المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم التحاكم إلى الطاغوت


عبدالله الأحد
2025-01-22, 17:25
السؤال
ما هو الطاغوت؟ وهل يجوز التحاكم إليه؟ أفتونا -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالطاغوت لغة: من طغا يطغى طغيًا، ويطغو طغيانًا، أي: جاوز القدر، وارتفع، وغلا في الكفر، وكل مجاوز حده في العصيان طاغٍ.

ولا يخرج معناه الاصطلاحي عن معناه اللغوي، إذ يقول الإمام الطبري: والصواب من القول عندي في الطاغوت: أنه كل ذي طغيان على الله، فعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنسانًا كان ذلك المعبود، أو شيطانًا، أو وثنًا، أو صنمًا، أو كائنًا ما كان من شيء. اهـ. وقد زاد الإمام ابن القيم تعريف الإمام الطبري توضيحاً، فقال في إعلام الموقعين: (الطاغوت: كل ما تجاوز العبد به حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع، فطاغوت كل قوم، من يتحاكمون إليه، غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرةٍ من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله، فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها، وتأملت أحوال الناس معها، رأيت أكثرهم عدلوا عن عبادة الله، إلى عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله، وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى التحاكم إلى الطاغوت، وعن طاعته، ومتابعة رسوله، إلى طاعة الطاغوت، ومتابعته). ولا يخفى وجوب تقييد ذلك بحال الرضا ممن يعبد من دون الله عز وجل.

أما من عبد من دون الله وهو غير راضٍ بذلك، فليس بطاغوت ألبتة، ولا إثم عليه في غلو من غلا فيه.

والله أعلم.

إسلام ويب

عبدالله الأحد
2025-01-22, 17:28
قال الشيخ الإمام العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله


لا يجوز التحاكم لغير شرع الله، مثل التحاكم إلى الطواغيت، إلا إذا اضطر إلى ذلك، بأن كان في بلاد ليس عندها حكم الشريعة، فإذا كان ما عندها حكم الشريعة؛ لا يترك ماله يؤخذ، وحقه يؤخذ، يطلب منهم الحكم بما يوافق الشريعة، فإن أعطوه حكمًا يوافق الشريعة؛ أخذه، وإن أعطوه حكمًا ما يوافق الشريعة؛ لم يأخذه، إلا إذا كان بعض حق؛ فهو يطلب ما فيه خلاص حقه باضطراره، إلى ذلك.

فإذا كان في مصر، أو الشام، أو العراق، أو أي بلد لا تحكم بالشرع، وأخذ الناس ماله، أو هدموا بيته، أو شبه ذلك؛ يطالب الدولة بأن ترد عليه حقه بقوانينها التي عندها، ولا يطالب بغير حقه، يطلب حقه فقط، بأي قانون، وبأي طريق؛ حتى لا يظلم، ولا يكون راضيًا بذلك، الله يعلم من قلبه أنه لا يرضى بذلك، ولكنه مكره.

منقول من موقعه رحمه الله وجزاه الله خيرا