تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رجل أسال عرق القساوسة و أسهر ليلهم .


أبو سليم الأثري
2010-01-03, 10:47
http://www.zaghbane.com/images/didat.BMP
العلامة أحمد ديدات
هو الشيخ أحمد حسين ديدات ولد في " تادكهار فار" بإقليم سراط بالهند عام 1918م لأبوين مسلمين هماحسين كاظم ديدات و زوجته فاطمة , وكان يعمل والده بالزراعة و أمه تعاونه و مكثا تسع سنوات ثم انتقل والده الى جنوب أفريقيا و عاش فى ديربان و غير أبوه اتجاه عمله الزراعى و عمل ترزياً و نشيء الشيخ على منهج اهل السنة والجماعة منذ نعومة أظافره فلقد ألتحق الشيخ أحمد بالدراسة بالمركز الإسلامى فى ديربان لتعلم القرأن الكريم و علومه و أحكام شريعتنا الإسلامية و فى عام 1934 أكمل الشيخ المرحلة السادسةالإبتدائية و ثم قرر أن يعمل لمساعدة والده فعمل فى دكان يبيع الملح , و انتقل للعمل فى مصنع للأثاث و أمضا به أثنا عشر عاما و صعد سلم الوظيفة فى هذا المصنع من سائق ثم بائع ثم مدير للمصنع وفى أثناء ذالك التحق الشيخ بالكلية الفنية السلطانية كما كانت تسمى فى ذلك الوقت فدرس فيها الرياضيات و ادارة الأعمال .
إن نقطة التحول الحقيقى كانت فى الأربعينات و كان سبب هذا التحول هو زيارة بعثة أدم التنصيرية فى دكان الملح الذى كان يعمل به الشيخ و توجيه أسئلة كثيرة عن دين الإسلام و لم يستطيع وقتها الإجابة عنها.
و قرر الشيخ أن يدرس الأناجيل بمختلف طبعاتها الإنجليزية حتى النسخ العربية كان يحاول أن يجد من يقرأها له و قام بعمل دراسة مقارنة فى الأناجيل و بعد أن وجد فى نفسه القدرة التامة على العمل من أجل الدعوة الإسلامية و مواجهة المبشرين ثم قرر الشيخ بأن يترك كل الأعمال التجارية و يتفرغ لهذا العمل.
كان هناك عامل مؤثر أخر لا يقل عن دور بعثة أدم التنصيرية فى التأثير على تغير حياة الشيخ و لكن كان هذا العامل الآخر فى فترة متأخرة أثناء عمل الشيخ فى باكستان , حيث كان من مهام الشيخ فى العمل ترتيب المخازن فى المصنع و بينما و هو يعمل فإذ به يعثرت على كتاب " إظهار الحق " للعلامة رحمة الله الهندى .
وهذا الكتاب يتناول الهجمة التنصيرية المسيحية على وطن الشيخ الأصلي ( الهند ) ذلك أن البريطانيين لما هزموا الهند ، كانوا يُوقنون أنهم إذا تعرضوا لأية مشاكل في المستقبل فلن تأتي إلاَّ من المسلمين الهنود ، لأن السلطة والحكم والسيادة قد انتزعت غصباً من أيديهم ، ولأنهم قد عرفوا السلطة و تذوقوها من قبل ، فإنهم لا بد وأن يطمحوا فيها مرة أُخرى . ومعروف عن المسلمين أنهم مناضلون أشدّاء ، بعكس الهندوس ، فإنهم مستسلمون ولا خوف منهم .
وعلى هذا الأساس خطط الإنجليز لتنصير المسلمين ليضمنوا الاستمرار في البقاء في الهند لألف عام . وبدأوا في استقدام موجات المنصرين المسيحيين إلى الهند ، وهدفهم الأساسي هو تنصير المسلمين و كان هذا الكتاب العظيم أحد أسباب فتح آفاق الشيخ ديدات للرد على شبهات النصارى و بداية منهج حواري مع أهل الكتاب و تأصيله تأصيلا شرعيا يوافق المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى الحوار و طلب البرهان و الحجة من كتبهم المحرفة.
و أخذ الشيخ يمارس ما تعلمه من هذا الكتاب في التصدي للمنصرين ، ثم أخذ يتفق معهم على زيارتهم في بيوتهم كل يوم أحد .. فقد كان يقابلهم بعد أن ينتهوا من الكنيسة,ثم انتقل الشيخ إلى مدينة ديربان و واجه العديد من المبشرين كأكبر مناظر لهم.
ثم سافر الشيخ إلى باكستان فى عام 1949 من أجل المال فقد وجد أنه لكى يجمع مبلغا ً يفيض عن حاجته لينفقه فى الدعوة كان عليه أن يسافر و فعلا مكث فى باكستان لمدة ثلاث سنوات .
عمل خلالها فى مصنع للنسيج و بعدها كان لابد من العودة الى جنوب أفريقيا و إلا فقد تصريح الإقامة بها لانه ليس من مواليد جنوب أفريقا وعندما عاد الى ديربان أصبح مديرًا لنفس المصنع الذى سبق أن تركه قبل سفره و مكث حتى عام 1956 يعد نفسه للدعوة الى الدين الحق.
وفي مدينة ( ديربان ) .. في الخمسينات .. جدّ جديدٌ أخر – كل هذا بفضل الله ، مسبب الأسباب –كان يحضر الشيخ صباح كل أحد محاضرات دعوية . وكان جمهوره صباح كل أحد ما بين مائتين إلى ثلاثمائة فرد ، وكان جمهور المحاضرات في ازديادٍ دائماً .
وبعد نهاية هذه التجربة ببضعة شهور ، اقترح شخص إنجليزي اعتنق الإسلام واسمه ( فيرفاكس ) .. اقترح على الشيخ أن لديهم الرغبة والاستعداد من بيننا أن يدرس : " المقارنة بين الديانات المختلفة " ، وأطلق على هذه الدراسة اسم : " فصل الكتاب المقدس .. Bible Class ".
وكان يقول بأنه سوف يعلم الحضور كيفية أستخدم ( الكتاب المقدس ) في الدعوة للإسلام
ومن بين المائتين أو الثلاثمائة شخص الذين كانوا يحضرون حديث الأحد ،اختار السيد ( فيرفاكس ) خمسة عشر أو عشرين أن يبقوا ليتلقوا المزيد من العلم .
استمرت دروس السيد ( فيرفاكس ) لعدة أسابيع أوحوالي شهرين ، ثم تغيب السيد ( فيرفاكس ) ، و لاحظ الشيخ الإحباط وخيبة الأمل على وجوه الشباب .
و يوم الأحد من الأُسبوع الثالث من تغيب السيد (فيرفاكس) اقترح عليهم الشيخ أن يملأ الفراغ الذي تركه السيد ( فيرفاكس ) ، و أن يبدأ من حيث انتهى السيد ( فيرفاكس ) ، لأنه كان قد تزود بالمعرفة في هذا المجال ، و لكنه كان يحضر دروس السيد ( فيرفاكس ) لرفع روحه المعنوية ،
و ظل الشيخ لمدة ثلاث سنوات يتحدث إليهم كل أحد ، ويصف الشيخ هذه الفترة بأنه أكتشف أن هذه التجربةكانت أفضل وسيلة تعلمت منها ، فأفضل أداة لكي تتعلم هي أن تُعَلِّم الآخرين ،والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول:" بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَة " .. فعلينا أن نبلغ رسالة الله – عَزَّ وَجَلَّ - ، حتى و لو كنا لا نعرف إلاَّ آيةً واحدةً .
إن سرّاً عظيماً يكمن وراء ذلك .. فإنك إذا بلَّغت وناقشت وتكلمت ، فإن الله يفتح أمامك آفاقاً جديدةً ، ولم أدرك قيمة هذه التجربة إلاَّ فيما بعد .
عرف الشيخ أحمد ديدات بشجاعته و جرئته في الدفاع عن الاسلام, و الرد على أباطيل و الشبهات التي كان يثيرها أعداء الاسلام من نصارى حول النبي محمد صلى الله عليه و سلم, و نتج عن هذا أن أسلم على يديه بضعة آلاف من النصارى من مختلف أنحاء العالم و البعض منهم الآن دعاة إلى الاسلام.
و في عام 1959 م توقف الشيخ أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد ، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات . و في سعيه الحثيث لأداء هذا الدور العظيم زار العديد من دول العالم ، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين
المسيحي أمثال : كلارك – جيمي سواجارت – أنيس شروش .
أسس معهد السلام لتخريج الدعاة ، والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة ( ديربان ) بجنوب إفريقيا .
و فى عام 1996م بعد عودة الشيخ من استراليا بعد رحلة دعوية مذهلة أصيب فارس الإسلام بمرضه الذى أقعده طريح الفراش طيلة تسع سنوات , و عن بداية اصابة الشيخ ديدات بالمرض يقول صهره "عصام مدير" :
إنه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر ابريل عام 1996 بسبب عدة عوامل على رأسها أنه مريض بالسكر منذ فترة طويلة، أجهد خلالها نفسه في الدعوة كعادته !
ولكن في ذلك الشهرتحديدا أخذ رحلة للدعوة، واجتهد فيها خصوصا في رحلته الأولى و القوية جدا لاستراليا التي تحدث عنها الإعلام الاسترالي لأنه ذهب لعرض الاسلام عليهم و تحدى عددا من المنصرين الاستراليين الذين أساءوا للاسلام، و كان ديدنه أن لا يناظر و لا يبادر المنصرين إلا الذين يعتدون على الاسلام فيستدعيهم الشيخ للمناظرات و يرد عليهم بالحجة و البرهان.
و لذلك ذهب إلى استراليا و طاف بها محاضرا و مناظرا، و عندما عاد حدث له ما جرى و أصيب بجلطة في الدماغ.

و فى صباح يوم الإثنين الثامن من أغسطس 2005م الموافق الثالث من رجب 1426هـ فقدت الأمة الإسلامية الداعية الإسلامي الكبير الشيخ المجاهد 'أحمد ديدات', فعليه من الله جزيل الرحمات وواسع المغفرة و الكرامات .
لقد علمنا النبى عليه الصلاة و السلام " ان أعظم الجزاء مع عظم البلاء , و أن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم , فمن رضى فله الرضا , ومن سخط فله السخط " رواه الترمذى و ابن ماجه .
فنحسب شيخنا أحمد ديدات مِمَن أخبر عنهم النبى صلى الله عليه وسلم .
فرحمك الله يا فارس الإسلام , طبت حيًا و ميتًا , نسأل الله أن يرزقنا مثل عزمك و إرادتك و جهادك !

الحوتي التلمساني
2010-01-03, 11:33
السلام عليكم
شكرا على تذكيرنا بالشيخ رحمه الله فأننا لم نر مناظرا مثله
موقع الشيخ أحمد ديدات www.ahmed-deedat.net