عبدالباسط عبيد
2010-01-12, 15:41
التجويع.. للتركيع!
لم تقدر قوافل المساعدات القادمة إلى غزة من الوصول في الوقت المحدد لها قبل بناء الجدار المصري، فما بالك بعد أن صار الفولاذ يحول بين الشعب الغزاوي القابع تحت الحصار وبين شريان الحياة الذي تحاول بعض الجمعيات المدنية والحقوقية أن يكون الأمل الوحيد الذي يبقي الغزاويين متمسكين برغبتهم في تحسين ظروفهم المعيشية؟!
فبالإضافة إلى الحصار الخانق الذي يعيشه القطاع بعد الحرب الأخيرة التي شنتها القوات الإسرائيلية والتي لم تبق سواء المآسي التي يتجرعها أهل غزة بعد أن استعملت الدولة العبرية الأسلحة المحرمة دوليا، وبعد أن تركت القطاع في حالة من الخراب والدمار، فإن الجهود المصرية لم تجد من حل لذلك الحصار إلا بحصار آخر يقضي على كل فرصة لسكان غزة من أجل التنفس والتمتع بقليل من المساعدات التي تأتي عبر الأنفاق وعبر التهريب بعيدا عن عيون المراقبين المنتشرين هنا وهناك.
مصر الجارة التي لطالما كانت الحاضنة الأولى والأخيرة لمعاناة الشعب الفلسطيني، هاهي اليوم تسهم بفولاذها ذي التمويل الأمريكي في خنق أهل غزة ضمن مخطط لإبادة جماعية تقضي على كل مقومات الحياة في القطاع.
فلئن عجزت القوات الإسرائيلية في القضاء على صوت المقاومة بحربها الأخيرة فإنها لم تيأس من تحقيق أهدافها، وهاهو الحصار والتجويع، حتى وإن كان بأياد عربية، يكون السلاح الجديد الذي تلوح به المقاربة الإسرائيلية. فبهذه الجدران التي تطوق القطاع لن يكون بمقدور الغزاويين الحصول على الغذاء إلا عن طريق السفن القادمة من البحر، وهذا المنفذ البحري لن يكون سهل العبور إذا كانت القوات الاسرائيلية تمرح فيه ليل نهار.
إذن كيف سيتصرف أهل غزة للحصول على القوت والبحر أمامهم والجدران وراءهم وليس لديهم نفط ليكون مقابلا للغذاء؟
الوضع الآن بعد بناء الجدار المصري أصبح مقلقا خاصة أن المساعدات التي كانت تأتي لم يعد بمقدورها الوصول بسهولة إلا عن طريق القوات المصرية التي قد تسمح بدخولها وقد لا تسمح. وقد جاءت تصريحات السلطات المصرية واضحة وأشارت إلى أن غاية الجدار هي حماية الأمن المصري ولا دخل لها في سياسة التجويع من أجل التركيع التي تراد لأهالي غزة.
لكن العديد من التحليلات الأخرى تذهب عكس ذلك، فقد اتخذ القرار بخنق القطاع من أجل أن ترضخ حماس للشروط المصرية– الإسرائيلية وتذعن للاتفاقات البينية دون مطالبة بأي حق من حقوقها؛ وأن الحصار والتجويع هو الأسلوب الأمثل التي ارتآه العقل السياسي الإسرائيلي وتساهم مصر في تنفيذه للوصول لتلك الغاية، ذلك أن الخنق المتواصل ومنع كل مقومات الحياة وقطع شريانها سيؤدي بالموقف الحمساوي إلى اتباع سياسة مغايرة عوض سياسة التعنت والمكابرة.
لكن السؤال الذي لا يمكن تحديد إجابة دقيقة عنه يتمثل في الردود الممكنة التي قد تقوم بها حماس لأنها الهدف الأساسي من وراء بناء الجدار؟ وهل سيقف المجتمع الدولي متفرجا على هذه الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل والدائرون في فلكها؟!.
لم تقدر قوافل المساعدات القادمة إلى غزة من الوصول في الوقت المحدد لها قبل بناء الجدار المصري، فما بالك بعد أن صار الفولاذ يحول بين الشعب الغزاوي القابع تحت الحصار وبين شريان الحياة الذي تحاول بعض الجمعيات المدنية والحقوقية أن يكون الأمل الوحيد الذي يبقي الغزاويين متمسكين برغبتهم في تحسين ظروفهم المعيشية؟!
فبالإضافة إلى الحصار الخانق الذي يعيشه القطاع بعد الحرب الأخيرة التي شنتها القوات الإسرائيلية والتي لم تبق سواء المآسي التي يتجرعها أهل غزة بعد أن استعملت الدولة العبرية الأسلحة المحرمة دوليا، وبعد أن تركت القطاع في حالة من الخراب والدمار، فإن الجهود المصرية لم تجد من حل لذلك الحصار إلا بحصار آخر يقضي على كل فرصة لسكان غزة من أجل التنفس والتمتع بقليل من المساعدات التي تأتي عبر الأنفاق وعبر التهريب بعيدا عن عيون المراقبين المنتشرين هنا وهناك.
مصر الجارة التي لطالما كانت الحاضنة الأولى والأخيرة لمعاناة الشعب الفلسطيني، هاهي اليوم تسهم بفولاذها ذي التمويل الأمريكي في خنق أهل غزة ضمن مخطط لإبادة جماعية تقضي على كل مقومات الحياة في القطاع.
فلئن عجزت القوات الإسرائيلية في القضاء على صوت المقاومة بحربها الأخيرة فإنها لم تيأس من تحقيق أهدافها، وهاهو الحصار والتجويع، حتى وإن كان بأياد عربية، يكون السلاح الجديد الذي تلوح به المقاربة الإسرائيلية. فبهذه الجدران التي تطوق القطاع لن يكون بمقدور الغزاويين الحصول على الغذاء إلا عن طريق السفن القادمة من البحر، وهذا المنفذ البحري لن يكون سهل العبور إذا كانت القوات الاسرائيلية تمرح فيه ليل نهار.
إذن كيف سيتصرف أهل غزة للحصول على القوت والبحر أمامهم والجدران وراءهم وليس لديهم نفط ليكون مقابلا للغذاء؟
الوضع الآن بعد بناء الجدار المصري أصبح مقلقا خاصة أن المساعدات التي كانت تأتي لم يعد بمقدورها الوصول بسهولة إلا عن طريق القوات المصرية التي قد تسمح بدخولها وقد لا تسمح. وقد جاءت تصريحات السلطات المصرية واضحة وأشارت إلى أن غاية الجدار هي حماية الأمن المصري ولا دخل لها في سياسة التجويع من أجل التركيع التي تراد لأهالي غزة.
لكن العديد من التحليلات الأخرى تذهب عكس ذلك، فقد اتخذ القرار بخنق القطاع من أجل أن ترضخ حماس للشروط المصرية– الإسرائيلية وتذعن للاتفاقات البينية دون مطالبة بأي حق من حقوقها؛ وأن الحصار والتجويع هو الأسلوب الأمثل التي ارتآه العقل السياسي الإسرائيلي وتساهم مصر في تنفيذه للوصول لتلك الغاية، ذلك أن الخنق المتواصل ومنع كل مقومات الحياة وقطع شريانها سيؤدي بالموقف الحمساوي إلى اتباع سياسة مغايرة عوض سياسة التعنت والمكابرة.
لكن السؤال الذي لا يمكن تحديد إجابة دقيقة عنه يتمثل في الردود الممكنة التي قد تقوم بها حماس لأنها الهدف الأساسي من وراء بناء الجدار؟ وهل سيقف المجتمع الدولي متفرجا على هذه الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل والدائرون في فلكها؟!.