الزمزوم
2024-11-17, 08:29
أحزاب السُّلطة من الإسلاميين الإخوان وبن خنونة يشنَّان هُجوماً كاسحاً على روسيا
في الأيام الأخيرة صرح بن خنونة الإسلامي الإخواني ورئيس حزب إسلامي ومُشارك في السُّلطة منذُ اِنقلاب 92 هجوماً كاسحاً على رُوسيا تمثل في تلك التّصريحات الّتي تحمل طابع طلاسم.
بعدها قامت قناة "الوطنية" الخاصة الذِّراع السّياسي الإعلامي عكس قناة "الأنيس" الذّراع الدّعوي هي الأخرى هُجوماً كاسحاً على رُوسيا مُتهمةً الوجود الرُّوسي في مالي بأنّه يرتكب إبادة جماعية في مالي في حقّ الجماعات الإرهابية وضدّ الجماعات الاِنفصالية الأزاوادية.
وبعد اِتهامات رُوسيا في منطقة السّاحل ومنطقة المغرب من خلال الطّعن في الوُجود الرُّوسي في ليبيا دُون الحديث قط عن الوُجود الأمريكي والوجود الفرنسي والوجود التُّركي فيها فإنّها اِنتقلت بعد ذلك إلى المشرق العربي وقالت: أنّ هجُوم الكيان الصُّهيوني العسكري على الإيرانيين في سُوريا يتمُّ بالتنسيق مع رُوسيا في رسالة ضمنية إلى تواطُؤ بين الرُّوسي والصُّهيوني على حساب الإيراني وهو ليس حب في الإيراني بقدر ماهو النيل من سمعة الروسي ودق اسفين بين الحليفين روسيا- إيران خدمة للجماعات الإسلامية المسلحة في إدلب وريف حلب ودرعا وكلاء تركيا والكيان الصهيوني وأمريكا وحلف النّاتو.
أحزاب السُّلطة الإسلامية الإخوانية وبن خنونة تُشارك في السُّلطة منذ 1992 تاريخ الاِنقلاب وعلى مدار ذلك التاريخ ووجودها في السُّلطة لم تتكلم قط عن الوُجود العسكري الفرنسي في منطقة السّاحل منذ عملية "برخان" العسكرية في مالي طيلة سبعة سنوات وحتى لحظة خروجه وإلى الآن كما تحدث عن الوجود الروسي التاريخي منذ الاتحاد السوفييتي وحتى اللحظة في أفريقيا بعامة وغرب آسيا بخاصة.
أحزاب السُّلطة الإسلامية الإخوانية وبن خنونة لم ينبسوا ببنت شفة كلمة عن الوُجود العسكري التُّركي في غرب ليبيا ولا عن الوُجود الفرنسي العسكري في تشاد حالياً ولا عن الوُجود الأمريكي العسكري طيلة سنوات في النيجر قبل مغادرته البلاد تحت ضغط الشّعب النيجري والحُكام الجُدد بعد سقوط نظام بازوم.
حديث بن خنونة وقناة "الوطنية" الخاصة ومهما حاولنا اعطاء تفسيرات له فإنه في كلّ الأحوال لا يخرج عن الخط الإسلامي الإخواني المُعتاد الّذي يخدم أجندة تُركيا في المنطقة والمهادن والوكيل للأمريكان وفرنسا ولكن الأخطر من ذلك أنه يدخل في إطار الصّراع السّياسي في البلاد الّذي يبدُو أنَّ بن خنونة وإسلاميوه وحزبه وإعلامه بدؤوا يُظهرون اِنحيازهم الفاضح لطرف في السُّلطة على حساب طرف آخر مُبتعدين على حالة الحياد.
إنّ هذه التّصريحات لبن خنونة وحزبُه وإعلامه هو بسبب ميل الكفّة في الآونة الأخيرة بفعل تغيير التوازنات في العالم وفي المنطقة وفي البلاد في غير صالح جناح في السّلطة الّذي ينتمي إليه ويدعمه وتأرجحها نحو جناح آخر معادي، جناح السّلطة الّذي يُدعمه بن خنونة وحزبه السّياسي وإسلاميوه الّذي تُدعمه فرنسا وأمريكا في حالة تناقض غير مسبُوقة لأن أدبيات الإسلاميين بعامة ومن جماعة الإخوان بخاصة تاريخياً في البلاد كانت تُعادي فرنسا وكلّ ماهو فرنسي.
وإذا كان مفهوماً تفاهم إسلاميي بن خنونة في السُّلطة الّذين يُحالفون جناحاً فيها مع الأمريكان لأسباب تاريخية ويتفاهمون مع تُركيا لأسباب إيديولوجية فإنّ الشّيء غير المفهُوم هو تماهي إسلاميي بن خنونة مع فرنسا في التسعينيات بالمُشاركة في السُّلطة بعد اِنقلاب 92 وسكُوتهم طوال سبعة سنوات على الوُجود العسكري الفرنسي في مالي إثر عملية "برخان" وسكُوتهم على التواجد التّركي في غرب ليبيا في العاصمة طرابلس ودعمها لمليشيات الإخوان هُناك واليوم هذه الجماعة الإسلامية تتهجم على رُوسيا في المشرق العربي (الدّور الرّوسي في سوريا) وفي المغرب العربي (الدّور الرّوسي في ليبيا) وفي منطقة السّاحل (التواجد الرّوسي في مالي والنيجر وبوكينافاسو).
بتصريحات بن خنونة وقناة "الوطن" الخاصة الأخيرة الخطيرة يتبين أنَّ هؤلاء هُم من يقف وراء عملية الهجُوم على التواجد الرّوسي في إفريقيا وفي المنطقة العربية.
وهُم أعداء المؤسسة العسكرية في البلاد وفي المنطقة.
وهُم من يقف وراء الحملة السِّرية لتهدئة الأوضاع مع نِظام المخزن والدّفع بالسُّلطة للقبول بطرحه في مسألة الصّحراء، جماعة الإخوان عالمياً وفي المنطقتين العربية والإسلامية وفي المنطقة المغاربية وفي البلاد سواءٌ من أحزاب السُّلطة والموالاة أو أحزاب المُعارضة يقفُون مع المغرب ومع الطّرح المغربي لأسباب دينية وتاريخية وإيديولوجية وكلّ ما قاموا به في الماضي من مُجاهرة عدائهم للنّظام المخزن هو تقية للتقرب من الحُكام الحقيقيين في البلاد للاِستيلاء على السُّلطة وإحكام سيطرتهم عليها وبعد ذلك لكلّ حادث حديث.
وهُم من يقف مع ضرورة بقاء العلاقات الفرنسية –البلداوية على حالها في ظلّ مُنوِّم وجُرعات مخدر الذّاكرة.
وهُم من يقف مع ضرورة التّهدئة في قضية فلسطين ومسار التّطبيع وتصفية القضية الفلسطينية على أساس الاِعتراف والتّطبيع بوقف إطلاق النّار في غزّة ووقف الحرب عليها.
وهُم من يقف وراء دفع البلاد نحو الحُضن الغربي: تركيا ثمّ الولايات المتحدة ثمّ فرنسا لأنّ هذا سيُبعد الجيش عن السّلطة وسيضمن حُكم المدنيين "الإسلاميين الإخوان" لمقاليد الحُكم في البلاد والمنطقة تحت راية الدّيمقراطية الّتي يرعاها الغرب في منطقتنا وأية ديمقراطية -الرّبيع العربي والإبادة الصّهيونية في غزة- .
بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق
في الأيام الأخيرة صرح بن خنونة الإسلامي الإخواني ورئيس حزب إسلامي ومُشارك في السُّلطة منذُ اِنقلاب 92 هجوماً كاسحاً على رُوسيا تمثل في تلك التّصريحات الّتي تحمل طابع طلاسم.
بعدها قامت قناة "الوطنية" الخاصة الذِّراع السّياسي الإعلامي عكس قناة "الأنيس" الذّراع الدّعوي هي الأخرى هُجوماً كاسحاً على رُوسيا مُتهمةً الوجود الرُّوسي في مالي بأنّه يرتكب إبادة جماعية في مالي في حقّ الجماعات الإرهابية وضدّ الجماعات الاِنفصالية الأزاوادية.
وبعد اِتهامات رُوسيا في منطقة السّاحل ومنطقة المغرب من خلال الطّعن في الوُجود الرُّوسي في ليبيا دُون الحديث قط عن الوُجود الأمريكي والوجود الفرنسي والوجود التُّركي فيها فإنّها اِنتقلت بعد ذلك إلى المشرق العربي وقالت: أنّ هجُوم الكيان الصُّهيوني العسكري على الإيرانيين في سُوريا يتمُّ بالتنسيق مع رُوسيا في رسالة ضمنية إلى تواطُؤ بين الرُّوسي والصُّهيوني على حساب الإيراني وهو ليس حب في الإيراني بقدر ماهو النيل من سمعة الروسي ودق اسفين بين الحليفين روسيا- إيران خدمة للجماعات الإسلامية المسلحة في إدلب وريف حلب ودرعا وكلاء تركيا والكيان الصهيوني وأمريكا وحلف النّاتو.
أحزاب السُّلطة الإسلامية الإخوانية وبن خنونة تُشارك في السُّلطة منذ 1992 تاريخ الاِنقلاب وعلى مدار ذلك التاريخ ووجودها في السُّلطة لم تتكلم قط عن الوُجود العسكري الفرنسي في منطقة السّاحل منذ عملية "برخان" العسكرية في مالي طيلة سبعة سنوات وحتى لحظة خروجه وإلى الآن كما تحدث عن الوجود الروسي التاريخي منذ الاتحاد السوفييتي وحتى اللحظة في أفريقيا بعامة وغرب آسيا بخاصة.
أحزاب السُّلطة الإسلامية الإخوانية وبن خنونة لم ينبسوا ببنت شفة كلمة عن الوُجود العسكري التُّركي في غرب ليبيا ولا عن الوُجود الفرنسي العسكري في تشاد حالياً ولا عن الوُجود الأمريكي العسكري طيلة سنوات في النيجر قبل مغادرته البلاد تحت ضغط الشّعب النيجري والحُكام الجُدد بعد سقوط نظام بازوم.
حديث بن خنونة وقناة "الوطنية" الخاصة ومهما حاولنا اعطاء تفسيرات له فإنه في كلّ الأحوال لا يخرج عن الخط الإسلامي الإخواني المُعتاد الّذي يخدم أجندة تُركيا في المنطقة والمهادن والوكيل للأمريكان وفرنسا ولكن الأخطر من ذلك أنه يدخل في إطار الصّراع السّياسي في البلاد الّذي يبدُو أنَّ بن خنونة وإسلاميوه وحزبه وإعلامه بدؤوا يُظهرون اِنحيازهم الفاضح لطرف في السُّلطة على حساب طرف آخر مُبتعدين على حالة الحياد.
إنّ هذه التّصريحات لبن خنونة وحزبُه وإعلامه هو بسبب ميل الكفّة في الآونة الأخيرة بفعل تغيير التوازنات في العالم وفي المنطقة وفي البلاد في غير صالح جناح في السّلطة الّذي ينتمي إليه ويدعمه وتأرجحها نحو جناح آخر معادي، جناح السّلطة الّذي يُدعمه بن خنونة وحزبه السّياسي وإسلاميوه الّذي تُدعمه فرنسا وأمريكا في حالة تناقض غير مسبُوقة لأن أدبيات الإسلاميين بعامة ومن جماعة الإخوان بخاصة تاريخياً في البلاد كانت تُعادي فرنسا وكلّ ماهو فرنسي.
وإذا كان مفهوماً تفاهم إسلاميي بن خنونة في السُّلطة الّذين يُحالفون جناحاً فيها مع الأمريكان لأسباب تاريخية ويتفاهمون مع تُركيا لأسباب إيديولوجية فإنّ الشّيء غير المفهُوم هو تماهي إسلاميي بن خنونة مع فرنسا في التسعينيات بالمُشاركة في السُّلطة بعد اِنقلاب 92 وسكُوتهم طوال سبعة سنوات على الوُجود العسكري الفرنسي في مالي إثر عملية "برخان" وسكُوتهم على التواجد التّركي في غرب ليبيا في العاصمة طرابلس ودعمها لمليشيات الإخوان هُناك واليوم هذه الجماعة الإسلامية تتهجم على رُوسيا في المشرق العربي (الدّور الرّوسي في سوريا) وفي المغرب العربي (الدّور الرّوسي في ليبيا) وفي منطقة السّاحل (التواجد الرّوسي في مالي والنيجر وبوكينافاسو).
بتصريحات بن خنونة وقناة "الوطن" الخاصة الأخيرة الخطيرة يتبين أنَّ هؤلاء هُم من يقف وراء عملية الهجُوم على التواجد الرّوسي في إفريقيا وفي المنطقة العربية.
وهُم أعداء المؤسسة العسكرية في البلاد وفي المنطقة.
وهُم من يقف وراء الحملة السِّرية لتهدئة الأوضاع مع نِظام المخزن والدّفع بالسُّلطة للقبول بطرحه في مسألة الصّحراء، جماعة الإخوان عالمياً وفي المنطقتين العربية والإسلامية وفي المنطقة المغاربية وفي البلاد سواءٌ من أحزاب السُّلطة والموالاة أو أحزاب المُعارضة يقفُون مع المغرب ومع الطّرح المغربي لأسباب دينية وتاريخية وإيديولوجية وكلّ ما قاموا به في الماضي من مُجاهرة عدائهم للنّظام المخزن هو تقية للتقرب من الحُكام الحقيقيين في البلاد للاِستيلاء على السُّلطة وإحكام سيطرتهم عليها وبعد ذلك لكلّ حادث حديث.
وهُم من يقف مع ضرورة بقاء العلاقات الفرنسية –البلداوية على حالها في ظلّ مُنوِّم وجُرعات مخدر الذّاكرة.
وهُم من يقف مع ضرورة التّهدئة في قضية فلسطين ومسار التّطبيع وتصفية القضية الفلسطينية على أساس الاِعتراف والتّطبيع بوقف إطلاق النّار في غزّة ووقف الحرب عليها.
وهُم من يقف وراء دفع البلاد نحو الحُضن الغربي: تركيا ثمّ الولايات المتحدة ثمّ فرنسا لأنّ هذا سيُبعد الجيش عن السّلطة وسيضمن حُكم المدنيين "الإسلاميين الإخوان" لمقاليد الحُكم في البلاد والمنطقة تحت راية الدّيمقراطية الّتي يرعاها الغرب في منطقتنا وأية ديمقراطية -الرّبيع العربي والإبادة الصّهيونية في غزة- .
بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق