى ما هو ابعد من ذلك، من حيث توظيف آلتها الاعلامية الجبارة لتكريه ابناء الشعب المصري لاشقائهم الفلسطينيين، سواء كانوا من انصار حركة 'حماس' او انصار سلطة رام الله، حيث اطلقت 'كتائب الردح السريع' المصرية الرسمية العنان لسلسلة من المقالات البذيئة التي تلصق الاكاذيب بالشعب الفلسطيني في تعميم بشع، مثل بيع الارض والتعامل مع الاعداء الاسرائيليين.
الشعب الفلسطيني، وفي قطاع غزة بالذات، لا يستطيع ان يجاري الاعلام المصري الرسمي في بذاءاته وتهجماته واكاذيبه، ليس بسبب انعدام المقارنة في الادوات والكفاءات والخبرات، فهذه مسألة محسومة لصالح الشقيقة الكبرى، وانما لتعففه وحرصه على روابط الاخوة وصلات الدم والرحم.
فاذا كان ابناء القطاع لا يجدون لقمة الخبز ولا علبة الحليب لسد امعاء اطفالهم الجوعى، فهل ستكون لديهم الطاقة او القدرة على الرد على الحملات الاعلامية الظالمة التي تستهدفهم من الدولة الشقيقة المسؤولة اخلاقيا وقانونيا عن ضياع ارضهم وسقوطها تحت الاحتلال الاسرائيلي عام 1967؟
السيد اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة قطاع غزة قرر الشكوى الى الرئيس المصري حسني مبارك من جراء ظلم ذوي القربى، وحملاتهم الاعلامية، في رسالة بعث بها اليه، ولم يتلق اي رد عنها لا بالسلب او الايجاب.
الرسالة قالت ان هذه الحملات الاعلامية تستهدف فصائل وقيادات وطنية محترمة، وتكيل لها تهما باطلة بغرض تشويه سمعتها وصورتها في الضمير الشعبي المصري والعربي.
السيد هنية لا يعلم، ربما بحكم العزلة، وقلة الخبرة، او من قبيل التأدب (ولا شك انه رجل عفيف اللسان، رفيع الاخلاق) ان الاعلام الرسمي المصري يتحرك بالريموت كونترول من القصر الجمهوري، وان التعليمات تصدر اليه باطلاق اتهاماته الباطلة من هذا القصر والساكنين فيه، بل لا نبالغ اذا قلنا ان معظم المقالات موضع الشكوى منه، او من زعماء عرب آخرين، تكتب من قبل 'خبراء' في الشتائم يحتلون مواقع بارزة في رئاسة الجمهورية.
مصيبة السيد هنية، وكل قادة حماس الشرفاء، الذين هم مشاريع شهادة، وينتظرون مصير اشقائهم، واقرانهم الذين سقطوا بصواريخ الاسرائيليين مثل الشيخ احمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وسعيد صيام، ونزار ريان والقائمة تطول.
مصيبة السيد هنية انه يجعل من الخصم الحكم في الوقت نفسه، وهذا ما يفسر عدم استلامه اي رد على رسالته حتى الآن، وربما الى امد طويل.