تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تلعب القطط السمان السياسة بحادثة القطة


سندباد علي بابا
2023-04-10, 11:54
عندما تلعب القطط السمان السياسة بحادثة القطة



هل نحن مُسلمون أم مُؤمنون؟


هالني وأذهلني الصخب الكبير الذي صاحب حادثة الإمام والقطة.


ومكمن الذهول هنا أن عدداً كبيراً من الناس ومن شدة "شكهم" بالإسلام أصبحوا ينتظرون أي "مُعجزة" للتدليل على عظمة الإسلام وأنه دين الحق.


إن الذي حصل من صخب كبير رافق حادثة "الإمام والقطة" يُدل بما لا يدع مجالاً للشك على أن جزءً كبيراً من العالم الإسلامي يرى نفسه مُتهما، أو أن دينه "ناقص" ينتظر فقط "معجزة لتأكيد كماله.


إن ما حصل يدلُ أنَّ العالم الإسلامي أو جزء كبير منه في حالة وهن وضعف لم يشهدهما حتى في أسوء فترات ضعفه أيام حملات التتار والمغول على عواصمه التاريخية.


إنَّ الذي حدث من هرج ومرج وتصوير حادثة عادية كمعجزة ربانية والتفاخر بها أمام الأعداء والخصوم يُؤكد أن أعداء الإسلام استطاعوا أن يصلوا إلى أخطر شيء فينا وفي داخلنا وهو مكمن ضعفنا وخوفنا وعدم ثقتنا بخالقنا وديننا "الشك".


لقد ذهب البعض من هؤلاء إلى تحويل الحادثة إلى فُرصة لتحصيل مكاسب مادية عندما فرحوا باستقبال وزير الشؤون الدينية للإمام وكأنه فاتح جديد.


كما ذهب البعض الآخر لاستغلال الحادثة الطبيعية وتصويرها وكأنها معجزة ربانية "حسية" تدل على تسامح وسماحة الدين حتى مع الحيوان فما بالكم بالإنسان.


أَوَ هُناك شك يعتري ضمائركم في هذه الحقيقة قبل الحادثة؟


لقد نسي هؤلاء أن تاريخ الإسلام مليء بالأحداث والحوادث والمواقف التي تُؤكد على سماحته مثلاً وأهمها موقف النبي صلى الله عليه وسلم من أعداء الدين عند فتح مكة.


إن أمة الإسلام قوية.. ولكن هُناك سلوكيات غير بريئة من بعض المسلمين تدفع إلى هزيمة المسلمين من الداخل وتصويرهم كضعفاء.


إن أمة الإسلام قوية .. ولكن هُناك من هو محسوبٌ على هذه الأمة وفي داخله مرض أو أمراض منها الضعف والاستسلام والخضوع والخنوع .. وهو مُتأثر بما يقوله الغرب والأجانب من افتراءات وأكاذيب عن ديننا ويُصدقهُ لذلك يلجأ لأتفه حادثة في السماء أو الأرض .. حادثة طبيعية ليجعل منها مُعجزةً على هذا الدين أو توكيداً وتأكيد على صحة صفة وقيمة في الإسلام شكك فيها أعداؤه وهو يعلم أنهم كاذبون وهو يعلم أن معجزة الإسلام لا تحتاج ولم تكن في يوم من الأيام حسية ولكن كانت بلاغية.


إن الحادثة على بساطتها كانت فُرصة لنتأكد من أننا شعوب عاطفية، وهذا ليس عيباً البتة ولكن أن تكون العاطفة في موضعها وفي مناسبتها وليست صورة عامة لكل تصرفاتنا ومواقفنا وردود أفعالنا وتعاملنا مع الأخطار المُحدقة بنا وبديننا.


لقد استغلت السلطة هذه الحادثة وشجعت من وراء الستار على تضخيمها وتكبيرها بالإيعاز لوسائل الإعلام ووسائلها الخاصة بهدف إلهاء الرأي العام عن مشكلاته الحقيقية ويكفي دليلاً على تورطها استقبال وزير الشؤون الدينية للإمام دون القطة التي هي أيضاً بطلة وصانعة الحادث كما يرى من روج للحادثة واعجب بها وحاول توظيفها دينياً وسياسياً.


كما أن الحادثة كانت فرصة لتحريك المياه الراكدة في اشعال نار الفتنة بين التيارات الإيديولوجية في البلاد بين المتطرفين من العلمانيين واللائكين وبين مجموعات إسلامية وليس كلها التي تستهوي هذه المعارك الدونكيشوتية أو التي لها مصلحة وحاجة في نفس يعقوب أو ممن يتكسب من هذه النوع من الحوادث من نخب النظام من الإسلاميين من المتحالفين معه في هذه اللحظة بهدف تلهية الناس عن المطالبة بحقوقهم.


إن هذه الحادثة بينت لنا نوعية من الناس هي الأخطر علينا وهي موجودة في مجتمعاتنا تُنسب لديننا وتعيش في وسطنا لا هدف لها إلا اضعاف معنويات المؤمنين الذين لا يشكون أبداً في عظمة دينهم وأنه ليس بحاجة إلى مُعجزات وأنه لم يرتكب جُرماً قط حتى يتم تبرئته منه وأنه ليس في موضع المُتهم حول صفة أو قيمة من صفات أو من قيم الرحمة ليُقدم دليلاً على وجودها فيه ولكنه دين رحمة ودين عظيم أساء له بعضٌ من أتباعه أكثر من اليمين المتطرف الغربي والأجنبي ولعل هذه الحادثة مثال صغير عن ذلك.


بقلم: عابر سبيل

سندباد علي بابا
2023-04-10, 17:52
https://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/11masjed/1masjed01/p-masjed003.jpg