سندباد علي بابا
2023-10-12, 21:14
مزاد علني على الدم الفلسطيني تتصارع عليه النخب السياسية الحاكمة في البلاد الغربية
تستغل النخب السياسية الحاكمة في البلاد الغربية أحداث غزة المجاهدة حالياً للمُزايدة في مواقفها على بعضها البعض فمثلاً اليمين المتطرف في فرنسا المتمثل: في "ماري لوبان" زايدت على أحزاب فرنسا الأخرى وعلى التيار الإيديولوجي المنافس لتيارها بالدعوة لإخراج الفلسطينيين من قطاع غزة والقضاء عليهم جميعاً، ولم يتأخر "إيمانويل ماكرون" والذي هو استمرار للتيار التقليدي "فرانسوا أولاند" ليزايد هو الآخر عليها في هذا المزاد العلني اللعين بالقول أن حركة حماس (فصائل المقاومة الفلسطينية) "جماعة إرهابية" وأنه يقف إلى جانب الكيان الصهيوني.
مصر ستستفيد من أحداث غزة لتمرير البطل المناضل "عبد الفتاح السيسي" لولاية جديدة لحُكم مصر والذي يتعرض لمعارضة من جزء وطيف غير قليل من الشعب لترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة.
في دولة الزيزفون العظمى بفضل هذه الأحداث في غزة:
أولاً: اِستطاعت أن تحقق اِنجازات أمنية على "الجريمة المنظمة" بالقبض على أحد المطلوبين للعدالة وتحويله إلى عاصمة البلاد من أجل محاكمته.
ثانياً: أنها اِستطاعت تسجيل نقاط سياسية كبيرة على خصمها في الجهة الغربية من حدود بلادها وأضعفت موقفه التطبيعي إلى حدود الصفر اِنجاز.
ثالثاً: استغلال هذا الوقت بالذات لتصفية حساباتها مع مُعارضيها باِلتماس النيابة 50 سنة في حق العقيبة.
والكيان الصهيوني اِستفاد من الأحداث الدموية الجارية الآن:
أولاً: بإفلات رئيس حكومة الكيان من المُتابعة القضائية التي كانت تلاحقه بسبب شُبهات فساد متورطٌ فيها، وبدل وضعه في السجن فإن الكيان كل الكيان بات الآن يُدافع على رئيس الحكومة الفاسد ويُساعده في طي صفحة هذا الموضوع الذي كان الشغل الشاغل للجماهير الصهيونية ومعاونته على تهريب أمواله (من الفساد) إلى الخارج للتمتع بها بعد نهاية فترة حُكمه.
ثانياً: ساعدت هذه الأحداث في القضاء على الاِنقسام الاِجتماعي والسياسي الذي كان حاصلاً في داخل المجتمع الصهيوني بين العلمانيين والمُتدينين، ورضخ العلمانيون أخيراً لرجال الدين من اليمين المتطرف وبات الكيان اليوم بكل مقدراته في أيديهم وحدهم.
ثالثاً: هذه الأحداث رفعت منسوب ذرائع أطروحة اليمين الصهيوني وأسقطت منسوب ذرائع أطروحة اليسار الصهيوني.
رابعاً: ستكون الأحداث الحالية في غزة ذريعة لقتل أكبر عدد مُمكن من الفلسطينيين (تطهير عرقي/ ديني/ على أساس الهوية) في إطار القضاء على الاِختلال الديمغرافي الحاصل بين الصهاينة والفلسطينيين والذي كان يؤرق أمريكا والغرب والصهاينة، وسيرتوي الصهاينة القتلة من عطشهم للدم المسلم الفلسطيني من دماء أطفال فلسطين، وإذا لا قدر الله اِنتصر الكيان الصهيوني فإن ذلك سيكون دعامة له في فرض الحل الذي يدعو له اليمين الديني المُتطرف الصهيوني وذلك بطرد الفلسطينيين إلى سيناء وتوطينهم فيها لتأسيس دولة يهودية لا يعيشُ فيها إلا اليهود من الصهاينة على أرض فلسطين التاريخية.
"جو بايدن" والولايات المتحدة ستربح من هذه الأحداث:
أولاً: تشويه سمعة الإسلام بعد فهم الشعوب الغربية التي غير مُسيسة لحقيقة هذا الدين العظيم الذي حاول الساسة الغربيون تشويه سمعته على مدار عقود طويلة مضت دون فائدة، وتوجه العديد من هؤلاء للدخول فيه طواعية وعن قناعة وذلك باتهام زائف وكاذب تُطلقه أمريكا على حركات المقاومة في أفعال لم يقوموا بها في هذه المعركة في الداخل الصهيوني بشهادات صحفيين صهاينة أنفسهم وصحفيين غربيين، الأمر الذي سيزيد من اِرتفاع أسهم أقصى اليمين المُتطرف لدى الجمهور الغربي، وسيدعم أطروحة عداء اليمين للمهاجرين المسلمين خصوصاً وسعيهم لطردهم من البلدان الغربية، وسيرتفع منسوب الإسلاموفوبيا هُناك، وكذلك العداء للإسلام والمُسلمين في داخل صفوف الجاليات المسلمة في البلاد الغربية ولدى المسلمين في عموم العالم حتى في المنطقة الإسلامية والعربية.
ثانياً: الأحداث ستخدم مشروع واشنطن لتصفية القضية الفلسطينية بالقضاء على هذه المقاومة بتصفيتها وتصفية حاضنتها من المدنيين الفلسطينيين.
ثالثاً: الأحداث ستخدم واشنطن وبخاصة "جو بايدن" الذي يُزايد في هذه الأثناء على اليمين الأمريكي (دونالد ترامب) والحزب الجمهوري على حساب الأبرياء من المدنيين العزل في غزة تحت القصف الصهيوني لبيوتهم ومنازلهم وغايته من ذلك البقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة وهو بهذه المزايدة يسعى لكسب الناخب الأمريكي، وفي أمريكا جمع الأصوات لأي مرشح للرئاسة في الولايات المتحدة يقاس بحجم الدماء المسلمة التي يُسفكها أو يساعد في سفكها.
رابعااً: الأحداث ستخدم العجوز "جو بايدن" لرفع من وتيرة عجلة المجمعات العسكرية لتصنيع السلاح الذي ستدفع ثمنه من أموال الدول العربية المُطبعة الثرية والغنية للخزينة الأمريكية مُقابل الحماية الأمريكية للأنظمة الحاكمة في منطقة الخليج، والذي سيضخ بعد ذلك في الاقتصاد الأمريكي المُنهار.
أردوغان سيستفيد من هذه الأحداث:
أولاً: بالتفاوض على حقل غاز يحتله الكيان الصهيوني يقع شرقي البحر المتوسط بالقرب من قبرص يحوي على اِحتياطي عالمي ضخم.
ثانياً: كما أنه سيتفاوض مع الولايات المتحدة على زيادة مساحة البحر المُقابلة لحدود بلده في عمق أوسع من الذي هو عليه الآن (حدود تركيا البحرية في شرق البحر المتوسط).
السعودية متمثلة في محمد بن سلمان سيتراجع ويقل وينقص عليه الضغط الأمريكي الذي يَجره جراً مكرها في هذه الأثناء نحو التطبيع مع الكيان في إطار "اِتفاقيات أبراهام".
الأحداث ستُساعد روسيا في اِبعاد أنظار الغرب عنها حتى نهاية مدة – اِتفاق تأجيل الإغلاق الحكومي الأمريكي- لأنه يرتبط بالمساعدات الأمريكية لأوكرانيا، وكذلك موضوع الصرع الروسي- الأمريكي في أوكرانيا، كما أنه (أي الحرب في غزة) سيستنزف ما بقي –إن كان هناك شيئاً ما زال موجوداً في ترسانة الحرب الغربية- الذي استنزفته العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
في تقرير شكك خبراء في الرواية الأمريكية عن عدم علمها بعملية الفصائل الفلسطينية في الداخل الصهيوني وأنها فوجئت بها بالنظر للإمكانيات الجبارة التي تمتلكها في مجال الأقمار الصناعية، وكذلك في اِمتلاكها لأكبر جهاز مخابرات في العالم (الأول على الإطلاق) من حيث تعداده من الكفاءات البشرية وعدته من حيث الأجهزة والتقنية المتطورة ومن حيث الإمكانيات المالية الجبارة المرصودة له، وهي كانت طوال الوقت في الفترة الماضية ترصد كل شيء في غزة حتى دبة النملة، ومن النشاط العسكري للمقاومة من الفصائل الفلسطينية في القطاع تحضيراً لعملية "طوفان الأقصى"، ولكنها ولأسباب تظاهرت بعدم علمها بالموضوع وقد يكون الكيان على علم بهذا من الأمريكيين أنفسهم، وتركت الأمور تسير كما جرت لتصل إلى الشيء الذي وصلت إليه الآن.
وقد اِستنج خبراء في السياسة أن أمريكا قامت بذلك الأمر تحضيراً لإطلاق مشروع فوضى خلاقة (الموسم الثاني) في المنطقة لإعادة تشكيلها من جديد بما يخدم الكيان الصهيوني وحلفاؤها في انتقال العالم إلى نظام دولي جديد.
بقلم: سندباد علي بابا
تستغل النخب السياسية الحاكمة في البلاد الغربية أحداث غزة المجاهدة حالياً للمُزايدة في مواقفها على بعضها البعض فمثلاً اليمين المتطرف في فرنسا المتمثل: في "ماري لوبان" زايدت على أحزاب فرنسا الأخرى وعلى التيار الإيديولوجي المنافس لتيارها بالدعوة لإخراج الفلسطينيين من قطاع غزة والقضاء عليهم جميعاً، ولم يتأخر "إيمانويل ماكرون" والذي هو استمرار للتيار التقليدي "فرانسوا أولاند" ليزايد هو الآخر عليها في هذا المزاد العلني اللعين بالقول أن حركة حماس (فصائل المقاومة الفلسطينية) "جماعة إرهابية" وأنه يقف إلى جانب الكيان الصهيوني.
مصر ستستفيد من أحداث غزة لتمرير البطل المناضل "عبد الفتاح السيسي" لولاية جديدة لحُكم مصر والذي يتعرض لمعارضة من جزء وطيف غير قليل من الشعب لترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة.
في دولة الزيزفون العظمى بفضل هذه الأحداث في غزة:
أولاً: اِستطاعت أن تحقق اِنجازات أمنية على "الجريمة المنظمة" بالقبض على أحد المطلوبين للعدالة وتحويله إلى عاصمة البلاد من أجل محاكمته.
ثانياً: أنها اِستطاعت تسجيل نقاط سياسية كبيرة على خصمها في الجهة الغربية من حدود بلادها وأضعفت موقفه التطبيعي إلى حدود الصفر اِنجاز.
ثالثاً: استغلال هذا الوقت بالذات لتصفية حساباتها مع مُعارضيها باِلتماس النيابة 50 سنة في حق العقيبة.
والكيان الصهيوني اِستفاد من الأحداث الدموية الجارية الآن:
أولاً: بإفلات رئيس حكومة الكيان من المُتابعة القضائية التي كانت تلاحقه بسبب شُبهات فساد متورطٌ فيها، وبدل وضعه في السجن فإن الكيان كل الكيان بات الآن يُدافع على رئيس الحكومة الفاسد ويُساعده في طي صفحة هذا الموضوع الذي كان الشغل الشاغل للجماهير الصهيونية ومعاونته على تهريب أمواله (من الفساد) إلى الخارج للتمتع بها بعد نهاية فترة حُكمه.
ثانياً: ساعدت هذه الأحداث في القضاء على الاِنقسام الاِجتماعي والسياسي الذي كان حاصلاً في داخل المجتمع الصهيوني بين العلمانيين والمُتدينين، ورضخ العلمانيون أخيراً لرجال الدين من اليمين المتطرف وبات الكيان اليوم بكل مقدراته في أيديهم وحدهم.
ثالثاً: هذه الأحداث رفعت منسوب ذرائع أطروحة اليمين الصهيوني وأسقطت منسوب ذرائع أطروحة اليسار الصهيوني.
رابعاً: ستكون الأحداث الحالية في غزة ذريعة لقتل أكبر عدد مُمكن من الفلسطينيين (تطهير عرقي/ ديني/ على أساس الهوية) في إطار القضاء على الاِختلال الديمغرافي الحاصل بين الصهاينة والفلسطينيين والذي كان يؤرق أمريكا والغرب والصهاينة، وسيرتوي الصهاينة القتلة من عطشهم للدم المسلم الفلسطيني من دماء أطفال فلسطين، وإذا لا قدر الله اِنتصر الكيان الصهيوني فإن ذلك سيكون دعامة له في فرض الحل الذي يدعو له اليمين الديني المُتطرف الصهيوني وذلك بطرد الفلسطينيين إلى سيناء وتوطينهم فيها لتأسيس دولة يهودية لا يعيشُ فيها إلا اليهود من الصهاينة على أرض فلسطين التاريخية.
"جو بايدن" والولايات المتحدة ستربح من هذه الأحداث:
أولاً: تشويه سمعة الإسلام بعد فهم الشعوب الغربية التي غير مُسيسة لحقيقة هذا الدين العظيم الذي حاول الساسة الغربيون تشويه سمعته على مدار عقود طويلة مضت دون فائدة، وتوجه العديد من هؤلاء للدخول فيه طواعية وعن قناعة وذلك باتهام زائف وكاذب تُطلقه أمريكا على حركات المقاومة في أفعال لم يقوموا بها في هذه المعركة في الداخل الصهيوني بشهادات صحفيين صهاينة أنفسهم وصحفيين غربيين، الأمر الذي سيزيد من اِرتفاع أسهم أقصى اليمين المُتطرف لدى الجمهور الغربي، وسيدعم أطروحة عداء اليمين للمهاجرين المسلمين خصوصاً وسعيهم لطردهم من البلدان الغربية، وسيرتفع منسوب الإسلاموفوبيا هُناك، وكذلك العداء للإسلام والمُسلمين في داخل صفوف الجاليات المسلمة في البلاد الغربية ولدى المسلمين في عموم العالم حتى في المنطقة الإسلامية والعربية.
ثانياً: الأحداث ستخدم مشروع واشنطن لتصفية القضية الفلسطينية بالقضاء على هذه المقاومة بتصفيتها وتصفية حاضنتها من المدنيين الفلسطينيين.
ثالثاً: الأحداث ستخدم واشنطن وبخاصة "جو بايدن" الذي يُزايد في هذه الأثناء على اليمين الأمريكي (دونالد ترامب) والحزب الجمهوري على حساب الأبرياء من المدنيين العزل في غزة تحت القصف الصهيوني لبيوتهم ومنازلهم وغايته من ذلك البقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة وهو بهذه المزايدة يسعى لكسب الناخب الأمريكي، وفي أمريكا جمع الأصوات لأي مرشح للرئاسة في الولايات المتحدة يقاس بحجم الدماء المسلمة التي يُسفكها أو يساعد في سفكها.
رابعااً: الأحداث ستخدم العجوز "جو بايدن" لرفع من وتيرة عجلة المجمعات العسكرية لتصنيع السلاح الذي ستدفع ثمنه من أموال الدول العربية المُطبعة الثرية والغنية للخزينة الأمريكية مُقابل الحماية الأمريكية للأنظمة الحاكمة في منطقة الخليج، والذي سيضخ بعد ذلك في الاقتصاد الأمريكي المُنهار.
أردوغان سيستفيد من هذه الأحداث:
أولاً: بالتفاوض على حقل غاز يحتله الكيان الصهيوني يقع شرقي البحر المتوسط بالقرب من قبرص يحوي على اِحتياطي عالمي ضخم.
ثانياً: كما أنه سيتفاوض مع الولايات المتحدة على زيادة مساحة البحر المُقابلة لحدود بلده في عمق أوسع من الذي هو عليه الآن (حدود تركيا البحرية في شرق البحر المتوسط).
السعودية متمثلة في محمد بن سلمان سيتراجع ويقل وينقص عليه الضغط الأمريكي الذي يَجره جراً مكرها في هذه الأثناء نحو التطبيع مع الكيان في إطار "اِتفاقيات أبراهام".
الأحداث ستُساعد روسيا في اِبعاد أنظار الغرب عنها حتى نهاية مدة – اِتفاق تأجيل الإغلاق الحكومي الأمريكي- لأنه يرتبط بالمساعدات الأمريكية لأوكرانيا، وكذلك موضوع الصرع الروسي- الأمريكي في أوكرانيا، كما أنه (أي الحرب في غزة) سيستنزف ما بقي –إن كان هناك شيئاً ما زال موجوداً في ترسانة الحرب الغربية- الذي استنزفته العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
في تقرير شكك خبراء في الرواية الأمريكية عن عدم علمها بعملية الفصائل الفلسطينية في الداخل الصهيوني وأنها فوجئت بها بالنظر للإمكانيات الجبارة التي تمتلكها في مجال الأقمار الصناعية، وكذلك في اِمتلاكها لأكبر جهاز مخابرات في العالم (الأول على الإطلاق) من حيث تعداده من الكفاءات البشرية وعدته من حيث الأجهزة والتقنية المتطورة ومن حيث الإمكانيات المالية الجبارة المرصودة له، وهي كانت طوال الوقت في الفترة الماضية ترصد كل شيء في غزة حتى دبة النملة، ومن النشاط العسكري للمقاومة من الفصائل الفلسطينية في القطاع تحضيراً لعملية "طوفان الأقصى"، ولكنها ولأسباب تظاهرت بعدم علمها بالموضوع وقد يكون الكيان على علم بهذا من الأمريكيين أنفسهم، وتركت الأمور تسير كما جرت لتصل إلى الشيء الذي وصلت إليه الآن.
وقد اِستنج خبراء في السياسة أن أمريكا قامت بذلك الأمر تحضيراً لإطلاق مشروع فوضى خلاقة (الموسم الثاني) في المنطقة لإعادة تشكيلها من جديد بما يخدم الكيان الصهيوني وحلفاؤها في انتقال العالم إلى نظام دولي جديد.
بقلم: سندباد علي بابا