المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقوق الأبناء على الوالدين


*عبدالرحمن*
2022-09-21, 13:01
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

حقوق الأبناء على الوالدين

حقوق الأبناء قبل وجودهم

يترتَّب على الوالدين العديد من الحقوق

الّتي ستكون لأبنائهم في المستقبل

نذكر بعضها فيما يأتي:

الاختيار الصّحيح للزّوج والزّوجة

فيقوم كلٍّ منهما باختيار الشخص الصّالح

ليقوم كلٌّ منهما بواجباته اتّجاه أبنائه

على الوجه الذي يُرضي الله -تعالى-

وقد جعل الشّرع للرّجل مجموعةً من المعايير

التي تُساعده في اختيار زوجته

وجعل على التركيز على اختيار صاحبة الدّين

فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:

(تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها ولِحَسَبِها وجَمالِها ولِدِينِها

فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ)،

رواه البخاري، في صحيح البخاري

عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5090، صحيح.


وكذلك الزوجة تختار زوجاً ترضاه أباً لأبنائها

وترضى دينه وخُلُقه

لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-:

(إذا جاءكُم من ترضونَ دينَهُ وخلُقهُ فأنْكحوهُ)

رواه الترمذي، في سنن الترمذي

عن أبي حاتم المزني، الصفحة أو الرقم: 1085


قال الشيخ محمد الشنقيطي

فأما مسئولية الوالدين عن الولد قبل وجوده

فإنه يجب على الوالد ويجب على الوالدة

أن يحسنا الاختيار

فيختارُ الأب لأولاده أماً صالحة ترعى حقوقهم

وتقوم على شئونهم

أماً أمينة تحفظ ولا تُضيع

وعلى الأم أيضاً أن تختار زوجاً صالحاً يحفظ أولادها

ويقوم على تربيتهم

فاختيار الزوج والزوجة حقٌ من حقوق الولد

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:

(تنكح المرأة لأربع: لدينها وجمالها ومالها

وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)


اظفر بذات الدين حتى ترعى الذرية

وتقوم على إصلاحها وتربيتها على نهج ربها

اظفر بذات الدين فإنها غنيمة وفوز

وكذلك المرأة تختار الزوج الصالح

الذي ترضى دينه وأمانته وخلقه

وإذا أساء الرجل اختيار زوجته

ونظر إلى حظه العاجل من جمالٍ ومال

ونسي حقوق أولاده فإن الله سيحاسبه

حتى ذكر بعض العلماء:

أن الزوج لو اختار الزوجة وعلم أنها لا تحسن إلى ذريته

من بعده فإن الله يحمِّلهُ الإثم والوزر

لما يكون منها من إساءةٍ إلى ولده

وكذلك المرأة إذا لم تحسن الاختيار لزوجها

وعلمتْ أنه زوجٌ يُضيع حقوق أولاده

ففرطت وتساهلت وضيعت

فإن الله يحاسبها عما يكون من إثم ذلك

الزوج وأذيته لأولادها


فحقٌ على الوالدين أن يحسنا الاختيار

وأن يكون المنبت الطيب هو الذي يبحث عنه الإنسان

فالناس معادن

كما أخبر سيد البشر صلى الله عليه وسلم

فيهم المعدن الكريم الذي طابت أصوله

وإذا طابت الأصول طابت الفروع.


إن الأصول الطيبات لها فروعٌ زاكية

والله تعالى يقول: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران:34]

فإذا كان معدن المرأة كريماً من بيت علمٍ أو دين

أو عُرِفَ بالصلاح والاستقامة فإنه نِعم المعدن

ونِعْمَ الأمينة التي ستحفظ الأولاد والذُرية في الغالب

وكذلك الرجل إذا كان مَعدنُه طيباً

فإنه سيكون حافظاً لأولاده

ولا يعني هذا: أن المرأة إذا ابتليت بزوجٍ مقصِّر

أنها تيأس بل ينبغي عليها أن تحاول

وأن تستعين بالله في إصلاح ذريتها وأولادها

فإن الله عز وجل يقول: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} [الأنعام:95]

فربما يكون الزوج غير صالح

ولكن الله يخرج منه ذريةً صالحة

وقد يكون الزوج صالحاً ويخرج الله منه ذريةً غير صالحة

فقد أخرج الله من أبي جهل عكرمة

وهو من خيار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

وقائدٌ من قوّاد المسلمين

وعَظُمَ بلاؤه في الدين

وقد يخرج الميت من الحي

كما في ولد نوح عليه السلام.

محمد الشنقيطي كتاب فقه الأسرة

صفحة 5، جزء 4. بتصرّف.

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-09-22, 12:36
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأبناء قبل وجودهم

فيجب على الآباء أن يتخيروا لأبنائهم

الأسماء الحسنة عندما يولَدون

وأن يتجنبوا تسمية الطفل باسم قبيح يَسُوءه في كِبَره

حيث إنه مما لا شك فيه أن لاسم الإنسان أثرا

على نفسيته إما بالإيجاب وإما بالسلب

تبعًا لحسن الاسم أو قبحه.

ويؤكد علماء التربية اليوم أن الطفل الذي يُستهزَأُ به

من قِبَل سائر الأطفال لاسمه المستهجَن

أو لأنه ينتسب إلى عشيرة ذات اسم قبيح

يخسر نشاطه، ويسير دومًا إلى اضمحلال وانهيار

فيأخذ في تجنب الألعاب الجماعية للأطفال

ويخاف من معاشرتهم.

لقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

إلى أحسن الأسماء لنحرص عليه وذكر أقبحها لنتجنبه.

فقد روى مسلم والترمذي عن ابن عمر قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله، وعبد الرحمن".


الأسماءُ دَلائلُ على مُسمَّياتِها

ولذلك كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ للمسْلمِ

أنْ يكونَ اسمُه جميلًا بعيدًا عن القُبح

وليْس فيه معنًى مِن مَعاني الشِّركِ

أو المعاني الجاهليَّةِ.

وفي هذا الحديثِ يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ

أنَّ أَحبَّ الأسماءِ إلى اللهِ تعالَى الأسماءُ المعبَّدةُ للهِ سُبحانه

مثلُ «عبدِ اللهِ»؛ فهو أحَبُّ إليه سُبحانَه مِن غَيرِه

لأنَّ فيه إقرارًا للهِ تعالَى بوَصفِه اللَّائقِ به سُبحانَه

والَّذي لا يَليقُ بغَيرِه

وليْس لأحَدٍ مِن الخَلْقِ فيه حقٌّ ولا نَصيبٌ

وهو أُلوهِيَّتُه لخَلْقِه سُبحانَه

فمَدلولُ الاسمِ (عبْدِ اللهِ): تَعبيدُ صاحبِه للهِ تعالَى

ولأنَّ فيه اعترافًا بالعبْديَّةِ والتَّذلُّلِ والخضوعِ

وفيه تَفاؤلٌ بأنْ يكونَ المسمَّى عابدًا له تعالَى.

ولَمَّا كانتْ رَحمتُه سُبحانَه تَسبِقُ غضَبَه

وكانتِ الرَّحمةُ أحبَّ إليه مِن الغَضَب

كان اسمُ «عبدُ الرحمنِ» أحبَّ إليه

مِن عبدِ القاهرِ ونحوِها مِن أسمائِه الحُسنى

وقدِ اشتَمَلَ اسمُ (عبدِ الرحمنِ) على مَعاني العُبوديَّة

والتَّذكيرِ الدَّائمِ بمَقامِ الذُّلِّ بيْن يدَيِ اللهِ عزَّ وجلَّ

الَّذي يَسْتدعي طَلَبَ الرَّحمةِ مِن اللهِ دَومًا.

وإذا ثبَتَ فَضلُ هذينِ الاسمينِ

وقدْ سمَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولَدَه إبراهيم

فلعلَّه لبَيانِ جَوازِ التسمِّي بأسماءِ الأنبياءِ

فسَمَّى باسمِ نَبيِّ اللهِ إبراهيمَ؛ مَحبةً له

وطلَبًا لاستِعمالِ اسمِه وتَكرُّرِه على لِسانِه

وإعلانًا لشَرَفِ الخَليلِ

وتَذكيرًا للأُمَّةِ بمَقامِه الجَليلِ

وقيل: يَلحَقُ بهذينِ الاسمينِ كلُّ ما كان مِثلَهما

مِثلُ عبدُ الملِكِ، وعبدُ الصَّمدِ، وعبدُ الغَنيِّ، وغيرِها.

https://www.dorar.net/hadith/sharh/17828

وروى البخاري في الأدب المفرد

عن أبي وهب الجشمي - وكانت له صحبة -

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

" تسمّوا بأسماء الأنبياء

وأحب الأسماء إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن

وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومُرة ".

وفي هذا يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:

تَسمَّوْا بأسماءِ الأنبياءِ

وذلك لأنَّهم همُ القدوةُ الصالحةُ

ولِمَا في التَّسميةِ بهمْ مِن تَذكيرٍ

ودَعوةٍ للأجيالِ المتعاقِبةِ، فيُحفظُ دِينُ اللهِ بها.

ولعلَّ اختِيارَ النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ

ودعوتَه للأسماءِ الحَسنةِ والبُعدَ عن الأسماءِ القبيحةِ

مِن بابِ الفَألِ الحسَنِ

وليسَ من التطيُّر والتشاؤُمِ من الأسماءِ القبيحةِ.

https://dorar.net/hadith/sharh/64876

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" لا تسمّين غلامك يسارًا ولا ربَاحًا، ولا نَجِيحًا

ولا أفلح، فإنك تقول: أثَمّ هو؟

فلا يكون، فيقول: لا ".

والنهي عن التسمي بهذه الأربعة مكروه كراهة تنزيهية

كما قال الإمام النووي -

والعلة في الكراهة ما بينه صلى الله عليه وسلم في قوله

: " فإنك تقول: أثَمّ هو؟ فيقول: لا "

فكره لبشاعة الجواب

وربما أوقع بعض الناس في شيء من التشاؤم

فيحدث لهم يأس من تحقق اليسر والنجاح والفلاح

فنهاهم عن السبب الذي يجلب لهم

سوء الظن بالله سبحانه

ويُورِثهم اليأس من خَيْره وفضله.

https://dorar.net/hadith/sharh/17920

وهكذا يُعتنَى الإسلام بأمر تحسينِ اسمِ الطفل

عنايةً فائقة، تقديرًا منه لأهميته، وإدراكًا لضرورته.

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

أمير جزائري حر
2022-09-23, 11:44
بُوركتم وأُجِرتم أخي الكريم...
نحن في المتابعة .. :19:

*عبدالرحمن*
2022-09-23, 12:01
بُوركتم وأُجِرتم أخي الكريم...
نحن في المتابعة .. :19:


الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

بارك الله فيك

و جزاك الله خيرا

*عبدالرحمن*
2022-09-23, 12:28
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأبناء قبل وجودهم

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وكرمه

وأعطاه مجموعةً من الحقوق والواجبات ليحكم حياته

ويرتقي بها خلافاً لسائر المخلوقات الأخرى

ويعتبر الحق في الحياة هو الأساس

الذي تُبنَى عليه باقي الحقوق

كما ينبغي الإشارة إلى أنّ الشريعة الإسلامية

قد كفلت حق الحياة لجميع من هم على وجه المعمورة

بشراً كانوا أم غير ذلك

فلا ينبغي الاعتداء على شيءٍ من المخلوقات

إلا بوجهٍ شرعي

وقد فرضت الشريعة الإسلامية

لأجل الحفاظ على ذلك الحق

العديد من الأحكام

وسنّت العديد من العقوبات لمن يتعدّى على ذلك الحق.

حقّ الحياة

تتعدّد مظاهر وأشكال حفظ الإسلام لحق الحياة

لجميع المخلوقات التي وُجِدت على وجه الأرض

وتتميز تلك المظاهر وتَبرُز بصورةٍ أوضح

إذا ما نظر الناظر إلى الأحكام العملية

التي شرعتها الديانة الإسلامية على معتنقيها

وتبرز كذلك في حال كانت تتعلّق بالإنسان

في جميع أحواله وهيئاته

مسلماً كان أم كافراً

أسود كان أم أبيض، عربياً أم عجمياً

فلا فرق في هذا الحق بين إنسانٍ وآخر

إلّا ضمن أسس وضوابط حددها الإسلام

ونظمها وفق قواعد دقيقة

حتى أنّ الجنين في بطن أمه

حفظ الله له الحق في الحياة

فمنع الاعتداء عليه

بما يؤدي إلى مجرد إلحاق الضرر به أو بأمّه

وفيما يلي بيان أهم تلك المظاهر في الإسلام.

منع الاعتداء على الجنين

فقد أجمع علماء وفقهاء الأمة

على تحريم إجهاض الجنين الذي بلغ من العمر

في بطن أمه مقداراً محدداً

أي ما بعد نفخ الروح فيه

فلا يجوز الاعتداء على الجنين بإزهاق روحه

أو التخلص منه في هذه المرحلة مطلقاً

من خلال الإسقاط ما دام الجنين قد تشكَّل

في رحم الأم ونُفِخَت الروح فيه

لكون الإسلام قد كفل له حقَّ الحياة والبقاء

ومنع الاعتداء عليه

إلّا في حالةٍ واحدة هي أن تتعرض الأم

لخطرٍ محقق نتيجة ذلك الحمل

أو أصابها خطر طارئ هدّد حياتها

كأن تتعرض لحادثٍ، أو تقع وتُصاب بإصابة

تهدد حياتها وحياة جنينها

ففي هذه الحالة يجوز الاستغناء عن الجنين

في سبيل الإبقاء على حياة الأم التي هي الأصل

أو أن يكون لدى الأم مرضٌ يمنعها من مواصلة حملها

فإن استمرّ حملها تعرضت لخطرٍ مُحقّق

فكذلك يجوز في هذه الحالة التخلص من الجنين

وإسقاطه بناءً على تقدير الطبيب المسلم الحاذق

ومن الأمراض التي تهدّد حياة الأم والجنين

أن تكون الأم مصابةً بأمراض القلب أو السرطان

أو الأمراض المتعلقة بالرحم

فيكون السعي إلى الإبقاء على حياة الأم

أولى من الإبقاء على حياة الجنين

أمّا إذا تمكّن الأطباء واستطاعوا من إنقاذ الأم وجنينها

إذا أُصيبت بمرضٍ طارئ أو تعرضت لخطر-

فيكون ذلك أبلغ وأفضل لا محالة

فإن عجزوا عن ذلك إلا بالاستغناء

عن الجنين جاز ذلك مطلقاً.

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت (1427هـ)

الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)

الكويت: دار السلاسل، صفحة 57، جزء 2. بتصرّف.

فقد كان النّاس قبل الإسلام يَسندون حقّ

منح حياة الطفل إلى الأب أو الأخ الأكبر

ولمّا جاء الإسلام نهى عن ذلك

فلم يعطِ حقّ سلب الحياة من إنسان لأيّ أحد

وجعل القتل من المهلكات ومن كبائر الذنوب

قال -تعالى-: (وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ

نَحنُ نَرزُقُهُم وَإِيّاكُم إِنَّ قَتلَهُم كانَ خِطئًا كَبيرًا).

سورة الإسراء، آية: 31.

وقد أوصى الله سبحانه تعالى الآباء

بالعناية والإحسان إلى الأولاد بعد أن وصى الأولاد

بالإحسان إلى الآباء في الآية

بقوله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا

لتكون المحبة متبادلة من الطرفين

فأمر سبحانه وتعالى الآباء بعدم قتل الأولاد

في هذه الآية الكريمة

وكانت العرب تقتل أولادها خوف الفقر والفاقة .

و مزيد من التوضيح

وكل من لا يعلم أولاده الفرائض الدينية

والأخلاق المحمدية فقد قتلهم قتلاً معنوياً.

والله تعالى يقول: وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ

وإذا أردنا أن نستخرج مفهوم الآية الكريمة

فيكون المستخرج منها: أحيوا أولادكم حياة طيبة

ولا تخشوا الفقر من ذلك

إن إحياءهم لهو الرشد والتوفيق.




و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

أم ميرال و آرال
2022-09-23, 12:55
موضوع قيم جدا... في المتابعة
مجهود تشكر عليه

*عبدالرحمن*
2022-09-24, 11:48
موضوع قيم جدا... في المتابعة
مجهود تشكر عليه

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

بارك الله فيكِ

*عبدالرحمن*
2022-09-24, 12:38
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

حقوق الأولاد بعد وجودهم

قرَّرتِ الشريعة الإسلامية أن من ضمن حقوقِ الطفل

عقب ولادته من الرعاية والاعتناء به

حقُّ التحنيك، والرضاعة، وحلق الرأس، والختان

وتفصيلها كما في التالي:

(أ) التحنيك:

ومن الحقوق التي شَرَعها الإسلام من أجلِ العناية

بالمولود وتكريمه: تحنيكُه عقب الولادة

والتحنيك هو: "وضع التمرِ ودَلْك حَنَك المولود به

وذلك بوضع جزءٍ من التمر الممضوغِ على الإصبع

وإدخاله في فم المولود، ثم القيام بتحريكه

يمنة ويسرة بحركة لطيفة"


وذلك تطبيقًا للسنة المطهرة

واقتداءً بفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

ولعلَّ الحكمة من ذلك تقويةُ عضلات الفمِ

بحركة اللسان مع الحنك مع الفكين

حتى يتهيَّأ المولود لعمليةِ الرضاعة

وامتصاص اللبن بكلِّ قوة، وبحالة طبيعية.

ومن الأفضل أن يقومَ بعملية التحنيكِ

مَن يتَّصِف بالتقوى والورع والصلاح

تبركًا وتفاؤلاً بصلاحِ المولود وتقواه

وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم -

يحنِّك كلَّ مَن أتى عنده من الأطفال

كما جاء في حديث عائشة - رضي الله عنها -

أنها قالت: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

كان يؤتى بالصِّبْيان فيبَرِّك عليهم ويحنِّكهم"

[صحيح مسلم، كتاب الأدب

باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته

وحمله إلى صالح، رقم الحديث: 4000.

وجاء في حديث أبي بردة عن أبي موسى -

رضي الله عنهما - قال: "وُلِد لي غلامٌ

فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمَّاه إبراهيم

فحنَّكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إليَّ"

صحيح البخاري، كتاب العقيقة

باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته

وحمله إلى صالح، رقم الحديث: 5045.

وجاء في حديثٍ آخرَ عن أسماء - رضي الله عنها -

أنها حملتْ بعبدالله بن الزبير - رضي الله عنهما -

قالت: "خرجتُ وأنا مُتِمٌّ، فأتيتُ المدينة

فنزلتُ بقُبَاء، فولدتُه بقُبَاء، ثم أتيتُ به النبيَّ -

صلى الله عليه وسلم - فوضعتُه في حجرِه

ثم دعا بتمرةٍ فمضغها ثم تَفَل في فِيه

فكان أولَ شيءٍ دخل جوفَه ريقُ رسول الله

- صلى الله عليه وسلم - ثم حنَّكه بتمرةٍ

ثم دعا له وبرَّك عليه"

صحيح البخاري، كتاب العقيقة

باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم

يعقَّ عنه وتحنيكه، رقم الحديث: 5047.

(ب) الرضاعة:

عملية الرضاعة عمليةٌ جسمية ونفسية

لها أثرها البعيد في التكوين الجسدي والانفعالي

والاجتماعي في حياة الإنسان - وليدًا ثم طفلاً

- ولقد أدركتِ الشريعة الإسلامية ما لعمليةِ الرضاعة

من أهميةٍ للطفل

حيث يكون بمَأْمَن من الأمراض الجسمية

والجدب النفسي التي يتعرض لها الطفل

الذي يتغذَّى بجرعات من الحليب الصناعي.

فقد فرض المولى الكريم على الأم أن تُرضِع طفلها

وجعل حدَّها حولينِ كاملينِ إن أرادتْ

وجعله حقًّا من حقوق الطفل

يقول - عز وجل -: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ

حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ... ﴾ [البقرة: 233].

أما الفوائد النفسية والاجتماعية من هذه العملية

فتنعكس على الوليد في شعورِه بالدفء

والحنان والأمان، وهو ملتصق بوالدته

يحس نبضات قلبها

ولقد أكَّد علماء النفس أن الرضاعة "ليستْ مجرد

إشباع حاجة عضوية، إنما هو موقف

نفسي اجتماعي شامل، يشمل الرضيع والأم

وهو أول فرصة للتفاعل الاجتماعي"

لجنة الموسوعة، موسوعة للأم والطفل

بيروت: مكتبة لبنان، 1996م)، ص 90 - 93؛

(ج) حلق الرأس:

ومن حقوق الطفل في الإسلام

أن يُحلَق رأسُه يوم السابع من ولادته

والتصدق بوزن شعره - إن أمكن -

ذهبًا أو فِضَّة؛ امتثالاً لفعل الرسول

- صلى الله عليه وسلم - كما جاء في حديث

عن علي - رضي الله عنه -

قال: "عقَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

عن الحسَن بشاةٍ، فقال: ((يا فاطمةُ

احلِقِي رأسَه، وتصدَّقي بزنة شعرِه فِضَّة))

سنن الترمذي، كتاب الأضاحي عن رسول الله

باب العقيقة بشاة، رقم الحديث: 1439.

وفي حلق رأس المولود عدَّة حِكَم

منها إماطة الأذى عنه

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دمًا

وأميطوا عنه الأذى))

وقد سُئِل الحسن عن قولِه:

((أَمِيطُوا عنه الأذى))، فقال: "بحلقِ الرأس..."

سنن الترمذي، كتاب الأضاحي

عن رسول الله، باب العقيقة بشاة

وحلق شعر رأس المولود أنفعُ لرأسه

ففيه إزالةٌ للشعرِ الخفيف الضعيف

ليخلفه شعر أقوى، وفيه فتحٌ لمسامِّ الرأس

وتقوية لحاسَّة البصر والشم والسمع"

محيي الدين عبدالحميد

كيف نربِّي أولادنا إسلاميًّا، ص 55.

(د) الختان:

الختان هو قطع القُلْفَة

أي: الجلدة التي على رأس الذَّكَر

وهو رأس الفِطْرة

كما جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه

- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((الفطرةُ خمسٌ: الختان، والاستحداد

وقصُّ الشارب، وتقليم الأظفار، ونَتْف الإبط))

صحيح البخاري، كتاب اللباس

باب تقليم الأظفار، رقم الحديث: 5449.

والختان هو شعار الإسلام لعبادِه

مما يميِّز المسلمَ عن غيره

من أتباع الديانات الأخرى

وهو واجبٌ في حق الذكور

لأنه ثابتٌ من فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم

- كما جاء في حديث جابر - رضي الله عنه -

قال: "عقَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم

- عن الحسن والحسين، وختنهما لسبعةِ أيامٍ)

سنن البيهقي، كتاب شُعَب الإيمان

باب حقوق الأولاد، رقم الحديث: 8269.

وقد شدَّد الإمام مالك في أمر الختان

حتى قال: "مَن لم يَخْتَتِن لم تَجُزْ إمامتُه، ولم تُقْبَل شهادته"

عبدالله ناصح علوان، تربية الأولاد في الإسلام ص 103.

ورُوِي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

أنه قال للرجل الذي قال: قد أسلمتُ:

((أَلْقِ عنك شعرَ الكفر واختَتِنْ))

سنن أبي داود، كتاب الطهارة

باب في الرجل يسلم فيؤمر بالغسل، رقم الحديث: 302.

وللختان فوائد كثيرة؛ منها:

أنه يجلب الطهارة، والنظافة، والتزيين

وتحسين الخلقة، وتعديل الشهوة

كما يقول الدكتور صبري القباني:

"يتخلَّص المَرْءُ بقطع القُلْفَة من المفرزات الدهنية

والسيلان الشحمي المقزِّز للنفس

ويُحول دون إمكان التفسخ والإنتان

كما يتخلَّص المرءُ من خطر انحباس الحَشَفة أثناء التمدُّد".

ومنها: أنه يمنع حدوثَ ورمٍ سرطاني بعضوِ الذُّكور

وهذا راجعٌ إلى تراكمِ الإفرازات

والموادِّ التي يُمكِن أن يُحدِث احتكاكُها أورامًا سرطانية

محيي الدين عبدالحميد

كيف نربِّي أولادنا إسلاميًّا، ص 62-63

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-09-25, 12:04
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأولاد بعد وجودهم

الأذان للمولود

يُسنّ في الشريعة الإسلامية الأذان

في الأذن اليُمنى للمولود

ويشمل ذلك المولود ذكراً كان أم أنثى

ثم يُتبع المؤذن الأذان بالإقامة في الأذن اليُسرى،

وقد وردت أحاديث بسند ضعيف

يُؤخذ فيها بفضائل الأعمال تدلّ على ذلك.

عن ابن عباس -رضي الله عنه-:

(أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-

أذَّنَ في أُذُنِ الحَسَنِ بنِ عَليٍّ يومَ وُلِدَ

فأذَّنَ في أُذُنِه اليُمنَى وأقامَ في أُذُنِه اليُسرَى)

وروى الحسين عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:

(من وُلِدَ لهُ مولودٌ فأذَّنَ في أُذُنِه اليُمنَى

وأقامَ في أذُنِه اليُسرى رُفِعَتْ عَنهُ أمُّ الصِّبيانِ)

ويكون الأذان بصيغة الأذان المعروفة للصلاة.

الحكمة من الأذان في أذن المولود

الحرص على أن يكون الأذان أوّل ما يسمعه

الجنين عند نزوله من بطن أمّه

ذلك أنّ الشيطان يكون بالمرصاد للطفل ليستقبله

فيكون الأذان قبل أن يمسّه الشيطان فيهرب

ولا يمسّ الطفل بسوء بإذن الله.

عمر عبد الكافي ، مقتطفات من السيرة

صفحة 11، جزء 4. بتصرّف.

فقد قال ابن قدامة رحمه الله في كتابه: المغني (11/120):

( فصل: قال بعض أهل العلم:

يستحب للوالد ‏أن يؤذن في أذن ابنه حين يولد

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/9118/

.................................................. ..

العقيقة

فالعقيقة هي: الذبيحة التي تذبح للمولود

وأصل العق: الشق، والقطع

وقيل للذبيحة عقيقة؛ لأنه يشق حلقها

ويقال عقيقة للشعر الذي يخرج

على رأس المولود من بطن أمه.

وهي سنة مؤكدة

كما عليه جمهور أهل العلم

لما رواه مالك في موطئه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

من ولد له ولد، فأحب أن ينسك عن ولده، فليفعل.

وقد روى أصحاب السنن عن سمرة -رضي الله عنه

- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

كل غلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه

ويحلق، ويتصدق بوزن شعره فضة

أو ما يعادلها، ويسمى.

ويذبح عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة

لما رواه الترمذي عن أم المؤمنين عائشة

-رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

أمرهم أن ُيعق عن الغلام شاتان مكافئتان

وعن الجارية شاة.

ويسن أن تذبح يوم السابع للولادة

فإن لم يكن، ففي الرابع عشر

وإلا ففي الحادي والعشرين

لما أخرجه البيهقي عن بريدة

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

العقيقة تذبح لسبع، أو لأربع عشر

أو لإحدى وعشرين.

فإن لم يتمكن في هذه الأوقات؛ لضيق الحال

أو غير ذلك، فله أن يعق بعد ذلك

إذا تيسرت حاله، من غير تحديد بزمن معين

إلا أن المبادرة مع الإمكان أبرأ للذمة.

والذي تطلب منه العقيقة هو: من تلزمه نفقة المولود

فيؤديها من مال نفسه، لا من مال المولود.

و لمعرفة أحكام العقيقة

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/2287/%D8%A3%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

نسبة الأبناء إلى آبائهم

من خلال الزواج أو الإقرار أو البيّنة

قال الله تعالى:

(ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) [الأحزاب:5].

فالأصل أن ينسب الولد -

ذكراً أو أنثى - إلى أبيه - إن كان له أب -

كما قال تعالى عن مريم:

(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا...) [التحريم:12].

فنسبها الله تعالى إلى أبيها

ولم ينسبها إلى أمها

ونسب الله تعالى من لم يكن له أب إلى أمه

فقال سبحانه وتعالى عن عيسى عليه السلام

: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ...) [المائدة:116].

وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في تحفة المودود

: كما أنه - المولود - يدعى لأبيه لا لأمه

فيقال: فلان ابن فلان، قال الله تعالى:

(ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) [الأحزاب:5].

وقد تشتهر بين الناس نسبة الولد إلى أمه لسبب ما

مثل: محمد بن الحنفية

وإسماعيل بن علية وغيرهما

ولكن على سبيل الندرة والتبع

والأصل نسبته إلى أبيه.

والحكمة من نسبة الولد إلى أبيه

هي أن أباه هو القائم عليه، والمكلف بنفقته -

إن كان فقيراً - والمتولي الدفاع عنه ونحو ذلك

ولذا كان من فقد أباه يسمى يتيماً

دون من فقد أمه فقط.

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/13857/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%AF-%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D9%87

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-09-26, 01:53
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأولاد بعد وجودهم

فيا أيها الأب والأم الكريمان

من حقوق الابناء تربيتهم تربية إيمانية:

و سوف يطول الشرح في هذا المقام

فإن مما يعلَمه الصغير والكبير

بحمد الله تبارك وتعالى

أن الله عز وجل خلق الخلق للعبادة

قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]

وكم هو جميل أن نقف مع أنفسنا داخل أسرتنا

عند هذه الحكمة وتفعيلها

وتحقيقها واقعًا عمليًّا ملموسًا.

لذلك سوف انشر لكم ملخص فقط الان

و من يهمه الامر يتابع التفاصيل

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ

وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ

غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

ومن أهمِّ وسائل الوقاية: تربيتهم على الفَضائل

وإبعادهم عن الرَّذائل، وتعليمهم علومَ الدِّين

وتدريبهم على الصَّلاة، وعلى العِبادات الأخرى

وتوفير سُبل حصانتهم من الوقوع

في مصايد الشَّيطان وحبائله

وذلك بالتفريق بينهم في المضاجِع.

يدلُّ على ذلك: ما جاء عن عمرو بن شعيب

عن أبيه عن جدِّه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((مُروا أولادَكم بالصَّلاة وهم أبناءُ سبع سنين

واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عشْرٍ

وفرِّقوا بينهم في المضاجِع))

أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة

باب متى يؤمر الغلام بالصلاة؟ (495)

والوالد و الوالده مسؤولين عن ذلك

فقد جاء عن عبدالله بن عمر

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((ألا كلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيَّته

فالإمامُ الذي على الناس راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيَّته

والرَّجلُ راعٍ على أهل بيته وهو مسؤولٌ عن رعيَّته

والمرأةُ راعية على أهل بيت زوجها وولده

وهي مسؤولةٌ عنهم

وعبدُ الرجل راعٍ على مال سيِّده وهو مسؤول عنه

ألا فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته)).

أخرجه البخاري، كتاب الأحكام

باب قول الله تعالى:

﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59] (7137)

واللفظ له

عن أنس وفيه زيادة:

((فأعدُّوا للمسائل جوابًا))

قالوا: يا رسولَ الله، ما جوابها؟

قال: ((أعمال البِرِّ))

وقال ابن حجر في فتح الباري (16 / 459): "وسنده حسن".

فكما أنَّ الأب يَخشى على أولاده

من برد الشتاء وحرِّ الصيف

فلا بدَّ أن يَخشى عليهم من نار جهنَّم

فيحيطهم بالرِّعاية والتربية الإيمانية

وسوف يُسأل عن ذلك إنْ هو قصَّر

قال عليه الصلاة والسلام:

((إنَّ الله سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استرعاه

حفِظ أم ضيَّعَ، حتى يَسأل الرجلَ عن أهل بيته))

أخرجه أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه.

وقد تَرجم البخاريُّ في الأدب المفرد:

باب أدب الوالد وبره لولده

وأورد فيه من جهة الوليد بن نمير بن أوس

أنه سمع أباه يقول:

كانوا يقولون: الصَّلاحُ من الله، والأدبُ من الآباء.

ولهذا كان من مَحاسن التربية الإيمانيَّة

أنَّها تحفظهم من الانحِرافات العقديَّة

والسلوكية، والفِكرية

وهي تحصنهم من مَظاهر الغلوِّ والتطرُّف.

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-09-26, 13:52
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

من حقوق الابناء تربيتهم تربية إيمانية 2:

من معالم المنهج النبوي في التربية

لا شك أن الأطفال نعمة من الله تعالى

وهم زينة الحياة الدنيا

فنظرة الطفل الصغير إلى والديه وابتسامته لهما

تُزيل الهموم وتجلب السعادة

لذا وجَب علينا أن نشكُر الله تعالى على هذه النعمة

وأن نُحسن التعامل معها

وأن نتحلى بصفات اللين والرحمة والشفقة

وأن نتخلى عن الغلظة والشدة المفرطة

والقسوة المهلكة والجفاء

ونحو ذلك من الصفات المذمومة

وللأسف الشديد فإننا نرى بعض الأباء والأمهات

ربما تسبَّب أحدهما أو كلاهما في إصابة

ابنهما بأمراض نفسية معقدة

بل أحيانًا مزمنة، بسبب سوء المعاملة

وعدم مراعاة الجانب النفسي للطفل

علمًا بأن من أعظم أسباب تدهور الحالة النفسية

عند الأطفال كثرة الخلافات الزوجية

وعدم شعور الطفل بالأمان

والمعاملة الجافة السيئة

وإذا تأملنا معالم المنهج النبوي في التربية

نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قد اهتم بالصحة النفسية للطفل

فكان صلى الله عليه وسلم رحيمًا بالأطفال

إلى أقصى حد يتخيَّله الإنسان

فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

"مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ

مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"

https://dorar.net/hadith/sharh/17368

وقال أيضًا: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا"

https://www.dorar.net/hadith/sharh/114400

وقد بالغ النبي صلى الله عليه وسلم

في العناية والرعاية عندما أوصى بمراعاة

الجوانب المادية والنفسية والمعنوية بالنسبة للأيتام

فقال: "أَنَا وكافلُ الْيتِيمِ في الجنَّةِ هَكَذَا

وأشار بالسبابة والوسطى"

https://www.dorar.net/hadith/sharh/20972

وتتجسد رحمته وشفقتُه بالأطفال وتتَّضح

في بعض الأحاديث النبوية، ومنها:

قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي لأَقُومُ إِلَى الصَّلاةِ

وَأُرِيدُ أَنْ أُطَوِّل فِيها

فَأَسْمعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجوَّز فِي صلاتِي"؛

وذلك من باب الرحمة بالطفل وأمه

https://dorar.net/hadith/sharh/72078

بل نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

من أن يُفرق بين الأم وولدها

حتى لو كان ذلك في الحيوانات والبهائم والطيور

قَالَ ابن مسعود: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فِي مَقْبَرَةٍ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ، فَرَأَيْنَا حُمرَةً (طائر)

مَعَهَا فَرْخَانِ، فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا

فَجَاءَتِ الْحُمرَةُ تَفْرِشُ (ترفرف وتقترب من الأرض)

فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَقَالَ: "مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا"

https://dorar.net/hadith/sharh/72906

وقال في حديث آخر:

"مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا

فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"

https://www.dorar.net/hadith/sharh/131319

وأنا أعجب وأتحسَّر من بعض الآباء الذين يفرِّقون

بين الأم وولدها بسبب الخلافات الزوجية

كيف ذلك وقد نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

عن هذا التفريق ولو في البهائم والطيور

وتتجلى رحمته وشفقته صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وهو يحمل أحفاده أثناء الصلاة

فكان يحمل حفيدته أُمامة بنت زينب وهو يصلِّي

ويحمل الحسن أيضًا

ويركب الحسين على ظهره وهو ساجد

فيُطيل السجود مراعاةً لمشاعر الحسين

حتى يقضي نهمتَه

وكان صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقبِّل الأطفال ويُمازحهم

وقد قبَّل صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﻋﻨﺪﻩ الأﻗﺮﻉ ﺑﻦ ﺣﺎﺑﺲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ

جالسًا، ﻓﻘﺎﻝ الأﻗﺮﻉ: ﺇﻥ ﻟﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻟﺪ

ﻣﺎ قبَّلتُ ﻣﻨﻬﻢ أحدًا، ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وسلم

ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: "من لا يَرحم لا يُرحم"؛ (متفق عليه).

https://www.dorar.net/hadith/sharh/141052

ﻓﺎﻟﺮﺣﻤﺔ ﻓﻀﻴﻠﺔ، ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺓ هنا ﺭﺫﻳﻠﺔ

فتقبيل الأطفال سنة عن رسولنا عليه الصلاة والسلام

ومن معالم التربية في المنهج النبوي

كيفية التوجيه والإرشاد بلين ولُطفٍ

فعندما أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة

فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: "كخ كخ، ارمِ بها، أما علمتَ أنَّا لا نأكل الصدقة"

https://dorar.net/hadith/sharh/2746

فلم يضرِبه أو يشتد عليه

ولكن علَّمه بلِينٍ ولُطف وحِكمةٍ

وعن عمر بن أبي سلمة قال:

كُنْتُ غُلاَمًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ

(يحرِّكها في جميع جوانب إناء الطعام)

فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ»

فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ؛ (متفق عليه).

https://www.dorar.net/hadith/sharh/130676

وهكذا يا عباد الله

كانت هذه بعض السطور السريعة المختصرة

حول معالم المنهج النبوي في المحافظة

على الصحة النفسية للأطفال، والله المستعان.

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-09-27, 12:41
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

من حقوق الابناء تربيتهم تربية إيمانية 3 :

تربية الأولاد على الصلاة

أيها الأب الكريم؛ أيتها الأم الحنون

إنّ أولادنا أمانة عندنا

وهبها الله تعالى لنا

وكم نتمنى جميعاً أن يكونوا صالحين

وأن يوفقهم الله في حياتهم الدينية والدنيوية.

نتذكَّر قول النبي صلى الله عليه وسلم:

«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»

[رواه البخاري 893، ومسلم 1829].

وأولادنا سوف نُسأل عنهم

وتذكّر دعاء المؤمن: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا

وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان: 74].

ولنعلم أن أولادنا في حاجةٍ لأمور كثيرة

فهم في حاجة للحبّ

وفي حاجة للتقدير وللحرية وللنجاح.

أيها الأب الكريم؛ أيتها الأم الحنون:

أنتم النماذج لأولادكم

وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

«إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية

وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له»

[رواه الترمذي 1376، وقال: حسن صحيح].

فليكن هدفنا أن نجعل من أولادنا أفراداً صالحين

وتذكّروا قول النبي صلى الله عليه وسلم:

«إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق»

https://www.dorar.net/hadith/sharh/113451

ومما لاشك فيه: أنَّ تربية الابناء

على الصلاة فريضة شرعية

لإعداد الفرد الصالح والأسرة الصالحة والمجتمع الصالح

الذي يطلق عليه القران الكريم: (الأمة الوسط)

والتي حمّلَها ربُّ العالمين مسئولية إقامة الحياة

على منهاجه وشريعته، لتكون نظاماً حياتياً شاملاً.

- كيف نربي أولادنا على الصلاة؟

قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132] .

أيها الأب، أيتها الأم:

نعلم جميعاً مكانة الصلاة في الإسلام

فمن قول النبي صلى الله عليه وسلم:

«...وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ»

https://www.dorar.net/hadith/sharh/82137

يتبيّنُ لنا: أن رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة

ووصية النبي صلى الله عليه وسلم عند الوفاة

وهي وصية للأمة كلها:

«الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم»

https://dorar.net/hadith/sharh/126181

لذلك يجب أن نعلم أن تعويد الطفل على الصلاة

هدف حيوي في التربية الإيمانية للطفل

وتذكَّر بأن الطفولة ليست مرحلة تكليف

وإنما هي مرحلة إعداد وتدريب وتعويد

وصولاً إلى مرحلة التكليف عند البلوغ

فيسهل على الطفل أداء الواجبات والفرائض.

مراحل الصلاة:

أولاً: مرحلة تشجيع الطفل على الوقوف في الصلاة:

ففي بداية وعي الطفل يطلب منه الوالدان الوقوف

بجوارهما في الصلاة

رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«إذا عرف الغلام يمينه عن شماله فمروه بالصلاة»

https://dorar.net/h/4e941ffe5803cfe7a30d08019c169ff6

ولنعلم جميعاً أن الأبناء في بداية طفولتهم

قد يمرُّوا أمام المصلين ويجلسوا أمامهم وقد يبكون

فلا حرج على الوالد أو الوالدة في حمل طفلهم

في الصلاة حال الخوف عليه

خاصّة إذا لم يكن بالبيت من يلاعبه

وليتذكّر الآباء أن صلاة الجماعة بالمسجد هي الأفضل

ومع ذلك فقد طالبنا الرسول صلى الله عليه وسلم

بأداء النوافل والمستحبات في المنزل

فقد قال صلى الله عليه وسلم:

«إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده

فليجعل لبيته نصيباً من صلاته

فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً»

[رواه أحمد 13986، ومسلم 778].

وفي رواية: «اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم

ولا تتخذوها قبوراً»

[رواه البخاري 432، ومسلم 888]

فحينما يرى الطفل والده ووالدته

يصليان فإنه سوف يقلدهم.

ثانياً: أبناء مرحلة ما قبل السابعة:

وهي مرحلة الإعداد للصلاة، وتشمل:

- تعليم الطفل بعض أحكام الطهارة البسيطة:

في أهمية التحرُّز من النجاسة، والاستنجاء

وآداب قضاء الحاجة، وضرورة المحافظة

على نظافة جسمه وملابسه

مع شرح علاقة الطهارة بالصلاة.

- تعليم الطفل الفاتحة وبعض قصار السور استعداداً للصلاة.

- تعليمه الوضوء وتدريبه على ذلك عمليّاً

كما كان الصحابة رضوان الله عليهم يفعلون مع أبنائهم.

- وقبيل السابعة نبدأ بتعليمه الصلاة وتشجيعه

على أن يصلي فرضاً أو أكثر يومياً

مثل صلاة الصبح قبل الذهاب

إلى الروضة أو إلى المدرسة

ولا نطالبه بالفرائض الخمس جملة واحدة

قبل سن السابعة.

- وتذكّر أيضاً: أهمية اصطحاب الطفل إلى صلاة الجمعة

بعد أن تعلّمه آداب المسجد

فيعتاد الطفل على إقامة هذه الشعائر

ويشعر ببداية دخوله المجتمع واندماجه فيه.

ثالثاً: مرحلة ما بين السابعة إلى العاشرة:

ففي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم:

«مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين

واضربوهم عليها وهم أبناء عشر

وفرقوا بينهم في المضاجع»

[رواه أبو داود 494، واللفظ له].

فيجب أن نعلّم الطفل هذا الحديث حتى يعرف

أنه قد بدأ مرحلة المواظبة على الصلاة

ولهذا ينصح المربين أن يكون

يوم بلوغ الطفل السابعة حدثاً متميزاً في حياته

وقد خصّص النبي صلى الله عليه وسلم

ثلاث سنوات متواصلة لتأصيل أمر الصلاة

في نفوس الأبناء، وتكرّر طلب الصلاة من الطفل

باللين والرفق والحب,

وبنظرة حسابية نجد أن عدد التكرار

يصل خلال هذه الفترة إلى:

عدد الصلوات / عدد الأيام / أعوام / المجموع.

.. 5 × 364 × 3 = 5310 صلاة.

أيّ: أنَّ الوالدين سيذكّرون أولادهم

ويدعونهم إلى الصلاة بقدر هذا العدد الضخم

في هذه الفترة وهذا يوضح لنا أهمية التكرار

في العملية التربوية، مع ما يناسب ذلك

من بشاشة الوجه وحسن اللفظ.

وفي هذه الفترة يتعلم الطفل أحكام الطهارة

وصفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

وبعض الأدعية الخاصة بالصلاة

ونحثّه على الخشوع وحضور القلب

وقلة الحركة في الصلاة

ونذكر له حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:

«إنّ العبد ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها

تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها

ربعها، ثلثها، نصفها»

رواه أحمد 18415، وأبو داود 796].

على أن نتدرّج معه في ذلك

دون إكراه لصغر سنه.

رابعاً: مرحلة الأمر بالصلاة والضرب عليها:

من الضروري أن نكرّر دائماً في مرحلة السابعة

على مسمع الطفل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم

الذي حدد مبدأ الضرب بعد العاشرة تحذيراً

من الانصياع وراء الشيطان

فإذا أصر بعد ذلك على عدم المداومة على الصلاة

لابد أن يعاقب بالضرب

ولكن يظل الضرب معتبراً بالشروط التي حددها

لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

https://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=3998444444&postcount=5

إذا نشأ الطفل في بيئة صالحة

واهتم والداه بكل ما ذكرناه

وكانا قدوة له في المحافظة على الصلاة

فإنه من الصعوبة ألا يرتبط الطفل بالصلاة

ويحرص عليها، خاصة مع التشجيع المعنوي والمادي.

وفي هذه المرحلة (بعد العاشرة)

يجب على الوالد -أو من يقوم بتربية الأولاد-

أن يعلمهم أحكام صلاة الجماعة

وصلاة السنن مثل ركعتي الفجر والشفع والوتر.

يجب الاهتمام بصلاتي الفجر والعشاء

في هذه المرحلة، وإيقاظ الطفل لأداء صلاة الفجر

بالمسجد حتى يتعوَّدها

ويكون الوالد قدوة لولده في ذلك

وتعويد الطفل على المداومة على كل الفرائض

مهما كانت الأسباب، خاصّة أثناء الامتحانات

: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].

فإن فاتته صلاة ناسياً فليصلها متى تذكّرها

فإذا فاتته تكاسلاً فلنعلمه أن يسارع بالاستغفار

وأن يعمل من الحسنات كالصدقات من مصروفه

وغير ذلك من أعمال الخير

لعل الله تعالى أن يغفر له

وذلك كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم:

«وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا»

[رواه أحمد 20847، والترمذيّ 1987 ]

. وحبذا لو أسهم المسجد في توفير النشاطات

التي يجذب بها كقيام الليل، وحلقات القرآن

ودروس السيرة، والرحلات.

وننبه بعد ذلك على الخطوات السابقة

واتفاق الوالدين عليها وتعاونهما معاً

من أجل أن يكونا قدوة للطفل

وعلى الوالدين أن يكثرا من هذا الدعاء

: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} [إبراهيم: 40]

{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ

وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-09-27, 15:46
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

من حقوق الابناء تربيتهم تربية إيمانية 4:

تربية الأطفال على حب الرسول

ربِّ في ولدك دائمًا علي حب الله ورسوله

عليه الصلاة والسلام، واعلم أن هذه المحبة

من أعظم ما يحمل الولد على طاعة الله ورسوله

قال تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ﴾

وربهم أيضًا على تعظيم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

وأعلم أن هذا التعظيم من أجلّ ما يردعه عن ارتكاب المحرمات

قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ

فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾.

ومن أمثلة ذلك:

أن تعلمه أن كل جميل

ونافع هو من عند الله تعالى:

فالقمر، والمطر، والحديقة، وطعامه

وكساءه، وخلقته كلها من خلق الله تعالى ورزقه

وتعلمه أن كل حق وخير هو

من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فالكرم

والصدق، والشجاعة، والقيادة

والوفاء، كلها من أخلاق النبي الكريم.

ومن هنا يتضح خطأ كثير من الآباء

حين يوجهون أبنائهم دائمًا بقولهم:

هذا غلط، هذا عيب، هذا مضر

ونحو ذلك من كلمات أو إشارات

بل قل له: هذا حلال يحبه الله

وهذا حرام يبغضه الله

وهذا من أخلاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

وهذا خلقٌ من أخلاق المخالفين للأنبياء

كاليهود والنصارى، وهكذا.

و لمزيد من الاستفادة بخصوص تربية الابناء

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2162238

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

أم ميرال و آرال
2022-09-27, 16:22
جزاك الله خيراً

*عبدالرحمن*
2022-09-27, 17:56
جزاك الله خيراً

و جزاكِ الله خيرا

و بارك الله فيكِ

و اذا كان لديكِ استفسار

بخصوص هذا الموضوع ارحب به

و ان كان بخصوص شئ اخر يمكنك من خلال

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2167276

*عبدالرحمن*
2022-09-28, 16:35
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأولاد بعد وجودهم

من حقوق الابناء النفقة

وهذه من الواجبات على الأب تجاه أولاده

فلا يجوز له التقصير فيها ولا تضييعها

بل يلزمه القيام بها على الوجه الأكمل :

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت "

رواه أبو داود ( 1692 )

قولُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:

«كفَى بالمَرءِ إثمًا»

أي: يَكْفي المرءَ مِن أسبابِ كَسبِ الإثْمِ والذَّنبِ

«أنْ يَحبِسَ عمَّن يَملِكُ قُوتَه»

يَعني مَن تَلزمُه نَفقتُه مِن أهْلِه وعِيالِه وعَبيدِه

والمرادُ أنَّه لو لم يكُنْ للشَّخصِ ذنبٌ

غيرُ مَنعِه مملوكَه قوتَه

لَكَفاهُ ذلك إثمًا يوجِبُ له دخولَ النَّارِ.

وفي الحَديثِ: الأمرُ بالإنْفاقِ على مَن تلزَمُ رِعايتُه.

https://www.dorar.net/hadith/sharh/127807

كذلك أيضاً من أعظم الحقوق

وأجلها حسن التربية والرعاية للبنت خاصة

ولقد رغَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم

في هذا العمل الصالح .

عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :

جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد

عندي غير تمرة واحدة فأعطيتُها فقسمتْها

بين ابنتيها ثم قامت فخرجت

فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثتُه فقال :

من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن

إليهن كنَّ له ستراً من النار .

رواه البخاري ( 5649 ) ومسلم ( 2629 ) .

جاء الإسلامُ باجتِثاثِ عاداتِ الجاهليَّةِ المنكَرةِ

ومِن ذلك أنَّه أَوْصَى بالبَناتِ مِن الذُّرِّيَّةِ

وحرَّمَ وأْدَهنَّ وقَتْلَهنَّ

وبَذَرَ في قُلوبِ أَتْباعِه الموَدَّةَ والرَّحمةَ لهنَّ

ووعَد على الإحْسانِ إليهِنَّ وتَربيتِهنَّ الخيرَ كُلَّه.

قيل: يُريدُ بهذا أنَّ أجْرَ القِيامِ على البَناتِ

أعْظَمُ من أَجْرِ القِيامِ على البَنينَ

إذْ لم يذْكُرْ مِثْلَ ذلك في حَقِّهِم

وذلك -واللهُ أعْلَمُ- لأجْلِ أنَّ مُؤْنةَ البَناتِ

والاهتمامَ بأُمورِهِنَّ أعظَمُ مِن أُمورِ البَنينَ

لأنَّهن عَوْراتٌ لا يُباشِرْنَ أُمورَهُنَّ

ولا يَتصَرَّفْنَ تصَرُّفَ البَنينَ

وكذلك لأنَّهن لا يَتعلَّقُ بهنَّ طَمَعُ الأبِ أو الأخِ

بالاسْتِقْواءِ بِهِنُّ على الأعْداءِ، وإحياءِ اسْمِ الآباءِ

واتِّصالِ نَسَبِهِم وغَيرِ ذلك كما يَتعلَّقُ بالذَّكَرِ

فاحْتاجَ ذلك إلى الصَّبرِ والإخْلاصِ مِنَ المُنْفِقِ

عليهِنَّ مع حُسْنِ النِّيَّةِ، وهذا ما يُنجيهِ مِن النارِ.

https://dorar.net/hadith/sharh/9118

كذلك أيضاً من الأمور المهمة :

وهي من حقوق الأولاد التي ينبغي رعايتها

حق العدل بين الأولاد

وهذا الحق أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم

في الحديث الصحيح :

" اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم "

رواه البخاري ( 2447 ) ومسلم ( 1623 )

فلا يجوز تفضيل الإناث على الذكور

كما لا يجوز تفضيل الذكور على الإناث

وإذا وقع الأب في هذا الخطأ

وفضّل بعض أولاده على بعض

ولم يعدل بينهم تسبب ذلك في مفاسد كثيرة ، منها :

ما يكون ضرره على الوالد نفسه فإنه ينشأ الأولاد

الذين حرمهم ومنعهم على حقده وكراهيته

وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم

إلى هذا المعنى بقوله في الحديث الذي

رواه مسلم ( 1623 )

لوالد النعمان : " أتحب أن يكونوا لك في البر سواء ؟

قال : نعم " ، أي : إذا كنت تريدهم

في البر سواء فاعدل بينهم في العطية .

الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ شَريعةُ العدْلِ والرَّحمةِ

ومِن صُوَرِ العدلِ: المساواةُ بَينَ الأولادِ

في العَطاءِ والهدايا

فإنَّ تَفضيلَ بعضِ الأولادِ على بعضٍ لا يَأتي إلَّا بالأحقادِ

وإيغارِ الصُّدورِ، فيَنتُجُ عن ذلك عقوقُ الأولادِ

للآباءِ، فلا يَبَرُّونَهم.

و معني الحديث الشريف

قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مُوجِّهًا ومُعلِّمًا

: "ألَيسَ يَسُرُّك أن يَكونوا إليك في البِرِّ سَواءً"؟

أي: ألَا تُحِبُّ وتُسَرُّ بأنْ يَكونَ كلُّ أولادِك

في البِرِّ والإحسانِ إليك مُتساوِينَ غيرَ عاقِّين لك؟

فقال بَشيرٌ: "بَلى"، أي: أُحِبُّ أن يَكونوا لي

مُتَساوِين في البِرِّ بي والإحسانِ إليَّ

فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فلا إذنْ"

أي: إذا كُنتَ تُحِبُّ ذلك فلا تَفعَلْ إذنْ هذا الأمْرَ

وهو تفضيلُ بعضِ أولادِك على بَعضٍ

وسَوِّ بينَهم في عَطائِك إيَّاهم.

https://dorar.net/hadith/sharh/88344

ومنها كراهية الأخوة بعضهم لبعض

وزرع نار العداوة والبغضاء بينهم .

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-09-29, 13:12
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأولاد بعد وجودهم

وجوب النَّفقة عليهم إن كانوا فقراء:

وإعانتهم إن كانوا كبارًا فقراء

فقد جاء عن جابر الخيوانيِّ

قال: كنتُ عند عبدالله بن عمرٍو

فقدِم عليه قهرمانٌ من الشَّام

وقد بقيَت ليلتان من رمضان

فقال له عبدالله: هل تركتَ عند أهلي ما يكفيهم؟

قال: قد تركتُ عندهم نفقةً.

فقال عبدالله: عزمتُ عليك لَما رجعت

فتركتَ لهم ما يَكفيهم

فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:

((كفى بالمرء إثمًا أن يُضيِّع من يعولُ)

أخرجه أبو داود (1692)، وابن حبان (4240)

والحاكم (4 / 445)، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد

ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، واللفظ له

وصححه الإمام النووي.

فهذه من النصوص الشرعية وغيرها تدل على وجوب

أن ينفق الرجل على أهل بيته والقيام بمصالحهم

فلا يجوز للوالد التقصير في النفقة

على الأولاد ولا تضييعها

بل يلزمه القيام بها على الوجه الأكمل.

وقد اتفق العلماء على أن الوالد لا تلزمه

نفقة ولده الذي له مال يستغني به

ولو كان هذا الولد صغيراً

واختلفوا في لزوم النفقة على الوالد لابنه البالغ

الفقير القادر على الكسب

فأكثر العلماء يرون أنه لا تلزمه نفقته

لقدرته على الكسب.

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

عن والد غني وله ولد معسر فهل يلزم

الوالد الغني أن ينفق على ابنه المعسر؟

فأجاب رحمه الله: نعم، عليه نفقةُ ولدِهِ بالمعروف

إذا كان الولدُ فقيراً عاجزاً

عن الكسب والوالدُ مُوسراً.

اهـ مختصر من الفتاوى الكبرى 3/363

ومجموع الفتاوى 34/105 .

ومفهوم قول شيخ الإسلام:

إذا كان الولد فقيراً عاجزاً عن الكسب

أن غير العاجز عن الكسب -

وهو القادر لا تجب نفقته.

واختلفوا أيضاً في البنت التي بلغت الحلم

هل يلزم والدها النفقة عليها أم لا ؟

فذهب أكثر العلماء إلى أنه يلزمه أن ينفق عليها

حتى تتزوج -وهو الأقرب والله أعلم-

لعجزها عن التكسب

ولأن إلزامها بالتكسب يفضي إلى مفاسد عظيمة.

هذا مجمل ما يفهم من كلام العلماء

من الحنفية في المبسوط 5/223

والمالكية في المدونة 2/263

والشافعية في الأم 8/340

والحنابلة في المغني 8/171 .

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-09-30, 12:01
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأولاد بعد وجودهم

قال الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً

وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ

إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1].

قال الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا .

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ

وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71].

فقد جاء الإسلام بالأمر بالتعاون

على البر والخير والنهي عن التعاون

على الإثم والعدوان

قال الله تعالى:

{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا

عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ

إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة من الآية:2].

معنى التعاون شرعًا:

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:

"الإعانة هي: الإتيان بكل خصلة

من خصال الخير المأمور بفعلها

والامتناع عن كل خصلة من خصال الشر

المأمور بتركها

فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه

وبمعاونة غيره عليها من إخوانه المسلمين

بكل قول يبعث عليها، وبكل فعل كذلك"

(تيسير الكريم الرحمن [2/ 238] بتصرف يسير).

وما أحوجنا في هذا الزمان الذي انتشر فيه الشر

وانحسر فيه الخير وقلَّ المعينون عليه

أن نحيي هذه الشعيرة العظيمة وندعو إليها

ونحثّ عليها لما فيها من الخير العظيم

والنفع العميم، من إقامة أمر الدين

وتقوية المصلحين

وكسر الشر ومحاصرة المفسدين.

بإعانة الأبناء على فعل الخير:

فيدلُّهم على ما يَقومُ به أمرُ الخيرِ

ويعرِّفهم بما ينبغي عليهم أن يجتنبوه من أمورِ الشّر

ويُعينهم على طاعته

فلا يُكلِّفهم ما لا يَحتملون

ولا يُحمِّلهم ما لا يطيقون

ويَستوجبُ في ذلك التنبُّه إلى أمرِ الدِّينِ ونهيه

فلا يكونُ مَطلبُ الأبِ من ابنه مخالفٌ لما جاءَ به الإسلام

فيستدعي ذلكَ حيرة الابنِ وعقوقه

فإن أطاعَ أباهُ عصى ربَّه

وإن عصى أباهُ عقَّه

فالواجبُ على الآباءِ توجيه الأبناءِ

بما فيهِ طاعة الله تعالى

وإعانتهم على الخيرِ والبر، فلا يكونُ

منهم التَّحريضُ على المعاصي والفسوق

كقطعِ الرَّحم وحبس الصَّدقة

والظُّلم في الميراث.

اذن الإعانة تكون:

بالإحسان إليهم وهم صِغار

وتوقيرهم إن بلَغوا سنَّ مَن يوقَّر.

ولا يُعمل بقولهم: مَن عرفك صغيرًا لم يوقِّرك كبيرًا

ولقد رأينا كثيرًا من الآباء يُحمِّل ولدَه ما لا يطيقه

فيُلجِئه إلى خِلافه

ويعده عاقًّا وهو الباحث على حتْفِه بكفِّه

التنوير شرح الجامع الصغير (6 / 249).

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-01, 12:28
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأولاد بعد وجودهم

من حقوق الابناء عونهم على حُسن الاختيار

في الزَّواج، وعدم إجبارهم على الزَّواج

بمعيَّن، أو بمعيَّنة:

وقد جاء عن عائشة رضي الله عنها

أنَّ فتاةً دخلَت عليها، فقالت:

"إنَّ أبي زوَّجَني من ابن أخيه ليَرفَع بي خسيستَه

وأنا كارهة، فقالت: اجلسي حتى يأتي

رسول الله صلى الله عليه وسلم

فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرَته

فأرسل إلى أبيها، فدعاه

فجعل الأمرَ إليها

فقالت: يا رسولَ الله

قد أجزتُ ما صنع أبي

ولكن أردتُ أن تعلَمَ النساءُ

أنْ ليس للآباء من الأمر شيء"

https://dorar.net/hadith/sharh/150235

حَرَصَ الإسلامُ على حُقوقِ المَرأةِ ومَصالِحِها

ومِن هذه الحُقوقِ: ألَّا تُكْرَهَ على الزَّواجِ

وأنْ يَكونَ رَأْيُها مُعتَبَرًا في هذا الأمْرِ.

وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها

أنَّ فَتاةً أتَتْ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ

تَشكو إليه زَواجَها

وعِندَ أبي داودَ مِن حَديثِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما:

"أنَّ جاريةً بِكْرًا أتَتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"

والبِكرُ: هي التي لم يَسبِقْ لها الزَّواجُ

وأخبَرَتْ أنَّ أباها زَوَّجَها ابنَ أخيه

ليس لِمَصلَحةٍ إلَّا لِيَرفَعَ به خَسيسَتَه

أيْ أنَّه خَسيسٌ، فأرادَ أنْ يَجعَلَه بي عَزيزًا

فيُزيلَ بإنكاحي إيَّاه دَناءَتَه

ويَرفَعَ حالَه بَعدَ انحِطاطِها، والخَسيسُ: الدَّنيءُ

ويُقصَدُ به هنا قَليلُ المالِ

وكَلامُها مُشعِرٌ بأنَّه غَيرُ كُفْءٍ لها

أو أنَّها لم تَكُنْ راغِبةً فيه

ولم يَكُنْ لها خِيارٌ في ذلك

فجَعَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الأمْرَ إليها

بَينَ البَقاءِ مع زَوجِها، وبَينَ تَركِها إيَّاه

والنِّكاحُ مُنعَقِدٌ على كُلِّ حالٍ

فقالتِ الفَتاةُ: "فإنِّي قد أجَزتُ ما صَنَعَ أبي"

أيْ أنَّها أمضَتِ النِّكاحَ، وبَقيَتْ على زَواجِها

ثم أرجَعَتْ سَبَبَ شَكواها لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ

إلى أنَّها أرادَتْ أنْ تأخُذَ منه حُكمًا عامًّا:

هلِ النِّساءُ لهُنَّ حَقٌّ في أمْرِ نِكاحِهِنَّ

بحيث لا يَحِلُّ تَزويجُهُنَّ إلَّا برِضاهُنَّ

أو ليس لهُنَّ مِنَ الأمْرِ شَيءٌ

وإنَّما هو لِلأولياءِ فقط

وزَوِّجونَهُنَّ كيف شاؤوا؟

فبَيَّنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الأمْرَ لهُنَّ

لا لِلأولياءِ، فلا يَحِلُّ لهم أنْ يُزَوِّجوهُنَّ

إلَّا برِضاهُنَّ.وهذا بَيانٌ مِنَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ

بألَّا يَستَأْثِرَ الأولياءُ بالرَّأْيِ في زَواجِ الأبكارِ

لِأنَّ لهُنَّ رَأْيًا، ولا بُدَّ مِن احتِرامِه.

https://dorar.net/hadith/sharh/150235

فنحن نجِد في هذا الحديث

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خيَّرَها

وهي بنت، وجعل الحقَّ لها في ردِّ النكاح

إذا لم تَكن لها رغبة في هذا النِّكاح

حتى يَعلم النَّاسُ - كلُّ الناس -

أنَّ الإسلام لا يَرضى بإكراه المرأة على النِّكاح.

وللفقهاء تَفصيلات مهمَّة حول هذا الموضوع

يَنبغي أن تؤخذ بعين الاعتِبار عند دِراسة هذا الموضوع

من قِبَل الأسرة للوصول إلى القرار الصَّحيح

والوصول إلى أحسَن النَّتائج لكلا الطَّرفين.

ومن باب أولى عدَم إجبار الشابِّ على الزَّواج

ممَّن لا يَرغب كما يَفعل بعضُ اﻵباء.

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-02, 12:23
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأولاد بعد وجودهم

من حقوق الابناء الدُّعاء لهم

وتحرِّي ذلك في الأمكنة والأزمنة المبارَكة

وعدم الدعاء عليهم:

لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

لا تدْعوا على أنفسِكم

ولا تدْعوا على أولادِكم

ولا تدْعوا على خَدَمِكم

ولا تدْعوا على أموالِكم

لا تُوافقوا من اللهِ ساعةَ نيْلٍ

فيها عطاءٌ فيُستجابَ لكم

https://www.dorar.net/hadith/sharh/72911

بمعنى: لا تَدعوا عليهم إنْ أساؤوا إليكم

أو قَصَّروا في واجب من واجباتكم

أو رأيتم منهم ما لا يسرُّكم

فإنَّ ذلك ليس من الحِكمة في شيء.

لكن ممَّا يجِب بيانه:

أنَّ تقصير الآباء في حقوق الأبناء

لا يبرِّر عقوقَ الأبناء وتقصيرهم

في حقوق والديهم.

تقصير الأب لا يبرر عقوق وتقصير الأبناء

وإذا قصر الوالد في الحقوق التي عليه

لأولاده فإن الملام حينئذ الأب

ولا يعني ذلك أن للأبناء أن يقصروا في حقوق الوالدين

بل البر بالوالدين واجب في كل حال

ويجب مصاحبتهما بالمعروف، ولو كانا كافرين

قال الله تعالى:

وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي

مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا

وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً

وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ

ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [لقمان:15].

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/27021/%D8%AA%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%A8%D8%B1%D8%B1-%D8%B9%D9%82%D9%88%D9%82-%D9%88%D8%AA%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1

فالأسرة المسلمة ينبغي أن يسود فيها الحب

والمودة والتراحم والتواصل

واحترام الكبير والعطف على الصغير

وإعطاء كل ذي حق حقه.

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-03, 12:15
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ختام

الأبناء غِراس حياة، وقطوفُ أمل

وقرة عين الإنسان

هم بُناة الغد، وهم رجاله:

مفكِّروه وسواعده، ودروع أمَّته

وحماة استقراره

وهم في الإسلام مستودَع أمانات الآباء

يحفظون الدِّين، وينقادون لرب العالمين

من أجل ذلك وجَّه الإسلام عنايته إلى تربيتهم

حتى يسعد بهم المجتمعُ، ويصعدوا هم بالمجتمع

فلقد شمِلتْ عناية الإسلام جميعَ جوانب حياة الفرد

لينمو نموًّا متكاملاً، نموًّا يشمل: جسمه وروحه

وخلقه وعقله، وبالمحافظة على هذا النمط العالي

من التربية الراقية، يربَّى المواطن الصالح

الذي يعرف حقوقه وواجباته

ويبنى الفرد المسلم القوي

الذي يعيش بعقيدته الصحيحة

وعقله الواعي، وخلقه القوي.

ونحن - أمةَ الإسلام -

إذا أردنا لأنفسنا عزًّا ومجدًا وسؤددًا

علينا أن نعود إلى جوهر ديننا

علينا أن نربي الأجيالَ المسلمة على النمط

الذي لمسناه في المسلمين الأُوائل

حيث كانوا: قوة في العقل، وقوة في الروح

وقوة في الخلق، وقوة في الجسم.

إننا لكي نربي الأبناء تربية عالية ومتكاملة

يجب أن نصوغهم صياغة تتفق مع ما نؤمن به

من عقائدَ ومُثلٍ عليا كريمة

مستمدة من كتاب الله - عز وجل

- ومن سنة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -

يقول أحد الكتّاب:

أشهى ثمرات الحياة إلى الإنسان الأولاد

يَعرف ذلك من ذاق حلاوتهم

ومن ابتلي منهم بالحرمان

وبشدة مرارة الحرمان يعرف قدر

نعمة الله بهم على الإنسان

وعلى الأولاد عمارة الأرض

وهي مقصود خلق الله للأكوان؛ قال - تعالى -:

﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ

الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].

وقد تضرع إبراهيم إلى ربه أن يهبه الذرية، فقال:

﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ *

فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 100، 101].

وتضرع زكريا - عليه السلام - فقال:

﴿ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي

عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا *

يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 5، 6].

قال الأحنف لمعاوية وقد غضب على ابنه يزيد فهجره:

يا أمير المؤمنين، أولادنا ثمار قلوبنا

وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة

وأرش ذليلة، وبهم نصول عند كل جليلة

إن غضبوا فأرْضِهم، وإن سألوك فأعطهم

وإن لم يسألوك فابتدئهم، يمنحوك ودَّهم

ويحبوك دهرَهم، ولا تنظر إليهم شزرًا

ولا تكن عليهم ثقيلاً؛ فيتمنَّوا وفاتك

ويكرهوا قربك، ويملوا حياتك.

والولد ليس ملكًا لوالديه فقط

بل هو ملك للأمة

ويسعد والداه وتسعد الأمة بمقدار توفيقهم

في حسن تربيته، وإعداده لرسالته

في الحياة إعدادًا جسميًّا وخلقيًّا وعقليًّا

وتربية الولد واجبٌ مشترك، بين الوالدين

وبين الدولة، في المنزل والمدرسة

إلا أن الواجب الأول، والعبء الأوفى

يقع على كاهل الوالدين

وعلى الوالدة بخاصة في حال الطفولة والصغر

لأن تأثُّرَ الولد بوالدته في هذه الحالة يكون قويًّا.

وقد قدَّر الإسلام خطورة هذا التأثر

فمنع أن يتزوج المسلم المشركة

خوفًا أن يفتتن الأولاد في دينهم باتباعها.

وقال الإمام الغزالي: "والصبي أمانة عند والديه

وقلبُه الطاهر جوهرةٌ نفيسة ساذجة

خالية من كل نقش وصورة

وهو قابل لكل ما يُنقش عليه

وقابل إلى كل ما يمال به إليه

فإن عُوِّد الخير عَلِمه وعُلِّمه، ونشأ عليه

وسعد في الدنيا والآخرة

وشاركه في ثوابه أبواه

وكلُّ معلم له ومؤدِّب، وإن عُود الشر

وأُهمل إهمال البهائم، شقي وهلك

وكان الوزر في رقبة القيِّم عليه، الوالي له

وقد قال الله - عز وجل -:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا

وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ

لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

الأسرة في الإسلام ودورها التربوي

الأسرة هي اللبنة الأولى في تكون المجتمع البشري

بصلاحها واستقامتها وتراحمها يصلح المجتمع

ويستقيم ويتراحم، وبفسادها يفسد المجتمع

وتتهاوى أواصره

فمن خلال الأسرة يستلهم الطفل انفعالاته الأولى

في: الحب والكره والغضب والحلم والتعاون والأنانية.

فهي جسر العبور بالطفل إلى العالم الأوسع

حيث إنها تعلمه الاحترام والتقدير وتحمل المسؤولية

وتعده للتكامل وتُشبع عنده الحاجة

إلى الاستقرار العقلي والعاطفي.

ومعظم مشاعر الطفل تتمركز حول الأم والأب

بحيث تميل إلى أن تصبح اتجاهاته وتوقعاته

الاجتماعية نسخةً من اتجاهاتهما وتوقعاتهما

ويحدث هذا التعلم قبل أن يكون للطفل

إدراكٌ واعٍ بنفسه وبالآخرين.

قال المناوي:

لأن يؤدِّب الوالد ولده

ويُنشئه على أخلاق الصالحين

ويصونه عن مخالطة المفسدين

ويُعلِّمه القرآن والأدب

ويُسمعه السنن وأقاويل السلف

ويعلمه من أحكام الدين مالا غنى عنه-

خيرٌ له من أن يتصدق بصاع

لأنه إذا أدَّبه صارت أفعاله مع صدقاته

الجارية تدوم بدوام الولد

وصدقة الصاع ينقطع ثوابها.

لذا فواجب الأبوين المسلمين رعاية فطرة الأبناء

والاجتهاد في تحسين تربيتهم

ولا يكفل للوالدين النجاة يوم الحساب

إلا أن يبذلا ما في وسعيهما لصلاح رعيتهما

قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ

أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ

كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور:21].

ومن هنا نؤكد على الوالدين وكل المربين

أن يتقوا الله في هذه الأمانة

فهم يوم القيامة عنها مسؤولون،

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-04, 12:28
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

صفات المربِّي الناجح

لا شك أن التربية هي من أهم المتطلبات

في بناء جيل جديد

تُعلق عليه بعد ربهِ الآمالُ والطموحات

في إعادة بناء الأمة

والسعي للتمكين الذي هو وسيلة

لإقامة العبودية على الأرض.

وإن كنا نسعى لإيجاد جيل جديد

ينصر دين الله عز وجل فهو يحتاج إلى جيش من المربين

وكلما كان هذا الجيش ذا همة وكفاءة

وخلا من الأخطاء

كان نجاحنا في هذه المهمة أكبر وأسرع.

سواء كنت يا أخي في البيت أبًا

أو مُعلِّمًا في المدرسة، أو مُحفِّظًا في المسجد

وسواء كنتِ يا أُختي أُمًّا، أو مُعلِّمةً، أو مُحَفِّظةً

لكم جميعًا نُوَجِّه حديثنا

من أجل تربية إسلامية صحيحة لأبنائنا

نتحدث معًا وبإجمال أقربَ منه إلى التفصيل

عن صفات المربِّي الناجح

وما يجب عليه أن يتحلَّى به

وما يجب عليه أن يتخلى عنه

ومن تلك الصفات:

1 – القدوة:

وهي عُمدة الصفات كلِّها

بل تَنبني عليها جميعُ صِفات المُربِّي

إنَّ موضوع القدوة من المواضيع المهمة جدًّا في حياة البشرية

فالقدوة الحسنة هي الركيزة في المجتمع

وهي عامل التحوُّل السريع الفعَّال

فالقدوة عنصر مهم في كلِّ مجتمع

فمهما كان أفراده صالحين

فهم في أمَسِّ الحاجة للاقتداء بالنماذج الحيَّة

كيف لا وقد أمرَ الله نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم

بالاقتداء، فقال:

﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ

عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 90].

وتشتدُّ الحاجة إلى القدوة الحسنة

كلَّما بَعُد الناس عن الالتزام بقِيَم الإسلام

وأخلاقه وأحكامه

كما أنَّ الله - عزَّ وجل - حذَّر من مخالفة القول

الفعلَ الذي ينفي كون الإنسان قدوة بين الناس، فقال:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ *

كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2 - 3].

وقد عُرِّفت القدوة بأنها:

"إحداث تغيير في سُلُوك الفرد

في الاتجاه المرغوب فيه

عن طريق القدوة الصالحة

وذلك بأن يتَّخذ شخصًا أو أكثر يتحقَّق فيهم الصلاح

ليتشبَّه به، ويُصبح ما يطلب من السلوك المثالي

أمرًا واقعيًّا ممكنَ التطبيق"

أصول التربية الإسلامية وأساليبها؛ للنحلاوي، ص (257).

ودين الإسلام دين القدوة، وأصحاب الهِمم العالية

هم الذين يسعون ليكونوا قدوة حسنة

اذن من صفات المربِّي الناجح

يكون قدوةً في سُلوكه، قدوةً في مَلْبَسِه

قدوة في حديثه، قدوة في عبادته

قدوة في أخلاقه وآدابه، قدوة في حياته كلها.

لأن الطفل إذا ما افتقد القُدوة فيمَنْ يُرَبِّيهِ

فسوف يفتَقِدُ إلى كلِّ شيء

ولن يُفلِح معه وَعْظ، ولا عقاب، ولا ثواب

كيف لا وقد رأى الكبير يفْعَلُ ما يَنهاهُ عنه؟!

لأن عَيْنَ الطفل لكَ كالميكروسكوب ترى فيه الشيء

الصغير واضحًا تمامًا

فالنظرة الحرام التي تختلسها

والكلمة القصيرة السريعة الَّتي تنطِقُ بِها وغيرُها

يستقبلها الصغير فيُخَزِّنها

ويفعل مثلها إن لم يكن أسوأَ

ولا تستطيع أن تنهاه

وإلا قال لك: أنتَ فَعَلْتَ ذلِك

وأنا أفْعَلُ مِثْلَك!! طبعًا هو لا يعانِد – غالبًا –

في مثل هذه المواقف؛ ولكنه يُقلِّدُكَ

فأنت الكبير وهو يُحِبِّكَ

ويحب أن يفعل مثلما تفعل ليتشبَّهَ بكَ.

فإن غضبتَ فشتمتَ فإنَّه سيشتُمُ عندما يغضَب

وإن طلبت منه شراء الدخان أو رَمْيَ باقي السيجارة

فسيشرب منها بعد ذلك ولو خِلْسَةً

حتَّى يتمكَّن مِن شُرْبِها بِحُرِّيَّة في أقربِ فرصة

فَهُو يُقَلِّدك وأنت الكبير

وإن خرجتِ الأمُّ مُتَبرِّجَةً فلن تستطيعَ

إقناعَ ابْنَتِها بعد ذلك بارْتِداء الحجاب

وإن نادى المؤذِّن للصلاة وصلَّيْتَ

في البيت فسيصلي في البيت

وإن ذهبت إلى المسجد فسوف

يُحِبُّ الذَّهاب إلى المسجد

وإن غَفَلْتَ عنِ الصلاة ساهيًا أو عامدًا

فسوف يقلِّدُكَ؛ فأنت القدوة.

وهكذا إن طلبت منه أن يخبِرَكَ بسِرِّ أحد

أو لعبت أمامه بدون حذاء أو بغير الملابس الرياضية

وكذا إن رآك (تُبَحْلِقُ) في صور العاريات

أو فِي الفيديو، أوِ التليفزيون

أو عاكستَ أحدًا في الهاتف... إلخ.

الخلاصة

فالقدوة لها دورٌ كبير في إعلاء الهِمم

وإصلاح المسلمين، فمَن كان عالي الهِمَّة

اقتَدى به غيره، فأصلَح نفسه وأصلَح غيره.


يقول تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا

وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]

ففي هذه الآية يريد الله عز وجل من المسلمين

التطلُّع للأفضل وإلى أعلى المقامات

وانظر لَم يقل سبحانه: واجعَلنا في المتقين

ولكنَّها تربية للمؤمنين على الهِمَّة العالية

وأن يكونوا مثل إبراهيم عليه السلام

يطلب إمامةَ المتقين؛ يقول شيخ الإسلام:

"أي: فاجْعَلنا أئمَّة لِمَن يَقتدي بنا ويأْتَمُّ

ولا تَجعلنا فتنة لمن يضلُّ بنا ويشقى"

مجموع الفتاوى؛ لابن تيميَّة، (3 /91).

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-05, 12:27
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

2– وضوح الهدف:

البعض لا يعرف له هدفـًا ولا لماذا يعيش

فهو يسير في الدنيا يأكل ويشرب وينام ليموت

والبعض هدفه وغايته رضا الله ودخول الجنة.

اجتمع عبد الله بن عمر وعروة بن الزبير

ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان بفناء الكعبة

فقال لهم مصعب: "تمنوا"

فقالوا: "ابدأ أنت"

فقال: "ولاية العراق وتزوج سكينة ابنة الحسين

وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله" فنال ذلك

وتمنى عروة بن الزبير الفقه

وأن يحمل عنه الحديث فنال ذلك

وتمنى عبد الملك الخلافة، فنال ذلك

وتمنى عبد الله بن عمر الجنة.

والبعض علت همّته وسما هدفه ليسكن الفردوس

الأعلى ويصل إلى الدرجات العلا في الجنة

قال أبو بكر رضي الله عنه

للنبي صلى الله عليه وسلم:

"بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلَى

مَنْ دُعِىَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ

فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟

" قَالَ: «نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ»

https://dorar.net/hadith/sharh/11591

فمن أي أصناف الناس أنتم؟

وما هو هدفكم وغايتكم في الحياة؟ لماذا تعيشوا؟

قال ابن القيم رحمه الله:

"وقد أجمع عقلاء كل أمة

على أن النعيم لا يدرك بالنعيم

وأن من آثر الراحة فاتته الراحة

وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق

تكون الفرحة واللذة

فلا فرحة لمن لا هم له

ولا لذة لمن لا صبر له

ولا نعيم لمن لا شقاء له

ولا راحة لمن لا تعب له

بل إذا تعب العبد قليلًا استراح طويلًا

وإذا تحمّل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد

وكل ما فيه أهل النعيم المقيم صبر ساعة".

اهـ (مفتاح دار السعادة).

وضوح الهدف:

المربّي الناجح يضع أمامه دومًا الهدف من التربية

والفوائد الدينية، والدنيوية العائدة عليه

بل عليه أن يضع له أهدافًا جزئية كل فترة زمنية

فيقول مثلاً: في خلال هذا العام سيحفظ

أبنائي جُزأين من القرآن

ويتعلمون ثلاثة أخلاق إسلامية

ويتعلمون ثلاثة آداب يومية

ويتقنون مهارة الإنشاد أو الكتابة على الكمبيوتر

ويعرفون كل شيء عن الأزهر

والمُتْحَف الإسلاميِّ مَثَلاً

ويعرفون أعداءهم اليهود

وما فعلوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم

- ويعرفون أجدادهم العَشَرَةَ المُبَشَّرِينَ بالجنة

وكذا يعرفون خطأين شائعينِ في المجتمع

وهكذا يضع المربِّي أمامَهُ هَدَفًا عامًّا

وهو تَرْبِية الطفل تربيةً إسلاميَّةً صحيحةً

وتحته أهداف جزئية كما سبق.

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-06, 12:20
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع صفات المربِّي الناجح

3 – ضبط النفس:

علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

كل ما يحقق لنا الطمأنينة والرضا

ويجعلنا نحظى برضا الخالق والمخلوق

وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

كيف نتحلى بفضيلة ضبط النفس بحيث نسيطر

على مشاعر الغضب التي تنتابنا من وقت لآخر

وكيف نكون قدوة طيبة لغيرنا

في التسامح والرحمة والعفو عند المقدرة .

والتوجيهات والوصايا النبوية التي تحمل

هذه المعاني الجميلة والسلوكيات الحضارية

كثيرة ومتنوعة . . منها قوله صلى الله عليه وسلم:

ليس الشديد بالصرعة

إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب .

https://dorar.net/hadith/sharh/10212

وسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا:

يا رسول الله، أوصني .

فقال صلى الله عليه وسلم: لا تغضب

فردد مرارا، فقال: لا تغضب .

https://www.dorar.net/hadith/sharh/8337

وسأل ابن عمرو رضي الله عنه

النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله

ماذا يباعدني من غضب الله؟ فقال: لا تغضب .

https://dorar.net/hadith/sharh/115743

ضبط النفس:

شَتَمَ الصغيرُ أخاه، غَضِبَ الأبُ

وقام لِيضرِبَ الصغير

فبكى الصغير معتذِرًا عما فَعَلَ

لكن الأب ظلَّ غاضبًا متجَهِّمًا طوال اليوم

ورَفَضَ أن يتحدث معه.


وفي الفصل أخطأ التلميذ فعاقبه المدرِّس

وظلَّ غاضبًا طوال الحِصَّةِ

لم يبتسمِ ابتسامَةً واحدة رغم اعتذار التلميذ

عمَّا فعل، أوِ اعترافه بخطئه

هذا هو ما قصدناه بضبط النفس

أن تغضب ولكن ليس من قلبك

وتُعاقِبَ ليس بمزاجك

تُعاقِبُ وأنت تهدُف من وراء العقاب شيئًا

وهو التربية؛ أي تَغْيِير السلوك

ولكن لا تكتشف بعد العقاب أنَّك غضبت كثيرًا

وعاقبت بشدة أكثر مما يستحقُّ

السلوكُ الخطأ الذي فَعَلَهُ الصغير

وأنك عاقبتَ أصلاً كردِّ فعلٍ سريعٍ للخطأ

ولم تنوِ قبل العقاب أن تغير من سلوك الصغير

وبالتالي فقد عاقبتَ بالغضب

والصِّيَاح بدلاً من التصحيح الهادئ أوَّلاً

أو ضربتَ وكان الأَوْلَى أن تُظْهِر الغضب فقط

ليس هذا فحسب

بل مِن ضبط النفس أيضًا أن تغضب فإذا

ما اعترف الصغير بخَطَئِهِ فيتلاشى غضبكَ

على وجه السرعة، ويتحوَّل إلى ابتسامة رقيقة


وكذلك تتحوَّل الابتسامةُ إلى تَجَهُّم عند الخطأ

وسرعان ما يزول التجهُّم

وهكذا دون أن يُؤَثِّرَ ذلك في القلب

لِيُرَبِّيَ الكبيرُ الصغير، وليس العكس

فيتحكَّم الصغير في حركاته وسكناته

ابتسامِهِ وتَجَهُّمِهِ، جِدِّهِ ولَعِبِهِ.

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-07, 12:51
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع صفات المربِّي الناجح

4 – نفس عظيمة وهِمَّة عالية:

المُربي لا بد أن يكون عظيمَ النَّفس

هِمَّتُه عالية، وإرادته قوية، ونَفَسُه طويل

لا يطلب سفاسفَ الأُمُورِ

يعلم أن تربية الأولاد في الإسلام

فنٌّ له عقبات؛ كما له حلاوة

وأجر عظيم. لذلك يسعى جاهدًا أن يجعلها لِلَّه

ويُضَحّي من أجلها بِراحَتِه وبماله

وبكل شيء عنده

ويصل طموحه به

إلى أن يتمنَّى أن يكون ابنه؛ كمُحَمَّد الفاتح

الَّذي علَّمه شيخُه وهو صغير أنَّ القسطنطينية

سيفْتَحُها اللَّه على يد أمير مسلم

يرجو أن يكون هو

فقد قال عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((فَلَنِعْمَ الأميرُ أميرُها، ولنِعْمَ الجيشُ ذلك الجيش))

https://www.dorar.net/h/5e7b1fd93af29de623f793af5c70d5f0

ويصل طموحه به

إلى أن يتمنَّى أن تكون ابنته

مثل عائشة رضي الله عنها

أفضل نساء العالمين على الإطلاق

في الشرف، والفضل، وعلو المقام.

وقد كانت المرجع المؤكد للمسلمين

عندما يختلط عندهم شيء من القرآن

والحديث، والفقه، والفرائض، وكان المؤمنون

يجدون عندها الجواب الشافي والمُقنع

لجميع تساؤلاتهم واستفساراتهم

ومن نماذج المربين

وأصحاب الهمم والطموحات الكثير والكثير.

5 – يألف ويؤلف:

نعم مِن صفات المُرَبِّي أن يألف ويؤلف

يألف الصغار ويحبهم، ولا يأنف الجلوس معهم

يتبسط في حديثه ويتواضع، يمزح ويلعب

يلين ولا يشتد، يعطي كثيرًا بلا مقابل

ولا تفارقه الابتسامة

وكذلك يُؤْلَف عند الصغار

وإلا فلا يتصدَّى للتعليم ولا التربية

فهي مهمة ليس هو أهلاً لها

إذ إنه دائمُ التجهُّم، شديد، عنيف

لا تعرف الرحمة طريقًا إلى قلبه

فويل لأبنائه منه تمامًا

كمن قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"إنَّ لي عَشْرَةً منَ الولد ما قَبَّلْتُ منهم أحدًا"

فقال له الحبيب المُرَبّي - صلى الله عليه وسلم -:

((مَن لا يَرحم لا يُرْحَم))

https://www.dorar.net/hadith/sharh/141052

وعمر بن الخطاب عَزَل مثل ذلك

الرجل عن ولاية المسلمين

فمن لا يألفه أبناؤه، لا يألفه المسلمون

وهو بالتالي لن يرحمهم.

6 – الحنان:

والمربي الذي ينقصه الحنان لا يصلح للتربية

الذي يغلب عليه التجهم

الذي يبخل بالابتسامة

الذي لا يمسح على رأس الطفل

الذي لا يعرف إلا العقاب

أما الثواب فلا حاجة به إليه

ليعلم كل هؤلاء أنه

((ليس منا من لم يرحم صغيرنا))

https://www.dorar.net/hadith/sharh/114400

و((من لا يَرحم لا يُرحم))

https://www.dorar.net/hadith/sharh/141052

وأنه بذلك مخالف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -

في مزاحه مع الصبيان، وتلطفه معهم.

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-08, 12:07
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع صفات المربِّي الناجح

7 – التقوى والصلاح:

تمثل هذه الصفة جانبًا كبيرًا في نجاح المربي

كي يصلح الله له من يوجههم

وتؤتي نصائحه ثمارًا يانعة

أصلها ثابت وفرعها في السماء

تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها

وهذا واجب على كل أب تجاه نفسه وأسرته؛ قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6]

قال قتادة: "يقيهم بأن يأمرهم بطاعة الله

وينهاهم عن معصيته

وأن يقوم عليه بأمر الله يأمرهم به ويساعدهم عليه

فإذا رأيت معصية ردعتهم عنها، وزجرتهم عنها

جامع البيان في تأويل القرآن

محمد بن جرير أبو جعفر الطبري (ت: 310 ه)

ولهذا تجد السلف الصالح رضوان الله عليهم

أولَوا هذه الصفة اهتمامًا بالغًا

فأصلحوا أنفسهم

إذ الجزاء من جنس العمل

حتى قال أبو بشر بن الديلمي:

"من خشي على ذريته من بعده

وأحب أن يكف الله عنهم الأذى بعد موته

﴿ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9].

دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ج: (1/ 457).

ولا أدل على حفظ الله عز وجل للأبناء

بصلاح آبائهم من قصة الجدار في سورة الكهف

في قوله تعالى: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 82]

فوالد اليتيمين كان صالحًا

اتقى الله في حياته

فحفظ الله له كنزًا كان قد تركه لأولاده من بعده

وما فعل هذا إلا لفهمه الثاقب لقوله تعالى:

﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا

خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9]

فقد حفظ الله ذريته بصلاحه بعد موته

ولهذا قال عمر بن عبدالعزيز:

"ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله

في عقبه وعقب عقبه"

روائع التفسير الجامع لتفسير الإمام

زين الدين بن رجب الحنبلي (ت: 795 ه)

هؤلاء ساداتنا في تربية أنفسهم

عرفوا ما عليهم فأدوه

وانظروا إلى سعيد بن المسيب رضي الله عنه

حينما أراد أن يكون ابنه مشروع صدقة

جارية له بعد مماته

قال لابنه: "لأزيدن في صلاتي من أجلك

رجاء أن أُحفَظ فيك، ثم تلا قوله تعالى:

﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 82]"

جامع العلوم والحكم في شرح خمسين

حديثًا من جوامع الكلم، ج: (1/ 466)

وهذا يؤكد انشغال الصالحين

بصلاح أولادهم من بعدهم.

8 – الصدق مع الأبناء والطلاب:

خيرُ قدوةٍ لنا في هذه الصفة الخلقية

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الذي

لقبه كفار قريش بالصادق الأمين

فاستودعوه أماناتهم

رغم تعنتهم معه وصدهم عن دعوته

ومع هذا لم ينكروا صفاته الخلقية

فهلا ربينا أبناءنا على سيرته.

9 – الشعور بالمسؤولية:

بعض من الشباب اليوم يقبل على الزواج

ولا همَّ له إلا قضاء الوطر

ولا يخطر بباله أنه مسؤولية كبيرة

فسيكونان زوجين فوالدين عما قريب

ولهذا ينبغي استشعار رعاية الزوجة والأولاد

ومتابعتهم وتشجيعهم إيمانيًّا وخلقيًّا واجتماعيًّا

فهذا حق وواجب عليه تجاههم

وذلك لما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما

قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))

صحيح البخاري، باب: الجمعة في

القرى والمدن، رقم: 893، ج: (2/ 5).

10 – تحصيل الثمرة:

فالمربي الناجح ليس هو الذي

يَظَلُّ أعوامًا طويلةً يجلس مع الأطفال

ويَبْذُلُ معهمُ المجهود في أشياء لا طائل منها

ولا يأخذ منهم ثمرة أولاً بأوَّلَ

فقد يعطيهم زادًا ثقافيًّا

وقد يُحَفِّظُهُم نصف القرآن

ولكن أخلاقَهُم سيئةٌ في أول مباراة يلعبونها

مع بعضهم بعضًا، تظهر الأنانية والسَّبُّ واللَّعْن

والتباغُضُ فيما بينهم

فالتربية كانتْ ثقافيَّةً لم تتعدَّ ذلك

أما الجانب التطبيقيُّ أو الجانب العمليُّ

فقد تَنَحَّى جانبًا

وهو المهمُّ في العملية التربويَّة

فلْنطلُبِ الثمرةَ؛ ولكن لا نَسْتَعْجِلْها

فكلٌّ بقَدَرٍ، والزمن جزءٌ منَ العلاج.

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-09, 09:58
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

التربية عن طريق أسلوب الثواب والعقاب

مقدمة

فَطَرَ الله الإنسان على حبِّ المثوبة

وما فيها من لذَّة ونعيم

فإنه يَرْغَب في ذلك ويعمل من أجل تحقيقه

كما فطره - أيضًا - على بُغض العقاب

وما يَتَرَتَّب عليه من أَلَم وشقاء

فإنه يرهبه وينفر منه.

ولهذا عُنِي القرآن الكريم والسنة النبوية

بالترغيب والترهيب

كأسلوب مهمٍّ من أساليب التربية.والترغيب:

وعْد يصحبه تحبيب وإغراء بمصلحة

أو لذة أو متعة آجلة، مؤكدة، خيِّرة

خالصة من الشوائب

مقابل القيام بعَمَل صالح

أو الامتناع عن لذَّة ضارة أو عمل سيئ

ابتغاءَ مرْضاة الله

وذلك رحمة من الله بعبادِه.

والترهيب:

وعيد وتهديد بعقوبة

تترتَّب على اقتراف إثْم أو ذنب

مما نهى الله عنه

أو على التهاون في أداء فريضة مما أمَرَ الله به

أو هو تهديد من الله يقصد به تخويف عباده

وإظهار صفة من صفات الجبروت والعظمة الإلهية

ليكونوا دائمًا على حذر

منَ ارتكاب الهَفَوات والمعاصي

"أصول التربية الإسلامية، وأساليبها

في البيت والمدرسة والمجتمع"

دار الفكر، دمشق، الطبعة الثالثة ص (230، 231).

ويمتاز أُسلوب الترغيب والترْهيب

في القرآن الكريم والسنة النبوية

عن غَيْره من أساليب الثواب والعقاب

في المناهج التربويَّة الأخرى -

بأنه يعتمد على الإقناع والبرهان

ويكون مصحوبًا بتصوير

فنيٍّ رائع للثواب المرغَّب فيه

المتمَثِّل في الجنة، وكذلك للعقاب المنتظر

المتمثل في جهنم - أعاذنا الله منها –

كما يعتمد الترغيب والترهيب في القرآن والسنة -

أيضًا - على إثارة الانفعالات وتربية العواطف الربانية

كعاطفة الخوف من الله تعالى

والتذلُّل والخشوع له – سبحانه -

والطَّمَع في رحمته، والأَمَل في ثوابه

"أصول التربية الإسلامية، وأساليبها

في البيت والمدرسة والمجتمع"

ص (231 - 237).

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-10, 12:44
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع التربية عن طريق أسلوب الثواب والعقاب

ومن أساليب الثواب والعقاب التي يُمكن

أن تستنبط منَ السنة النبوية ما يلي:

أولاً: من أساليب الثواب:

1- القُبلة:

تُعَدُّ القُبلة للطفل الصغير أسلوبًا

مهمًّا من أساليب الإثابة

وذلك لأنَّ للقُبلة دورًا فعَّالاً في تحريك

مشاعر الطفل وعاطفته

كما أن لها دورًا كبيرًا في تسكين ثَوَرانه وغضبه

بالإضافة إلى الشعور بالارتباط الوثيق

في تشييد علاقة الحب بين الكبير والصغير

وهي دليلُ رحمة القلب والفؤاد بهذا الطفل الناشئ

وهي برهان على تواضُع الكبير للصغير

وهي النور الساطع الذي يبهر فؤاد الطفل

ويشرح نفسه، ويزيد من تفاعله مع مَنْ حوله

ثم هي أولاً وأخيرًا السُّنة الثابتة

عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - مع الأطفال.

أخرج البخاري ومسلم عن عائشة -

رضي الله عنها - قالت: قَدِم ناس من الأعراب

على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

فقالوا: أتُقَبِّلون صبيانكم؟ فقال: ((نعم))

قالوا: لكنا والله لا نُقَبِّل

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((أَوَأَمْلِك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة

https://www.dorar.net/hadith/sharh/7856

كتاب منهج التربية النبوية للطفل، مع نماذج

تطبيقية من حياة السلف الصالح

وأقوال العلماء ص (310، 311)

2- إدخال السرور على الطفل بمُداعبته ومُمازحته:

إحساس الفرح والسرور يلعب

في نفس الطفل شيئًا عجيبًا

ويؤثِّر في نفسه تأثيرًا قويًّا-

فالأطفال وهم براعم البراءة والصفاء - يحبُّون الفرح

بل هم أداة الفرح للكبار

ويحبون الابتسامة حين يشاهدونها على وُجُوه الكبار

.وبالتالي فإن تحريك هذا المؤثِّر

في نفس الطفل سيورث الانطلاق

والحيوية في نفسه

كما يجعله على أُهْبَة الاستعداد

لتلقِّي أي أمْر، أو مُلاحَظة، أو إرْشاد.

وكان - صلى الله عليه وسلم -

يُدْخل الفَرَح والسرور على نُفُوس الأطْفال

لما للسرور من بَراعة في إسعاد الطفل

ولما للفَرَح من قوَّة في التأثير

قبسات من التأديب التربوي عند المسلمين" ص (238، 239).

https://www.islamweb.net/ar/article/157676/%D8%A7%D9%87%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D9%80-%D8%B5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85-%D9%80-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-11, 12:30
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع التربية عن طريق أسلوب الثواب والعقاب

يختلف الآباء في تربية أبنائهم

فبعضهم يتبع أسلوب القسوة ووقوع العقوبات

القوية والمؤذية والتي تؤثر بشكل سلبي

على شخصية الطفل ونموه الانفعالي

معتقداً أن الصحيح إظهار القوة من جانبه

والاستلام من جانب الأولاد.

والبعض الأخر من الآباء والأمهات لم يستطيعوا

أن يتحكموا في عاطفتهم ويستسلمون أمام عناد الطفل

وإصراره على تنفيذ رغباته

فبذلك ينشىء الطفل بمفاهيم طفولية

وسلوكيات خالية تماماً من ضبط النفس

فيمارس مع اعتاد عليه في أسرته

والمجتمع الخارجي فينصدم بالواقع المختلف

عما نشأ عليه فيتعرض للإحباط.

الأسرة :

هي المسئولة الأولى على تربية الطفل

فلابد من إتباع الأساليب السليمة

التي تجعل شخصيته قوية

وتخلق منه شخصاً مؤثراً بالمجتمع

ويكون شخصاً صالحاً

يتفوق في التعليم وفي الأخلاق.

اخوة الاسلام

و مازلنا مع أساليب الثواب:

3- الإثابة بالمدْح والثناء:

مدْح المربِّي للصغير وثناؤه عليه

مِن أكثر الأُمُور التي تدخِل السرور على قلْبه

وتشعره بأهمية هذا العمل الذي مُدِح من أجْله

وتدفعه إلى تَكراره والاستكثار منه

وفي السنة النبوية

ما يدلُّ على أهمية المدح والثناء

كوسيلةٍ من وسائل الإثابة والتشجيع على طَلَب العلم

من ذلك ما رُوي عن أبي هريرة

- رضي الله عنه -: أنه سأل رسول الله -

صلى الله عليه وسلم -:

مَن أسعد الناس بشفاعتك؟

فقال - صلى الله عليه وسلم -:

((لقد ظننتُ ألاَّ يسألني أحدٌ عن هذا الحديث أول منك

لما علمتُ من حرصك على الحديث...)

https://www.dorar.net/hadith/sharh/86270

فبهذا المدْح والثناء الرَّقيق

يستثير الرسول - صلى الله عليه وسلم -

في أبي هريرة الرغبة والحرص على طَلَب الحديث

ويدفعه دائمًا لأن يكون

سبَّاقًا في السؤال عنه.

...................

4- الإثابة بالمكافَأة المادية (الهدية):

الهديَّة تُدخل السرور على النفوس

وتزيد أواصر المحبة بين المُهْدِي والمُهْدَى إليه

وهو ما أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم

- بقوله: ((تهادوا تحابُّوا)

https://dorar.net/h/80f6bcea4f379f8ccaa23b1e9b852267

ومن ثَم؛ فإن منَ الوسائل التربوية

المُفيدة تقديمَ الهدايا والمكافآت المادية

للمجيدين والمتفوِّقين من الناشئة والمتعلِّمين

فإن ذلك يثير نشاط المتعلِّم

ويبعث فيه الحماس

ويفجر فيه ينابيع الطموح والتنافُس والعزيمة

ويحرك فيه الجد والاجتهاد

والإخلاص والاستقامة

كتاب "قبسات من التأديب

التربوي عند المسلمين" ص (271).

فإن الثواب والعقاب من أهم الأساليب لتربية الطفل

ولكن على الأب والأم أن يوازوا في الهدايا

والمكافآت التي يقدمونها لأطفالهم في حالة الثواب

فلا تكون كل الهدايا مادية، أو غالية

فيمكن أن تكون هدايا معنوية أو بسيطة.

حيث أن أسلوب الثواب والعقاب يهدف إلى الطاعة

وأن الطفل لديه المعرفة التامة

في أسلوب يعتمد على الإكراه والضغط

وهذا سببه أن المكافأة تكون قصيرة المدى

فبعد انتهائها يتوقف الطفل عن طاعة والديه.

توضيح

كما أن التشجيع من الطرق المهمة في تربية الطفل

فإذا رغبتك أن يستمر الطفل في إتباع الأسلوب الصحيح

فعليك تشجيعه باستمرار

ولا يوجد مشكلة إذا جعلته

يشعر أنه أفضل طفل بالعالم

فقد يعود عليه بقوة ثقته بنفسه

،لكن علينا أن نعرف جيداً أن الهدف

وراء استخدام الثواب والعقاب

ما هو إلا لتنمية شخصية الطفل وانساينته

مما يفرض عليه اكتشاف الطريق

الأقرب للوصول غلى عقله

فالثواب والعقاب ليس مجرد دواء

ولكن يحتاج إلى الوصول الدقيق

في الجرعة التي تمنحها للطفل.

"قبسات من التأديب التربوي عند المسلمين" ص (281).

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-11, 14:36
اخوة الاسلام

تاكيد لما سبق شرحة اليوم

فقد أكدت بعض الأبحاث النفسية

ضرورة الثواب وتفضيله على العقاب

فتشجع الطفل على إتباع السلوك الإيجابي

داخل أسرته والرغبة في إتباع السلوك

وتحفز الطفل على ثقته بنفسه

فالثواب أجدى نفعاً من العقاب في التربية

فالمعانقة والتقبيل والمدح والاهتمام

هو من أهم المكافآت الاجتماعية لدى الطفل

وكلها تعبيرات عاطفية من السهل تنفيذها

فهناك بعض الآباء لا يتبعون هذا الأسلوب

مع أبائهم معتقدين أنه هذا يحسن من أسلوبهم

فهذا الأسلوب خاطئ

ويرجع بأسلوب سلبي على الطفل.

"قبسات من التأديب التربوي عند المسلمين" ص (291).

مكافأة السلوك الحسن مكافأة سريعة دون تأخيرها :

المكافأة والإثابة هو منهج تربوي

رئيسي في تأسيسي الطفل ومحاولة السيطرة

على سلوكه وتغيره

وهي أيضاً أسلوب مهم في خلق الحماس

ورفع معنويات الطفل وخلق الثقة بالنفس

لأنها تغير القبول الاجتماعي

الذي هو جزء مهم من الصحة النفسية.

"قبسات من التأديب التربوي عند المسلمين" ص (273).

أنواع المكافأت :

1- المكافأة الاجتماعية :

هي تتمثل في الابتسامة والتقبيل

والاهتمام والمديح والعناق

فهذه المكافأة لها دور فعال جداً

في تحسين سلوك الطفل وجعله يتمتع

بأسلوب رائع مع الأسرة والمجتمع الخارجي

كما يزيد من الثقة بالنفس .

2- المكافأة المادية:

وهي منح الطفل قطعة من الحلوى

وشراء لعبة وإعطاءه نقود

واصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصة

فلابد من تنفيذ الوعود التي تقولها للطفل

وتنفيذها دون تأخير

لأن هذا يعلم الطفل الكذب ومخالفة العهود.

"قبسات من التأديب التربوي عند المسلمين" ص (291).

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-12, 14:18
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ثانيًا: مِن وسائل العقاب:

و قبل عرض تلك الوسائل بالتفصيل

مع الاستدلال بنصوص السنه النبوية الشريفة ...

نحتاج في البدايه نتعرف علي المفاهيم بشكلها العام

نموذج رقم 1

أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم التربوي

مبني على الصبر والحلم والتجاوز..

والتعزير الإيجابي منهج

يقصر دونه كل رجالات التربية في الأرض

أفضل عقاب للطفل هو العقاب النفسي

والإسلام حرص على بناء الشخصية المتزنة

التي ليس فيها ضرب ولا تكسير

أطفالنا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض

وهم مسؤوليتنا فهم عجينة طرية نستطيع

أن نشكلها كيفما نشاء

وحين يخطئ الأبناء تختلف طريقة تعامل الآباء

مع أبنائهم بناء على خطأ الأبناء وشخصية الآباء.

و يجب لفت الانتباه

إلى أن هناك من الآباء والأمهات من يتعاملون

مع ابنائهم بقسوة ظنا منهم أنهم بهذه القسوة

يحافظون عليهم وبالتالي تكون النتيجة في الغالب

انحراف هذا الابن هربا من قسوة الأب أو الأم

وهناك من الآباء من يستخدم أسلوب الضرب

وقد يكون هذا الضرب مبرحا مع الابن

فحين يخطئ هذا الابن بغض النظر عن نوع الخطأ

يكون عقابه الضرب

فتكون النتيجة على الأغلب إما شخصية مهتزة

مترددة أو متهورا

لأنه في هذه الحالة يكون قد

اعتاد جسده على الضرب فلم يعد يهتم

وهناك من الآباء من يفرطون في تدليل أبنائهم

فلا يستطيعون أن يردوا لهم طلبا

وبالتالي يكون الناتج ابنا مدللا

لا يتحمل أي مسؤولية.

دين الوسطية

أن ديننا دين وسطية فلا تنطع ولا تشدد

ولا تسيب ولا إفراط

ولا تفريط في الدين بل وسطية

وجميل أن نرى أبناءنا على هذه الوسطية

فنكون لهم خير مثال وقوة

جميل أن نربي أبناءنا على مراقبة الله

وخشيته فهذا هو الضمان الحقيقي الذي تضمن به

حسن سلوكهم وهو الحصن والأمان.

أن أفضل عقاب للطفل هو العقاب النفسي

أي حين يخطئ الطفل في المرة الأولى

أفهمه واتحاور معه بعدها أوضح

له لماذا هذا الخطأ؟

ثم حين يكرر الخطأ أعاقبه بحرمانه

من نظرتي إليه فلا اكلمه ولا أنظر إليه (اتجاهله)

ولا يخشى عليهم لأن الأب أعطى كل مرحلة حقها

وأية مرحلة لم يأخذ فيها حقه ينعكس

على بقية المراحل العمرية المختلفة

فالرجل الذي لم يلعب وهو صغير

ينعكس ذلك عليه في شيخوخته

ومن هنا الإسلام كان حريصا على بناء

الشخصية الإسلامية شخصية متزنة

توجيه نبوي

ضرورة تأديب الطفل دون تعنيف نستشهد

بنبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

وموقفه مع عمر بن أبي سلمة وهو طفل

فيقول عمر بن أبي سلمة

«كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكانت يدي تطيش في الصحفة

فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك

فمازالت تلك طعمتي بعد»

https://www.dorar.net/hadith/sharh/14361

ومن ذلك ما ذكره أنس رضي الله عنه:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

من أحسن الناس خلقا فأرسلني يوما لحاجة

فقلت: والله لا أذهب

وفي نفسي ان أذهب لما أمرني به

نبي الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى

أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق

فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم

قد قبض بقفاي من ورائي

قال: فنظرت اليه وهو يضحك

فقال: يا أنيس أذهبت حيث امرتك؟

قال: قلت نعم أنا ذاهب يا رسول الله

قال أنس والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته

قال لشيء صنعته لم فعلت كذا وكذا

أو لشيء تركته لما فعلت كذا وكذا».

https://dorar.net/hadith/sharh/32995

أليس هذا يبرر لنا التوجيه النبوي

لطفل أساء عند تناوله الطعام فأرشده للصواب فيه

وفي حديث أنس نجد ان النبي صلى الله عليه وسلم

قد قابل تقاعس أنس بضحكه

وناداه بلفظ التصغير «أنيس» تلطفا به

ودون أن يعنفه النبي صلى الله عليه وسلم على تقاعسه

وبين أنس ان هذا كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم

معه طوال تسع سنين خدمه فيها

وهذا الأسلوب التربوي المبني على الصبر والحلم

والتجاوز عن الأخطاء والتعزيز الإيجابي

منهج يقصر دونه كل رجالات التربية في الأرض

ولا يمتدح تربويا زجر الطفل وتأديبه عند المخالفة

لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم المربي

الأول للبشرية تجنب هذا الأسلوب

واقتصر على منهج تربية مثالية خالية

من أي شكل من أشكال التعنيف أو اللوم

وهذا من كمال شخصه الكريم وباب عظيم

من أبواب التربية لأن الإكثار من اللوم

يعزز عند الطفل الاستهانة في القبائح

والاستعداد لتقحمها، وتجنبه يعزز عند الطفل

دقة الملاحظة وروح الحياء

وهذا ما حصل عند أنس.

ان الإسلام وضع نظاما متكاملا لتنشئة الأبناء

وتربيتهم بما يكفي بتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم

فهو فهم رشيد ينبع من حرص الإسلام

على العلاقات الأسرية وأهمية الفرد المسلم في المجتمع

وقد وضع نبينا صلى الله عليه وسلم

قاعدة أساسية لتربية الأطفال

إذ حدد سبع سنوات للعب وسبعا للتعليم

والتهذيب وسبعا للمصاحبة ثم اتركوهم

الا ان هناك قواعد أساسية

لابد من ان يمر بها الطفل

أولا اللعب وهو مرحلة تأسيسه قبل البلوغ

حيث منع عنهم الضرب أو الزجر حتى يأخذ

الطفل حقه في التنزه واللعب واللهو

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

يلاعب الحسن والحسين إذ يعتليان ظهره

كلما سجد ويقول الرسول الكريم نعم الجمل جملكما

بل انه صلى الله عليه وسلم كان يطيل السجود

حتى لا يؤذي مشاعرهما وذلك ليعلم الأب الرحمة

بأطفاله ويؤكد ان تلك المرحلة

هي مرحلة لعبهم ولهوهم.

كما ان مرحلة التعليم يكون فيها أكثر استجابة

للفهم والوعي فأكثر العلماء المسلمين حصلوا

وحفظوا القرآن في هذه المرحلة

وهي بعد العاشرة وبعدها تأتي مرحلة المصاحبة

وتكون في سن الخامسة عشرة حيث البلوغ

والنصح والرشد ويجب على الأب استعمال أسلوب

آخر إذ يأخذ من موقف الصديق والخليل وليس موقف الند

ثم تأتي مرحلة التحرر وترك الباب لهم ليعتمدوا

على أنفسهم أنتم بذلك جعلتم

الطفل يبحث عن رضاكم لا عما يغضبكم

قبسات من التأديب التربوي عند المسلمين بتصرف

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-13, 13:42
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نموذج رقم 2

قبل العقاب التشجيع والثواب يأتي أولاً

التشجيع والثواب هما أول شروط العقاب

إذ يجب عليك كمربي أن تشجع الطفل

وتجعله يشعر بقيمة ما فعل

حتى إن أخطأ فيمكنك معاقبته

وإلا سيشعر الطفل بأنه ليست له قيمة

إذ أنك تعاقبه فقط

ولكن أن تشجعه وتثيبه على فعل

جيد فعله وإن أخطأ تعاقبه

فهذا يشعر الطفل أن العقاب متعلق فقط

بالفعل الذي قام به وليس به كشخص.

الخطوة الأولى في العقاب: التلميح

يخطئ بعض الآباء عندما يشرعون في محاسبة

الطفل منذ أول وهلة أخطأ الطفل فيها

ولكن يجب أن يبدأ المربي أولاً بالتلميح

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

“ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا”

https://www.dorar.net/hadith/sharh/141754

ومن هنا نفهم أن التلميح هو أن تتحدث

عن أشخاص مبهمين

أي غير معروفين للطفل

ولكنهم يفعلون كذا وكذا

– أي نفس أخطاء الطفل –

ومن هنا نحن نلمح للطفل أن الفعل الذي يفعله

هو أمر سيء ويجب عليه ألا يفعله

ولكن بأسلوب غير مباشر

فنحن لم نقل له أنك فعلت كذا

وهذا الأمر خاطئ ولكن قلنا أن هناك أشخاص

كانوا يفعلون كذا وهو شيء خاطئ

وعاقبهم الله أو تم عقابهم.

الخطوة الثانية في العقاب هي النصح سراً

وتكرار النصيحة مع تكرار الخطأ

بعد التلميح سيكون هناك أمراً من أمرين

إما أن الطفل فهم أنه يجب ألا يفعل هذا الفعل

وتوقف عن الخطأ وبهذا يكون الطفل

أقلع عن الخطأ ولا يجوز لك معاقبته

وإما أن لا يقلع عن الخطأ

بعد أن فهم أو أنه لم يفهم التلميح

ومن هناك تنتقل مباشرة إلى النصيحة سراً

فليس هناك داعي أن تنصح طفلك أو ولدك

أمام خاله أو عمته أو أصدقائه أو الجيران

فقط تحدث إليه منفرداً وكلمه بأسلوب لطيف

يبدأ بمدحه في شيء جيد فيه ثم تنصحه

أن يتوقف عن فعل هذا الخطأ

لأنه يؤدي إلى المتاعب كذا وكذا

وعقاب الله في كذا

ثم تثني على الطفل وتؤكد له أنك واثق فيه

وفي قدرته على تخطي هذا الخطأ.

فإن استجاب الطفل كان بها

وإن لم يستجب فعليك أن تعيد النصح

ولكن بأساليب مختلفة ولكن سراً

بمعنى أن تغير من طريقتك في نصحه

تغير الكلام الذي تقوله له بشكل ذكي ومباشر

وهكذا حتى يتوقف عن الخطأ

أو تشعر أنه لا فائدة من النصح

ولكن ينبغي أن تكرر النصح أكثر من مرة

وليس أقل من ثلاث مرات أو أكثر إن استطعت

وكانت لديك الحيل الكثيرة

في تغيير الأسلوب الذي تنصح به.

الخطوة الثالثة في العقاب هي المواجهة

بعد أن لمحت ونصحت

وكررت النصح أكثر من مرة

ولكن ليست هناك فائدة من النصح

ومن هنا تبدأ فترة المواجهة

والتي تبدأ بحرمان الطفل من شيء محبب

إلى نفسه كلعبة أو هدية أو تمنعه من زيارة

أحد أقاربه أو تمنعه من الخروج في رحلة

هو يحبها حتى يشعر أن الخطأ الذي يفعله

سبب له خسارة شيء محبب له.

الخطوة الرابعة في العقاب هي الإعراض عن الطفل

حيث إن لم تأتي المواجهة بنتيجة

فعليك الإعراض عن الطفل لبعض الوقت

كأن لا تكلمه لوقت معين أو تشعره بأنك حزين

من هذا الفعل ومنه لأنه يفعل كذا.

الخطوة الخامسة في العقاب وهي الضرب

إذا لم تفلح أي وسيلة من الوسائل السابقة

فعليك أن تلجأ إلى الضرب

ولكن هناك آداب علمنا رسول الله

إياها للضرب، وهي:

- أن تبدأ بسم الله وألا تزيد عدد الضربات

عن ثلاث والبعض يقول عشر

لقوله صلى الله عليه وسلم

“لا يجلد فوق عشر إلا في حد من حدود الله”.

https://www.dorar.net/hadith/sharh/126611

- ألا تكون عدد الضربات متتابعة حتى لا تتسبب

في ألم الطفل، ولا تكون في مكان واحد

- أن يتجنب الوجه والسوءة

- ألا يكسر عظم أو يجرح لحم

- إذا الطفل استعاذ بالله عز وجل

فيجب عليك كمربي أن تتوقف عن الضرب

فوراً احتراما للفظ الجلالة الله

ولما يبعث به في نفوس الأطفال

من عظمة الله ما يجعلهم يلجئون إليه.

- ألا تسخر من الطفل ولا تشير مكرراً لنواحي

النقص عند الطفل ولا تنفر من الطفل

- لا يجب عليك أن تحتقر الطفل ولا أن تعايره

ولا أن تقارن بينه وبين غيره أبداً

ولا أن تفضل عليه أي طفل آخر

- يجب أن تتجنب العقاب الشديد

فالمقصود من الضرب ليس أن تؤلم الطفل

ولكن أن تعاقبه نفسياً.

ولعلك ترى بعض الأطفال من إن ترفع صوتك

عليهم فقط تجدهم يبكون بكاء مريراً

ومن غيرهم من يضحكون

كلما ازددت قوة في الضرب.

تأكد أنك إن استخدمت الخطوات السابقة

في العقاب جيداً سوف تتغلب

على الخطأ الذي في طفلك

ولكن لا تنتقل مباشرة من خطوة إلى أخرى

قبل أن تحقق الخطوة الأولى

فكلما حققت الهدف الذي ترجوه من الخطوة الأولى

فإنه أفضل لك ولطفلك من أن تحققه

في الخطوة الخامسة مثلاً

وتذكر أن الله هو من يثبت قلوب عباده

على طاعته فأدعو للطفل في كل مرة

وأسمعه دعواتك له الخالصة وأحبه.

قبسات من التأديب التربوي عند المسلمين بتصرف

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-14, 12:21
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ومن أساليب الثواب والعقاب التي يُمكن

أن تستنبط منَ السنة النبوية ما يلي:

ثانيًا: مِن وسائل العقاب:

1- الحِرْمان منَ التشجيع:

من وسائل العقاب التي أرشدت

إليها السنة النبوية: الحِرْمان منَ التشجيع

حيث يعمد المربِّي إلى حرمان مَن يعاقبه

مما كان قد عوَّده من تشجيع

أو مدح، أو ثناء، وما شابه ذلك

يدل لهذا من سنته - صلى الله عليه وسلم -

ما ترويه أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -

في قصة الإفك من موقف الرسول

- صلى الله عليه وسلم - منها حين مرضتْ

وأنه لم يكن يزيد على قوله: ((كيف تِيكُم؟))

أخرجه البخاري (5/601-604)، كتاب الشهادات

باب: تعديل النساء بعضهن بعضًا (2661)

دون أن ترى منه - صلى الله عليه وسلم -

ما كانت تراه من اللُّطْف

الذي كانتْ تعرفه منه حين تمْرض.

وبهذه الطريقة في المعامَلة

يضع الرسول - صلى الله عليه وسلم -

أمام المربِّين وسيلة من وسائل العقاب التربوي

قد تكون من أجدى أنواع العقوبات التي يُمكن

أن يعاقب بها الطفل

وأكثرها ملاءمة لنفسيته

في المراحل الأولى من دراسته

...............................

2- اللَّوم والتوبيخ:

لا بأس أن يلجأ المرَبِّي إلى توبيخ الناشئ

أو المتعلم إذا ما أخطأ خطأ يستوجب العقاب

ويمكن الزجْر عنه بالتوبيخ.

وقد استخدم الرسول - صلى الله عليه وسلم -

أسلوب التوبيخ

حيث دعت الحاجة إلى ذلك

حيث يُروى عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه -:

أنه عَيَّر رجلاً بسواد أمِّه، فوبَّخه رسول الله

- صلى الله عليه وسلم - قائلاً:

((إنك امرُؤٌ فيك جاهلية))

أخرجه البخاري (1/114) كتاب الإيمان

باب: المعاصي من أمر الجاهلية (30)

لكن ينبغي للمربِّي ألاَّ يُفْرط في استخدام التوبيخ

لأن ذلك قد يكون له تأثير سلبي

على الناشئ

فلا بد أن يراعي المؤدِّب حال الصغار

والفروق بينهم في الطباع والأخلاق

فمنهم مَن يكفي في لومه

وإشعاره بخطئه نظرةٌ قاسية

ومنهم من يرتجف فؤاده بالتلميح

ومنهم مَن لا يردعه إلا التصريح باللوم والتوبيخ

وعلى المربِّي أن يحدِّدَ الطريقة

الملائمة للتوبيخ مع كل منهم.

.........................

3- الهجْر والمقاطعة:

وقد لجأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

إلى هذا الأسلوب في عقابه للثلاثة

الذين خُلِّفوا في غزوة تبوك

حيث أَمَرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم

- صحابته ألاَّ يكلِّموهم

فجرت المقاطعة بين المسلمين وبين هؤلاء الثلاثة

حتى ضاقت عليهم أنفسهم

وضاقت عليهم الأرض بما رحبت

وهو حديث كعب بن مالك:

أخرجه البخاري (8/452 - 455)

كتاب المغازي، باب: حديث كعب بن مالك

وقول الله - عز وجل -: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ﴾ (4418)

قال تعالى: ﴿ لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ

الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ

يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ

إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ *

وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ

عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ

وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ

لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 117 - 118].

وهذا يدل على أن مؤدب الناشِئِين يحق له

- بل يجب عليه أحيانًا

أن يَحرم المخطئين من مُعاشَرة زملائهم

فترة من الزَّمَن؛ عقوبة وردعًا لهم

حتى يشعر بندمهم وتوبتهم ورجوعهم إلى الصواب

أو يأخذ عليهم العهْد بذلك

شريطة أن يعرفوا أخطاءهم

وسبب إنزال هذه العقوبة بهم

وأن يتوسَّم فيهم الاستفادة من هذه العقوبة

"أصول التربية الإسلامية وأساليبها" ص (146).

.........................

4- - التشهير:

مع أن الإسلام يؤكِّد على أهمية ستْر العيوب

والستر على المسلمين وعدم التشهير بهم

فإنه في بعض الأحيان يوجد مَن يصرُّون

على ارتكاب الأخطاء

ولا يرتدعون إلا بفضْح أمْرهم والتشهير بهم

فحينئذ يجوز ذلك

لأن الضرورة قد دعت إليه

وقد لَجَأ الرسول - صلى الله عليه وسلم -

إلى هذا الأسلوب من العقاب

فيما يروى عن أبي هريرة -

رضي الله عنه - قال: قال رجل: يا رسول الله

إن لي جارًا يؤذيني، فقال:

((انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق))

فانطلق فأخرج متاعه

فاجتمع الناس عليه فقالوا: ما شأنك؟

قال: لي جار يؤذيني

فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:

((انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق))

فجعلوا يقولون: "اللهم العنه، اللهم أخْزِه"

فبلغه فأتاه، فقال:

((ارجع إلى منزلك، فوالله لا أؤذيك))

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (124)

وفي هذا دليل على أن النقد الاجتماعي اللاذع

من أساليب التربية الاجتماعية في الإسلام

ولكن لا يُلجَأ إليه إلا عند الضرورة القصوى

"أصول التربية الإسلامية وأساليبها" ص (145).

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2022-10-15, 12:59
اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع التربية عن طريق أسلوب الثواب والعقاب

ومن أساليب الثواب والعقاب التي يُمكن

أن تستنبط منَ السنة النبوية ما يلي:

ثانيًا: مِن وسائل العقاب:

5- - العقاب البدني:

أقرَّت السنة النبوية العقاب البَدَني كوسيلة

من وسائل مُعالجة الأخطاء

إذا توقَّف العلاج على ذلك

فقد قال رسول الله -

صلى الله عليه وسلم -:

((مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع

واضربوهم عليها وهم أبناء عشر))

https://dorar.net/hadith/sharh/66400

لكن لا بد منَ الحَذَر من المبالغة في العقاب البدني

بل لا بد أن يقتصرَ المربِّي

منه على أقلِّ ما يؤدِّي الغرض

ومن ثم ينبغي أن يراعي المربي

عند إقدامه على العقاب البدني ما يلي:

أولاً: الاكتفاء بإظهار أداة العقاب

إن تم الزجْر بذلك

لأن كثيرًا من الصغار والأطفال يرتدعون

وينزجرون بمجرَّد رؤيتهم للعصا أو السوط

ونحو ذلك من أدوات العقاب البَدَني

فإذا ارتدعوا وانزجروا

فقد حصل المقصود

فلا داعي إلى الإيقاع الفعلي للضَّرْب.

وقد أرشدت السنة النبوية

إلى مجرَّد إظهار أداة العقاب

وهو في حدِّ ذاته وسيلة من وسائل التأديب

حيث يروى عن ابن عباس

- رضي الله عنهما - مرفوعًا:

((علِّقوا السوط حيث يراه أهل البيت

فإنه أدب لهم))

https://dorar.net/hadith/sharh/110399

ثانيًا: الاقتصار على شدِّ الأذن ونحو ذلك

دون لجوء إلى الضرب

حيث كان ذلك مجديًا

لأن الصغير يتعرَّف بذلك على ألم المخالفة

وعذاب الفعل الشنيع الذي ارتكبه

واستحقَّ عليه شدَّ أذنه

فقد قال النووي في "الأذكار":

روِّينا في كتاب ابن السني عن عبدالله

بن بسر المازني الصحابي - رضي الله عنه -

قال: بعثتني أمي إلى رسول الله

- صلى الله عليه وسلم - بقِطْف من عنب

فأكلْتُ منه قبل أن أبلغه إياه

فلما جئت أخذ بأذني وقال: ((يا غُدَر))

منهج التربية النبوية" ص (192)

الأذكار، للنووي، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان

الطبعة الأولى، 1399هـ - 1979م، ص (256)

ثالثًا: عند اللجوء إلى الضرْب ينبغي

ألاَّ تقلَّ سنُّ المضروب عن عشر سنين

لقوله - صلى الله عليه وسلم - في أمر الصلاة:

((واضربوهم عليها وهم أبناء عشر))

https://dorar.net/hadith/sharh/66400

فإذا كانت الصلاة - وهي عماد الدين -

لا يجوز الضرب عليها قبل سن العاشرة

فما عداها من الأمور أهون وأيسر

فلا يعاقب عليه الطفل بالضرب قبل العاشرة أيضًا.

كما ينبغي أن يتراوح عدد الضربات

بين واحدة وثلاث فقط

فقد كان عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله

- يكتب إلى الأمصار: "لا يَقْرِن المعلم

فوق ثلاث؛ فإنها مخافة للغلام".

وعن الضَّحَّاك قال:

"ما ضرب المعلِّم غلامًا

فوق ثلاث، فهو قصاص"

أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "العيال" (1/532).

ولا بد من العدل في الضرْب بين الصبيان

فعن الحسن قال: "إذا لم يعدل المعلم

بين الصبيان كُتِب من الظَّلَمة"

"منهج التربية النبوية" ص (195).

ولا بدَّ - أيضًا - أن تكونَ أداة الضرب

أداة مناسبة لسنِّ الصغير

فلا يضرب بأداة تؤلِمه إيلامًا شديدًا

أو تُحدث له كسورًا

أو جروحًا، أو عاهاتٍ

لأن الغرضَ - أولاً وأخيرًا - من هذا الضرْب

هو التأديب، وليس التشفِّي والانتقام

.ويجتنب المربِّي عند الضرب الوجْه

والرأس بما حوى، والمناطق الحسَّاسة

من الجسم؛ لأن الضرب في هذه المواضع

قد يؤدِّي إلى حدوث عاهات للصغير

وقد نَبَّه النبي - صلى الله عليه وسلم

- إلى ذلك بقوله:

((إذا ضرب أحدكم فليتَّقِ الوجه))

https://dorar.net/hadith/sharh/43205

ومِن حُسْن الأَدَب مع الله - عزَّ وجَلَّ -

ورسوله - صلى الله عليه وسلم -:

أن يرفع المؤدِّب يده عن الصغير

إذا ذكر اسم الله - تعالى -

أو النبي - صلى الله عليه وسلم -

كما هو عادة كثير من الصغار عند تعرُّضهم للعقاب

يدل لذلك ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم

- حيث يقول: ((إذا ضرَب أحدكم خادِمه فذكَر الله

فارفعوا أيديكم))

أخرجه الترمذي (4/297) كتاب البر والصلة

باب: في أدب الخادم (1950)

وقد يقول قائل:

إن الطفل إذا علم بهذا قد يتخذها وسيلة

للتهرُّب من العقوبة، والعَوْد إلى الخطأ

أو يتخذها حيلة للتخلُّص من الضرب

ويعاود فِعْلَه.فالجواب عن ذلك:

أنه يجب الاقتداء بحديث رسول الله -

صلى الله عليه وسلم -

لما فيه من تعظيم الله - تعالى

- في نفس الطفل،

وهو كذلك علاج للضارب من أن حالته

الغضبية كبيرة جدًّا؛ مما استدعى

من الطفل ذكر الله تعالى والاستغاثة به.

ولن نتكلم مع ضعاف الإيمان

الذين إذا سمعوا مثل هذه الاستغاثات

ازدادوا حمقًا وتعسُّفًا وضرْبًا

فهؤلاء بحاجة أن يذكروا ذنوبهم

وتقصيرهم مع ربهم

وحِلم الله - تعالى - عليهم

مع قدرته عليهم في كل آنٍ

وهذا يقودنا إلى أمر مهم

وهو أنه يجب على المربِّي

ألاَّ يُقْدمَ على عملية الضرب والتأديب

وهو في حال غضب شديد

فقد كتب عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله

- إلى أحد عماله: "لا تعاقب رجلاً

عند غضبك عليه؛ بل احبسه حتى

يسكن غضبك، فإن سكن فأخرجه

فعاقبه على قدر ذنبه".

هذه قاعدة تربوية يجب ألاَّ يحيد عنها المربُّون

ولا ينساها الآباء والأمهات:

"لا تؤدِّب وأنت غضبان"

لأن الغضب يفقد صاحبه الحكمة

والبصيرة والروِيَّة في الحكم

والأناة في بحْث الأمور بحثًا عقليًّا

من جميع جوانبها، وحينئذ يأتي الخطأ

ويحدث الظُّلم، ويعيش صاحبه في حالة غضبية

لا يفرق بين الانتقام والتأديب

فالانتقام يصدر عن مبغض كاره

والتأديب يصدر عن قلب رحيم

قبسات من التأديب التربوي" ص (105).

.............

في النهاية ارجوا من الله

إن يكون وفقني في كتابة موضوع هذا البحث

بشكل كامل ونسأل الله كل التوفيق لكم ولنا.

وأسال الله أن يوفقنا عبر صفحات الحياة

لتغدو خرائط الأمل زاهية متألقة ليسعد الجميع.

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته