سندباد علي بابا
2022-10-13, 08:57
ماذا وراء الدعوات لتوحيد الهندام المدرسي؟
الدعوة إلى توحيد الهندام المدرسي للمرة الثانية خلال الأيام الماضية واليوم هي دعوة طيبة تقلل من الفوارق الاجتماعية، وتجعل التلاميذ سواسية على الأقل من ناحية الشكل والمظهر وإن كان الواقع غير ذلك (على الأقل اجتماعيا) .
الكثير من الدول ومنها الدول العربية مثل: سوريا دأبت على ذلك أي توحيد اللباس المدرسي، وكثيرا ما ارتبطت في مخيلة الكثيرين أن توحيد الهندام ارتبط بالدول الاجتماعية ولكن نظرة بسيطة تظهر أنها موجودة في المدارس الخاصة في دول العالم الرأسمالي ومنها بريطانيا مثلا.
لكن هذه الدعوة تبقى محل شك.. لأن الخوف كل الخوف من أن أسباب إطلاقها الآن قد يعود لغايات تجارية بحتة، بمعنى أن هناك من رجال الأعمال المفترسين الانتهازيين من البرلمانيين أو غيرهم من جميع المشارب في داخل السلطة أو خارج السلطة من يرى فيها صفقة تجارية قد يكسب من ورائها ذهباً؟
فتوحيد الهندام المدرسي يحتاج إلى فتح ورش خاصة لخياطة هذا النوع من الهندام الرسمي، كما أنه يحتاج إلى استيراد كميات كبيرة من القماش كل سنة من الخارج، كما ويتطلب أن يجدد التلاميذ كل سنة هذا الهندام.
والسؤال الأبرز هل الحكومة هي من ستقف على استيراد قماش الهندام وخياطته في ورشها الخاصة؟ وهل يمنح للتلاميذ مجانا أم يُباع لهم بأثمان رمزية؟
إذا كان توحيد الهندام المدرسي الهدف منه نبيل وهو تقليل الفوارق الاجتماعية بين التلاميذ، وخلق نوع من الانضباط الشكلي في داخل المدارس، وإعطاء صورة جميلة للمدرسة فهذا شيء جميل ومقبول، ولكن أن يكون مُنطلق من أطلق هذه الدعوة هو تحقيق مشروع تجاري وتحقيق أرباح مالية فردية شخصية من ورائه، ويتحول الهندام إلى سلعة تجارية تباع كل سنة في المحال التجارية لبيع الألبسة، ويستغله البعض من المفترسين كل سنة لزيادة الأسعار فيه وينضم إلى الكتاب المدرسي الذي كان مجاني في الفترة الذهبية للجزائر ويتحول بذلك إلى سلعة معولمة جرفتها رياح الرأسمالية بحيث أصبحت بعض الأسر غير قادرة على شرائه واقتناء الكتب القديمة المستعملة بديلا عنه رغم جهود الدولة في المحافظة على اجتماعية الدولة أو دولة الفقير والفقراء فهذا شيء مرفوض تماما البتة.
إذا كان لابد من تبني هذه المبادرة الطيبة في شكلها الخارجي فعلى الحكومة والدولة إذن أن تتبنى هذا المشروع بداية من استيراد القماش إلى توفير ورش خاصة للخياطة تابعة لمديريات التربية أو وزارة التربية الوطنية أو وزارة الداخلية (البلدية/ أو الولاية) وتشكيل ديوان شبيه بديوان المطبوعات المدرسية ولكن في هذه المرة سيكون لصناعة وتوفير الهندام المدرسي الموحد، بداية من خياطته حتى تسلميه في بداية كل دخول اجتماعي مدرسي إلى التلاميذ سواء بمنحه لهم أو بيعه لهم بمبلغ رمزي، أما الألوان فينبغي أن لا تخرج عن ألوان الراية الوطنية.
إذا تم تبني الفكرة، فنحن مع أن يكون القماش من هنا جزائري المصدر وورش الخياطة في الجزائر والخياطون جزائريون (تقليل البطالة) ( made in algeria ) أما استيراد هذ ا الهندام المدرسي جاهزاً كل سنة فنحن نرفض ذلك جملة وتفصيلا، وهو سيخدم في النهاية بارونات الإستيراد وأمراء الحاويات وسيستنزف كل سنة الخزينة العمومية من العملة الصعبة.
سلام
بقلم: سندباد علي بابا
الدعوة إلى توحيد الهندام المدرسي للمرة الثانية خلال الأيام الماضية واليوم هي دعوة طيبة تقلل من الفوارق الاجتماعية، وتجعل التلاميذ سواسية على الأقل من ناحية الشكل والمظهر وإن كان الواقع غير ذلك (على الأقل اجتماعيا) .
الكثير من الدول ومنها الدول العربية مثل: سوريا دأبت على ذلك أي توحيد اللباس المدرسي، وكثيرا ما ارتبطت في مخيلة الكثيرين أن توحيد الهندام ارتبط بالدول الاجتماعية ولكن نظرة بسيطة تظهر أنها موجودة في المدارس الخاصة في دول العالم الرأسمالي ومنها بريطانيا مثلا.
لكن هذه الدعوة تبقى محل شك.. لأن الخوف كل الخوف من أن أسباب إطلاقها الآن قد يعود لغايات تجارية بحتة، بمعنى أن هناك من رجال الأعمال المفترسين الانتهازيين من البرلمانيين أو غيرهم من جميع المشارب في داخل السلطة أو خارج السلطة من يرى فيها صفقة تجارية قد يكسب من ورائها ذهباً؟
فتوحيد الهندام المدرسي يحتاج إلى فتح ورش خاصة لخياطة هذا النوع من الهندام الرسمي، كما أنه يحتاج إلى استيراد كميات كبيرة من القماش كل سنة من الخارج، كما ويتطلب أن يجدد التلاميذ كل سنة هذا الهندام.
والسؤال الأبرز هل الحكومة هي من ستقف على استيراد قماش الهندام وخياطته في ورشها الخاصة؟ وهل يمنح للتلاميذ مجانا أم يُباع لهم بأثمان رمزية؟
إذا كان توحيد الهندام المدرسي الهدف منه نبيل وهو تقليل الفوارق الاجتماعية بين التلاميذ، وخلق نوع من الانضباط الشكلي في داخل المدارس، وإعطاء صورة جميلة للمدرسة فهذا شيء جميل ومقبول، ولكن أن يكون مُنطلق من أطلق هذه الدعوة هو تحقيق مشروع تجاري وتحقيق أرباح مالية فردية شخصية من ورائه، ويتحول الهندام إلى سلعة تجارية تباع كل سنة في المحال التجارية لبيع الألبسة، ويستغله البعض من المفترسين كل سنة لزيادة الأسعار فيه وينضم إلى الكتاب المدرسي الذي كان مجاني في الفترة الذهبية للجزائر ويتحول بذلك إلى سلعة معولمة جرفتها رياح الرأسمالية بحيث أصبحت بعض الأسر غير قادرة على شرائه واقتناء الكتب القديمة المستعملة بديلا عنه رغم جهود الدولة في المحافظة على اجتماعية الدولة أو دولة الفقير والفقراء فهذا شيء مرفوض تماما البتة.
إذا كان لابد من تبني هذه المبادرة الطيبة في شكلها الخارجي فعلى الحكومة والدولة إذن أن تتبنى هذا المشروع بداية من استيراد القماش إلى توفير ورش خاصة للخياطة تابعة لمديريات التربية أو وزارة التربية الوطنية أو وزارة الداخلية (البلدية/ أو الولاية) وتشكيل ديوان شبيه بديوان المطبوعات المدرسية ولكن في هذه المرة سيكون لصناعة وتوفير الهندام المدرسي الموحد، بداية من خياطته حتى تسلميه في بداية كل دخول اجتماعي مدرسي إلى التلاميذ سواء بمنحه لهم أو بيعه لهم بمبلغ رمزي، أما الألوان فينبغي أن لا تخرج عن ألوان الراية الوطنية.
إذا تم تبني الفكرة، فنحن مع أن يكون القماش من هنا جزائري المصدر وورش الخياطة في الجزائر والخياطون جزائريون (تقليل البطالة) ( made in algeria ) أما استيراد هذ ا الهندام المدرسي جاهزاً كل سنة فنحن نرفض ذلك جملة وتفصيلا، وهو سيخدم في النهاية بارونات الإستيراد وأمراء الحاويات وسيستنزف كل سنة الخزينة العمومية من العملة الصعبة.
سلام
بقلم: سندباد علي بابا