الزمزوم
2024-10-28, 09:59
شخصية تيجانية على رأس أعلى هيئة دينية في مصر!؟
ولَّد تعيين شخصية تيجانية على رأس أعلى هيئة دينية في البلاد اِستغراب الكثيرين.
ومردّ هذه الدّهشة أن البلاد باتت تُحابي طُرُقية بعينها في حين هُناك العديد من الطُّرقيات في البلاد أكثر قوّة وأهمية من التيجانية من حيث الشّعبية داخلياً وبخاصة الطُّرقيات السّنية (سليمة العقيدة) الّتي خاضت حرب الوعي وحفظ معالم الشّخصية المصرية في وجه الاِستعمار البريطاني وحملت السِّلاح في وجهه وعلى رأسها عبد القادر وطريقته.
ولئن كان للتيجانية حضُور في الخارج فإنّها تكاد لا تساوي شيئاً في داخل البلاد من حيث الاِنتشار والشّعبية والمُريدين فحدُودها محصورة في محافظة واحدة وأفكارها مع اِنتشار الفكر السّلفي والإخواني يكاد لا يُذكر.
إنّ عمل البعض على مُحاباة النظام المصري للتيجانية في هذا الوقت بالذّات مُرتبط بالأساس بالصّراع السّياسي الدّاخلي في داخل النّظام نفسه وبين النُّخب السّياسية في مصر وكذلك متعلقٌ بالصّراع العالمي الجيو- سياسي لما للتيجانية من أهمية سياسية اِنطلاقاً من اِنتشارها ونفُوذها في إفريقيا الفرنسية تحديداً.
إنَّ تعيين شخصية تيجانية على رأس أكبر هيئة دينية في البلاد وفّر لهذه الطّريقة منبراً سياسياً وفكرياً غير مسبوق لخدمة مُريديها داخلياً على حساب بقية الطُّرقيات المهمشة وبخاصة الّتي عُرفت تاريخياً بالكفاح ضدّ الاِستعمار البغيض.
لقد عُرفت التيجانية تاريخياً بمهادنتها للاِستعمار ورفضت حمل السّلاح في وجهه في الوقت الّذي قامت به طُرُقيات سنّية من مثل: طريقة عبد القادر على مواجهة سياسات الاِستعمار وحملت السِّلاح في وجهه وتعرضت للأذى بسبب ذلك، فكيف يُعقل ومصر في عهد الاِستقلال تقديم من كان عميلاً للاِستعمار وضاراً بأفكاره العقدية على الدِّين وتُهمش من كان يُدافع عن الدِّين فكرياً وبالجهاد بمنع طمس الاِستعمار لعناصر الهوية الوطنية وبالسَّعي لطرد الاِستعمار من البلاد؟
إنّنا يا سادة نتحدث عن بلد ما زال الاِستعمار يتحكم فيه عن طريق أوليائه الإيديولوجيين والسّياسيين والدّينيين.
بقلم: لزمزوم -أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق
ولَّد تعيين شخصية تيجانية على رأس أعلى هيئة دينية في البلاد اِستغراب الكثيرين.
ومردّ هذه الدّهشة أن البلاد باتت تُحابي طُرُقية بعينها في حين هُناك العديد من الطُّرقيات في البلاد أكثر قوّة وأهمية من التيجانية من حيث الشّعبية داخلياً وبخاصة الطُّرقيات السّنية (سليمة العقيدة) الّتي خاضت حرب الوعي وحفظ معالم الشّخصية المصرية في وجه الاِستعمار البريطاني وحملت السِّلاح في وجهه وعلى رأسها عبد القادر وطريقته.
ولئن كان للتيجانية حضُور في الخارج فإنّها تكاد لا تساوي شيئاً في داخل البلاد من حيث الاِنتشار والشّعبية والمُريدين فحدُودها محصورة في محافظة واحدة وأفكارها مع اِنتشار الفكر السّلفي والإخواني يكاد لا يُذكر.
إنّ عمل البعض على مُحاباة النظام المصري للتيجانية في هذا الوقت بالذّات مُرتبط بالأساس بالصّراع السّياسي الدّاخلي في داخل النّظام نفسه وبين النُّخب السّياسية في مصر وكذلك متعلقٌ بالصّراع العالمي الجيو- سياسي لما للتيجانية من أهمية سياسية اِنطلاقاً من اِنتشارها ونفُوذها في إفريقيا الفرنسية تحديداً.
إنَّ تعيين شخصية تيجانية على رأس أكبر هيئة دينية في البلاد وفّر لهذه الطّريقة منبراً سياسياً وفكرياً غير مسبوق لخدمة مُريديها داخلياً على حساب بقية الطُّرقيات المهمشة وبخاصة الّتي عُرفت تاريخياً بالكفاح ضدّ الاِستعمار البغيض.
لقد عُرفت التيجانية تاريخياً بمهادنتها للاِستعمار ورفضت حمل السّلاح في وجهه في الوقت الّذي قامت به طُرُقيات سنّية من مثل: طريقة عبد القادر على مواجهة سياسات الاِستعمار وحملت السِّلاح في وجهه وتعرضت للأذى بسبب ذلك، فكيف يُعقل ومصر في عهد الاِستقلال تقديم من كان عميلاً للاِستعمار وضاراً بأفكاره العقدية على الدِّين وتُهمش من كان يُدافع عن الدِّين فكرياً وبالجهاد بمنع طمس الاِستعمار لعناصر الهوية الوطنية وبالسَّعي لطرد الاِستعمار من البلاد؟
إنّنا يا سادة نتحدث عن بلد ما زال الاِستعمار يتحكم فيه عن طريق أوليائه الإيديولوجيين والسّياسيين والدّينيين.
بقلم: لزمزوم -أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق