ترشه عمار
2010-01-13, 17:58
tercha-ammar h.a.kerim el-oued
http://www.zerovb.com/Paladin/Images/Progress.gifhttp://img460.imageshack.us/img460/5306/w6w200504200341311d6a92ys9.gif
[/URL]
لكم كتاب نقد العقل العملي لـ «كانط».....ملخصا
العنوان: نقد العقل العملي.
المؤلف:إمانويل كانط.
[URL="http://www.marefa.org/index.php/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9:Kant_2.jpg"]http://www.marefa.org/images/0/0a/Kant_2.jpg (http://kaspersky.nts.com.vn/tai-ve/kaspersky-tieng-viet/dang-ky-tham-gia-trung-thuong-voi-kaspersky-tieng-viet)
جاء كانط ، ككل الفلاسفة الكبار، ليصحح مسار الفلسفة في عصره مما اعتراه من خلل كبير ولذا بدأ كانطمهمته النقدية الكبيرة بفكرة جوهرية وأساسية وهي أننا لا بد في البداية أن نتعرفعلى حدود وقدرات العقل أو نتعرف على معمار العقل الكامل لنعرف بالتالي حدود المعرفةالتي نصل إليها كما نعرف أيضا طبيعة المعارف التي نصل إليها.
جاء كانط في عصرسيطرة فيزياء نيوتن ورياضيات ليبنتز ولم يكن أحد يشعر بأن هذين العلمين يواجهانمشاكل كبيرة بل على العكس كانا في قمة توهجهما. المشكلة كانت في الميتافيزيقا التيرغم أنها أساسية في عقل الإنسان إلا أنها كانت تتجاوز حدودها باستمرار. انطلق كانطمن فكرة أساسية وهي أن التجربة هي منطلق أي معرفة إنسانية هذه التجربة تعني اتصالحواسنا بالأشياء التي لن نعرف منها إلا ظاهرها أما الأشياء في ذاتها فلا سبيلللوصول إليها.ولكن هذا لا يعني أن كانط تجريبي مثل هيوم باعتبار أنه يقول أنالإحساسات التي نتحصل عليها من التجربة لا يكون لها معنى إلا من خلال قدرات قبليةفي العقل هي أولا الحدوس الحسية القبلية ( الزمان والمكان) التي تضع الإحساساتالقادمة من التجربة في سياق بشري متصور. ثم تنتقل هذه الإحساسات المتصورة في سياقزماني ومكاني إلى " الفاهمة" أو " العقل الفعّال" المكوّن من مقولات الكم والكيفوالعلاقة والجهة التي تعطينا القدرة على صياغة الأحكام والقضايا. إلى هنا شرح كانطكيف تكون الرياضيات والفيزياء ممكنة.الرياضيات تعتمد على الحدوس القبلية ، الزمان (العدد) والمكان ( الهندسة ) والفيزياء تستند على الفاهمة التي تضع الإحساسات فيأحكام وقضايا علمية دقيقة.
هل انتهت قدرات العقل إلى هذا الحد وما هو مصيرالميتافيزيقا إذن؟ يرى كانط أن العقل يملك قدرة يسميها ، العقل المحض ، وهي قدرةغير قادرة على تشكيل معرفة علمية أو رياضية أو أي معرفة لها وجود واقعي كما كانتتتصور الميتافيزيقا السابقة، بل هي عدد من المبادئ التي تعطي للعقل معاني الغائيةوالدافعية والحرية كما تعطينا قدرة لتصور "النفس" كجوهر و"العالم" ككل وتصور عنالكائن الأسمى. ولكن من المهم التأكيد على أن هذه التصورات التي هي حدودالميتافيزيقا ليس لها وجود واقعي بل هي مبادئ يقبلها العقل ولا تتناقض معه ولديهاالقدرة على توجيهه وإعطائه دافعاً للعمل. هذا النقد للعقل المتمثّل فيالتعرف عليهوتحديد حدوده وكشف نقائضه هو مهمة الفلسفة الأساسية والعملية التصحيحية التي قامبها كانط.
كانت هذه مهمة نقد العقل المحض التي أنجزها كانط بكفاءة عالية بعدذلك انتقل إلى المهمة الثانية المنجزة في كتابنا اليوم"نقد العقل العملي" وهيالمهمة التي أراد فيها أن يؤسس فيها لعالم الحرية الإنسانية بعد أن أسس لعالمالضرورة المرتبط بالظواهر المحسوسة. لدينا مستويان:الأول مستوى المحسوسات وهو محكومبقانون الطبيعة الضروري ، هذا القانون يحكم الكل حتى الإنسان بوصفه مادة محسوسة ،المستوى الآخر ، هو مستوى الحرية التي يتمثّل في الإنسان بوصفه عقلا وإرادة. وهذاهو جانب الأخلاق الذي أراد كانط أن يؤسس له عقليا. العقل المحض لديه قدرة عملية ،أي قدرة تأسيسية لقوانين قبلية أي لها طابع الضرورة والشمول.
هل يريدكانط أن يضع أخلاقاً جديدة ؟ يرفض كانط هذا الدور بل يعتقد أن القانون الأخلاقيموجود في نفس كل إنسان وعلى الفيلسوف أن يدرك هذا جيدا ويكفّ عن التعالي(أشاد كانطبروسو كثيرا هنا) تبقى مهمة الفيلسوف في صياغة القانون الأخلاقي ، أي التأسيسالعقلي للشعور الأخلاقي الفردي ، أي صياغة القانون الأخلاقي بوصفه قانونا عقليامحضا لا يتأسس على رغبات أو نزعات بل على العقل المحض ذاته. إن "نقد العقل العملي" هو التأسيس العقلي لملكة الرغبة عند الإنسان بعد أن كان " نقد العقل المحض" تأسيسالملكة المعرفة وتاليا سيكون " النقد الثالث" نقدا لملكة الحكم الجمالية.
مبادئالعقل المحض العملي هي التي تعيّن الإرادة الخيّرة لدى الإنسان وهذه الإرادة هيالسبب في الموضوعات الأخلاقية ، يقطع كانط هنا مع الأخلاق المتأسسة على الحسوالتجربة كما يقطع مع الأخلاق المتأسسة على تصورات لاهوتية أو ميتافيزيقية بالمعنىالذي نقده سابقا. ليؤسس الأخلاق على العقل و يصيغ القانون الأخلاقي العام كالتالي " افعل بحيث يمكن لقاعدة فعلك أن تكون قانونا عاما". أي أن الإنسان إذا أراد أن يعرفهل هذا الفعل الذي يفعله أخلاقيا أم لا ليس عليه إلا أن يسأل نفسه هل يصح فعلي هذاأن يكون قاعدة يسير عليها جميع الناس؟ فمن يريد أن يكذب في ظرف محرج ليخرج نفسه منالورطة ولا يعلم هل هذا فعل أخلاقي أم لا عليه أن يسأل نفسه هذا السؤال:هل أقبلبهذه القاعدة "علينا أن نكذب في الظروف الصعبة" لتحكم أفعال الناس ؟إن العاقل لنيوافق لأن معنى هذه القاعدة ينقض الفعل نفسه فلن يصدق أحد أحدا إذا كان في موقف صعبلأننا نعلم القاعدة التي يسير عليها.
يستبعد كانط هنا كل ما له علاقة باللذة منالتأسيس للقانون الأخلاقي باعتبار التأسيس يقضي على القانون قضاء تاما فاللذةمرتبطة بالإحساسات والرغبات الفردية والمتغيّرة التي لا يمكن التأسيس عليها لقانونقبلي أي ضروري وشامل.
كما ينتقدكانط مسلّمة حب الذات باعتبار أن حب الذات يؤسس للأنانية واستخدام الآخرين كأدواتولذا يصيغ كانط هذه القاعدة الأساسية التي تضبط العلاقة مع الآخرين، يقول" افعلبحيث تعامل الإنسانية في شخصك وفي شخص سواك دائما وفي نفس الوقت على أنها غاية وليسأبدا على أنها وسيلة". إن التعامل مع إنسان ما على أنه وسيلة لتحقيق أهدافي الشخصيةهو خرق للقانون الأخلاقي بالكامل. يجب على البشر أن لا يستغلّوا بعضهم وأن عليهم أنينظروا لهذا الاستغلال على أنه فعل لا أخلاقي دائما وفي كل الظروف.وهنا تأتي برأييقوة ومتانة القانون الأخلاقي الذي يؤسس له كانط عقليا وإنسانيا فهو قانون غير قابلللاختراق ، أي أنه لا يسمح لأي تشريع أخلاقي لأعمال الاستغلال والأنانية والرغباتوالأهواء. صحيح أنه هذه الأفعال ستستمر للأبد ولكن بدون تشريع أخلاقي لأن الخطرالأكبر هو تشريع الأفعال اللا أخلاقية أخلاقيا مما يجعل من مقاومتها أمرا متعذرا.
يقوم القانون الأخلاقي عند كانط بإتاحة الاتصال بين العقل المحض والفعل عن طريقحجب حب الذات والغرور. حب الذات (الأنانية ) والغرور حجب دون القانون الأخلاقي ،فالأناني يحسب دائما انطلاقا من مصالحه الخاصة دون أخذ الاعتبار بمصالح الآخرينوالمغرور يأنف من الخضوع للقانون واحترامه الذي هو الأخلاق نفسها ، احترام القانونهو الأخلاق في جوهرها الأصلي. لا يعني هذا أن كانط يريد أن يجرّد الإنسان من ميولهورغباته ويتمثّله عقلا محضا ، أبدا ولكنه يريد هنا أن يؤسس للقانون الأخلاقي الذييجب أن يحكم على كل الأفعال الضرورية.
القيمة الأساسية برأيي لهذا الكتاب هيقيمة التأسيس العقلي للأخلاق فقد طال التصور بأن الأخلاق لا علاقة لها بالعقل وأنهانابعة من الإيمان والدين أو من الروح العاطفية البشرية ، ولكن كانط هنا أثبت عقليابأن العقل يحتوي على مبدأ الأخلاق. التي هنا هي أخلاق إنسانية من الأساس.أخلاق تنبعمن الإنسان وتتوجه للإنسان وغايتها هو الإنسان ذاته. أخلاق من الصعب التلاعب بهاأيديولوجيا ونفعيا كما حصل مع باقي الأنظمة الأخلاقية. القانون الأخلاقي الذي يحملهكل منّا في داخله هو الذي يتحمل الرهان في ضبط العلاقات الإنسانية بين البشر ، هذهالعلاقات التي تم التلاعب بها على مرّ التاريخ وباسم الأخلاق من أجل غايات ومآربنفعية ومتوحّشة للبشر. ميزة القانون الأخلاقي عند كانط أنه قبلي وفردي في نفس الوقت، قبلي بمعنى أنه شامل وضروري لدى جميع الكائنات العقلية وفردي باعتبار أنه نابع منالفرد ذاته ولا يتقبله من مصدر خارجي عنه وبالتالي فهو عصيّ على التلاعب من قبلأطراف خارجية أو حتى من الرغبات والأهواء الداخلية. صحيح أن التنظير الفلسفيللأخلاق لم يحصل على انتشار إلا في الفترة الأخيرة من التاريخ الأوروبي وصحيح أنهلم يصل إلى الكثير من مناطق العالم إلا أنه يبقى مطروحا أمام الإنسان المتنوّرليتمثّله ، الإنسان المتنوّر الذي يتحمل مسؤولية تفكيره والذي يملك الشجاعة ليستخدمعقله، هذا الإنسان هو القادر على الوعي بمعنى الواجب في داخله.
http://www.zerovb.com/Paladin/Images/Progress.gifhttp://img460.imageshack.us/img460/5306/w6w200504200341311d6a92ys9.gif
.......في امان الله
http://img254.imageshack.us/img254/5858/21hh6.gif (http://kaspersky.nts.com.vn/tai-ve/kaspersky-tieng-viet/dang-ky-tham-gia-trung-thuong-voi-kaspersky-tieng-viet)
http://www.zerovb.com/Paladin/Images/Progress.gifhttp://img460.imageshack.us/img460/5306/w6w200504200341311d6a92ys9.gif
[/URL]
لكم كتاب نقد العقل العملي لـ «كانط».....ملخصا
العنوان: نقد العقل العملي.
المؤلف:إمانويل كانط.
[URL="http://www.marefa.org/index.php/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9:Kant_2.jpg"]http://www.marefa.org/images/0/0a/Kant_2.jpg (http://kaspersky.nts.com.vn/tai-ve/kaspersky-tieng-viet/dang-ky-tham-gia-trung-thuong-voi-kaspersky-tieng-viet)
جاء كانط ، ككل الفلاسفة الكبار، ليصحح مسار الفلسفة في عصره مما اعتراه من خلل كبير ولذا بدأ كانطمهمته النقدية الكبيرة بفكرة جوهرية وأساسية وهي أننا لا بد في البداية أن نتعرفعلى حدود وقدرات العقل أو نتعرف على معمار العقل الكامل لنعرف بالتالي حدود المعرفةالتي نصل إليها كما نعرف أيضا طبيعة المعارف التي نصل إليها.
جاء كانط في عصرسيطرة فيزياء نيوتن ورياضيات ليبنتز ولم يكن أحد يشعر بأن هذين العلمين يواجهانمشاكل كبيرة بل على العكس كانا في قمة توهجهما. المشكلة كانت في الميتافيزيقا التيرغم أنها أساسية في عقل الإنسان إلا أنها كانت تتجاوز حدودها باستمرار. انطلق كانطمن فكرة أساسية وهي أن التجربة هي منطلق أي معرفة إنسانية هذه التجربة تعني اتصالحواسنا بالأشياء التي لن نعرف منها إلا ظاهرها أما الأشياء في ذاتها فلا سبيلللوصول إليها.ولكن هذا لا يعني أن كانط تجريبي مثل هيوم باعتبار أنه يقول أنالإحساسات التي نتحصل عليها من التجربة لا يكون لها معنى إلا من خلال قدرات قبليةفي العقل هي أولا الحدوس الحسية القبلية ( الزمان والمكان) التي تضع الإحساساتالقادمة من التجربة في سياق بشري متصور. ثم تنتقل هذه الإحساسات المتصورة في سياقزماني ومكاني إلى " الفاهمة" أو " العقل الفعّال" المكوّن من مقولات الكم والكيفوالعلاقة والجهة التي تعطينا القدرة على صياغة الأحكام والقضايا. إلى هنا شرح كانطكيف تكون الرياضيات والفيزياء ممكنة.الرياضيات تعتمد على الحدوس القبلية ، الزمان (العدد) والمكان ( الهندسة ) والفيزياء تستند على الفاهمة التي تضع الإحساسات فيأحكام وقضايا علمية دقيقة.
هل انتهت قدرات العقل إلى هذا الحد وما هو مصيرالميتافيزيقا إذن؟ يرى كانط أن العقل يملك قدرة يسميها ، العقل المحض ، وهي قدرةغير قادرة على تشكيل معرفة علمية أو رياضية أو أي معرفة لها وجود واقعي كما كانتتتصور الميتافيزيقا السابقة، بل هي عدد من المبادئ التي تعطي للعقل معاني الغائيةوالدافعية والحرية كما تعطينا قدرة لتصور "النفس" كجوهر و"العالم" ككل وتصور عنالكائن الأسمى. ولكن من المهم التأكيد على أن هذه التصورات التي هي حدودالميتافيزيقا ليس لها وجود واقعي بل هي مبادئ يقبلها العقل ولا تتناقض معه ولديهاالقدرة على توجيهه وإعطائه دافعاً للعمل. هذا النقد للعقل المتمثّل فيالتعرف عليهوتحديد حدوده وكشف نقائضه هو مهمة الفلسفة الأساسية والعملية التصحيحية التي قامبها كانط.
كانت هذه مهمة نقد العقل المحض التي أنجزها كانط بكفاءة عالية بعدذلك انتقل إلى المهمة الثانية المنجزة في كتابنا اليوم"نقد العقل العملي" وهيالمهمة التي أراد فيها أن يؤسس فيها لعالم الحرية الإنسانية بعد أن أسس لعالمالضرورة المرتبط بالظواهر المحسوسة. لدينا مستويان:الأول مستوى المحسوسات وهو محكومبقانون الطبيعة الضروري ، هذا القانون يحكم الكل حتى الإنسان بوصفه مادة محسوسة ،المستوى الآخر ، هو مستوى الحرية التي يتمثّل في الإنسان بوصفه عقلا وإرادة. وهذاهو جانب الأخلاق الذي أراد كانط أن يؤسس له عقليا. العقل المحض لديه قدرة عملية ،أي قدرة تأسيسية لقوانين قبلية أي لها طابع الضرورة والشمول.
هل يريدكانط أن يضع أخلاقاً جديدة ؟ يرفض كانط هذا الدور بل يعتقد أن القانون الأخلاقيموجود في نفس كل إنسان وعلى الفيلسوف أن يدرك هذا جيدا ويكفّ عن التعالي(أشاد كانطبروسو كثيرا هنا) تبقى مهمة الفيلسوف في صياغة القانون الأخلاقي ، أي التأسيسالعقلي للشعور الأخلاقي الفردي ، أي صياغة القانون الأخلاقي بوصفه قانونا عقليامحضا لا يتأسس على رغبات أو نزعات بل على العقل المحض ذاته. إن "نقد العقل العملي" هو التأسيس العقلي لملكة الرغبة عند الإنسان بعد أن كان " نقد العقل المحض" تأسيسالملكة المعرفة وتاليا سيكون " النقد الثالث" نقدا لملكة الحكم الجمالية.
مبادئالعقل المحض العملي هي التي تعيّن الإرادة الخيّرة لدى الإنسان وهذه الإرادة هيالسبب في الموضوعات الأخلاقية ، يقطع كانط هنا مع الأخلاق المتأسسة على الحسوالتجربة كما يقطع مع الأخلاق المتأسسة على تصورات لاهوتية أو ميتافيزيقية بالمعنىالذي نقده سابقا. ليؤسس الأخلاق على العقل و يصيغ القانون الأخلاقي العام كالتالي " افعل بحيث يمكن لقاعدة فعلك أن تكون قانونا عاما". أي أن الإنسان إذا أراد أن يعرفهل هذا الفعل الذي يفعله أخلاقيا أم لا ليس عليه إلا أن يسأل نفسه هل يصح فعلي هذاأن يكون قاعدة يسير عليها جميع الناس؟ فمن يريد أن يكذب في ظرف محرج ليخرج نفسه منالورطة ولا يعلم هل هذا فعل أخلاقي أم لا عليه أن يسأل نفسه هذا السؤال:هل أقبلبهذه القاعدة "علينا أن نكذب في الظروف الصعبة" لتحكم أفعال الناس ؟إن العاقل لنيوافق لأن معنى هذه القاعدة ينقض الفعل نفسه فلن يصدق أحد أحدا إذا كان في موقف صعبلأننا نعلم القاعدة التي يسير عليها.
يستبعد كانط هنا كل ما له علاقة باللذة منالتأسيس للقانون الأخلاقي باعتبار التأسيس يقضي على القانون قضاء تاما فاللذةمرتبطة بالإحساسات والرغبات الفردية والمتغيّرة التي لا يمكن التأسيس عليها لقانونقبلي أي ضروري وشامل.
كما ينتقدكانط مسلّمة حب الذات باعتبار أن حب الذات يؤسس للأنانية واستخدام الآخرين كأدواتولذا يصيغ كانط هذه القاعدة الأساسية التي تضبط العلاقة مع الآخرين، يقول" افعلبحيث تعامل الإنسانية في شخصك وفي شخص سواك دائما وفي نفس الوقت على أنها غاية وليسأبدا على أنها وسيلة". إن التعامل مع إنسان ما على أنه وسيلة لتحقيق أهدافي الشخصيةهو خرق للقانون الأخلاقي بالكامل. يجب على البشر أن لا يستغلّوا بعضهم وأن عليهم أنينظروا لهذا الاستغلال على أنه فعل لا أخلاقي دائما وفي كل الظروف.وهنا تأتي برأييقوة ومتانة القانون الأخلاقي الذي يؤسس له كانط عقليا وإنسانيا فهو قانون غير قابلللاختراق ، أي أنه لا يسمح لأي تشريع أخلاقي لأعمال الاستغلال والأنانية والرغباتوالأهواء. صحيح أنه هذه الأفعال ستستمر للأبد ولكن بدون تشريع أخلاقي لأن الخطرالأكبر هو تشريع الأفعال اللا أخلاقية أخلاقيا مما يجعل من مقاومتها أمرا متعذرا.
يقوم القانون الأخلاقي عند كانط بإتاحة الاتصال بين العقل المحض والفعل عن طريقحجب حب الذات والغرور. حب الذات (الأنانية ) والغرور حجب دون القانون الأخلاقي ،فالأناني يحسب دائما انطلاقا من مصالحه الخاصة دون أخذ الاعتبار بمصالح الآخرينوالمغرور يأنف من الخضوع للقانون واحترامه الذي هو الأخلاق نفسها ، احترام القانونهو الأخلاق في جوهرها الأصلي. لا يعني هذا أن كانط يريد أن يجرّد الإنسان من ميولهورغباته ويتمثّله عقلا محضا ، أبدا ولكنه يريد هنا أن يؤسس للقانون الأخلاقي الذييجب أن يحكم على كل الأفعال الضرورية.
القيمة الأساسية برأيي لهذا الكتاب هيقيمة التأسيس العقلي للأخلاق فقد طال التصور بأن الأخلاق لا علاقة لها بالعقل وأنهانابعة من الإيمان والدين أو من الروح العاطفية البشرية ، ولكن كانط هنا أثبت عقليابأن العقل يحتوي على مبدأ الأخلاق. التي هنا هي أخلاق إنسانية من الأساس.أخلاق تنبعمن الإنسان وتتوجه للإنسان وغايتها هو الإنسان ذاته. أخلاق من الصعب التلاعب بهاأيديولوجيا ونفعيا كما حصل مع باقي الأنظمة الأخلاقية. القانون الأخلاقي الذي يحملهكل منّا في داخله هو الذي يتحمل الرهان في ضبط العلاقات الإنسانية بين البشر ، هذهالعلاقات التي تم التلاعب بها على مرّ التاريخ وباسم الأخلاق من أجل غايات ومآربنفعية ومتوحّشة للبشر. ميزة القانون الأخلاقي عند كانط أنه قبلي وفردي في نفس الوقت، قبلي بمعنى أنه شامل وضروري لدى جميع الكائنات العقلية وفردي باعتبار أنه نابع منالفرد ذاته ولا يتقبله من مصدر خارجي عنه وبالتالي فهو عصيّ على التلاعب من قبلأطراف خارجية أو حتى من الرغبات والأهواء الداخلية. صحيح أن التنظير الفلسفيللأخلاق لم يحصل على انتشار إلا في الفترة الأخيرة من التاريخ الأوروبي وصحيح أنهلم يصل إلى الكثير من مناطق العالم إلا أنه يبقى مطروحا أمام الإنسان المتنوّرليتمثّله ، الإنسان المتنوّر الذي يتحمل مسؤولية تفكيره والذي يملك الشجاعة ليستخدمعقله، هذا الإنسان هو القادر على الوعي بمعنى الواجب في داخله.
http://www.zerovb.com/Paladin/Images/Progress.gifhttp://img460.imageshack.us/img460/5306/w6w200504200341311d6a92ys9.gif
.......في امان الله
http://img254.imageshack.us/img254/5858/21hh6.gif (http://kaspersky.nts.com.vn/tai-ve/kaspersky-tieng-viet/dang-ky-tham-gia-trung-thuong-voi-kaspersky-tieng-viet)