المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشرك الأصغر


عبدالله الأحد
2024-12-04, 15:27
الشرك الأصغر

علي بن عبد العزيز الشبل

أَيُّهَا المؤمنون! حذَّر الله عباده من ذنبٍ عظيم، وجرمٍ خطير، وتوعَّد عليه بأشدِّ أنواع العقوبات، بل توعَّد عليه أنه ذنبٌ لا يغفره: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، أمر الله جَلَّ وَعَلَا بِالتَّوحِيْدِ، فهو أعظم أوامره سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، وأعظم نواهيه، وأعظم ما نهى عنه هو الشِّرْك به سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، فَقَالَ في آية الحقوق العشرة من سورة النساء: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: 36].

وإنَّ من الشِّرْك يا عباد الله شركٌ يُسمى بـ"الشِّرْك الأصغر"، فما هو الشِّرْك الأصغر؟ هو كل ذنبٍ سمته الشَّرِيْعَة شركًا، ولم يبلغ حد الشِّرْك الأكبر، بل كان وسيلةً من وسائله، وَهٰذَا الشِّرْك الأصغر يا عباد الله توعَّد الله عَزَّ وَجَلَّ أنه لا يغفره، كما أنه يُحبط العمل الَّذِي صاحبه، كما أن صاحبه عَلَىٰ خطرٍ عظيم أن يوصله هٰذَا الشِّرْك الأصغر إِلَىٰ الشِّرْك الأكبر المُخرِج من الملة.

فَهٰذَا الشِّرْك الأصغر يا عباد الله ما ورد من الذنوب تسميته شركًا، ولم يبلغ حد الشِّرْك الأكبر، كالحلف بغير الله بلسانه دون قصده وقلبه وجنانه، بتعظيم المحلوف به تعظيم عبادة، فإنْ عظَّم المحلوف به تعظيم عبادة سوى الله عَزَّ وَجَلَّ؛ انتقل الشِّرْك الأصغر إِلَىٰ الشِّرْك الأكبر، كمن يحلف بأبيه، أو يحلف بعزه وشرفه، أو يحلف بِالنَّبِيِّ أو بحياته، أو يحلف بفخره وغير ذلك، وَهٰذَا كله من الشِّرْك الأصغر.

ثبت في الصحيحين [1] من حديث عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كنَّا مع النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر، وكنَّا نحلف بآبائنا، فأرسل فينا مناديًا ينادي: "إنَّ الله ورسوله ينهيانكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا؛ فليحلف بالله أو ليصمت".

وفي صحيح مسلم[2] عن النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «من حلف بغير الله؛ فقد كفر أو شرك».

إذا حلف بِالنَّبِيِّ أو بحياة النَّبِيّ، أو حلف بالولي الَّذِي يعظمه، أو حلف بأبيه وعزِّه، فَقَالَ: "ورأس أبي، وعزّ أبي وشرفي"؛ فَهٰذَا من الشِّرْك الأصغر؛ لأنه حلف بغير الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ.

وجنس الشِّرْك الأصغر يا عباد الله أعظم من جنس عموم الكبائر مِمَّا سوى الشِّرْك، قَالَ عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "لأن أحلف بالله كاذبًا أحبُّ إليَّ من أن أحلف بغيره صادقًا".

الحلف بغير الله كاذبًا هي اليمين الغموس، الَّتِي توعد صاحبها أنه يُغمس في نار جهنَّم عذابًا وجزاءً لهذا الحلف بالله كاذبًا؛ لأنه لم يقم في قلبه تعظيم الله جَلَّ وَعَلَا حق التعظيم، حَتَّىٰ استهان أن يحلف به كاذبًا.

أما الحلف بغير الله ولو كان صادقًا في حلفه بارًّا بذلك، فهو أشنع وأعظم من حلفه بالله كاذبًا؛ لأنَّ الحلف بغير الله من جنس الشِّرْك الأصغر، وَالشِّرْك الأصغر أقبح من عموم الكبائر، مِمَّا سوى الشِّرْك بالله عَزَّ وَجَلَّ.

ومن الشِّرْك الأصغر يا عباد الله: إضافة النعم إِلَىٰ الله وَإِلَىٰ غيره بالواو الدَّالَّة عَلَىٰ المساواة، فيقول القائل: "هٰذَا من فضل الله وفضلك!"، ويقول: "هٰذَا من معروف الله ومعروفك!"، و"أنا داخل عَلَىٰ الله وعليك"، و"هٰذَا من الله ومنك"، و"أنا بالله وبك"، ومنه قوله: "ما شاء الله وشئت"، ففي حديث قُتيلة عند أبي داود[3] بإسنادٍ صحيح، أن يهوديًّا أتى النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يا مُحَمَّد إنكم تشركون، فَقَالَ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَهْ، وما ذلك» ؟»، قَالَ: تقولون: والكعبة، وتقولون: ما شاء الله وشاء مُحَمَّد، فقبل النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هٰذِه المؤاخذة، وَهٰذِه الملاحظة، ولو كان قائلها من أخبث عباد الله وهم اليهود، فأمر صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه ألَّا يقولوا: والكعبة، بل يقولوا: «ورب الكعبة»، فنهاهم عن الحلف بالكعبة، مع أنها أشرف البنيات عَلَىٰ هٰذِه البسيطة، وَقَالَ: «قولوا: ورب الكعبة»، ونهاهم أن يقولوا: ما شاء الله وشاء مُحَمَّد؛ قَالَ: «بل قولوا: ما شاء الله وحده»؛ لأنَّ هٰذَا كله من جنس الشِّرْك الأصغر.

وَالشِّرْك الأصغر يا عباد الله غالبه في الألفاظ، مِمَّا يلقيه الإنسان من الشِّرْك، من التسوية بين الله وبين المخلوق، في جلب النعم، أو في اندفاع النقم، أو في الحلف والتعظيم، وهو لا يريد ذلك بقصده وقلبه ونيته؛ فكل هٰذَا من الشِّرْك الأصغر الَّذِي يوصل إِلَىٰ الشِّرْك الأكبر.

وَالشِّرْك الأكبر يا عباد الله أعظم ذنبٍ عُصي الله عَزَّ وَجَلَّ به، وهو المُخرِج من الملة، المُحبط للعمل؛ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65].


عباد الله! فإنَّ من صور الشِّرْك الأصغر: إضافة النعم إِلَىٰ غير الله، فيقول النَّاس، كمن يسافر في طائرةٍ أو في سفينة: "لولا أن كابتن الطائرة حاذق لهلكنا" أو "رُبَّان السفينة حاذق لغرقنا"؛ فيضيف نعمة النجاء من الغرق والهلك إِلَىٰ هٰذَا القائد، وَهٰذَا ممن أضاف النعم إِلَىٰ غير الله جَلَّ وَعَلَا، وَهٰذَا ممن أضاف النعم إِلَىٰ غير الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ، وَهٰذَا من الشِّرْك الأصغر.

ومن الشِّرْك الأصغر: ما قاله ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يقول القائل: لولا كُليبة فلان لسرقنا اللصوص، أو يقول: لولا البط في الدار لسرقنا اللصوص، فأضاف نعمة الأمن من السَّرِقَة إِلَىٰ البط أو إِلَىٰ الكلبة الفلانية؛ فَهٰذَا من الشِّرْك الأصغر يا عباد الله.

ومن الشِّرْك الأصغر أَيْضًا: يسير الرياء، يقوم يصلي صلاته، أو يعتمر أو يتصدق، أو يذكر الله ليمدحه النَّاس وثنوا عليه، فإن كان هٰذَا الشِّرْك طارئًا عَلَىٰ العبادة، طارئًا عليها، واستمر معها؛ فهو شركٌ أصغر؛ حبطت به هٰذِه العبادة من صلاةٍ أو صدقةٍ أو ذِكرٍ أو غير ذلك، وإن كان أصل الشِّرْك أصل الرياء في قلبه، لا يصلي إِلَّا رياءً، ولا يحج إِلَّا رياءً، ولا يتصدق إِلَّا رياءً؛ فَهٰذَا هو رياء المنافقين، وهو الشِّرْك الأكبر المخرج من الملة؛ لأنه النِّفَاق الاعتقادي.

فحذاري يا عباد الله من الشِّرْك كله، أصغره وأكبره، دقيقه وجليله.
ثُمَّ اعلموا عباد الله أن أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

ثُمَّ اعلموا أنَّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ أمرنا بأمرٍ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]، وَقَالَ نبيكم عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «إذا كان يوم الجمعة وليلتها؛ فأكثروا من الصَّلَاة عليَّ، فإنَّ صلاتكم معروضة عليَّ».[4]
والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
============================
[1] أخرجه البخاري (6108)، ومسلم (1646) بنحوه.
[2] لم أقف عليه في مسلم، وإنما أخرجه الترمذي (1535) بهذا اللفظ، وأخرجه أحمد (6072) بلفظ: (وأشرك) بدل: (أو أشرك).
[3] لم أقف عليه عند أبي داود، وقد أخرجه أحمد (27093)، والنسائي (3773) بنحوه.
[4] أخرجه أحمد (16162)، وأبو داود (1531)، وابن ماجه (1636)، والنسائي (1374) بنحوه.


منقول من منتدى الألوكة

عبدالله الأحد
2024-12-04, 15:30
الشرك الأصغر.. حكمه.. أنواعه.. صوره.. والوقاية منه
300166
217566
الإثنين 28 شعبان 1436 هـ - 15-6-2015 م

318
السؤال
نأمل منكم حصر صور ومظاهر الشرك الأصغر في نقاط حتى نراجع أنفسنا عليها؟.

الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الشرك الأصغر هو كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر، ووسيلةٌ ‏للوقوع فيه، وسماه الله ورسوله شركاً، وهو غير مخرج من ملة الإسلام، بل صاحبه لا يزال في دائرة الإسلام، وصوره عديدة يعسر حصرها كلها، ولو أمكن حصرها لما اتسع له هذا المقام، كما قال ابن القيم رحمه الله: والشرك أنواع كثيرة، لا يحصيها إلا الله، ولو ذهبنا نذكر أنواعه لاتسع الكلام أعظم اتساع. اهـ.

إلا أنا نذكر منها صوراً: يقول ابن القيم رحمه الله: وأما الشرك الأصغر: فكيسير الرياء، والتصنع للخلق، والحلف بغير الله، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من حلف بغير الله فقد أشرك ـ وقول الرجل للرجل: ما شاء الله وشئت، وهذا من الله ومنك، وإنا بالله وبك، وما لي إلا الله وأنت، وأنا متوكل على الله وعليك، ولولا أنت لم يكن كذا وكذا وقد يكون هذا شركاً أكبر بحسب قائله ومقصده، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال لرجل قال له ما شاء الله وما شئت: أجعلتني لله نداً؟ قل: ما شاء الله وحده ـ وهذا اللفظ أخف من غيره من الألفاظ... ومن أنواعه: الخوف من غير الله، والتوكل على غير الله، والعمل لغير الله، والإنابة والخضوع والذل لغير الله، وابتغاء الرزق من عند غيره، وحمد غيره على ما أعطى، والغنية بذلك عن حمده سبحانه، والذم والسخط على ما لم يقسمه، ولم يجر به القدر، وإضافة نعمه إلى غيره. اهـ.

ومن ذلك أيضاً: التمائم الشركية، وهو ما يعلق على الصبيان وغيرهم اتقاءَ العين ونحوها وحرزاً من أذى الناس وضررهم، والرقى الشركية، التي يكون فيها سحرٌ أو شَبَهٌ من السحر، وطلاسمُ غير مفهومة، كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود: إِنَّ الرُّقَى، وَالتَّمَائِمَ، وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ.

وكما روى عوف بن مالك الأشجعي ـ رضي الله عنه ـ قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ. رواه مسلم.

ومنها: الاستسقاء بالأنواء، كما في الصحيحين من حديث زيد بن خالد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ.

والشرك الأصغر كما ترى منقسمٌ إلى شرك قلبي، كالرياء، والتوكل على الأسباب، وإلى شرك عملي، كالتمائم الشركية والحلف بغير الله، وكل ذلك قد يصير شركاً أكبر، بحسب قائله ومقصده وما يقوم بقلبه، كما قال ابن القيم رحمه الله .

وهو أخفى في الأمة من دبيب النمل، ومن أخوف ما خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، كما في مسند أحمد وغيره من حديث محمود بن لبيد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جُزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟.

ومما يعينك على توقيه: وصية النبي صلى الله عليه وسلم، كما روى أحمد والطبراني وغيرهما من حديث أبي موسى الأشعري قال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ؛ اتَّقُوا الشِّرْكَ، فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، فَقَالَ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ: وَكَيْفَ نَتَّقِيهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ؟ قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نعلَمُهُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُ.

وروى الإمام أحمد في الزهد: أن عمر بن الخطاب كان يقول: اللهم اجعل عملي صالحاً، واجعله لك خالصاً، ولا تجعل لأحدٍ فيه شيئاً.

والله أعلم.

منقول من الشبكة الإسلامية