سندباد علي بابا
2023-07-30, 17:32
ثرثرة إخوانية على ضفاف مضيق الدردنيل
https://arab-j.net/images/2022/10/30/a9.JPG
إننا نُصدق أن شبه جزيرة القرم وحتى مناطق الشرق الأوكراني في "الدونباس" أرض روسية تاريخية للأسباب التالية:
أولاً، أن أوكرانيا كانت مُنضوية في داخل الاتحاد السوفييتي بقيادة موسكو العاصمة الروسية.
ثانياً، أن أوكرانيا كانت مدينة سوفياتية وتحولت إلى دولة مستقلة بسبب ضعفه قبيل سقوطه وكان بحاجة للمساعدات الغربية مقابل منح دول رابطة الدول المستقلة ومنها أوكرانيا الاستقلال (التنازل عن أوكرانيا).
ثالثاً، تاريخياً الرئيس السوفياتي "نيكيتا خرتشوف" المُنحدر من أوكرانيا هو الذي منح شبه جزيرة القرم إلى مدينة أوكرانيا السوفياتية في ظل الدولة الواحدة (الاتحاد السوفييتي) وذلك لاعتبارات جغرافية مُتعلقة بترضية لها وبتقسيمات إدارية ولو تنبأ الروس بأن الاتحاد السوفييتي سينهار في المستقبل لما سمحوا بقطع أرض من روسيا وإضافتها للحدود الجغرافية لمدينة أوكرانيا السوفياتية.
رابعاً، أن الشعب الروسي والأوكراني ينحدران من عرقية واحدة هي الجنس السلافي.
خامساً، أن دولة أوكرانيا مُشكلة من أغلبية سكانية من الروس مُتحدة فيما بينها مع أقليات بولندية ومجرية ورومانية.
سادساً، أن الاستعمار ارتبط تاريخياً بأوروبا يعني دول أوروبا الغربية مثل: فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا والبرتغال وإيطاليا.. وقد ورثهما الاستعمار الحديث أمريكا وكندا والكيان الصهيوني وبالتالي عند الحديث عن "الحدود الموروثة عن الاستعمار" فإن الأمر يتعلق بأوروبا الغربية قديماً وليس روسيا وحالة انفصال دول رابطة الدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي انفصال وليس استقلال من استعمار.
سابعاً، أن أوكرانيا لم تخُض حرباً تقليدية كالتي خاضتها الجزائر مثلاً ضد الاستعمار الفرنسي وإنما مُنحت استقلال من طرف الاتحاد السوفييتي قبل تفككه بشكل سلمي.
ثامناً، إلى جانب الأصل الواحد من حيث الجنس "السلافي" واللغة الواحدة الروسية فإن الشعب الأوكراني يتشابه من حيث لون البشرة والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك والمصير المشترك مع الشعب الروسي بل يكادان يكونان شعباً واحداً.
تاسعاً، أن روسيا وأوكرانيا دولتان تشتركان معاً في كونهما مسيحيتان تتبنيان الكنيسة الشرقية الأرثوذوكسية بل هُما عاصمتا هذا المذهب المسيحي.
عاشراً، لم تُرفع قط قضية في موضوع اختلاف الشعبين السلافيين في كل من روسيا وأوكرانيا ولم تُستفتى محكمة "لاهاي" من هيئة الأمم المتحدة في الموضوع لأنه لا لوجود لموضوع أصلاً وليس هناك رأي لمحكمة "لاهاي" للنظر في الموضوع ولا حكم يقول: "بأن لا علاقة تجمع بين الشعبين" الروسي والأوكراني.
الحادي عشر: بخلاف قضية الصحراء الغربية – المغرب، أو فلسطين – الكيان الصهيوني فإن علاقة روسيا – أوكرانيا وصلت من الوحدة والاندماج بينهما في فترة الاتحاد السوفييتي إلى أن يرأس دولة الاتحاد عدد كبير من الأوكرانيين من بينهم "نيكيتا خرتشوف" بل وكان لعدد كبير منهم دور في الثورة البلشفية التي أطاحت بالنظام القيصري هناك ناهيك عن الوزراء والنخب السياسية المنحدرة من إقليم ومدينة أوكرانيا السوفياتية وتبوؤا بعد الثورة مناصب عُليا في دولة الاتحاد دون عُقدة نقص أو عُنصرية.
الثاني عشر: لم نرى جمهورية سوفياتية واحدة تقوم بثورة ضد الاحتلال السوفييتي كما حصل مع الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية أو كما حصل في فيتنام مع فرنسا ثم بعد ذلك الولايات المتحدة أو كما حصل مع مصر ضد الاحتلال البريطاني أو كما يحصل اليوم مع العراق وسوريا ضد الاحتلال التركي.
ُ
الثالث عشر: لم نرى قط أن الدولة السوفياتية تقوم بتعيين روس على رأس الجمهوريات السوفياتية كرؤساء لها كما فعلت تركيا العثمانية عندما جعلت الأتراك يحكُمون البلدان العربية والإسلامية فترة خلافتها وكأن أهل البلاد قُصر ويحتاجون للوصاية والولايات المتحدة بعيد احتلال العراق وتعيين الحاكم المدني الأمريكي "بول بريمر" حاكماً للعراق بعد اسقاط نظام "صدام حسين" وتُهمش السكان الأصليين بل كان كل شعب من جمهوريات الاتحاد السوفييتي يحكم من طرف أبنائه فمثلاً الجمهورية الطجيكية تُحكم من حُكام طاجيك والجمهورية الأذرية تُحكم من حكام أذريين حتى ألمانيا الشرقية الإشتراكية حُكمت من طرف الألمان من أبناء ألمانيا في العاصمة برلين.
الرابع عشر: لم يكن الاتحاد السوفييتي احتلالاً ولم ينهب ثروات الشعوب السوفياتية بل على العكس من ذلك حكمت الجمهوريات السوفياتية نفسها في إطار اتحاد شبيه بالاتحاد الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية واستخدمت ثروات الجمهوريات السوفياتية بما فيها روسيا كجمهورية في تنمية وبناء الجمهوريات السوفياتية بشكل متوازن وعادل ضمن المشروع الاشتراكي الشيوعي.
الخامس عشر: لم يجثم الاتحاد السوفييتي على شعوب الاتحاد مدة قرون من الاحتلال والعبودية كما فعل الأنجلو ساكسون والفرنسيين في العالم بل اجتمعت الجمهوريات السوفياتية على التوافق على نموذج اتحادي ولما فشل افترقت بشكل سلمي وليس كما حدث مع الاحتلال والاستعمار الغربي الذي طُرد شر طردة بفعل حركات التحرر والثورات الشعبية المسلحة الكبرى التي اجتاحت المنطقة والعالم في خمسينيات القرن الماضي.
أما فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية والمغرب فإن الأمر مختلف للأسباب التالية:
أولاً، على المستوى الجغرافي فإن الصحراء الغربية كانت خاضعة للاستعمار الاسباني بينما المغرب بحدوده الدولية المعترف بها حالياً والتي ورثها على الاستعمار كان خاضعاً لاستعمار الفرنسي.
ثانيا، على المستوى السياسي لم توجد وثيقة قبل دخول الاستعمارين الفرنسي والاسباني المنطقة تؤكد على علاقة سياسية ما لشعب الصحراء مثل البيعة أو التبعية لسلطان المغرب.
ثالثاً، على المستوى القانوني عندما رُفعت قضية الصحراء الغربية إلى محكمة "لاهاي" من طرف الأمم المتحدة للنظر في إمكانية تبعية أو ايجاد أي شيء ما من شأنه تأكيد أي علاقة سياسية أو اجتماعية بين سلطان المغرب والشعب الصحراوي أو بين شعبي البلدين لم تجد المحكمة دليلاً واحداً على تبعية الصحراء لسلطات المغرب ولم تجد أي وثيقة تُؤكد بيعة الشعب الصحراوي أو أي فرد صحراوي لسلطان المغرب آنذاك كما أنها لم تُلاحظ أي علاقة أو صفات تجمع بين الإنسان الصحراوي والإنسان المغربي.
رابعاً، أن الصحراء الإسبانية (الصحراء الغربية) خرجت منها إسبانيا فدخل الجيش المغربي من جهة الشمال واحتل الساقية الحمراء بينما دخلت موريتانيا من جهة الجنوب واحتلت واد الذهب وقبِلا تقاسُمها فيما بينهما لكن انقلاب حدث في موريتانيا دفع بالجيش الموريتاني للانسحاب من الصحراء الغربية والعودة للبلاد لمعالجة موضوع الانقلاب العسكري وبالتالي ترك الباب .. باب أطماع الاحتلال المغربي التوسعي ليلتهم جزءً كبيراً منها.
خامساً، أن الشعب الصحراوي وبعيد خُروج الاحتلال الاسباني شكل جيشه المتمثل في "البوليساريو" التي خاضت حرباً ضروساً ضده حتى خروجه من الصحراء الغربية ثم بعد ذلك دشنت حرباً ضد المُحتلين الجديدين المغرب وموريتانيا فاستطاعت دحر الجيش الموريتاني وبقيت لحد الساعة تُقارع وتُحارب الاحتلال المغربي.
سادساً، لم يُذكر في التاريخ أن الجيش المغربي حارب الاحتلال الاسباني لتحرير الصحراء أو أن مغاربة حاربوا في صفوف الصحراويين لدحر الاستعمار الاسباني.
سابعاً، لا تُوجد وثيقة تاريخية واحدة تُؤكد على التبعية السياسية للصحراء الغربية للسلطنة المغربية قبل وبعد دخول وخروج الاستعماريين الفرنسي والاسباني للمنطقة.
ثامناً، لا توجد وثيقة تاريخية واحدة أو ما شابه تُؤكد على شكل ما من أشكال الولاء أو البيعة من طرف الشعب الصحراوي لسلاطين المغرب على طول تاريخ المنطقة باستثناء التبادلات التجارية والمقايضة بين مجموعات مغربية وأخرى صحراوية على الحدود بين البلدين.
تاسعاً، لم يعرف بلاط السلاطين وبعدهم الملوك قبل الاستعمار الفرنسي للمغرب والاستعمار الاسباني للصحراء الغربية وفي أثناء حُكمهما للبلدين وُجود صحراويين من شعب الصحراء الغربية نُصبوا أو اشتغلوا كوزراء أو مسؤولين أو نخب في الدوائر الحكومية المغربية سواء في السلطنة أو المملكة.
عاشراً، لا يُوجد من حيث الأصل علاقة بين المغرب والصحراء فلا لون البشرة ولا السمات الخارجية ولا طريقة العيش ولا طريقة الكلام ولا عدد وشكل وتركيبة اللهجات المُستخدمة هنا أو هناك ولا العادات ولا التقاليد مُتشابهة بين شعب المغرب وشعب الصحراء الغربية وأنهما شعبان مُختلفان بعكس شعب أوكرانيا وشعب روسيا اللذان ينحدران من معين واحد هو " الجنس السلافي".
الحادي عشر، المغرب قبل ما يسمى بــ "المسيرة الخضراء" وتوطين المستوطنين المغاربة في المدن الصحراوية وطرد وتشريد الشعب الصحراوي إلى الحدود الجزائرية وإلى الحدود الموريتانية لم يكن يملك أقلية ولا أغلبية ليدخل لحمايتها بعكس روسيا التي تمتلك أغلبيات وأقليات روسية في جميع دول أوروبا الشرقية (وفي آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز).
في الأخير نقول: نحن نملك وثائق مُصورة مُتحركة وثابتة وخرائط جُغرافية وشهادات غربيين على تبعية شبه جزيرة القرم لروسيا.
وعلى تبعية شرق أوكرانيا لروسيا.
وعلى تبعية أوكرانيا لروسيا.
وعلى أن أوكرانيا كانت مدينة صنعها واخترعها الروس وضموا لها شبه جزيرة القرم في إطار أوكرانيا السوفياتية، كما يتم اليوم ضم بعض المناطق والأرضي من الولايات القديمة 48 إلى الولايات الجديدة 58 في إطار التقسيم الإداري الجديد.
وعلى أن الشعب الروسي والأوكراني شعب واحد ينحدر من الجنس السلافي.
وأن أغلبية سكان أوكرانيا روس وأقليات من بولندا والمجر ورومانيا وتم تشكيلها بهذا الشكل بفعل نتائج الحرب العالمية الثانية التي انتهت بانتزاع أرض من هذا البلد المُنهزم وضمها إلى البلد المُنتصر حدث هذا الأمر مع جميع الدول المُنتصرة في ح . ع . 2 والدول التي لم يكن لها ارتباط جغرافي مُنحت النفوذ العسكري والاقتصادي والسياسي مثل الولايات المتحدة على أوروبا الغربية وعلى بعض بلدان أقصى شرق آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
وأن الغرب ساوم وقايض الاتحاد السوفييتي وضغط عليه مُقابل تقديم مساعدات اقتصادية وكان هذا الأخير يعيش ظروفاً اقتصادية قاسية وثورات اجتماعية وعرقية وإثتية كادت تعصف به وكانت ستقضي على ما تبقى من أرض له يمتلكها مُقابل التخلي عن أوكرانيا أي الاعتراف باستقلالها.
وعلى أن الاتحاد السوفييتي لم يكن مُستعمِراً في وقت من الأوقات فشعوب رابطة الدول المستقلة (الشعوب السوفياتية المستقلة) هي من اختارت بإرادتها الحرة الانضمام إلى النموذج السوفييتي بعد نجاح الثورة البلشفية ستة 1917 وبعد المآسي التي خلفتها الحرب العالمية الثانية خوفاً على نفسها من الاستعمار الغربي الذي إلتهم جزءً كبيراً من قارة آسيا ومن قارة أمريكا اللاتينية وأفريقيا كل إفريقيا واستعبدها ونهب ثرواتها ومقدراتها.
بينما في الحالة المغربية لا نملك شيئاً إلا أسطوانة نظام المخزن ولا علاقة البتة وبالمطلق بين الحالة الروسية – الأوكرانية بالحالة المغربية الصحراوية، لذلك فمن يحاول الربط بين الأمرين فهو يقع في خلط مقصود من أجل أهداف ايديولوجية بات الجميع يعرف خلفياتها.
بقلم: سندباد علي بابا
https://arab-j.net/images/2022/10/30/a9.JPG
إننا نُصدق أن شبه جزيرة القرم وحتى مناطق الشرق الأوكراني في "الدونباس" أرض روسية تاريخية للأسباب التالية:
أولاً، أن أوكرانيا كانت مُنضوية في داخل الاتحاد السوفييتي بقيادة موسكو العاصمة الروسية.
ثانياً، أن أوكرانيا كانت مدينة سوفياتية وتحولت إلى دولة مستقلة بسبب ضعفه قبيل سقوطه وكان بحاجة للمساعدات الغربية مقابل منح دول رابطة الدول المستقلة ومنها أوكرانيا الاستقلال (التنازل عن أوكرانيا).
ثالثاً، تاريخياً الرئيس السوفياتي "نيكيتا خرتشوف" المُنحدر من أوكرانيا هو الذي منح شبه جزيرة القرم إلى مدينة أوكرانيا السوفياتية في ظل الدولة الواحدة (الاتحاد السوفييتي) وذلك لاعتبارات جغرافية مُتعلقة بترضية لها وبتقسيمات إدارية ولو تنبأ الروس بأن الاتحاد السوفييتي سينهار في المستقبل لما سمحوا بقطع أرض من روسيا وإضافتها للحدود الجغرافية لمدينة أوكرانيا السوفياتية.
رابعاً، أن الشعب الروسي والأوكراني ينحدران من عرقية واحدة هي الجنس السلافي.
خامساً، أن دولة أوكرانيا مُشكلة من أغلبية سكانية من الروس مُتحدة فيما بينها مع أقليات بولندية ومجرية ورومانية.
سادساً، أن الاستعمار ارتبط تاريخياً بأوروبا يعني دول أوروبا الغربية مثل: فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا والبرتغال وإيطاليا.. وقد ورثهما الاستعمار الحديث أمريكا وكندا والكيان الصهيوني وبالتالي عند الحديث عن "الحدود الموروثة عن الاستعمار" فإن الأمر يتعلق بأوروبا الغربية قديماً وليس روسيا وحالة انفصال دول رابطة الدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي انفصال وليس استقلال من استعمار.
سابعاً، أن أوكرانيا لم تخُض حرباً تقليدية كالتي خاضتها الجزائر مثلاً ضد الاستعمار الفرنسي وإنما مُنحت استقلال من طرف الاتحاد السوفييتي قبل تفككه بشكل سلمي.
ثامناً، إلى جانب الأصل الواحد من حيث الجنس "السلافي" واللغة الواحدة الروسية فإن الشعب الأوكراني يتشابه من حيث لون البشرة والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك والمصير المشترك مع الشعب الروسي بل يكادان يكونان شعباً واحداً.
تاسعاً، أن روسيا وأوكرانيا دولتان تشتركان معاً في كونهما مسيحيتان تتبنيان الكنيسة الشرقية الأرثوذوكسية بل هُما عاصمتا هذا المذهب المسيحي.
عاشراً، لم تُرفع قط قضية في موضوع اختلاف الشعبين السلافيين في كل من روسيا وأوكرانيا ولم تُستفتى محكمة "لاهاي" من هيئة الأمم المتحدة في الموضوع لأنه لا لوجود لموضوع أصلاً وليس هناك رأي لمحكمة "لاهاي" للنظر في الموضوع ولا حكم يقول: "بأن لا علاقة تجمع بين الشعبين" الروسي والأوكراني.
الحادي عشر: بخلاف قضية الصحراء الغربية – المغرب، أو فلسطين – الكيان الصهيوني فإن علاقة روسيا – أوكرانيا وصلت من الوحدة والاندماج بينهما في فترة الاتحاد السوفييتي إلى أن يرأس دولة الاتحاد عدد كبير من الأوكرانيين من بينهم "نيكيتا خرتشوف" بل وكان لعدد كبير منهم دور في الثورة البلشفية التي أطاحت بالنظام القيصري هناك ناهيك عن الوزراء والنخب السياسية المنحدرة من إقليم ومدينة أوكرانيا السوفياتية وتبوؤا بعد الثورة مناصب عُليا في دولة الاتحاد دون عُقدة نقص أو عُنصرية.
الثاني عشر: لم نرى جمهورية سوفياتية واحدة تقوم بثورة ضد الاحتلال السوفييتي كما حصل مع الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية أو كما حصل في فيتنام مع فرنسا ثم بعد ذلك الولايات المتحدة أو كما حصل مع مصر ضد الاحتلال البريطاني أو كما يحصل اليوم مع العراق وسوريا ضد الاحتلال التركي.
ُ
الثالث عشر: لم نرى قط أن الدولة السوفياتية تقوم بتعيين روس على رأس الجمهوريات السوفياتية كرؤساء لها كما فعلت تركيا العثمانية عندما جعلت الأتراك يحكُمون البلدان العربية والإسلامية فترة خلافتها وكأن أهل البلاد قُصر ويحتاجون للوصاية والولايات المتحدة بعيد احتلال العراق وتعيين الحاكم المدني الأمريكي "بول بريمر" حاكماً للعراق بعد اسقاط نظام "صدام حسين" وتُهمش السكان الأصليين بل كان كل شعب من جمهوريات الاتحاد السوفييتي يحكم من طرف أبنائه فمثلاً الجمهورية الطجيكية تُحكم من حُكام طاجيك والجمهورية الأذرية تُحكم من حكام أذريين حتى ألمانيا الشرقية الإشتراكية حُكمت من طرف الألمان من أبناء ألمانيا في العاصمة برلين.
الرابع عشر: لم يكن الاتحاد السوفييتي احتلالاً ولم ينهب ثروات الشعوب السوفياتية بل على العكس من ذلك حكمت الجمهوريات السوفياتية نفسها في إطار اتحاد شبيه بالاتحاد الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية واستخدمت ثروات الجمهوريات السوفياتية بما فيها روسيا كجمهورية في تنمية وبناء الجمهوريات السوفياتية بشكل متوازن وعادل ضمن المشروع الاشتراكي الشيوعي.
الخامس عشر: لم يجثم الاتحاد السوفييتي على شعوب الاتحاد مدة قرون من الاحتلال والعبودية كما فعل الأنجلو ساكسون والفرنسيين في العالم بل اجتمعت الجمهوريات السوفياتية على التوافق على نموذج اتحادي ولما فشل افترقت بشكل سلمي وليس كما حدث مع الاحتلال والاستعمار الغربي الذي طُرد شر طردة بفعل حركات التحرر والثورات الشعبية المسلحة الكبرى التي اجتاحت المنطقة والعالم في خمسينيات القرن الماضي.
أما فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية والمغرب فإن الأمر مختلف للأسباب التالية:
أولاً، على المستوى الجغرافي فإن الصحراء الغربية كانت خاضعة للاستعمار الاسباني بينما المغرب بحدوده الدولية المعترف بها حالياً والتي ورثها على الاستعمار كان خاضعاً لاستعمار الفرنسي.
ثانيا، على المستوى السياسي لم توجد وثيقة قبل دخول الاستعمارين الفرنسي والاسباني المنطقة تؤكد على علاقة سياسية ما لشعب الصحراء مثل البيعة أو التبعية لسلطان المغرب.
ثالثاً، على المستوى القانوني عندما رُفعت قضية الصحراء الغربية إلى محكمة "لاهاي" من طرف الأمم المتحدة للنظر في إمكانية تبعية أو ايجاد أي شيء ما من شأنه تأكيد أي علاقة سياسية أو اجتماعية بين سلطان المغرب والشعب الصحراوي أو بين شعبي البلدين لم تجد المحكمة دليلاً واحداً على تبعية الصحراء لسلطات المغرب ولم تجد أي وثيقة تُؤكد بيعة الشعب الصحراوي أو أي فرد صحراوي لسلطان المغرب آنذاك كما أنها لم تُلاحظ أي علاقة أو صفات تجمع بين الإنسان الصحراوي والإنسان المغربي.
رابعاً، أن الصحراء الإسبانية (الصحراء الغربية) خرجت منها إسبانيا فدخل الجيش المغربي من جهة الشمال واحتل الساقية الحمراء بينما دخلت موريتانيا من جهة الجنوب واحتلت واد الذهب وقبِلا تقاسُمها فيما بينهما لكن انقلاب حدث في موريتانيا دفع بالجيش الموريتاني للانسحاب من الصحراء الغربية والعودة للبلاد لمعالجة موضوع الانقلاب العسكري وبالتالي ترك الباب .. باب أطماع الاحتلال المغربي التوسعي ليلتهم جزءً كبيراً منها.
خامساً، أن الشعب الصحراوي وبعيد خُروج الاحتلال الاسباني شكل جيشه المتمثل في "البوليساريو" التي خاضت حرباً ضروساً ضده حتى خروجه من الصحراء الغربية ثم بعد ذلك دشنت حرباً ضد المُحتلين الجديدين المغرب وموريتانيا فاستطاعت دحر الجيش الموريتاني وبقيت لحد الساعة تُقارع وتُحارب الاحتلال المغربي.
سادساً، لم يُذكر في التاريخ أن الجيش المغربي حارب الاحتلال الاسباني لتحرير الصحراء أو أن مغاربة حاربوا في صفوف الصحراويين لدحر الاستعمار الاسباني.
سابعاً، لا تُوجد وثيقة تاريخية واحدة تُؤكد على التبعية السياسية للصحراء الغربية للسلطنة المغربية قبل وبعد دخول وخروج الاستعماريين الفرنسي والاسباني للمنطقة.
ثامناً، لا توجد وثيقة تاريخية واحدة أو ما شابه تُؤكد على شكل ما من أشكال الولاء أو البيعة من طرف الشعب الصحراوي لسلاطين المغرب على طول تاريخ المنطقة باستثناء التبادلات التجارية والمقايضة بين مجموعات مغربية وأخرى صحراوية على الحدود بين البلدين.
تاسعاً، لم يعرف بلاط السلاطين وبعدهم الملوك قبل الاستعمار الفرنسي للمغرب والاستعمار الاسباني للصحراء الغربية وفي أثناء حُكمهما للبلدين وُجود صحراويين من شعب الصحراء الغربية نُصبوا أو اشتغلوا كوزراء أو مسؤولين أو نخب في الدوائر الحكومية المغربية سواء في السلطنة أو المملكة.
عاشراً، لا يُوجد من حيث الأصل علاقة بين المغرب والصحراء فلا لون البشرة ولا السمات الخارجية ولا طريقة العيش ولا طريقة الكلام ولا عدد وشكل وتركيبة اللهجات المُستخدمة هنا أو هناك ولا العادات ولا التقاليد مُتشابهة بين شعب المغرب وشعب الصحراء الغربية وأنهما شعبان مُختلفان بعكس شعب أوكرانيا وشعب روسيا اللذان ينحدران من معين واحد هو " الجنس السلافي".
الحادي عشر، المغرب قبل ما يسمى بــ "المسيرة الخضراء" وتوطين المستوطنين المغاربة في المدن الصحراوية وطرد وتشريد الشعب الصحراوي إلى الحدود الجزائرية وإلى الحدود الموريتانية لم يكن يملك أقلية ولا أغلبية ليدخل لحمايتها بعكس روسيا التي تمتلك أغلبيات وأقليات روسية في جميع دول أوروبا الشرقية (وفي آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز).
في الأخير نقول: نحن نملك وثائق مُصورة مُتحركة وثابتة وخرائط جُغرافية وشهادات غربيين على تبعية شبه جزيرة القرم لروسيا.
وعلى تبعية شرق أوكرانيا لروسيا.
وعلى تبعية أوكرانيا لروسيا.
وعلى أن أوكرانيا كانت مدينة صنعها واخترعها الروس وضموا لها شبه جزيرة القرم في إطار أوكرانيا السوفياتية، كما يتم اليوم ضم بعض المناطق والأرضي من الولايات القديمة 48 إلى الولايات الجديدة 58 في إطار التقسيم الإداري الجديد.
وعلى أن الشعب الروسي والأوكراني شعب واحد ينحدر من الجنس السلافي.
وأن أغلبية سكان أوكرانيا روس وأقليات من بولندا والمجر ورومانيا وتم تشكيلها بهذا الشكل بفعل نتائج الحرب العالمية الثانية التي انتهت بانتزاع أرض من هذا البلد المُنهزم وضمها إلى البلد المُنتصر حدث هذا الأمر مع جميع الدول المُنتصرة في ح . ع . 2 والدول التي لم يكن لها ارتباط جغرافي مُنحت النفوذ العسكري والاقتصادي والسياسي مثل الولايات المتحدة على أوروبا الغربية وعلى بعض بلدان أقصى شرق آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
وأن الغرب ساوم وقايض الاتحاد السوفييتي وضغط عليه مُقابل تقديم مساعدات اقتصادية وكان هذا الأخير يعيش ظروفاً اقتصادية قاسية وثورات اجتماعية وعرقية وإثتية كادت تعصف به وكانت ستقضي على ما تبقى من أرض له يمتلكها مُقابل التخلي عن أوكرانيا أي الاعتراف باستقلالها.
وعلى أن الاتحاد السوفييتي لم يكن مُستعمِراً في وقت من الأوقات فشعوب رابطة الدول المستقلة (الشعوب السوفياتية المستقلة) هي من اختارت بإرادتها الحرة الانضمام إلى النموذج السوفييتي بعد نجاح الثورة البلشفية ستة 1917 وبعد المآسي التي خلفتها الحرب العالمية الثانية خوفاً على نفسها من الاستعمار الغربي الذي إلتهم جزءً كبيراً من قارة آسيا ومن قارة أمريكا اللاتينية وأفريقيا كل إفريقيا واستعبدها ونهب ثرواتها ومقدراتها.
بينما في الحالة المغربية لا نملك شيئاً إلا أسطوانة نظام المخزن ولا علاقة البتة وبالمطلق بين الحالة الروسية – الأوكرانية بالحالة المغربية الصحراوية، لذلك فمن يحاول الربط بين الأمرين فهو يقع في خلط مقصود من أجل أهداف ايديولوجية بات الجميع يعرف خلفياتها.
بقلم: سندباد علي بابا