الزمزوم
2024-10-29, 23:35
شروط التكفير عند "البنا".. مدخل للتكفير!!
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/bb/Hassan_al-Banna.jpg/253px-Hassan_al-Banna.jpg
28/10/2024
فى (رسالة التعاليم) يضع البنا خمسة شروط، إن خالف المسلم شرطاً صار كافراً، يقول «البنا»: «لا نكفر مسلماً أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما، وأدى الفرائض برأى أو معصية، إلا إن أقر بكلمة الكفر، أو أنكر معلوماً من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال، أو عمل عملاً لا يحتمل تأويلاً غير الكفر». (من رسائل الإمام الشهيد 4، رسالة التعاليم، دار التوزيع والنشر الإسلامية بالقاهرة، ص12).
والملاحظ أن هذه الشروط أو المحاذير، فيها ثلاثة شروط محل اتفاق لدى العلماء، وفيها شرطان يمثلان مدخلاً لنشر التكفير فى المجتمع.
أما الشروط محل الاتفاق فقوله: (إذا أقر بكلمة الكفر)، وقوله: (إذا كذَّب صريح القرآن)، وقوله: (إذا عمل عملاً لا يحتمل تأويلاً غير الكفر)، إلا أن الشرط الثالث فسره أحد كبار دعاة الإخوان تفسيراً يؤدى إلى التكفير -كما سيأتى-.
أما الشرطان اللذان يمثلان مدخلاً للتكفير فهما:
قوله: (أنكر معلوماً من الدين بالضرورة)، وهى عبارة مطاطة من حسن البنا، يمكن من خلالها إدخال عدد كبير من المسلمين فى دائرة الكفر، فعذاب القبر وفناء النار والسحر، كل ذلك مثلاً من المعلوم من الدين بالضرورة، وتنكره المعتزلة متأولين، ولم يقل أحد بكفرهم، والحجاب معلوم من الدين بالضرورة، ومنكره لا يكفر، وهكذا.
وقوله: (إذا فسر القرآن على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال)، فالعبارة هكذا بإطلاق مشكلة جداً، وتفتح باب التكفير على ذراعيه فى المجتمع، لأن الذى يفسر القرآن بوجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية، ليس كافراً على الإطلاق، كما قال حسن البنا، بل هو كافر لو ترتب على تفسيره الذى لا تحتمله أساليب اللغة ما ينقض أصلاً صريحاً واضحاً من أصول الدين، أما لو فسر القرآن على وجه لا تحتمله أساليب اللغة، لكنه لا يناقض أصلاً من أصول الدين فليس بكافر ولا مشرك. إن مجرد التفسير المخالف لأساليب اللغة، ليس كفراً، لأن هناك تفسيراً بالإشارة، وهناك تفسير مبنى على الكشف عند الصوفية، وتفسير مبنى على قواعد المنطق، وهذه التفاسير قد لا يكون لها وجه مقبول فى اللغة العربية، نعم قد تكون خاطئة، وقد تكون اجتهاداً خاطئاً، لكن لا يمكن وصف صاحبها بالكفر، ولذلك نجد المفسرين حين يعترضون على بعضهم فيما هو مخالف لأساليب اللغة العربية فى التفسير، يستخدمون عبارة: (وهذا الكلام غير جارٍ على قواعد اللغة)، ولم يقولوا: وهذا الكلام كفر وصاحبه كافر.
نأتى إلى قول البنا: (أو عمل عملاً لا يحتمل تأويلاً غير الكفر)، وهو شرط صحيح، لكن الشيخ محمد عبدالله الخطيب - عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان- حين قدَّم لكتاب: (دعاة لا قضاة)، لحسن الهضيبى، -وهو الكتاب الذى يرد به الهضيبى على أفكار سيد قطب - إذا به يضع تفسيراً فى مقدمته للكتاب، يسمح هذا التفسير بتكفير المسلمين. فيقول وهو يشرح شروط التكفير عند «البنا» سالفة الذكر: «قول البنا (أو عمل عملاً لا يحتمل غير الكفر)، كالذى يفر من بلاد المسلمين إلى بلاد الكفار، فيدلهم على عورات أمته وأسرارها، ويناصرهم على إخوانه المسلمين بالقوة أو بالعمل، أو خرج معهم لحرب المسلمين، ويكون عالماً بما يفعل وبما يأتى من أعمال». والحقيقة أن الفرار من بلاد المسلمين لبلاد الكفر، أو ما إلى ذلك مما يدخل فى قوانين الدول ضمن الخيانة والتجسس، ويمكن أن يوصف بأى وصف، لكن لا يدخل عمله ضمن الأعمال التى يكفر صاحبها- كما قال عضو مكتب الإرشاد- فى شرحه لعبارة المرشد حسن البنا.. وللحديث بقية إن شاء الله.
الوطن+ حفريات
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/bb/Hassan_al-Banna.jpg/253px-Hassan_al-Banna.jpg
28/10/2024
فى (رسالة التعاليم) يضع البنا خمسة شروط، إن خالف المسلم شرطاً صار كافراً، يقول «البنا»: «لا نكفر مسلماً أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما، وأدى الفرائض برأى أو معصية، إلا إن أقر بكلمة الكفر، أو أنكر معلوماً من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال، أو عمل عملاً لا يحتمل تأويلاً غير الكفر». (من رسائل الإمام الشهيد 4، رسالة التعاليم، دار التوزيع والنشر الإسلامية بالقاهرة، ص12).
والملاحظ أن هذه الشروط أو المحاذير، فيها ثلاثة شروط محل اتفاق لدى العلماء، وفيها شرطان يمثلان مدخلاً لنشر التكفير فى المجتمع.
أما الشروط محل الاتفاق فقوله: (إذا أقر بكلمة الكفر)، وقوله: (إذا كذَّب صريح القرآن)، وقوله: (إذا عمل عملاً لا يحتمل تأويلاً غير الكفر)، إلا أن الشرط الثالث فسره أحد كبار دعاة الإخوان تفسيراً يؤدى إلى التكفير -كما سيأتى-.
أما الشرطان اللذان يمثلان مدخلاً للتكفير فهما:
قوله: (أنكر معلوماً من الدين بالضرورة)، وهى عبارة مطاطة من حسن البنا، يمكن من خلالها إدخال عدد كبير من المسلمين فى دائرة الكفر، فعذاب القبر وفناء النار والسحر، كل ذلك مثلاً من المعلوم من الدين بالضرورة، وتنكره المعتزلة متأولين، ولم يقل أحد بكفرهم، والحجاب معلوم من الدين بالضرورة، ومنكره لا يكفر، وهكذا.
وقوله: (إذا فسر القرآن على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال)، فالعبارة هكذا بإطلاق مشكلة جداً، وتفتح باب التكفير على ذراعيه فى المجتمع، لأن الذى يفسر القرآن بوجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية، ليس كافراً على الإطلاق، كما قال حسن البنا، بل هو كافر لو ترتب على تفسيره الذى لا تحتمله أساليب اللغة ما ينقض أصلاً صريحاً واضحاً من أصول الدين، أما لو فسر القرآن على وجه لا تحتمله أساليب اللغة، لكنه لا يناقض أصلاً من أصول الدين فليس بكافر ولا مشرك. إن مجرد التفسير المخالف لأساليب اللغة، ليس كفراً، لأن هناك تفسيراً بالإشارة، وهناك تفسير مبنى على الكشف عند الصوفية، وتفسير مبنى على قواعد المنطق، وهذه التفاسير قد لا يكون لها وجه مقبول فى اللغة العربية، نعم قد تكون خاطئة، وقد تكون اجتهاداً خاطئاً، لكن لا يمكن وصف صاحبها بالكفر، ولذلك نجد المفسرين حين يعترضون على بعضهم فيما هو مخالف لأساليب اللغة العربية فى التفسير، يستخدمون عبارة: (وهذا الكلام غير جارٍ على قواعد اللغة)، ولم يقولوا: وهذا الكلام كفر وصاحبه كافر.
نأتى إلى قول البنا: (أو عمل عملاً لا يحتمل تأويلاً غير الكفر)، وهو شرط صحيح، لكن الشيخ محمد عبدالله الخطيب - عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان- حين قدَّم لكتاب: (دعاة لا قضاة)، لحسن الهضيبى، -وهو الكتاب الذى يرد به الهضيبى على أفكار سيد قطب - إذا به يضع تفسيراً فى مقدمته للكتاب، يسمح هذا التفسير بتكفير المسلمين. فيقول وهو يشرح شروط التكفير عند «البنا» سالفة الذكر: «قول البنا (أو عمل عملاً لا يحتمل غير الكفر)، كالذى يفر من بلاد المسلمين إلى بلاد الكفار، فيدلهم على عورات أمته وأسرارها، ويناصرهم على إخوانه المسلمين بالقوة أو بالعمل، أو خرج معهم لحرب المسلمين، ويكون عالماً بما يفعل وبما يأتى من أعمال». والحقيقة أن الفرار من بلاد المسلمين لبلاد الكفر، أو ما إلى ذلك مما يدخل فى قوانين الدول ضمن الخيانة والتجسس، ويمكن أن يوصف بأى وصف، لكن لا يدخل عمله ضمن الأعمال التى يكفر صاحبها- كما قال عضو مكتب الإرشاد- فى شرحه لعبارة المرشد حسن البنا.. وللحديث بقية إن شاء الله.
الوطن+ حفريات