ظِل
2024-06-01, 20:47
جثة
كانت مدرستي في مرحلة المتوسط، بدينة، سمراء، قد تكون في الأربعين من عمرها، كنت أترقب وجهها أثناء الشرح وهي تحمل عصاها كأنها في حرب وذاك سلاحها الوحيد...
ذات يوم أبلغتنا أن علينا إحضار كراس الجغرافيا لحصة غد، كل القسم تقريبا أخذ كراس الجغرافيا لكنها غيرت رأيها وقررت تدريس الاقتصاد مادة مملة، ليس ذلك هدفي لكن ما فعلته يوم غد كان غريبا جدا، فقد قالت: "كل من لم يحضر كراس الاقتصاد يخرج للسبورة ويقف على المصطبة"
كل الفتيات زميلاتي بالدراسة تقريبا وقفن على المصطبة التي كانت تطقطق، ولم أحضر الكراس لكني تريثت حينما رأيت جنونها إنها لا تضرب، فقد كانت تجلد ضربة اثنان ... 20 حتى تنهار الفتيات أمامها في مشهد مروع لم يسبق أن شاهدته حتى والدتي لم تحظ بتلك الفرصة لتنقض علي بذلك النحو، وبقيت بين أمرين هل أكذب وأدعي أني أحضرت الكراس وبراءة عيني كانت ستمنحني حق الكذب حتى أنها مرت أمامي، نظرت لكراستي المزعومة ولم تنتبه أني لم أحضر الكراس لكن من أيقظ الضمير الغبي لأخرج للمصطبة ذلك اليوم أخبرتها أني لم أحضر الكراس وقد رأيت عقابها المجنون
قالت هات يدك ضربة اثنان ... 11 كنت سأصرخ بوجهها لولا الحياء أو الخوف!
عدت مقعدي منهارة أنهيت حصتها والحصة التي بعدها دمعا والعام الدراسي كله في حصتها كرهتها وكرهت فعلها مازال الدمع ينتابني للآن كلما تذكرت فعلتها لم أفطر يومها لم أذق العشاء لم أدرس فقط اختبأت خلف سرير البيت أحيانا وخلف الباب مرة أخرى ومنذ ذلك اليوم أصبحت الاجتماعيات والحفظ أسوأ مادة بالنسبة لي بسببها.
في الغد ذهب أبي للمدرسة رغم إصراري ورجائي أن لا يذهب رأيته يمر من متوسطة الذكور آنذاك المجاورة عبر النافذة انتقل للإدارة.
وبالغد حضرت لحصتها قالت: "من لا تتحمل الضرب كان عليها أن تخبرني!"
يا لوقاحتها!
هل أنجبتنا أمهاتنا لأمثال هاته الوحوش البشرية لم يكن عقابا وإنما كان إفراغا لحقد لمشاكل اجتماعية لم نكن نحن سببها!
ومن هذا المنبر بعد أكثر من ثلاثين عاما سامحت الكثير ممن أذوني لكني لا أستطيع أن أسامحك على ما فعلته بي يا جثة!
كانت مدرستي في مرحلة المتوسط، بدينة، سمراء، قد تكون في الأربعين من عمرها، كنت أترقب وجهها أثناء الشرح وهي تحمل عصاها كأنها في حرب وذاك سلاحها الوحيد...
ذات يوم أبلغتنا أن علينا إحضار كراس الجغرافيا لحصة غد، كل القسم تقريبا أخذ كراس الجغرافيا لكنها غيرت رأيها وقررت تدريس الاقتصاد مادة مملة، ليس ذلك هدفي لكن ما فعلته يوم غد كان غريبا جدا، فقد قالت: "كل من لم يحضر كراس الاقتصاد يخرج للسبورة ويقف على المصطبة"
كل الفتيات زميلاتي بالدراسة تقريبا وقفن على المصطبة التي كانت تطقطق، ولم أحضر الكراس لكني تريثت حينما رأيت جنونها إنها لا تضرب، فقد كانت تجلد ضربة اثنان ... 20 حتى تنهار الفتيات أمامها في مشهد مروع لم يسبق أن شاهدته حتى والدتي لم تحظ بتلك الفرصة لتنقض علي بذلك النحو، وبقيت بين أمرين هل أكذب وأدعي أني أحضرت الكراس وبراءة عيني كانت ستمنحني حق الكذب حتى أنها مرت أمامي، نظرت لكراستي المزعومة ولم تنتبه أني لم أحضر الكراس لكن من أيقظ الضمير الغبي لأخرج للمصطبة ذلك اليوم أخبرتها أني لم أحضر الكراس وقد رأيت عقابها المجنون
قالت هات يدك ضربة اثنان ... 11 كنت سأصرخ بوجهها لولا الحياء أو الخوف!
عدت مقعدي منهارة أنهيت حصتها والحصة التي بعدها دمعا والعام الدراسي كله في حصتها كرهتها وكرهت فعلها مازال الدمع ينتابني للآن كلما تذكرت فعلتها لم أفطر يومها لم أذق العشاء لم أدرس فقط اختبأت خلف سرير البيت أحيانا وخلف الباب مرة أخرى ومنذ ذلك اليوم أصبحت الاجتماعيات والحفظ أسوأ مادة بالنسبة لي بسببها.
في الغد ذهب أبي للمدرسة رغم إصراري ورجائي أن لا يذهب رأيته يمر من متوسطة الذكور آنذاك المجاورة عبر النافذة انتقل للإدارة.
وبالغد حضرت لحصتها قالت: "من لا تتحمل الضرب كان عليها أن تخبرني!"
يا لوقاحتها!
هل أنجبتنا أمهاتنا لأمثال هاته الوحوش البشرية لم يكن عقابا وإنما كان إفراغا لحقد لمشاكل اجتماعية لم نكن نحن سببها!
ومن هذا المنبر بعد أكثر من ثلاثين عاما سامحت الكثير ممن أذوني لكني لا أستطيع أن أسامحك على ما فعلته بي يا جثة!