تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تسيير مخزون


zahra.zahra
2010-01-01, 12:49
تسيير مخزون
• ما المفاهيم التي يختلف عنها التسيير؟
• وكيف نشأ؟
• متى حقق إندافاعة كبيرة؟
• ما هي آثار ذلك على المجتمع؟
• ما هي الرهانات التي يواجهها التسيير اليوم؟
خطة الإجابة
مقدمة
المبحث الأول: ماهية التسيير
المطلب الأول مفاهيم التسيير
المطلب الثاني: المفاهيم التي يختلف عنها التسيير
المبحث الثاني: نشأة التسيير
المطلب الأول: المدرسة أو الإتجاه التقليدي
المطلب الثاني: حركة العلاقات الإنسانية
المطلب الثالث: التيار التلقائي
المطلب الرابع: الإتجاه المعاصر
المبحث الثالث: تطور التسيير والرهانات التي يواجهها
المطلب الأول: تطور التسيير
المطلب الثاني: الرهانات التي يواجهها التسيير
الخاتمة
مقدمة:
منذ القديم إلى يومنا هذا نجذ أن الكثير من المدارس الاقتصادية والاجتماعية، أو كثير من العلماء الاقتصاديين والاجتماعيين وغيرهم أعطوا أهمية بالغة وكبرى للتسيير.
يعتبر التسيير طريقة عقلانية للتنسيق بين الموارد البشرية والمادية والمالية قصد تحقيق الأهداف المرجوة.
لقد أعطيت تعاريف كثيرة للتسيير حسب رأي كل مدرسة ورأي كل عالم، في ذلك، وقد مر التسيير بعدم مراحل ليكون كما هو عليه الآن، وكان لذلك تأثيرًا بالغا وكبيرًا على المؤسسة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، ومن هذا المنطلق وبالأحرى من هذا كله يمكن طرح التساؤلات التالية:
ماهية التسيير؟ كيف نشأ ومتى حقق اندفاعة كبيرة؟ (ما فلسفة التسيير)؟ ومتى تطور التسيير ومتى حقق اندفاعة كبيرة؟ وما هي الرهانات التي يواجهها التسيير اليوم في ظل التطورات الحاصلة؟
المبحث الأول: ماهية التسيير
المطلب الأول: مفهوم التسيير
لقد تعددت تعاريف التسيير بتعدد التيارات الفكرية، ومن هذا المنطلق يمكن إعطاء بعض المفاهيم الأساسية للتسيير:
l يعتبر أو تعرف المدرسة الكلاسيكية أو بالأحرى "TAYLOR" :"بأنه علم مبني على قواعد وقوانين وأصول علمية قابلة للتطبيق على مختلف النشاطات الإنسانية"
أما حسبl المدرسة القرارية ومن أبرز روادها "H. SIMON" فإن :"التسيير والشؤون التسييرية يجب أن نفكر فيها كعمليات أخذ قرار بقدر ما هي عملية تنطوي على فعل."(1) و بصفة عامة ينشر مفهوم التسيير إلى كافة الوظائف التي يجب تأديتها حتى على مستوى مؤسسة حرفية(2) فيسر معناه حدد و اختار الأهداف والوسائل الكفيلة بتحقيقها انطلاقا من سلطة المسير على اتخاذ قرارات ملائمة في إطار السياسة التسييرية بالاعتماد على جهاز تنفيذي كفئ وفعال لضمان نمو واستمرار أي تنظيم(3) ومع تطور المؤسسات وانفصال التسيير عن الملكية، تبلورت الوظائف أكثر فأكتر فأصبح مفهوم التسيير يشير إلى " مجموع العمليات المنسقة و المتكاملة و التي تشمل أساسا التخطيط، التنظيم، التوجيه، الرقابة(4).
و على هدا الأساس يمكن النظر للتسيير على أنه الطريقة أو الأسلوب الذي يتم من خلاله تنسيق و توجيه الموارد الإنسانية و المادية لتحقيق الأهداف المسطرة، حيت تتجسد هده الطريقة أو الأسلوب من خلا جملة من العمليات و هي:
التخطيط حيت يشير إلى صيغة التفكير فيما ينبغي أن تكون عليه المؤسسة مستقبلا الشيء الذي يستدعي رصد عدد من الأهداف ضمن فترات زمنية محددة و هو ما يعرف بالتخطيط قصير المدى و غيره كما يجب تحديد الوسائل الكفيلة بتحقيق هده الأهداف و جعلها تمس مختلف المستويات التنظيمية، و هنا يأتي دور عملية التنظيم لتحديد البنية الهيكلية، والتنسيقات الإدارية و توظيف المهام المطلوب تأديتها و تحديد الأنشطة قصد جعل إنجاز المهام و تأدية الأنشطة تصب في اتجاه واحد، و تأتي عملية التوجيه لتعبئة الطاقات وتركيز مختلف مجهودات الفاعلين باتجاه تحقيق الأهداف المسطرة، الأمر الذي يتطلب معرفة بطبيعة السلوك الإنساني بعوامل الدعم والتحفيز، في حين تعتبر الرقابة كأخر عملية سلسلة العمليات، حيت تهدف إلى تقويم الإنجازات، و دلك باستخدام معايير محددة لإدخال التصحيحات الضرورية في حالات الانحراف، أي تهتم بتتبع الأداء و قيامه، و هدا يشكل التسيير عملية دائرية مستمرة فهي تبدأ بالتخطيط و لا تنتهي عند الرقابة لأن هده الأخيرة تشكل تغذية أساسية للتخطيط.
و يمكن إعطاء الشكل العام بالمخطط التالي(1):
المطلب الثاني: المفاهيم التي يختلف عنها التسيير
يشر في مايلي إلى عدد من المفاهيم الأساسية التي تقدمها النظرية العامة للنظم و التي يعتبر علم السيبارنيتيك cybernétiques أساسيا لدراسة وتحليل الأنظمة وهو يعنى بدارسة عمليتي الإقتصاد والرقابة في الأنظمة الحيوية والآلية، و تتجلى أهميته في أنه ينظم العمليتين المذكورتين إضافة إلى عمليات أخرى مثل التوازن و التقرير في شكله والحدة بكيفية تسمح بتكمين الانتظام التلقائي للنظام المعني من خلال المعلومات المتولدة فيه، أي من خلال التغذية العكسية تعتبر ذات مغزى كبير لعملية التسيير:
• النظام لا يساوي مجموعة الأجزاء المكونة له، لدا لا بد من النظر إليه ككل فالمؤسسة كنظام اجتماعي ليست كمجرد تجميع للأفراد و مصلحتها هي شيء أخر يختلف عن مصالح مجموع أولئك الأفراد.
• التنظيم هو نظام مفتوح، باعتبار أنه واقع باستمرار تحت ظروف البيئة المحيطة به، و التي يتلقى منها المعلومات و الطاقة و الموارد الأزمة لنموه.
• النظام المغلق الذي يتفاعل مع بيئته يعاني من النقص التدريجي للطاقة حتى ينهي به الأمر إلى الفساد و الانحلال، هكذا فإن المنشأة لا تستطيع أن تطور نفسها و لا تتأقلم، تعجز عن أداء وظيفتها و تتعرض للموت والاختفاء، أو تعيش حياة اصطناعية مشلولة بفضل ضخ الطاقات والمساعدات و الأموال العامة في عروقها.
• تتطلب استمرارية وجود النظام أن تكون له حدود تفصله عن بيئته الخارجية، فالوحدة التشغيلية لا يمكنها أن تعيش و تحقق أهدافها العامة بشكل طبيعي في ضل سلطة وصائية تمارسها عليها الإدارة المركزية دونها حدود.
• يتجاذب التنظيم في معرض استجابته لظروف البيئة قوتان، أحداهما تشجعه على عدم التفاعل وعلى الاستمرار فيما هو عليه، والأخرى تشجعه على الاستجابة والتكييف أن التنظيم الفعال هو الذي يستطيع الموازنة بين القوانين لإحداث التغيير اللازم دون الوقوع في البلبلة و الفوضى.
• يمكن للتنظيم باستخدام التغذية العكسية أن يحقق الاتزان الحركي، يحدث دلك عندما يستطيع المحافظة على استمراره دون التعرض للانهيار في الوقت الذي يتكيف فيه مع الظروف المحيطة المتغيرة أن تشرذم العائلة الريفية الكبيرة في بلادنا و تفككها يمكن أن يقدم لنا مثالا عن عدم قدرتها، كنظام اجتماعي على التوازن و التأقلم مع ظروف البيئة المحيطة بها أو مع مقتضيات الحياة الحضرية في المدن.
• كل نظام ما هو بدوره إلا نظام جزئي من نظام أكبر منه، فالمصنع نظام جزئي من نظام الصناعة و المؤسسة العمومية نظام جزئي من نظام الدولة و البيع نظام جزئي من نظام التسويق، ويمكن عموما بالنسبة للتنظيم أو المنشأة، بالنظر لتقسيماتها الإدارية التمييز بين عدد من الأنظمة، كل منها جزئي بالنسبة للآخر مثل الفرع، القسم، المصلحة، الدائرة، و المديرية.
المبحث الثاني: نشأة التسيير
المطلب الأول: الإتجاه التقليدي: ركز هدا الإتجاه الذي ترجع أصوله إلى مبادئ التسيير العلمي كما يصوره أو بالأحرى كما صاغها تايلور (1856-1915)، وإلى أفكار بعض المساهمين الأساسين في هدا الإتجاه أمثال فايول (1841-1925) و جيلبيرت... وغيرهم في البحت عن معايير محددة للأداء و إحلال التفكير العلمي محل المحاولة و الخطأ، ففي ضل مناخ إيديولوجي متميز أصبحت قضية رفع الإنتاج من الاهتمامات الأساسية لرجال الأعمال و المسيرين حيت كانت الفكرة المبدئية هي محاولة إيجاد علاقة بين الإنتاجية و نجاح المؤسسة، والتي كشفت أن نمو ونجاح المؤسسة يمر حتما عبر تنظيم جيد ينمي و يحسن الإنتاجية لبدلك اتجه تايلور إلى دراسة العامل الصناعي لتوسيع الدراسة فيما بعد إلى دراسة بناء التنظيم ككل بفضل هنري فايول(1).
حيت اعتقد تايلور بأن الطرق التي يتبعها العمال في أداء المهام طرق عقيمة في معظمها تؤدي إلى تبديد في الطاقة و المال لهدا يجب أن يختار العمال و يدربون على أفضل الطرق المحددة و المدروسة علميا و قد خلص إلى وضع مبادئ أساسية يقوم عليها التسيير العلمي إلا أنه لا بد من الإشارة أولا إلى التصورات أو المرتكزات التي قامت عليها تلك المبادئ، فقد أعتبر الفرد" وحدة مستقلة يتعين أن يكون سلوكه و ضروب نشاطه على درجة عالية من الرشد و التعقل(1) الشيء الذي يمكن من رفع الإنتاجية عن طريق التحكم في عدة متغيرات كالوقت، المجهود، التكلفة، و لأن العمل يعني الاشتغال من أجل الحصول على مكافآت، فلقد أعتبر الأجر المحفز الأساسي وأحد المحاور التي يقوم عليها مفهوم العمل، يضاف إلى هدا اعتقاد مفاده أن العلاقة بين العمال و الإدارة هي علاقة تعاون طالما أن العمل يحقق الفائض يؤدي بصورة مباشرة إلى رفع الأجور، غير أن الواجب يحتم على المسيرين رفع الإنتاجية و دلك بالاعتماد على المبادئ التالية(2):
- تقسيم العمل على أساسا التخصص
- وضع نظام صارم للمراقبة و إجراء توزيع المهام.
- إيجاد تسلسل رتبوي بحيث يكون لكل عام رئيس واحد.
- الخبرة التقنية أساس العقلانية في اتخاذ القرارات.
و منه يمكن علاج مشكلة عدم الكفاية من خلال التسيير الذي يقوم على أساس التحديد الواضح للمهام و التنسيق فيما بينها وصولا إلى الطرق الأكثر اقتصادية وفعالية.
أما " فايول" فقد أولى عناية بالعملية التسييرية ذاتها أو ما يسمى بالتسيير على مستوى الإدارة العليا لأنه اعتبر أن " الوظيفة الإدارية تنشأ مع أعضاء التنظيم و الجماعات الإنسانية فيه" و أن نظام العمل السليم بين الجماعات التنظيمية ينهض على بعض الاشتراطات المتميزة التي يطلق عليها المبادئ(3) بدلا من القوانين لأنه يمكن استخدام مؤشرات ثابتة في مجال الإدارة، فالأمر لا يتعلق بتنظيم ورشة و إنماء إدارة في معناها العام، حيت أبرز عنصر التسيير كنشاط مميز للمؤسسة الصناعية ضمن الوظائف التسييرية الأساسية : التخطيط، التنظيم القيادة التنسيق، الرقابة(4) طالما أن الأعمال و الأنشطة التي يقوم بها أي يمكن تقسيمها إلى وظيفة فنية، وظيفة تجارية، وظيفة مالية، وظيفة متعلقة بالتأمين، وظيفة المحاسبة، ووظيفة التسيير ( الإدارة) واعتقد " فايول" أن التسيير الجيد يرتكز على أربعة عشر مبدأ استخدمها في حياته العملية و هي ذات صفة عامة يمكن تطبيقها على كافة النشاطات و أهم هده المبادئ، تقسيم العمل، الانضباط، و حدة التوجيه، لا مركزية السلطة و العدل و روح الجماعة .... و غيرها.
و يمكن القول أن تطبيق التقاليد " التايلورية " قد خلق نوع من الاختلال أو اللاتوازن الوظيفي في تأديته المهام في مجموعها النوعي بصفة عامة، رغم أن الاهتمام الأول أرتكز على أساس تجزئة المهمة أي تحليل العمل إلى حركات و عملياته الأولية حيت يرى " سوزاكي" أن التقاليد التايلورية قد تخلى عنها ليس لسبب أنها أصبحت غير مقبولة اجتماعيا، و إنما لا تمكن المؤسسة اليوم من تحقيق الأهداف التي تفرضها المنافسة العالمية، فتطور المؤسسات و ازدهارها المادي يبين محدودية الأسلوب التقليدي، حيت أصبح الانتقاء الجيد للأفراد و الاستغلال الأمثل لكفاءاتهم لا يضمن فعالية كافية للمؤسسات في الوقت ذاته يرى البعض أنه من العيوب الأساسية لهدا الإتجاه كونه فصل بين الذين يفكرون و الدين ينقدون، لان التسلسل الرتبوي يقوم على أساس الاحتكار للمسؤول الأول، و أن تتبع خط السلطة يبين خضوع الوحدات الدنيا بطريقة تؤدي إلى تعطيل الطاقات الإبداعية و فرص التكيف التي لا يمكن خلق الرغبة في تقبلها من خلال نظام للحوافز المادية ، وإنما هناك عومل نفسية و اجتماعية لها دور بالغ الأهمية و كبير جدا ، و اتضحت معالمها أكثر مع الدراسات التجريبية و خاصة مع حركة العلاقات الإنسانية(1).
المطلب الثاني: حركة العلاقات الإنسانية
انصب الاهتمام في هدا الإتجاه في محاولة إيجاد علاج ناجح للمشكلات الإنسانية التي تجاهلتها الحركة العلمية التي أثارت موجة من الانتقادات أهمها ما ذكره "أوليفيد شيلدون " يجب أن نحقق توازنا عادلا في دراستنا بين آليات الإنتاج و بين العوامل الإنسانية المرتبطة بالعملية الإنتاجية، دلك أن المشكلة الحقيقية في الصناعة ليست تنظيما عاديا معقدا فحسب و لكنها تتضمن تنظيما إنسانيا بالضرورة و لطالما اعتمدت على الطاقة الإنسانية في أداء وظيفتها(1).
و منه فقد تبين عدم كفاية مفهوم التنظيم الرسمي مما استدعى النظر في ضرورة توسيعه ليستجيب للحاجات الإنسانية و الإجتماعية للأفراد و لهدا حاولت هده الحركة إيجاد أسس جديدة تقوم عليها فلسفة التسيير اتضحت معالمها في نتائج دراسة " هوتورن" التي استغرقت خمس سنوات ( 1927-1932م) و التي اقترنت باسم " إلتون مايو" (1880-1949م) حيت بينت أن هده الدراسات أن الأجر ليس هو المحفز الوحيد في العمل و أن هناك عوامل ذات بعد سيكولوجي نفسي واجتماعي تلعب دور بالغ الأهمية و تفوق الحوافز المادية و بهذا طالب أصحاب هدا الإتجاه بضرورة أنسنة العمل، وخلق مناخ مناسب لإقامة روابط متينة بين الأفراد وعلاقات جديدة بين الرؤساء و المرؤوسين، و فتح المجال أما الأفراد لإبداء الرأي في المواضيع المتعلقة بالمؤسسة و إحداث إمكانية التنظيم الذاتي لأن أسلوب التواب والعقاب فقد فعاليته، إذ يجب خلق علاقات جديدة بناء على النتائج المستخلصة من الدراسات التجريبية :
- لا يستجيب العامل للدافع المادي فحسب بل هناك دوافع ذات بعد سيكوسوسيولوجي.
- يستجيب الفرد للمواقف المختلفة من خلال التنظيم الإجتماعي غير الرسمي.
- ليس بالضرورة أن يصاحب الوظيفي كفاءة في الأداء التنظيمي لوجود إمكانية المساعدة المتبادلة بين العمال في موقف العمل(1).
و على هدا الأساس فإن تغيير أنشطة الأفراد و اتجاهاتهم ليس بإقامة نظام للحوافز المادية كما اعتقد أصحاب الإتجاه السابق و إنما يتطلب تغييرا في طبيعة العلاقات السائدة بين الأفراد، من وجهة النظر هده فإن المسير خبير في العلاقات الإنسانية و قادر على خلق مناخ مناسب يرفع الإنتاجية ومما سبق فإن هده الحركة ركزت على التنظيم غير الرسمي مهملة في ذات الوقت التنظيم الرسمي، كما أنها أهملت دراسة البيئة الإجتماعية، و قد بينت دراسات كارتز 1950م، بأن الروح المعنوية الجيدة لا تؤدي بالضرورة على خلق إنتاجية مرتفعة دلك أن مردودية بعض الأفراد تكون عالية رغم عدم الرضى و هو ما وضع حدا أمام تألف حركة العلاقات الإنسانية خاصة مع تغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية بعد الحرب العالمية الثانية حيت تبين أن كثيرا من المشاكل لا يمكن حلها عن طريق التدريب على العلاقات الإنسانية وبهذا اتجهت الدراسات إلى التركيز على العوامل التكنولوجية و التنظيمية وزادت إلى بروز التيار التقاني .
المطلب التقاني: لقد مثلت مساهمة هذا التيار في ميدان التسيير بالذات فقد حاول تقديم علاج في مشاكل الأداء والوقاية عن طريق التحكم التقني الدقيق في تصميم البرامج وكذا إثراء الوظائف عن طريق التطوير التنظيمي اعتمادا على المبادئ التالية(2):
- الاستغلال الأمثل للمواد.
- العقلانية التسييرية.
- الاعتماد على التقنيات المتطورة.
- وقد تشكل هذا التيار من الناحية العملية إحياء للتايلورية في ثوب جديد إذ لم يستطيع هذا التطور إحداث إلتحام بين التقنية والفرد حيث طرح العديد من المشاكل كون الإنسان يقضي نعظم الوقت أمام آلات قضت بذلك الكثير من العادات في العمل كالتفكير والاتصال، وخلق لدى الفرد نوع من الإحساس بالرقابة القاهرة، وبهذا اتجهت الدراسات لإيجاد سبل لتنظيم الالتحام بين الإنسان والتقنية وزيادة فرص الاندماج والانتماء خاصة مع التطورات والتغيرات السريعة التي عرفها المحيط الإجتماعي والاقتصادي ومن تم برز الاتصال في مضمونه الإجتماعي كأداة فعالة لمواجهة مثل هذا التحدي، وبهذا شكلت الدراسات التي تناولت موضوع الاتصال في التنظيمات التي تمحورت حول العديد من القضايا كان أهمها حول العلاقة بين نظام الاتصال والكفاءة التنظيمية والأداء إلى بروز الاتصال كأداة للتسيير يطرح في ذات الوقت تصورًا جديدا للإنسان ولدوره في التنظيم.
المطلب الرابع: الإتجاه المعاصر
لقد انتقدت الإتجاهات السابقة لأنها لم تقدم معالجات كافية حيث أصبح ينظر إلى الكفاية التنظيمية على أنها قضية كلية أي اقتصادية اجتماعية سياسية، كما أن الإتجاهات السابقة ركزت على ما ينبغي تحقيقه من أهداف غير أن السلوك التنظيمي يركز أساسا على الطريقة التي ينبغي أن يفكر بها الإنسان عن نفسه وعن الآخرين، وتمييز التوجه المعاصر بصفة عامة بانتقاده للعقلية التقنية فهو يظم العديد من التيارات الفكرية، وقد برز هذا التيار من خلال الكتابات والدراسات التي حاولت فهم النموذج الياباني في الإدارة والتسيير باعتباره رمز للقوة الاقتصادية، حيث تبينت أهمية القيم الثقافية في حياة المؤسسة وهو ما أعطى أسلوب التسيير فعالية أكبر(1).
ومن تم فإن هذا الإتجاه المعاصر يشكل دعوة إلى ضرورة الاهتمام بالإنسان الذي يعتبر مصدرة لإنتاج الثروة، ويجل العمل على إدماجه وتحفيزيه لتمكينه من تحقيق ذاته وتمكن المؤسسة من الاستفادة من طاقاته وقدراته الإبداعية.
المبحث الثالث: تطور التسيير والرهانات التي يواجهها
المطلب الأول: تطور التسيير
تطور التسيير سببه عنصران أساسيان هما
- العنصر الأول: كثرة المناهج: نرى أن عوامل البيئة تزداد تعقدا على المؤسسة مما يستدعي تطبيق مناهج خاصة للجانب المدروس.
- العنصر الثاني: الدور الفعال لعامل الإنتاج
لقد ركزت المدرسة الكلاسيكية اهتمامها على العنصر المادي والمتمثل في الآلة وأعتبر ت العامل كالآلة، عكس ذلك قامت مدرسة العلاقات الإنسانية بإبراز الإنسان بحساسياته ودوافعه وتفكيره ونشاطه، ولكن هذان العاملان لا يحققان ما تصبو إليه المؤسسة الحديثة.
وقد أورد الباحثين تصنيفات خاصة بمراحل تطور التسيير.
تصنيف Chauvet الموضح في الشكل (02) التالي:
إن هذا الشكل مبني على محورين أساسيين:
- محور الصلابة أي الانغلاق المضاد للمرونة أي الانفتاح، هذا المحور "صلابة-مرونة" يقسم أنظمة التسيير من جهة إلى الأنظمة المتعلقة بالموارد والعوامل الداخلية للمؤسسة ومن جهة أخرى إلى الأنظمة المفتوحة المبنية على تأقلم المؤسسة لعناصر البيئة.
- المحور الثاني يظم عنصرين متضادين " المؤسسة الفرد".
ومن خلله يعرف (chauvet) منظورين للمؤسسة:
المنظور الأول يشمل الطريقة العقلانية المبنية على تحديد الأهداف بصفة واضحة بالإضافة إلى تطبيق عام للعقلانية في العمل.
- أما المنظور الثاني يكمن في التوجه الاجتماعي المتضمن الإجماع الإنتاجي المبني على شروط اجتماعية ملائمة,
استطاع (chauvet) من خلال هذا المحورين أن يظهر أربعة أنماط للتسيير التي تعكس بدورها أربعة مراحل لتطور التسيير في غضون القرن العشرين.
1) التسيير التقليدي ( مغلق ومعلن) (أنظر المدرسة الكلاسيكية).
2) التسيير العقلاني المبني على العلاقات الإنسانية ( مغلق واجتماعي) (أنظر مدرسة العلاقات الإنسانية) .
3) التسيير المخطط ( مفتوح وعقلاني).
الهدف من هذا النوع من التسيير يكمن في " التكيف مع البيئة"
ومن منظري مدرسة التسيير(SIMON) وممثلي المدرسة القرارية: (la Wrence Scott) ( أنظر الفصل الثالث للباب الأول).
يكمن التسيير المخطط في التحكم فيما يخص التقلبات والاضطرابات التي تمس البيئة وعلاقاتها بالمؤسسة وهذا يتم بعملية تكيف بنيات المؤسسات مع هذه القيود باستعمال مناهج عدة منها:
- تسيير الجودة، تسيير المشاريع، تحاليل القيمة، تسيير مناصب العمل، التحاليل الاستراتيجية الكلاسيكية.
- وفي هذا الجانب يتعلق الاهتمام بإعداد الاستراتيجية.
4) أما التسيير المشترك(Participial) فبدأ بالظهور في السبعينات إلى يومنا هذا، ويضم هذا المصطلح المفاهيم الآتية:
- الثقافة الاستراتيجية والقيم المشتركة ل Pascal. ethos)
- التسيير مكن النوع الثالث (seriey.1986.archier)
- التسيير الاستراتيجي حسب التصنيف(avenier)
يكن هذا التسيير في التحكم في القيود الخارجية من جهة وفي القدرات الداخلية للمؤسسة من جهة أخرى.
لقد تم المرور من التخطيط الاستراتيجي إلى التسيير الاستراتيجي نتيجة أربعة متطلبات:
- الوعي فيما يخص السرعة المتفاوتة للتغيير الذي يمس عناصر البيئة.
- الصعوبة في توقع هذه التغيرات.
- المرور من منظور" اقتصادي –تقني " للبيئة من منظور" اقتصاد اجتماعي ".
- مراعاة تحقيق الترابط الفعال بين عملية إعداد الاستراتيجية وعملية إنجازها وتشغيلها وهذا ما يعكس وجود عناصر السلطة التي كانت مجهولة.
وبهذا نريد أن نجند الأفراد على أساس ثقافتهم قصد توجيه نشاطهم بصفة فعالة.
نستطيع أن نسمي هذا التسيير الحديث بالتسيير" مرونة- قروبة Proximité- Flexibilité " وهذا النوع من السير يهتم بتطبيق وإعداد الاستراتيجية.
• أسس التسيير الاستراتيجي: لا ينبغي أن يعتبر التسيير الاستراتيجي عملية تقنية فقط، لكي لا يفصل من المؤسسة وهذا بدمجه مع كل أبعاده، وهذا شيء صعب أننا نرى في معظم المؤسسات أنه:
أولاً: الاقتصاديون والتقنيون يعتبرون المؤسسة وحدة تقنية للإنتاج، وهذا يعكس التيار الكلاسيكي التايلوري المبني على الإنتاجية.
ثانيا: الباحثون في التنظيم وأشكاله فإنهم يعتبرون المؤسسة كمنظمة اجتماعية، هنا نجد مدرسة النظام الاجتماعي (Bernard, Simon) التي تنضم إلى مدرسة العلاقات الإنسانية وتسعى لتحقيق الإنتاجية بواسطة العامل الإنساني.
ثالثا: أما الاجتماعيون فهم يرون المؤسسة كنظام سياسي، نرى هنا أن كل باحث يعرف المؤسسة من وجهة نظره وهذا يتناقض مع التعريف الحديث المبني على الطريقة المنطقية، ونتيجة هذا التصور الجزئي في مهمة المسير تصبح معقدة إذ ينبغي عليه أن يقوم بتنسيق كل هذه الإتجاهات التي تتغير في بعض الأحيان.
وبعبارة أخرى ينبغي فهم تعريف المؤسسة حسب الفلسفة العامة التي تضم مجموع المبادئ الرئيسية القواعد الكبرى التي توجه العمل باستمرار، والتي تهدف إلى تحديد تحقيق أهداف المؤسسة.
المطلب الثاني: الرهانات التي يواجهها التسيير اليوم
في ظل التغيرات الاقتصادية الإجتماعية التي تشهدها الساحة الدولية اليوم من التطورات اللامتناهية في التكنولوجيا (الإعلام الآلي، وتكنولوجيات الاتصال والآلات ...الخ)، كل هذا أثر على البنية التحتية للمؤسسات سواء كانت إنتاجية أو خدماتية، ومن تم وجب على التسيير مواكبته من قرب أو من بعد، هذه التطورات التكنولوجية حتى تكون إنتاجية لامنتاهية والتنظيم داخل المؤسسات يكون أفضل، وبذاك هذا يؤثر على المجتمع عامة والأفراد خاصة في ككل المجالات سواء كانت استهلاكية أو إنتاجية وحتى استثمارية، وبصفة عامة الرهانات التي يواجهها التسيير اليوم هي:
• سوء التسيير.
• عدم التناسق بين الأهداف المسطرة والأدوات المستعملة سواء على المدى الطويل أو القصير.
• ضعف كل من الرقابة التوجيه التنسيق والتخطيط.
خاتمة:
ها نحن قد أجبنا ولو بصورة وجيزة عن المشكلات أو التساؤلات المطروحة في المقدمة، في الأخير يمكن الإشارة على الثقافة التسييرية، هناك ارتباط وثيق وتسيير متبادل بين طبيعة الثقافة التسييرية ونسق الاتصال، فالثقافة التسييرية الإيجابية تشجع الاتصال تجهل منه أداة أساسية لنقل القيم إلى كافة أعضاء المؤسسة، وترسيخها في مختلف المستويات التنظيمية.
أما بخصوص القرارات فإن الأسس للثقافة التسييرية تدعو إلى إتخاذ القرارات على أساس اشتراك المستويات التنظيمية المختلفة للكشف عن الأفكار المبدعة واستغلال القدرات الذاتية وتنمية المؤهلات، وتؤدي الثقافة التسييرية دورًا هاما وأساسيا في ترسيخ قيم إيجابية تعمل على خلق مناخ اجتماعي يتميز باستقرار العلاقات الاجتماعية ونتيجة لهذه الممارسات التي تدعم قيم الثقافة التسييرية ذاتها الشيء الذي يعود بفائدة ونجاعة اقتصادية على المؤسسة، ويمكن إعطاء مخطط بسيط للتسيير:

مصطفى قاسمي
2010-02-24, 10:49
بارك الله فيك

zahra.zahra
2010-09-28, 12:25
شكرا لك اخي
هدا البحت ملخص عن تسيير مخزون

nazihaa
2010-09-28, 12:52
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااا