تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نتبع القرآن والسنة ولا نبتدع


عبدالله الأحد
2024-10-25, 15:37
ديننا دين اتباع لا ابتداع
الكاتب : الشيخ فايز الصلاح
الاتباع : السير في طريق مسلوك .
والابتداع : إحداث طريق جديد لم يُسلك من قبل .
والاتباع الشرعي : هو السير على طريق النبي صلى الله عليه وسلم ومن رضي الله عن منهجهم ألا وهم الصحابة ، قال تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [آل عمران: 31].
وقال تعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].
وقال تعالى:{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100].
وقال أيضا:{وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15].
والاتباع لا يختص بأمر دون آخر، بل هو شاملٌ لأمور الدين كلها من عقيدة وشريعة ومنهج وسلوك، قال تعالى { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب: 21].
فالرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لنا في كل شيء . وقال ابن مسعود رضي الله عنه:"اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، عليكم بالأمر العتيق" . أي كفيتم في العقائد والعبادات والسلوك، فلا يحل للمسلم أن يستدرك على الأمر الأول .
والابتداع ضد الاتباع تماماً، وهما لا يلتقيان أبداً لغة وشرعاً .
أما الابتداع في اللغة : قال في اللسان : بدع الشيء : أنشأه وبدأه .
والابتداع في الشرع : هو إحداث طريقة في الدين مخترعة من عبادة أو فكر أو سبيل، لم يُشرع في كتابٍ ولا سنة ولا فعله سلف هذه الأمة .
قال الشاطبي في الاعتصام (1/42) :" البدعة طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية يُقصد بالسلوك عليها ما يُقصد بالطريقة الشرعية".انتهى .
ومجالات البدع كثيرة في العقيدة والسلوك والأحكام والمنهج، وكل هذا داخل في قوله صلى الله عليه وسلم :" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" البخاري ومسلم.
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الابتداع في الدين خطر عظيم ومن هذا الخطر:
1- إن المبتدع يُنصبُ نفسه في منزلة المُشرِّع، ولا يشرِّع إلا الله , قال تعالى : { أم لهم شركاءُ شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } [الشورى : 21] .
قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره :" أي هم لا يتبعون ما شرع الله لك من الدين القويم، بل يتبعون ما شرع لهم شياطينهم من الجن والإنس من الضلالات والجهالة الباطلة".
2- إن الابتداع في الدين أخطر من ارتكاب الذنوب والمعاصي، قال شيخ الإسلام في" الفتاوى "28/470:" ولهذا اتفق أئمة الإسلام على أن البدع المغلظة شر من الذنوب".
3- إن صاحب البدعة لا يفكر بالتوبة، لأنه يظن أنها عبادة . ولهذا نُقل عن أئمة الإسلام كسفيان وغيره :" أن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية".
4- أن البدع أكثر إضلالاً للناس من المعاصي لأنهم يُقبلون إلى البدعة وينفرون من المعاصي.
5- إن أصل الشرك والضلال عن دين الله والكفر به، كان سببه الابتداع .
6- إن الابتداع معاندةٌ للشرع، وصدٌّ عن الاتباع، فمن كان مبتدعاً لا يكون متبعاً.
قال الشاطبي في "الاعتصام" (1/49) :"إن المبتدع معاند للشرع ومشاق له".
7- إن لازم الابتداع أن دين الله ناقص، وأن الله عز وجل لم يكمل دينه، قال الشاطبي في " الاعتصام" (1/49) :"فالمبتدع إنما محصول قوله بلسان حاله أو مقاله : إن الشريعة لم تتم وإنه بقي منها أشياء يجب أو يستحب استدراكها، لأنه لو كان معتقداً لكمالها وتمامها من كل وجه لم يبتدع".
8- الابتداع باب التغيير والتبديل والفوضى في دين الله، والقول على الله بغير علم .
9- الابتداع افتراء على الله، وذلك بنسبة الباطل إلى دين الله، إذ أن المبتدع ينسب بدعتَه إلى شريعةِ الله .
قال الشاطبي في "الاعتصام" (1/52) :"وهو – أي الابتداع- اتباع الهوى في التشريع إذ حقيقته افتراء على الله".
10- ما يقع على المبتدع من اللعن والطرد ورد عمله، وإبطال أجره والضلال في الدنيا والعذاب في الآخرة، كما وردت به آثارٌ في السنة وعن سلف هذه الأمة.
11- إن الابتداع يستلزم القول بالتقصير في إبلاغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة ربِّه.
12- إن الابتداع اتباع للمتشابه وإماتة للسنة، وإثارة للجدل والخصومة .
13- إن الابتداع اتباع للهوى، ومفارقة للجماعة واتباع سبيل المفسدين .
وغير ذلك من المفاسد العظيمة، والتي تجعل المسلم الصادق بعيدا عن الابتداع سالكاً للاتباع.



منقول موقع هيئة الشام

عبدالله الأحد
2024-10-25, 15:41
الكاتب: د/سعيد عبد العظيم
التصنيف:مساوئ الأخلاق

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه. أما بعد فالبدعة عبارة عن التعدي في الأحكام والتهاون في السنن و اتباع الآراء و الأهواء و ترك الاتباع و الاقتداء، أو هي كما قال الشاطبي: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يُقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه و تعالى.

النصوص الشرعية تذم البدعة

و قد وردت النصوص بذم البدعة والتحذير منها، فعن جابر- رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خطب احمرت عيناه و علا صوته...الحديث، و فيه يقول: " أما بعد، فخير الحديث كتاب الله تعالى، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم ، و شر الأمور محدثاتها و كل بدعة ضلالة..." (رواه مسلم). و في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " ...فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بستني و سنة الخلفاء الراشدين المهديين ، تمسكوا بها و عضو عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة". (رواه أبو داوود و الترمذي و قال حسن صحيح). و عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". (رواه البخاري و مسلم).

البدعة ضلالة تحبط العمل

فالابتداع في الدين ضلالة و هو من أعظم أسباب حبوط الأعمال، و يشمل ذلك المبتدع و متبع المبتدع، ففي الحديث: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". و صاحب البدعة ممن زُيِن له سوء عمله فرآه حسنا، و لذلك لا ترجى له توبة بخلاف العاصي، و في حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة". (رواه المنذري و الطبراني و حسنه الألباني). و أخطر البدع ما يتعلق منها بالعقيدة كالتكفير بالكبيرة عند الخوارج و تأويل الأسماء و الصفات كقول بعضهم: ( استوى بمعنى استولى و النزول بمعنى نزول الأمر، و اليد بمعنى القدرة...) و القول بسقوط التكاليف و الحلول و الاتحاد و صرف العبادة للمقبورين عند البعض، و تقديم العقل على النقل عند آخرين، و القول بعصمة الأئمة و سب و تكفير الصحابة عند طائفة أخرى من المبتدعة. و المبتدعون يسمون بأهل البدع و أهل الأهواء.

شبهة وجواب

و إذا كان إيراد قول أو فعل لم يستن قائله أو فاعله فيه بصاحب الشريعة يعد بدعة و ضلالة، فقد اعترض البعض على إطلاق ذم البدعة، ووصف بعض البدع بالحسن، و احتج على ذلك بقول عمر رضي الله عنه لما جمع الناس على أُبَي بن كعب في قيام رمضان:" نعمت البدعة هذه" و الرد على ذلك من وجوه منها: أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى بالرجال و النساء لبضع ليالٍ و لكن خشية أن تفرض عليهم امتنع، فلما مات صلى الله عليه و سلم و انقطع الوحي خرج عمر رضي الله عنه، فرأى الرجل يصلي لنفسه و الرجل يصلي بصلاته الرجل و الرجل يصلي بصلاته الرهط فجمعهم على أُبَي بن كعب و قال مقالته هذه. و عمر أحد الخلفاء الراشدين الذين أمرنا النبي صلى الله عليه و سلم بالاقتداء بهم كما في الحديث: " عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي". و البدعة قد تُحمل على المعنى اللغوي و هي الشيء المحدث و المخترع على غير مثال سابق و تحتمل هنا المدح و الذم. قال تعالى: ( قل ما كنت بدعا من الرسل) (الأحقاف:9) أي ما كنت أول من أرسل و قد كان قبلي رسل. أما قول الله تعالى: ( و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم) (الحديد: 27) فالمعنى: أحدثوها من تلقاء أنفسهم، يقول القرطبي: و ذلك أنهم(النصارى) حملوا أنفسهم على المشقات في الامتناع عن المطعم و المشرب و النكاح و التعلق بالكهوف و الصوامع، و ذلك أن ملوكهم غيروا و بدلوا و بقي نفر قليل فترهبوا و تبتلوا، و لا رهبانية في الإسلام، و إنما رهبانية الأمة في الجهاد في سبيل الله.

بين الإفراط والتفريط

وقع نفر من المسلمين في أمر البدعة في الإفراط فلم يفرقوا بين العبادات و المعاملات، فرأوا فريق أن يجمدوا على الوسائل التي ورثوها حتى ولو كانت من الأمور والوسائل الدنيوية البحتة التي لا علاقة لها بالعبادات ؛فتقدم الآخرون في أمور الدنيا وبقي هؤلاء عالة عليهم يتسولون منهم ما اخترعوه وصنعوه، وفرط آخرون فلم يفرقوا بين ما هو من أمور العبادات وما هو من أمور المعاملات فابتدعوا في الدين ما لم يأذن به الله بزعم التحضر و التقدم و حدث خلط كبير في المفاهيم و كان الواجب أن يصطلح كل فريق على حقه، فالعبادات الأصل فيها المنع و الحظر و التوقيف، أما المعاملات فالأصل فيها الإباحة إذا روعيت ضوابطها فلا مانع من صناعة الطائرة و ركوب السيارة و بناء المستشفى و الملجأ و المدرسة، و هذه الوسائل لما استخدمت له، و إن استخدمت في أمر صالح كانت صالحة و إن استخدمت في أمر فاسد كانت فاسدة، أما العبادات كالصلاة و بر الوالدين و الحجاب فهي تؤخذ بلا زيادة و لا نقصان سواء كنا في القرن الأول أو في القرن المائة، و من سمات هذه الدعوة المباركة التطور لا الرجوع للوراء، و يكون ذلك فيما يقبل التطور مع التمسك بالمعاني الإيمانية دون تغيير أو تبديل: ( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي..) (يونس: 15) و لذلك قلنا: إن الابتداع في الدين مذموم و كله ضلالة، و يشمل ذلك البدع الحقيقية و الإضافية (و هي التي لها شائبتان، شائبة من الشرع و شائبة من غيره، كالصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم عقب الأذان بصوت جهري، و الاحتفال برأس السنة الهجرية و الإسراء و المعراج) و قد أخطأ من قال: إن البدع الإضافية لا إنكار فيها، بل لابد من إنكارها لعموم النهي عن الابتداع في الدين.

السلف يحذرون من البدعة

قال مالك رحمه الله: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه و سلم خان الرسالة لأن الله يقول: ( اليوم أكملت لكم دينكم) ( المائدة: 3) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا، و قال الشافعي رحمه الله من استحسن فقد شرع، و قد ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال: " كل بدعة ضلالة و إن رآها الناس حسنة" ، و قال بن مسعود: " اتبعوا و لا تبتدعوا فقد كفيتم، وعليكم بالأمر العتيق " و بالتالي فعلى كل من أراد أن يأتي بجديد في العقائد أو العبادات أن يسوق النص و الدليل إذ الفعل سنة و الترك أيضا سنة طالما وجد المقتضي و انتفى المانع و لم يفعل، كتركهم الأذان للعيدين و تركهم تلاوة القرآن على الموتى، و تركهم تلاوة القرآن بصوت جهري قبل العصر و الجمعة، فالترك هنا هو السنة إذ أنهم عن علم وقفوا و ببصر نافذ كفوا. قال الحسن: إنما هلك من كان قبلكم حين تشعبت بهم السبل و حادوا عن الطريق فتركوا الآثار و قالوا في الدين برأيهم فضلوا و أضلوا، و قال أيضا: "السنة و الذي لا إله إلا هو بين الغالي و الجافي فاصبروا عليها رحمكم الله، فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى و هم أقل الناس فيما بقي، الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم و لا مع أهل البدع في بدعهم و صبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم فكذلك إن شاء الله فكونوا". و قال: "لا يقبل الله لصاحب بدعة صوما و لا صلاة و لا حجا و لا عمرة حتى يدعها"، و قال: "صاحب البدعة لا يزداد اجتهادا صياما وصلاة إلا ازداد من الله بعدا". و قال: "لا تجالس صاحب بدعة ؛ فإنه يمرض قلبك". وقال حسان بن عطية: "ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة". ففي السنن كفاية و على من أراد أن يسن للناس سنة حسنة أن يدلهم على هدي نبيه صلى ا لله عليه و سلم و يظهر لهم الشرائع و الشعائر ويحيي السنن التي اندرست و انطمست لا أن يبتدع في دين الله ما ليس منه، لا معارضة بين إطلاق اللحية و تقصير الثوب و بين ركوب الطائرة كما لا معارضة بين جلباب المرأة و تطور الدنيا فنحن بحاجة لإقامة حضارة على منهاج النبوة و ملاحقة معاني التطور و التقدم مع التمسك بما جاء في كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و الانتهاء عن الابتداع في الدين، إذ أن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ومن علامة البلاء أن يكون الرجل صاحب بدعة لا يرفع له عمل، و من أعانه فقد أعان على هدم الإسلام ومن زوج كريمته منه فقد قطع رحمها، و لا يصل العبد إلى الله إلا بموافقة حبيبه صلى الله عليه و سلم في شرائعه و من جعل الطريق إلى الوصول في غير الإقتداء يضل من حيث يظن أنه مهتدٍ، و كل الطرق مسدودة إلا من طريقه صلى الله عليه وسلم فاتبع طريق الهدى و لا يضرك قلة السالكين و إياك و طرق الضلالة و لا تغتر بكثرة الهالكين.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
اسلام ويب

boufermel
2024-10-28, 14:09
شكرا جزيلا

عبدالله الأحد
2024-11-30, 15:20
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما تعريف البدعة فقد عرف محمد الخادمي الحنفي البدع بقوله: جمع بدعة خلاف السنة اعتقاداً وعملاً وقولاً، وهذا معنى ما قالوا: البدعة في الشريعة إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم, وذكر أيضاً: أن المعنى الشرعي للبدعة هو: الزيادة في الدين أو النقصان منه الحادثان بعد الصحابة بغير إذن من الشرع. والشاطبي عرف البدعة بقوله: طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه. وانظر فتوانا رقم: 17613.
والبدعة لها إطلاق لغوي وإطلاق شرعي: أما من حيث الإطلاق اللغوي: فيجوز أن تقسم إلى حسنة وسيئة؛ لأن البدعة من بدع فلان الشيء يبدعه بدعًا، وابتدعه إذا أنشأه وفعله ابتداءً، وقد يكون ذلك الابتداع إبداعًا مستحسنًا فتكون البدعة حسنة, وقد يكون مستهجنًا فتكون البدعة سيئة.

وأما الإطلاق الشرعي للبدعة فلا يصح فيه هذا التقسيم؛ لأن البدعة بهذا المعنى هي الأمر المحدث في الدين، ولا شك أن ذلك سيئ مذموم على كل حال, وانظر فتوانا رقم: 2741.

وأما بخصوص تقسيم البدعة إلى تقسيمات أخرى فانظر فتوانا رقم: 169477.

وننبهك إلى أن البدع ليست على حد سواء، وقد بين الشاطبي ـ رحمه الله ـ هذا المعنى فقال في الاعتصام: البدع إذا تؤمل معقولها وجدت رتبها متفاوتة؛ فمنها ما هو كفر صراح، كبدعة الجاهلية التي نبه عليها القرآن، كقوله تعالى: {وقالوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الأنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أزْوَاجِنَا، وإنْ يكُنْ مَيْتَةَ فَهُمْ فِيهِ شرَكاءُ}، وكذلك بدعة المنافقين حيث اتخذوا الدين ذريعة لحفظ النفس والمال، وما أشبه ذلك مما لا يشك أنه كفر صراح, ومنها ما هو من المعاصي التي ليست بكفر أو يختلف هل هي كفر أم لا! كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة ومن أشبههم من الفرق الضالة, ومنها ما هو معصية ويتفق عليها بكفر كبدعة التبتل والصيام قائماً في الشمس، والخصاء بقصد قطع شهوة الجماع, ومنها ما هو مكروه: كالاجتماع للدعاء عشية عرفة، وذكر السلاطين في خطبة الجمعة وما أشبه ذلك, فمعلوم أن هذه البدع ليست في رتبة واحدة فلا يصح مع هذا أن يقال: إنها على حكم واحد، هو الكراهة فقط، أو التحريم فقط".

وأما بالنسبة للخيط الذي يوضع لتسوية الصفوف: فإنه لا بأس به؛ لأنه لمصلحة الصلاة, وانظر فتوانا رقم: 121477.

ولا بأس من حمل المصحف خلف الإمام ومتابعته في القراءة لغرض الفتح عليه إن غلط، من شخص واحد أو أكثر، فإن تحقق الغرض بشخص واحد فالأولى أن يكتفى به, وانظر فتوانا رقم: 136316.

ولا شك أن التسبيح باليد أفضل من التسبيح بالمسبحة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعقد التسبيح بيده، وأما عده بالنوى والحصى ونحو ذلك فحسن، وكان من الصحابة رضي الله عنهم من يفعل ذلك، ومن العلماء من ألحق السبحة بالنوى والحصى، قال الشوكاني: ( والحديثان الآخران يدلان على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى، وكذا بالسبحة لعدم الفارق لتقريره صلى الله عليه وسلم للمرأتين على ذلك، وعدم إنكاره، والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز) وانظر فتوانا رقم: 7051.

والله أعلم.

منقول من الشبكة الإسلامية

عبدالله الأحد
2024-11-30, 15:22
اما العقاب فإن كانت بدعة محرمة أو كفرية ففيها العقاب والعياذ بالله لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

عدنان أبو إبراهيم
2024-12-03, 19:09
بارك الله فيك أخي.
المبتدع على وجهه ظلمة و في فلتات لسانه ظلمة و أعماله ظلام أسود