تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كل عام والجزائر بخير


شهاب عليوات
2010-01-07, 06:45
أشرف عام 2009 على نهايته بعد أن استوقفنا عند الكثير من المحطات الخالدة وخلف وراءه الكثير من الأحداث الممزوجة بالذكريات الجميلة للبعض والسيئة للبعض الآخر، غير أن المسلم به أن هذا العام يبقى مميزا وغير عاديا بالنسبة لكل الجزائريين خاصة للجيل الجديد الذي اكتشف لأول مرة فرحة التأهل إلى كأس العالم، فحتى لو كان أي مناصر جزائري صادف مفاجآت غير سارة هذا العام، سواء أمر شخصي أو تحقيق الفريق الذي يشجعه لنتائج سلبية، فإن تألق "الخضر" في سباق التصفيات يكون قد مسح آثار أي ذكرى سيئة قياسا بقيمة الإنجاز الذي حققه رفقاء بوقرة، لأن البروز الفردي هذه السنة إذا كان من نصيب العداء الجمايكي بولت الذي أحرز ثلاثة ذهبيات في بطولة العالم مع تحطيمه لرقمين قياسيين خرافيين، والتألق الجماعي كان من صنع برشلونة الذي فاز بستة كؤوس كاملة في سابقة أولى من نوعها في تاريخ كرة القدم، فإن الجزائريين جمعوا بين كل ما هو جميل في هذه السنة الخالدة التي أثلجت صدر كل صبور وحركت كيان كل غيور، فمن العهدة الثالثة إلى التأهل إلى كأس العالم للمرة الثالثة مرورا بالموقف الشعبي العظيم تضامنا مع غزة وشهدائها، كلها كانت لحظات مميزة ومؤثرة ومحطات سيسجلها التاريخ بأحرف من ذهب، أفراح جاءت في وقتها لتنسي أبناء النجمة والهلال معاناة عشريتين من التدهور الاجتماعي والأمني والرياضي بسبب الإرهاب، الفياضانات، الزلازل والآفات الاجتماعية وغيرها، وبعد تمسك الجزائريين بحبل النجاة من سنوات القهر، أصبح من الضروري الآن البحث عن السبيل لصيانة هذا الحبل وحمايته من التقطع لأن فرحة الجزائري لا تقدر بثمن ولا يجب اغتيالها في صدره بالقرارات الهدامة والارتجالية بحثا عن المصالح الشخصية، هذه الفرحة لا بد أن نتركها تنمو كثيرا بداخل كل جزائري حتى يكون قلبه قادرا على تحمل الشدائد ويصبر على المحن التي يمكن أن تصادفه مجددا مثلما صبر 24 عاما على عدم رؤية الجزائر في المونديال وحوالي 20 سنة على مختلف المصائب التي ألمت به، وداعا إذن 2009 ومرحبا بسنة 2010 التي تحمل في طياتها تحديات ورهانات جديدة لحصد كل تم زرعه في 2009 بداية من كأس الأمم الإفريقية بعد أيام قليلة من الآن، على أمل أن تستمر الأفراح مع المنتخب الوطني وتمتد أكثر لتشمل أنديتنا في مختلف المنافسات القارية والإقليمية، وحتى بقية الرياضات مدعوة أيضا لاسترجاع بريقها في المحافل الدولية بقليل من الاهتمام والرعاية والإرادة مثلما ساهمت الإرادة السياسية في إعادة الاعتبار إلى الفريق الوطني وأخرجته من النفق المظلم الذي عشعش فيه منذ 1990