المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول فتوى الأزهر بشأن الجدار


موسى حسام
2010-01-05, 14:23
مهلا شيوخنا فقد مر يوم جديد وقد سجلت شهادته عند علام الغيوب باستسلام
الشمس للغروب
نعوذ بالله من شر الغاسق الذي وقب
فليل الأمة دون مصباح كاشف أو دليل هاد
يوشك أن يودي بخلايا جسد الأمة المحتضرة
من لهذه الأمة يا شيوخنا الأفاضل إن لم يكن عالم رباني أو سلطان غيور؟
أين عزة العز المستحضر لعظمة الواحد القهار فصار الملك المتجبر هرٍّا ناعما بين يديه وأين صيحة قطز التي دوت بعين جالوت لتكسر كبرياء القوة التي لا تقهر؟
وأين أنتم من دبيب السالكين طريق الجنة من الأندلس إلى ما وراء الخليج دون أن
تحجبها عن مرادها عقبة الحدود؟
فالحدود شأن الملوك
أما الخلّة باسم الله فهي فوق كل منطق أرضي
ففي تفسير الطبري عن قتادة في قوله تعالى :"وتقطعت بهم الأسباب"، أسبابُ الندامة يوم القيامة، وأسباب المواصلة التي كانت بينهم في الدنيا يتواصلون بها، ويتحابُّون بها، فصارت عليهم عداوةً يوم القيامة، ثم يوم القيامة يكفر بعضُكم ببعض، ويلعن بعضُكم بعضًا، ويتبرأ بعضُكم من بعض. وقال الله تعالى ذكره:( الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ ) [سورة الزخرف: 67]، فصارت كل خُلَّة عداوة على أهلها إلا خُلة المتقين.
من عجائب التاريخ أن من أروع المعارك الفاصلة التي دكت الحصون كانت من إمضاء
أقوام نذروا أنفسهم لله لا تربطنا بهم رابطة إلا رابطة الإيمان
يشهد العدو قبل الصديق أن استمامة خير الدين وشقيقه ومن حذا حذوهما في الدفاع
عن شمال إفريقيا حفظت دماء وأموالا وأعراضا بل ووقت الجزائر من شر
الاستعمار طيلة ثلاثة قرون
إنها معجزة الأخوة التي صنعها الاسلام
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ.(رواه مسلم)
***
هب أن الوازع الديني هو أضعف ما يكون
ألم تكن مصر باسم القومية العربية خير معين للثورة التي أعلنها إخوانهم الجزائريون ضد دولة كبرى وهي في عز سطوتها وكبريائها؟
وباسم القومية العربية تحركت الجزائر لدى السوفيات بصك تدفقت على إثره الاسلحة والذخيرة على الإخوة في مصر؟
فهل ذهبت الروح القومية أدراج الرياح ؟
ثم أين الأخوة باسم الانسانية؟
يحزنني أن أرى قوافل الإغاثة يقودها أجانب لا رابط لهم بأهل غزة إلا الروابط الانسانية
وهي تصطدم بجدار الرفض
كما أنني اشعر بالخجل أمام مشهد امراة عجوز جاءت من الغرب على نفقتها الخاصة تشن إضرابا عن الطعام من أجل أهلنا في غزة!!
فأين الأخوة الدينية والقومية والانسانية؟!
وأمام جدار التعنت والعزم على بناء جدار فولاذي خانق نقرأ خبرا حول منطق الجفاء أوردته الجزيرة نت (28/12/2009)
(وكان وزير الخارجية أحمد أبو الغيط (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/89183430-5D3A-487B-88D7-A560D3B88268.htm) قال إن من حق مصر فرض سيطرتها على حدودها، وصيانة أرضها "ويجب ألا يسمح أي مصري بانتهاكها".
وأوضح أن الإجراءات التي تتخذها بلاده على الحدود تهدف إلى صيانة أمنها القومي، وتأمين الحدود المصرية.
وأكد أنه مهما كان شكل هذه الإجراءات سواء أكانت أعمالا إنشائية أو هندسية أو معدات جس أو معدات للاستماع فوق الأرض أو تحتها، فهو شأن مصري يتعلق بالأمن القومي، أي أنه يدخل في مسؤوليات الدولة المصرية وأسرارها).
وهو نفس منطق الجفاء الذي صيغت في بوتقته فتوى الأزهر , فالبيان لا يعدو أن يكون اثرا من آثار الاستبداد الظالم!
على أننا نحيي طائفة الأزهريين الذين أبوا إلا أن يصدعوا بالحق وأن يقفوا إلى جانب إخوانتهم في أرض الرباط.
فقد كتبت صحيفة المصري اليوم بتاريخ ١/ ١/ ٢٠١٠ تحت عنوان (الأزهر يؤيد بناء مصر للجدار):
(أصدر أعضاء مجمع البحوث الإسلامية في اجتماعه برئاسة الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر، بياناً رسمياً بالإجماع يؤيد بناء الحكومة المصرية للجدار الفولاذى على الحدود مع فلسطين.
جاء البيان بعد موافقة ٢٥ عضواً من أعضاء المجمع برئاسة طنطاوى على حق الحكومة المصرية الكامل والدولة فى أن تقيم على أرضها من المنشآت والسدود ما يصون أمنها وحدودها وحقوقها.
وجاء فى نص البيان – الذى حصلت «المصرى اليوم» على نسخته – أن من الحقوق الشرعية لمصر أن تضع الحواجز التى تمنع أضرار الأنفاق التى أقيمت تحت أرض رفح المصرية، حيث يتم استخدامها فى تهريب المخدرات وغيرها مما يهدد ويزعزع أمن واستقرار مصر ومصالحها.
وأكد البيان أن ما تقوم به مصر تأمر به الشريعة الإسلامية ويتفق مع أحكامها التى تؤيد حق كل دولة فى حماية حدودها ومصالحها.
وانتقد البيان بشدة الأصوات التى تعارض بناء الجدار الفولاذى وجاء فيه «إن الذين يعارضون بناء هذا الجدار يخالفون بذلك ما أمرت به الشريعة الإسلامية»). (انتهى النقل)
إن صح النقل فإننا لا نملك إلا أن نهمس في ضمائر شيوخنا الاجلاء: أي خطر داهم تتوقعونه من وراء الجدار؟
إنهم أقوام اشبه ما يكونون بمن عايش عام الرمادة
يتحدث عبد الرحمن العسولي من خان يونس بغزة إلى الـ بي بي سي حول
الأنفاق: نعلم أنه في الأمر مجاوزة للقوانين لكنه السبيل الوحيد لتوفير الطعام لأهلنا
مطالبنا.
ويقول درعا محمد من غزة :نحن لا نمتلك طعاما ولا شرابا ولا حليبا للأطفالالرضع ولا دواء ولا وقودا ولا ولا مواد البناء ,فقد أجبرنا على بناء الأنفاق.وعلى الرغم من أنها غير شرعية لكنها تسمح لنا بالإستمرار في الحياة.ومهمافعلت الحكومة المصرية فإن الشعب الفلسطيني سوف يقتحم هذه العقبة..
أهذا هو الخطر ؟ بطون جائعة وأجساد عليلة وعظام أطفال هشة؟
لقد كان الأولى بكم أن تسلكوا بهم مسلك سلفنا عام الرمادة !
قال أبو هريرة: يرحم الله ابن حنتمة! لقد رأيته عام الرمادة وإنه ليحمل على ظهره جرابين وعكة زيت في يده وإنه ليتعقب هو وأسلم، فلما رآني قال: من أين يا أبا هريرة؟ قلت: قريباً، فأخذت أعقبه فحملناه حتى انتهينا إلى صرار فإذا نحو من عشرين بيتاً من محارب، فقال لهم: ما أقدمكم؟ قالوا: الجهد، وأخرجوا لنا جلد الميتة مشوياً كانوا يأكلونه ورمة العظام مسحوقة كانوا يستفونها، فرأيت عمر طرح رداءه ثم اتزر فما زال يطبخ حتى أشبعهم، ثم أرسل أسلم إلى المدينة فجاءنا بأبعرة فحملهم عليها حتى أنزلهم الجنانة ثم كساهم، وكان يختلف إليهم وإلى غيرهم حتى رفع الله ذلك.(الكامل في التاريخ لابن الأثير)
هل كان من رأي عمر أن يخطط لبناء جدار أم أطعمهم من جوع وكساهم من عري؟
ويحكم !! كيف لكم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
جاء في مسند أحمد عَنِ ابْنِ عُمَرَعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى وَبَرِئَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمْ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى.
إنه لا ذمة لكم عند الله إن اصبح فيكم جائع فكيف بمن فرضتم عليه الجوع وراء أسوار لا تُصهَر؟
إنها لجريمة قتل ياقوم!
استمعوا إلى الرحمة المهداة
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ. (ابن ماجه)
أحبوا مصر ما بدى لكم فإن محبة الاوطان فطرة
أما إذا ارتقت إلى مستوى رابطة الايمان فإن ضرام الحب تعجز دون إخماده مفارقة أو هجرة.
ففي صحيح ابن حبان عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما أطيبك من بلدة وأحبك إلي ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ، ما سكنت غيرك »
ومع ذلك فإن حرمتها دون حرمة المؤمن !
جاء في سنن ابن ماجه حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا..
***
وأخيرا أقول لا بارك الله في فتوى تبكي الحبيب وتسر المغتصب ,
ولا خير في فتوى تجعل من حرمة المؤمن دون حرمة الأرض
يقول "بان" من تل ابيب للـ بي بي سي:إنني أؤيد إقامة الجدار , فلم يعد سرا أن يحاول نشطاء غزة دوما تهريب القنابل والصواريخ وقنابل يدوية ورشاشات لضرب الجيش والمدنيين الاسرائيليين. أعتقد أنه إذا تم بناء الجدار سيضيق الخناق على عمليات تهريب الاسلحة نحو غزة وهو ما يطيل عمر وقف إطلاق النار بين الطرفين.

ارقصي يا اسرائيل فإن في فتاوي أحفاد محمد
ما يرضي هرتزل في قبره
وشارون في احتضاره
ونتانياهو في منتزهه
{ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) } آل عمران
لا زلت أذكر ما تعلمناه عن هتافات اليهود:
"يا لثارات خيبر !
حط المشمش على التفاح
محمد ولّى راح
محمد مات وخلّف بنات من أورشليم إلى يثرب"
وفي خضمّ شماتة بني صهيون أعود إلى تحسس أنين المكروبين من وراء
الجدر
وإذا بأصوات الأسد الكسيرة
تخترق ظلام سماء غزة
" اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وهوانى على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربى، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمرى ؟ ! إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى، ولكن عافيتك هي أوسع لى.
أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بى غضبك أو تحل على سخطك، لك العتبى حتى ترضى، لا حول ولا قوة ألا بك ".
***
ما أصدقك يا من دقّ في يده تسع سيوف في معركة مؤتة حين صرخت في مسامع المتخاذلين إلى يوم الدين:
" لقد شهدتُ مائة زحف أو زُهاءَها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربةٌ أو طعنة أو رَمْية، ثم هأنذا أموت على فراشي كما يموت العَيْر،
فلا نامت أعين الجبناء!!"

fatimazahra2011
2010-01-05, 14:26
http://dl3.glitter-graphics.net/pub/0/769ioz0hro1u1.gif

عبدالباسط عبيد
2010-01-06, 13:15
http://ozkorallah.net/img_design/Allah_names.gif (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=196927)

نعمة الإسلام
2010-01-06, 15:43
http://farm4.static.flickr.com/3116/3201699905_7d1faca3ca_o.jpg