الزمزوم
2024-10-18, 05:03
لماذا خذل الإخوان المسلمون أهلنا في غزة؟
كتب أحد الإخوان مقالاً في أحد المواقع السّياسية الإلكترونية على الويب، حاول فيه التغطية على الخذلان الواضح للإخوان المسلمين لأهلنا في غزة، وأرجع السّبب فيه إلى ما أفرزته أحداث 2011 وما تعرضوا له من رفض الشّعوب لهم في كل من تونس ومصر، وبالتّالي حاول صاحب المقال أن يردّ أسباب خذلان الإخوان لأهلنا في غزة إلى ذريعة واهية وهي ما تعرض له الإخوان في العديد من البلدان العربية الملكية والجمهورية من مُتابعات وملاحقات ورفض لهم وطردهم من السُّلطة الّتي أوصلهم إليها أوباما- كلينتون.
علماً أن:
على المستوى الدّاخلي:
أولاً عربياً، جماعة الإخوان لم تتعرض لمشاكل إلّا على مستوى 6 بلدان عربية وهي: تونس وليبيا ومصر وسوريا والسّودان واليمن وبقي 16 دولة لم يُمَس فيها الإخوان بسوء في الأردن وفي لبنان وفي العراق وفي الجزائر وفي المغرب .. وفي كلّ الدّول الخليجية .. عدد الدّول العربية 22 دولة يعني 14 دولة لم يُمَس فيها الإخوان بشيء ورغم ذلك لم يتحركوا لنجدة أهلنا في غزة!!
إخوان الأردن على مرمى حجر من فلسطين ولم يتحركوا .. إخوان سوريا ورغم أنّهم يحتلون الشّريط الحدودي المُحاذي للأردن حتّى حدود الكيان الصهيوني في الجولان بحماية أمريكية صهيونية لم يتحركوا لنجدة غزة ولم يُطلقوا ولو طلقة رصاص واحدة!!
ثانياً إسلاميا، فيه 53 دولة إسلامية مثل: تركيا وماليزيا وأندونيسيا ودول آسيا الوسطى ومن القوقاز مثل: أذربيجان ورغم أنّ هذه الدّول بها جماعات للإخوان المسلمين لكنها لم تتحرك لنجدة أهلنا في غزة.
على المستوى الخارجي:
أولاً عالمياً، تتواجد جماعة الإخوان المسلمين في أكثر من 80 دولة في العالم عبر القارات الخمسة وهي تملك تنظيم دولي وأتباع وعناصر تنظيمية وجمعيات ومساجد خاصة بها وأموال طائلة في بنوك تلك الدّول وفي الملاذات الآمنة (أوف شور)، وتملك خطباء وقدرة على التحشيد والتعبئة والتجنيد وجمع التبرعات والأموال، وتسيير التّظاهرات وتشكل لوبيات ضغط هائلة وبخاصة في الدّول الغربية في أوروبا وأمريكا ورغم ذلك وجدنا أنّ الإخوان يخذلون أهلنا في غزة بشكل عجيب يدعو للدهشة والاستغراب!!
ثانياً في بريطانيا وأمريكا، من كثرة التواجد الإخواني في بريطانيا وبخاصة في العاصمة لندن منذ عقود طويلة بشتى الأوجه السّياسية والدّينية والدّعوية والمالية والثّقافية وعلى مستوى الخطاب والمساجد واللوبي القوي والكبير الضاغط الذّي شكلوه منذ عقود مضت يلقب البعض العاصمة البريطانية بلندنستان، وكذلك في الولايات المتحدة وما شكلوه من جالية إسلامية كبيرة وواسعة وقوية ملتزمة بتعاليم حسن البناء والسّيد قطب ورغم كلّ ذلك فإنّنا لم نرى أي تحرك للإخوان للمساعدة ومدّ يد العون لأهلنا في غزة.
عندما تدخل الاتحاد السوفييتي لنجدة النّظام الشيوعي في أفغانستان في أواخر سبعينيات القرن الماضي رأت أمريكا والغرب أنّ ذلك الحدث يشكل خطراً على الغرب، ولأنّها كانت تحتضن الإخوان والّذين لم يكونوا بالأعداد الكثيرة جداً كما هو الحال اليوم ولا بالقوة المالية الّتي يمتلكها إخوان الغرب اليوم ولا بقوة اللوبي الذي باتوا يشكلونه اليوم .. لذلك الغرب لما اِحتاج الإخوان لدحر الشيوعيين والسوفيت في ذلك الوقت لبت جماعات الإخوان النّداء ولم تتأخر أبداً.. ولم تجد صعوبة في تجنيد الشّباب المسلم في الدّول الأوروبية وفي أمريكا وفي الدّول الغربية وإرسالهم إلى ساحات المعارك في أفغانستان لمقارعة الجيش الروسي والجيش الأفغاني الملحد، وسمُّوا بالمجاهدين الأفغان، ولم يتوقف تدفق الإخوان من البلاد الأوروبية وأمريكا والدّول الغربية بل اِمتد إلى دول خليجية وعربية وإسلامية، ولم يجدوا مُشكلة في ايجاد الموارد المالية من خلال الأموال الّتي وفرها البترودولار الخليجي، ناهيك عن توفر الخطاب الدّيني الّذي وفرته السّعودية الوهابية ومشايخ الإخوان خدمة للأمريكان مُقابل الحماية الأمريكية للأسر الحاكمة في الخليج وردّ الإخوان لجميل الأسرة المالكة في السعودية بعدما احتضنتهم في أراضيها نتيجة خلافها مع جمال عبد الناصر في مصر ومع أنظمة القوميات العربية التي بدأت تتشكل في المنطقة بعيد خروج الإستعمار من المنطقة العربية في ذلك الوقت ولما عاد هؤلاء من المجاهدين الأفغان بعد نهاية الحرب وخروج السوفييت من أفغانستان رأينا بلد مثل: الجزائر كيف يدفع ثمن تسلل أفراد من مجتمعه على أنغام الموسيقى الجهادية الوهابية والأموال الخليجية والخطاب التعبوي الإخواني في مأساة ما يُسمى بالعشرية السّوداء.
في 2011 رأينا كيف أنّ الغرب وللمرة الثّانية اِحتاج للجهاد الإسلامي الأمريكي، وكيف سارع الإخوان في دول العالم وبخاصة في البلدان الغربية ومن البلدان العربية حتّى أنّ الرّئيس الإخواني محمد مرسي كان على وشك أن يرسل الجيش المصري للحرب في سوريا ضد النّظام السوري إلى جانب الإسلاميين الإخوان المُسلحين الّذين كانوا يناهضون حكومة بلدهم سوريا، ولم تجد جماعة الإخوان صعوبة في تجنيد المقاتلين من كلّ جنسيات العالم حتّى الغربية الأوروبية والأمريكية منها، كما أنّ الموارد المالية توفرت بقوة لتحقيق ذلك الهدف ناهيك عن الخطاب الدّيني التعبوي الحماسي الّذي قام عليه مشايخ من السعودية والدول الخليجية والدول العربية من جماعة الإخوان المسلمين، بل أنّ بلداناً مثل: السعودية وقطر والكويت .. ساهمت بأموال من خزينة دولها في سبيل الإطاحة بنظام بشار الأسد الّذي لا ترغب أمريكا وأوروبا في رؤيته بسبب الكيان الصهيوني وبسبب الصّراع الجيوسياسي بينها وبين روسيا والصين وقد اِستخدمت في سبيل ذلك رأس الحربة تركيا ووظفت العداء المذهبي والتّاريخي بين تركيا وسوريا في سبيل تذليل ذلك الأمر.
عندما اِنطلقت حركة حماس ومعها فروع المقاومة الإسلامية في 7 من أكتوبر 2023 في إطار ما يسمى "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال الصهيوني كانت تعرف أنّ العالم كلّه سيقف ضدها، وكانت تعرف أنّ الأنظمة السّياسية العربية والإسلامية كلّها خائنة ولكنها لم تنتظر من الشّعوب العربية والإسلامية أن تخذلها هذا الخذلان المُشين والمخزي في حقها أبداً.
حركة حماس وكلّ فروع المقاومة في غزة لم تتصور من الشّعوب العربية والإسلامية هذا الموقف السِّلبي منها اِتجاهها في لحظة فارقة من تاريخ الأمة العربية والإسلامية، حسبت حساب كلّ شيء ولكنها لم تحسب حساب عدم دعم الشّعوب العربية والإسلامية لها، كانت هذه المعادلة هي النّقطة السّوداء في تلك العملية العسكرية وفي تلك العملية الحسابية لها والّتي تسببت في بقاء حرب الإبادة من الصهاينة على غزة لعام أو يزيد ناهيك عن حجم الخسائر البشرية الّذي تجاوز 150 ألف بين شهيد وجريح أغلبيتهم من الأطفال والنّساء من المدنيين بالإضافة إلى الدّمار الهائل الّذي لحق بالبنية التّحتية في قطاع ومدينة غزة المنكوبة.
جماعة الإخوان إلى جانب الشُّعوب العربية والإسلامية خذلوا بلا شك المقاومة الإسلامية في غزة عن سابق اصرار وترصد، ليس هُناك واجب أهم من الواجب في دعم غزة، وليس هُناك نُصرة للدّين إلّا بنصرة غزة، ورغم ذلك يعتقد مُعظم المسلمون على ما يبدو في العالم أنّهم خُلقوا للدعاء فقط، وأنّ الدُّعاء كفيل لوحده بالقضاء على أعدائهم أو على نُصرة غزة، فلو كانت نُصرة الحقّ في حالة مثل الّتي عليها غزة الآن بالدّعاء لما فرض الله تعالى فريضة الجهاد، والله تعالى ليس بحاجة إلى مُسلمين يكتفُون بالدُّعاء فقط ولكن الله تعالى بحاجة إلى مُسلمين يختبرهم الله في أنفسهم ومن يبيع نفسه نصرة لله ولدين الله تعالى.
بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق
ملاحظة: عندما قرر الإخوان نصرة أفغانستان في أواخر السبعينيات لم يطلبوا فتح الحدود واستطاعوا كيف يدخلون بمئات الآلاف بعدتهم وعتادتهم وألحقوا الهزيمة بجيش كان لأقوى قوة عظمى في ذلك الوقت هو الإتحاد السوفييتي، وعندما قرر الإخوان الحرب على سوريا عرفوا كيف يجندون عشرات الآلاف من المسلحين من كل جنسيات العالم ولم
يطلبوا فتح الحدود وعرفوا كيف يدخلونهم مثل السيول في الداخل السوري وفي مدنه وينهكون الحكومة والجيش السوري وكادوا يسقطون النظام السوري فما بالكم بالحال في فلسطين التي تحيط بها من كل جهة دول عربية بحدود واسعة وطويلة بها أعداد مهولة من الإخوان المسلحين وغير المسلحين الذين لن يجدوا صعوبة في ايجاد السلاح من أجل نصرة أهلنا في غزة.
أنا أعرف أنني أنفخ في قربة مخرومة.. ولكن هذه المقالة هي في سبيل الله أتقرب بها لوجهه تعالى.
كتب أحد الإخوان مقالاً في أحد المواقع السّياسية الإلكترونية على الويب، حاول فيه التغطية على الخذلان الواضح للإخوان المسلمين لأهلنا في غزة، وأرجع السّبب فيه إلى ما أفرزته أحداث 2011 وما تعرضوا له من رفض الشّعوب لهم في كل من تونس ومصر، وبالتّالي حاول صاحب المقال أن يردّ أسباب خذلان الإخوان لأهلنا في غزة إلى ذريعة واهية وهي ما تعرض له الإخوان في العديد من البلدان العربية الملكية والجمهورية من مُتابعات وملاحقات ورفض لهم وطردهم من السُّلطة الّتي أوصلهم إليها أوباما- كلينتون.
علماً أن:
على المستوى الدّاخلي:
أولاً عربياً، جماعة الإخوان لم تتعرض لمشاكل إلّا على مستوى 6 بلدان عربية وهي: تونس وليبيا ومصر وسوريا والسّودان واليمن وبقي 16 دولة لم يُمَس فيها الإخوان بسوء في الأردن وفي لبنان وفي العراق وفي الجزائر وفي المغرب .. وفي كلّ الدّول الخليجية .. عدد الدّول العربية 22 دولة يعني 14 دولة لم يُمَس فيها الإخوان بشيء ورغم ذلك لم يتحركوا لنجدة أهلنا في غزة!!
إخوان الأردن على مرمى حجر من فلسطين ولم يتحركوا .. إخوان سوريا ورغم أنّهم يحتلون الشّريط الحدودي المُحاذي للأردن حتّى حدود الكيان الصهيوني في الجولان بحماية أمريكية صهيونية لم يتحركوا لنجدة غزة ولم يُطلقوا ولو طلقة رصاص واحدة!!
ثانياً إسلاميا، فيه 53 دولة إسلامية مثل: تركيا وماليزيا وأندونيسيا ودول آسيا الوسطى ومن القوقاز مثل: أذربيجان ورغم أنّ هذه الدّول بها جماعات للإخوان المسلمين لكنها لم تتحرك لنجدة أهلنا في غزة.
على المستوى الخارجي:
أولاً عالمياً، تتواجد جماعة الإخوان المسلمين في أكثر من 80 دولة في العالم عبر القارات الخمسة وهي تملك تنظيم دولي وأتباع وعناصر تنظيمية وجمعيات ومساجد خاصة بها وأموال طائلة في بنوك تلك الدّول وفي الملاذات الآمنة (أوف شور)، وتملك خطباء وقدرة على التحشيد والتعبئة والتجنيد وجمع التبرعات والأموال، وتسيير التّظاهرات وتشكل لوبيات ضغط هائلة وبخاصة في الدّول الغربية في أوروبا وأمريكا ورغم ذلك وجدنا أنّ الإخوان يخذلون أهلنا في غزة بشكل عجيب يدعو للدهشة والاستغراب!!
ثانياً في بريطانيا وأمريكا، من كثرة التواجد الإخواني في بريطانيا وبخاصة في العاصمة لندن منذ عقود طويلة بشتى الأوجه السّياسية والدّينية والدّعوية والمالية والثّقافية وعلى مستوى الخطاب والمساجد واللوبي القوي والكبير الضاغط الذّي شكلوه منذ عقود مضت يلقب البعض العاصمة البريطانية بلندنستان، وكذلك في الولايات المتحدة وما شكلوه من جالية إسلامية كبيرة وواسعة وقوية ملتزمة بتعاليم حسن البناء والسّيد قطب ورغم كلّ ذلك فإنّنا لم نرى أي تحرك للإخوان للمساعدة ومدّ يد العون لأهلنا في غزة.
عندما تدخل الاتحاد السوفييتي لنجدة النّظام الشيوعي في أفغانستان في أواخر سبعينيات القرن الماضي رأت أمريكا والغرب أنّ ذلك الحدث يشكل خطراً على الغرب، ولأنّها كانت تحتضن الإخوان والّذين لم يكونوا بالأعداد الكثيرة جداً كما هو الحال اليوم ولا بالقوة المالية الّتي يمتلكها إخوان الغرب اليوم ولا بقوة اللوبي الذي باتوا يشكلونه اليوم .. لذلك الغرب لما اِحتاج الإخوان لدحر الشيوعيين والسوفيت في ذلك الوقت لبت جماعات الإخوان النّداء ولم تتأخر أبداً.. ولم تجد صعوبة في تجنيد الشّباب المسلم في الدّول الأوروبية وفي أمريكا وفي الدّول الغربية وإرسالهم إلى ساحات المعارك في أفغانستان لمقارعة الجيش الروسي والجيش الأفغاني الملحد، وسمُّوا بالمجاهدين الأفغان، ولم يتوقف تدفق الإخوان من البلاد الأوروبية وأمريكا والدّول الغربية بل اِمتد إلى دول خليجية وعربية وإسلامية، ولم يجدوا مُشكلة في ايجاد الموارد المالية من خلال الأموال الّتي وفرها البترودولار الخليجي، ناهيك عن توفر الخطاب الدّيني الّذي وفرته السّعودية الوهابية ومشايخ الإخوان خدمة للأمريكان مُقابل الحماية الأمريكية للأسر الحاكمة في الخليج وردّ الإخوان لجميل الأسرة المالكة في السعودية بعدما احتضنتهم في أراضيها نتيجة خلافها مع جمال عبد الناصر في مصر ومع أنظمة القوميات العربية التي بدأت تتشكل في المنطقة بعيد خروج الإستعمار من المنطقة العربية في ذلك الوقت ولما عاد هؤلاء من المجاهدين الأفغان بعد نهاية الحرب وخروج السوفييت من أفغانستان رأينا بلد مثل: الجزائر كيف يدفع ثمن تسلل أفراد من مجتمعه على أنغام الموسيقى الجهادية الوهابية والأموال الخليجية والخطاب التعبوي الإخواني في مأساة ما يُسمى بالعشرية السّوداء.
في 2011 رأينا كيف أنّ الغرب وللمرة الثّانية اِحتاج للجهاد الإسلامي الأمريكي، وكيف سارع الإخوان في دول العالم وبخاصة في البلدان الغربية ومن البلدان العربية حتّى أنّ الرّئيس الإخواني محمد مرسي كان على وشك أن يرسل الجيش المصري للحرب في سوريا ضد النّظام السوري إلى جانب الإسلاميين الإخوان المُسلحين الّذين كانوا يناهضون حكومة بلدهم سوريا، ولم تجد جماعة الإخوان صعوبة في تجنيد المقاتلين من كلّ جنسيات العالم حتّى الغربية الأوروبية والأمريكية منها، كما أنّ الموارد المالية توفرت بقوة لتحقيق ذلك الهدف ناهيك عن الخطاب الدّيني التعبوي الحماسي الّذي قام عليه مشايخ من السعودية والدول الخليجية والدول العربية من جماعة الإخوان المسلمين، بل أنّ بلداناً مثل: السعودية وقطر والكويت .. ساهمت بأموال من خزينة دولها في سبيل الإطاحة بنظام بشار الأسد الّذي لا ترغب أمريكا وأوروبا في رؤيته بسبب الكيان الصهيوني وبسبب الصّراع الجيوسياسي بينها وبين روسيا والصين وقد اِستخدمت في سبيل ذلك رأس الحربة تركيا ووظفت العداء المذهبي والتّاريخي بين تركيا وسوريا في سبيل تذليل ذلك الأمر.
عندما اِنطلقت حركة حماس ومعها فروع المقاومة الإسلامية في 7 من أكتوبر 2023 في إطار ما يسمى "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال الصهيوني كانت تعرف أنّ العالم كلّه سيقف ضدها، وكانت تعرف أنّ الأنظمة السّياسية العربية والإسلامية كلّها خائنة ولكنها لم تنتظر من الشّعوب العربية والإسلامية أن تخذلها هذا الخذلان المُشين والمخزي في حقها أبداً.
حركة حماس وكلّ فروع المقاومة في غزة لم تتصور من الشّعوب العربية والإسلامية هذا الموقف السِّلبي منها اِتجاهها في لحظة فارقة من تاريخ الأمة العربية والإسلامية، حسبت حساب كلّ شيء ولكنها لم تحسب حساب عدم دعم الشّعوب العربية والإسلامية لها، كانت هذه المعادلة هي النّقطة السّوداء في تلك العملية العسكرية وفي تلك العملية الحسابية لها والّتي تسببت في بقاء حرب الإبادة من الصهاينة على غزة لعام أو يزيد ناهيك عن حجم الخسائر البشرية الّذي تجاوز 150 ألف بين شهيد وجريح أغلبيتهم من الأطفال والنّساء من المدنيين بالإضافة إلى الدّمار الهائل الّذي لحق بالبنية التّحتية في قطاع ومدينة غزة المنكوبة.
جماعة الإخوان إلى جانب الشُّعوب العربية والإسلامية خذلوا بلا شك المقاومة الإسلامية في غزة عن سابق اصرار وترصد، ليس هُناك واجب أهم من الواجب في دعم غزة، وليس هُناك نُصرة للدّين إلّا بنصرة غزة، ورغم ذلك يعتقد مُعظم المسلمون على ما يبدو في العالم أنّهم خُلقوا للدعاء فقط، وأنّ الدُّعاء كفيل لوحده بالقضاء على أعدائهم أو على نُصرة غزة، فلو كانت نُصرة الحقّ في حالة مثل الّتي عليها غزة الآن بالدّعاء لما فرض الله تعالى فريضة الجهاد، والله تعالى ليس بحاجة إلى مُسلمين يكتفُون بالدُّعاء فقط ولكن الله تعالى بحاجة إلى مُسلمين يختبرهم الله في أنفسهم ومن يبيع نفسه نصرة لله ولدين الله تعالى.
بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق
ملاحظة: عندما قرر الإخوان نصرة أفغانستان في أواخر السبعينيات لم يطلبوا فتح الحدود واستطاعوا كيف يدخلون بمئات الآلاف بعدتهم وعتادتهم وألحقوا الهزيمة بجيش كان لأقوى قوة عظمى في ذلك الوقت هو الإتحاد السوفييتي، وعندما قرر الإخوان الحرب على سوريا عرفوا كيف يجندون عشرات الآلاف من المسلحين من كل جنسيات العالم ولم
يطلبوا فتح الحدود وعرفوا كيف يدخلونهم مثل السيول في الداخل السوري وفي مدنه وينهكون الحكومة والجيش السوري وكادوا يسقطون النظام السوري فما بالكم بالحال في فلسطين التي تحيط بها من كل جهة دول عربية بحدود واسعة وطويلة بها أعداد مهولة من الإخوان المسلحين وغير المسلحين الذين لن يجدوا صعوبة في ايجاد السلاح من أجل نصرة أهلنا في غزة.
أنا أعرف أنني أنفخ في قربة مخرومة.. ولكن هذه المقالة هي في سبيل الله أتقرب بها لوجهه تعالى.