ithguel
2010-01-14, 15:04
حماقة الحكومة في الرويبة
أخرجت السلطات العمومية، مرة أخرى، ''العصا'' لتكميم أفواه أرباب عائلات جزائريين، خرجوا إلى شوارع مدينة الرويبة وطالبوا سلميا بحقهم في العيش الكريم في بلد من المفروض أن شعاره منذ 1999 ''العزة والكرامة''.
العمال الذين خرجوا إلى الشارع لم يطالبوا برحيل الحكومة ولا بمغادرة بوتفليقة الرئاسة، ولم يتآمروا على الجزائر.. إنما طالبوا فقط بالحقوق التي من المفروض أن يضمنها لهم دستور الجمهورية، ويحميهم في التعبير السلمي عنها.
والغريب أنه حتى الذين حملوا ''العصي'' وضربوا بها المضربين، ومنهم نساء، وطاردوهم في شوارع الرويبة، ضربوا من هم في أعمار آبائهم وكانوا عزلا يرتدون ''بذلات العمل'' ولم يحملوا في أيديهم أدوات التخريب. ومن المفارقات أيضا أن الذين ضربوا العمال المضربين، يقاسمونهم نفس المعاناة مع ضنك العيش بالراتب الهزيل والسكن غير اللائق و''التمرميد'' مع النقل، وغيرها من المشاكل التي أخرجت عمال المنطقة الصناعية للرويبة إلى الشارع، والذين لم تفعل فيهم مهدئات أحمد أويحيى وشريكه ''سيدهم'' السعيد مفعولها.
لقد ارتكبت الحكومة الجزائرية ''حماقة'' جديدة، عندما أمرت قوات الأمن بقمع المضربين، كما فعلت في ديار الشمس بالعاصمة عندما أرادت منع سكان هذا الحي من إسماع صوتهم المطالب بالحق في السكن اللائق. كما ارتكبت حماقات سابقة عندما منعت التعبير الحر، ونصبت الاتحاد العام للعمال الجزائريين شريكا وحيدا لها، وترفض الحوار أو الاستماع لأي كان، حتى وإن كان يحمل أفكارا إيجابية، وحتى إن كان أصحاب هذه الأفكار ''نخبا'' فكرية.
خلاصة القول إن الحكومات الجزائرية لم تعد بارعة إلا في ''الحماقة''. فماذا ينتظر أويحيى وسيدي سعيد من عمال الرويبة الذين تعرضوا للضرب؟ وما يمكن أن يكون موقف أبناء وبنات العمال المضروبين؟
الحكومات في الأمم المتحضرة ''تستحي'' من إخراج العصا، أما عندنا فإن هذه الأداة هي كل ما تملكه الحكومة لفرض رأيها، الذي لا يحتاج إلى برهان أنه لا يضمن ''العزة ولا الكرامة''.
أخرجت السلطات العمومية، مرة أخرى، ''العصا'' لتكميم أفواه أرباب عائلات جزائريين، خرجوا إلى شوارع مدينة الرويبة وطالبوا سلميا بحقهم في العيش الكريم في بلد من المفروض أن شعاره منذ 1999 ''العزة والكرامة''.
العمال الذين خرجوا إلى الشارع لم يطالبوا برحيل الحكومة ولا بمغادرة بوتفليقة الرئاسة، ولم يتآمروا على الجزائر.. إنما طالبوا فقط بالحقوق التي من المفروض أن يضمنها لهم دستور الجمهورية، ويحميهم في التعبير السلمي عنها.
والغريب أنه حتى الذين حملوا ''العصي'' وضربوا بها المضربين، ومنهم نساء، وطاردوهم في شوارع الرويبة، ضربوا من هم في أعمار آبائهم وكانوا عزلا يرتدون ''بذلات العمل'' ولم يحملوا في أيديهم أدوات التخريب. ومن المفارقات أيضا أن الذين ضربوا العمال المضربين، يقاسمونهم نفس المعاناة مع ضنك العيش بالراتب الهزيل والسكن غير اللائق و''التمرميد'' مع النقل، وغيرها من المشاكل التي أخرجت عمال المنطقة الصناعية للرويبة إلى الشارع، والذين لم تفعل فيهم مهدئات أحمد أويحيى وشريكه ''سيدهم'' السعيد مفعولها.
لقد ارتكبت الحكومة الجزائرية ''حماقة'' جديدة، عندما أمرت قوات الأمن بقمع المضربين، كما فعلت في ديار الشمس بالعاصمة عندما أرادت منع سكان هذا الحي من إسماع صوتهم المطالب بالحق في السكن اللائق. كما ارتكبت حماقات سابقة عندما منعت التعبير الحر، ونصبت الاتحاد العام للعمال الجزائريين شريكا وحيدا لها، وترفض الحوار أو الاستماع لأي كان، حتى وإن كان يحمل أفكارا إيجابية، وحتى إن كان أصحاب هذه الأفكار ''نخبا'' فكرية.
خلاصة القول إن الحكومات الجزائرية لم تعد بارعة إلا في ''الحماقة''. فماذا ينتظر أويحيى وسيدي سعيد من عمال الرويبة الذين تعرضوا للضرب؟ وما يمكن أن يكون موقف أبناء وبنات العمال المضروبين؟
الحكومات في الأمم المتحضرة ''تستحي'' من إخراج العصا، أما عندنا فإن هذه الأداة هي كل ما تملكه الحكومة لفرض رأيها، الذي لا يحتاج إلى برهان أنه لا يضمن ''العزة ولا الكرامة''.