المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في القدس / قفي ساعة


فاروق يعقوب
2010-01-10, 22:29
في القدس للشاعر

تميم البرغوثي أمير الشعراء



مررنا على دار الحبيب فردنا
عن الدار قانون الأعادي وسورها
فقلت لنفسي ربما هي نعمة
فماذا ترى في القدس حين تزورها
ترى كل ما لا تستطيع احتماله
إذا ما بدت من جانب الدرب دورها
وما كل نفس حين تلقى حبيبها
تسر ولا كل الغياب يضيرها
فإن سرها قبل الفراق لقاؤه
فليس بمأمون عليها سرورها
متى تبصرِ القدس العتيقة مرة
فسوف تراها العين حيث تديرها

في القدس بائع خضرة من جورجيا
برم بزوجته يفكر في قضاء إجازة أو في طلاء البيت
في القدس توراة وكهل جاء من منهاتن العليا
يفقه فتية البولون في أحكامها
في القدس شرطي من الأحباش يغلق شارعا في السوق
رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين
قبعة تحيي حائط المبكى
وسياح من الإفرنج شقر لا يرون القدس إطلاقا
تراهم يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجل في الساحات طول اليوم
في القدس دبّ الجند منتعلين فوق الغيم
في القدس صلّينا على الأسفلت
في القدس من في القدس إلا أنت



قفي ساعة

قفي ساعة يفديك قولي وقائله .... ولا تخذلي من بات والدهر خاذله
أنا عالِم بالحزن منذ طفولتي .... رفيقي فما أخطيه حين أقابله
وإن له كفّا إذا ما أراحها .... على جبل ما قام بالكف كاهله
يقلِّبني رأسا على عقب بها .... كما أمسكت ساقَ الوليد قوابلُه
ويحملني كالصقر يحمل صيده .... ويعلو به فوق السحاب يطاوله
فإن فر من مخلابه طاح هالكا .... وإن ظل في مخلابه فهو آكله
عزائي من الظلاَّم إن مت قبلهم .... عموم المنايا ما لها من تجامله
إذا أقصد الموتُ القتيلَ فإنه .... كذلك ما ينجو من الموت قاتله
فنحن ذنوب الموت وهي كثيرة .... وهم حسنات الموت حين تسائله
يقوم بها يوم الحساب مدافعا .... يرد بها ذمامه ويجادله
ولكن قتلا في بلادي كريمة .... ستبقيه مفقود الجواب يحاوله
ترى الطفل من تحت الجدار مناديا .... أبي لا تخف – والموت يهطل وابله –
ووالده رعبا يشير بكفه .... وتعجز عن رد الرصاص أنامله
على نشرة الأخبار في كل ليلة .... نرى موتنا تعلو وتهوي معاوله
لنا ينسج الأكفانَ في كل ليلة .... لخمسين عاما ما تكلُّ مغازله
أرى الموت لا يرضى سوانا فريسة .... كأنا – لعمري – أهله وقبائله
وقتلى على شط العراق كأنهم .... نقوش بساط دقَّق الرسمَ غازلُه
يصلى عليه ثم يوطأ بعدها .... ويحرف عنه عينه متناوله
إذا ما أضعنا شامها وعراقها .... فتلك من البيت الحرام مداخله
أرى الدهر لا يرضى بنا حلفاءه .... ولسنا مطيقيه عدوا نصاوله
فهل ثم من جيل سيقبل أو مضى .... يبادلنا أعمارنا ونبادله