الزمزوم
2024-09-16, 13:10
هل ما زال هُناك من يؤمن بالقومية العربية بعد الانحراف الكبير لمصر؟
بدايةً، يجب التأكيد أنّ القومية العربية اِنتهت مع جمال عبد الناصر وأهم دليل عليها معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل التي أخرجت
مصر وإلى الأبد من الصّراع العربي الإسرائيلي.
منذ أنور السادات اختارت مصر بدل القومية العربية الّتي رفعت من شأنها.. المعونة المالية الأمريكية وسياسة التسول والبقشيش الّذي عُرف به الشّعب المصري على مدار التاريخ وهو مجتمع مكون من العبيد والعبودية، والعبودية تاريخياً في مصر هي قيمة اِجتماعية لم تفارق مصر قط وحتّى هذه اللحظة، فالرومان حكموا لقرون مصر واليونانيين حكموا لقرون طويلة مصر والعديد من الأقوام والشُّعوب الوافدة حكمت مصر دون أن يكون للمصري فيها قُدرة على حكم نفسه وبلده وعندما أذن الله تعالى لمصري الأصل بحُكم مصر لم يخرج حُكام مصر الأصليين على مدار التاريخ عن سياسة وعقلية العبيد والتسول وسياسة طلب البقشيش.
ويبدو أنّ عبد الفتاح السيسي يلعب بورقتين الورقة الأولى، وهي القومية العربية الكاذبة لكسب شعبية له في العالم العربي والّذي يبدو أنّ شعوب المنطقة تعرف حقيقة كذب ذلك الأمر، وهو خلال أزمة مصر اِستطاع تحصيل الأموال (الغاز) من العديد من الدّول والّتي من بينها الجزائر في عهد بوتفليقة كما أنه حصل على أموال واسعة باسمها (القومية العربية)، والورقة الثانية، وهي دور السِّمسار والمتسول وطالب البقشيش وهذا الّذي حصل له مع دول الخليج وبخاصة مع السعودية والإمارات.
إنّ مصر تتعامل في المنطقة العربية بسياسة وبقانون "فرِّق تسُد"، بمعنى آخر تعمل على التفريق بين الإخوة في الوطن الواحد على أساس اِثني أو مذهبي أو اِيدلوجي فإذا اِشتد الخلاف بين الأخوين دخلت في الوسط بينهما وحاولت أن تكون حكماً بينهما وبعد ذلك حاكماً لهما وسيداً على المكان فتبتز الأول وتبتز الثّاني وذلك من خلال سياسية سعي كل طرف لكسب قلب مصر تستغل مصر ذلك الأمر بحيث لا تنحاز لواحد منهما (باِستثناء سياسة جمال عبد الناصر الرئيس وليس محيطه) حتّى تضمن لها حلب الطرفين، تعاملت مصر في هذا الأمر مع الأكراد في المنطقة العربية وتعاملت في ذلك مع سوريا أثناء الحرب الأهلية فلم تُغضب النّظام ولم تُغضب رُعاة الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا وأخذت من الطرفين أموالاً وتنازلات كثيرة وواسعة واستخدمت الاثنين لتحقيق مصالحها على المستوى الدولى وبخاصة في شقه الغربي الأوروبي الأمريكي تحديداً.
تاريخياً في علاقة الجزائر بمصر كان الجزائريون في عهد "الهواري بومدين" حذرين مع مصر ويبدو أنّهم عرفوا طبائعهم الهابطة تلك فأكدوا لهم أنّهم مع مشروع القومية العربية لكن الجزائريين قالوا أنّ ذلك الأمر لن يكون على حساب سيادتهم تحت أي عنوان خادع لذلك بقي الجزائريون خارج السّيطرة المصرية وما زالوا كذلك وحسناً فعلوا.
حزب الأفلان رغم أنّ في داخله من يُؤمن بالقومية العربية في فترة الحزب الواحد إلّا أنّه لم يستسلم ويرتمي في الحُضن المصري لمعرفته بخطورة ذلك الأمر وطبائع المصريين الخسيسة، لذلك لم نجد مصر في الوقت الّذي تحُارب فيه جماعة الإخوان في داخل مصر وتنكِّل بهم ماضياً وحاضراً وتتهمهم بالإرهاب تتواصل (مع جماعة الإخوان الجزائرية) معهم في الجزائر لسببين هامين اِثنين في رأينا هما:
أولاً، لاِستخدام إخوان المسلمين الجزائريين في اِضعاف النّظام السّياسي الجزائري عن طريق هؤلاء وعندما يتمُّ اِضعاف النّظام يعني مصر تضمن لها تقديم تنازلات من النّظام بما يخدم مصالح مصر وهي لحد اللحظة تتعامل مع الإخوان بالأمس مع جمعية العلماء المسلمين مثل: الابراهيمي والورتيلاني.. عن طريق إخوانها تحت نظر الأمن المصري وبتشجيع منه في داخل جامعتها ومراقبة محاضراتهم وملتقاياتهم بل أنها تقوم بتسجيلها للتلفزيون المصري.. واليوم لأنّها أدركت أن حزب الأفلان أو القوميين العرب الجزائريين مع مشروع القومية وليس الذّوبان في مصر والخضوع لها وإلحاق الجزائر كمقاطعة أو إقليم أو محافظة مصرية تُضاف لبقية المحافظات المصرية.
ثانياً، أنّ مصر بتواصلها مع إخوان الجزائر من "المُعتدلين" تضمن لها بقاء نُفوذها في الجزائر وضمان مصالحها الثّقافية والاقتصادية والتجارية والمالية والسّياسية والإخوان هنا أداة جيدة وفعالة في يدِّ المصريين مثل: الهراوة/ العصا التي ترفعها متى اِحتاجت الضرورة لذلك، تهش بها مصر على النّظام في البلاد عندما ترى أنّ مصالحها في خطر.
إنّ نتائج الوحدة بين مصر –وسوريا (الجمهورية المتحدة) الّذي فشل باِمتياز كان نتيجة العقلية المصرية الّتي تسعى ليس لتوحيد العرب ولكن لحُكم البلدان العربية وإخضاعها وإذلال شُعوبها بدليل أنّ المشير عامر كان هو الآمر النّاهي في سوريا في ذلك الوقت وكأن سوريا دولة عاقر ليس لها من النُّخب والكفاءات من يستطيع حُكمها، إنّ الاِنتهاكات الّتي قام بها المُشير عامر في حقّ السوريين كانت فظيعة بحق لذلك اِنتبه السُّوريون لخطورة شكل القومية الّتي تدعو لها مصر في ظلّ نموذج "المشير عامر".
كما أنّ ما لحق باليمن من طرف جيش جمال عبد الناصر (حرب اليمن) من اِنتهاكات كبيرة يندى لها جبين الإنسانية أضرّ كثيراً بالمشروع القومي المصري الّذي كان ينبغي أن يكون على أساس الاِحترام والمساواة وخُصوصية كلّ بلد لا التبعية وخضُوع البلدان العربية ممن اِختارت ذلك المشروع لحماية نفسها من الأخطار الخارجية .. للمصري الّذي فُرِض عليها ليحكُمها وينتهك الحقوق فيها.
إنّ مصر الحالية مُنذ مدّة تستقطب في القبائل في جامعاتها وسفاراتها من جهة كما أنّها تبعث بمشروع القومي العربي الكاذب الزّائف للطائفة العربية في البلاد من جهة ثانية بدليل علاقتها التاريخية مع الكيان الصهيوني ودورها في تصفية القضية الفلسطينية ودعمها لعملية التطبيع وسلام أبراهام وصورة البلورة التي جمعت ترامب والسيسي والملك سلمان والّتي ما زالت عالقة في الأذهان وهدف مصر من اِستقطاب طائفة القبائل ودغدغة مشاعر عرب الجزائر هي أبعد ما يكون عن رغبتها في تحقيق مشروع القومية العربية لأنّنا قلنا في أعلى المقال أنّه اِنتهى وشبع موت على يدّ مصر نفسها (معاهدة كامب ديفيد) ولكن هدف مصر في الحقيقة هو المال والتجارة والنُّفوذ والاقتصاد وتحصيله من البلاد وهي تعرف جيداً أهمية القبائل وهي تُريد مراعاة مشاعر عرب الجزائر، ومصر باِعتبارها نظام فاسد فإنّها لا تُريد من الجزائر إلّا أخذ نصيبها من الكعكة وفق طبيعتها وخصالها الاِنتهازية تلك، ورغم أنّها مُتأكدة أنّ الطّرف الأول فرنسي والطرف الثّاني مخدوع بمسلسلاتها المصرية فإنُها تسير بسرعة وبقوة نحو تحقيق مصالح مصر وبعدي الطوفان.
إنّ من مظاهر ذلك الأمر ولاشك، أنّ الموقع به جزائري عربي وبه جزائري قبائلي، اِختلافا الشّخصان على منصة جزائرية ونتيجة لضعف حجة الثّاني قام بتقديم شكوى لمراقب يمني لا يُستبعد تبعيته للمخابرات المصرية وبعد ذلك اِنتقلت المسألة للكبير آوي مُراقب أعلى مصري بجرم لا دليل عليه.
هذا القبائلي نتيجة ضعف حجته
وهذا اليمني والمصري مُدعيا العروبة اِتفقوا جميعاً على إزاحة المُدّعى عليه واِنحازا لرواية القبائلي.
لقد اِستغل المشرقيين بعد حملة واسعة قامت بها مُخابرات مصر (ربما بمشاركة المغاربة) تحت أسماء مُستعارة في المنصّة الخلاف بين الجزائريين فيما بينهما ليظهرا أنّهما جاءا ليحُلا المشكلة تلك فقاما بإزاحة العروبي واِحتلوا المنصة وأصبحت في أيديهم "خبز الدار يأكله البراني"، وأو يحي في وقت سابق قال: أنّ قطاع السكن أخذه الأجانب وعلى رأسهم الأتراك وأنّ الجزائريين وشركات البناء الوطنية لم تستفد من ذلك أبدا طوال 20 سنة من حُكم بوتفليقة.
ظهر أنّ القبائلي هو من أدخل الرّيح علينا وعلى المنصة وعلى البلاد مرّة أخرى (خدمة لنّظام المخزن ولا شك/ عندها أبعاد اِثنية/ ناتوية/ فرنسية أوروبية) باِستدعائه فرنسا واليوم باِستدعائه المصري وقبلها اليمني والمشارقة في خلاف داخلي على منصة جزائرية.. فمن حقيقة جلب وما زال يجلب الاِستعمار والاحتلال للبلاد قديماً وحديثاً؟ من سلّم المنصة في هذه الأثناء إلى المشارقة وهو سعيد بالأمر؟ من قبِل على نفسه في منصته وموقعه الجزائري أن يُتحكم فيه ويقُوده مصري ويمني ومشرقي؟ هل عقرت الجزائر عن انجاب الكفاءات والنخب حتى نستعين بهؤلاء؟
وهذا يبين طبيعة عقلية العبيد لدى المصري الذي خضع للرومان واليونان قديماً وطبيعة الشّخص من البلاد المُشتكي الّذي خضع للرومان والأتراك والفرنسيين بالأمس وهو لا يُمانع اليوم الخضوع للمصري ولليمني وللمشرقي على أرضه وموقعه ومنصته ويستقوي على اِبن بلده بالأجنبي .. فإذن الرّجل الحُر التي تعني كلمة لتلك الطائفة كلمة زائفة يُكذبها الواقع اليوم.
إنّ من يشارك في غلق قناة على القمر الصّناعي (نايل سات) وهو ملك له هذه القناة التي يملكها عربي وتنشط فيها أغلبية عربية من أجل المال لا يمانع في بيع أمه وليس القومية العربية من أجل المال "والحديث قياس" يا مصر السيسي... أنتم مجرد كلاب فلوس.
بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق
بدايةً، يجب التأكيد أنّ القومية العربية اِنتهت مع جمال عبد الناصر وأهم دليل عليها معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل التي أخرجت
مصر وإلى الأبد من الصّراع العربي الإسرائيلي.
منذ أنور السادات اختارت مصر بدل القومية العربية الّتي رفعت من شأنها.. المعونة المالية الأمريكية وسياسة التسول والبقشيش الّذي عُرف به الشّعب المصري على مدار التاريخ وهو مجتمع مكون من العبيد والعبودية، والعبودية تاريخياً في مصر هي قيمة اِجتماعية لم تفارق مصر قط وحتّى هذه اللحظة، فالرومان حكموا لقرون مصر واليونانيين حكموا لقرون طويلة مصر والعديد من الأقوام والشُّعوب الوافدة حكمت مصر دون أن يكون للمصري فيها قُدرة على حكم نفسه وبلده وعندما أذن الله تعالى لمصري الأصل بحُكم مصر لم يخرج حُكام مصر الأصليين على مدار التاريخ عن سياسة وعقلية العبيد والتسول وسياسة طلب البقشيش.
ويبدو أنّ عبد الفتاح السيسي يلعب بورقتين الورقة الأولى، وهي القومية العربية الكاذبة لكسب شعبية له في العالم العربي والّذي يبدو أنّ شعوب المنطقة تعرف حقيقة كذب ذلك الأمر، وهو خلال أزمة مصر اِستطاع تحصيل الأموال (الغاز) من العديد من الدّول والّتي من بينها الجزائر في عهد بوتفليقة كما أنه حصل على أموال واسعة باسمها (القومية العربية)، والورقة الثانية، وهي دور السِّمسار والمتسول وطالب البقشيش وهذا الّذي حصل له مع دول الخليج وبخاصة مع السعودية والإمارات.
إنّ مصر تتعامل في المنطقة العربية بسياسة وبقانون "فرِّق تسُد"، بمعنى آخر تعمل على التفريق بين الإخوة في الوطن الواحد على أساس اِثني أو مذهبي أو اِيدلوجي فإذا اِشتد الخلاف بين الأخوين دخلت في الوسط بينهما وحاولت أن تكون حكماً بينهما وبعد ذلك حاكماً لهما وسيداً على المكان فتبتز الأول وتبتز الثّاني وذلك من خلال سياسية سعي كل طرف لكسب قلب مصر تستغل مصر ذلك الأمر بحيث لا تنحاز لواحد منهما (باِستثناء سياسة جمال عبد الناصر الرئيس وليس محيطه) حتّى تضمن لها حلب الطرفين، تعاملت مصر في هذا الأمر مع الأكراد في المنطقة العربية وتعاملت في ذلك مع سوريا أثناء الحرب الأهلية فلم تُغضب النّظام ولم تُغضب رُعاة الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا وأخذت من الطرفين أموالاً وتنازلات كثيرة وواسعة واستخدمت الاثنين لتحقيق مصالحها على المستوى الدولى وبخاصة في شقه الغربي الأوروبي الأمريكي تحديداً.
تاريخياً في علاقة الجزائر بمصر كان الجزائريون في عهد "الهواري بومدين" حذرين مع مصر ويبدو أنّهم عرفوا طبائعهم الهابطة تلك فأكدوا لهم أنّهم مع مشروع القومية العربية لكن الجزائريين قالوا أنّ ذلك الأمر لن يكون على حساب سيادتهم تحت أي عنوان خادع لذلك بقي الجزائريون خارج السّيطرة المصرية وما زالوا كذلك وحسناً فعلوا.
حزب الأفلان رغم أنّ في داخله من يُؤمن بالقومية العربية في فترة الحزب الواحد إلّا أنّه لم يستسلم ويرتمي في الحُضن المصري لمعرفته بخطورة ذلك الأمر وطبائع المصريين الخسيسة، لذلك لم نجد مصر في الوقت الّذي تحُارب فيه جماعة الإخوان في داخل مصر وتنكِّل بهم ماضياً وحاضراً وتتهمهم بالإرهاب تتواصل (مع جماعة الإخوان الجزائرية) معهم في الجزائر لسببين هامين اِثنين في رأينا هما:
أولاً، لاِستخدام إخوان المسلمين الجزائريين في اِضعاف النّظام السّياسي الجزائري عن طريق هؤلاء وعندما يتمُّ اِضعاف النّظام يعني مصر تضمن لها تقديم تنازلات من النّظام بما يخدم مصالح مصر وهي لحد اللحظة تتعامل مع الإخوان بالأمس مع جمعية العلماء المسلمين مثل: الابراهيمي والورتيلاني.. عن طريق إخوانها تحت نظر الأمن المصري وبتشجيع منه في داخل جامعتها ومراقبة محاضراتهم وملتقاياتهم بل أنها تقوم بتسجيلها للتلفزيون المصري.. واليوم لأنّها أدركت أن حزب الأفلان أو القوميين العرب الجزائريين مع مشروع القومية وليس الذّوبان في مصر والخضوع لها وإلحاق الجزائر كمقاطعة أو إقليم أو محافظة مصرية تُضاف لبقية المحافظات المصرية.
ثانياً، أنّ مصر بتواصلها مع إخوان الجزائر من "المُعتدلين" تضمن لها بقاء نُفوذها في الجزائر وضمان مصالحها الثّقافية والاقتصادية والتجارية والمالية والسّياسية والإخوان هنا أداة جيدة وفعالة في يدِّ المصريين مثل: الهراوة/ العصا التي ترفعها متى اِحتاجت الضرورة لذلك، تهش بها مصر على النّظام في البلاد عندما ترى أنّ مصالحها في خطر.
إنّ نتائج الوحدة بين مصر –وسوريا (الجمهورية المتحدة) الّذي فشل باِمتياز كان نتيجة العقلية المصرية الّتي تسعى ليس لتوحيد العرب ولكن لحُكم البلدان العربية وإخضاعها وإذلال شُعوبها بدليل أنّ المشير عامر كان هو الآمر النّاهي في سوريا في ذلك الوقت وكأن سوريا دولة عاقر ليس لها من النُّخب والكفاءات من يستطيع حُكمها، إنّ الاِنتهاكات الّتي قام بها المُشير عامر في حقّ السوريين كانت فظيعة بحق لذلك اِنتبه السُّوريون لخطورة شكل القومية الّتي تدعو لها مصر في ظلّ نموذج "المشير عامر".
كما أنّ ما لحق باليمن من طرف جيش جمال عبد الناصر (حرب اليمن) من اِنتهاكات كبيرة يندى لها جبين الإنسانية أضرّ كثيراً بالمشروع القومي المصري الّذي كان ينبغي أن يكون على أساس الاِحترام والمساواة وخُصوصية كلّ بلد لا التبعية وخضُوع البلدان العربية ممن اِختارت ذلك المشروع لحماية نفسها من الأخطار الخارجية .. للمصري الّذي فُرِض عليها ليحكُمها وينتهك الحقوق فيها.
إنّ مصر الحالية مُنذ مدّة تستقطب في القبائل في جامعاتها وسفاراتها من جهة كما أنّها تبعث بمشروع القومي العربي الكاذب الزّائف للطائفة العربية في البلاد من جهة ثانية بدليل علاقتها التاريخية مع الكيان الصهيوني ودورها في تصفية القضية الفلسطينية ودعمها لعملية التطبيع وسلام أبراهام وصورة البلورة التي جمعت ترامب والسيسي والملك سلمان والّتي ما زالت عالقة في الأذهان وهدف مصر من اِستقطاب طائفة القبائل ودغدغة مشاعر عرب الجزائر هي أبعد ما يكون عن رغبتها في تحقيق مشروع القومية العربية لأنّنا قلنا في أعلى المقال أنّه اِنتهى وشبع موت على يدّ مصر نفسها (معاهدة كامب ديفيد) ولكن هدف مصر في الحقيقة هو المال والتجارة والنُّفوذ والاقتصاد وتحصيله من البلاد وهي تعرف جيداً أهمية القبائل وهي تُريد مراعاة مشاعر عرب الجزائر، ومصر باِعتبارها نظام فاسد فإنّها لا تُريد من الجزائر إلّا أخذ نصيبها من الكعكة وفق طبيعتها وخصالها الاِنتهازية تلك، ورغم أنّها مُتأكدة أنّ الطّرف الأول فرنسي والطرف الثّاني مخدوع بمسلسلاتها المصرية فإنُها تسير بسرعة وبقوة نحو تحقيق مصالح مصر وبعدي الطوفان.
إنّ من مظاهر ذلك الأمر ولاشك، أنّ الموقع به جزائري عربي وبه جزائري قبائلي، اِختلافا الشّخصان على منصة جزائرية ونتيجة لضعف حجة الثّاني قام بتقديم شكوى لمراقب يمني لا يُستبعد تبعيته للمخابرات المصرية وبعد ذلك اِنتقلت المسألة للكبير آوي مُراقب أعلى مصري بجرم لا دليل عليه.
هذا القبائلي نتيجة ضعف حجته
وهذا اليمني والمصري مُدعيا العروبة اِتفقوا جميعاً على إزاحة المُدّعى عليه واِنحازا لرواية القبائلي.
لقد اِستغل المشرقيين بعد حملة واسعة قامت بها مُخابرات مصر (ربما بمشاركة المغاربة) تحت أسماء مُستعارة في المنصّة الخلاف بين الجزائريين فيما بينهما ليظهرا أنّهما جاءا ليحُلا المشكلة تلك فقاما بإزاحة العروبي واِحتلوا المنصة وأصبحت في أيديهم "خبز الدار يأكله البراني"، وأو يحي في وقت سابق قال: أنّ قطاع السكن أخذه الأجانب وعلى رأسهم الأتراك وأنّ الجزائريين وشركات البناء الوطنية لم تستفد من ذلك أبدا طوال 20 سنة من حُكم بوتفليقة.
ظهر أنّ القبائلي هو من أدخل الرّيح علينا وعلى المنصة وعلى البلاد مرّة أخرى (خدمة لنّظام المخزن ولا شك/ عندها أبعاد اِثنية/ ناتوية/ فرنسية أوروبية) باِستدعائه فرنسا واليوم باِستدعائه المصري وقبلها اليمني والمشارقة في خلاف داخلي على منصة جزائرية.. فمن حقيقة جلب وما زال يجلب الاِستعمار والاحتلال للبلاد قديماً وحديثاً؟ من سلّم المنصة في هذه الأثناء إلى المشارقة وهو سعيد بالأمر؟ من قبِل على نفسه في منصته وموقعه الجزائري أن يُتحكم فيه ويقُوده مصري ويمني ومشرقي؟ هل عقرت الجزائر عن انجاب الكفاءات والنخب حتى نستعين بهؤلاء؟
وهذا يبين طبيعة عقلية العبيد لدى المصري الذي خضع للرومان واليونان قديماً وطبيعة الشّخص من البلاد المُشتكي الّذي خضع للرومان والأتراك والفرنسيين بالأمس وهو لا يُمانع اليوم الخضوع للمصري ولليمني وللمشرقي على أرضه وموقعه ومنصته ويستقوي على اِبن بلده بالأجنبي .. فإذن الرّجل الحُر التي تعني كلمة لتلك الطائفة كلمة زائفة يُكذبها الواقع اليوم.
إنّ من يشارك في غلق قناة على القمر الصّناعي (نايل سات) وهو ملك له هذه القناة التي يملكها عربي وتنشط فيها أغلبية عربية من أجل المال لا يمانع في بيع أمه وليس القومية العربية من أجل المال "والحديث قياس" يا مصر السيسي... أنتم مجرد كلاب فلوس.
بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق