المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعادة اكتشاف الأرض


القلم الروحاني
2009-12-27, 21:47
المهندس خليل قنصل / رئيس الإتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك
رئيس الجمعية الفلكية الأردنية
الأقمار الصناعية المدنية : إعادة اكتشاف الأرض
في البدء كان الهدف من الأقمار الصناعية هو هدف عسكري محض . ففي عام 1960 أطلق الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة عشرين قمراً صناعياً كلها كانت لأهداف عسكرية . و فيما بعد تبين أن هذه الأقمار يمكن استخدامها لأهداف مدنية ، كما سنرى في الأسطر التالية . و الحقيقة أن مالكي الأقمار الصناعية أخذوا يبيعون المعلومات التي تحصل عليها إلى الدول المعنية . و يقدر أن ما تدره هذه التجارة بحوالي سبعة و ثلاثين مليار دولار سنوياً . و هكذا فإن الاقتصاد أيضاً يستفيد من ذلك ، كما أن هذه العوائد يمكن استخدامها أيضاً في تغطية بعض تكاليف الأبحاث العلمية العسكرية الفضائية .
و كما أسلفنا في المقدمة ، فإن الأقمار الصناعية أخذت تصيغ حياتنا اليومية من إتصالات مختلفة (هاتف، فاكس ، إنترنت ) و بث تلفزيوني و مسح فضائي . فيما يلي سأذكر بعضاً من مهمات الأقمار الصناعية في الأغراض المدنية :

- إن برامج أقمار الإتصالات تعد من أنجح ثمار غزو الفضاء ، إذ ربطت العالم كله بشبكة كثيفة من أقمار
الإتصالات و البث التلفزيوني . و هذه الأخيرة تثير قضايا عديدة تتعلق بالهيمنة الثقافية و التأثير في وعي
الناس وعلى الرأي العام كناتج للهيمنة التكنولوجية . و لكأن العالم بفضل هذا الإتصال أصبح قرية كونية
صغيرة

- المسح الفضائي للموارد جعل من الأرض كرة معلقة في الهواء ، يستطيع الإنسان الوصول إلى أية نقطة
فيها ، بحثاً عن الموارد المائية و المياه الجوفية و الثروات البترولية و المعدنية و المواقع الأثرية
المطمورة . كما أنها تقوم بكل أنواع المسوحات الجيولوجية و الطبوغرافية .. إلخ

- تصور هذه الأقمار كل ما يقع تحت مداراتها من معالم ، سواء شاءت هذه الدول التي تمر فوقها أم لم تشأ ،
و لذلك أصبح العالم أمام تكنولوجيا جديدة ، جعلت المجتمع الدولي ، و كأنه غابة منتهكة الأسرار أمام
عدسات أقمار الدول الكبرى دون سواها .

- ربط العالم بالبث التلفزيوني و الإذاعي و التلفوني و الخلوي
- ربط أسواق و بورصات العالم بعضها ببعض ، مما يسمح بتحقيق صفقات و مبيعات بملايين
الدولارات في كل ثانية
- نقل المناسبات و الأحداث و المؤتمرات و العمليات الجراحية و الإسهام في إنقاذ أرواح
الملايين من البشر .
- الأرصاد الجوية والتنبؤ بأحوال الطقس و رصد و متابعة المتغيرات المناخية مما يسمح بتقليل خسائر
النكبات و الكوارث بالاستعداد لها و التحذير منها قبل وقوعها .
- توفر الأقمار الصناعية للعلماء البيانات و المعلومات الضرورية للزراعة و التعمير
و الدراسات السكانية و رسم الخرائط و شق الطرق و تخطيط المدن و متابعة تحرك الرمال
و تآكل الشواطىء و مراقبة حرائق الغابات
- اكتشاف الآفات الزراعية و متابعة هجرة الطيور و الحيوانات و تحديد أماكن صيد الأسماك في
المحيطات و مكافحة التصحر و اكتشاف مصادر التلوث
- تنظيم المرور البري و الجوي و البحري باستخدام نظام الملاحة العالمي GPS .
- تقليل أثر الكوارث الطبيعية بتحذير سكان المناطق المهددة في وقت مبكر و في أعمال الإغاثة
و الإنقاذ في كوارث الإنهيارات الجليدية و منصات البترول في وسط المحيطات .
- متابعة نمو المناطق العشوائية
- التعليم و محو الأمية ، الإعلام و التوعية
- تمثل الأقمار الصناعية الوسيلة المثلى لمسح المحيطات التي تمثل نسبة كبيرة من سطح الأرض ، يصعب متابعتها بالطرق التقليدية . و كان أول قمر صناعي يخصص لهذا الغرض هو القمر الأمريكي Seasat الذي أطلق في عام 1978 م .
- المسح الفضائي و الاستشعار عن بعد ( = إعادة اكتشاف الأرض ) : هو أكبرالتطبيقات وعداً
وأحفلها بالآمال لمستقبل البشرية .
- إمكانية دراسة آثار إنشاء السدود و حفر القنوات و إنشاء البحيرات الصناعية و تجفيف البحيرات الطبيعية و استغلال المناجم ، في ضوء تكاملها مع البيئة المحيطة و تأثيراتها بعيدة المدى ، كما يمكن متابعتها بحيث تعالج آثارها في إطار هذه الصورة المتكاملة .
- والأقٌمار الصناعية هي الوسيلة المثلي لدراسة واستكشاف منطقة الربع الخالي في الصحراء العربية ، و ذلك لصعوبة الوصول إليها بالطرق التقليدية . و بالفعل ، تمكنا هكذا من تحقيق نتائج باهرةبالاستشعار عن بعد .
- أصبحت دول عديدة تنشر صحافتها بواسطة الأقمار الصناعية و ذلك للتغلب على وجود صعاب طبوغرافية ، كسلاسل الجبال ( كما في الجزائر ) أو كثرة الجزر ( كما في اليابان و الفليبين و إندونيسيا ) أو بسب إتساع البلد كما في الصين ... إلخ .
- إنها باختصار تكنولوجيا تترك أثرها على كل نشاط بشري ، بل و تعيد صياغة رؤية الإنسان و موقعه بالنسبة لمجتمعه و بيئته و إقليمه و عالمه و الكون المحيط به .
- صحيح أن الأقمار الصناعية في خطواتها الأولى كانت في خدمة احتياجات الأمن و الدفاع العسكري ،
لكن سرعان ما يصبح للأمن القومي الأولوية في الأمر ، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن مفهوم هذا
الأمن قد تغير و اتسعت ضفافه ، لتشمل ما هو سياسي و ثقافي و اقتصادي اجتماعي ...إلخ .
- إن الصورة العامة لمثل هذه الإنجازات في مجال الفضاء تشير بالقطع إلى أن هذا الإستثمار العلمي
و التقني كان واحداً من أنجح الإستثمارات و أكثرها عائداً ، ربما على مر التاريخ ، ناهيك عن أن هذه الاستخدامات جعلتنا نفهم و نتعرف على عالمنا بشكل أفضل .

YouDZ16
2009-12-31, 02:19
شكرا لك موضوع مفيد