محمد علي 12
2023-04-12, 11:22
= #رحلة_برفقة_ميت===
ما ان سلم الامام في صلاة الظهر بالمسجد في حينا حتى هممت بالوقوف مسرعا لاخرج
فقاطعني صوت الامام: صلاة الجنازة وهو رجل
اكملت وقوفي بتكبيرة الصلاة مع الجماعة ثم سلمت لامضي وشاني
لحظات قليلة حتى صُرت وسط موكب الجنازة فغدوت من المشيّعين ، واذا باحدهم يدفعني للركوب مع الميت في سيارة الاسعاف اخذت هاتفي من جيبي لاكلم صديقي الذي ينتظرني بالمقهى وقبل ان يرد صوت من قريب يسلم علي
تلعثم لساني وقبل ان انطق
ردّ عليّ صوتٌ خافت: أنا الميّت ..!!
إلتفتُّ فإذا بهِ فعلاً يطلّ من تابوته ويسألني.. : ماذا تفعل في جنازتي أيها الغريب ؟
تلعثمت وأجبته .. سيدي الميت إن طريقنا واحد لغاية المنعطف القادم..
إبتسم وقال لي : وكم بقي لك أنت من عمرك لتموت؟
أجبته: أتفهّم صدمتُك... لكني في كامل صحتي ولا زال العمر أمامي أعتقد..
ضحك مني حتى كادت ترجع إليه روحه وقال :
يا أحمق ألا ترى أني أصغر منك سناً ولم يشفع لي ذلك لأعيش ؟
لحظتها إنتابتني قشعريرة وإلتزمت الصّمت أفكر في صدِق كلماته...
لكنهُ قاطع تفكيري وهمس لي...!
لا تخف فالأقدار تمشي لما رسمت له ، ثم إن الموت ليس كما يبدو... !
فسألته: وهل يمكنك أن تُخبرني بماذا شعرت ؟ ... تغيّر شُحوبه وهمس.. : آاااه الموت يشبه الحياة..!
شددت على يده الباردة وقلت له أفصح سيدي..
نظر إليّ في شرود وقال : تنزل الرّوح بالمرأة ثم يقع الحمل ، ثم الوضع...
وكذلك الموت.. تصعد الروح ويقع "الحمل" فوق الأكتاف ثم " الوضع " في القبر..!!
عجيبٌ ما تقوله ولكنه عين العقل..
لكن لما نحب الحياة ونكره الموت ..؟
أجابني: ألم تسمع بأن الناس أعداء ما جهِلوا ؟ ..
قلت له صدقت وأردفت... أيمكنك أن تُخبرني كيف أحسست وهو يقبض روحك ؟ .
تبسّم إبتسامة من يدرك كنه الأشياء.. وردّ علييّ ببرودة..
هذا السؤال لا يُفكّر فيه إلا بشريٌ تائه ..
قلت له وكيف ذلك ؟ ..
فأجابني : أغلب الناس يمضون عمرهم في طرح الأسئلة الخاطئة... يا صديقي من أراد أن يجتاز النفق الضيّق بدون ألم فعليه أن يأتيه صائماً من الشهوات والمُتع..
لحظتها علمت أن كل ما تعلمته لم يكن يساوي شيئاً أمام كلمات ميّت حكيم..
كان الجو جنائزياً ..في الخارج . فأردت أن أدخل عليه بعض البهجة وصارحته... لم أرى قطّ جنازة متأنقة مثل جنازتُك...
نعشٌ من خشب ... ولفّات كفنٍ من البياض ... أنا أغبطك يا ميت
ضحك الميت حتى ظهر بياض أسنانه وقال :
أجل فالأهل يهتمون بك ميتاً أكثر منك حياً ثم بكى...!
طبطبت على نعشه وقلت له..
لا تبك ... سوف يظنون أنك خائف..!
نظر إليّ وقال :
أقسى ما في الجنازة.. أن ترى اهلك وأحبائك لآخر مرة وقد أمضيت عمراً تتلهّف رؤيتهم ولا يأتوك ..
ثم همس لي.. أتسديني معروفاً ؟ قلت أجل بدون شك.. فقال: إجلس بجنب قبري ساعة خين يرحل المشيعون .
أجبته وفيما سينفعك جلوسي وأنت تحت اللّحد ؟..فقال أريد من يؤنس وحدتي.. أنا خائف يا ايها الغريب.. أنا خائف..
سلم الامام .. وجلست أتأمل كلماته... نمضي حياتنا في إنتظار الموت دون أن نعمل على استقباله وحين يأتي.. نندم على حياة أمضيناها دونما حياة .
_
ما ان سلم الامام في صلاة الظهر بالمسجد في حينا حتى هممت بالوقوف مسرعا لاخرج
فقاطعني صوت الامام: صلاة الجنازة وهو رجل
اكملت وقوفي بتكبيرة الصلاة مع الجماعة ثم سلمت لامضي وشاني
لحظات قليلة حتى صُرت وسط موكب الجنازة فغدوت من المشيّعين ، واذا باحدهم يدفعني للركوب مع الميت في سيارة الاسعاف اخذت هاتفي من جيبي لاكلم صديقي الذي ينتظرني بالمقهى وقبل ان يرد صوت من قريب يسلم علي
تلعثم لساني وقبل ان انطق
ردّ عليّ صوتٌ خافت: أنا الميّت ..!!
إلتفتُّ فإذا بهِ فعلاً يطلّ من تابوته ويسألني.. : ماذا تفعل في جنازتي أيها الغريب ؟
تلعثمت وأجبته .. سيدي الميت إن طريقنا واحد لغاية المنعطف القادم..
إبتسم وقال لي : وكم بقي لك أنت من عمرك لتموت؟
أجبته: أتفهّم صدمتُك... لكني في كامل صحتي ولا زال العمر أمامي أعتقد..
ضحك مني حتى كادت ترجع إليه روحه وقال :
يا أحمق ألا ترى أني أصغر منك سناً ولم يشفع لي ذلك لأعيش ؟
لحظتها إنتابتني قشعريرة وإلتزمت الصّمت أفكر في صدِق كلماته...
لكنهُ قاطع تفكيري وهمس لي...!
لا تخف فالأقدار تمشي لما رسمت له ، ثم إن الموت ليس كما يبدو... !
فسألته: وهل يمكنك أن تُخبرني بماذا شعرت ؟ ... تغيّر شُحوبه وهمس.. : آاااه الموت يشبه الحياة..!
شددت على يده الباردة وقلت له أفصح سيدي..
نظر إليّ في شرود وقال : تنزل الرّوح بالمرأة ثم يقع الحمل ، ثم الوضع...
وكذلك الموت.. تصعد الروح ويقع "الحمل" فوق الأكتاف ثم " الوضع " في القبر..!!
عجيبٌ ما تقوله ولكنه عين العقل..
لكن لما نحب الحياة ونكره الموت ..؟
أجابني: ألم تسمع بأن الناس أعداء ما جهِلوا ؟ ..
قلت له صدقت وأردفت... أيمكنك أن تُخبرني كيف أحسست وهو يقبض روحك ؟ .
تبسّم إبتسامة من يدرك كنه الأشياء.. وردّ علييّ ببرودة..
هذا السؤال لا يُفكّر فيه إلا بشريٌ تائه ..
قلت له وكيف ذلك ؟ ..
فأجابني : أغلب الناس يمضون عمرهم في طرح الأسئلة الخاطئة... يا صديقي من أراد أن يجتاز النفق الضيّق بدون ألم فعليه أن يأتيه صائماً من الشهوات والمُتع..
لحظتها علمت أن كل ما تعلمته لم يكن يساوي شيئاً أمام كلمات ميّت حكيم..
كان الجو جنائزياً ..في الخارج . فأردت أن أدخل عليه بعض البهجة وصارحته... لم أرى قطّ جنازة متأنقة مثل جنازتُك...
نعشٌ من خشب ... ولفّات كفنٍ من البياض ... أنا أغبطك يا ميت
ضحك الميت حتى ظهر بياض أسنانه وقال :
أجل فالأهل يهتمون بك ميتاً أكثر منك حياً ثم بكى...!
طبطبت على نعشه وقلت له..
لا تبك ... سوف يظنون أنك خائف..!
نظر إليّ وقال :
أقسى ما في الجنازة.. أن ترى اهلك وأحبائك لآخر مرة وقد أمضيت عمراً تتلهّف رؤيتهم ولا يأتوك ..
ثم همس لي.. أتسديني معروفاً ؟ قلت أجل بدون شك.. فقال: إجلس بجنب قبري ساعة خين يرحل المشيعون .
أجبته وفيما سينفعك جلوسي وأنت تحت اللّحد ؟..فقال أريد من يؤنس وحدتي.. أنا خائف يا ايها الغريب.. أنا خائف..
سلم الامام .. وجلست أتأمل كلماته... نمضي حياتنا في إنتظار الموت دون أن نعمل على استقباله وحين يأتي.. نندم على حياة أمضيناها دونما حياة .
_