المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سورة البقرة


صبري2010
2010-01-15, 07:36
سورة البقرة :
هذا النص القرآني المعجز جاء في مقدمات سورة البقرة‏,‏ وهي سورة مدنية‏,‏ وآياتها‏286,‏ وعلى ذلك فهي أطول سور القرآن الكريم علي الإطلاق‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود قصة بقرة بني إسرائيل فيها‏,‏ وتتلخص في أن يهوديا قتل في زمن نبي الله موسى‏,‏ ولم يعرف قاتله‏,‏ فعرض الأمر على موسى‏(‏ عليه السلام‏)‏ لعله يستطيع المعاونة في الكشف عن القاتل‏,‏ فأوحى الله‏(‏ تعالى)‏ إليه أن يأمر القوم بذبح بقرة‏,‏ وأن يضربوا الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله ويخبرهم عن قاتله‏,‏ وبعد لأي طويل فعل قومه ذلك‏,‏ وتحقق ما وعدهم الله‏(‏ تعالى‏)‏ به كي تكون تلك الواقعة برهانا عمليا أمام أعينهم على إمكانية البعث‏,‏ وقد كانوا من المتشككين فيه أو المكذبين لإمكانية وقوعه‏...!!‏
ويدور المحور الرئيسي للسورة حول الأحكام التشريعية في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات‏,‏ وهي صلب الدين‏.‏
ومن أسس العقيدة الإسلامية التي دعت إليها السورة الكريمة‏:‏ الإيمان بأن القرآن الكريم هو الصورة النهائية التي تكاملت فيها كل رسالات السماء السابقة‏,‏ وأنه كتاب لا ريب فيه‏,‏ وأنه هدي للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة‏,‏ ومما رزقهم الله ينفقون‏,‏ والذين يؤمنون بما أنزل إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏),‏ وما أنزل من قبله وبالآخرة هم يوقنون‏.‏
وهذه الركائز الأساسية للدين ترددت في ثنايا السورة مرات عديدة‏,‏ مؤكدة حتمية الإيمان بالله الواحد الأحد‏,‏ الفرد الصمد‏,‏ الذي لم يلد ولم يولد‏,‏ ولم يكن له كفوا أحد‏,‏ الذي لا شريك له في ملكه‏,‏ ولا منازع له في سلطانه‏,‏ ولا شبيه له من خلقه‏,‏ وذلك من أجل النجاح في الدنيا‏,‏ والنجاة في الآخرة‏,‏ وتعرض السورة لشيء من صفات هذا الخالق العظيم‏...‏ تنزيها لجلاله عن الشبيه والشريك والمنازع‏,‏ وتقديسا لألوهيته وربوبيته ووحدانيته‏.‏
وتؤكد السورة الكريمة حتمية الإيمان بملائكة الله‏,‏ وكتبه ورسله دون أدنى تفرقة بينهم‏,‏ والإيمان بالبعث وبالحساب في الآخرة‏,‏ وبالخلود في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏,‏ وهذه كلها من أمور الغيب المطلق التي لا سبيل للإنسان في الوصول إليها إلا ببيان من الله‏,‏ بيانا ربانيا خالصا لا يداخله أدنى قدر من التصورات البشرية‏.‏
وفي مجال العبادات‏,‏ ركزت سورة البقرة على تفصيل أحكام الطهارة‏,‏ والصلاة‏,‏ والزكاة‏,‏ والصوم‏,‏ والحج‏,‏ والعمرة‏,‏ والجهاد في سبيل الله‏,‏ وعلى تعظيم حرمة كل من البيت الحرام والأشهر الحرم‏,‏ وبينت المحرمات من الطعام والشراب والسلوكيات‏,‏ وأن كل ما عدا المحرمات من الطعام والشراب يؤكل ويشرب حلالا طيبا‏.‏ وكذلك تأمر السورة الكريمة بالإنفاق في سبيل الله‏,‏ وبالإحسان الى الخلق‏.‏
وفي جانب المعاملات‏,‏ أوضحت سورة البقرة أحكام الزواج‏,‏ والطلاق‏,‏ والعدة‏,‏ والرضاع‏,‏ والقصاص‏,‏ والوصية‏,‏ والدين‏,‏ والرهن‏,‏ والنذور‏,‏ والصدقات‏,‏ وحقوق الأيتام‏,‏ وغير ذلك من المعاملات المالية‏.‏
وحذرت السورة الكريمة من متابعة الكفار والمشركين والمنافقين‏,‏ خاصة من كان منهم من أهل الكتاب الذين حرفوا دينهم‏,‏ وكذبوا على رب العالمين‏,‏ وأوهموا أنفسهم زورا أنهم شعب الله المختار‏,‏ وأبناؤه وأحباؤه‏,‏ وأن لهم عند رب العالمين ما ليس لغيرهم من المخلوقين من أمثال اليهود المجرمين‏,‏ الذين كانوا ركازة الكفر عبر التاريخ‏,‏ فوقفوا حجر عثرة أمام كل دعوة ربانية صحيحة‏,‏ وحاربوا الرسالة الخاتمة التي بعث بها النبي الخاتم‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏)‏ فعارضوه‏,‏ ونقضوا كل عهودهم معه‏,‏ وتحالفوا مع عبدة الأوثان ضده‏,‏ ولايزالون هكذا الى اليوم‏,‏ والى أن يرث الله‏(‏ تعالى‏)‏ الأرض ومن عليها‏...‏ يمثلون أبشع صور الكفر‏,‏ والظلم والنفاق‏,‏ وسوء الأخلاق وكراهية الحق‏,‏ وبغض الإنسانية والاستعلاء كذبا عليها‏,‏ والتآمر ضدها تآمر الشياطين الملاعين ما وسعهم إلى ذلك سبيلا‏.‏
وتحدثت سورة البقرة عن عدد من صفات المتقين‏,‏ وعن بعض صفات المنافقين من الكفار والمشركين‏,‏ وضربت نماذج لكل من الطائفتين‏,‏ كما عرضت لشيء من وصف نعيم المتقين في الجنة‏,‏ ولعذاب كل من الكافرين والمشركين في النار‏,‏ وقد ماتوا على كفرهم أو شركهم‏,‏ ولذلك فسوف يخلدون فيها‏..!!‏ وتصف السورة جانبا من ذلهم وحيرتهم يوم القيامة‏..!!‏
وفي هذه السورة الأولى في ترتيب المصحف الشريف بعد فاتحة الكتاب‏,‏ جاء عرض رائع لقصة آدم‏(‏ عليه السلام‏)‏ من لحظة خلقه‏,‏ وخلق أمنا حواء‏(‏ رضي الله عنها‏)‏ الى لحظة هبوطهما على الأرض‏.‏
وفي أكثر من ثلث هذه السورة المباركة‏,‏ جاء الحديث عن عصاة اليهود من بني إسرائيل‏(‏ لعنهم الله في الدنيا والآخرة‏),‏ وعن حقارة نفوسهم‏,‏ وخبث نواياهم‏,‏ وشيطانية مكرهم‏,‏ وخطورة كيدهم‏,‏ ولؤمهم‏,‏ وغدرهم‏,‏وتحريفهم لدينهم‏,‏ وكذبهم على الله‏,‏ ورسله‏,‏ ومحاربتهم لأوليائه‏,‏ وخياناتهم لكل الوعود والعهود والمواثيق التي يقطعونها على أنفسهم‏,‏ وتزييفهم للحق‏,‏ ونصرتهم للباطل‏,‏ وغير ذلك مما جبلت عليه نفوسهم الشيطانية الشريرة من كفر بالله وشرك به‏,‏ وكراهية للخلق وتآمر عليهم‏,‏ ورغبة دفينة في إيذاء الآخرين وتدميرهم‏,‏ على الرغم من أن الله‏(‏ تعالى‏)‏ كان قد نجاهم من آل فرعون الذين ساموهم سوء العذاب‏,‏ إلا أنهم عبدوا العجل‏,‏ وحرفوا الدين‏,‏ وكتموا ما أنزل الله من كتاب‏,‏ واشتروا به ثمنا قليلا‏.‏
كذلك أشارت سورة البقرة‏,‏ الى اختلاف أتباع عيسى‏(‏ عليه السلام‏)‏ من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر‏,‏ وعرضت لجانب من قصة إبراهيم‏(‏ عليه السلام‏)‏ مع النمرود‏(‏ عليه اللعنة‏),‏ وكذلك لقصته مع قضية البعث‏.‏
وتحدثت سورة البقرة‏,‏ عن واقعة تحويل القبلة‏,‏ وأكدت أن الله‏(‏ تعالى‏)‏ قد جعل أمة الإسلام أمة وسطا ليكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليهم شهيدا‏.‏
وتأمر السورة الكريمة في العديد من مقاطعها بالجهاد في سبيل الله دون اعتداء‏,‏ وتعظم منازل الشهداء‏,‏ ومنازل كل من الصابرين في البأساء والضراء‏,‏ والموفين بعهودهم إذا عاهدوا‏.‏
وتدعو سورة البقرة في كثير من أجزائها‏,‏ الى التأمل بعين البصيرة في آيات الله العديدة المنتشرة في كل من الأرض والسماء‏,‏ وتنهي عن اتباع الشيطان لأنه عدو مبين للإنسان‏,‏ كما تنهي عن أخذ الدين بالميراث‏,‏ أي بالاتباع الأعمي لما عليه الوالدان من دين‏,‏ دون تمعن وتدبر واحتكام للعقل واقتناع بصحة ما يعتنقه الفرد‏,‏ وتنهي كذلك عن التداول بالمال الحرام‏,‏ وعن رشوة الحكام‏,‏ وعن التعامل بالربا‏,‏ وعن تناول الخمر‏,‏ ولعب الميسر‏,‏ وعن أكل مال اليتيم‏,‏ وعن التزاوج بين المسلمين والمشركين‏,‏ وتأمر باعتزال النساء في المحيض‏,‏ وتكرر الحض على الإنفاق في سبيل الله‏,‏ وتؤكد أن الله‏(‏ تعالى‏)‏ هو الذي يؤتي الحكمة من يشاء‏,‏ وأن من يؤتاها فقد أوتي خيرا كثيرا‏,‏ وتحذر الناس من يوم يرجعون فيه الى الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون‏*,‏ وتضع ضوابط للتعامل بالدين في آية تعتبر أطول آيات القرآن الكريم‏,‏ وتحذر من كتم الشهادة‏..‏ ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم‏*.‏
وتختتم بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏
لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير‏*‏ آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله‏,‏ وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير‏*‏ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت‏,‏ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا‏,‏ ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين‏*.‏
‏وهو دعاء يهز القلوب والعقول‏,‏ ويحرك الأرواح والمشاعر لما فيه من معاني الخضوع التام لله وحده بالعبودية‏,‏ والإقرار له وحده بالألوهية والربوبية‏,‏ دون الشبيه أو الشريك أو المنازع‏,‏ والإيمان به‏(‏ تعالى‏)‏ وبملائكته وكتبه ورسله وباطلاعه على خائنة الأعين وما تخفي الصدور‏,‏ وتأكيد وحدة الرسالة السماوية دون أدنى تفرقة بينهم‏.!!‏ ثم طلب العفو‏,‏ والمغفرة‏,‏ والرحمة من الله‏(‏ تعالى‏)‏ وطلب النصر منه علي كافة أنماط الكفار والمشركين من أمثال الصهاينة المعتدين الغاصبين المتجبرين على إخواننا الفلسطينيين العزل الآمنين علي أرض فلسطين‏,‏ وأشياعهم من النصارى المتهودين كالأمريكان المتغطرسين بقوتهم المادية على كافة شعوب الأرض‏,‏ ومآلهم جميعا الدمار الكامل في الدنيا‏,‏ والخلود في نار جهنم في الآخرة إن شاء الله رب العالمين‏,‏ وما ذلك على الله بعزيز اللهم آمين‏..‏ آمين‏..‏ آمين يارب العالمين‏.‏
دمتم برعاية الله
بقلم الدكتور‏:‏ زغـلول النجـار
نشر: صبري2010

ب.علي
2010-01-15, 22:53
http://img522.imageshack.us/img522/332/12iq9.gif

http://img377.imageshack.us/img377/4555/44hk3.gif

soufian98
2010-01-16, 08:13
بارك الله فيك