boulboul
2007-11-14, 16:53
http://www.uaekeys.com/images/khaled101.gif
http://www.alshamsi.net/man/omam/abbasiah1.html
يتفق بعض المؤرخين على تقسيم الدولة العباسية الى عصرين متميزين : عصر عباسي أول يعبرون عنه بالعصر الزاهي ، ويمتد من نشأة الدولة عام 132هـ حتى أيام الخليفة الواثق بن المعتصم سنة 232هـ وبموته انتهى العصر الذهبي للدولة العباسية ، وعصر ثان هو عصر التدهور والإنحلال ، ابتدأ بخلافة المتوكل على الله سنة 232هـ وانتهى بسقوط الدولة العباسية على أيدي التتار سنة 656هـ .
ويعمد فريق من المؤرخين الى جعل العصور العباسية أربعة تبعا للنفوذ السياسي الذي شهدته بغداد وللأوضاع السياسية التي كانت سائدة :
العصر العباسي الأول : دام نحوا من قرن ، امتاز بالنفوذ الفارسي ، حكمه سبعة خلفاء، وهو عصر القوة والزهو.
العصر العباسي الثاني : دام نحوا من قرن ، امتاز بالنفوذ التركي مع الخليفة المعتصم ، وفيه كان بدء الضعف.
العصر العباسي الثالث : دام نحوا من قرن ، امتاز بالنفوذ البديهي وهو عصر الضعف الفعلي وقيام الدويلات ومنها : الحمدانية في الموصل وحلب ، البويهية في شيراز ، الأخشيدية في الفسطاط بمصر …الخ.
العصر العباسي الرابع : دام نحوا من قرنين ، وهو عصر الانحلال الذي انتهى بسقوط بغداد في أيدي المغول سنة 656هـ (1258م ) ، كما امتاز بالنفوذ السلجوقي .
وقد أخذ العباسيون باستخدامهم الأعاجم ، بدلا من العصبية العربية التي اعتمدتها الدولة الأموية اعتمادا كليا .. واحتاج العباسيون في اصطناعهم الأعاجم الى المال ، فوقعوا تحت نفوذ الأغنياء كما أصبح الأعاجم من الفرس والترك والديلم والصغد وغيرهم ، يتسابقون الى الإستئثار بالنفوذ عن طريق المال .
وحكمت الدولة العباسية زهاء خمسة قرون ساست فيها العالم .. وفي ذلك يقول الفخري صاحب الآداب السلطانية : " واعلم أن هذه الدولة من كبريات الدول ساست العالم سياسة ممزوجة بالدين والملك، فكان أخيار الناس وصلحاؤها يطيعونها تدينا ، والباقون يطيعونها رهبة أو رغبة .. لقد كانت دولة كثيرة المحاسن ، جمة المكارم أسواق العالم فيها قائمة وبضائع الآداب فيها نافقة ، وشعائر الدين فيها معظمة ، والخيرات فيها دارة ، والدنيا عامرة ، والحرمات مرعية ، والثغور محصنة .. ومازالت على ذلك حتى أواخرها ، فانتشر الجبر واضطرب الأمر ، وانتقلت الدولة ".
أبو العباس السفاح .. مؤسس الدولة العباسية
خلفاء العصر العباسي الأول
قوة ونفوذ الأتراك
أسباب سقوط الدولة العباسية
حروب وفتوحات الدولة العباسية
الأدب في العصر العباسي
الفنون والآثار والمباني والمدن
http://www.alshamsi.net/man/omam/star_shak2.jpg أبو العباس السفاح
أبو العباس السفاح .. مؤسس الدولة العباسية
هو أول من جلس على عرش الدولة العباسية سنة 231 هـ، وفي يوم الجمعة أقام أبو العباس الخطبة على المنبر قائماً، وكان بنو أمية يخطبون قعوداً ، فحياه الناس وقالوا: " أحييت السنة يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم". وختم خطبته بقوله: "أنا السفاح المبح، والثائر المبيد"، فعرف من ثم بالسفاح .. وقد قضى السفاح معظم عهده في محاربة قواد العرب الذين ناصروا الدولة الأموية، وقضى على أعقاب الأمويين، حتى أنه لم يفلت منهم إلا عبدالرحمن الداخل مع نفر من أهله .. كذلك وجه السفاح همته إلى الفتك بمن والوا عبد الرحمن الداخل وساعدوه على تأسيس دولته في الأندلس، فقتل أبا سلمة الخلال، وهم بقتل أبي مسلم لولا أن المنية عاجلته .. وكان أبو العباس جميلاً وسيماً كريماً وقوراً سخياً، كثير الجباء .. وقد بقي في الخلافة أربع سنوات وتسعة أشهر ومات بالجدري في مدينة الأنبار التي اتخذها قاعدة لخلافته سنة 631 هـ، وكان ابن ثلاث وثلاثين سنة.
http://www.alshamsi.net/man/omam/star_shak2.jpg خلفاء العصر العباسي الأول
خلفاء العصر العباسي الأول
بعد السفاح تولى أبو جعفر المنصور الخلافة ( شقيقه ) ويعد المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية لأنه أحكم الرابطة بين القوة الزمنية والسلطة الدينية .. ومن أهم أعماله بناء بغداد وتحصين الحدود بينه وبين الروم .. واتخذ خالد بن برمك وزيراً له ، فبدأت عظمة البرامكة الذين قاموا بأعباء الوزارة في صدر الدولة العباسية، وكانوا من أكبر دعائم التقدم والرقي .. وكان المنصور يشرف على أعمال الدولة بنفسه، ويستعرض الجند، ويفتش الحصون، ويراجع الداخل والخارج، ويحاسب عماله حساباً دقيقاً.
ولما أنهكت الأعمال صحته، قصد مكة ليقضي فيها بقية حياته، فمات على بعض ساعات منها، وذلك سنة 851 هـ.
تولى المهدي ابنه الخلافة وقد رسخت قدم الدولة وثبتت دعائمها، وسكن الناس إلى حكمها .. وكان المهدي كريماً رحيماً، فعزم على محو كل إساءة اقترفها المنصور، فعفا عن المسجونين السياسيين، ورد إلى بني هاشم ما كان والده قد أخذه منهم، ووسع المدارس وزاد من عددها، كما وسع الحرم النبوي في المدينة المنورة، وأنشأ القصور على الطريق من بغداد إلى مكة، وسعى في توفير الماء على طول هذه الطريق، كذلك رتب البريد بين مكة والمدينة. وكان يعاصر المهدي في غرب أوروبا الامبراطور شارلمان، فصادقه واستمرت المودة بين الدولتين إلى زمن الرشيد. أما الدولة الرومانية الشرقية فكان العداء مستحكماً بين المهدي وبينها، فقامت الحرب بينهما براً وبحراً، وانتهى الأمر بأن تقدم المهدي وابنه هارون الرشيد إلى البوسفور، فصالحته الملكة "ايريني" على دفع جزية سنوية.
وجاء بعد المهدي ابنه موسى الهادي سنة 169 هـ، فلم يعمر أكثر من أربعة عشر شهراً وقد حاول أن يخلع أخاه الرشيد من ولاية العهد وينقلها إلى ابنه جعفر وبينما هو يسعى لاتمام ذلك عاجلته منيته سنة 170 هـ.
هارون الرشيد :
مع تولي الرشيد الخلافة 170 هـ بلغت الدولة العباسية غاية قوتها وتجلى عصرها الذهبي في أسمى مظاهره فلم يكن على وجه الأرض دولة تضارعها في عظمة السلطان وضخامة الثروة ونشر العلوم والآداب وشيوع النعيم والترف واستتباب الأمن .. ويعد الرشيد من أكبر حكام العالم، فقد قام متمسكاً بدينه، تقياً محسناً محباً مع هذا لمظاهر العظمة، ماهراً في قيادة الجيوش .. ومن أجل هذا كان أبوه يؤثره على أخيه الهادي .. وكان كثير التجول في أملاكه، بقصد القضاء على الفوضى، وتوطيد الأمن، والتعرف على أحوال الرعية فسارت الطرق آمنة، وتقلب فيها التجار والحجاج والعلماء من أقصاها إلى أقصاها .. وقد شيد الرشيد من المساجد والمدارس والمستشفيات والقناطر والترع، ما يشهد له بالحرص على مصالح رعيته، والهمل على راحتهم .. وفي عصره عظمت بغداد وكثرت فيها القصور الفخمة التي أبدع المهندسون تنسيقها .. وعظمت كذلك الرصافة المقابلة لها على الشاطئ الشرقي لنهر دجلة، وذلك بفضل ما أنشأه البرامكة من قصور ومساجد وحمامات .. وفي عهده اتسع عمران العاصمة حتى بلغ مليوني نسمة، وصارت ملتقى التجارة بين الهند والصين والشام والجزيرة وبحر المشرق .. وقد زاد تبعاً لذلك خراج الدولة، فأخذ الخليفة ووزراؤه يغدقون بدون حساب على الشعراء والعلماء والكتاب والمحتاجين، وينفق هؤلاء عن سعة .. فراجت التجارة، وكثر التأنق في المعيشة، وبلغ الترف مبلغه الذي سارت به الأمثال في أنحاء المعمورة، ولم ينقطع تغني الشعراء به حتى وقتنا هذا .. وعهد هارون لأبنائه الأمين، ثم المأمون، ثم القاسم، وأخذ عليهم العهود بألا يغيروا هذا الترتيب .. ومات الرشيد بعد أن حكم ثلاثاً وعشرين سنة، بلغت فيها شهرته الآفاق البعيدة، حتى اتصل بامبراطور الصين، وتبادل شارلمان معه الهدايا، فأرسل إليه الرشيد هدايا كثيرة تشهد بما كانت عليه الدولة من الثروة والتقدم، ولاسيما الساعة التي دهش لها الأوروبيون وحسبوها سحراً .. ثم تولى الأمين الخلافة بعد أبيه سنة 193 هـ، فكان مسرفاً، مغرماً بالبذخ والترف .. وقيل أن وزيره الفضل بن الربيع أغراه بخلع أخويه ونقل العهد إلى أبنائه دونهما .. فأرسل الأمين جيشاً يأتيه بالمأمون فانهزم عند الري وأعلن المأمون نفسه خليفة بالبذخ والترف .. وقيل أن وزيره الفضل بن الربيع أغراه بخلع أخويه ونقل العهد إلى أبنائه دونهما فأرسل الأمين جيشاً يأتيه بالمأمون فانهزم عند الري وأعلن المأمون نفسه خليفة ، وقبلته فارس بأجمعها .. وحاصر المأمون بغداد إلى أن سلم الأمين نفسه لأخيه .. ولكن بعض الجند الفرس قتلوه، وقد أكرم المأمون أبناء أخيه وزوجهم من بناته .. وكان المأمون مولعاً بالعلوم والفلسفة والآداب، فكان عصره أرقى العهود في العصر العباسي .. وظهر فيه علماء مشهورون من أهل الحديث وعلماء الكلام، وجعل لهم المأمون مجالس للمناظرة .. وكانت الترجمة عن الفرس واليونان والهنود قد بدأت من قبل، وبخاصة الطب، فنقلت عن اليونانية أيام المنصور كتب أبقراط وجالينوس في الطب، وترجم ابن المقفع كتاب كليلة ودمنة عن البهلوية، كما ترجم المجسطي لبطليموس.
فلما كان عصر الرشيد غرف المترجمون من كنز العلوم اليونانية، فحملت الكتب إلى بغداد ونقلت إلى العربية برعايته وتشجيع البرامكة فنشأ المأمون متشبعاً بتلك العلوم، مقتنعاً بفائدتها، فنشطت حركة النقل نشاطاً كبيراً، بفضل تعظيمه العلماء وما كان يغدقه عليهم من الأرزاق .. وكان للمأمون شغف خاص بأرسطاطاليس، فأرسل في طلب كتبه جماعة إلى القسطنطينية، ممن يعرفون اليونانية، ومعهم صاحب "بيت الحكمة". وقد أصلح علماء العرب أخطاء اليونان وشرع بعضهم يضع مؤلفات علمية وفلسفية جديدة.
وقد راجت علوم الأقدمين واشتغل بها المتعلمون في بغداد وخارجها من حواضر الإسلام، فكان المأمون حامل لواء العلوم على أنواعها، وسبب تلك النهضة الكبرى.
توفي المأمون في آخر غزواته ببلاد الدولة البيزنطية سنة 218 هـ، إذ أصابته الحمى فقضت عليه، وكان قد أوصى بالخلافة بعده إلى أخيه المعتصم .. وقد أوصى المأمون أخاه المعتصم وصية جاء فيها: "يا أبا إسحاق، أدن مني، واتعظ بما ترى، وخذ بسيرة أخيك في القرآن، واعمل على الخلافة إذا طوقكها الله عمل المريد لله، الخائف من عذابه وعقابه، ولا تغتر بالله ومهلته، فكأن، قد نزل بك الموت، ولا تغفل أمر الرعية، والعوام العوام، فإن الملك، الملك بهم، والمنفعة فيهم وفي غيرهم من المسلمين".
http://www.alshamsi.net/man/omam/star_shak2.jpg قوة ونفوذ الأتراك
قوة ونفوذ الأتراك
لما تولى الخليفة المعتصم أراد أن يكبح جماع جيوشه، فكون جيشاً جديداً من الأتراك يقودهم ضباط بينهم، تحت إمرة الخليفة مباشرة .. ولما ضاقت بهم بغداد انتقل المعتصم وجيشه إلى مدينة "سر من رأى" أو "سامراء" التي أصبحت حاضرة خلافته الجديدة .. وتقع سامراء شرقي دجلة على بعد ستين ميلاً شمالي بغداد .. وسرعان ما أصبح لهؤلاء الأتراك من القوة ما جعلهم يهيمنون على الخلافة، حتى أصبح بيدهم عزل الخلفاء وتعيينهم.
http://www.alshamsi.net/man/omam/star_shak2.jpg أسباب سقوط الدولة العباسية
أسباب سقوط الدولة العباسية
مع موت الواثق سنة 232 هـ انقضى عهد عظمة العباسيين، إذا لم يخلفه إلا رجال يرتقون الخلافة ولا حول لهم ولاقوة، ويموتون غير مأسوف عليهم، يوليهم الأتراك أو الفرس ذو النفوذ ويعزلونهم، أو يقتلونهم متى أرادوا .. على أن اسم الخلافة العباسية استمر ببغداد حتى سنة 656 هـ (1258م) حين أغار عليها هولاكو المغولي، وقتل المعتصم آخر خليفة عباسي في بغداد، فانقضت بذلك الدولة العباسية .. أما أسباب سقوط هذه الدولة فكثيرة نجملها بما يأتي:
1- تفوق العناصر غير العربية: كان الأمويون يعتمدون على العرب، ويولونهم المناصب العالية كلها، مما أثار حفيظة [غيظ] الموالي من الفرس فعملوا على القضاء على دولتهم، لعلهم يستردون شيئاً من سابق نفوذهم وسلطانهم القديم فأخذوا ينشرون الدعوة لبني العباس، وتمكنوا في النهاية من انتزاع الخلافة من الأمويين، فجاءت دولة العباسيين فارسية الصبغة وقد عمل الفرس على اقصاء العصبية العربية عن الخلفاء بحجة أن العرب يطمحون إلى الخلافة، فأصبح الفرس يحكمون الدولة، كما نرى ذلك مممثلاً في سطوة البرامكة ولما خشي المعتصم مغبة الأمر استكثر من المماليك الأتراك واتخذ منهم جنداً استعان بهم على الفرس والعرب معاً.
2- سوء الحالة الإقتصادية : بعد أن وطد خلفاء العصر العباسي الأول أركان الملك، جاء من بعدهم حكام اخلدوا إلى الدعة [الراحة والهدوء]، وامعنوا في الترف وجر ذلك إلى كثرة في النفقات وزيادة الضرائب، فانحطت موارد الثروة وقل ايراد الحكومة، وضعفت بالتالي شوكة الدولة وعجزت عن تحصيل ضرائبها.
3- ظهور الدويلات المستقلة: تمكن العلويون من اقتطاع أجزاء من الدولة العباسية أصبحت مستقلة عنها ومنها دولة الأدارسة في المغرب، والدولة الفاطمية التي امتدت من المحيط الأطلسي إلى اليمن والحجاز، ودولة بني بويه التي سيطرت على بغداد، وغير ذلك من الدول في العالم الإسلامي ويضاف إلى ذلك أن اتساع الرقعة العباسية حمل الخلفاء على تعيين حكام من أعوانهم على المناطق النائية، فعمد أولئك الحكام إلى الاستقلال بمقاطعاتهم عن بغداد.
4- تعدد الأجناس والمذاهب: لم يكن تعدد الأجناس وظهور مذاهب دينية معروفاً أيام الأمويين، بل سرت إلى الإسلام في العصر العباسي من الديانات القديمة كالمجوسية والمانوية والمزدكية وقد أدى ذلك إلى كثرة الملل والنحل، كما أذكى نار العداوة بين المسلمين فتفرقوا مللاً وأحزاباً، تحسبهم جميعاً وقلوبهم مشتتة.
http://www.alshamsi.net/man/omam/abbasiah1.html
يتفق بعض المؤرخين على تقسيم الدولة العباسية الى عصرين متميزين : عصر عباسي أول يعبرون عنه بالعصر الزاهي ، ويمتد من نشأة الدولة عام 132هـ حتى أيام الخليفة الواثق بن المعتصم سنة 232هـ وبموته انتهى العصر الذهبي للدولة العباسية ، وعصر ثان هو عصر التدهور والإنحلال ، ابتدأ بخلافة المتوكل على الله سنة 232هـ وانتهى بسقوط الدولة العباسية على أيدي التتار سنة 656هـ .
ويعمد فريق من المؤرخين الى جعل العصور العباسية أربعة تبعا للنفوذ السياسي الذي شهدته بغداد وللأوضاع السياسية التي كانت سائدة :
العصر العباسي الأول : دام نحوا من قرن ، امتاز بالنفوذ الفارسي ، حكمه سبعة خلفاء، وهو عصر القوة والزهو.
العصر العباسي الثاني : دام نحوا من قرن ، امتاز بالنفوذ التركي مع الخليفة المعتصم ، وفيه كان بدء الضعف.
العصر العباسي الثالث : دام نحوا من قرن ، امتاز بالنفوذ البديهي وهو عصر الضعف الفعلي وقيام الدويلات ومنها : الحمدانية في الموصل وحلب ، البويهية في شيراز ، الأخشيدية في الفسطاط بمصر …الخ.
العصر العباسي الرابع : دام نحوا من قرنين ، وهو عصر الانحلال الذي انتهى بسقوط بغداد في أيدي المغول سنة 656هـ (1258م ) ، كما امتاز بالنفوذ السلجوقي .
وقد أخذ العباسيون باستخدامهم الأعاجم ، بدلا من العصبية العربية التي اعتمدتها الدولة الأموية اعتمادا كليا .. واحتاج العباسيون في اصطناعهم الأعاجم الى المال ، فوقعوا تحت نفوذ الأغنياء كما أصبح الأعاجم من الفرس والترك والديلم والصغد وغيرهم ، يتسابقون الى الإستئثار بالنفوذ عن طريق المال .
وحكمت الدولة العباسية زهاء خمسة قرون ساست فيها العالم .. وفي ذلك يقول الفخري صاحب الآداب السلطانية : " واعلم أن هذه الدولة من كبريات الدول ساست العالم سياسة ممزوجة بالدين والملك، فكان أخيار الناس وصلحاؤها يطيعونها تدينا ، والباقون يطيعونها رهبة أو رغبة .. لقد كانت دولة كثيرة المحاسن ، جمة المكارم أسواق العالم فيها قائمة وبضائع الآداب فيها نافقة ، وشعائر الدين فيها معظمة ، والخيرات فيها دارة ، والدنيا عامرة ، والحرمات مرعية ، والثغور محصنة .. ومازالت على ذلك حتى أواخرها ، فانتشر الجبر واضطرب الأمر ، وانتقلت الدولة ".
أبو العباس السفاح .. مؤسس الدولة العباسية
خلفاء العصر العباسي الأول
قوة ونفوذ الأتراك
أسباب سقوط الدولة العباسية
حروب وفتوحات الدولة العباسية
الأدب في العصر العباسي
الفنون والآثار والمباني والمدن
http://www.alshamsi.net/man/omam/star_shak2.jpg أبو العباس السفاح
أبو العباس السفاح .. مؤسس الدولة العباسية
هو أول من جلس على عرش الدولة العباسية سنة 231 هـ، وفي يوم الجمعة أقام أبو العباس الخطبة على المنبر قائماً، وكان بنو أمية يخطبون قعوداً ، فحياه الناس وقالوا: " أحييت السنة يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم". وختم خطبته بقوله: "أنا السفاح المبح، والثائر المبيد"، فعرف من ثم بالسفاح .. وقد قضى السفاح معظم عهده في محاربة قواد العرب الذين ناصروا الدولة الأموية، وقضى على أعقاب الأمويين، حتى أنه لم يفلت منهم إلا عبدالرحمن الداخل مع نفر من أهله .. كذلك وجه السفاح همته إلى الفتك بمن والوا عبد الرحمن الداخل وساعدوه على تأسيس دولته في الأندلس، فقتل أبا سلمة الخلال، وهم بقتل أبي مسلم لولا أن المنية عاجلته .. وكان أبو العباس جميلاً وسيماً كريماً وقوراً سخياً، كثير الجباء .. وقد بقي في الخلافة أربع سنوات وتسعة أشهر ومات بالجدري في مدينة الأنبار التي اتخذها قاعدة لخلافته سنة 631 هـ، وكان ابن ثلاث وثلاثين سنة.
http://www.alshamsi.net/man/omam/star_shak2.jpg خلفاء العصر العباسي الأول
خلفاء العصر العباسي الأول
بعد السفاح تولى أبو جعفر المنصور الخلافة ( شقيقه ) ويعد المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية لأنه أحكم الرابطة بين القوة الزمنية والسلطة الدينية .. ومن أهم أعماله بناء بغداد وتحصين الحدود بينه وبين الروم .. واتخذ خالد بن برمك وزيراً له ، فبدأت عظمة البرامكة الذين قاموا بأعباء الوزارة في صدر الدولة العباسية، وكانوا من أكبر دعائم التقدم والرقي .. وكان المنصور يشرف على أعمال الدولة بنفسه، ويستعرض الجند، ويفتش الحصون، ويراجع الداخل والخارج، ويحاسب عماله حساباً دقيقاً.
ولما أنهكت الأعمال صحته، قصد مكة ليقضي فيها بقية حياته، فمات على بعض ساعات منها، وذلك سنة 851 هـ.
تولى المهدي ابنه الخلافة وقد رسخت قدم الدولة وثبتت دعائمها، وسكن الناس إلى حكمها .. وكان المهدي كريماً رحيماً، فعزم على محو كل إساءة اقترفها المنصور، فعفا عن المسجونين السياسيين، ورد إلى بني هاشم ما كان والده قد أخذه منهم، ووسع المدارس وزاد من عددها، كما وسع الحرم النبوي في المدينة المنورة، وأنشأ القصور على الطريق من بغداد إلى مكة، وسعى في توفير الماء على طول هذه الطريق، كذلك رتب البريد بين مكة والمدينة. وكان يعاصر المهدي في غرب أوروبا الامبراطور شارلمان، فصادقه واستمرت المودة بين الدولتين إلى زمن الرشيد. أما الدولة الرومانية الشرقية فكان العداء مستحكماً بين المهدي وبينها، فقامت الحرب بينهما براً وبحراً، وانتهى الأمر بأن تقدم المهدي وابنه هارون الرشيد إلى البوسفور، فصالحته الملكة "ايريني" على دفع جزية سنوية.
وجاء بعد المهدي ابنه موسى الهادي سنة 169 هـ، فلم يعمر أكثر من أربعة عشر شهراً وقد حاول أن يخلع أخاه الرشيد من ولاية العهد وينقلها إلى ابنه جعفر وبينما هو يسعى لاتمام ذلك عاجلته منيته سنة 170 هـ.
هارون الرشيد :
مع تولي الرشيد الخلافة 170 هـ بلغت الدولة العباسية غاية قوتها وتجلى عصرها الذهبي في أسمى مظاهره فلم يكن على وجه الأرض دولة تضارعها في عظمة السلطان وضخامة الثروة ونشر العلوم والآداب وشيوع النعيم والترف واستتباب الأمن .. ويعد الرشيد من أكبر حكام العالم، فقد قام متمسكاً بدينه، تقياً محسناً محباً مع هذا لمظاهر العظمة، ماهراً في قيادة الجيوش .. ومن أجل هذا كان أبوه يؤثره على أخيه الهادي .. وكان كثير التجول في أملاكه، بقصد القضاء على الفوضى، وتوطيد الأمن، والتعرف على أحوال الرعية فسارت الطرق آمنة، وتقلب فيها التجار والحجاج والعلماء من أقصاها إلى أقصاها .. وقد شيد الرشيد من المساجد والمدارس والمستشفيات والقناطر والترع، ما يشهد له بالحرص على مصالح رعيته، والهمل على راحتهم .. وفي عصره عظمت بغداد وكثرت فيها القصور الفخمة التي أبدع المهندسون تنسيقها .. وعظمت كذلك الرصافة المقابلة لها على الشاطئ الشرقي لنهر دجلة، وذلك بفضل ما أنشأه البرامكة من قصور ومساجد وحمامات .. وفي عهده اتسع عمران العاصمة حتى بلغ مليوني نسمة، وصارت ملتقى التجارة بين الهند والصين والشام والجزيرة وبحر المشرق .. وقد زاد تبعاً لذلك خراج الدولة، فأخذ الخليفة ووزراؤه يغدقون بدون حساب على الشعراء والعلماء والكتاب والمحتاجين، وينفق هؤلاء عن سعة .. فراجت التجارة، وكثر التأنق في المعيشة، وبلغ الترف مبلغه الذي سارت به الأمثال في أنحاء المعمورة، ولم ينقطع تغني الشعراء به حتى وقتنا هذا .. وعهد هارون لأبنائه الأمين، ثم المأمون، ثم القاسم، وأخذ عليهم العهود بألا يغيروا هذا الترتيب .. ومات الرشيد بعد أن حكم ثلاثاً وعشرين سنة، بلغت فيها شهرته الآفاق البعيدة، حتى اتصل بامبراطور الصين، وتبادل شارلمان معه الهدايا، فأرسل إليه الرشيد هدايا كثيرة تشهد بما كانت عليه الدولة من الثروة والتقدم، ولاسيما الساعة التي دهش لها الأوروبيون وحسبوها سحراً .. ثم تولى الأمين الخلافة بعد أبيه سنة 193 هـ، فكان مسرفاً، مغرماً بالبذخ والترف .. وقيل أن وزيره الفضل بن الربيع أغراه بخلع أخويه ونقل العهد إلى أبنائه دونهما .. فأرسل الأمين جيشاً يأتيه بالمأمون فانهزم عند الري وأعلن المأمون نفسه خليفة بالبذخ والترف .. وقيل أن وزيره الفضل بن الربيع أغراه بخلع أخويه ونقل العهد إلى أبنائه دونهما فأرسل الأمين جيشاً يأتيه بالمأمون فانهزم عند الري وأعلن المأمون نفسه خليفة ، وقبلته فارس بأجمعها .. وحاصر المأمون بغداد إلى أن سلم الأمين نفسه لأخيه .. ولكن بعض الجند الفرس قتلوه، وقد أكرم المأمون أبناء أخيه وزوجهم من بناته .. وكان المأمون مولعاً بالعلوم والفلسفة والآداب، فكان عصره أرقى العهود في العصر العباسي .. وظهر فيه علماء مشهورون من أهل الحديث وعلماء الكلام، وجعل لهم المأمون مجالس للمناظرة .. وكانت الترجمة عن الفرس واليونان والهنود قد بدأت من قبل، وبخاصة الطب، فنقلت عن اليونانية أيام المنصور كتب أبقراط وجالينوس في الطب، وترجم ابن المقفع كتاب كليلة ودمنة عن البهلوية، كما ترجم المجسطي لبطليموس.
فلما كان عصر الرشيد غرف المترجمون من كنز العلوم اليونانية، فحملت الكتب إلى بغداد ونقلت إلى العربية برعايته وتشجيع البرامكة فنشأ المأمون متشبعاً بتلك العلوم، مقتنعاً بفائدتها، فنشطت حركة النقل نشاطاً كبيراً، بفضل تعظيمه العلماء وما كان يغدقه عليهم من الأرزاق .. وكان للمأمون شغف خاص بأرسطاطاليس، فأرسل في طلب كتبه جماعة إلى القسطنطينية، ممن يعرفون اليونانية، ومعهم صاحب "بيت الحكمة". وقد أصلح علماء العرب أخطاء اليونان وشرع بعضهم يضع مؤلفات علمية وفلسفية جديدة.
وقد راجت علوم الأقدمين واشتغل بها المتعلمون في بغداد وخارجها من حواضر الإسلام، فكان المأمون حامل لواء العلوم على أنواعها، وسبب تلك النهضة الكبرى.
توفي المأمون في آخر غزواته ببلاد الدولة البيزنطية سنة 218 هـ، إذ أصابته الحمى فقضت عليه، وكان قد أوصى بالخلافة بعده إلى أخيه المعتصم .. وقد أوصى المأمون أخاه المعتصم وصية جاء فيها: "يا أبا إسحاق، أدن مني، واتعظ بما ترى، وخذ بسيرة أخيك في القرآن، واعمل على الخلافة إذا طوقكها الله عمل المريد لله، الخائف من عذابه وعقابه، ولا تغتر بالله ومهلته، فكأن، قد نزل بك الموت، ولا تغفل أمر الرعية، والعوام العوام، فإن الملك، الملك بهم، والمنفعة فيهم وفي غيرهم من المسلمين".
http://www.alshamsi.net/man/omam/star_shak2.jpg قوة ونفوذ الأتراك
قوة ونفوذ الأتراك
لما تولى الخليفة المعتصم أراد أن يكبح جماع جيوشه، فكون جيشاً جديداً من الأتراك يقودهم ضباط بينهم، تحت إمرة الخليفة مباشرة .. ولما ضاقت بهم بغداد انتقل المعتصم وجيشه إلى مدينة "سر من رأى" أو "سامراء" التي أصبحت حاضرة خلافته الجديدة .. وتقع سامراء شرقي دجلة على بعد ستين ميلاً شمالي بغداد .. وسرعان ما أصبح لهؤلاء الأتراك من القوة ما جعلهم يهيمنون على الخلافة، حتى أصبح بيدهم عزل الخلفاء وتعيينهم.
http://www.alshamsi.net/man/omam/star_shak2.jpg أسباب سقوط الدولة العباسية
أسباب سقوط الدولة العباسية
مع موت الواثق سنة 232 هـ انقضى عهد عظمة العباسيين، إذا لم يخلفه إلا رجال يرتقون الخلافة ولا حول لهم ولاقوة، ويموتون غير مأسوف عليهم، يوليهم الأتراك أو الفرس ذو النفوذ ويعزلونهم، أو يقتلونهم متى أرادوا .. على أن اسم الخلافة العباسية استمر ببغداد حتى سنة 656 هـ (1258م) حين أغار عليها هولاكو المغولي، وقتل المعتصم آخر خليفة عباسي في بغداد، فانقضت بذلك الدولة العباسية .. أما أسباب سقوط هذه الدولة فكثيرة نجملها بما يأتي:
1- تفوق العناصر غير العربية: كان الأمويون يعتمدون على العرب، ويولونهم المناصب العالية كلها، مما أثار حفيظة [غيظ] الموالي من الفرس فعملوا على القضاء على دولتهم، لعلهم يستردون شيئاً من سابق نفوذهم وسلطانهم القديم فأخذوا ينشرون الدعوة لبني العباس، وتمكنوا في النهاية من انتزاع الخلافة من الأمويين، فجاءت دولة العباسيين فارسية الصبغة وقد عمل الفرس على اقصاء العصبية العربية عن الخلفاء بحجة أن العرب يطمحون إلى الخلافة، فأصبح الفرس يحكمون الدولة، كما نرى ذلك مممثلاً في سطوة البرامكة ولما خشي المعتصم مغبة الأمر استكثر من المماليك الأتراك واتخذ منهم جنداً استعان بهم على الفرس والعرب معاً.
2- سوء الحالة الإقتصادية : بعد أن وطد خلفاء العصر العباسي الأول أركان الملك، جاء من بعدهم حكام اخلدوا إلى الدعة [الراحة والهدوء]، وامعنوا في الترف وجر ذلك إلى كثرة في النفقات وزيادة الضرائب، فانحطت موارد الثروة وقل ايراد الحكومة، وضعفت بالتالي شوكة الدولة وعجزت عن تحصيل ضرائبها.
3- ظهور الدويلات المستقلة: تمكن العلويون من اقتطاع أجزاء من الدولة العباسية أصبحت مستقلة عنها ومنها دولة الأدارسة في المغرب، والدولة الفاطمية التي امتدت من المحيط الأطلسي إلى اليمن والحجاز، ودولة بني بويه التي سيطرت على بغداد، وغير ذلك من الدول في العالم الإسلامي ويضاف إلى ذلك أن اتساع الرقعة العباسية حمل الخلفاء على تعيين حكام من أعوانهم على المناطق النائية، فعمد أولئك الحكام إلى الاستقلال بمقاطعاتهم عن بغداد.
4- تعدد الأجناس والمذاهب: لم يكن تعدد الأجناس وظهور مذاهب دينية معروفاً أيام الأمويين، بل سرت إلى الإسلام في العصر العباسي من الديانات القديمة كالمجوسية والمانوية والمزدكية وقد أدى ذلك إلى كثرة الملل والنحل، كما أذكى نار العداوة بين المسلمين فتفرقوا مللاً وأحزاباً، تحسبهم جميعاً وقلوبهم مشتتة.