المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بسم الله الرحمن الرحيم ثمار التقوى عاجلاً وآجلاً (بقلم عبدالعزيز عبدالرحمن الشثري)


عبدالله الأحد
2024-07-14, 15:08
بسم الله الرحمن الرحيم
ثمار التقوى عاجلاً وآجلاً
(بقلم عبدالعزيز عبدالرحمن الشثري)
أيها المسلمون، قال الله - تعالى -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [آل عمران: 102]، يأمر الله عبادَه بالتقوى في هذه الآية ويحثُّهم عليها، وقد فسَّرها ابن مسعود - رضي الله عنه - بأن: "يُطاع فلا يُعصى، ويُذكَر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر"، والتقوى هي وصية الله - تعالى - للأولين والآخرين؛ قال - تعالى -: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ [النساء: 131]، كما هي وصية نبيِّنا محمد - صلى الله عليه وسلم -( ).
وحقيقة التقوى - كما قال طلق ابن حبيب -: "أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله؛ ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله؛ تخشى عقاب الله"، فالتقوى هي: السلامة وطريق السعادة والفلاح، بها نجا الناجون، وبها انتصر المسلمون على أعدائهم، وبها فُتحتِ البلاد، ومُصِّرت الأمصار، وبها دانتْ رقابُ الجبابرة؛ فالتقوى فيها فوائدُ كثيرةٌ لا تحصى، نُنبِّه على البعض منها كما وضَّحها الله في كتابه العزيز؛ منها:
أن الله أورث أهلها الجنة؛ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا [مريم: 63].
ومن فوائد التقوى: أن الله مع أهلها، المعيَّة الخاصة التي تقتضي المحبةَ والنصرة والتأييد؛ قال - تعالى -: إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل: 128].
ومن فوائد التقوى: أن الله - تعالى - هو وليُّهم، ومن تولاه الله أفلح وسَعِد؛ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس: 62، 63].
ومن فوائد التقوى: إنجاء الله لهم - أي: للمتقين - بعد ورودهم النار؛ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [مريم: 71].

عبدالله الأحد
2024-07-14, 15:09
ومن فوائد التقوى: أن العاقبة الطيبة الحسنة في الدنيا والآخرة للمتقين: ïپ½إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًاïپ» [الأنفال: 29]، ïپ½تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَïپ» [القصص: 83].
ومن فوائد التقوى: أن المتقين هم أكرم الخلق على الله، لا فرق بين أسود وأحمر، ورئيس أو مرؤوس؛ ïپ½إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْïپ» [الحجرات: 13].
ومن فوائد التقوى: تيسير الأمور، وتفريج الكروب، وتيسير الرزق؛ ïپ½وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُïپ» [الطلاق: 2، 3].
ومن فوائد التقوى: تكفير السيئات؛ ïپ½وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا * ذَلِكَ أَمْرُ اللهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًاïپ» [الطلاق: 4، 5].
ومن فوائدها كذلك: حصول الفرقان الذي يُفرِّق به بين الحلال والحرام، وبين الخير والشر، وبين ما ينفعه وما يضره؛ ïپ½يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًاïپ» [الأنفال: 29].
وغير ذلك من الفوائد العظيمة التي لا تُحصى، كما أن حقيقة التقوى أن يجعل العبدُ بينه وبين ما يسخط الله وقايةً؛ بفعل المأمور، وترك المحظور.
قفْ أيُّها القارئ المسلم معي قليلاً؛ لنتفكر فيما نحصل عليه من الخيرات، والفوائد، والربح العظيم؛ نتيجةَ التقوى، وفَّق الله الأمة الإسلامية لسلوك طريق التقوى، والسير في درب الهداية؛ ليتحقَّقَ لها ما تصبو إليه من عزٍّ ورفعة وسؤدد، ولتتمكن من استعادة حقوقها، واسترداد أرضها ومقدساتها الإسلامية، والله من وراء القصد، وصلَّى الله على محمد.