تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الســــعــادة - 2 -


أستاذ كامل
2022-09-09, 22:55
في موضوع ثان عن السعادة.... يلي مقدمة قصيرة ذكرت فيها تعريفا لها ... وهو تعريف يتجسد لي في ظلمات الليل الطويل إذا تكالبت الظروف ... ولعمري كيف أجدني أخشى الليل أحيانا أكثر من الطفل الصغير، وقد سرت في الفلوات منفردا أتحدى قطاع الطرق ووحوش الليل، ثقة بالله ثم ارضاء لعناد أجده في نفسي... وإنما كان ذلك بسبب الشعور بالعبثية الذي يحضر إذا غابت السعادة، ويغيب إذا حضرت هي... ولم نر حلا في حضور الأولى وغياب الثانية إلا بطي صفحة الليل قبل أن يحل بما تيسر لدينا من وسائل ...

عندما تحدثنا بهذا أمام غريب ظن أن بنا هجر الغادة الهيفاء التي يصعب صدها ! وهذا بعيد عن الصحة ويا ليته كان العلة... لأني وصلت إلى قناعة أن النساء أنواع وأشكال، وأن كل واحدة يوجد لها أخرى تنسيك فيها، وأن لهاتين توجد أخرى تنسيك فيهما وهكذا.. ولايوجد مفهوم "الواحدة لاغيرها" إلا في عقل من لايملكون الاختيار... فتدبر هذا فربما تسعد إن كانت علتك ماتلفظ به الغريب !

أول السعادة أن ترى نورا خافتا يلوح لك في آخر طريق وهمي يرتسم في قلبك... ولعل منتهى السعادة في دار غير هذه الدار...

يتبع...

أستاذ كامل
2022-09-09, 23:28
يذكر محمد شاكر في أحد كتبه أن أول شيء تقوم به عند البحث هو جمع المادة! ولكن كيف الأمر بالنسبة للسعادة ومنتهاها ونحن لم نعش لحظة في دار النعيم، لنعلم كيف تصدح أفئدتنا هناك، فنحكم عليها بما يليق؟!

ومن العجب، أنك لو طلبت مني أن أصف لك كيف هو ملمس البطاريق؟ لن أقول شيئا! لأني لم أشاهد ولم ألمس بطريقا في حياتي - وإن كنت أتمنى أن يحدث ذلك -، وأما عن السعادة وملمسها فيمكنني الحديث قليلا عن هذا الموضوع، والمفارقة أن الأول شيء يمكن اداركه بالحواس الخمس فلاأجده في قاعدة بياناتي، وأما الثاني فعلى العكس تماما، ولقد اتفق أن اجتمع الحال عندي بالشكل الذي وصفته، وذلك لأني ألمس أحيانا أشياءَ وكأنها ليست من هذه الحياة، ألا تجده عندك في دعوة صادقة من عجوز أعطيتها خمس دقائق من وقتك تستمع لها ولاتقاطعها؟!

نعم يمكنك القول أن هذا من السعادة، ولكنه شيء مؤقت سرعانما يختفي أثره في النفس! فهل ياترى علي أن أعطي كل وقتي لعجائز تملأ عقلي بالتكرارات وبالتفاهات والخزعبلات لأسعد كل الوقت؟! هنا ترمي العبثية نفسها أمامي، فتتلبسني، فأدخل في نفق طويل يجعلني أخاف الليل....

يتبع....

أستاذ كامل
2022-09-10, 00:07
في وسط هذه الحيرة، أرى شيئا يزيدني حيرة، ويقذفني أبعد... من وادي العبث إلى نهر العبث... فإلي بحار ومحيطات البعث...

أتحدث عن أولئك الذين تراهم يشاركون حياتهم في "السوشال ميديا"، من صغيرة وكبيرة! فذلك ولو اتخذه بعضهم طريقة لجمع المال، فهي تفقد الإنسان طعم الحياة، لأنها تؤثر على التركيبة العصبية في الدماغ والجزء الخاص بالتفكير، فتغير الخريطة الذهنية له، وبلفظ آخر، أن تلك التفاعلات والتعليقات التي يراها أسفل المقطع الذي نشره من حياته الشخصية، هي التي تحدد سعادته وطريقة حياته...

حدثني مرة شخص أعرفه خِفافا، أنه فقد حاسة الشم للأبد بسبب تعاطيه المفرط لمضادات الالتهاب الستيروئيدية! وأنه إذا دخل مكانا غير مؤلوف له، يرواده شيء مثل الغثيان ولاحل لذلك إلا بالاستحمام بالماء وصابون خاص يستعمله! وهي حالة أعتبرها فريدة من نوعها!!

قلت: إن طريقة عيش من ذكرتهم، تؤدي بهم إلى فقدان حاسة التذوق والشم وجميع الحواس، فتستحيل إلى حواس أخرى غير الشكل الذي جعلها الله تعالى عليه في أول الأمر...

ورد في السنة النبوية:"لا يدخُلُ هذه بيتَ قومٍ إلَّا أدخَله اللهُ الذُّلَّ" يقصد آلة الحرث، وإني أقول لكم اليوم: فمن سمح لزوجته أو أولاده أن يدخلوا على حياتهم مثل هذه الأشياء فقد أفسد حياته العائلية...

يتبع....

مستبشر
2022-09-10, 04:19
السعادة في الحياة الدنيا هي سعادة وقتية لاتدوم ، فهي تكون سعادة عندما يسبقها تعاسة او حزن ، وأيضاً يتبعها تعاسة وحزن.
فمثلاً لو قابلت شخصاً تحبه ، تسعد بلقائه ، ولكن عندما يغادر تحزن لمغادرته ، وهكذا.
لذلك فإن السعادة في الحياة الدنيا ليست مطلب ، بل المطلب هو راحة البال وطمأنينة النفس وانشراح الصدر وهي اللي تدوم وتبقى.

نسأل الله أن يرزقنا جميعاً صلاح الحال وراحة البال.

bmlsy
2022-09-12, 21:17
عند توفر الغذاء والامن والصحة في ليل ما تلكم هي السعادة التي احبها
السعادة هي الحياة هي ان تعيش قرير العين مع زوجتك وعيالك
هي ان تؤدي واجباتك و اخذ حقوقك دون نقص تلكم هي السعادة
عندما تبيت منشرح الصدر كما قال الاخ تلكم هي السعادة
عندما تبيت ليلك غير مديون ولا يسالك احد تلكم هي السعادة
وبالله التوفيق

أستاذ كامل
2022-09-16, 00:31
يتبع....

في ورقات الشخشوخة العالقة على أطراف الصحن....
وفي لحس اصبعي من زينة كرمال الياغورت...
وفي تتبع بقايا اللحم المختبئة في كهوف العظم...
كل ذلك يجعلني أجد لذة غير عادية في الطعام!
شيء ما كان يجعلني أنكر في نفسي على الذين يتكلفون في تناول الطعام، واستعمال السكين والشوكة في تقطيع اللحم، ومظاهر أخرى...
حتى وقع بين يدي مايدعم إنكاري على طريقتهم في التعامل مع الطعام، فقد قرأت كلاما للشيخ الألباني عن البركة في فضلة الطعام، وكيف أنا منا من يمسح من تلك البركة بمنديل إذا ما انتهى من الأكل، ويرمي ماتبقى من البركة في النفايات...

احساسي يقول لي أن شيئا من السعادة يكمن في ما أشير إليه....

يتبع....

bmlsy
2022-09-16, 22:17
يا صاحبي استعمال الاكل فوق الطاولة لا عيب فيه مع استعمال السكين و الشوكة مع مناديل مسح الاصابع