المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخيار العروبي والنزعة الأمازيغية في الجزائر (4-2)


الزمزوم
2024-11-25, 13:11
الخيار العروبي والنزعة الأمازيغية في الجزائر (4-2)

https://www.saaih.com/files/travel/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1/%D8%B1%D9%85%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-4.jpg



الكتاب: البربر الأمازيغ عرب عاربة ـ وعروبة الشمال الإفريقي عبر التاريخ
الكاتب: الدكتور عثمان سعدي
الناشر: دار الأمة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر.
الطبعة الأولى: 2018 ـ 269 صفحة من القطع الكبير.




بعد استقلال الجزائر، أسس الفرنسيون الأكاديمية البربرية 1967 في جامعة باريس 8 فانسين، وذلك من أجل تعميق خطتهم في الإبقاء على الجزائر المستقلة، في فلك التأثير الفرنسي. بدأت هذه الخطة تنفذ منذ مجيء الجنرال ديغول للحكم سنة 1958، الذي كان مقتنعاً أن الجزائر مستقلة لا محالة، وأن الذي يبقيها مرتبطة بفرنسا هو الإبقاء على وضع اللغة الفرنسية المهيمن على الحياة الجزائرية. وأعطى تعليمات بتوسيع ما يسمى (ببروموسيون لاكوست)، والتي تتمثل في إعداد مئات من الإداريين الجزائريين الشبان في المراكز الإدارية الفرنسية، لكي يخلفوا الفرنسيين الذين كانوا يسيطرون على الإدارة بالجزائر. وكان ديغول مقتنعاً أن هؤلاء سيغادرون الجزائر بعد الاستقلال.


وتأسست الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بالقاهرة في نفس السنة لمجيء ديغول للحكم سنة 1958، وبدل أن تعد خطة مضادة لخطة ديغول، وذلك بأن تؤسس نواة لإدارة الدولة الجزائرية باللغة العربية (كما فعل هو شي مينه ورفاقه في تاريخ الثورة الفيتنامية)، معتمدة على مئات الطلبة الجزائريين الذين كانوا يدرسون في جامعات ومعاهد المشرق العربي، في الزيتونة بتونس، والقرويين بالمغرب العربي. بدل أن تفعل ذلك أحضرت طلاب الجامعات الفرنسية إلى القاهرة، وكونت منهم إدارة الدولة الجزائرية باللغة الفرنسية، ومعنى هذا أنها نفذت خطة مكملة لخطة ديغول.


وهكذا فتح الباب على مصراعيه منذ 1962 لتحقيق ما عجزت فرنسا عن تحقيقه في قرن وثلث قرن من الاستعمار المباشر، ألا وهو (الجزائر الفرنسية). وتحققت بذلك نبوءة ديغول التي أطلقها سنة 1962، عندما علق على استقلال الجزائر فقال: "الجزائر حرة لكنها جزائر ـ فرنسية". وقد ذكرت جريدة لوموند الفرنسية بنبوءة ديغول هذه في عددها الصادر يوم 20 آب (أغسطس) 1994، للتأكيد على بقاء الجزائر فرنسية.


واستمرت الأكاديمية البربرية في باريس تعمل، تحت رعاية الأجهزة الفرنسية الخاصة، وسخرت لها أموالاً ضخمة، وهدفها البعيد ليس خدمة البربرية، ولا البربر، وإنما خدمة بقاء هيمنة اللغة الفرنسية بالجزائر وبالمغرب العربي. ويرى استراتيجيو الاستعمار الفرنسي الجديد أن الشعب الجزائري لا بد وأن يقسّم إلى شعبين: شعب يتكلم البربرية وشعب يتكلم العربية، حتى يضمن أن تبقى وإلى الأبد، اللغة الفرنسية لغة مشتركة بين الشعبين. وما دام المغرب الذي توجد فيه أكبر نسبة من الناطقين بالبربرية: 60 بالمائة من السكان. (النسبة بالجزائر 20 بالمائة)؛ منضبطاً داخل النادي الفرانكفوني، ملتزماً بإبقاء الفرنسية في ميدان تدريس العلوم بالتعليم العام والجامعة، مسيطرة على الكليات العلمية بالجامعة وعلى الميدان الاقتصادي، فينبغي ألا تثار المسألة البربرية فيه.


أما الجزائر التي تملك خلفية ثورة أول نوفمبر، فيبقى فيها خطر التعريب قائماً على استمرار هيمنة اللغة الفرنسية. ولهذا فقد كونت الأكاديمية البربرية في باريس، منذ تأسيسها سنة 1967، مجموعة من الجزائريين وأعطتهم الجنسية الفرنسية، وعلى رأسهم سالم شاكر، وتاسعديت ياسين، ومنحتهم شهادات الدكتوراه في الدراسات البربرية، ووجهتهم لإدارة عملائها بالجزائر، ويقوم شاكر بجولات بالعالم على نفقة الأجهزة الفرنسية الخاصة، يحاضر فيها الجزائريون المقيمون بالمدن الأوروبية والأمريكية حول المسألة البربرية، من وجهة نظر فرنسا.


الأحزاب البربرية والصراع على هوية الدولة الجزائرية


توجد في الجزائر أحزاب تمثل البربر تحديداً، والواقع أن هناك قطبين سياسيين يتنازعان الخريطة الأمازيغية ، الأول هو "جبهة القوى الاشتراكية" التي كان يتزعمها الزيم الراحل حسين أيت أحمد، والثاني "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" الذي يقوده الدكتور سعيد سعدي. والقطبان متنافران ومتخاصمان، فإلى جانب المنافسة على النفوذ هناك الخلاف الأيديولوجي، فاشتراكيو حسين أيت أحمد يدعون إلى إشراك "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" المحظورة في الحوار الوطني، ويطالبون بإعطاء البربر الحقوق الثقافية بما في ذلك الأمازيغية واعتبارها لغة رسمية في البلاد، وهم يعتبرون أن نيل هذه الحقوق يندرج في إطار تحقيق مستوى عال من التنوع الثقافي الذي يساهم في تعزيز الوحدة الوطنية للجزائر، ويعبد طريق نهضتها والتحول الديمقراطي فيها.


أما "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" فهو حزب فرانكفوني يدعو إلى "إعادة الاعتبار إلى اللغة الفرنسية لأسباب فنية وعلمية"، لأنه يعتبر ذلك مدخلا إلى إنهاء دور اللغة العربية. وهو يرفض مشروع التعريب في الجزائر، ويدعو إلى وقفه، ويطالب بإقرار اللغة الأمازيغية لغة وطنية رسمية ثانية بصورة متكافئة مع اللغة العربية. وهو حزب علماني مفرط في تطرفه الفرانكوفوني، إذ يعتبر الحركة الإسلامية الأصولية نوعا من الكوليرا والطاعون التاريخي، ويرتبط بعلاقة قوية مع جنرالات الجيش الذين لهم ميول كبيرة للفرانكوفونية، وهو أقرب ما يكون إلى فرنسا منها إلى الجزائر العربية المسلمة. وقد شارك سعيد سعدي في الائتلاف الحكومي ولم ينسحب منه إلا بعد الانفجار القبائلي، وعلى خلفية عدم خسارة شعبيته التي انعطف قسم منها في اتجاه خصمه اللدود حسين آيت أحمد، الزعيم التاريخي والمعارض الدائم للحكم منذ 1990 ، ولعله الأكثر تجسيدا ً للتطلعات القبائلية.


ويلتقي حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" موضوعيا وسياسيا مع الأقلية الثقافية البربرية الأكثر تطرفاً التي تطالب بانفصال البربر، والتي لها منظرون، وتجمع الأموال في الخارج، وتشتري أسلحة ترسلها إلى تيزي أوزو وبجاية، إذ يقيم صقور هذه الحركة البربرية في فرنسا وبلجيكا وايطاليا واسبانيا، ويعقدون مؤتمرات دورية. ويعتقد المحللون السياسيون للشؤون الجزائرية أن هذه الأقلية المتطرفة من صفوف البربر قد تكون وراء البيان الذي أعلن ولادة الجناح المسلح باسم "الحركة البربرية المسلحة". وهكذا تتحول اللغة الأمازيغية في الجزائر إلى برميل بارود جاهزة فتائله للانفجار في أي لحظة.


ومن المعروف تاريخيا أن كبار الجنرالات الأكثر نفوذا في الجيش الجزائري هم من البربر. وفيما يسيطر الشاويون على الجيش الجزائري، فإن المخابرات الجزائرية التي أسسها العقيد عبد الحفيظ بوصوف في عام 1960 "وهو بربري"، وتتكون من الأجهزة التالية: جهاز الأمن العسكري، وجهاز مكافحة التجسس، وجهاز الأمن الخاص، وجهاز الأمن الخارجي ـ يسيطر عليها الأمازيغ من القبائل.


وبالفعل فإن استعراضاً لأسماء قيادات المخابرات يؤكد ذلك، فقاصدي مرباح، والجنرال محمد بتشين، والجنرال محمد مدين الملقب بـ "سي توفيق" الذي كان قبل إزاحته من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ ثلاث سنوات، يُعَدُّ المسؤول الأول عن أمن رجال المؤسسة العسكرية كما عن أمن ثكنة "بني مسوس" التي تخرج كوادر الأمن الاستخباري والعسكري، هؤلاء كلهم من البربر، إضافة إلى معظم السفراء ومديري البنوك والمؤسسات، وأصحاب الفنادق، ومديري الإدارات. وفضلا عن ذلك فإن الفساد كآلية من آليات الحكم إنما ركزتها في الجزائر الأقلية الشاوية ومعها من القبائلية، فتغلغلت في مختلف أجهزة الدولة، وكل من هدد مصالح الأقلية الشاوية والقبائلية كان مصيره النفي عن مجالات التحرك الحيوي للشاويين، لا سيما في مجال الفضاء السياسي.


إن هذه الحقيقة التي قلما يلتفت إليها المحللون السياسيون في العالم العربي تجعل السؤال الموجه إلى الحركة البربرية السياسية قاسيا جداً، هل تعارضون دولة أنتم عمادها وأصحاب القرار فيها، أم أنكم تخوضون صراعا داخل العشيرة بين القبائل والشاوية، أم أن تعريفكم للبربري فذلكة إعلامية، أم أن هذه المعارضة تخوضونها لغير حسابكم؟


العرب في الجزائر هم المهمشون الحقيقيون، وحظهم في هذا الحديث قد يكون أوفر من حظ البربر. فمن يشتكي من الآخر، ومن يحكم فعليا في الجزائر؟ وهل يعيش العرب في "بحبوحة" بينما يتخبط البربر في الفقر والبطالة؟ ثم أليست المشكلات التي تعاني منها الجزائر تشمل كل مكونات وفئات المجتمع الجزائري، مثل البطالة وأزمة السكن والأزمة الاقتصادية والاجتماعية؟




هذا مدار حديث الفصول المقبلة من الكتاب..


المصدر: العربي 21

الزمزوم
2024-11-25, 18:49
سعدي من المكون البربري يحوز احترام أغلبية البلاد

الزمزوم
2024-11-25, 19:11
إن كتاب سعدي يعتبر وثيقة تاريخية هامة للبلاد وشهادة حاسمة وجب عدم الاستهانة به.

الزمزوم
2024-11-25, 21:16
اللغات الحية والميتة


ويفسر الدكتور بن نعمان موقفه أن كل اللغات الحية اليوم ذات الحروف والقواعد والتراث المكتوب لا تتجاوز 150 لغة من بين 6700 لغة في كل أقطار العالم المعاصر، تتقاسمها مجموع الدول ذات العضوية في الأمم المتحدة اليوم وعددها 194 مع الملاحظة أن 96ظھ من هذه الدول يتداول رسميا وعلميا ومدرسيا 10 لغات فقط من كل تلك اللغات المكتوبة في العالم أجمع (منها العربية المرتبة الرابعة عالميا) والفرنسية ( التاسعة عالميا).


وهنا يعتبر الدكتور بن نعمان أن اللغات مثل الأشجار التي تعتمد في وجودها وبقائها على عوامل وشروط (كيفية) وليست مجهودات عضلية كما يظن بعض الأميين أو حتى بعض المتعلمين الجهلة المتعصبين. والدليل على ذلك حسبه (أنك يمكن أن تبني ناطحة سحاب في أسابيع معدودات لكنك لا يمكن أن تبني شجرة مثمرة في سنوات؛ دون توفر شروط معينة، كالتربة والغرس والسقي والتهوية والزبر وعلاج الطفيليات...).


ويضيف الدكتور أحمد بن نعمان أن اللغات مثل الكائنات الحية تماما. فهي تولد وتتغذى وتربى وتمرض وتعالج وتشفى وتعمر وتموت وقد تولد من جديد (كالعبرية) وتقاوم الشيخوخة والزوال (كالعربية) وتتطور وتضعف وتقوى وتتكاثر كذلك حسب قوانين وشروط معينة. ثم أنه من الناحية العلمية والتاريخية فإن كل اللغات العالمية الحالية كانت في الأصل لهجات محلية ولغات شفهية طورتها الشعوب والدول بالإرادة السياسية والقوة العسكرية والعلمية والصناعية والاقتصادية والدينية... فاللغات الحالية في أوروبا الغربية كانت لغات محلية ولهجات متفرعة عن اللاتينية وقد أصبحت الآن لغات عالمية مستقلة ذات تراث مكتوب (وهي الرومانية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية والكاتالانية...) وهي كلها متفرعة من اللاتينية التي كانت اللغة الرسمية الأولى لأوروبا المسيحية لعشرة قرون والآن ماتت ولن تعود إلى الحياة العملية أبدا.


فرنسا ترفض تعدد اللغات


ويعطي الدكتور أحمد بن نعمان المثال الفرنسي في كيفية التعامل مع اللغات المحلية الشفوية أو المكتوبة، وتحديدا مع 10 لغات محلية بما فيها الغولوا (أمازيغيتها) التي لا يتجاوز المتحدثون بها في الأرياف 10ظھمن الشعب الفرنسي وهي في طريق الإنقراض الحتمي مع انتشار التعليم وارتفاع المستوى الثقافي للأجيال القادمة التي ستحيلها على المتحف مثل اللاتينية الآن في الفاتيكان لأن اللغة بنت الحاجة لاستعمالها مع من تحتاجهم أنت وليس مع من يحتاجونك أن كنت صفرا على اليسار العلمي والحضاري!!


ويؤكد بن نعمان أنه لا بديل عن هذا الحل الطبيعي إلا التفتيت والبلقنة لكل الدول المعنية على اعتبار(أن لا وحدة وطنية بدون وحدة لغوية رسمية) مثلما قال الرئيس الفرنسي في كرسيكا تصريحه التاريخي بكرسيكا سنة 2007، حيث قال للأهالي هناك بأنه يمكن مناقشة كل شيء معكم محليا إلا شيئا واحدا مقدسا وهو أن تبقى اللغة الفرنسية هي اللغة الوحيدة للجمهورية الفرنسية وخليته الحالي كرر نفس الموقف منذ شهور فقط !!

الزمزوم
2024-11-26, 08:20
أجمل ما قرأت وهي واقع للكثيرين أنا واحد منهم هو هذه الجملة التي توزن بالذهب:


"وكل من هدد مصالح الأقلية الشاوية والقبائلية كان مصيره النفي عن مجالات التحرك الحيوي للشاويين، لا سيما في مجال الفضاء السياسي".

الزمزوم
2024-11-26, 09:05
لأنني ببساطة من دعاة القومية العربية


ولا أحب فرنسا


لن تأخذوا مني أكثر من الذي أخذتموه ولن أخذ منكم أكثر من الذي أنا فيه.

الزمزوم
2024-11-26, 11:18
رابعا: بعد طرد الرومان (كيانا ودينا ولسانا)، وتولينا حكم أنفسنا بأنفسنا بكل حرية إسلامية، تحت مبدأ قراني رباني صريح فصيح، يقول؛ "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وليس أغناكم أو أذكاكم أو أكثركم جاها وولدا أو نسبا وحسبا. فتولانا في البداية الأولى بعد الفتح المبين أتقانا، وليس أغنانا وأقوانا دون عنصرية وعصبية قومية أو قبلية، ولم يوجد لدى أجدادنا الأحرار في الشمال الأفريقي الفطري السليم، أي بديل إيماني أو لساني غير الإسلام ولغة القرآن، كما هو واقع على خلاف بعض البلدان الإسلامية الأخرى، التي بقيت على جاهليتها من الناحية العصبية القومية والعنصرية، كما هو واقع حتى الآن بين بلاد فارس والأناضول على سبيل المثال.


خامسا: إذا كان المسلم صادقا مع الله ومع نفسه، في التخلي عن الشرك والوثنية والمادية اليهودية والثالوثية المسيحية، إلى الحنفية السمحاء اقتناعا بأن الدين عند الله واحد هو الإسلام :"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه"، فكيف لا يتقن لسان دينه الذي ارتضاه لنفسه طواعية، وجاهد في سبيل تبليغه إلى خارج وطنه الصغير، كالقائد المجاهد طارق بن زياد فاتح الأندلس على رأس أغلبية مجاهدة بربرية محلية وأقلية بسيطة مشرقية عربية وغير عربية. والعروبة عندنا للإنسان في أي مكان هي باللسان والرسالة، وليست بنقاوة الدماء وتسلسل النسب على غرار الحصان العربي بالسلالة. إن الإسلام دين، والعربية لسان وانتماء، يربط أهل الأرض بوحي السماء.


سادسا؛ إن فاقد الشيء لا يعطيه بالبداهة، وعليه، فكيف يحمل أجدادنا المسلمون الصادقون مشعل النور المبين إلى الشعوب الأخرى دون أن يبدؤوا بأنفسهم، فيتعربون طواعية حبا في الدين القويم واللسان المبين، قبل أن يعربوا السنة المسلمين الآخرين في البلاد المفتوحة في العالمين. ولذلك، كانت خطبة الفاتح العظيم الشهيرة في جبل طارق بعد حرق السفن، وقوله للمجاهدين الفاتحين من كل البلدان المغربية والمشرقية كلمته المشهورة: "العدو أمامكم والبحر وراءكم.". قالها في خطبته التاريخية تلك بالعربية، ولا يمكن أن يقولها إلا بالعربية التي أتقنها كمسلم مخلص صادق.


أحمد بن نعمان


المصدر: العربي 21

الزمزوم
2024-11-26, 11:26
إننا إذا اعتبرنا أن الدين الخاتم، هو للعالمين جميعا، "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا"، وليس لأي جنس أو عرق أو لون، كما يقر معنا هؤلاء المعترضون المغرضون أنفسهم في تصريحاتهم دائما وبألسنتهم أنهم مسلمون، ولكنهم يتمسكون بالانتماء إلى قوميات عرقية أخرى، وكما رأينا وأثبتنا في بعض مقالاتنا هنا، بأن سلمان الفارسي الآسيوي، وصهيب الرومي الأوروبي، وبلال الحبشي الأفريقي (قد تعربوا لسانا وانتماء وليس عرقا ودماء)، ليصبحوا من آل البيت ومن أقرب المقربين إلى رسول الله ï·؛ في قومه، وهم ليسوا حتى من جغرافية بلاده، ولا لون بشرة أهله وأصهاره وأقرانه وجيرانه.


يجب التنبيه إلى أن العرب المقصودين هنا، هم المسلمون الناطقون بالعربية. ولا يوجد عرق عربي في الإسلام على الإطلاق، مما جعلنا نقول وبكل مسؤولية علمية ودينية هنا وفي كل مكان؛ بأن كل مسلم في العالم هو مشروع عربي قائم. مادام الإسلام من أبرز وأقدس مبادئه أنه دين حرية واقتناع ولا يكره أحدا على اعتناقه، كما لا يفرض على أي مسلم ترك لسانه المحلي أو الوطني غير المعادي للسان القرآن الكريم وبيانه القويم.فالشعوب التي اعتنقت الإسلام دون تبني لسان القرآن، مثل تركيا وباكستان وأندونيسيا وإيران وغيرهم، هم المقصرون والمتعصبون القوميون (كالصفويين والطورانيين)، كما وصفهم أحد أبناء هذه الأمة وعظمائها المخلصين، وعلمائها العاملين، أستاذنا جمال الأفغاني (من أفغانستان، وليس العارب أو المستعرب من الحجاز أو اليمن أو عمان)، والباب يظل مفتوحا لكل مسلم صادق، غير قومي وغير عنصري منافق، كي يصبح عربيّا بالاكتساب والانتساب، مثل النبي ï·؛ المصطفى (الكلداني) بالانتساب الدموي والعربي العدناني بالاستعراب، والاكتساب اللغوي الإيماني.


فإذا كان سيد الخلق في هذه الحالة متنكرا لأصله، فيشرف كل مسلم أصيل أن يكون مقتديا به وبسنته، وذلك هو الجواب لمن يدعي أنه مسلم أصيل غير متنكر للأنساب. أليس من الغريب والعجيب أن يتفاهم بعض القادة المسلمين باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، وليس بلغة أمتهم المحمدية التي اختار لها ربها لسانه لينزل به قرآنه، ويتعهد بحفظه رغما عنهم جميعا، ليصبح في الترتيب الرابع عالميّا باعتراف الأمم المتحدة، دون أن يمتلك أي بلد مسلم حق النقض في مجلس الأمن المخيف بالقهر والظلم والكيل بمكيالين للظالمين والمظلومين، كواقع المسلمين في الصين وبورما والبوسنة وفلسطين في الأولين والحاضرين، وروسيا وأوكرانيا وتيمور الشرقية في الآخرين.


أحمد بن نعمان

الزمزوم
2024-11-26, 11:35
وهو عين الحقيقة والصواب في نظرنا لأنّ تحديد جنس قوم من خلال لهجة أو لغة محلية مكتوبة أو شفهية بإمكان كل فرد( سليم الحواس) أن يكتسب التحدث بها مثل أهلها بعد مدة من الإقامة بينهم فضلا عن كونه مختلطًا بهم (كأعمام أو أخوال ) من أمشاج تلاقحت وتضاعفت أعدادها بمتواليات عبر القرون المتعاقبة دون انقطاع مشرقًا ومغربا (ومنها حي المغاربة في القدس المحتلة حاليا بمقابرها التي تضم رفاة المجاهدين من كل اقطار مغزبتا العربي الكبير) ولا علاقة بيولوجية تربط بين الجينات واللغات على الإطلاق.. لأن واحدة تولد مع الإنسان بلا اختيار والثانية تكتسب من الإنسان الناطق بإرادته دون إجبار.


وهذا هو معنى قول الأستاذ بلحسن بأن هناك بربرا تعربوا وهناك عربا تبربروا وتفرنسوا وهو كلام مجرب صحيح في واقعنا المغاربي حتى الآن وسيظل الوضع كذلك إلى ماشاء الله حتى تمحى الأمية (العلمية والمدرسية والدينية) من كل البلاد المغاربية وتستبدل العربية (الفصحى والعامية) بالبربريات الحالية التي بقيت تؤدي وظيفتها الاجتماعية مثل كل العاميات العربيات دون أي تعارض أو تناقض وطني أو قومي.


أحمد بن نعمان

الزمزوم
2024-11-26, 11:54
وهذا هو العامل الأساسي في اختلاط الدماء وتماهي الأنساب والأرحام بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على مر التاريخ الإسلامي وحتى يومنا هذا وسيظل كذلك ما دامت أغلبية شعوبنا تدين بالإسلام عن صدق وإيمان !!


ولذلك أؤكد على مسؤوليتي العلمية أننا هنا في شمال أفريقيا كلنا عبارة عن خليط من مختلف الأعراق والألوان البشرية من كل القارات كما تثبت تحليلات الأحماض النووية في المخابر العلمية التي هي تحت تصرف كل المتشككين في انحدارهم من نفس واحدة في أصولها الآدمية لا يفصل بينها عندنا إلا الدين المكتسب.. (لكم دينكم ولي دين.) وأن الناس وإن ولدوا في أوطانهم وعائلاتهم مكرهين على الخروج إلى الحياة غير مخيرين فإنهم أصبحوا مسلمين بالاختيار وتصاهروا مع العرب المسلمين (كحالة الأدارسة في المغرب الأقصى) طواعية وتبركا دون إجبار كما قال الأستاذ الفضيل الورثلاني في كتابه (الجزائر الثائرة) ونحن نقره على ذلك وطنيا وعلميًا واجتماعيًا ودينيًا وسياسيًا!!


أحمد بن نعمان

الهوازني
2025-05-01, 23:30
شكراً جزيلاً لك