سندباد علي بابا
2023-08-01, 11:29
هل ما يحدث في دول الساحل بعامة وفي النيجر بخاصة "فوضى خلاقة" أمريكية أم موجة تحرر جديدة للأفارقة ضد الاستعمار الجديد؟
هناك من المتابعين من يرى أن ما يحدث في النيجر يدخل في إطار ما يُسمى بــ "الفوضى الخلاقة" التي ابتكرتها أمريكا وواظبت على استخدامها طيلة المدة الماضية ضد منافسيها الكبار وسعياً منها للتوسع جيو سياسياً والقول: أنها امتداد لما يسمى بــ " الفوضى الخلاقة" في ليبيا التي انطلقت سنة 2011 وما زالت مخلفاتها متواصلة حتى اللحظة.
كيف يكون ما يجري في النيجر فوضى خلاقة أمريكية في ظل المعطيات التالية:
أولاً، "محمد باوزم" الذي ينحدر من الأقلية العربية في النيجر هو حليف وثيق لفرنسا وأمريكا، وهو من الأقلية العربية في النيجر في ظل ضرورة أن تحكُم الأغلبية في كل بلاد العالم كما أقول دائماً.
ثانياً، وجود أكثر من 1500 جندي فرنسي في النيجر وقواعد فرنسية فيها انتقلت لها أخيراً قوات "عملية برخان" الفاشلة في دول الساحل (مالي) بعد قرار فرنسا الانسحاب من مالي بعد ثورة الشعب المالي ضد تواجدها هناك.
ثالثاً، وجود قاعدة أمريكية كبيرة للطائرات المسيرة لا تبعد على حدود الجزائر سوى بــ 300 كلم.
رابعاً، أمريكا سارعت للتنديد بانقلاب النيجر وضغطت على مجموعة غرب إفريقيا "الإيكواس" للضغط على الحُكام الجدد في النيجر ودعت إلى إطلاق سراح الرئيس المخلوع "محمد بازوم" وربما التدخل عسكرياً في الأيام القادمة ضد الانقلابيين، كما أنها أوقفت أشكال الدعم للنيجر وضغطت على حلفائها في أوروبا لحذو حذوها في هذه القرارات ذات الصلة.
خامساً، هناك ثلاث مناجم يورانيوم في نيجيريا تحرسهم قوات نيجيرية في حدود 300 جندي تستغلهم فرنسا منذ 50 سنة مضت وما زالت لحد لحظة كتابة هذه السطور لتوفير الكهرباء والصناعات النووية في داخل فرنسا.
سادساً، هناك مخاوف كبيرة من أوروبا – أمريكا من إمكانية حدوث انهيار متتابع للحكومات الإفريقية في دول الساحل الأمر الذي قد يؤدي إلى موجة هجرات غير نظامية واسعة عبر المتوسط إلى أوروبا تضاف إلى الهجرة السرية التي استفحلت في السنوات الأخيرة في حوض البحر الأبيض المتوسط وهذا سيضرب بلا شك جهود أوروبا في مُحاربة هذه الظاهرة كما دأبت على فعله إيطاليا اليمينية طيلة الفترة الماضية، فليس من مصلحة أمريكا – أوروبا ظُهور موجات جديدة من الهجرة غير القانونية نحو أوروبا.
سابعاً، عدم الاستقرار في إفريقيا بعامة وفي دول الساحل بخاصة في ظل العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا لا يخدم أمريكا ولا أوروبا التي تتهددهما أخطار كبرى على تخوم حدودها الجنوبية من الضفة الأخرى من البحر الأبيض ولا تُساعدها "الفوضى الخلاقة" على الأقل في هذا الوقت بالذات في إفريقيا لأن ذلك سيُعطل تواصل عملية نهبها منذ قرون لثروات إفريقيا، وسيُوشوش عليها وعلى تركيزها على الحرب ضد الصين وضد روسيا.
ليس هناك علاقة بين ما حدث في ليبيا وأوكرانيا وجورجيا (الثورات الملونة) وفي الكثير من بلدان المنطقة العربية بداية من سنة 2011 (ما يُسمى بالربيع العربي) وبين ما يحدث في دول الساحل بعامة والنيجر بخاصة ولا أقول إفريقيا حتى لا يحصل خلط بين أحداث ليبيا – تونس الدولتين العربيتين الإفريقيتين بتخطيط من حلف الناتو وتدخل عسكري مباشر منه مع ما يحصل في النيجر مثلاً وإن كانت الأحداث ستتطور بعد النيجر لتعم إفريقيا كل إفريقيا (الربيع الإفريقي) لأن الأولى حدثت بعد الــ 2011 وهي فوضى خلاقة أرادت بها أمريكا تحييد كل منافسيها الكبار وتصفية القضية الفلسطينية وضمان توسعها جيوساسياً وضمان هيمنتها الأحادية على العالم أما الثانية فقد انطلقت بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في 24 فيفري 2022 في منطقة الدونباس كانتفاضة كبرى وواسعة ضد الأحادية القطبية وضد هيمنة الأنجلو ساكسون على مُقدرات العالم اقتصادياً وعسكرياً ومالياً وتكنولوجياً وثقافياً.
بقلم: سندباد علي بابا
هناك من المتابعين من يرى أن ما يحدث في النيجر يدخل في إطار ما يُسمى بــ "الفوضى الخلاقة" التي ابتكرتها أمريكا وواظبت على استخدامها طيلة المدة الماضية ضد منافسيها الكبار وسعياً منها للتوسع جيو سياسياً والقول: أنها امتداد لما يسمى بــ " الفوضى الخلاقة" في ليبيا التي انطلقت سنة 2011 وما زالت مخلفاتها متواصلة حتى اللحظة.
كيف يكون ما يجري في النيجر فوضى خلاقة أمريكية في ظل المعطيات التالية:
أولاً، "محمد باوزم" الذي ينحدر من الأقلية العربية في النيجر هو حليف وثيق لفرنسا وأمريكا، وهو من الأقلية العربية في النيجر في ظل ضرورة أن تحكُم الأغلبية في كل بلاد العالم كما أقول دائماً.
ثانياً، وجود أكثر من 1500 جندي فرنسي في النيجر وقواعد فرنسية فيها انتقلت لها أخيراً قوات "عملية برخان" الفاشلة في دول الساحل (مالي) بعد قرار فرنسا الانسحاب من مالي بعد ثورة الشعب المالي ضد تواجدها هناك.
ثالثاً، وجود قاعدة أمريكية كبيرة للطائرات المسيرة لا تبعد على حدود الجزائر سوى بــ 300 كلم.
رابعاً، أمريكا سارعت للتنديد بانقلاب النيجر وضغطت على مجموعة غرب إفريقيا "الإيكواس" للضغط على الحُكام الجدد في النيجر ودعت إلى إطلاق سراح الرئيس المخلوع "محمد بازوم" وربما التدخل عسكرياً في الأيام القادمة ضد الانقلابيين، كما أنها أوقفت أشكال الدعم للنيجر وضغطت على حلفائها في أوروبا لحذو حذوها في هذه القرارات ذات الصلة.
خامساً، هناك ثلاث مناجم يورانيوم في نيجيريا تحرسهم قوات نيجيرية في حدود 300 جندي تستغلهم فرنسا منذ 50 سنة مضت وما زالت لحد لحظة كتابة هذه السطور لتوفير الكهرباء والصناعات النووية في داخل فرنسا.
سادساً، هناك مخاوف كبيرة من أوروبا – أمريكا من إمكانية حدوث انهيار متتابع للحكومات الإفريقية في دول الساحل الأمر الذي قد يؤدي إلى موجة هجرات غير نظامية واسعة عبر المتوسط إلى أوروبا تضاف إلى الهجرة السرية التي استفحلت في السنوات الأخيرة في حوض البحر الأبيض المتوسط وهذا سيضرب بلا شك جهود أوروبا في مُحاربة هذه الظاهرة كما دأبت على فعله إيطاليا اليمينية طيلة الفترة الماضية، فليس من مصلحة أمريكا – أوروبا ظُهور موجات جديدة من الهجرة غير القانونية نحو أوروبا.
سابعاً، عدم الاستقرار في إفريقيا بعامة وفي دول الساحل بخاصة في ظل العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا لا يخدم أمريكا ولا أوروبا التي تتهددهما أخطار كبرى على تخوم حدودها الجنوبية من الضفة الأخرى من البحر الأبيض ولا تُساعدها "الفوضى الخلاقة" على الأقل في هذا الوقت بالذات في إفريقيا لأن ذلك سيُعطل تواصل عملية نهبها منذ قرون لثروات إفريقيا، وسيُوشوش عليها وعلى تركيزها على الحرب ضد الصين وضد روسيا.
ليس هناك علاقة بين ما حدث في ليبيا وأوكرانيا وجورجيا (الثورات الملونة) وفي الكثير من بلدان المنطقة العربية بداية من سنة 2011 (ما يُسمى بالربيع العربي) وبين ما يحدث في دول الساحل بعامة والنيجر بخاصة ولا أقول إفريقيا حتى لا يحصل خلط بين أحداث ليبيا – تونس الدولتين العربيتين الإفريقيتين بتخطيط من حلف الناتو وتدخل عسكري مباشر منه مع ما يحصل في النيجر مثلاً وإن كانت الأحداث ستتطور بعد النيجر لتعم إفريقيا كل إفريقيا (الربيع الإفريقي) لأن الأولى حدثت بعد الــ 2011 وهي فوضى خلاقة أرادت بها أمريكا تحييد كل منافسيها الكبار وتصفية القضية الفلسطينية وضمان توسعها جيوساسياً وضمان هيمنتها الأحادية على العالم أما الثانية فقد انطلقت بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في 24 فيفري 2022 في منطقة الدونباس كانتفاضة كبرى وواسعة ضد الأحادية القطبية وضد هيمنة الأنجلو ساكسون على مُقدرات العالم اقتصادياً وعسكرياً ومالياً وتكنولوجياً وثقافياً.
بقلم: سندباد علي بابا