الحاج بوكليبات
2022-04-21, 09:24
مشروع القرن للسيد بولكاز
مقال كتب يوم: 18/04/2022
بولكاز* يقترح على الشّعب تأطير الحراك من طرف مجموعة من المحامين ورجال المحاماة للتفاوض مع السّلطة نيابة عن الشّعب.
ويتهم الشّعب بالجهل ويهينه ويقول أنّ مستواه تاسعة وبالشعبوية وبخاصة شعب الحراك؟!
بولكاز يقول أنّ المحامين المفوضين من الحراك سيقترحون على السّلطة تقسيم الموارد وبخاصة الطاقة بحيث الغاز يأخذه الجيش (نخبة الجيش) والنفط يأخذه الشّعب؟!
وأنّه بعد ذلك الجيش ينفض يده من السّياسة للتفرغ بعد ذلك لتأسيس سلطة مدنية لا مكان فيها للعسكر تبني ميزانيتها على مداخيل النفط (البقاء في سياسة الريع)؟!
لكن السؤال المطروح على بولكاز هو: لماذا اختار بولكاز اعطاء الغاز لنخبة الجيش (أو لمؤسسة الجيش لتكون كميزانية له تغطي مصاريفه وحاجياته من تسليح وخدمات اجتماعية) ؟!
ولماذا اختار بولكاز النفط لإعطائه للشّعب؟!
يعلم بولكاز المثقف، النخبة أنّ عصر النفط قد انتهى تقريباً لكونه عنصر ملوث للمناخ والطبيعة وأحد أهم أسباب ما يسمى التغير المناخي وأنّ الدّول الغربية وبخاصة أوروبا المستهلكة لهذا النّوع من الطاقة تتجه نحو الطاقة النظيفة والطاقات المتجددة وبالتالي فبولكاز يقترح على الشّعب الريح.
بينما الغاز التقليدي والغاز الصخري فهو حل مؤقت سيمتد لــ 50 عاماً قادمة حتى يتمّ التخلي عنه والدّول المستهلكة له من أوروبا وفي الغرب ستعتمد عليه بالتزامن مع توجهها نحو الطاقة المتجددة في إطار ما يسمى بالانتقال الطاقوي، وهو كما يقول يحقق أرباحاً مهولة وضخمة في الفترة الأخيرة بسبب سعي الغرب وأوروبا وأمريكا للتخلّي على الغاز الروسي نتيجة أحداث أوكرانيا وبالتالي فهو يضع ثروات البلد في يد جهة من الشّعب وبذلك يقسم الشّعب إلى طبقتين، طبقة مالكة وطبقة كادحة (الفكر الرأسمالي)؟!
يعلم بولكاز أنّ الجيش والمخابرات تتحكم فيها قيادة من البربر(أمازيغ)، واحدة من جهة ومنطقة، وأخرى من جهة ثانية ومنطقة أخرى، وأنّ لكلّ جهة رجالاتها من النّخب المدنية والسّياسية والمالية وبخاصة ممن هو مثقف بالثّقافة الفرنسية (لغته الأم الفرنسية/ وثقافته الأم الفرنسية)، وهو دون أن يشعر أو لعله يقصد ذلك يريد وضع هذه الموارد الطاقوية في يد فئة ستستفيد لوحدها من مداخيل موارد الطاقة من الغاز الطبيعي والغاز الصخري؟!
بحكم مكانة الجيش وبحكم الأوضاع الجيوسياسية في العالم المضطربة وبحكم التقلّبات والتغيرات الحاصلة في العالم فنحن مع فكرة أن تكون ميزانية الدفاع هي الأكبر في حالة الحرب أو السّلم اقتداءً بالولايات المتحدة والصين وروسيا والدّول الأوروبية (حلف النّاتو) وكلّ الدّول تقريباً ولكننا لسنا مع هذا الطرح البولكازي.
لأنّه يقسم البلاد اجتماعياً، فهو يجعل الجيش طبقة برجوازية رأسمالية منفصلة عن الشّعب ، في الثّورة التحريرية المظفرة الّتي تشاركا فيها الشّعب مع جيش التحرير الوطني الخبز اليابس والكسرة الباردة وشرب الماء وتعرضا للعراء والجوع والخوف والتعذيب على يد جيش الاستعمار الفرنسي معاً، فالجيش ولد من رحم الشّعب وهو ابن الشّعب لذلك ليس من العدل ولا المناسب تحويل الجيش إلى شركة خاصة، وليس من العدل حرمان أحد الطرفين المكونين للمجتمع من حقه في ثروات البلد والتّمتع بها مهما كانت حاجة الجيش ملحة لموارد لدعمه واستمراره وقدرته على صون الوطن وحمايته ومواجهة التحديات الجديدة على الحدود الغربية من البلاد وفي السّاحل وحتّى في البحر الأبيض المتوسط.
ويبقى السؤال الّذي نطرحه على بولكاز هو: إذا كان المستقبل هو للطاقات المتجددة والبلاد بمقدورها الاستثمار في هذا النّوع من الطاقة (مشروع ديزيرتيك/ شراكة البلاد مع ألمانيا) فبين من ومن نقسم هذا المورد الطبيعي؟!
نحن اقترحنا في مواضيع سابقة أن يشارك الجيش في الحياة الاقتصادية للبلاد واقترحنا نسبة 40 بالمئة من اقتصاد البلاد له اقتداءً بالتجربة المصرية الرائدة، يعني الجيش إلى جانب كونه شريك سياسي للمدنيين كما هو الحال في أمريكا البنتاغون شريك في السّياسة إلى جانب الكونغرس ومجلس الشيوخ والإدارة الأمريكية (الرئاسة) فينبغي أن يكون أيضاً شريكاً اقتصادياً للمدنيين .. يبني ويُشيّد ويشقّ الطّرق من خلال مُؤسسات يمتلكها ويغرس ويزرع ويربي الثّروة المائية كما هو الحال بالنسبة للجيش المصري مثلاً وليس أن يمتلك ريع مصدره الغاز سواء التقليدي أو غير تقليدي (الغاز الطبيعي، والغاز الصخري).
على فكرة يا بولكاز إذا تحقق مشروعك الّذي تقول أنّك مُنذ سنوات مضت وأنت تبني فيه وتشكلت حكومة من الحراك وقررت وزارة الخارجية بأمر من السّلطة الجديدة (قد تكون موالية للولايات المتحدة/ أو قد تكون موالية لفرنسا) أن تقطع علاقة البلاد مع الصين أو روسيا؟ أو طلبت تلك السّلطة الجديدة استنكار تدخل عسكري للصين في تايوان مثلاً وهما كما تعلم حليفان وشريكان استراتيجيان للبلاد فهل الجيش هنا يتدخل أم لا يتدخل؟!
مشروع الفيدرالية في ما يسمى بشمال إفريقيا يحتاج لتحقيقه وتجسيده إلى موارد ضخمة والسّيطرة على الغاز قد يفي بالغرض.
بقلم: الحاج بوكليبات
* كلمة بالعامية تعني العنكبوت.. (وإنّ أوهن البيوت..)
مقال كتب يوم: 18/04/2022
بولكاز* يقترح على الشّعب تأطير الحراك من طرف مجموعة من المحامين ورجال المحاماة للتفاوض مع السّلطة نيابة عن الشّعب.
ويتهم الشّعب بالجهل ويهينه ويقول أنّ مستواه تاسعة وبالشعبوية وبخاصة شعب الحراك؟!
بولكاز يقول أنّ المحامين المفوضين من الحراك سيقترحون على السّلطة تقسيم الموارد وبخاصة الطاقة بحيث الغاز يأخذه الجيش (نخبة الجيش) والنفط يأخذه الشّعب؟!
وأنّه بعد ذلك الجيش ينفض يده من السّياسة للتفرغ بعد ذلك لتأسيس سلطة مدنية لا مكان فيها للعسكر تبني ميزانيتها على مداخيل النفط (البقاء في سياسة الريع)؟!
لكن السؤال المطروح على بولكاز هو: لماذا اختار بولكاز اعطاء الغاز لنخبة الجيش (أو لمؤسسة الجيش لتكون كميزانية له تغطي مصاريفه وحاجياته من تسليح وخدمات اجتماعية) ؟!
ولماذا اختار بولكاز النفط لإعطائه للشّعب؟!
يعلم بولكاز المثقف، النخبة أنّ عصر النفط قد انتهى تقريباً لكونه عنصر ملوث للمناخ والطبيعة وأحد أهم أسباب ما يسمى التغير المناخي وأنّ الدّول الغربية وبخاصة أوروبا المستهلكة لهذا النّوع من الطاقة تتجه نحو الطاقة النظيفة والطاقات المتجددة وبالتالي فبولكاز يقترح على الشّعب الريح.
بينما الغاز التقليدي والغاز الصخري فهو حل مؤقت سيمتد لــ 50 عاماً قادمة حتى يتمّ التخلي عنه والدّول المستهلكة له من أوروبا وفي الغرب ستعتمد عليه بالتزامن مع توجهها نحو الطاقة المتجددة في إطار ما يسمى بالانتقال الطاقوي، وهو كما يقول يحقق أرباحاً مهولة وضخمة في الفترة الأخيرة بسبب سعي الغرب وأوروبا وأمريكا للتخلّي على الغاز الروسي نتيجة أحداث أوكرانيا وبالتالي فهو يضع ثروات البلد في يد جهة من الشّعب وبذلك يقسم الشّعب إلى طبقتين، طبقة مالكة وطبقة كادحة (الفكر الرأسمالي)؟!
يعلم بولكاز أنّ الجيش والمخابرات تتحكم فيها قيادة من البربر(أمازيغ)، واحدة من جهة ومنطقة، وأخرى من جهة ثانية ومنطقة أخرى، وأنّ لكلّ جهة رجالاتها من النّخب المدنية والسّياسية والمالية وبخاصة ممن هو مثقف بالثّقافة الفرنسية (لغته الأم الفرنسية/ وثقافته الأم الفرنسية)، وهو دون أن يشعر أو لعله يقصد ذلك يريد وضع هذه الموارد الطاقوية في يد فئة ستستفيد لوحدها من مداخيل موارد الطاقة من الغاز الطبيعي والغاز الصخري؟!
بحكم مكانة الجيش وبحكم الأوضاع الجيوسياسية في العالم المضطربة وبحكم التقلّبات والتغيرات الحاصلة في العالم فنحن مع فكرة أن تكون ميزانية الدفاع هي الأكبر في حالة الحرب أو السّلم اقتداءً بالولايات المتحدة والصين وروسيا والدّول الأوروبية (حلف النّاتو) وكلّ الدّول تقريباً ولكننا لسنا مع هذا الطرح البولكازي.
لأنّه يقسم البلاد اجتماعياً، فهو يجعل الجيش طبقة برجوازية رأسمالية منفصلة عن الشّعب ، في الثّورة التحريرية المظفرة الّتي تشاركا فيها الشّعب مع جيش التحرير الوطني الخبز اليابس والكسرة الباردة وشرب الماء وتعرضا للعراء والجوع والخوف والتعذيب على يد جيش الاستعمار الفرنسي معاً، فالجيش ولد من رحم الشّعب وهو ابن الشّعب لذلك ليس من العدل ولا المناسب تحويل الجيش إلى شركة خاصة، وليس من العدل حرمان أحد الطرفين المكونين للمجتمع من حقه في ثروات البلد والتّمتع بها مهما كانت حاجة الجيش ملحة لموارد لدعمه واستمراره وقدرته على صون الوطن وحمايته ومواجهة التحديات الجديدة على الحدود الغربية من البلاد وفي السّاحل وحتّى في البحر الأبيض المتوسط.
ويبقى السؤال الّذي نطرحه على بولكاز هو: إذا كان المستقبل هو للطاقات المتجددة والبلاد بمقدورها الاستثمار في هذا النّوع من الطاقة (مشروع ديزيرتيك/ شراكة البلاد مع ألمانيا) فبين من ومن نقسم هذا المورد الطبيعي؟!
نحن اقترحنا في مواضيع سابقة أن يشارك الجيش في الحياة الاقتصادية للبلاد واقترحنا نسبة 40 بالمئة من اقتصاد البلاد له اقتداءً بالتجربة المصرية الرائدة، يعني الجيش إلى جانب كونه شريك سياسي للمدنيين كما هو الحال في أمريكا البنتاغون شريك في السّياسة إلى جانب الكونغرس ومجلس الشيوخ والإدارة الأمريكية (الرئاسة) فينبغي أن يكون أيضاً شريكاً اقتصادياً للمدنيين .. يبني ويُشيّد ويشقّ الطّرق من خلال مُؤسسات يمتلكها ويغرس ويزرع ويربي الثّروة المائية كما هو الحال بالنسبة للجيش المصري مثلاً وليس أن يمتلك ريع مصدره الغاز سواء التقليدي أو غير تقليدي (الغاز الطبيعي، والغاز الصخري).
على فكرة يا بولكاز إذا تحقق مشروعك الّذي تقول أنّك مُنذ سنوات مضت وأنت تبني فيه وتشكلت حكومة من الحراك وقررت وزارة الخارجية بأمر من السّلطة الجديدة (قد تكون موالية للولايات المتحدة/ أو قد تكون موالية لفرنسا) أن تقطع علاقة البلاد مع الصين أو روسيا؟ أو طلبت تلك السّلطة الجديدة استنكار تدخل عسكري للصين في تايوان مثلاً وهما كما تعلم حليفان وشريكان استراتيجيان للبلاد فهل الجيش هنا يتدخل أم لا يتدخل؟!
مشروع الفيدرالية في ما يسمى بشمال إفريقيا يحتاج لتحقيقه وتجسيده إلى موارد ضخمة والسّيطرة على الغاز قد يفي بالغرض.
بقلم: الحاج بوكليبات
* كلمة بالعامية تعني العنكبوت.. (وإنّ أوهن البيوت..)