المعزلدين الله
2009-12-31, 07:38
غالوي يستغيث... فهل من مجيب؟
31/12/2009
http://www.alquds.co.uk/today/30qpt25.jpg
من منا لم يشاهد نداء الاستغاثة الذي وجهه السيد جورج غالوي هذا العربي بدون عروبة والحمد لله على ذلك.. ولا يتكلم لغة الضاد وهو يستحقها عن جدارة، والمسلم بدون إسلام ويفخر به إسلامنا رغم مسيحيته إلى الرئيس المصري حسني مبارك يطلب من 'فخامته' أن يسمح لسفينة 'شريان الحياة الرابضة في المياه الأردنية بالدخول لقطاع غزة المحاصر.. لقد تعطلت لغة الكلام، وأصبحت الكلمات كالشوك في الحلق لدى كل من سمع وشاهد السيد جورج غالوي وهو يستغيث ويناشد، وبل يترجى من الحكومة المصرية بكل ألم وحرقة السماح له ومن معه إدخال المساعدات الإنسانية إلى منكوبي الحرب الصهيونية والمتآمر عليهم من أجل تركيعهم وإبادتهم جماعيا.
لقد ناشد السيد المحترم جورج غالوي النظام المصري ولم يتوسل من الحكومة الصهيونية التي يعتبرها حكومة احتلال ومجرمي حرب ولا يجب الاعتراف بها وباحتلالها بل يجب ملاحقتها في المحاكم الدولية لمقاضاتهم من أجل المجازر التي ارتكبوها بحق المدنيين العزل من الشعب الفلسطيني الجبار بل ناشد الحكومة المصرية ورئيسها حسني مبارك. إن الصرخة المدوية لجورج غالوي وحماسته ودفاعه المستميت عن قضية العرب الأولى في صراعهم الوجودي مع الكيان العنصري المحتل للأراضي العربية هي وصمة عار ستبقي على جبين المتخاذلين من زعماء هذه الأمة التي بلغت سياستها الرديئة حد لم يعد محتملا ونزل مستوى تراجعها وتنازلها عن الاستحقاقات القومية إلى الحضيض و لم يبق لها مكان في ثقافتهم السياسية التي مرغت أنوف شعوبنا في الأوحال وأصبحنا مصخرة أمام الشعوب الأخرى.
لقد أصبحت القضية الفلسطينية تنزف ألما ودما أكثر من أي وقت مضى نتيجة المؤامرات والدسائس والخيانات التي تتعرض لها يوميا من أقرب المقربين للشعب الفلسطيني الذي وجد الدعم والمساندة من قادة دول غير إسلامية مثل الرئيس الفنزويلي تشافيز، وزعماء أحزاب يسارية غربية مثل جورج غالوي الذي أستحوذ على قلوب وعقول الشعوب العربية والإسلامية المقهورة بديكتاتوريات مانعي المساعدات الإنسانية من الدخول إلى أخوة لنا في الدين والهوية والمصير، وهو يستحق منا احتراما وتقديرا أكثر.
لم يصدق الكثيرون في الشارع العربي أن نداء الاستغاثة الذي وجهه جورج غالوي للرئيس المصري حسني مبارك ومناشدته له بالسماح لسفينة 'شرايين الحياة' العبور إلى قطاع غزة وأصيب الكثيرون كذلك بالصدمة والاستغراب من هذا النداء الذي لا موجب له ومن الأحقية أن يتوجه به إلى حكومة الاحتلال التي لا سلطة لها عن حدود غزة مع جمهورية مصر العربية بل وربما كانت إسرائيل ستسمح بمرور هذه السفينة لو كانت ستمر عبر مداخلها للأراضي الفلسطينية، لكن المؤسف والمخجل إلى حد البكاء والرثاء والصخرية أن تمنع هذه المساعدات الغربية من الدخول للقطاع من طرف حكومة عربية كانت بالأمس القريب هي المسؤولة عن هذا القطاع المحاصر وتحت سيطرتها ونفوذها، والآن هي الأحق بتقديم المساعدات للشعب الغزاوي المحاصر قبل غيرها من باب الإنسانية والأخوة والجيرة دون هذا النداء الشريف لصاحبه، والمخزي للمتوجه إليه.
فالسؤال المطروح في مثل هذه الوضعيات المقرفة بكل المعاني هو أين مواقف الحكومات العربية والإسلامية الأخرى! وإن تقاعدت هذه الحكومات عن أدوارها والكل يعلم ذلك وتواطؤ البعض منها مع النظام المصري الذي يقدم خدمات مجانية للكيان الصهيوني بهذه الطريقة.. يسوقنا مباشرة سؤال آخر وهو أين جمعيات ومنظمات المجتمع المدني في العالمين العربي والإسلامي من كل ما يجري في المنطقة العربية وخاصة مما يحدث للأبرياء في قطاع غزة من حصار وتنكيل وعقاب جماعي لهؤلاء الصامدين هناك في قطاع العزة والكرامة والشهامة خصوصا وأن هذا المنع 'لسفينة شرايين الحياة' المتوجهة إلى غزة تزامن مع انفجار قنبلة الجدار الفولاذي الذي تقيمه حكومة مصر على حدودها مع قطاع غزة، والتصعيد الصهيوني سياسيا وعسكريا وحتى في المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى مع حركات المقاومة الفلسطينية التي أبلت البلاء الحسن في دفاعها عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة على أرضه وفرضت على العدو الصهيوني أملاءات لم تقدر المجموعة العربية الإتيان بمثلها.. فعوضا أن تلقى هذه المقاومة الدعم والمساندة من كل الهياكل العربية جوبهت بالنكران والجحود وبل بالمؤامرات والمساهمة الكبيرة من طرف بعض الأنظمة العربية بتشديد الخناق عليها، وحتى على لقمة العيش وحبة الدواء المتأتية من الغرب للضحايا والمنكوبين الأبرياء في القطاع المحاصرعربيا قبل إسرائيل.
''عبد الستار العياري - تونس
31/12/2009
http://www.alquds.co.uk/today/30qpt25.jpg
من منا لم يشاهد نداء الاستغاثة الذي وجهه السيد جورج غالوي هذا العربي بدون عروبة والحمد لله على ذلك.. ولا يتكلم لغة الضاد وهو يستحقها عن جدارة، والمسلم بدون إسلام ويفخر به إسلامنا رغم مسيحيته إلى الرئيس المصري حسني مبارك يطلب من 'فخامته' أن يسمح لسفينة 'شريان الحياة الرابضة في المياه الأردنية بالدخول لقطاع غزة المحاصر.. لقد تعطلت لغة الكلام، وأصبحت الكلمات كالشوك في الحلق لدى كل من سمع وشاهد السيد جورج غالوي وهو يستغيث ويناشد، وبل يترجى من الحكومة المصرية بكل ألم وحرقة السماح له ومن معه إدخال المساعدات الإنسانية إلى منكوبي الحرب الصهيونية والمتآمر عليهم من أجل تركيعهم وإبادتهم جماعيا.
لقد ناشد السيد المحترم جورج غالوي النظام المصري ولم يتوسل من الحكومة الصهيونية التي يعتبرها حكومة احتلال ومجرمي حرب ولا يجب الاعتراف بها وباحتلالها بل يجب ملاحقتها في المحاكم الدولية لمقاضاتهم من أجل المجازر التي ارتكبوها بحق المدنيين العزل من الشعب الفلسطيني الجبار بل ناشد الحكومة المصرية ورئيسها حسني مبارك. إن الصرخة المدوية لجورج غالوي وحماسته ودفاعه المستميت عن قضية العرب الأولى في صراعهم الوجودي مع الكيان العنصري المحتل للأراضي العربية هي وصمة عار ستبقي على جبين المتخاذلين من زعماء هذه الأمة التي بلغت سياستها الرديئة حد لم يعد محتملا ونزل مستوى تراجعها وتنازلها عن الاستحقاقات القومية إلى الحضيض و لم يبق لها مكان في ثقافتهم السياسية التي مرغت أنوف شعوبنا في الأوحال وأصبحنا مصخرة أمام الشعوب الأخرى.
لقد أصبحت القضية الفلسطينية تنزف ألما ودما أكثر من أي وقت مضى نتيجة المؤامرات والدسائس والخيانات التي تتعرض لها يوميا من أقرب المقربين للشعب الفلسطيني الذي وجد الدعم والمساندة من قادة دول غير إسلامية مثل الرئيس الفنزويلي تشافيز، وزعماء أحزاب يسارية غربية مثل جورج غالوي الذي أستحوذ على قلوب وعقول الشعوب العربية والإسلامية المقهورة بديكتاتوريات مانعي المساعدات الإنسانية من الدخول إلى أخوة لنا في الدين والهوية والمصير، وهو يستحق منا احتراما وتقديرا أكثر.
لم يصدق الكثيرون في الشارع العربي أن نداء الاستغاثة الذي وجهه جورج غالوي للرئيس المصري حسني مبارك ومناشدته له بالسماح لسفينة 'شرايين الحياة' العبور إلى قطاع غزة وأصيب الكثيرون كذلك بالصدمة والاستغراب من هذا النداء الذي لا موجب له ومن الأحقية أن يتوجه به إلى حكومة الاحتلال التي لا سلطة لها عن حدود غزة مع جمهورية مصر العربية بل وربما كانت إسرائيل ستسمح بمرور هذه السفينة لو كانت ستمر عبر مداخلها للأراضي الفلسطينية، لكن المؤسف والمخجل إلى حد البكاء والرثاء والصخرية أن تمنع هذه المساعدات الغربية من الدخول للقطاع من طرف حكومة عربية كانت بالأمس القريب هي المسؤولة عن هذا القطاع المحاصر وتحت سيطرتها ونفوذها، والآن هي الأحق بتقديم المساعدات للشعب الغزاوي المحاصر قبل غيرها من باب الإنسانية والأخوة والجيرة دون هذا النداء الشريف لصاحبه، والمخزي للمتوجه إليه.
فالسؤال المطروح في مثل هذه الوضعيات المقرفة بكل المعاني هو أين مواقف الحكومات العربية والإسلامية الأخرى! وإن تقاعدت هذه الحكومات عن أدوارها والكل يعلم ذلك وتواطؤ البعض منها مع النظام المصري الذي يقدم خدمات مجانية للكيان الصهيوني بهذه الطريقة.. يسوقنا مباشرة سؤال آخر وهو أين جمعيات ومنظمات المجتمع المدني في العالمين العربي والإسلامي من كل ما يجري في المنطقة العربية وخاصة مما يحدث للأبرياء في قطاع غزة من حصار وتنكيل وعقاب جماعي لهؤلاء الصامدين هناك في قطاع العزة والكرامة والشهامة خصوصا وأن هذا المنع 'لسفينة شرايين الحياة' المتوجهة إلى غزة تزامن مع انفجار قنبلة الجدار الفولاذي الذي تقيمه حكومة مصر على حدودها مع قطاع غزة، والتصعيد الصهيوني سياسيا وعسكريا وحتى في المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى مع حركات المقاومة الفلسطينية التي أبلت البلاء الحسن في دفاعها عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة على أرضه وفرضت على العدو الصهيوني أملاءات لم تقدر المجموعة العربية الإتيان بمثلها.. فعوضا أن تلقى هذه المقاومة الدعم والمساندة من كل الهياكل العربية جوبهت بالنكران والجحود وبل بالمؤامرات والمساهمة الكبيرة من طرف بعض الأنظمة العربية بتشديد الخناق عليها، وحتى على لقمة العيش وحبة الدواء المتأتية من الغرب للضحايا والمنكوبين الأبرياء في القطاع المحاصرعربيا قبل إسرائيل.
''عبد الستار العياري - تونس