مراد_2009
2009-12-24, 21:28
وأخبرني محمد بن وضاح ، عن غير واحد أن أسد بن موسى كتب إلى أسد بن الفرات :
« اعلم أي أخي أنما حملني على الكتاب إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك الناس وحسن حالك مما أظهرت من السنة ، وعيبك لأهل البدعة ، وكثرة ذكرك لهم ، وطعنك عليهم ، فقمعهم الله بك ، وشد بك ظهر أهل السنة ، وقواك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم ، فأذلهم الله بذلك ، وصاروا ببدعتهم مستترين ، فأبشر أي أخي بثواب ذلك ، واعتد به أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد ، وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنة رسوله ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » من أحيا شيئا من سنتي كنت أنا وهو في الجنة كهاتين « وضم بين أصبعيه ، وقال : » أيما داع دعا إلى هذا فاتبع عليه كان له مثل أجر من تبعه إلى يوم القيامة « ، فمن يدرك أجر هذا بشيء من عمله ؟ وذكر أيضا أن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا لله يذب (2) عنها ، وينطق بعلاماتها ، فاغتنم يا أخي هذا الفضل ، وكن من أهله ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه وقال : » لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من كذا وكذا « ، وأعظم القول فيه ، فاغتنم ذلك ، وادع إلى السنة حتى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حدث ؛ فيكونون أئمة بعدك ، فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء الأثر ، فاعمل على بصيرة ونية وحسبة ؛ فيرد الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر ، فتكون خلفا من نبيك صلى الله عليه وسلم ؛ فإنك لن تلقى الله بعمل يشبهه ، وإياك أن يكون لك من أهل البدع أخ ، أو جليس ، أو صاحب ؛ فإنه جاء الأثر : من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة ، ووكل إلى نفسه ، ومن مشى إلى صاحب بدعة مشى في هدم الإسلام . وجاء : ما من إله يعبد من دون الله أبغض (3) إلى الله من صاحب هوى » ، وقد وقعت اللعنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل البدع ، وأن الله لا يقبل منهم صرفا (4) ، ولا عدلا (5) ، ولا فريضة ، ولا تطوعا ، وكلما ازدادوا اجتهادا وصوما وصلاة ازدادوا من الله بعدا ، فارفض مجالسهم ، وأذلهم ، وأبعدهم كما أبعدهم الله وأذلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى بعده
« اعلم أي أخي أنما حملني على الكتاب إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك الناس وحسن حالك مما أظهرت من السنة ، وعيبك لأهل البدعة ، وكثرة ذكرك لهم ، وطعنك عليهم ، فقمعهم الله بك ، وشد بك ظهر أهل السنة ، وقواك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم ، فأذلهم الله بذلك ، وصاروا ببدعتهم مستترين ، فأبشر أي أخي بثواب ذلك ، واعتد به أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد ، وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنة رسوله ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » من أحيا شيئا من سنتي كنت أنا وهو في الجنة كهاتين « وضم بين أصبعيه ، وقال : » أيما داع دعا إلى هذا فاتبع عليه كان له مثل أجر من تبعه إلى يوم القيامة « ، فمن يدرك أجر هذا بشيء من عمله ؟ وذكر أيضا أن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا لله يذب (2) عنها ، وينطق بعلاماتها ، فاغتنم يا أخي هذا الفضل ، وكن من أهله ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه وقال : » لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من كذا وكذا « ، وأعظم القول فيه ، فاغتنم ذلك ، وادع إلى السنة حتى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حدث ؛ فيكونون أئمة بعدك ، فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء الأثر ، فاعمل على بصيرة ونية وحسبة ؛ فيرد الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر ، فتكون خلفا من نبيك صلى الله عليه وسلم ؛ فإنك لن تلقى الله بعمل يشبهه ، وإياك أن يكون لك من أهل البدع أخ ، أو جليس ، أو صاحب ؛ فإنه جاء الأثر : من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة ، ووكل إلى نفسه ، ومن مشى إلى صاحب بدعة مشى في هدم الإسلام . وجاء : ما من إله يعبد من دون الله أبغض (3) إلى الله من صاحب هوى » ، وقد وقعت اللعنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل البدع ، وأن الله لا يقبل منهم صرفا (4) ، ولا عدلا (5) ، ولا فريضة ، ولا تطوعا ، وكلما ازدادوا اجتهادا وصوما وصلاة ازدادوا من الله بعدا ، فارفض مجالسهم ، وأذلهم ، وأبعدهم كما أبعدهم الله وأذلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى بعده