الزمزوم
2021-12-23, 14:00
لماذا يحبُّون المغرب ويكرهون مصر؟
أولاً، يجب أن نعترف أن أنصار الخلافة وأنصار تمازغا مُتحالفان في هذا الوقت بالذات.
ثانياً، يجب أن نعترف أن تركيا لها أطماع كبيرة في منطقة المغرب العربي وبخاصة البلدان التي تضع في أعلامها رمز الهلال وهي دول كانت تحت السيطرة العثمانية التركية في الماضي عكس المشرق الذي هو ملكية أمريكية خالصة (أغلبية بلدانه) وتركيا لن تجرؤ على الإقتراب من منطقة نفوذ أمريكية البتة، ناهيك عن مشاعر الحنق والكراهية لدى الشعوب المشرقية نحو الأتراك والتاريخ العثماني في تلك المنطقة، بمعنى آخر عدم قابلية خضوع شعوب منطقة المشرق العربي للأتراك من جديد وهذا الذي يدركه جيداً أردوغان ومن يقف على مشروع الخلافة ومشروع طوران العظيم.
ثالثاً، يجب أن نعترف أن مشروع "تمازغا" يضم دول المغرب العربي وبخاصة ليبيا (بها أقلية أمازيغية) وتونس ليس بها أمازيغ والجزائر (بها أقلية أمازيغية) والمغرب (بها أقلية أمازيغية) وموريتانيا.
لماذا المعارضة من إخوان الجزائر المُتطرفين (حزب الفيس المحل/ وحركة رشاد) ومن الحركة العرقية الثقافية (ماك) دعت للأخوة في مقابلة تونس ومقابلة المغرب في مواجهة الجزائر على التوالي في بطولة كأس العرب الأخيرة المقامة في قطر؟ (رفعوا شعار خاوة خاوة بين شعوب هذه المنطقة دون غيرها من المناطق العربية).
ولماذا في السابق كُنَّا نراهم يشعلون النّار عندما يتعلق الأمر بمقابلة بين مصر والجزائر على الخصوص؟
لمعرفة ذلك الأمر يجب العودة إلى الخلفيات، أي خلفيات هؤلاء السياسية والتاريخية والإيديولوجية من ذلك التحرك.
مشروع "تمازغا" يضم المغرب والجزائر(بها أقليات أمازيغية) وتونس ولا تُخفي النُّخب السياسية في هذه البلدان وبخاصة تونس والمغرب على وجه الخصوص رغبتهم في بناء هذا المشروع الذي يسمى: مشروع شمال إفريقيا بدل المغرب العربي الكبير و المنطقة المغاربية أو المغرب الكبير/ أو دول شمال إفريقيا ّتمازغا" في مقابل المنطقة العربية التي ستمتد في المستقبل حسب مخططهم من مصر إلى دمشق، لذلك من المهم بمكان الدفاع عن هذين البلدين (المغرب/تونس) مع الجزائر ورفع شعار خاوة خاوة في هذه الأثناء في لقاءهما سواء المغرب الجزائر/ أو تونس الجزائر.
بالنسبة لجماعة الخلافة فأردوغان أو إمبراطورية أردوغان التي تقُوم بالرعاية عليها في هذه الأثناء وبشكل حصري جماعة الإخوان في المنطقة ترى في المنطقة المغاربية باستثناء المغرب الذي لم تسيطر عليه الدولة العثمانية منطقة حيوية لمشروع تركيا القومي والديني للفترة الحالية وفي الفترة القادمة (المستقبل) وهو مشروع هيمنة سياسية وايديولوجية واقتصادية بامتياز.
أنصار تمازغا والخلافة يرون في المغرب صديق لأنه دعم في الماضي الجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر في سنوات التسعينات ووقف إلى جانب قيادة الفيس المحل، وكان هناك اتفاق بين زعماء الفيس المحل والملك الحسن الثاني أنه في حالة وصُولهم إلى السلطة والحكم فإنهم سيقطعون علاقة الجزائر بجبهة البوليساريو وسيقفون إلى جانب المغرب في احتلاله للصحراء الغربية.
أنصار تمازغا يرون في المغرب صديق بما وفره لهم من دعم مُنقطع النظير طيلة عقود من الزمن (الربيع الأمازيغي في الثمانينيات وربما قبلها بكثير)عن طريق أمازيغ المغرب الذين هم جُزءٌ أصيل من هذا المشروع بل هم الوسطاء بين نظام المخزن وأنصار تمازغا المتطرفين منهم والذين وضعتهم الجزائر على لائحة الإرهاب "ماك".
وفي أحداث الحراك ظهرجلياً الدعم المغربي والنُّخب المحسوبة على المشروعين السابقي الذكر من التونسيين سواء المتعاطفين مع إسلاميي الجزائر أو مع ثقافيي الجزائر.
ولأن أنصار الخلافة يرون في مصر ومنذ جمال عبد الناصر إلى حسني مبارك وصولاً إلى عبد الفتاح السيسي أنه نظام عسكري مُغتصب للسلطة فإنَّهم لا يتركون أي فرصة للتشنيع على النظام وعلى مصر ككل، فدافعهم في هذه الأثناء من خلال التحريض في أم درمان بالسودان وطوال التاريخ الكروي الرياضي الذي جمع بين البلدين والمشحون بالتشنج والكراهية كان ولا زال وسيظل ايدلوجي إخوان/ضد/عسكر، لذلك كله حرضوا بين الدولتين والنظامين والسلطتين والشعبين ولو قدر الله وإلتقت الجزائر مع مصر في دورة كأس العرب في قطر كانت ستحصل أحداث وتحريض من هؤلاء ليس أقل مما حدث في أم درمان ولعل قطر وتركيا وجماعة الإخوان على مستوى العالم سترمي بثقلها في هذه المعركة الكروية لتحولها لعدواة بين البلدين تقطع على إثرها أواصر الإخوة بين البلدين العربيين العريقين.
ولأن أنصار تمازغا يرون أن منطقة المغرب العربي لا تمت بصلة إلى المشرق العربي ولأنهم يرون أن مصر خطر على مشروعهم بما أوتيت من علم وثقافة وتأثير وقوة ناعمة وإعلام، والذي ظهر في التأثير البالغ في مشروع جمال عبد الناصر رحمه الله تعالى وما تلاه بعد ذلك، وهم يعتقدون أنه سبب نكبة مشروعهم وخيارهم نحو أوروبا بعد الإستقلال الذي كانوا يرتؤن ولم يحدث ذلك، فإن ذلك الأمر كان سبباً كافياً لحقدهم وحنقهم على مصر قيادة وشعباً، ولو قدر الله والتقى الفريقان الجزائري والمصري في نهائياتت كأس العرب المقامة في قطر كانوا سيشعلون النّار بين الشعبين وسيختفي شعار خاوة خاوة... واحنا شعب واحد.
فالشعب الواحد وخاوة خاوة عند أنصار مشروع الخلافة العثمانية ومشروع تمازغا هو في كل من يدعم مشروعهما كلٌّ على حدى ، أما من يعارض مشروعهما كلٌّ على حد فهو ليس بالأخ وليس بالشعب الواحد حتى لو كان هذا الأخ أو الشعب خرج من بطن الكعبة المشرّفة.
يجب أن يعرف شعبنا أن عدونا الحقيقي كان ولا زال ودائماً وأبداً المستتر بالأمس والذي ظهر اليوم بشكل واضح هو المغرب وليس مصر أو أي قطر عربي شقيق في منطقة المشرق العربي العامر، وأنّ محاولة خطف شعبنا لضرب مصر أو أي بلد عربي في مشرقنا الأغر هو للتغطية على هذا العدو الذي انكشف أمام الجميع وأنّ أهداف هؤلاء الوكلاء من بني جلدتنا تدخل في إطار التحالف القائم بين المغرب وهاتين الفئتين الضالتين والتي تريد منهما: الأولى تحقيق مشروع الخلافة والثانية تحقيق مشروع شمال إفريقيا "تمازغا".
بقلم: الزمزوم - عضو في حزب البعث العربي الإشتراكي السوري
أولاً، يجب أن نعترف أن أنصار الخلافة وأنصار تمازغا مُتحالفان في هذا الوقت بالذات.
ثانياً، يجب أن نعترف أن تركيا لها أطماع كبيرة في منطقة المغرب العربي وبخاصة البلدان التي تضع في أعلامها رمز الهلال وهي دول كانت تحت السيطرة العثمانية التركية في الماضي عكس المشرق الذي هو ملكية أمريكية خالصة (أغلبية بلدانه) وتركيا لن تجرؤ على الإقتراب من منطقة نفوذ أمريكية البتة، ناهيك عن مشاعر الحنق والكراهية لدى الشعوب المشرقية نحو الأتراك والتاريخ العثماني في تلك المنطقة، بمعنى آخر عدم قابلية خضوع شعوب منطقة المشرق العربي للأتراك من جديد وهذا الذي يدركه جيداً أردوغان ومن يقف على مشروع الخلافة ومشروع طوران العظيم.
ثالثاً، يجب أن نعترف أن مشروع "تمازغا" يضم دول المغرب العربي وبخاصة ليبيا (بها أقلية أمازيغية) وتونس ليس بها أمازيغ والجزائر (بها أقلية أمازيغية) والمغرب (بها أقلية أمازيغية) وموريتانيا.
لماذا المعارضة من إخوان الجزائر المُتطرفين (حزب الفيس المحل/ وحركة رشاد) ومن الحركة العرقية الثقافية (ماك) دعت للأخوة في مقابلة تونس ومقابلة المغرب في مواجهة الجزائر على التوالي في بطولة كأس العرب الأخيرة المقامة في قطر؟ (رفعوا شعار خاوة خاوة بين شعوب هذه المنطقة دون غيرها من المناطق العربية).
ولماذا في السابق كُنَّا نراهم يشعلون النّار عندما يتعلق الأمر بمقابلة بين مصر والجزائر على الخصوص؟
لمعرفة ذلك الأمر يجب العودة إلى الخلفيات، أي خلفيات هؤلاء السياسية والتاريخية والإيديولوجية من ذلك التحرك.
مشروع "تمازغا" يضم المغرب والجزائر(بها أقليات أمازيغية) وتونس ولا تُخفي النُّخب السياسية في هذه البلدان وبخاصة تونس والمغرب على وجه الخصوص رغبتهم في بناء هذا المشروع الذي يسمى: مشروع شمال إفريقيا بدل المغرب العربي الكبير و المنطقة المغاربية أو المغرب الكبير/ أو دول شمال إفريقيا ّتمازغا" في مقابل المنطقة العربية التي ستمتد في المستقبل حسب مخططهم من مصر إلى دمشق، لذلك من المهم بمكان الدفاع عن هذين البلدين (المغرب/تونس) مع الجزائر ورفع شعار خاوة خاوة في هذه الأثناء في لقاءهما سواء المغرب الجزائر/ أو تونس الجزائر.
بالنسبة لجماعة الخلافة فأردوغان أو إمبراطورية أردوغان التي تقُوم بالرعاية عليها في هذه الأثناء وبشكل حصري جماعة الإخوان في المنطقة ترى في المنطقة المغاربية باستثناء المغرب الذي لم تسيطر عليه الدولة العثمانية منطقة حيوية لمشروع تركيا القومي والديني للفترة الحالية وفي الفترة القادمة (المستقبل) وهو مشروع هيمنة سياسية وايديولوجية واقتصادية بامتياز.
أنصار تمازغا والخلافة يرون في المغرب صديق لأنه دعم في الماضي الجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر في سنوات التسعينات ووقف إلى جانب قيادة الفيس المحل، وكان هناك اتفاق بين زعماء الفيس المحل والملك الحسن الثاني أنه في حالة وصُولهم إلى السلطة والحكم فإنهم سيقطعون علاقة الجزائر بجبهة البوليساريو وسيقفون إلى جانب المغرب في احتلاله للصحراء الغربية.
أنصار تمازغا يرون في المغرب صديق بما وفره لهم من دعم مُنقطع النظير طيلة عقود من الزمن (الربيع الأمازيغي في الثمانينيات وربما قبلها بكثير)عن طريق أمازيغ المغرب الذين هم جُزءٌ أصيل من هذا المشروع بل هم الوسطاء بين نظام المخزن وأنصار تمازغا المتطرفين منهم والذين وضعتهم الجزائر على لائحة الإرهاب "ماك".
وفي أحداث الحراك ظهرجلياً الدعم المغربي والنُّخب المحسوبة على المشروعين السابقي الذكر من التونسيين سواء المتعاطفين مع إسلاميي الجزائر أو مع ثقافيي الجزائر.
ولأن أنصار الخلافة يرون في مصر ومنذ جمال عبد الناصر إلى حسني مبارك وصولاً إلى عبد الفتاح السيسي أنه نظام عسكري مُغتصب للسلطة فإنَّهم لا يتركون أي فرصة للتشنيع على النظام وعلى مصر ككل، فدافعهم في هذه الأثناء من خلال التحريض في أم درمان بالسودان وطوال التاريخ الكروي الرياضي الذي جمع بين البلدين والمشحون بالتشنج والكراهية كان ولا زال وسيظل ايدلوجي إخوان/ضد/عسكر، لذلك كله حرضوا بين الدولتين والنظامين والسلطتين والشعبين ولو قدر الله وإلتقت الجزائر مع مصر في دورة كأس العرب في قطر كانت ستحصل أحداث وتحريض من هؤلاء ليس أقل مما حدث في أم درمان ولعل قطر وتركيا وجماعة الإخوان على مستوى العالم سترمي بثقلها في هذه المعركة الكروية لتحولها لعدواة بين البلدين تقطع على إثرها أواصر الإخوة بين البلدين العربيين العريقين.
ولأن أنصار تمازغا يرون أن منطقة المغرب العربي لا تمت بصلة إلى المشرق العربي ولأنهم يرون أن مصر خطر على مشروعهم بما أوتيت من علم وثقافة وتأثير وقوة ناعمة وإعلام، والذي ظهر في التأثير البالغ في مشروع جمال عبد الناصر رحمه الله تعالى وما تلاه بعد ذلك، وهم يعتقدون أنه سبب نكبة مشروعهم وخيارهم نحو أوروبا بعد الإستقلال الذي كانوا يرتؤن ولم يحدث ذلك، فإن ذلك الأمر كان سبباً كافياً لحقدهم وحنقهم على مصر قيادة وشعباً، ولو قدر الله والتقى الفريقان الجزائري والمصري في نهائياتت كأس العرب المقامة في قطر كانوا سيشعلون النّار بين الشعبين وسيختفي شعار خاوة خاوة... واحنا شعب واحد.
فالشعب الواحد وخاوة خاوة عند أنصار مشروع الخلافة العثمانية ومشروع تمازغا هو في كل من يدعم مشروعهما كلٌّ على حدى ، أما من يعارض مشروعهما كلٌّ على حد فهو ليس بالأخ وليس بالشعب الواحد حتى لو كان هذا الأخ أو الشعب خرج من بطن الكعبة المشرّفة.
يجب أن يعرف شعبنا أن عدونا الحقيقي كان ولا زال ودائماً وأبداً المستتر بالأمس والذي ظهر اليوم بشكل واضح هو المغرب وليس مصر أو أي قطر عربي شقيق في منطقة المشرق العربي العامر، وأنّ محاولة خطف شعبنا لضرب مصر أو أي بلد عربي في مشرقنا الأغر هو للتغطية على هذا العدو الذي انكشف أمام الجميع وأنّ أهداف هؤلاء الوكلاء من بني جلدتنا تدخل في إطار التحالف القائم بين المغرب وهاتين الفئتين الضالتين والتي تريد منهما: الأولى تحقيق مشروع الخلافة والثانية تحقيق مشروع شمال إفريقيا "تمازغا".
بقلم: الزمزوم - عضو في حزب البعث العربي الإشتراكي السوري