تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما هذه الجرأة على الدين ؟؟؟؟؟؟


بوعلام الجلفي
2007-10-28, 00:15
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي هذا موضوع حبيت أفيدكم به لما رأيت ظاهرة استفحلت في أوساط الناس حيث تجد كل الناس إلا من رحم ربي في جرأة على الدين يتكلم في مسائل عظيمة ولما تسأله يقول هذا رأيي وهو في الحقيقة جاهل جهول لا يرفق بين الكوع والكرسوع فتجده يتورع عن الكلام في كل القضايا الا القضايا الشرعية فيتكلم فيها لذا أرجوا أن تستفيدوا من هذا النقل , وأرجوا من اخوتي أن يسعوا في ااجتناب هذه الآفة ,والآن مع الموضوع :

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين

من أسباب طرق هذا الموضوع

1. جراءة كثيرة من غير المختصين على الخوض في مسائل الشريعة .
2. كون عامة الناس وجمهور الأمة أصبحوا لا يميزون عمن يأخذون دينهم...

لماذا يستمع كثير من الناس لكل واحد يتكلم في الشرع وأما في مسائل الدنيوية لا يرجعون إلا إلى المختصين دون غيرهم .

فإذا كان عند أحدهم مريض فإنه لا يذهب به إلى البقال ليعطيه وصفة العلاج بل يذهب به إلى الأخصائي أو الاستشاري في ذلك المرض . هذا في شئون دنيا الناس ، لكنهم في شئون دينهم أصبح الكثير منهم يستمع إلى كل من هب ودب .

إذا عن من تأخذ ؟

ومن هو الذي يحق له أن يتكلم في مسائل الشرع ؟

ومن هو الذي يجب عليه أن يسكت ؟

يجب أن تأخذ من العلماء وأهل العلم .

والذي يحق له أن يتكلم في مسائل الشرع هو العالم به .

والذي يجب عليه أن يسكت من ليس عنده علم بمسائل الشريعة .

أخي : أن الذي يفتى أو يتكلم في مسائل الشرع إنما يوقع عن الله رب العالمين . فهو بمثابة الوزير الذي يجعله الحاكم يوقع عنه .

ومن هذا المنطلق قال الإمام ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين : (( إذا كـــان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي ينكر فضله ، ولا يجهل قدره ، وهو من أعلى المراتب في الدنيا ، فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسماوات )) .

ولذلك كان السلف يدرون الفتيا عن أنفسهم ما استطاعوا ، ويحاولون أن يتخلصوا منها ويُسندوها إلى غيرهم ، ومن ذلك ما ذكره الأمام الدرامي في سننه حيث قال : (( باب من هاب الفتيا )) نقل في ذلك نصوصاً كثيرة أذكر منها نصين :

1. عن عبد الرحمن بن أبى ليلي وهو من التابعين الثقات المعروفين – قال "لقد أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يسأل عن فتيا إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا " .

مائة وعشرون من خيرة أصحاب محمد صلي الله عليه وسليم ومن كبارهم وممن طالت أعمارهم فحصلوا علماً كثيراً غزيراً ، ومع ذلك يتدافعون الفتيا وكل واحد يتمنى أن أخاه يكفيه الفتيا ونحن نجلس في بعض المجالس فتطرح موضعات فى الطب فلا تجد الا الأطباء يتكلمون وإذا تحدثوا في الأدب فلا تجد إلا الأدباء هم الذين يتحدثون ، وإما إذا طرحت مسألة دينية إذا بك تفاجأ بأنك تجالس بين هيئة كبار العلماء فإذا سألت عن مسألة فقهية وجدت كل واحد منهم يذكر رأيه والأخر وجهة نظره وإذا سألت عن صحة حديث وجدت نفسك تجالس مع أئمة الحديث كالإمام أحمد والحافظ بن حجر فهذا يصحح الحديث والأخر يضعف الحديث والله المستعان .

2. نقل الأمام الدرامي أن الشعبي رحمه الله سئل " كيف كنتم تصنعون إذا سئلتم قال " على خبير وقعت، كان إذا سئل الرجل قال لصاحبه أفتهم ، فلا يزال حتى يرجع إلى الأول" وما كان ذلك إلا بعلمهم بخطورة الفتيا والقول على الله بغير علم ، وأن ذلك من أعظم الذنوب .

قال تعالي : " وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ " .

ان القول على الله بغير علم من أعظم الذنوب على الإطلاق ? لذلك كان حرياً وجديراً بالمسلم ان يحذر كل الحذر من القول على الله تعالى بغير علم .

إن الذي يتجري على الفتوي إنما يقتحم النار وهو لا يعلم .

وإذا اعترضت على ذلك الذي يفتى بغير علم . قال : لك يا أخي ? لا تحجر واسعاً ... أليس الرسول صلي الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق عليه " إذا أجتهد الحاكم فأصاب فله أجران ? وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد" فيقول " أنا لا أعدم من هذا الفضل أما أجراً واحداً ? أو أجرين فلماذا أنت منزعج ? ولم تعترض علي في كوني أتكلم وأفتى بحسب علمي في مسائل الشرع .والواقع أن هذا الحديث " أذا أجتهد الحاكم فأصاب فله أجران ....." أنما يكون لمن توفرت فيه الشروط :

1. أن يكون حافظاً للكتاب و مستظهر غالب السنة الصحيحة .
2. عالم بالناسخ والمنسوخ من الشريعة .
3. أن يبحث جميع أقوال العلماء في المسألة ثم يجتهد فيها .

إذن من تكلم بغير عالم بحجة هذا الحديث فهو آثم حتى لو أصاب ? فإن أصابته لو وقعت كانت على سبيل الصدفة وليست بمقتضى الطريقة الشرعية ? ولذلك فهو آثم في الحاليين كما جاء في الحديث الحسن لغيره "من قال في القرآن برأية وأن أصاب فقد آثم" .

وعند الإمام ابن ماجه بإسناد صحيح أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " من أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه" إذن هذا المفتى الذي تكلم بدون علم ولا ثبت ولا دليل شرعي يحمل وزره ووزر من أضله بغير علم .

وبعض الناس يخوضون في بعض مسائل الشريعة بحجة أنها سهلة وأن القضية يسيرة ولا تحتاج إلى كبير عناء .

ولله در الإمام مالك رضي الله عنه – حينما سأله رجل عن مسألة فقال : " لا أدري " قال له " أنها قضية يسيرة سهلة !! فغضب الإمام مالك وقال له : ليس في العلم شيء ضعيف أما سمعت قوله الله تعالي " إنا سنلقى عليك قولاً ثقيلاً "

وبعض الناس يقولون لك إذا نصحتهم بأن لا يتكلم في الشرع إلا بعلم قالوا استفتي قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك . هكذا قال الرسول صلي الله عليه وسلم أقول لهم أعلمتم لمن وجه هذا الخطاب بارك الله فيكم .

أنه قد وجه إلى وابصة بن معبد رضي الله عنه . فعند النسائي والترمذي بإسناد صحيح عن وابصة بن معبد قال أتيت النبي صلي الله عليه وسلم أسأله عن البر فقال جئت تسأل عن البر قلت نعم قال البر ما أطمئن إليه القلب وأطمأنت اليه النفس والآثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس . استفتي قلبك وأن أفتاك الناص وأفتوك " 0

أقول لك أخي إذا كانت مثل وابصة بن معبد في العبادة والزهد فستفتي قـلبك وأن أفتاك الناس وأفتوك .

في الجزء العشر من تهذيب التهذيب يذكر الحافظ بن حجر ترجمة لوابصة بن معبد فينقل عن أحد التابعين أنه ما دخل عيه إلا وجد القرآن مفتوحاً بين يديه والدموع ينحدر على خديه . ثم يقول كان عابداً زاهداً ورعاً من فقهاء الصحابة

أخي : أن محمد بن الإندلسي جاء من بلاد المغرب إلى المدنية حتى يسأل الإمام مالك في اثنين وثلاثين مسألة . قطع الآلاف كيلوا مترات حتى يسأل عن دينه .
نحن لا نريدك أن تقطع الآلف الكيلوا مترات إنما نريد منكم أن تصل بكبار العلماء عبر الهاتف أو تذهب إليهم في بلدك .

وأخيراً ليس كل إمام مسجد عالم وليس كل خطيباً أو واعظ عالم وليس كل من عليه علامات الصلاح والتقوى من أهل العلم .

يجب علينا أن نأخــــــذ ديننا من العلماء وأهل العلم ولا نخوض في شــــرع الله بغير علم وبصيرة .

قال ابن سرين رحمه الله : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم .

اللهم اجعل جميع أعمالنا ظاهرها و باطنها خالصة لوجهك الكريم موافقة لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم .

و السلام عليكم و رحمة الله بركاته

عباس رحيم

منقول

lalla
2007-10-28, 09:38
بارك الله فيك على الموضوع القيم

بوعلام الجلفي
2007-10-28, 09:51
وفيك بارك الله

أبوعبدالله
2007-10-28, 11:29
بسم الله الرحمن الرحيم



نعم أخي بوعلام والله صدقت أخي بارك الله فيك
والله إنها لحقيقة مرة ..!! جرأة على دين الله عزّ وجل ووالله لوسكت الجاهل عن القول على الله لزال شرّ عظيم
ولنا في علمائنا أسوة حسنة من حيث أنهم لايتجرؤون على مالا يعلموا بل ويأدبوننا بآداب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهنا أذكر كلاما نفيسا لشيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في جنّة الفردوس مع النبيين والشهداء والصالحين آمين
في شرحه الماتع شرح كتاب رياض الصالحين لمن شاء الرجوع إليه
باب النهي عن التكلف وهو فعل وقول ما لا مصلحة فيه بمشقة
وعن مسروق قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس من علم شيئا فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم الله أعلم قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } رواه البخاري

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين باب النهي عن التكلف ، التكلف معناه تكلف الشيء ومحاولة معرفته وإظهار الإنسان بمظهر العالم وليس كذلك ثم ذكر المؤلف قوله تعالى: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ أي لا أسألكم على ما جئت به من الوحي أجرا تعطونني إياه وإنما أدلكم على الخير وأدعوكم إلى الله عز وجل وهكذا الرسل عليهم الصلاة والسلام كلهم يقولون لأصحابهم { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } أي من الشاقين عليكم أو القائلين بلا علم بل إنه عليه الصلاة والسلام كان يقول ويؤيده الله على قوله بإقراره عليه ثم حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: نهينا عن التكلف والناهي هو الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا قال الصحابي نهينا فإن هذا له حكم الرفع يعني كأنه قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليه يكون هذا الناهي هو الرسول صلى الله عليه وسلم نهينا عن التكلف أن يتكلف الإنسان ما لا علم له به ويحاول أن يظهر بمظهر العالم العارف وليس كذلك ثم ذكر حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن الإنسان إذا سئل عما لا يعلم فلا يتكلم ويأتي بجواب لا يدري أهو صحيح أم لا ولكن لا يقول إلا ما علم به فإذا سئل عن شيء لا يعلمه فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول الإنسان لما لا يعلم الله أعلم ووصف هذا رضي الله عنه بالعلم لأن الذي يقول لا أعلم وهو لا يعلم هو العالم حقيقة هو الذي علم قدر نفسه وعلم منزلته وأنه جاهل فيقول لما لا يعرف الله أعلم ثم أن الإنسان إذا قال لما لا يعلم الله أعلم ولم يفت به يثق الناس به ويعلمون أن ما أفتى به فهو عن علم وما لم يعلمه يمسك عنه وأيضا إذا قال الإنسان لما لا يعلم الله أعلم عود نفسه الرضوخ للحق وعدم التصدر للفتوى وهذا خلافا لبعض الناس اليوم تجده يرى أن الفتوى ربح بضاعة فيفتي بعلم وبغير علم ويفتي بنصف علم
ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه الفتوى الحموية :كانوا يقولون ما أفسد الدنيا والدين إلا أربعة نصف متكلم نصف فقيه نصف لغوي نصف طبيب أما المتكلم فإنه أفسد الأديان والعقائد لأن أهل الكلام الذين نالوا من الكلام شيئا ولم يصلوا إلى غايته اغتروا به وأما أهل الكلام الذين وصلوا إلى غايته فقد عرفوا حقيقته ورجعوا إلى الحق ونصف فقيه يفسد البلدان لأنه يقضي بغير الحق فيفسد البلدان فيعطي حق هذا لهذا وهذا لهذا ونصف نحوي لأنه يفسد اللسان لأنه يظن أنه أدرك قواعد اللغة العربية فيلحن فيفسد اللسان ونصف طبيب فيفسد الأبدان لأنه لا يعرف فربما يصف دواء يكون داء وربما لا يصف الدواء فيهلك المريض فالحاصل أنه لا يجوز للإنسان أن يفتي إلا حيث جازت له الفتوى وإن كان الله تعالى قد أراد أن يكون إماما للناس يفتيهم ويهديهم إلى صراط مستقيم فإنه سيكون وإن كان الله لم يرد ذلك فلن يفيده تجرأة في الفتوى ..
ثم استدل ابن مسعود رضي الله عنه بقوله تعالى { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } والله الموفق ا.هـ

فتدبر أخي الكريم وولاتتجرأ على الفتوى وليكن لك إمام فيما تقوله وتنقله على دين الله
ويُشترط لكل مسألة سلف هذا الأصل في أمور الدين؛ أنه لابدّ من سلف؛ في أمور العقيدة وأمور المنهج لابدّ من سلف، وكلام الإمام أحمد رحمه الله في هذا مشهور:( إيّاك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام ).
فمسائل الدين فيها اتّباع وليس فيها اختراع؛ كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام.
لما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الفرق الهالكة وذكر الفرقة الناجية قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ( ما أنا عليه وأصحابي ) (رواه الترمذي برقم (2641) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .) وقال صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ ) . وقال تعالى: ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (الشورى21 ).
ومن هذا المنطلق حارب أئمة السلف كل أنواع البدع في العبادات وفي العقائد وفي المناهج.

بوعلام الجلفي
2007-10-28, 11:33
وفيك بارك الله

le fugitif
2007-10-28, 12:35
صدقت فى كل ما قلت والله يجرؤون على الدين ولا يجرؤون على مسائل اخرى بارك الله فيك اخى

http://www.moveed.com/data/thumbnails/30/12.gif

mohamed03
2007-10-28, 15:08
بارك الله فيك بوعلام على الموضوع الرائع
و مشكور أبو عبد الله على الاضافة المفيدة.

لقد اختلط الحابل بالنابل في الجزائر , و ضاع احترام أهل الاختصاص مهما كان تخصصهم , خاصة في مجال الدين , فلا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.

محمد أبو عثمان
2007-10-28, 18:28
جزاكم الله خيرا يا بوعلام , فعلا موضوع مهم وقد أبتلي به كثير من الخلق فتجد منهم جرأة عظيمة على دين الله عز وجل وخوض في مسائل الشرع بلا علم بل تجد أحدهم لا يمت إلى الشرع بصلة ولكنه متصدر للكلام في الشرع ناسيا أومتانسيا أن القول على الله بلا علم قد قرنه الله جلا وعلا بالشرك به وفي هذا المقام يقول العلامة بن القيم - رحمه الله تعالى- : " وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء وجعله من أعظم المحرمات بل جعله في المرتبة العليا منها فقال تعالى ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) فرتب المحرمات أربع مراتب وبدأ بأسهلها وهو الفواحش ثم ثنى بما هو أشد تحريما منه وهو الإثم والظلم ثم ثلث بما هو أعظم تحريما منهما وهو الشرك به سبحانه ثم ربع بما هو أشد تحريما من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه وقال تعالى ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم ) فتقدم إليهم سبحانه بالوعيد على الكذب عليه في أحكامه وقولهم لما لم يحرمه هذا حرام ولما لم يحله هذا حلال وهذا بيان منه سبحانه أنه لا يجوز للعبد أن يقول هذا حلال وهذا حرام إلا بما علم أن الله سبحانه أحله وحرمه، وقال بعض السلف ليتقِ أحدكم أن يقول أحل الله كذا وحرم كذا فيقول الله له كذبت لم أحل كذا ولم أحرم كذا فلا ينبغي أن يقول لما لا يعلم ورود الوحي المبين بتحليله وتحريمه أحله الله وحرمه الله لمجرد التقليد أو بالتأويل" ا.هـ

وفيما يلي أنقل لكم من كلام السلف في هذه العجالة مايثلج الصدر وينير الطريق

وروى مالك بن مغول عن أبي حصين عن مجاهد عن عائشة أنه لما نزل عذرها قبّل أبو بكر رأسها قالت فقلت ألا عذرتني عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت ما لا أعلم!!

وروى أيوب عن ابن أبي مليكة قال سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن آية فقال أي أرض تقلني وأي سماء تظلني وأين أذهب وكيف أصنع إذا أنا قالت في كتاب الله بغير ما أريد الله بها.

وذكر البيهقي من حديث مسلم البطين عن عزرة التميمي قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الجنة وابردها على كبدي ثلاث مرات قالوا يا أمير المؤمنين وما ذاك قال أن يسأل الرجل عما لا يعلم فيقول الله أعلم

وذُكر أيضاً عن علي رضي الله عنه قال خمس إذا سافر فيهن رجل إلى اليمن كن فيه عوضا من سفره: لا يخشى عبد إلا ربه ولا يخاف إلا ذنبه ولا يستحي من لا يعلم أن يتعلم ولا يستحي من يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم والصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد.

وقال الزهري عن خالد بن أسلم وهو أخو زيد بن أسلم خرجنا مع ابن عمر نمشي فلحقنا أعرابي فقال أنت عبد الله بن عمر قال نعم قال سألت عنك فدللت عليك فأخبرني: أترث العمة؟ قال لا أدري !! قال أنت لا تدري قال نعم اذهب إلى العلماء بالمدينة فاسألهم فلما أدبر قبل يديه وقال نعم ما قال أبو عبد الرحمن سئل عما لا يدري فقال لا أدري.

وقال ابن مسعود من كان عنده علم فليقل به ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم فإن الله قال لنبيه ( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين)

وصح عن ابن مسعود وابن عباس من أفتى الناس في كل ما يسألونه عنه فهو مجنون!!

وقال ابن شبرمة سمعت الشعبي إذا سئل عن مسألة شديدة قال: رب ذاتِ وبرٍ لا تنقاد ولا تنساق ولو سئل عنها الصحابة لعضلت بهم!!!

وقال أبو حصين الأسدي إن أحدهم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر لجمع لها أهل بدر!

وقال ابن سيرين لأن يموت الرجل جاهلا خير له من أن يقول ما لا يعلم.

وقال القاسم من إكرام الرجل نفسه أن لا يقول إلا ما أحاط به علمه وقال: يا أهل العراق والله لا نعلم كثيرا مما تسألوننا عنه ولأن يعيش الرجل جاهلا إلا أن يعلم ما فرض الله عليه خير له من أن يقول على الله ورسوله ما لا يعلم.

وقال مالك من فقه العالم أن يقول لا أعلم فإنه عسى أن يتهيأ له الخير، وقال سمعت بن هرمز يقول ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده لا أدري حتى يكون ذلك أصلا في أيديهم يفزعون إليه.

وقال الشعبي لا أدري نصف العلم.

وقال ابن جبير ويل لمن يقول لما لا يعلم إني أعلم.

وقال الشافعي سمعت مالكا يقول سمعت ابن عجلان يقول إذا أغفل العالم لا أدري أصيبت مقاتله. وذكره ابن عجلان عن ابن عباس.

وقال عبد الرحمن بن مهدي جاء رجل إلى مالك فسأله عن شيء فمكث أياما ما يجيبه فقال يا أبا عبد الله إني أريد الخروج فأطرق طويلا ورفع رأسه فقال ما شاء الله يا هذا إني أتكلم فيما أحتسب فيه الخير ولست أحسن مسألتك هذه!!

وقال ابن وهب سمعت مالكا يقول العجلة في الفتوى نوع من الجهل والخرق. قال وكان يقال التأني من الله والعجلة من الشيطان. وهذا الكلام قد رواه الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التأني من الله والعجلة من الشيطان وإسناده جيد.

وقال ابن المنكدر: العالم بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل بينهم.

وقال ابن وهب قال لي مالك وهو ينكر كثرة الجواب في المسائل: يا عبد الله ما عملت فقل وإياك أن تقلد الناس قلادة سوء.

وقال مالك حدثني ربيعة قال قال لي أبو خلدة وكان نعم القاضي يا ربيعة أراك تفتي الناس فإذا جاءك الرجل يسألك فلا يكن همك أن تتخلص مما سألك عنه.

وكان ابن المسيب لا يكاد يفتي إلا قال اللهم سلمني وسلم مني.

وقال مالك ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني هل تراني موضعا لذلك؟ سألت ربيعة وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك فقيل له يا أبا عبد الله فلو نهوك قال كنت أنتهي.

وقال ابن عباس لمولاه عكرمة اذهب فأفتِ الناس وأنا لك عون فمن سألك عما يعنيه فأفته ومن سألك عما لا يعنيه فلا تفته فإنك تطرح عن نفسك ثلثي مؤنة الناس." ا.هـ

هذا هو حال السلف الصالح فهل نعتبر أُيّها الأحبة؟! وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

وما ذكرته منقول من موضوع لصاحبه أبي الأشبال السلفي جزاه الله خيرا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بوعلام الجلفي
2007-10-28, 19:17
بارك الله فيكم جميعا وأقدم شكري الخاص لأبي عبد الله وأبي عثمان محمد على ما أثريا به الموضوع من فوائد جزاكما الله خيرا ومن الله عليكما بالفقه في الدين ويسر لكما الخير حيث ماكان

benguesmia_med
2007-10-28, 19:36
القضية استفحلت بصورة كبيرة بالبلاد و حتى المجتمعات قريبة كانت ام بعيدة واصبح الدين على كل لسان وعرضة لمن هب ودب....اللهم اهدنا الى سراطك المستقيم

pierre mer
2007-10-28, 19:53
الموضوع مهم في الغاية اضيف ملاحظة صغيرة فقط
هناك ما يزيد عن 40مليون نسمة في الجزائر و ايضا 40مليون مفتي
صرنا لا نفرق ما بين هو اهل للفتوى و بين ما بين المختلق لها فجعلوا الحلال حراما و الحرام حلالا
نسأل الله الطف

بوعلام الجلفي
2007-10-28, 20:05
benguesmia_med و pierre mer بارك الله فيكم على المرور الطيب

أخي pierre mer والله صدقت 40 مليون قاع والات علماء أي واحد يتكلم في الدين وهذا شر البلية وياليت الأمر توقف على الجزائر فقط لا بل في كل مكان إلا ما رحم ربي وأدخل للأنترنت الناس أصبحت قاع علماء اللي تشوفوا ينسيك في صاحبوا

ربي يهدي الجميع ولازم نتخذوا اجراء على هؤلاء الناس فأي واحد يتكلم في مسألة شرعية يسألوه ويناه أنت ومن بعد نتكلموا ؟؟؟؟

بوعلام الجلفي
2007-10-29, 11:10
للرفع والتذكير

بوعلام الجلفي
2007-10-29, 19:07
جزاك الله خيرا يامن ثبت الموضوع

djally
2007-11-04, 10:50
بارك الله فيك بوعلام على الموضوع الرائع

الحمامة البيضاء
2007-11-05, 22:47
مشكور أخي على الموضوع

Soletair
2007-11-06, 17:08
بارك الله فيك

بوعلام الجلفي
2007-11-13, 21:36
بارك الله فيكم

angelo85
2007-11-15, 23:50
baraka allaho fikom ékhwani hata ana rani m3akom w wala kol wahad éhab yafti w ya3ti rayo mais allah yastar surtt hna les algeriens rabi rah ghadab 3lina bon machi ga3 mai rana 3aychin bi d3awi el khir wala wach golto ila rani ghalta jawboni salam

محمد جديدي التبسي
2012-03-19, 11:25
بارك الله فيك

محمد جديدي التبسي
2012-03-19, 11:31
بارك الله فيك

ديكستر كو
2012-03-19, 14:35
40 مليون يأتيهم الوحــي