تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التحذير من الإفتاء بغير علم


مهاجر إلى الله
2007-11-07, 11:51
قال ابن بطة في إبطال الحيل



روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار".

وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: "إن من يفتي الناس في كل ما يستفتونه لمجنون".

وروي عن ابن شبرمة أنه قال: "في المسائل ما لا يحل لأحد أن يسأل عنها وفيها ما لا يحل لأحد أن يبحث عنها".

عن ابن حصين قال: "إن أحدهم ليفتي في المسئلة لو وردت على عمر لجمع لها أهل بدر".

حماد ابن زيد قال: سمعت أيوب قال: "رأيت أعلم الناس بالقضاء والفتوى أشدهم فرارا وأشدهم منه فرقا وأعماهم عنه أشدهم مسارعة إليه".

ربيعة بن عبد الرحمن قال: قال لي ابن خالد: "يا ربيعة إني أرى الناس قد أحاطوا بك فإذا سألك الرجل عن مسئلة فلا تكن همتك أن تخلصه ولكن لتكن همتك أن تخلص نفسك".

مالك ابن مغول عن زبيد قال: سألت إبراهيم عن مسئلة فقال "ما وجدت من بلدك من تسئله غيري؟".

سفيان عن ابن أبجر عن زبيد قال: "ما سألت إبراهيم عن شيء قط إلا عرفت الكراهية في وجهه".

قال مالك قال القاسم بن محمد: "أن يعيش الرجل جاهلا خير له من أن يقول على الله ما لا يعلم" فقال مالك هذا كلام شديد ثم ذكر في ذلك أبا بكر الصديق رضي الله عنه وما خصه الله عز وجل به من الفضل وما آتاه من العلم فقال: يقول أبو بكر في ذلك الزمان لا أدري.

سفيان بن عيينة قال: "إن الشعبي إذا ذكر عنده الملتبس من المسائل بالصعاب قال:زيادات وبر لا تنقاد ولا تنساق،لو سئل عنها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لأعضلت لهم" قال أبو العباس الكديمي أنبأنيه عن الشعبي قال: حدثنيه علي بن المديني قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن شبرمة عن الشعبي.

عن ابن شبرمة قال: كان الشعبي إذا سئل عن معضلة قال: "زيادات وبراغيث السائق والعائد لو ألقيت على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعضلت لهم".

قال أبو عبد الله: هذا رحمك الله قول الشعبي وهو أحد علماء هذه الأمة من الطبقة العليا من تابعي الصحابة يشبه صعاب المسائل بفصيل الناقة الذي لم يرض ولم يركب فهو بوبره وزغبه لا يتبع قائده ويحرن على سائقه وقوله لأعضلت لهم شبهها بالداء العضال الذي لا يوجد له دواء ولا يرجى منه شفاء .

حدثنا أبو علي محمد بن أحمد البزار حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الرحمن بن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: "من أفتى الناس في كل ما يستفتونه فهو مجنون".

الأعمش عن شقيق عن عبد الله بن مسعود قال: "والله إن الذي يفتي للناس في كل ما يسألونه لمجنون".

قال الأعمش: قال لي الحكم: "لو سمعت هذا الحديث منك قبل اليوم ما كنت أفتي في كثير مما كنت أفتي".

عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "من أفتى فتوى يعمى عنها فإنها عليه".

قال أبو عبد الله: فهذا عبد الله بن مسعود يحلف بالله: إن الذي يفتي الناس في كل ما يسألونه مجنون ولو حلف حالف لبر أو قال لصدق: أن أكثر المفتين في زماننا هذا مجانين لأنك لا تكاد تلقى مسئولا عن مسئلة متلعثما في جوابها ولا متوقفا عنها ولا خائفا لله ولا مراقبا له أن يقول له: من أين قلت بل يخاف ويجزع أن يقال: سئل فلان عن مسئلة فلم يكن عنده فيها جواب، يريد أن يوصف بأن عنده من كل ضيق مخرجا، وفي كل متعلق متهجرا يفتي فيما عيي عنه أهل الفتوى ويعالج ما عجز عن علاجه الأطباء، يخبط العشوة ويركب السهوة (*) لا يفكر في عاقبة ولا يعرف العافية، إذا أكثر عليه السائلون وحاقت به الغاشية ولو كان لكل حالف مخرجا عن يمينه ولكل عليل دواء من سقمه لما حنث الحالف ولا وجبت على أحد كفارة ولا طلقت امرأة من زوجها ولا مات عليل إذا هو يعالج وكيف يكون ذلك كذلك؟ وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "الحلف حنث أو مندمة كل حالف حانث أو نادم".

لو عاش عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى يعاين المفتين في هذا الزمان لرأى الأمر عندهم بخلاف ذلك ، ولما رأى معهم حانثا ولا نادما.



* ) [العشوة "بضم العين وسكون الشين" ركوب الأمر على غير بيان .والسهوة الناقة ، وهنا يريد: الصخرة. [ للمحقق " إبطال الحيل : ص : 62 ، .. ]

منقول

ميمونة 25
2008-12-23, 17:50
بارك الله فيك

موضوع نحتاجه اليوم كثيرا