الزمزوم
2024-10-26, 01:41
كيف سيكُون هُجوم الكيان الصهيوني على إيران؟ من حيث الشدّة؟ وتأثيره العسكري على المنطقة والسّياسي على أمريكا؟
هل يكون الهجوم الإسرائيلي على إيران محدوداً وبالتّالي يخدم "هاريس" أم عنيفاً فيخدم "ترامب"؟ الكيان الصهيوني يقوم في هذه الأثناء بهجوم على مواقع عسكرية إيرانية رداً على الوعد الصادق 2 الإيراني.
يأتي الهجوم الصهيوني على إيران بعد حديث عن تفجير نووي قامت به هذه الأخيرة في الأسابيع الماضية، كما ويأتي بعد هزائم كبيرة تلقاها الصهاينة عسكرياً في لبنان وإمكانية إنهاء الحرب هناك كما صرح بذلك قادة جيش الكيان.
من المؤكد أنّ لطهران حساباتها الخاصة بها ولنتنياهو حساباته الخاصة به ولبايدن (والحزب الديمقراطي) حساباتهما الخاصة بهما، الذي (بايدن) يعمل على فوز "هاريس" والحزب الديمقراطي في الاِنتخابات الرِّئاسية الأمريكية الّتي لم تفصلنا على اِنطلاق مُجرياتها إلّا بضعة أيام.
يبقى هنا مصير تلك الاِنتخابات التي تصنع الجدل في أمريكا في شكل الرّئيس القادم والكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي القادم مرهون بنتنياهو وإذا ما كان سيذهب إلى إيران بهجوم عنيف جداً وضرب مواقع اِستراتيجية كمصافي النّفط فيها، والمفاعلات النووية الإيرانية وساعتها لن تنتظر إيران للرّد عليه بل في اليوم التّالي ستقوم بقصف تل أبيب بـ 1000 صاروخ باليستي بذخائر أكبر تدميراً من صواريخ الوعد الصادق 2 على تل أبيب ومدن الكيان الصهيوني وقواعده العسكرية وساعتها لن يكون للديمقراطيين ولا مرشحتهم "هاريس" أي فُرصة للفوز بالاِنتخابات الأمريكية المُقبلة.
فطهران إذا تمّ ضربها بقوّة من طرف الكيان الصهيوني لن تنتظر للردِّ على الكيان الصهيوني بصواريخ الوعد الصّادق 3 نتائج الاِنتخابات أو إلى ما بعد الاِنتخابات لأنّها لن تضمن الفائز بها وخاصة إذا كان "دونالد ترامب" فإنّها لن تستطيع الرّد على الكيان الصهيوني أبداً لأنّها تعلم علم اليقين أنّ أمريكا في حال وصل "ترامب" إلى الحُكم سيخوض الحرب مع الكيان الصهيوني حتماً ضدّ إيران.
وللتذكير روسيا حذرت الكيان الصهيوني ومن يقف وراءه من الغرب أنّها لن تبقى مكتُوفة الأيدي في حالة كان الهجوم الصهيوني على إيران كبيراً.
أما في حالة كان الهجوم الصهيوني على إيران محدوداً ورمزياً ولحفظ ماء وجهه فقط فإن ذلك سيُساعد بلا شك الدّيمقراطيين والسّعي نحو الفوز برئاسة أمريكا بمرشحة الحزب "كامالا هاريس" وحتّى في الكونغرس ومجلس الشيوخ بعد ذلك.
كما أنّ هذا سيُفْهَم على أنه أي نتنياهو خضع "لجو بايدن" لخدمة حزبه ومرشحة حزبه، وخوفه من توسع الحرب وتهديدات إيران التي باتت تُحصنها بالرّدع النّووي الإيراني الّذي يُشاع أنّ إيران باتت تمتلكهُ منذُ التفجير الأخير لها تحت الأرض والذي وصفوه بالزّلزال فيما بعد.
كما أنّ الصين وروسيا وفي لقائهما في "البريكس" الأخير (قازان) أكدا على وقُوفهما ودعمها لإيران، وأنّ الصين ستظلُّ على شراكتها مع إيران كما أنّ روسيا عبرت في وقت سابق على أنّه حان الوقت لبناء وتأسيس علاقات اِستراتيجية بينها وبين إيران بمعنى توقيع مُعاهدة دفاع مُشترك عسكرية بينهما على شاكلة ما حدث بينها وبين كوريا الشّمالية.
إيران ستكُون مُستفيدة جداً في حالة قيام الكيان الصهيوني بهجوم رمزي لمواقع إيرانية رداً على الوعد الصّادق 2 لأنّها ستجعل منها بطلة ويقويها أكثر مما يُضعفها ويحافظ لها على حالة الرّدع.
للتذكير هجُوم الكيان الليلة كان مزدوجاً واحداً في سوريا والثّاني في إيران كما أوردت الخبر وسائل إعلامية.
أكبر الخاسرين هنا في حالة الهجُوم المحدود هو بلا شك "دونالد ترامب" والحزب الجمهوري والدّول العربية المُطبعة مثل: السّعودية والإمارات والبحرين.. لأنّ هذه الدّول تُريد القضاء على إيران والاِلتفات لمشروع "مارشال العربي" في المنطقة العربية الذي تسعى أمريكا لتنفيذه هُناك مُقابل تصفية القضية الفلسطينية ليس سياسياً ولكن على مستوى الشّعب الفلسطيني بإبادته وتهجيره ومن خلال التّوسع الجغرافي لدّولة الاِحتلال لتضمّ أراضٍ من السّعودية والأردن وسوريا ولبنان وهذا الأخير باِحتلال جزء من شريطه السّاحلي الّذي به مخزُونات هائلة من الغاز لضمان مداخيل للكيان وآلته العسكرية وسياسته في الهيمنة على المنطقة ك. و.ك.ي.ل للغرب، وضمان تدفق الغاز على أوروبا أو تحويل الكيان الصهيوني كنقطة عبور للغاز والنّفط الخليجي بدلاً عن قناة السويس والبحر الأحمر وبحر العرب ومضيق هرمز والخليج الّذي يحتاج لسنوات للكيان وأمريكا والغرب وحلف النّاتو حتّى يقضوا على المخاطر الموجودة فيه والّتي تُشكل عقبات للغرب اليوم في استمرار هيمنتها عليه وعلى العالم بأسره بزوال الأحادية القطبية وبروز عالم متعدد الأقطاب أكثر عدلاً وسلاماً.
من نافلة القول أنّ الكيان الصهيوني يسعى مع عديد الدّول في منطقة القرن الإفريقي لبناء قواعد عسكرية إسرائيلية مُطلّة على باب المندب والبحر الأحمر لضمان مصالحه ومصالح الغرب وكذلك مع جنوب السُّودان وإذا ما تحقق التّطبيع مع السّعودية فسيكون للكيان الصهيوني وجود أكيد في جزيرتي "تيران" و"سنافير" المصريتين.
بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق
هل يكون الهجوم الإسرائيلي على إيران محدوداً وبالتّالي يخدم "هاريس" أم عنيفاً فيخدم "ترامب"؟ الكيان الصهيوني يقوم في هذه الأثناء بهجوم على مواقع عسكرية إيرانية رداً على الوعد الصادق 2 الإيراني.
يأتي الهجوم الصهيوني على إيران بعد حديث عن تفجير نووي قامت به هذه الأخيرة في الأسابيع الماضية، كما ويأتي بعد هزائم كبيرة تلقاها الصهاينة عسكرياً في لبنان وإمكانية إنهاء الحرب هناك كما صرح بذلك قادة جيش الكيان.
من المؤكد أنّ لطهران حساباتها الخاصة بها ولنتنياهو حساباته الخاصة به ولبايدن (والحزب الديمقراطي) حساباتهما الخاصة بهما، الذي (بايدن) يعمل على فوز "هاريس" والحزب الديمقراطي في الاِنتخابات الرِّئاسية الأمريكية الّتي لم تفصلنا على اِنطلاق مُجرياتها إلّا بضعة أيام.
يبقى هنا مصير تلك الاِنتخابات التي تصنع الجدل في أمريكا في شكل الرّئيس القادم والكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي القادم مرهون بنتنياهو وإذا ما كان سيذهب إلى إيران بهجوم عنيف جداً وضرب مواقع اِستراتيجية كمصافي النّفط فيها، والمفاعلات النووية الإيرانية وساعتها لن تنتظر إيران للرّد عليه بل في اليوم التّالي ستقوم بقصف تل أبيب بـ 1000 صاروخ باليستي بذخائر أكبر تدميراً من صواريخ الوعد الصادق 2 على تل أبيب ومدن الكيان الصهيوني وقواعده العسكرية وساعتها لن يكون للديمقراطيين ولا مرشحتهم "هاريس" أي فُرصة للفوز بالاِنتخابات الأمريكية المُقبلة.
فطهران إذا تمّ ضربها بقوّة من طرف الكيان الصهيوني لن تنتظر للردِّ على الكيان الصهيوني بصواريخ الوعد الصّادق 3 نتائج الاِنتخابات أو إلى ما بعد الاِنتخابات لأنّها لن تضمن الفائز بها وخاصة إذا كان "دونالد ترامب" فإنّها لن تستطيع الرّد على الكيان الصهيوني أبداً لأنّها تعلم علم اليقين أنّ أمريكا في حال وصل "ترامب" إلى الحُكم سيخوض الحرب مع الكيان الصهيوني حتماً ضدّ إيران.
وللتذكير روسيا حذرت الكيان الصهيوني ومن يقف وراءه من الغرب أنّها لن تبقى مكتُوفة الأيدي في حالة كان الهجوم الصهيوني على إيران كبيراً.
أما في حالة كان الهجوم الصهيوني على إيران محدوداً ورمزياً ولحفظ ماء وجهه فقط فإن ذلك سيُساعد بلا شك الدّيمقراطيين والسّعي نحو الفوز برئاسة أمريكا بمرشحة الحزب "كامالا هاريس" وحتّى في الكونغرس ومجلس الشيوخ بعد ذلك.
كما أنّ هذا سيُفْهَم على أنه أي نتنياهو خضع "لجو بايدن" لخدمة حزبه ومرشحة حزبه، وخوفه من توسع الحرب وتهديدات إيران التي باتت تُحصنها بالرّدع النّووي الإيراني الّذي يُشاع أنّ إيران باتت تمتلكهُ منذُ التفجير الأخير لها تحت الأرض والذي وصفوه بالزّلزال فيما بعد.
كما أنّ الصين وروسيا وفي لقائهما في "البريكس" الأخير (قازان) أكدا على وقُوفهما ودعمها لإيران، وأنّ الصين ستظلُّ على شراكتها مع إيران كما أنّ روسيا عبرت في وقت سابق على أنّه حان الوقت لبناء وتأسيس علاقات اِستراتيجية بينها وبين إيران بمعنى توقيع مُعاهدة دفاع مُشترك عسكرية بينهما على شاكلة ما حدث بينها وبين كوريا الشّمالية.
إيران ستكُون مُستفيدة جداً في حالة قيام الكيان الصهيوني بهجوم رمزي لمواقع إيرانية رداً على الوعد الصّادق 2 لأنّها ستجعل منها بطلة ويقويها أكثر مما يُضعفها ويحافظ لها على حالة الرّدع.
للتذكير هجُوم الكيان الليلة كان مزدوجاً واحداً في سوريا والثّاني في إيران كما أوردت الخبر وسائل إعلامية.
أكبر الخاسرين هنا في حالة الهجُوم المحدود هو بلا شك "دونالد ترامب" والحزب الجمهوري والدّول العربية المُطبعة مثل: السّعودية والإمارات والبحرين.. لأنّ هذه الدّول تُريد القضاء على إيران والاِلتفات لمشروع "مارشال العربي" في المنطقة العربية الذي تسعى أمريكا لتنفيذه هُناك مُقابل تصفية القضية الفلسطينية ليس سياسياً ولكن على مستوى الشّعب الفلسطيني بإبادته وتهجيره ومن خلال التّوسع الجغرافي لدّولة الاِحتلال لتضمّ أراضٍ من السّعودية والأردن وسوريا ولبنان وهذا الأخير باِحتلال جزء من شريطه السّاحلي الّذي به مخزُونات هائلة من الغاز لضمان مداخيل للكيان وآلته العسكرية وسياسته في الهيمنة على المنطقة ك. و.ك.ي.ل للغرب، وضمان تدفق الغاز على أوروبا أو تحويل الكيان الصهيوني كنقطة عبور للغاز والنّفط الخليجي بدلاً عن قناة السويس والبحر الأحمر وبحر العرب ومضيق هرمز والخليج الّذي يحتاج لسنوات للكيان وأمريكا والغرب وحلف النّاتو حتّى يقضوا على المخاطر الموجودة فيه والّتي تُشكل عقبات للغرب اليوم في استمرار هيمنتها عليه وعلى العالم بأسره بزوال الأحادية القطبية وبروز عالم متعدد الأقطاب أكثر عدلاً وسلاماً.
من نافلة القول أنّ الكيان الصهيوني يسعى مع عديد الدّول في منطقة القرن الإفريقي لبناء قواعد عسكرية إسرائيلية مُطلّة على باب المندب والبحر الأحمر لضمان مصالحه ومصالح الغرب وكذلك مع جنوب السُّودان وإذا ما تحقق التّطبيع مع السّعودية فسيكون للكيان الصهيوني وجود أكيد في جزيرتي "تيران" و"سنافير" المصريتين.
بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق