أمير جزائري حر
2023-09-30, 12:02
تحية طية للطيبين.. /:cool:
محاولة واجتهاد للإجابة عن تساؤل عن مصطلح "العقيدة "
...
مصطلح "العقيدة" هل ورد في القرآن؟ وما معناه؟
وبعد..
هل كلمة "عقيدة" كلمة عربية؟ أم هي دخيلة على العربية.. واختراع من العلماء ؟
هل لها صلة ومعاني تتفق مع كلمات أخرى وردت في القرآن ؟ أم هي كلمة لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بالمعاني التي حُمّلتها ؟
ولا دليل من اللغة العربية على صواب استعمالها ؟
وكلنا نعلم أنّ القرآن عربيّ والعربية هي الأداة الأولى التي تسمح بمقاربة وتلمس معاني القرآن ؟
..
ونقول وبالله التوفيق..
صحيح..
لم ترد تلك الكلمة في القرآن ولا في السُنّة..
لكن..
ماذا بعدُ ؟ أين الإشكال ؟
هي لم ترِد بشحمها ولحمها.. :1:
لكن وردت مُشتقاتها مثل: "عقّدتُم" و "عُقدة" و "العُقود" في مواضع مثل قوله تعالى..
المائدة /آية 89: "لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ"
البقرة / آية 235: "وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ"
المائدة / آية 01: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ"
..
ومن يتأمّل الآيات الآنفة الذّكر يفهم بسهولة ويُسر أنها تتضمن معاني "العهد" و "الميثاق" و "الصفقة" و "البيعة" و "المبايعة" ..الخ كما سنوضح من القرآن نفسه..ومن أقوال أهل العلم..
تأملوا معي..
كلمة "عقّدتم" فقال أهل العلم: أي وثّقتموها بالقصد و النية..
وأمّا "عُقْدَةَ " فهي عقد الزواج وعن هذا "العقد" جاء في القرآن في الآية 21 من سورة النساء: " وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا " وقال العلماء: الميثاق = هو العقد.. وقالوا: عهداً ..
..
واما "العقود " قال العلماء هي العهود التي بينكم وبين الله..:19:
..إذن.
العبرة بالمعنى والمُسمّى وليست بالمفردة..
لأن القرآن كتابٌ موجز مُعجز..
واللغة العربية معروفة بغِناها وتَعدُّد مُفرداتها الدالة على نفس المعنى..
والقرآن الكريم كتابٌ ضمّنه الله عزّ وجلّ من المعاني ما لا ينضب إلى يوم الدّين..:19:;)
ومن غير المعقول أن يتضمّن القرآن كُلّ كلمات اللغة العربية وهي تُعدّ بالملايين..
ومثل هذا الإعجاز أُوتِيهُ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلّم؛ فقد أُوتِيَ "جوامع الكَلِم " أي مفردات معدودة احتوت معاني كثيرة جدا وهي من البلاغة والتوفيق لمن لا ينطقُ عن الهوى..
..
والاحتجاج بعدم وُرُود كلمة ما في القرآن لأجل غرض ما هو احتجاج ساقط متهافت...:confused::sdf:
..
مثل من يحتجُّ على عدم تحريم الخمر بأن الآيات التي تناولتها لم ترِد فيها كلمة "التحريم" بعينها وشحمها ولحمها.. وغيرها من "الشُّبُهات " المثارة هنا وهناك عن "الغيب" وعن "أحكام القصاص" ..الخ
..
ومن الآيات التي وردت فيها كلمة "ميثاق" / "وُثقى" /
النساء / آية 155: " فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا "
الأعراف / آية 169: " أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُواعَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ"
البقرة / آية 256: " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " قال العلماء: "العروة الوُثقى" أي العقيدةالمُحكمَة الوثيقة.. / العقدُ المُحكم..
..
ومن الآيات التي وردت فيها كلمة "عهد" في نفس السياق مع كلمة "ميثاق" :
الرّعد / آية 13: " وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ " ..
تأملوا معي..
ما استحقّ من قصدتهم الآية السالفة الذّكر اللعنة إلا لنقضهم العهدوالميثاق وهي العقيدة وما يترتب عليها من التزام..
وقال أهل العلم:
" وعهد الله تارة يكون بما ركزه في عقولنا ، وتارة يكون بما أمرنا به بالكتاب وبالسنة ، وتارة بما نلتزمه وليس بلازم في أصل الشرع كالنذور وما يجري مجراه "
أي العقيدة وهي باطنة في عقولنا + العبادات والمعاملات وهي ظاهرة في سلوكنا..
البقرة / آية 100: " أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَايُؤْمِنُونَ " والآية واضحة لا تحتاج شرحا.. معاهدة – نقض العهد – كُفر..
..
وجاء معنى الصفقة بأركانها كلها: "الشراء" و "البيع" و"المبايعة = بايعتم" في نفس السياق مع "الوعد" و "العهد" و "الوفاء"
فهل من متأمّل..
قال تعالى:
التوبة / آية 111: " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "
..
والعقيدة هي حبل الله المتين ونهجه القويم من تمسّك بها ونقّاها من الشوائب والباطل نجى من تلاطم أمواج الباطل وظلمات الشّرك والكُفر..
قال تعالى: " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ "
ومن لم يعتصم بحبل الله هوى في حفرة النار.. //
وقال أهل العلم: " اعتصموا بحبل الله" = أي " تمسّكوا بعهده أو دينه أو كتابه " ...
...
وعلى الهامش..
أخي المتسائل..
ليست كلمة "العقيدة" هي الوحيدة التي لم ترد في القرآن والسنة..:)
فغيرها كثير في كتب أهل العلم تمّ توظيفها للبيان والتوضيح والتوصيف..:19:
ما دامت تلك الكلمات عربية والقرآن عربيّ وما دامت لا تؤدي إلى مفسدة ... فلا مشاحة في ذلك..
فعدد كلمات اللغة العربية – دون تكرار – هو "12302912 " أكثر من 12 مليون كلمة:19: .. وعدد كلمات القرآن 17458 - دون تكرار – ومصادر أخرى قالت بعدد أقل.. والله أعلم. يعني الشي راهو باين لأولي الألباب والنُّهى..
...
ومن جهة أخرى.. هناك أمور توقيفية في الشريعة أي من اختيار الشارع سبحانه وتعالى والجدل بشأنها لا ينتهي ولن ينتهي.. إلا من رحمه الله وهداه إلى الحق.. وسلّم تسليما..
فلو افترضنا -جدلا - أخي السائل أنّ كلمة "عقيدة" وردت في القرآن.. ثُمّ وظّف العلماء كلمات أخرى مثل: " الميثاق" أو كلمة "X" لوصفها وشرحها فحتما سيخرج علينا من يقول: " ما معنى كلمة ميثاق ؟ ولماذا تستخدمونها؟:1: ولماذا لم يأتي ذكر الكلمة "X" في القرآن ":D:sdf::rolleyes:
..
ومثل ذلك يحدث في العبادات والمعاملات ..
فهناك من يتفيقه ويطعن في شكل الصلاة وعدد ركعاتها .. الخ
ويتساءل ؟
لماذا كانت إحداها 3 ركعات والأخرى أربع .. الخ .. :D
ولو فُرضت بشكل مختلف فالسائل سيبقى دائما موجودا..
والسلوك الأمثل في كثير من القضايا هو "التسليم" وهو من معاني "الإسلام" = " أسلمتُ لله" = أسلمتُه قيادي ..
لأنّ الدّين لم ينزل ليتمّ عرضه على العقل البشري ليقبل ما يوافقه – وفق عصره وما عنده من علم – ويرفض ما يبدو له غير متسق مع فهمه ومنطقه وعصره..
وقولي هنا لا ينفي بأن الله رفع من قدر العقل وطلب من أولي النهى والألباب أن يبحثوا وينظروا في الكون والتاريخ ... الخ
..
فأنا أقصد من يتناول المُحكم من قرآن وسنة صحيحة بالتساؤل..
ولا يُسلّمُ..
ويطالبُ بما لا يقبله عقل سويّ..
وأسوء من ذلك من يتتبع المتشابه ويتخذ منه مطعناً.. – علِم أو جهل -
ولا يخفى عليكم أن أحكام القصاص مطعون فيها من أهل الباطل مِمّن يدّعون بأنّهم مسلمون بحجة أنها بدائية ووحشية وغير مناسبة لعصرنا.. ويتناسون أن السّارق المُجرم قد يُقدم على قطع يد ضحيته كما في وقتنا الحاضر..:mad: حيث صار "السيف" و البُوشية" في يدّ أبناء الحرام يُروّعون به الناس..:mad:
وأما إن قلت لهم بأنّ جزاءه هو قطع يده .. تصدّى لك دُعاة التقدم والتحضّر الزائفون..:1: وأكثرهم منافقون..:mad::o:sdf:
..
الخلاصة:
الدّين هو كُلٌّ لا يتجزأ أي "Package" وضرب جزء منه بإثارة الشبهات حوله هو ضرب لكُلّيته..
..
ولست بردّي هذا أطعن أو أُشكّكُ في السائل .. لأننا نفرق بين الفعل والفاعل..
وإنما غرضنا أن نوضّح هنا مآل وسيرورة تلك التساؤلات.. فهي قد تودي بصاحبها إلى الهلكة.. وهو يحسب أنه يُحسنُ صُنعاً.. أو تكون فتنة لمن يتابع عن كثب فيتحمّل من أثار تلك الإشكالات وزره ووزر ضلاله..
لذلك جاء في السنة أنّ الرّجل يتكلم بالكلمة لا يُلقي لها بالا – يعني يقول نورمال .. ما فيها واول – فيهوي بها في جهنّم..
..
وعلى المؤمن أن يسأل عمّا ينفعه وما ينبني عليه عمل مثل ما جاء في السنة: " أن لا نسأل عن ذات الله.. بل نسأل ونبحث في مخلوقات الله "
والأحوط أن يترك الشخص بعض التساؤلات في نفسه حتى يهديه الله إلى الحقّ لأن ليس كل ما يُعرف يُقال لأن الناس مختلفون في مستويات فهمهم..
...
وقد تكون قد فاتتني كلمات أخرى من مشتقات ومرادفات كلمة "العقيدة" فالعذر..
...
وإن أصبتُ هنا في بعض النقاط فبتوفيق من الله وإن أخطأت فأسأل الله أن يتجاوز عنا ويهدينا إلى الحق ويرزقنا اتباعه وأن يُرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه..
تحياتي/
محاولة واجتهاد للإجابة عن تساؤل عن مصطلح "العقيدة "
...
مصطلح "العقيدة" هل ورد في القرآن؟ وما معناه؟
وبعد..
هل كلمة "عقيدة" كلمة عربية؟ أم هي دخيلة على العربية.. واختراع من العلماء ؟
هل لها صلة ومعاني تتفق مع كلمات أخرى وردت في القرآن ؟ أم هي كلمة لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بالمعاني التي حُمّلتها ؟
ولا دليل من اللغة العربية على صواب استعمالها ؟
وكلنا نعلم أنّ القرآن عربيّ والعربية هي الأداة الأولى التي تسمح بمقاربة وتلمس معاني القرآن ؟
..
ونقول وبالله التوفيق..
صحيح..
لم ترد تلك الكلمة في القرآن ولا في السُنّة..
لكن..
ماذا بعدُ ؟ أين الإشكال ؟
هي لم ترِد بشحمها ولحمها.. :1:
لكن وردت مُشتقاتها مثل: "عقّدتُم" و "عُقدة" و "العُقود" في مواضع مثل قوله تعالى..
المائدة /آية 89: "لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ"
البقرة / آية 235: "وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ"
المائدة / آية 01: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ"
..
ومن يتأمّل الآيات الآنفة الذّكر يفهم بسهولة ويُسر أنها تتضمن معاني "العهد" و "الميثاق" و "الصفقة" و "البيعة" و "المبايعة" ..الخ كما سنوضح من القرآن نفسه..ومن أقوال أهل العلم..
تأملوا معي..
كلمة "عقّدتم" فقال أهل العلم: أي وثّقتموها بالقصد و النية..
وأمّا "عُقْدَةَ " فهي عقد الزواج وعن هذا "العقد" جاء في القرآن في الآية 21 من سورة النساء: " وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا " وقال العلماء: الميثاق = هو العقد.. وقالوا: عهداً ..
..
واما "العقود " قال العلماء هي العهود التي بينكم وبين الله..:19:
..إذن.
العبرة بالمعنى والمُسمّى وليست بالمفردة..
لأن القرآن كتابٌ موجز مُعجز..
واللغة العربية معروفة بغِناها وتَعدُّد مُفرداتها الدالة على نفس المعنى..
والقرآن الكريم كتابٌ ضمّنه الله عزّ وجلّ من المعاني ما لا ينضب إلى يوم الدّين..:19:;)
ومن غير المعقول أن يتضمّن القرآن كُلّ كلمات اللغة العربية وهي تُعدّ بالملايين..
ومثل هذا الإعجاز أُوتِيهُ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلّم؛ فقد أُوتِيَ "جوامع الكَلِم " أي مفردات معدودة احتوت معاني كثيرة جدا وهي من البلاغة والتوفيق لمن لا ينطقُ عن الهوى..
..
والاحتجاج بعدم وُرُود كلمة ما في القرآن لأجل غرض ما هو احتجاج ساقط متهافت...:confused::sdf:
..
مثل من يحتجُّ على عدم تحريم الخمر بأن الآيات التي تناولتها لم ترِد فيها كلمة "التحريم" بعينها وشحمها ولحمها.. وغيرها من "الشُّبُهات " المثارة هنا وهناك عن "الغيب" وعن "أحكام القصاص" ..الخ
..
ومن الآيات التي وردت فيها كلمة "ميثاق" / "وُثقى" /
النساء / آية 155: " فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا "
الأعراف / آية 169: " أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُواعَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ"
البقرة / آية 256: " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " قال العلماء: "العروة الوُثقى" أي العقيدةالمُحكمَة الوثيقة.. / العقدُ المُحكم..
..
ومن الآيات التي وردت فيها كلمة "عهد" في نفس السياق مع كلمة "ميثاق" :
الرّعد / آية 13: " وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ " ..
تأملوا معي..
ما استحقّ من قصدتهم الآية السالفة الذّكر اللعنة إلا لنقضهم العهدوالميثاق وهي العقيدة وما يترتب عليها من التزام..
وقال أهل العلم:
" وعهد الله تارة يكون بما ركزه في عقولنا ، وتارة يكون بما أمرنا به بالكتاب وبالسنة ، وتارة بما نلتزمه وليس بلازم في أصل الشرع كالنذور وما يجري مجراه "
أي العقيدة وهي باطنة في عقولنا + العبادات والمعاملات وهي ظاهرة في سلوكنا..
البقرة / آية 100: " أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَايُؤْمِنُونَ " والآية واضحة لا تحتاج شرحا.. معاهدة – نقض العهد – كُفر..
..
وجاء معنى الصفقة بأركانها كلها: "الشراء" و "البيع" و"المبايعة = بايعتم" في نفس السياق مع "الوعد" و "العهد" و "الوفاء"
فهل من متأمّل..
قال تعالى:
التوبة / آية 111: " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "
..
والعقيدة هي حبل الله المتين ونهجه القويم من تمسّك بها ونقّاها من الشوائب والباطل نجى من تلاطم أمواج الباطل وظلمات الشّرك والكُفر..
قال تعالى: " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ "
ومن لم يعتصم بحبل الله هوى في حفرة النار.. //
وقال أهل العلم: " اعتصموا بحبل الله" = أي " تمسّكوا بعهده أو دينه أو كتابه " ...
...
وعلى الهامش..
أخي المتسائل..
ليست كلمة "العقيدة" هي الوحيدة التي لم ترد في القرآن والسنة..:)
فغيرها كثير في كتب أهل العلم تمّ توظيفها للبيان والتوضيح والتوصيف..:19:
ما دامت تلك الكلمات عربية والقرآن عربيّ وما دامت لا تؤدي إلى مفسدة ... فلا مشاحة في ذلك..
فعدد كلمات اللغة العربية – دون تكرار – هو "12302912 " أكثر من 12 مليون كلمة:19: .. وعدد كلمات القرآن 17458 - دون تكرار – ومصادر أخرى قالت بعدد أقل.. والله أعلم. يعني الشي راهو باين لأولي الألباب والنُّهى..
...
ومن جهة أخرى.. هناك أمور توقيفية في الشريعة أي من اختيار الشارع سبحانه وتعالى والجدل بشأنها لا ينتهي ولن ينتهي.. إلا من رحمه الله وهداه إلى الحق.. وسلّم تسليما..
فلو افترضنا -جدلا - أخي السائل أنّ كلمة "عقيدة" وردت في القرآن.. ثُمّ وظّف العلماء كلمات أخرى مثل: " الميثاق" أو كلمة "X" لوصفها وشرحها فحتما سيخرج علينا من يقول: " ما معنى كلمة ميثاق ؟ ولماذا تستخدمونها؟:1: ولماذا لم يأتي ذكر الكلمة "X" في القرآن ":D:sdf::rolleyes:
..
ومثل ذلك يحدث في العبادات والمعاملات ..
فهناك من يتفيقه ويطعن في شكل الصلاة وعدد ركعاتها .. الخ
ويتساءل ؟
لماذا كانت إحداها 3 ركعات والأخرى أربع .. الخ .. :D
ولو فُرضت بشكل مختلف فالسائل سيبقى دائما موجودا..
والسلوك الأمثل في كثير من القضايا هو "التسليم" وهو من معاني "الإسلام" = " أسلمتُ لله" = أسلمتُه قيادي ..
لأنّ الدّين لم ينزل ليتمّ عرضه على العقل البشري ليقبل ما يوافقه – وفق عصره وما عنده من علم – ويرفض ما يبدو له غير متسق مع فهمه ومنطقه وعصره..
وقولي هنا لا ينفي بأن الله رفع من قدر العقل وطلب من أولي النهى والألباب أن يبحثوا وينظروا في الكون والتاريخ ... الخ
..
فأنا أقصد من يتناول المُحكم من قرآن وسنة صحيحة بالتساؤل..
ولا يُسلّمُ..
ويطالبُ بما لا يقبله عقل سويّ..
وأسوء من ذلك من يتتبع المتشابه ويتخذ منه مطعناً.. – علِم أو جهل -
ولا يخفى عليكم أن أحكام القصاص مطعون فيها من أهل الباطل مِمّن يدّعون بأنّهم مسلمون بحجة أنها بدائية ووحشية وغير مناسبة لعصرنا.. ويتناسون أن السّارق المُجرم قد يُقدم على قطع يد ضحيته كما في وقتنا الحاضر..:mad: حيث صار "السيف" و البُوشية" في يدّ أبناء الحرام يُروّعون به الناس..:mad:
وأما إن قلت لهم بأنّ جزاءه هو قطع يده .. تصدّى لك دُعاة التقدم والتحضّر الزائفون..:1: وأكثرهم منافقون..:mad::o:sdf:
..
الخلاصة:
الدّين هو كُلٌّ لا يتجزأ أي "Package" وضرب جزء منه بإثارة الشبهات حوله هو ضرب لكُلّيته..
..
ولست بردّي هذا أطعن أو أُشكّكُ في السائل .. لأننا نفرق بين الفعل والفاعل..
وإنما غرضنا أن نوضّح هنا مآل وسيرورة تلك التساؤلات.. فهي قد تودي بصاحبها إلى الهلكة.. وهو يحسب أنه يُحسنُ صُنعاً.. أو تكون فتنة لمن يتابع عن كثب فيتحمّل من أثار تلك الإشكالات وزره ووزر ضلاله..
لذلك جاء في السنة أنّ الرّجل يتكلم بالكلمة لا يُلقي لها بالا – يعني يقول نورمال .. ما فيها واول – فيهوي بها في جهنّم..
..
وعلى المؤمن أن يسأل عمّا ينفعه وما ينبني عليه عمل مثل ما جاء في السنة: " أن لا نسأل عن ذات الله.. بل نسأل ونبحث في مخلوقات الله "
والأحوط أن يترك الشخص بعض التساؤلات في نفسه حتى يهديه الله إلى الحقّ لأن ليس كل ما يُعرف يُقال لأن الناس مختلفون في مستويات فهمهم..
...
وقد تكون قد فاتتني كلمات أخرى من مشتقات ومرادفات كلمة "العقيدة" فالعذر..
...
وإن أصبتُ هنا في بعض النقاط فبتوفيق من الله وإن أخطأت فأسأل الله أن يتجاوز عنا ويهدينا إلى الحق ويرزقنا اتباعه وأن يُرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه..
تحياتي/