تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تلاعب ماكرون باليمين واليسار من أجل اِنقاذ مُستقبله السّياسي؟


الزمزوم
2024-09-26, 05:42
كيف تلاعب ماكرون باليمين واليسار من أجل اِنقاذ مُستقبله السّياسي؟


الجميع كان يعرف أنّ أقصى اليمين في فرنسا كان على وشك الفوز بالانتخابات البرلمانية فيها، فقد حقق في الدورة الأولى نجاحاً وتقدماً لافتاً وفي الدورة الثانية تخلفاً مخزياً.


هذا الأمر دفع ماكرون من خلال وسائل كثيرة باعتباره رئيساً لفرنسا على رفع الههم في داخل اليسار ، تحرك اليسار قبل الدورة الثّانية بالتحالف مع حزب ماكرون سمح بتراجع أقصى اليمين إلى المرتبة الثّالثة ومجيء حزب ماكرون الّذي كان في حالة اِنهيار وكاد يسقط إلى المرتبة الثّانية ونال تحالف اليسار المرتبة الأولى.


كلُّ ذلك بتخطيط من الدّولة العميقة في فرنسا التي كانت ترفُض أن يحكم اليسار لوحده أو اليمين لوحده وإنّما خلق حالة من التوازن بما يضمن بقاء حالة الاِعتدال ويسمح لماكرون في مواصلة الحُكم والسّيطرة على البلاد باِعتباره الخيار الأفضل على الأقل لما تبقى له من عمر ولايته بالنّظر إلى الأزمة الاقتصادية الطاحنة الّتي تشهدها فرنسا والاِنقسام الدّاخلي فيها ومخاطر زوال نفُوذ فرنسا عالمياً وتراجعها على كلّ الأصعدة.


كان من المفرُوض أنّ الأحزاب الفائزة بالاِنتخابات البرلمانية ونعني بها هنا حتماً اليسار هي من تحكم وتُشكل الحكومة ولكن ماكرون كان يرى أنّ وصول اليسار في هذا الوقت بالذّات (وكذلك الدولة العميقة) قد يُؤدي إلى وقوف هذا الأخير مع القضية الفلسطينية في وقت فرنسا في أمسّ الحاجة إلى مساعدة اليهود لها ومن أجل تثبيت مصالح فرنسا في الشّرق الأوسط في ظلِّ احتمال اِنسحاب أمريكا منه في الفترة القادمة.


كما أنّ اليمين سيُشكل لفرنسا مُشكلة كبيرة مع ماكرون نفسه، فاليمين لا يتوقف عن اِستهدافه (ماكرون) إضافةً إلى ذلك كان من الممكن أنّ أقصى اليمين سيتخذ قرارات لا تتوافق مع السّياسة الأوروبية والأمريكية فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية الّتي تغرق فيها فرنسا حتّى ذقنيها وبشكل كبير، فقد كان يُراد أن يبقى الدّعم الفرنسي قائماً لنظام كييف لمواصلة الحرب بالوكالة نيابة عن النّاتو في وجه روسيا إلى آخر فردٍ أوكراني.


ناهيك على موقف أقصى اليمين من المُهاجرين الأجانب المُقيمين بفرنسا وبخاصة الموجات الأخيرة الّتي وصلت إليها بصورة غير شرعية ويُريد أقصى اليمين ترحيلهم إلى بلدانهم.


لم يكُن اليسار في فرنسا إلا "قنطرة" وللأسف اِستخدمها ماكرون للعبور إلى شاطئ الأمان وهذا الّذي حصل في نهاية المطاف، فحزب ماكرون المُتهاوي شعبياً هو ورئيسه لم يكونا يقدران لوحدهما على وقف زحف وطُوفان أقصى اليمين في زحفه نحو الإمساك بالسُّلطة في فرنسا.


أدرك ماكرون والدّولة العميقة في فرنسا هذه الحقيقة فقاما بإلحاق هزيمة نكراء بأقصى اليمين ولأنّ اليسار خطر على سياسات فرنسا الحالية في العديد من القضايا وبعد ظهُور النتائج ضربَ ماكرون اليسار باليمين، وعِوض أن يحكُم اليسار الفائز بالانتخابات البرلمانية بات اليمين هو الّذي يحكُم ولكن من مُنطلق ضعيف (بدون شرعية لم يزكِّه الشّعب)، وهو الّذي تحصل على المراتب المُتدنية في الاِنتخابات البرلمانية الأخيرة في فرنسا، فماكرون يحكُم بحزب غير فائز في الاِنتخابات الّذي يجعل من ماكرون له الفضل على هذا الحزب بتعيينه لقيادة الحكومة الأمر الّذي يجعل ماكرون في أريحية كاملة من عدم خروج اليمين عن الخطوط الّتي سيضعها ماكرون له اِنطلاقاً من نقطة ضعفه تلك أنه أي اليمين لم يفُز بالتشريعيات الأخيرة في فرنسا.


يعلم ماكرون قُوّة وشعبية اليسار الجارفة في فرنسا كما أنّه يعلم قوّة وشعبية اليمين المُتصاعدة في فرنسا لذلك حاول توقيف زحف اليسار وطوفانه من الأحزاب الفائزة بأحزاب اليمين المُتخلفة إلى الوراء الخاسرة أو المتراجعة بقوّة إلى الوراء، "فلا يفلّ الحديد إلّا الحديد".


ورغم مُظاهرات الاحتجاجات من اليسار على سرقة ماكرون لفوزه إلّا أنّ اليسار مُتوافق إلى حدٍّ ما مع الدّولة العميقة من حساسية الأوضاع الدّاخلية والخارجية في البلاد، كما أنّ اليمين ورغم قيادته لحكُومة فرنسا الجديدة دُون شرعية من خلال عدم فوزه إلّا أنّه راضٍ بتلك النتيجة، وتبقى حركة اليسار واليمين في فرنسا محدودة في التعاطي مع الكثير من القضايا منها ما تعلق بالكيان الصهيوني لكلا الطّرفين ذلك أنّ أحدهما يقف مع الكيان الصهيوني والآخر يقف مع فلسطين أو ما تعلق بقضية أوكرانيا ذلك أن أحدهما مع ضرورة وقف الدّعم لكييف والآخر موقفه غامض وغير واضح لكن من المؤكد أنه سيقف مع يسار أمريكا والحزب الدّيمقراطي الحاكم فيها حالياً أو ما تعلق بقضية الهجرة ذلك أنّ أحدهما يتعاطف مع المهاجرين والآخر يُعاديهم لكن الأكيد من كلّ ذلك أنّ فرنسا من خلال ماكرون والدّولة العميقة فيها وجدا وصفةً سحريةً للحفاظ على مصالح فرنسا ومصالح ماكرون على الأقلّ حتّى العام 2027 نهاية ولاية الرّئيس الفرنسي الحالي.


ورغم ذلك فإنّنا لا نضمن في عالم السّياسة مُجريات الأحداث فنحن لا نتحدث عن مسائل رياضية مضبوطة وما يُمكن أن يحدث في فرنسا في الفترة القادمة في ظلّ تسارع الأحداث بوتيرة مدهشة في أوروبا وفي الدّاخل الفرنسي والإضطرابات التي تضرب الأقاليم القريبة والبعيدة التي تحكمها فرنسا مثل: كاليدونيا الجديدة ومارتينيك.. وحتى عالمياً.


بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق

الزمزوم
2024-09-26, 21:44
تعيين اليمين لقيادة الحكومة الفرنسية من طرف ماكرون يظهر بشكل غير مباشر لا لبس فيه عن صهيونية ماكرون بعكس ما كان يتظاهر لأن اليمين قلباً وقالباً مع الكيان الصهيوني


ويدعمه على الملأ ويؤيده في الإبادة المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني في غزة.

الزمزوم
2024-09-27, 21:41
فرنسا: ماكرون: "إسرائيل" لا تستطيع غزو لبنان اليوم.. سيكون ذلك خطأ فادحاً


**


ماكرون خائف على إسرائيل (يحذرها حباً فيها وليس في لبنان أو العرب والمسلمين وجيوشه تشارك جيش الاحتلال في قتل أهلنا في غزة قرابة العام) .. دعونا ننجح مساعي نزع


سلاح حزب الله ثم بعد ذلك انقضوا عليه واسحقوه .. سيروا على خططنا (حلف الناتو والغرب) مع عراق صدام


حسين وليبيا .. لسان حاله يقول بذلك.