مشاهدة النسخة كاملة : ليس في الإسلام فلسفة
*عبدالرحمن*
2021-11-22, 14:48
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ينبغي التعريف بالفلسفة
وأهم مبادئها قبل بيان حكم تعلمها
لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره .
قال الغزالي في الإحياء (1/22) :
" وأما الفلسفة فليست علما برأسها بل هي أربعة أجزاء :
أحدها : الهندسة والحساب ، وهما مباحان كما سبق
ولا يُمنع عنهما إلا من يخاف عليه أن يتجاوز بهما إلى علوم مذمومة
فإن أكثر الممارسين لهما قد خرجوا منهما إلى البدع
فيصان الضعيف عنهما .
الثاني : المنطق ، وهو بحث عن وجه الدليل
وشروطه ووجه الحد
وشروطه وهما داخلان في علم الكلام .
الثالث : الإلهيات وهو بحث عن ذات الله سبحانه وتعالى وصفاته
وهو داخل في الكلام أيضا
والفلاسفة لم ينفردوا فيها بنمط آخر من العلم
بل انفردوا بمذاهب بعضها كفر وبعضها بدعة .
الرابع : الطبيعيات ، وبعضها مخالف للشرع والدين والحق
فهو جهل وليس بعلم حتى نورده في أقسام العلوم .
وبعضها بحث عن صفات الأجسام وخواصها
وكيفية استحالتها وتغيرها
وهو شبيه بنظر الأطباء
إلا أن الطبيب ينظر في بدن الإنسان على الخصوص
من حيث يمرض ويصح
وهم ينظرون في جميع الأجسام من حيث تتغير وتتحرك
ولكن للطب فضل عليه وهو أنه محتاج إليه
. وأما علومهم في الطبيعيات فلا حاجة إليها " انتهى مختصرا.
وجاء في "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة" (2/1118- 1121) :
" الفسلفة: كلمة يونانية مركبة من كلمتين
"فيلا" بمعنى الإيثار وجعلها فيثاغورس بمعنى محبة
و"سوفيا" ومعناها الحكمة
. والفيلسوف مشتق من الفلسفة بمعنى "مؤثر الحكمة"
إلا أن المصطلح تطور وأصبح يعني الحكمة.
ومن ثم أصبح يطلق على الفيلسوف الحكيم .
وقد أطلقت الفلسفة قديماً على دراسة المبادئ الأولى
وتفسير المعرفة عقلياً
وكانت الغاية منها عند أصحابها البحث عن الحقيقة .
والفلسفة عند أنصارها
كما يعرفها د. توفيق الطويل
هي "النظر العقلي المتحرر من كل قيد وسلطة
تفرض عليه من الخارج
وقدرته على مسايرة منطقه إلى أقصى آحاده
وإذاعة آرائه بالغاً ما بلغ وجه التباين بينها وبين أوضاع العرف
وعقائد الدين ، ومقتضيات التقاليد
من غير أن تتصدى لمقاومتها أو التنكيل بها سلطة ما ".
والفيلسوف عند أرسطو أعلى درجة من النبي
لأنه النبي يدرك عن طريق المخيلة
بينما الفيلسوف يدرك عن طريق العقل والتأمل.
والمخيلة عندهم درجة أدنى من التأمل
وقد تابع الفارابي أرسطو في جعل الفيلسوف فوق النبي .
الفلسفة بهذا التعريف تصادم الحكمة
التي تعني في المصطلح الإسلامي السنة
كما هو تعريف أكثر المحدثين والفقهاء
وبمعنى القضاء والعلم والإتقان
مع ضبط الأخلاق والتحكم في أهواء النفس وكفها عن المحارم .
والحكيم من يتصف بهذه الصفات
ولذلك فهي بهذا المعنى الفلسفي من أخطر الطواغيت
وأشدها شراسة في محاربة الإيمان والأديان
مستخدمة المنطق الذي يسهل تلبيسها على الناس
باسم العقل والتأويل والمجاز الذي يحرف به النصوص.
يقول الإمام الشافعي :
"ما جهل الناس واختلفوا إلا بتركهم مصطلح العرب
وأخذهم بمصطلح أرسطو طاليس ".
وعلى الرغم من وجود الفلسفات في الحضارات
المصرية والهندية والفارسية القديمة
لكنها اشتهرت في بلاد اليونان بل وأصبحت مقترنة بها
وما ذلك إلا لاهتمام فلاسفة اليونان بنقلها
من تراث الشعوب الوثنية وبقايا الديانات السماوية
مستفيدين من صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام
بعد انتصار اليونانيين على العبرانيين بعد السبي البابلي
وبما استفادوه من دين لقمان الحكيم
فجاءت خليطاً من نزعات التأليه وإثبات ربوبية الخالق جل وعلا
مشوبة بالوثنية
وعلى ذلك فإن الفلسفة اليونانية إحياءً أكثر منها اختراعاً...
ويلخص ابن أبي العز شارح الطحاوية
مذهب الفلاسفة في خمسة أصول للدين عندهم فيما يلي:
أن الله سبحانه وتعالى موجود لا حقيقة له ولا ماهية
ولا يعلم الجزئيات بأعيانها ولكنه يعلمها إجماليا
وبالتالي أنكروا خلق أفعال عباده .
كما ولا يؤمنون بكتبه حيث إن الله عندهم لا يتكلم ولا يكلم
وأن القرآن فيض فاض من العقل الفعال
على قلب بشر زكي النفس طاهر
تعالى الله عن وصفهم علوا كبيرا
ليست ذوات منفصلة تصعد وتنزل وتذهب
إنما هي عندهم أمور ذهنية لا وجود لها في الأعيان
. والفلاسفة أشد الناس إنكارا لليوم الآخر وأحداثه
وما الجنة والنار عندهم إلا أمثال مضروبة لتفهيم العوام
ولا حقيقة لها في الخارج .
ولا زالت للفلسفة اليونانية روافد في كافة الفلسفات
والدعوات الغربية القديمة والحديثة
بل وتأثرت بها معظم الفرق الإسلامية الكلامية
ولم يظهر مصطلح الفلسفة الإسلامية كمنهج علمي يدرس
ضمن مناهج العلوم الشرعية إلا على يد الشيخ مصطفى عبد الرزاق
– شيخ الأزهر- كردة فعل للهجوم الغربي على الإسلام
بحجة أنه يخلو من الفلسفة.
والحق أن الفلسفة جسم غريب داخل كيان الإسلام
فليس في الإسلام فلسفة
ولا بين المسلمين فلاسفة بهذا المعنى المنحرف
وإنما في الإسلام علم محقق وعلماء محققون
ومن أشهر الفلاسفة المنتسبين للإسلام: الكندي
الفارابي، ابن سينا، وابن رشد " انتهى باختصار.
المصدر
https://islamqa.info/ar/answers/88184/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9
اخوة الاسلام لنا عودة من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-11-23, 15:06
السلام عليكم ورحمة الله و بركاتة
خطر كتب الفلسفة على عقيدة التَّوحيد
فقد سبق الحديث عن صيانة التَّوحيد عن الأخطاء التي تحيق به
وأنَّه يجب على المسلم أن يحرس عقيدته من كُلِّ ما يصادمها
وأنَّ الأخطار التي تحيط بالعقيدة أو التي تُهدِّد العقيدة.
أخطارٌ متعددِّةٌ وكثيرةٌ
ومن ذلك ما يتعلَّق بالعقائد الأجنبية التي دخلت على المسلمين
ومن هذه الأشياء التي دخلت على المسلمين
: صورٌ من الوثنيات والشِّركيات والشَّعوذة والدَّجل
ولعلَّنا نعود إلى بداية هذا الأمر من خلال حركة التَّعريب
والتَّرجمة التي نشأت
ولأنَّ هذه الأشياء الدَّخيلة في الحقيقة كان لها بوابة
وهذه البوابة:
هي بوابة التَّرجمة غير المنضبطة
والموروثات الشَّرقية التي دخلت علينا اليوم في الدَّورات
وغيرها كانت من نتاج هذه التَّرجمة
تُعتَبر حركة التَّرجمة وتعريب الكتب الفلسفية بذرة فساد عظيمة
عاثت في الأمَّة شراً
وقد دخلت أشباه هذه العلوم على المسلمين في القرن الأول
بعد فتح بلاد الأعاجم
لكن السَّلف رحمهم الله تعالى تصدُّوا لها
ثُمَّ انتشرت زمن يحيى بن خالد البُرمكي
وانتشرت بعد ذلك في عهد المأمون وازدهرت حركة التَّرجمة
غير المنضبطة وفتحت أبوابها على مصاريعها
وكانت تُترجم كتبُ اليونان والسِّريان والكتب الفارسية
والقبطية وكتب الفلاسفة وعلم المنطق والميتافيزيقيا
والعجيب أنَّ بعض الخلفاء ما كان ينضبط بالشَّرع في حركة التَّرجمة
بل كان يكيل المال ويحثو المال لمن يترجم بغضِّ النَّظر عمَّا يترجم
حتى أن بعضهم كان يُتحف ملوك الرُّوم بالهدايا الثَّمينة
ليعطوه كتب الفلاسفة مثل: كتب أفلاطون وأرسقراط
وجالينوس وإقليدس
وكان مهرةُ المترجمين يُجلَبون ويُعطَون بغضِّ النَّظر عن عقائدهم
وكان كثيرٌ من هؤلاء المترجمين من اليهود والنَّصارى
ما بين زنديقٍ حاقدٍ ونصرانيٍّ متربِّصٍ ومرتزق متهالك
ومن نظر في أسمائهم وسيرهم تبيَّن له حقيقةَ حالهم
مثل: يعقوب الرَّهاوي النَّصراني
ويوحنا بن ماسويا النَّصراني، وحنين بن إسحاق
وقسطا ابن لوطا، وأبو بشر متَّى بن يونس وغيرهم.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"ثُمَّ إنَّه لما عُرِّبت الكتب اليونانية في حدود المائة الثَّانية
وقبل ذلك وبعد ذلك وأخذها أهل الكلام وتصرَّفوا فيها
بأنواع الباطل الأمور الإلهية ضل كثير منهم
وحصل بسبب تعريبها أنواع من الفساد والاضطراب مضمومًا
إلى ما حصل من التقصير والتفريط في معرفة
ما جاء به الوحي من الكتاب والسنة"
. [مجموع الفتاوى: 5/22].
وقال الصفدي:
"حدَّثني من أثق به أنَّ شيخ الإسلام رحمه الله
كان يقول: ما أظنُّ أنَّ الله يغفل عن المأمون
ولا بُدَّ أن يقابله على ما اعتمده مع هذه الأمَّة
من إدخال هذه العلوم الفلسفية بين أهلها".
[لوامع الأنوار البهية: 1/9]. كتاب لوامع الأنوار البهية للسَّفاريني.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
"وقد توسَّع من تأخَّر عن القرون الثَّلاثة الفاضلة
في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التَّابعين وأتباعهم
ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا مسائل الدِّيانة بكلام اليونان
وجعلوا كلام الفلاسفة أصلاً يردون إليه ما خالفه من الآثار بالتَّأويل
ثُمَّ لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أنَّ الذي رتَّبوه أشرف العلوم
وأولاها بالتَّحصيل
وأنَّ من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عاميٌّ جاهلٌ".
[فتح الباري: 13/253].
علاقة الانحرافات ببعض الدَّورات الحديثة
نحن الآن سنتكلَّم إن شاء الله عن قضية الطَّاقة
ودورات الطَّاقة والعلاج بها وإلى آخره
وقبل أنَّ ندخل في الموضوع ونربط بين بداية حركة التَّرجمة
وما دخل علينا من هذه الأشياء
لا بُدَّ أن نُذكِّر بأصولٍ تتعلَّق بالعقيدة والتَّوحيد:
أولاً: إنَّ الدِّين عند الله الإسلام والتَّوحيد
: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [المؤمنون: 32]
والشِّرك أكبرُ منكرٍ على وجه الأرض:
مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ [المائدة: 72]
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ [النساء: 48]
.لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ [الزمر: 65]
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ [آل عمران: 85].
وكذلك لا بُدَّ أنَّ نُذكِّر: بأنَّ الله هو مدبِّر الأمر:
أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ [الأعراف: 54].
قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ[يونس:31].
وكذلك نُذكِّر: بأنَّ الغيب المطلق لله لا يعلمه إلَّا هو
قد استأثر بعلم المستقبل واختصَّ ذلك بنفسه:
قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ[النمل: 65].
لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ[الكهف: 26]
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ [الأنعام: 73]
إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ[يونس: 20]
وكذلك نُذكِّر: بأنَّ دعاء غير الله والاستغاثة به فيما لا يقدر عليه
إلَّا الله: كفرٌ أكبرٌ مخرجٌ عن الملة وشركٌ:
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً [الأحقاف: 5-6].
وكذلك لا بُدَّ أنَّ نُذكِّر: بأنَّ الاهتداء بغير الإسلام
بعد بعثة النَّبي عليه السَّلام من الكفر بالله
قال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ [المائدة: 48].
وأيضاً لا بُدَّ أنَّ نذكِّر: بأنَّ الله من صفاته أنَّه الكبير المتعال
العلي العظيم الذي علا على عرشه سبحانه
وهو فوق خلقه، ومباين منفصل عنهم
فذاته مستقلَّةٌ منفصلةٌ عن ذواتنا
لا تشبه ذواتنا ولا سمعه يشبه سمعنا ولا بصره يشبه بصرنا:
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11].
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه: 5].
أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ [الملك: 16]
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10].
وأنَّ الله كان الله ولم يكن شيءٌ معه ولم يكن شيءٌ قبله
ثُمَّ خلق الخلق، فهذه مسلَّماتٌ واضحةٌ جداً
وأنَّ الذين يعبدون من دون الله يعبدون أشياءً
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [النحل: 73].
قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ [الأنعام: 56]
وأنَّ من زعم أنَّ الله حلَّ في خلقه فقد كفر
لأنَّ الله ليس في خلقه:
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه: 5].
ومن زعم أنَّ الخلق جزءٌ من الله فهو كافرٌ مرتدٌّ بطبيعة الحال
هذه المذاهب هي قضية أنَّ الله حلَّ في خلقه
وأنَّ الخلق جزءٌ من الله
فعقيدة وحدة الوجود، وعقيدة الحلول والاتحاد:
هي عقائد كفريةٌ
المصدر
https://almunajjid.com/courses/lessons/486
وهذه الأصول الشَّرعية مهمةٌ قبل أنَّ ندخل في موضوع الطَّاقة.
و لنا عودة أخوة الإسلام
اميرة الامواج
2021-11-23, 18:59
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الموضوع القيم والهادف
وجعله الله في ميزان حسناتك
الف شكر
متتبعة وفية للموضوع
سلام من قلب يحب السلام
*عبدالرحمن*
2021-11-24, 13:21
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الموضوع القيم والهادف
وجعله الله في ميزان حسناتك
الف شكر
متتبعة وفية للموضوع
سلام من قلب يحب السلام
اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما
بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله خيرا
*عبدالرحمن*
2021-11-24, 13:30
أهلا أخي عبد الرحمن .
لعلك سمعت مثل دارج متداول بين الشعوب العربية
و هو منتشر نوعا ما عندنا في الجزائر ..
و هو مثل حكيم جدّا و المثل يقول :
( اسأل مجرّب و لا تسأل طبيب )
برأيك لماذا قالو ذلك ؟
لماذا المجرّب و ليس الطبيب ؟
//
الطبيب شخص طالع عن المرض و طالع عن أسباب الشفاء منه
أما المجرّب فهو شخص عاش المرض و عاش الشفاء منه .
و أنت ميّز بينك و بين نفسك ..
من الأقدر و الأجدر بأن تسمع له و تأخذ برأيه و تستشيره ؟
و أذّكرك بعجز بيت شعري جاء فيه :
لا يؤلم الجرح إلا من به ألم
../
أظن أن هذا الكلام كاف و زيادة .
اهلا و سهلا اخي كيان حر
اعلم علم اليقين ما تقصده
و سوف اضم الي هذا البحث المصادر الموثقة
لان رواد هذه الاقسام تعودوا علي المصدقية في النقل
و يسعدني حضورك دائما
و تعليقاتك البناءة فهي من اهم اهدافي لهذا الطرح
*عبدالرحمن*
2021-11-25, 05:30
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ماذا نعني بالطَّاقة؟
وكيف دخلت إلى المجتمعات الإسلامية
ما الذي يتبادر إلى الذهن عندما نطلق كلمة الطَّاقة؟
الطَّاقة الكهربائية والنَّووية، والطَّاقة الضَّوئية
وطاقةُ الهواء، وطاقةُ الرِّياح
فالنَّاس تحبُّ الطَّاقة ويقولون: نحن نريد طاقةً
ونريد تشغيل الأجهزة
فكلمة الطَّاقة Energy: هي كلمةٌ مستعملةٌ
في الكتب العلميَّة والتَّخصُّصات في الفيزياء وغيرها
فالوثنيون الشَّرقيون وغيرهم يريدون تسويقَ مبادئهم وعقائدهم الضَّالة
عبر كلماتٍ علميةٍ، حتى تنطلي على الشَّباب والأكاديميين
أو على النَّاس الذين عندهم دراساتٌ أو تخصصاتٌ علميةٌ
على الأقلِّ أنَّ العوام الذين عندهم مسحَةٌ من شيءٍ علميٍّ
أو المفتونون بالعلم الحديث
فلمَّا يأتوا لهم بكلمة الطَّاقة فستدخلُ إلى النَّفس دخولاً كبيرًا
فظهر ما يُعرف بحركة الفكر الجديد، أو حركة العصر الجديد
فماهي حركة الفكر الجديد أو العصر الجديد؟
هي نقل الوثنيات الشَّرقية إلى العالم الغربي
ثُمَّ إلى كُلِّ أنحاء العالم.
أمَّا بالنُّسبة لنا نحن المسلمون
فقد دخلت على مجتمعاتنا من خلال ثلاث محاور رئيسية:
أولًا: الاستشفاء والطِّب البديل
فلما نذكر كلمة: الطِّب البديل:
فبعض النَّاس يتبادر إلى ذهنه الأعشاب
فلا مانع إذا كانت الأعشاب
لأنَّ الله خلق فيها فوائد طبية للشِّفاء
لكن لما يقول: سأعالجك بالطَّاقة أو بالتَّأمُّل
فهذه ليست أعشابٌ، بل هذه قضية أخرى
لكن النَّاس تحصل لها أمراضٌ وتريد علاجًا
وإذا لم يحصل على العلاج في الأدوية المعروفة
فإنَّه من الممكن يريد أيَّ حلٍ حتى من الطِّب البديل
وليس الطِّب البديل هو الطِّب الشَّعبي والأعشاب فقط، لا
فهناك أشياءٌ شرقيةٌ دخلت ودخلت معها الوثنيات.
ثانياً: عبر تطوير الذَّات والتَّنمية البشرية
إذًا فكلمة التَّنمية البشرية كلمةٌ جذَّابة
لأنَّ سوق الدَّورات داخلٌ في التَّنمية البشرية
فدخلت الوثنيات الشَّرقية من بوابة التَّنمية البشرية والدَّورات
قد تقول: دخلت من خلال: الأفلام، والألعاب الإلكترونية
وحركة التَّرجمة، والكتب المطبوعات والرَّقمية
ومن خلال أمازون للتَّسوق، والمواقع إلكترونية
صحيحٌ فهذا كُلُّه منافذٌ
ومن الكُتُب المهمة في هذا: كتاب التَّطبيقات المعاصرة الشَّرقية
للدَّكتورة هيفاء الرَّشيد، هذا كتابٌ جيِّد
https://archive.org/download/ktp2019-tra18849/ktp2019-tra18849.zip
حيث أنَّه يدرُس: كيف تسلَّلت ودحلت الفلسفات الشَّرقية على المسلمين
والمقصود بالفلسفات الشَّرقية: الوثنيات، الكفريات، الشركيات
فمثلاً لو جاء إلينا -نحن المسلمون-
البوذيون بعقيدتهم البوذية وقالوا: إعلانٌ هامٌّ: عندنا ندوةٌ عن البوذية
وفضائلها ومزاياها، فكلُّ واحدٍ يقول لولده: انتبه
هذه البوذية كفرٌ، ونحن مسلمون
لكن لما توضع بعض مبادئ البوذيَّة في دورةٍ من دورات: تنمية المهارات
علاج الطِّب البديل، عنوان دورات التَّنميبة البشرية
فهذا شيءٌ طبيعيٌ، فنحن لما نتوقَّع من الأعداء
أن يتحايلون علينا فلا يأتون صريحًا
فدخلت على المسلمين الآن وثنياتٌ كفرياتٌ
من ديانات هندوسية بوذية طاوية.
أبرز العقائد التي تقوم على موضوع الطّاقة
أولاً: عقيدة وحدة الوجود
وهي عقيدةٌ إلحاديةٌ، موجودةٌ في صميم الدِّيانات الهندية
والصِّينية، وهي معتقد غُلاةُ الصُّوفية
أنَّ كلَّ ما ترى بعينك فهو الله
أنا وأنت والجدار والباب والبناء والخشب والطَّاولة والسَّيَّارات
والطَّائرات والمباني وناطحات السَّحاب والمصانع
كلها هي الله، فهذا الكون هو الخالق لنفسه
وكلُّ هذه هي صور من الخالق
أليس الكفر عجائبٌ وغرائبٌ وألوانٌ وأنواعٌ؟
فهذا واحد منها
ويقولون: العالم بما فيه إنَّما هو من التَّجلي الدَّائم
وأنَّ الموجود واحد وهو الله عند كل الديانات
عند الملاحدة يسمُّونه الكُلِّي
أحياناً يسمُّونه العقل الكُلِّي
وأحياناً يسمُّونه الطَّاو
وأحيانًا يسمُّونه أسامي متنوِّعة العقيدة.
ثانياً: غير وحدة الوجود: عقيدة فلسفة الفيض
التي يثبت معتنقوها أنَّ هنالك عقلاً كليًا فعَّالاً
قد فاضت عنه عقولٌ عشرة تُدير الكون وتُدبِّره
والكواكب اعتقاد من اعتقادهم وما أكثرها.
ثالثًا: فلسفة الشَّكرات
فهناك مراكز الطَّاقة الرُّوحية الكونية في الفلسفة الشَّرقية
توجد في الجسم الطَّاقي هو نسبةً للطَّاقة
ولها مراكزٌ مماثلةٌ في الجسم
تُعرف بشبكات الأعصاب
إذًا يريدون أنَّ يقولوا: إنَّ هذا الجسم الطَّاقي مرتبطةٌ فيه
مراكزُ طاقةٍ روحية
حيث أنَّها مرتبطةٌ بمناطق في جسدك تعرف بشبكات الأعصاب والأجسام
المعروفة السَّبعة في الأديان الشَّرقية
وأساس فلسفة الطَّاقة الكُلِّيَّة المنبثقة
عن الكلي الذي هو مثل الطَّاو
وأنَّها تتحد مع الطَّاقة البشرية في جسم الإنسان عبر الشَّبكات
وأنَّ كلَّ واحدٍ عنده هالات أثيرية، وجسم أثيري
لازم تتناغم أو تتحد هذه الأشياء الموجودة في الجسم الأثيري
مع ما في الجسم ومع ما في الكون ومع ما في الكُلِّي
ومع الأشياء المنبثقة الكلية مع المراكز التي في الكون
ومع المراكز التي بجسمك
حتى تكون صحيحَ الجسم سعيدَ النَّفس
خاليًا من الأمراض، ناجحًا في أعمالك وهكذا.
ما هي فلسفة الأجسام السبعة؟
أنَّ النَّفس الإنسانية تتكوَّن من عدة أجساد
بعضهم قالوا خمسةٌ وبعضهم قالوا تسعةٌ
بحسب الفلسفات التي عندنا ويتفقون منها على:
الجسم البدني، والجسم الأرضي، والجسم العاطفي
والجسم العقلي، والجسم الحيوي، والجسم الأثيري
فالجسم البدني: هو الظَّاهر الذي نتعامل معه
وتنعكس عليه حالة الأجساد الأخرى.
أولاً: الجسم الأثيري: عندهم أهمها وأساس حياتها
ومنبع صحتها وروحانيتها وسعادتها
هل تأثَّرت هذه التَّطبيقات بإلحاديات الغرب؟
يعني: هل منطلقاتها من وثنيات الشَّرق وكفرياته؟
الجواب: نعم لقد تأثَّرت هذه الأطروحات بمذهب الوجودية:
وهو مذهب فلسفي غربي له مدارس
يقوم على إعادة الاعتبار الكُلِّي للإنسان
ويعتبرون الأديان السَّماوية عوائق أمام الإنسان نحو المستقبل المُشرق
إذًا الفلسفة الوجودية تعادي الأديان كُلَّها
وتقوم على تقديس الإنسان أنَّه كُلُّ شيءٍ.
ثانياً: المذهب النَّفعي الذي يقوم على
أنَّ معيار القبول والرفض هي المنفعة
فإذا وُجِدت منفعةٌ فهذا بوابة القبول
طبعًا المنفعة في نظرهم: المنفعة المادية
ولما نقول مثلاً: المنفعة المالية من أي شيءٍ جاءت؟
من احتكارٍ من غيره من تسلُّط.
ثالثًا: مذهب القوَّة
: مذهبُ نيتشا: مذهبٌ يسعى بفلسفةٍ لإيجاد الإنسان المتفوِّق
الذي ينظر في نفسه ويكتشف قواه
بناءً على أنَّه هو الوحيد في الكون الذي له قوة وعقل
وليس هناك من شيءٍ آخرٍ
ولذلك يقول ليتشا: لقد ماتت جميع الآلهة
ولم يَعُد من أملٍ إلَّا ظهورُ الإنسان المتفوِّق
فالإنسان المتفوِّق هو كل شيء في الكون، سيِّد الكون
فهو يُدبِّر الأمر، فأقوى شيءٍ في الكون: الإنسان
وهو يُصرِّفه، وبالتَّالي
هو يَرزُق، ويُنزِّل المطر، ويُرسل الرِّياح
فهذا الإنسان هو مركز الكون
وهو كُلُّ شيءٍ وأعظمُ شيءٍ في الكون
ما هو الإنسان المتفوِّق عند ميتشا؟
الذي زعم أنَّه يأخذ صفات القوَّة كاملةً، والصَّحة الجيِّدة؟
هل هو السُّوبر مان؟
فلا يحتاج إلى فكرة الإله؟
هذا إنسانٌ ذكيٌ وقوي جداً سليم
ولا يحتاج إلى إلهٍ يَرزُق ويلجأ للإله
فهذه الأفكار الوجودية: مذهب المنفعة، ومذهب القوَّة
داخلةٌ في التَّطبيقات والدَّورات الموجودة الآن باسم العلاج بالطَّاقة
والعلاج بالرِّيكي، والعلاج بالماكروبايوتك اتشي كونج
والعلاج بطاقة الأحجار الكريمة، والألوان والكريستال وبالأهرام
أو بالأشكال الهندسية، مثل: الأشكال الهرمية
وبعض ما يُسمى بالبرمجة اللُّغوية العصبية.
المصدر
https://almunajjid.com/courses/lessons/486
و انصح بتحميل كتاب الرد على المنطقيين
نصيحة أهل الإيمان في الرد على منطق اليونان
: كتاب رد فيه شيخ الإسلام على الفلاسفة وأهل المنطق
وبين فيه ضلالهم وجهلهم وفساد قولهم
وهو كتاب سهل العبارة.
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D9%8A%D9%8A%D 9%86-pdf
و لنا عودة أخوة الإسلام
اسماعيل 03
2021-11-26, 18:28
جزاك الله خيرا
*عبدالرحمن*
2021-11-27, 14:19
جزاك الله خيرا
اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما
بارك الله فيك
و جزاك الله خيرا
و للعلم
مازال الموضوع لم يكتمل نشرة
و حين تنحل مشكلة النشر المطول في المنتدي
سوف اعود من اجل الاستكمال
*عبدالرحمن*
2021-11-27, 14:27
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موقف السلف من علم الكلام
لا يختلف الناقلون لمذهب السلف
حتى من علماء الأشاعرة في أن السلف لم يشتغلوا بعلم الكلام
بل بالغوا في ذمِّه وتحريمه
وقد نقل الغزالي في الإحياء الخلاف في تعلم الكلام
ثم قال: “وإلى التحريم ذهب الشافعي، ومالك، وأحمد بن حنبل
وسفيان، وجميع أهل الحديث من السلف
لإحياء، للغزالي 1/95.
ثم بين عدم اشتغال الصحابة بذلك امتثالًا لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم
– فقال: “وعلى هذا استمر الصحابة رضي الله عنهم
فالزيادة على الأستاذ طغيان وظلم”
ولا ينازع أحد في هذه الحقيقة
حتى علماء الكلام أنفسهم يقرون بأنه علم محدَث
وإن تكلَّف بعضهم فجعل الإحداث لمجرد الألفاظ والاصطلاح
أو أن عدم اشتغال السلف بذلك لعدم الحاجة
فلما وجدت الحاجة؛ لزم الاشتغال به
وهذه طريقة كثير من المنتصرين لعلم الكلام
كابن عساكر في دفاعه عن الأشعري
انظر: تبيين كذب المفتري (ص 258).
وأما نقول علماء السلف في ذلك فكثيرة مشهورة
وقد أوردها الإمام أبو الفضل المقرئ (ت 454هـ)
في جزء له (أحاديث في ذمِّ الكلام وأهله)
https://waqfeya.net/book.php?bid=11610
وأورد طائفة منها أبو إسماعيل الهروي (ت 481)
في كتابه (ذمُّ الكلام وأهله)
وهو ما يقطع لناظره بذمِّ السلف لعلم الكلام
ولكن يلزم تنقيح مناط النهي، ببيان الكلام الذي عابوه
وهذا هو المقصود هنا
لكي يتضح الأمر؛ لا بد من بيان الفروق بين ثلاثة علوم عقلية
بينها تقارب وتداخل: علم المنطق وعلم الفلسفة وعلم الكلام
فعلم المنطق: صناعة تستخدم في ترتيب طرائق التفكير
أو كما عرفه أصحابه:
“آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في التفكير”(
التعريفات، للجرجاني، (ص 232).
فهو آلة لضبط غيره من العلوم عند أصحابه، وليس علمًا يراد لذاته
وهو علم أجنبي، وضعه فلاسفة اليونان
وقد أفتى كثير من علماء السلف والخلف بتحريم تعلمه
لأنه مدخل للفلسفة
وجمع السيوطي في ذلك كتابًا سماه (صون المنطق)
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B5%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%86-%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85-pdf
انتصر فيه للقول بتحريم تعلم المنطق.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله:
“ولهذا ما زال علماء المسلمين وأئمة الدين يذمونه
ويذمون أهله، وينهون عنه وعن أهله”
(مجموع الفتاوى 9/7.
. وأجازه بعضهم للمتمكن من علوم الشريعة بحيث يؤمن عليه الانحراف
خاصة بعد تخليصه من آثار فلسفة الأوائل
وممن انتصر لذلك العلامة الأمين الشنقيطي
في (آداب البحث والمناظرة).
https://waqfeya.net/book.php?bid=2698
والحقيقة أنه يمكن اعتبار علم المنطق آلة لغيره
فقد استخدم القياس المنطقي في علوم الرياضيات
والعلوم الطبيعية، والإلهيات
فأما استخدامه في الأمور الطبيعية والرياضية؛ فليس بممنوع
بغض النظر عن صدق مقدماته من عدمها
كما قال شيخ الإسلام رحمه الله:
“والخطأ فيما تقوله المتفلسفة في الإلهيات والنبوات والمعاد
والشرائع أعظم من خطأ المتكلمين
وأما فيما يقولونه في العلوم الطبيعية والرياضية
فقد يكون صواب المتفلسفة أكثر من صواب من رد عليهم من أهل الكلام
… ونحن لم نقدح فيما علم من الأمور الطبيعية والرياضية.. إلخ كلامه”
( الرد على المنطقيين (ص 311).
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%...9%8A%D9%86-pdf
مع التنبه إلى كونه ليس مطلوبًا شرعًا، لا عينيًّا ولا كفائيًّا
فإنه ليس يتوقف واجب من واجبات الشرع على معرفة ذلك
فضلًا عن ثبوت صحة المنهج التجريبي
في الأمور الطبيعية مما لا يتسع المقام لتفصيله.
وأما استخدامه في الإلهيات والنبوات وإثبات العقائد
فهذا الذي اتفق السلف على المنع منه وذمّه
وأقوالهم في ذلك مشهورة
كقول مالك -رحمه الله -: “من طلب الدين بالكلام تزندق”
(ذم الكلام، للهروي 5 /71.
. ومثله عن أبي يوسف القاضي
ذم الكلام، للهروي 5 /202.
وإنكار الشافعي على أهل الكلام مشهور وشديد
قال رحمه الله: “حكمي في أصحاب الكلام أن يُضربوا بالجريد
ويُحملوا على الإبل، ويُطاف بهم في العشائر والقبائل
ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام”
أحاديث في ذم الكلام، للقادري (ص98)
وفي الكتابين المشار إليهما آنفًا جملة من الآثار عن أئمة السلف.
وقد ترتب على استخدام الفلاسفة للمنطق الأرسطي في الإلهيات
انحرافات عن الدين الذي جاء به الأنبياء والمرسلون
ولم يكن الفلاسفة الأوائل يضعون الشرع نَصب أعينهم أصلًا
وكذا حال المتفلسفة المنتسبين للإسلام
-وقد يصبغون مقالاتهم بالإسلام تارة-
وإن كانوا في حقيقتهم ملاحدة
لا يؤمنون بالخلق والبعث
ولا يؤمنون بعلم الله ولا بسائر صفاته، ولا بالنبوات
والبدع الكبرى في التصوف كوحدة الوجود
ودعوى اكتساب النبوة ونحوهما نشأت عن اختلاط التصوف بالفلسفة
وهي أخطر وأسوء درجات التصوف.
وأما علم الكلام:
فهو علم نشأ في البيئة الإسلامية يهدف-بحسب دعوى أصحابه-
إلى مقاومة ملاحدة الفلاسفة
ويعتني بنصرة العقائد الإسلامية
وفق طرائق ومناهج الفلسفة العقلية
قال ابن خلدون في مقدمته:
“والمتكلمون إنما دعاهم إلى ذلك –أي: علم الكلام-
كلام أهل الإلحاد في معارضة العقائد السلفية بالبدع النظرية
فاحتاجوا إلى الرد عليهم من جنس معارضتهم
واستدعى ذلك الحجج النظرية، ومحاذاة العقائد السلفية بها”
مقدمة ابن خلدون (ص654).
. وقد وقع المتكلمون في نفس الآفة التي وقع فيها الفلاسفة
فاعتبروا القياس المنطقي قطعيات عقلية ردوا بها نصوص الشرع
فأنكرت المعتزلة صفات الله، والقدر
وخلَّدوا مرتكب الكبيرة في النار
وقالوا بخلق القرآن، وكل هذا بنوه على مقدمات رأوها قطعية.
ونفس الآفة وقع فيها الأشاعرة
خاصة في نسختها الرازيّة التي استقرّ عليها المذهب
وهو يُصرح بتقديم العقل باعتباره قطعيًّا
على الدلائل النقلية التي تفيد الظن
ينظر: تفسير الرازي 2/298.
وهو ما يقطع بصحة وسلامة منهج السلف
الذين ردوا على أهل البدع، ولم يلجؤوا للمنطق
ولا دخلوا في علم الكلام
وإنما حاججوهم بدلائل الكتاب والسنة
والأدلة العقلية المأخوذة منهما، والموافقة للفطر السليمة.
وقد ناظر أحمد المعتزلة والجهمية في خلق القرآن
وناظر الشافعي حفصًا الفرد، ورد الدارمي على بشر المريسي
وصنف أئمة السلف في الرد عليهم دون الحاجة إلى الخوض في علم الكلام
ومتاهاته التي يَضل فيها العقلاء.
وليس كراهة السلف لمجرد الاصطلاح الحادث
وإنما رفضًا لهذه المنهجية الباطلة
التي تؤدي إلى الإعراض عن الكتاب والسنة، فهو بدعة في ذاته
فإن أوصل إلى بدعة أخرى فهو باطل ثان
والنصوص الواردة عنهم في ذلك تؤكد ما ذكرنا
فمن ذلك قول الشافعي السابق فيه تعليل لكراهيته
حيث يقول: “ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة
واشتغل بعلم الكلام”.
وقال مالك بن أنس -رحمه الله -:
“لعن الله عمرًا -عمرو بن عبيد- فإنه ابتدع هذه البدع من الكلام
ولو كان الكلام علْمًا لتكلم فيه الصحابة والتابعون
كما تكلموا في الأحكام والشرائع
ولكنه باطل يدل على باطل”
( ذم الكلام، للهروي (5 /73).
و لنا عودة أخوة الإسلام
*عبدالرحمن*
2021-11-27, 17:52
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بصفتك تحتسب من المسلمين قبل ان تحتسب نفسك من الفلاسفة
يجب ان ترد السلام بمثلة او احسن منه
و ليس بقولك أهلا أخي عبد الرحمن .
امتثال لقول الله تعالي
وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86]
و بصفتك من اهل العقلاء كما تدعي
فلا يكون حكمك علي الامور بهذا القول
طالعت بعض ما أوردته في كلامك عن الطاقة و عن علم الكلام ..
بعد اطلاعك علي البعض شكلت فكرك و قرارك
و لم يكن في اعتبارك حكم السلف الصالح
اكنهم ليس لهم قيمة في قرارك
و اخيرا لماذا تستعجل الامور فكل مقام مقال
Ali Harmal
2021-11-27, 18:06
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا يا دكتور...
*عبدالرحمن*
2021-11-27, 18:19
صلو عللى اشرف الخلق
بارك الله فيك
*عبدالرحمن*
2021-11-27, 18:22
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا يا دكتور...
اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما
و الموضوع لم يكتمل نشرة
بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله خيرا
*عبدالرحمن*
2021-11-28, 14:52
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اعلم اخي الفاضل ان الامر بالنسبه لي فارق
حين اتحدث مع مسلم لديه نزعات فلاسفية
يمكن ان نلتقي في حوار هادف و في نقطة تجمعنا
و هو الاسلام
فحين نلتزم بالقواعد الاساسية في الحوار و بدايتها السلام
في ضوء الاسلام يكون كل ما ياليها من نفس النبع
حتي وان اختلافنا يبقي بننا شئ و لو كان السلام
روى البخاري عن الحسن البصري قال:
"التسليم تطوُّعٌ، والرد فريضةٌ"
(حديث صحيح) (صحيح الأدب المفرد للألباني حديث: 794).
قال ابن كثير - تعليقًا على كلام الحسن البصري -:
هذا الذي قال هو قول العلماء قاطبةً
أن الردَّ واجبٌ على مَن سلم عليه، فيأثم إن لم يفعل
لأنه خالَف أمرَ الله في قوله:
﴿ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ [النساء: 86]
(تفسير ابن كثير جـ 1 صـ 545).
روى البخاري (في الأدب المفرد)
عن أنسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن السلام اسمٌ من أسماء الله تعالى، وضَعه الله في الأرض
فأفشوا السلامَ بينكم))
(حديث حسن) (صحيح الأدب المفرد للألباني حديث 1019).
روى الشيخانِ عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((حق المسلم على المسلم خمسٌ: ردُّ السلام
وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميتُ العاطس))
(البخاري حديث 1240/ مسلم حديث 2162).
السلام تحيَّة رضِيها الله لعباده:
روى الشيخانِ عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((خلَق الله آدم وطوله ستون ذراعًا
ثم قال: اذهب فسلِّم على أولئك من الملائكة
فاستمع ما يحيونك، تحيتك وتحية ذريتك
فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله
فزادوه: ورحمة الله، فكل مَن يدخل الجنةَ على صورة آدم
فلم يزل الخَلْق ينقص حتى الآن))
(البخاري حديث 6227/ مسلم حديث 2841).
اليهود يحسُدُون المسلمين على السلام:
روى أحمدُ عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((ما حسَدَتْكم اليهود على شيءٍ ما حسَدَتْكم على السلام والتأمين))
(حديث صحيح) (صحيح الجامع للألباني حديث 5613).
السلام تحية أهل الجنة:
قال الله تعالى: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23، 24]
وقال سبحانه: ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [يونس: 10]
وقال جل شأنه: ﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴾ [الأحزاب: 44]
*عبدالرحمن*
2021-11-28, 16:06
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نشأة علم الكلام:
من خلال استعراض كتب العقيدة والفرق الإسلامية
يتضح أن الكلام في العقيدة ظهر في أواخر
عصر الصحابة رضي الله عنهم
ولم يكن بعد قد اتضحت معالمه
ولكن ضل الكلام في هذه الحقبة في بعض جوانب العقيدة
دون البعض, وموافقة أغلب المتكلمين لأهل السنة
في سائر أبواب العقيدة
حتى إذا اجتمعت هذه الأصول التي تكلم فيها المتكلمون
ولملم شتاتها ظهر علم الكلام الذي يمثل
الشق والطرف المخالف لأهل السنة
في إثبات وتقرير العقائد ابتداء على أيدي المعتزلة.
وأول ما يطلعنا في كتب العقائد والفرق، الكلام في القدر.
فقد روى مسلم، بسنده عن يحيى بن يعمر
قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة، معبد الجهني
فانطلقت أنا وحميد بن عبدالرحمن الحميري حاجين
أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر
فوافق لنا عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه داخلاً المسجد
فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله
فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي
فقلت: يا أبا عبدالرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن,
ويتقفرون العلم, وذكر من شأنهم
وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف قال:
إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم براء مني
والذي يحلف به عبدالله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً
فأنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر
ثم ساق حديث جبريل الطويل المعروف المشهور,
وسؤاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان,
والإسلام, والإحسان, والساعة.
يقول الشهرستاني:
"أما الاختلافات في الأصول فحدثت في آخر أيام الصحابة
بدعة معبد الجهني وغيلان الدمشقي، ويونس الأسواري
في القول بالقدر، وإنكار إضافة الخير والشر إلى القدر
((الملل والنحل)) (ص: 28).
ثم ظهر القول بخلق القرآن ونفي الصفات على يد الجعد بن درهم
قال بن كثير: "كان الجعد بن درهم من أهل الشام
وهو مؤدب مروان الحمار
– مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية –
ولهذا يقال له: مروان الجعدي – فنسب إليه -
وهو شيخ الجهم بن صفوان
الذي تنسب إليه الطائفة الجهمية
الذين يقولون أن الله في كل مكان بذاته"
((البداية والنهاية)) ابن كثير (15/11).
وقد روى الإمام البخاري – رحمه الله –
في (خلق أفعال العباد) أن خالد بن عبدالله القسري
قام بواسط في يوم أضحى
وقال: "ارجعوا فضحوا تقبل الله منكم فإني مضح بالجعد
بن درهم زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليماً
تعالى الله علواً كبيراً عما يقول الجعد بن درهم ثم نزل فذبحه"
((خلق أفعال العباد)) (ص: 12).
وكان ذلك عام 188هـ تقريباً .
انظر ((الأعلام)) (2/120).
وفي مقابل غلو الخوارج برز قرن المرجئة والكلام في الإيمان
, وظهر الكلام في الإرجاء
وإخراج العمل عن مسمى الإيمان
وأول من أظهر هذا القول، ذر ابن عبدالله الهمداني.
روى أن إبراهيم النخعي أنه كان يقول لذر: ويحك يا ذر
ما هذا الدين الذي جئت به، قال ذر: ما هو إلا رأي رأيته.
قال: ثم سمعت ذراً يقول: إنه لدين الله الذي بعث به نوح
عبدالله بن الإمام أحمد ((السنة)) (ص: 84).
قال البغدادي: ثم حدث في زمان المتأخرين من الصحابة
خلاف القدرية في القدر والاستطاعة من معبد الجهني
وغيلان الدمشقي، والجعد بن درهم
وتبرأ منهم المتأخرون من الصحابة كعبدالله بن عمر
وجابر بن عبدالله، وأبي هريرة، وابن عباس، وأنس بن مالك
وعبدالله بن أبي أوفى، وعقبة بن عامر الجهني، وأقرانهم
وأوصوا أخلافهم بأن لا يسلموا على القدرية,
ولا يصلوا على جنائزهم، ولا يعودوا مرضاهم
ثم اختلفت الخوارج بعد ذلك فيما بينها
((الفرق بين الفرق)) (39-40).
وهكذا انتقل علم الكلام إلى طور جديد أكثر تطوراً
وأكثر فاعلية ووضوح
على يد الجهم بن صفوان الذي جمع شتات الأقوال السابقة
وأخرجها من مخرج واحد، وصبها في بوتقة واحدة.
قال الذهبي – رحمه الله -:
"عن الجهم أبو محرز الراسبي مولاهم السمرقندي الكاتب
رأس الضلالة ورأس الجهمية كان صاحب ذكاء وجدل.
.. وكان ينكر الصفات وينزه الباري عنها بزعمه
ويقول بخلق القرآن ويقول بأن الله في كل مكان"
((سير أعلام النبلاء)) (6/26-27).
يقول الدكتور سفر الحوالي:
"أما الجهم بن صفوان فهو رأس الضلالات
وأس البليات جعله الله فتنة الناس، وسبباً للإضلال
كما جعل السامري في بني إسرائيل
وحسبنا أن نعلم أن هذا الرجل الذي كان من شواذ المبتدعة
في مطلع القرن الثاني قد ترك من الأثر
في الفرق الإسلامية الاثنين والسبعين
ما لا يعادله أثر أحد غيره
هذا مع أنه ليس بإمام يحتج بقوله
ولا عالم يعتد بخلافة ولا شهد له أحد بخير"
((ظاهرة الإرجاء)) (2/390-391).
ونقل الحافظ بن حجر عن ابن أبي حاتم
أن سلم بن أحواز، عامل نصر بن سيار على مرو
لما قبض على جهم قال: "يا جهم, إني لست أقتلك لأنك قاتلتني
أنت عندي أحقر من ذلك، ولكن سمعتك تتكلم بكلام باطل
أعطيت لله عهداً أن لا أملك إلا قتلك. فقتله"
((فتح الباري)) (13/346).
تطور الظاهرة الكلامية
إن الظواهر المختلفة لا تستقر ولا تترعرع
إلا بعد أن تمر بمراحل مختلفة
وأطوار عديدة متغيرة، وأزمان متباعدة.
ولقد انتقل علم الكلام بهذه المراحل
والأطوار جميعاً حتى صار ظاهرة تحمل العامة على مقتضاه
وتمثل هذه المرحلة منعطفاً خطيراً في عقيدة الأمة
وذلك لاضطلاع الخلافة الإسلامية عليها
وهو سبق خطير ليس له نظير قبله في تاريخ خلفاء الأمة
وكان ذلك في زمن المأمون العباسي
وهذه هي مرحلة الاستقرار الأول لعلم الكلام.
يقول الشهرستاني:
"ثم طالع بعد ذلك شيوخ المعتزلة كتب الفلاسفة
حين نشرت أيام المأمون، فخلطت مناهجها بمناهج علم الكلام
وأفردتها فناً من فنون العلم، وسمتها علم الكلام
إما لأن أظهر مسألة تكلموا فيها وتقاتلوا عليها هي مسألة الكلام
فسمي النوع باسمها
وإما لمقابلتهم الفلاسفة في تسميتهم فناً من فنون علمهم بالمنطق
والمنطق والكلام مترادفان"
((الملل والنحل)) (ص: 29).
يقول شيخ الإسلام – ملاحظاً هذا التطور-
: في أواخر عصر التابعين حدث ثلاثة أشياء
الرأي، والكلام، والتصوف
فكان جمهور الرأي في الكوفة
وكان جمهور الكلام والتصوف في البصرة.
ومر علم الكلام بمراحل مختلفة يمكن ذكرها فيما يلي:
المرحلة الأولى – وهي مرحلة قدامى المتكلمين
كواصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، وأبي الهذيل العلاف
وإبراهيم النظام، وغيرهم.
وقد تميزت هذه المرحلة بالتأثر بالمصطلحات اليونانية
وخاصة عند المتأخرين منهم كالعلاف
حيث ترجمت كتب الفلسفة اليونانية
وقد كانت المباحث الكلامية في هذه المرحلة متناثرة
حسب موضوعاتها التي يتفق الكلام فيها دون وضع قواعد
صريحة لهذا العلم، كما خلت هذه المرحلة
من الاستعانة بعلم المنطق الأرسطي.
المرحلة الثانية – وهي المرحلة التي دخل فيها الأشاعرة معترك الكلام
في مقابل المعتزلة، وتعد هذه المرحلة أكثر تطوراً
نظراً لوضع قواعد علم الكلام ومقدماته التي يحتاج
إليها الدارس مثل إثبات الجوهر – الفرد وغيره -.
المرحلة الثالثة – حيث تتميز هذه المرحلة بمناقشة كلام الفلاسفة
وإدخال ذلك في علم الكلام كما تتميز أيضاً باستعمال
المنطق الأرسطي في مقدمات علم الكلام ودراسة أدلته وبراهينه.
المرحلة الرابعة – تتميز بالخلط بين مذاهب الفلسفة والكلام
واشتباه الأمر فيها على الكاتب والقارئ جميعاً.
ثم التقليد المحض لتلك الآراء من غير نظر في أصولها
محمد العبد، وطارق عبدالحليم، ((المعتزلة بين القديم والحديث)) (ص: 37-39)
((أبجد العلوم لصديق خان)) (ص: 450-541).
وهناك أسباب كامنة وراء تفش الظاهرة الكلامية منها :
- تسامح المسلمين: فلقد كانت شروط الفتح الإسلامي
تسمح ببقاء بذور الحضارات المختلفة عند طوائف كبيرة من الأهالي
الذين واصلوا التمتع بعاداتهم وقوانينهم على شريطة أن يعطوا الجزية
وكان طبيعياً أن تتأسس الروابط والعلاقات بين الفاتحين
وأهل البلاد في وقت مبكر سواء أكان ذلك بسبب الحوار
أم بسبب اعتناق الإسلام
وكان قد التحق بالإسلام طوائف وفئام من كل ملة
دخلوا حاملين لما كان عندهم من فلسفات وديانات راغبين
أن يصلوا بين الإسلام وبين تلك الأديان والفلسفات
فثارت الشبهات بعد ما هبت على الناس أعاصير الفتن
عامر النجار ((الخوارج)) (ص: 65).
و لنا عودة أخوة الإسلام
Ali Harmal
2021-11-28, 19:54
السلام عليكم ورحمة اللله وبركاته
اعانك الله يا دكتور احمد على اخواني اليوم الكيانان الحُران...الاثنان متمكنين...
انا متابع وقراءت كما يقول المثل...من طئطئ الي السلام عليكم...
تحياتي
*عبدالرحمن*
2021-11-29, 13:57
//
و عليكم السلام أخي .
طيب متفق معك على أن السلام هو الأصل و إفشاؤه محمود في الظاهر و الباطن
( و ليس مخصوص على وجه ظاهر فقط )
حبذا لو تخبرني عن : حكم الشرع في من يفشي السلام في الظاهر فقط ؟؟
ما حكم ذلك الذي تجده في وجهك ( حمامة ) سلام و من وراءك ( ضبع ) يأكل الجيف !؟
- على سبيل التمثيل -
أرجو أن تكون قد فهمت قصدي .
تحياتي .
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اخيرا اتفقنا علي شئ
و بخصوص سؤالك
ان كان من اهل الاسلام
لابد من التأكيدِ الذي لا يكون معاه مجال للشك
و حينها يكون حتما من المنافقين
بَيَّن النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النِّفاقَ العَمليَّ
وذكَر فيه العلاماتِ المميِّزةَ له
فقال آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ:
إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ.
صحيح البخاري 33
*عبدالرحمن*
2021-11-29, 14:01
السلام عليكم ورحمة اللله وبركاته
اعانك الله يا دكتور احمد على اخواني اليوم الكيانان الحُران...الاثنان متمكنين...
انا متابع وقراءت كما يقول المثل...من طئطئ الي السلام عليكم...
تحياتي
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اللهم امين ....
يسعدني حقا متابعتك
بارك الله فيك
و جزاك الله عني خيرا
*عبدالرحمن*
2021-11-29, 14:38
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
انحراف الصوفية
إن من أهم العوامل التي أدت إلى انحراف الصوفية
هو تأثرهم بالفكر اليوناني الوثني.
ومما يدل على تأثر المتصوفة بأفكار الفلاسفة اليونانيين
كأفلاطون وأرسطو طاليس
ثناء كبار المتصوفة على هؤلاء الفلاسفة وتمجيدهم ووصفهم
بالطهر والثناء على طريقتهم بوصفهم لها بأنها من أحسن الطرق
التي ينبغي اتباعها لتطهير النفوس وصفائها.
وإلى جانب ذلك فقد أثبت المفكرون الإسلاميون الذين كتبوا
عن التصوف تأثر المتصوفة بالفكر اليوناني في قضايا اعتقادية
وسلوكية كثيرة وبما أنه يصعب حصر هذه الأشياء
التي أخذها المتصوفة عن اليونانيين
سأكتفي بذكر نماذج فقط
لأن المقصود هو الإثبات بأن من أهم العوامل
التي أدت إلى انحراف المتصوفة هو تأثرهم بالفكر اليوناني
وليس المقصود حصر الأمور
التي يلتقي فيها المتصوفة مع فلاسفة اليونان
فإن هذا يحتاج إلى رسالة مستقلة
وإليكم بيان هذا فيما يلي:
أولا: أقوال كبار أئمة التصوف التي تدل على تأثرهم بفلاسفة
اليونان وإعجابهم بهم:
فمن المتصوفة الذين ذكروا إعجابهم بفلاسفة اليونان
عبد الكريم الجيلي فقد قال في كتابه
(الإنسان الكامل في معرفة الأوائل والأواخر)
في الجزء الثاني منه كلاما يدل دلالة صريحة وواضحة على حبه
العميق لموجدي الفلسفة اليونانية وإعجابه بهم
وإلك نص كلامه الذي يدل على ما قلناه:
فقد قال: (ولقد اجتمعت بأفلاطون الذي يعدونه أهل الظاهر كافرا
فرأيته وقد ملأ العالم الغيبي نورا وبهجة ورأيت له مكانة
لم أرها إلا لآحاد من الأولياء فقلت له: من أنت؟
قال قطب الزمان وواحد الأوان ولكم رأينا من عجائب وغرائب
مثل هذا ليس من شرطها أن تغشى وقد رمزنا لك في هذا الباب
أسرارا كثيرة ما كان يسعنا أن نتكلم فيها بغير هذا اللسان
فالق القشرة من الخطاب وخذ اللب إن كنت من أولي الألباب)
((الإنسان الكامل)) لعبد الكريم الجيلي (2/ 52ـ 53).
وقد ذكر في مكان آخر من كتابه بأن أرسطو تلميذ أفلاطون
لزم خدمة الخضر واستفاد منه علوما جمة وكان من تلامذته
((الإنسان الكامل)) لعبد الكريم الجيلي (2/ 117).
قلت: ادعاء عبد الكريم الجيلي بأن أفلاطون ألتقى بالحضر
كذب محض وليس بصحيح لأن أفلاطون رجل وثني كافر
والخضر نبي من أنبياء الله على القول الراجح
ولأن الخضر قد مات أيضا على القول الراجح...
وهل عبد الكريم الجيلي يدعي مثل هذا الادعاء لكي يبرر
الأخذ من الوثنيين اليونانيين وينشر عقائدهم في أوساط المسلمين
لو لم يكن معجبا بهم
ومن المتصوفة الذين مدحوا الفلاسفة اليونانيين
لسان الدين الخطيب فقد نقل عن أرسطو أنه قال:
(إني ربما خلوت بنفسي كثيرا وجعلت بدني جانبا وصرت كأني مجرد
بلا بدن عري من الملابس الطبيعية فأكون داخلا في ذاتي خارجا
من سائر الأشياء فأرى في ذاتي من الحسن السناء والبهاء
والضياء والمحاسن العجيبة والمناظر الأنيقة ما أبقى له متعجبا
متحيرا باهتا فاعلم أني جزء من أجزاء العالم الأعلى الشريف
فلما أيقنت بذلك رقيت بذهني إلى العلة الإلهية المحيطة ب
الكل فصرت كأني موضوع متعلق بها فأكون فوق العالم كله
رآني كأني واقف في ذلك الموقف الشريف المقدس الإلهي
فأرى هنالك من النور والبهاء والبهجة والسناء ما لا تقدر الألسن
على صفته والأسماع على نعته ولا الأوهام أن تحيط به
فإذا استغرقني ذلك النور والبهاء لم أطق على احتماله
ولا الصبر عليه فارتددت عاجزا عن النظر إليه وهبطت من العقل
إلى الفكر والروية فإذا صرت في عالم الفكر والروية حجبت الفكرة
عن ذلك النور والبهاء وحالت بيني وبينه الأوهام
فأبقى متعجبا كيف انحدرت من ذلك الموضوع الشاهق العالي الإلهي
وصرت سفلا في موضع الفكر والضيقة بعد أن قويت نفسي على التخلف
عن بدنها والرجوع إلى ذاتها والترقي إلى العالم العقلي
ثم العالم الإلهي مع العقول فوق العوالم كلها حتى صرت في موضع
البهاء والنور والسناء متجلية الذي هو علة كل نور وبهاء
وسبب كل دوام وبقاء ومن العجيب أني كنت قد رأيت نفسي
ممتلئة نورا وهي في البدن كهيأتها والبدن ومعها وهي خارجة عنه
على أني لما أطلت الفكر ومحضت الروية وأجلت الرأي وصرت
كالمتحير المبهوت تذكرت الفلطنوس فإنه أمر بالطب والبحث
عن جوهر النفس الشريفة والحرص على الصعود إلى ذلك العالم الأعلى
ولحق بالجواهر الإلهية والأسباب الكلية يجزي أحسن الجزاء
اضطرارا فلا ينبغي لأحد أن يفتر عن الطلب والحرص والجد
في الاتقاء إلى ذلك العالم وإن تعب وكد ونصب فإن أمامه
الراحة التي لا تعب بعدها في مخلوقة للإنسان كلها والإنسان
مخلوق لها أليس عزا أن تمر ساعة من عمره في غير ما خلق من ذلك
أليس من فرط في السعي لذلك ظالم لنفسه ومهلكا ذاته
وفاعلا بجوهرته النفسية ما لم يفعل به أعدى عدو له
فيندم حين لا ينفعه الندم)
ثم علق لسان الدين الخطيب على كلام أرسطو هذا بما يلي:
فقال: (وبيان هذه السعادة من تعرض له فقد تعاطى
ما لا تستقل به نفس ولا تطمع فيه قوة إنسانية..
وسبيل السعادة عندهم الرياضة وعلاج الأخلاق
حتى يصير شبيها بالخير المحض وهو المبدأ تلطيف السر
وأن يصرف عن النفس شواغل الجسم ويترقى في معارج المحبة
والشوق إلى ذلك الكمال بالفكرة حتى تحس النفس بانجذابها
إلى عالمها وتفيض عليها عجائبه
وقد أخبر هؤلاء الإلهيون عن أنفسهم بما ذكرنا آنفا من أنهم
نزعوا ولذاته أمورا مذهلة ثم عادوا إلى عالم الحس
ورمزوا ذلك في كتبهم حسبما نقل سقراط الدنان
ومعلم الخير أفلاطون وإمام المشائين أرسطو)
((روضة التعريف بالحب الشريف)) للسان الدين الخطيب (559ـ 560).
إذا نظرنا في كلام لسان الدين الخطيب نرى أنه قد صرح
بإعجابه بهذه الطريقة التي يسلكها فلاسفة اليونان
لتربية النفس ومما يدل على هذا وصفه للفيلسوف اليونان
لتربية النفس ومما يدل على هذا وصفه للفيلسوف اليوناني الوثني
أفلاطون بأنه معلم الخير ووصفه لأرسطو بالإمام ومن هنا نفعهم
بأن أقطاب التصوف كانوا معجبين بآراء فلاسفة اليونان
وقد تأثروا بالفعل تأثرا كبيرا.
ومن المتصوفة الذين أكدوا تأثر بعض الصوفية بالأفكار اليونانية
المنوفي الصوفي المعاصر المصري فقد قال:
(وأما وحدة الوجود الحلولية التي تجعل من الله شيئا
كائنا يحل في مخلقواته أو الاتحادية بالمعنى المفهوم خطأ.
تلك تجعل من الكائن الفاني شخصية تتحد بالوجود الدائم الباقي
المنزه عن سائر النسب والإضافات والأحياز الزمانية والمكانية المحدثة
أو يتحد به شيء منها فإنها مذهب هندي أو مسيحي وليس بإسلامي
ولا يعرفه الإسلام استمده أهل الشذوذ في التصوف الإسلامي
من الفلسفة البائدة وغذوا به ذهنهم الشاذ بفكر أفلاطوينة
وأراء بوذية وفارسية عن طريق الفارابي وابن سينا
وأن المتتبع لحياة الحلاج ومؤلفات السهروردي وابن عربي
يرى أنهم تأثروا بالمتفلسفة المسلمين الذين أخذوا عن الفلسفة
الأفلاطونية القديمة والأفلاطونية الحديثة والأرسطوطالسية)
((جمهرة الأولياء )) المنوفي (1/ 292).
إذا نظرنا في كلام المنوفي نرى أنه صرح بأن المتصوفة
تأثروا فعلا بفلاسفة اليونان وأنهم أتوا بتلك العقائد الإلحادية
التي توجد في التصوف من أولئك الفلاسفة اليونانيين
ومع المنوفي صوفي إلا أنه لم يستطع أن ينكر تأثر المتصوفة
بفلاسفة اليونان وهذا في الحقيقة دليل قاطع ومخرس
لكل من ينكر تأثر المتصوفة بأفكار فلاسفة اليونان الوثنيين.
وقال المنوفي في مكان آخر في معرض حديثه
عن تأثر غلاة المتصوفة بفلاسفة اليونان:
(فكان بعضهم بعلن أنه اطلع على الغيب وأن في مقدوره الإتيان
بخوارق العادات ثم يذهب إلى ما هو أبعد من هذا
مثل قولة الحلاج المشهورة
(ما في الجبة غير الله) وغيره (أنا الحق).
وبمثل هذا وذاك ثار على الحلاج معاصروه ورموه بالسحر
والجنون أخرى وعذب عذابا أليما إلى أن مات في أوائل القرن الرابع
والله أعلم بحاله وكان من أمثال الحلاج من بالغوا مبالغة
قلت أم كثرت كشهاب الدين عمر السهروردي المقتول
ورئيس جماعة الإشراقيين ومحيي الدين بن عربي الأندلسي
وابن سبعين السقلي وهم من رجال القرنين السادس والسابع
وتابعهم جماعة من شعراء الفرس وأمثال جلال الدين الرومي
وفريد الدين العطار وكلهم يرمي إلى أن يقيم التصوف الإسلامي
على دعائم فلسفية أو فارسية وهندية أو يونانية)
و مازال لاديا المزيد ... و لنا عودة أخوة الإسلام
*عبدالرحمن*
2021-11-30, 13:58
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
انحراف الصوفية 2
الكتّاب الذين كتبوا عن التصوف وأثبتوا تأثرهم بالفكر اليوناني الوثني:
لقد أثبت كثير من الكتاب الذين كتبوا في الفكر الصوفي تأثر المتصوفة
إلى حد بعيد بفلاسفة الفكر اليوناني الوثني
ومن هؤلاء الكتاب كتبوا عن تاريخ التصوف الدكتور عبدالرحمن بدوي
حيث قال في معرض حديثه عن الأثر اليوناني في التصوف
تحت عنوان(أرثولوجية أرسطو طاليس)
وهو كما تعلم فصول ومقتطفات منتزعة من التاسوعات الأفلاطونية
وفيه نظرية الفيض والواحد التي ستلعب دورا خطيرا في التصوف الإسلامي
خصوصا عند السهروردي المقتول وابن عربي وفيه أيضا نظرية الكلمة.
ثم قال عبدالرحمن بدوي: (ولا شك في تأثر الصوفية المسلمين
ابتداء من القرن الخامس الهجري بما في (أرثولوجية)
من آراء وإنما الخلاف هنا هو في هل وصل تأثيره إلى التصوف الإسلامي
مباشرة أو عن طريق كتب الإسماعيلية وكلها حافلة بالتأثر به
ويتلوه في الأهمية الكتب المنسوبة إلى هرمس وشخصيته بارزة التأثير
عند السهروردي المقتول وابن عربي
والأول خصوصا في فكرة الطباع التام الذي تأثر بها كل الإشراقيين
بعد الهروردي والطباع التام هو (النور)
ويسمى أيضا الروحانية والطبيعة الكريمة..
و هذا المشار له باللون الاحمر له شرح منفصل في القريب
لما يراه يراه الفلاسفة من الاهمية القصوي لمن اراد الفلاح
ومن النصوص المهمة المنسوبة إلى هرمس رسالة في معاذلة النفس
التي نشرناها في كتابنا الأفلاطونية المحدثة عند العرب
فهي مناجيات للنفس وتحليل لها وتأنيب للنفس الأمارة ودعوة للنفس
من أجل التطهر والتقدس ومن السهل أن نجد أصداءا لها
ومشابه في مناجيات الصوفية المسلمين
ثم إن هناك فصولا منحولة لأفلاطون وسقراط وغيرهما من الفلاسفة اليونانيين
معظمها آداب وأقوال وكلها تتشابه في بعض أرائها مع الأقوال المنسوبة
إلى كبار الصوفية المسلمين في كتب طبقات الصوفية المختلفة
كالقشيري والسلمي والشعراني والهروي والعطار والجامي وغيرهم.
ومن الكتاب الذين كتبوا عن التصوف وأقروا تأثره بالفكر اليوناني الوثني
الدكتور أبو الوفاء الغنيمي التفتازاني
فقد قال متحدثا عن تأثر المتصوفة بالأفكار اليونانية:
(ونحن لا ننكر اليوناني على التصوف الإسلامي فقد وصلت
الفلسفة اليونانية عامة والأفلاطونية المحدثة خاصة
إلى صوفية الإسلام عن طريق الترجمة والنقل أو الاختلاط
مع رهبان النصارى في الرها وحران
وقد خضع المسلمون لسلطان أرسطو
وإن كانوا قد عرفوا فلسفة أرسطو على أنها فلسفة إشراقية
لأن عبد المسيح بن ناعمة الحمصي حينما ترجم الكتاب المعروف
بـ (أرثولوجية أرسطوطاليس) قدمه إلى المسلمين على أنه لأرسطو
على حيث أنه مقتطفات من تاسوعات أفلاطون وليس من شك في
أن فلسفة أفلوطين السكندري التي تعتبر أن المعرفة مدركة
بالمشاهدة في حال الغيبة عن النفس وعن العالم المحسوس
كان لها أثرها في التصوف الإسلامي
فيما نجده من كلام متفلسفي الصوفية عن المعرفة
وكذلك كان لنظرية أفلوطين السكندري في الفيض وترتيب الموجودات
عن الواحد والأول أثرها على الصوفية المتفلسفين من أصحاب الوحدة
كالسهروردي المقتول ومحيي الدين بن عربي وابن الفارض
وعبد الحق بن سبعين وعبد الكريم الجيلي ومن نحا نحوهم
ونلاحظ بعد ذلك أن أولئك المتفلسفة من الصوفية نتيجة اطلاعهم
على الفلسفة اليونانية قد اصطنعوا كثيرا من مصطلحات هذه الفلسفة
مثل (الكلمة) (العقل الأول) (العقل الكلي) (العلة والمعلول)
وغير ذلك من المصطلحات الفلسفية اليونانية)
((مدخل إلى التصوف )) أبو الوفا الغنيمي (33ـ 34).
ومن العلماء الكبار الذين أثبتوا المتصوفة بالفلاسفة في عقائدهم الضالة
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
فقد وضج عن سبب وقوع المتصوفة في القول بوحدة الوجود
وأثبت أن سبب ذلك هو سلوكهم مسلك الفلاسفة وبعدهم عن الكتاب والسنة
فقال: (ولهذا لما سلك ابن عربي وابن سبعين وغيرهما هذه الطرق الفاسدة
أورثهم ذلك الفناء المذموم عن الوجود السوي فجعلوا الموجود واحدا
ووجود كل مخلوق هو عين وجود الحق وحقيقة الفناء عندهم
أن لا يرى إلا الحق وهو الرائي والمرئي والعابد والمعبود
والذاكر والمذكور والآمر خالقه والآمر المخلوق وهو المتصف
بكل ما يوصف به الوجود من مدح وذم وعباد الأصنام ما عبدوا غيره
وما ثم موجود مغاير له ألبته عندهم
وهذا منتهي سلوك هؤلاء الملحدين
فحقيقة قولهم قول فرعون لأن فرعون كان في الباطن عالما
بأن ما يقوله باطل وكان جاحدا مريدا للعدو والفساد
ولهذا جحد وجود الصانع بالكلية
وأما هؤلاء فجهال ضلال يحسبون أن ما يقولونه هو حقيقة
إثبات هذا العالم ولا ينكر أن الموجودات تشترك في مسمى الوجود
وإنما ينكر أن لهذا الوجود خالقا مباينا له ولهذا أمر ببناء الصرح
ليكذب موسى بزعمه أن للعالم إلها فوقه كما حكى الله لنا
في كتابه فقالوَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي
أَبْلُغُ الأسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إلى إِلَهِ مُوسَى
وَإِنِّي لأظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ
وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلا فِي تَبَابٍ[غافر:36- 37]
وأكثر هؤلاء الملاحدة القائلين بوحدة الوجود
يقولون إن فرعون أكمل من موسى...
ثم قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(وهؤلاء ليسوا مسلمين ولا يهودا ولا نصارى بل كثير من المشركين
أحسن حالا منهم وهؤلاء أئمة نظار المتفلسفة وصوفيتهم وشيعتهم
كان من أسباب تسلطهم وظهورهم هو بدع أهل البدع من الجهمية المعتزلة
والرافضة ومن نحا نحوهم في بعض الأصول الفاسدة
فإن هؤلاء اشتركوا هم وأولئك الملاحدة في أصول فاسدة
يجعلونها قضايا عقلية صادقة
وهي باطلة كاذبة مخالفة للشرع والعقل.
((الرد على المنطقيين )) لشيخ الإسلام ابن تيمية (521ـ 522 ـ 523).
ومن الكتاب الذين كتبوا عن التصوف
وأكدوا تأثر المتصوفة بالفكر اليوناني الوثني
كون قاسم غني الفارسي فقد قال:
(وقد أثر في التصوف والعرفان ذيوع آراء أفلاطون وظهور الفلسفة
الأفلاطونية الحديثة بين المسلمين أكثر من أي شيء
وبعبارة أخرى أحرز التصوف الذي كان إلى ذلك الحين
زهدا عمليا أساسا نظريا وعلميا وإذا دققنا في آراء الأفلاطونية الحديثة
وجدنا أن الصوفي الزاهد الذي غض الطرف عن الدنيا وما فيها
بحكم أنها فانية وتعلق خاطره بما هو خالد يشعر بلذة الرضى
في فلسفة أفلوطين بل يحصل على منتهي غايته في تلك الآراء
وموضوع وحدة الوجود في الفلسفة الأفلاطونية الحديثة
جذب أنظار الصوفية أكثر من أي شيء آخر
لأن الذين يؤمنون بهذه العقيدة يرون أن العالم كله مرآة لقدرة الحق تعالى
وكل موجود بمثابة مرآة تتجلى ذات الله فيها
إلا أن المرايا كلها ظاهرة والوجود المطلق والوجود الحقيقي هو الله
وينبغي على الإنسان أن يسعى حتى يمزق الحدب
ويجعل نفسه محلا لتجلي جمال الحق الكامل
ويبلغ السعادة الأبدية على السالك أن يطير بجناح العشق
نحو الله تعالى ويحرر نفسه من قيد ودود الذي لي إلا مظهر
فحسب وينمحي ويفنى في ذات الله أي الموجود الحقيقي)
((التصوف الإسلامي )) قاسم غني، ترجمة عربية صادق نشأت (142ـ 143).
والخلاصة
بعد أن أوردنا نصوصا عديدة عن الصوفية أنفسهم
التي مدحوا فيها فلاسفة اليونان وأوردنا أقوال بعض الباحثين
الذين كتبوا عن التصوف قديما وحديثا والذين أثبتوا كلهم
تأثر الصوفية بالفكر الفلسفي اليوناني
نقول إن تأثر الصوفية بالفكر اليوناني الوثني كان من أهم العوامل
التي أدت إلى انحراف الصوفية عن الطريق القويم في العقيدة
والعبادة والسلوك وذلك لأنهم ابتغوا الهدى في غر الكتاب والسنة
فوقعوا في متاهات وضلالات وخرافات وبدع عقدية وسلوكية وتعبدية
. و لنا عودة أخوة الإسلام
*عبدالرحمن*
2021-11-30, 18:42
و عليكم السلام
بارك الله فيك
هذا كلام عملي منطقي .
لكن شدّني قولك : ( النفاق العملي ) ..
هذا يدل على أن هناك نوع آخر من النفاق و هو :
نفاق الإنسان بينه و بين نفسه و خداعه لنفسه
فهو في الظاهر ( صادق الكلمات و يحفظ الأمانات و لا يخلف الوعود )
و لكنّه يفعل هذه الأشياء بدافع إجبار و كراهة و لا يفعلها بدافع إرادته الحرة
و هذا يعتبر ( خيانة لحقيقته ) و تجسيد لأفعال تخالف ما يشعر به داخليا ..
فالأصح و الأسلم له و لغيره هو كالتّالي :
هو أن يشعر بصدق بأنّه فعلا يريد أن يكون صادق و فعلا يريد أن يحفظ الوعود و الأمانات ( أي برغبة منه و بحب )
أما إذا كان يفعل ذلك مكرهًا فحاله كحال من ( يحرق نفسه ليضيء للآخرين ) ..
فهو ينفع الآخرين و لكنه يضّر نفسه لأنه يخالف إرادته الداخلية ..
بحيث لا تتوافق الإرادة مع الفعل الظاهر .
و هذا أيضا ( نفاق ) حتى لو كانت آثاره محمودة و طيبة و ذات نفع في الظاهر .
لذلك من المصلحة أن يراعي الإنسان في أفعاله و شؤون حياته أمرين هما :
( حق نفسه + حق الآخرين )
بحيث تتوافق حريته و إرادته مع حرية و حقوق الآخرين ..
فبدل أن ينطلق عطاؤه من دافع إكراه الواجب
عليه أن ينطلق من دافع الحب و الإرادة الحرة في العطاء .
و شكرا .
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سؤال محيرني بخصوص اسلوبك
عندما تعلم شئ تبحث عن جواب له في ذهنك
بدون دليل شرعي
و تحتمة و تفرضة و يصبح امر واقع لا محاله
قبل ان تعلم اجابتة ممن اطلق هذه العبارة
الم يكن من الافضل سؤالة ثم مناقشتة
ثم طرح فهمك الخاص و بالتالي
يكون هذا اسلوب الحوار الهادف بين طرفين
اسماعيل 03
2021-11-30, 19:08
و عليكم السلام
بارك الله فيك
هذا كلام عملي منطقي .
لكن شدّني قولك : ( النفاق العملي ) ..
هذا يدل على أن هناك نوع آخر من النفاق و هو :
نفاق الإنسان بينه و بين نفسه و خداعه لنفسه
فهو في الظاهر ( صادق الكلمات و يحفظ الأمانات و لا يخلف الوعود )
و لكنّه يفعل هذه الأشياء بدافع إجبار و كراهة و لا يفعلها بدافع إرادته الحرة
و هذا يعتبر ( خيانة لحقيقته ) و تجسيد لأفعال تخالف ما يشعر به داخليا ..
فالأصح و الأسلم له و لغيره هو كالتّالي :
هو أن يشعر بصدق بأنّه فعلا يريد أن يكون صادق و فعلا يريد أن يحفظ الوعود و الأمانات ( أي برغبة منه و بحب )
أما إذا كان يفعل ذلك مكرهًا فحاله كحال من ( يحرق نفسه ليضيء للآخرين ) ..
فهو ينفع الآخرين و لكنه يضّر نفسه لأنه يخالف إرادته الداخلية ..
بحيث لا تتوافق الإرادة مع الفعل الظاهر .
و هذا أيضا ( نفاق ) حتى لو كانت آثاره محمودة و طيبة و ذات نفع في الظاهر .
لذلك من المصلحة أن يراعي الإنسان في أفعاله و شؤون حياته أمرين هما :
( حق نفسه + حق الآخرين )
بحيث تتوافق حريته و إرادته مع حرية و حقوق الآخرين ..
فبدل أن ينطلق عطاؤه من دافع إكراه الواجب
عليه أن ينطلق من دافع الحب و الإرادة الحرة في العطاء .
و شكرا .
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سؤال محيرني بخصوص اسلوبك
عندما تعلم شئ تبحث عن جواب له في ذهنك
و تحتمة و تفرضة و يصبح امر واقع لا محاله
قبل ان تعلم اجابتة ممن اطلق هذه العبارة
الم يكن من الافضل سؤالة ثم مناقشتة
ثم طرح فهمك الخاص و بالتالي
يكون هذا اسلوب الحوار الهادف بين طرفين
السلام عليكم أخواي الكريمين
معذرة على التطفل
هي نقطة مهمة قد أشرت إليها أخي عبد الرحمن و أظن أن الأخ والأخت اللذين تناقشا مع الأخ كيان قد أشارا إلى مايشبه ما أشار إليه الأخ عبد الرحمن
التفكير الفلسفي يسمح لصاحبه بهذا على ما أعتقد والأخ عبد الرحمن يعلم هذا
لذلك فالذي يسعى لأن يعترف له صاحب التفكير الفلسفي بمفاهيم أو تعريفات أو أفكار ثابتة لا تقبل النقاش فهو يضيع وقته لأن النقاش لا ينهيه حينها إلا الملل أو التيه و شعور الإنسان بانه لم يعد يفهم شيئا في الأخير.
*عبدالرحمن*
2021-11-30, 19:23
السلام عليكم أخواي الكريمين
معذرة على التطفل
هي نقطة مهمة قد أشرت إليها أخي عبد الرحمن و أظن أن الأخ والأخت اللذين تناقشا مع الأخ كيان قد أشارا إلى مايشبه ما أشار إليه الأخ عبد الرحمن
التفكير الفلسفي يسمح لصاحبه بهذا على ما أعتقد والأخ عبد الرحمن يعلم هذا
لذلك فالذي يسعى لأن يعترف له صاحب التفكير الفلسفي بمفاهيم أو تعريفات أو أفكار ثابتة لا تقبل النقاش فهو يضيع وقته لأن النقاش لا ينهيه حينها إلا الملل أو التيه و شعور الإنسان بانه لم يعد يفهم شيئا في الأخير.
عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
لا يوجد تطفل بيننا اخي اسماعيل
اعلم ان حضورك مرحب به في كل وقت
و اني اعلم ما اشارت له علم اليقين
و لكني منتظر الافضل و لعله يكون قريب
أمير جزائري حر
2021-11-30, 20:49
.
أدعوكم إخواني جميعاً لتأمل هذه الآيات من سورة الحج..
...
بسم الله الرحمن الرحيم
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ (1) يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ (2) وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ (3) كُتِبَ عَلَيۡهِ أَنَّهُۥ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُۥ يُضِلُّهُۥ وَيَهۡدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ (4) يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّنَ ٱلۡبَعۡثِ فَإِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةٖ ثُمَّ مِن مُّضۡغَةٖ مُّخَلَّقَةٖ وَغَيۡرِ مُخَلَّقَةٖ لِّنُبَيِّنَ لَكُمۡۚ وَنُقِرُّ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ نُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلٗا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوٓاْ أَشُدَّكُمۡۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖ شَيۡٔٗاۚ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ هَامِدَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن كُلِّ زَوۡجِۢ بَهِيجٖ (5) ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّهُۥ يُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَأَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ (6) وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي ٱلۡقُبُورِ (7) وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ (8) ثَانِيَ عِطۡفِهِۦ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۖ لَهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَنُذِيقُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ (9) ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ يَدَاكَ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ (10) وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ (11)
...
تكرّر ذكر من "يُجادل" مرّتين..
...
في ترتيب عجيب..
بدأت الآية بتذكير الناس بيوم القيامة ودعوتهم للتقوى..
ثم ذُكر من يُجادل" بغير علم " ويتبع الشيطان..
وبيان عاقبة من يتولاه ويُسانده ويتبعه، وأنّه إنما يقودهُ إلى الضلال وعذاب السعير..
..
ثمّ عادت الآية للتذكير بخلق الإنسان وإحياء الأرض والبعث..
ثُمّ مرة أخرى
ذُكر من يُجادل" بغير علم " ولا "هدى" ولا "كتاب منير"
...
وبعد ذلك ..
في نفس السياق ذكر نوع آخر من الناس ..
وهو من "يعبد الله على حرف"..
...
ولا شك: بأن هناك صلة وثيقة بين صنف "المجادل بغير علم"
وصنف " من يعبد الله على حرف "
وإلا لما ورد ذكرهم في سياق واحد..
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2021-12-01, 05:01
.
أدعوكم إخواني جميعاً لتأمل هذه الآيات من سورة الحج..
...
بسم الله الرحمن الرحيم
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ (1) يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ (2) وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ (3) كُتِبَ عَلَيۡهِ أَنَّهُۥ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُۥ يُضِلُّهُۥ وَيَهۡدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ (4) يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّنَ ٱلۡبَعۡثِ فَإِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةٖ ثُمَّ مِن مُّضۡغَةٖ مُّخَلَّقَةٖ وَغَيۡرِ مُخَلَّقَةٖ لِّنُبَيِّنَ لَكُمۡۚ وَنُقِرُّ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ نُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلٗا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوٓاْ أَشُدَّكُمۡۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖ شَيۡٔٗاۚ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ هَامِدَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن كُلِّ زَوۡجِۢ بَهِيجٖ (5) ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّهُۥ يُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَأَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ (6) وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٞ لَّا رَيۡبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡعَثُ مَن فِي ٱلۡقُبُورِ (7) وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ (8) ثَانِيَ عِطۡفِهِۦ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۖ لَهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَنُذِيقُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ (9) ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ يَدَاكَ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ (10) وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ (11)
...
تكرّر ذكر من "يُجادل" مرّتين..
...
في ترتيب عجيب..
بدأت الآية بتذكير الناس بيوم القيامة ودعوتهم للتقوى..
ثم ذُكر من يُجادل" بغير علم " ويتبع الشيطان..
وبيان عاقبة من يتولاه ويُسانده ويتبعه، وأنّه إنما يقودهُ إلى الضلال وعذاب السعير..
..
ثمّ عادت الآية للتذكير بخلق الإنسان وإحياء الأرض والبعث..
ثُمّ مرة أخرى
ذُكر من يُجادل" بغير علم " ولا "هدى" ولا "كتاب منير"
...
وبعد ذلك ..
في نفس السياق ذكر نوع آخر من الناس ..
وهو من "يعبد الله على حرف"..
...
ولا شك: بأن هناك صلة وثيقة بين صنف "المجادل بغير علم"
وصنف " من يعبد الله على حرف "
وإلا لما ورد ذكرهم في سياق واحد..
والله أعلم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الله ينير قلبك بكل خير
اوضحت لنا ما لم يستطيع قول اخر ايضاحة
بارك الله فيك
و جزاك الله خيرا
*عبدالرحمن*
2021-12-01, 14:25
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
عالم الروحانيات وعالم الأرقام
هذا العالم عبارة عن وجهين لعملة و احدة
احدهما دعاية و تسويق للاخر
و حتي نستطيع ان نفهم هذا الامر لابد من التفصيل
الوجهه الاول ( الطريق الاول )
تم التوصل إلى عدد كبير جدًا من تعريف عالم الروحانيات
ولكن أفضل تعريف أو التعريف الأقرب إلى الواقع
أن الروحانيات تعنى تقرب الشخص بشكل كبير إلى الدخول
على القوة الكامنة داخله ومحاولة تأثيره على النشاط الكامن
داخله وعلى الأخرين
ب استخدام برهان من القران الكريم
وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ
وهي في الغالب تحمل بعض المعتقدات المختلفة من شخص إلى أخر
حسب طريقة سيطرة كل شخص على حدة على المشاعر والأحاسيس
التي تكمن داخله والروحانيات في طبيعتها لا ترتبط بروتين معين
أو تفسير معين داخل الأديان والمعتقدات المختلفة.
ولكن بعض الناس يتعمق في الروحانيات
وبرى أنه يستمدها من شعائر وترتيل دينية مختلفة
أو من خلال التأمل في آيات معينة أو من خلال التركيز
في طريقة معينة للتلاوة
وبعض الناس الأخرين يرون أن يستطيعوا الدخول داخل عالم الروحانيات
من خلال التأمل والملاحظة والإدراك والفهم
أو من خلال الانسجام مع الموسيقى الهادئة جدًا
والتركيز معها بشدة دون وجود أي إزعاج من قبل أي شخص
في النهاية تختلف عالم الروحانيات من شخص لأخر على حسب
قدرة كل شخص في الوصول إلى الروحانيات
بالطريقة التي يراها مناسبة.
المراتب الروحانية
المختصون بعالم الروحانيات مقسمون إلى مراتب مختلفة
حيث تختلف درجة علمك في كل مرتبة
على المرتبة الاخرى السابقة لها
فكلما زادت درجة علمك كلما زادت مرتبتك وتقدمت للأمام
وهذه المراتب مقسمة كما يلي:
- طالب العلم وهو الفرد الذي يريد أن يدخل في هذا العلم
ويقوم ببعض التعاليم والشعائر التي يطلبونها لكي
تحصل على تذكرة دخولك في هذا المجال.
- مريد وهي تعتبر ثاني المراحل في عالم الروحانيات
ويصل إليها طالب العلم بعد درجة معينة
من الإتقان والعلم الكافي.
- أبدال هي مرتبة مقسمة بطريقة معينة داخل علم الروحانيات
حيث يقسم عدد الأشخاص في هذه الدرجة أو المرتبة
إلى 7 أفراد فقط يكون كل شخص من هؤلاء الأشخاص مسؤول
عن إقليم معين على حد قولهم.
- أوتاد وهم أشخاص عددهم أربعة اشخاص فقط
وهم يدعون أنهم يحافظون على الأرض من محاولة مساسها بالسوء
أو الخراب وقسمين نفسهم حيث كل شخص
من الأربعة مسؤول عن منطقة معينة.
- أقطاب هي أعلى مرحلة يمكن أن يصل لها الروحاني
بعد وقت كبير وعلم وفير
ويقولون أنه في هذه المرحلة يكون في صورة الملك
الذي يستطيع أن يشرح الكون.
الوجهه الثاني ( الطريق الثاني )
العلاج الروحاني
العلاج الروحاني يصفوه الروحانيين أنه عبارة عن حالة سيئة
تصيب الفرد من خلال التحكم في قواه الكامنة
تؤثر عليه بشكل كبير وتؤثر على طبيعة سلوكه في المجتمع
وعلى علاقاته مع الناس
وهو دليل غير ملموس وغير واضح ولا يستطيع البرهنة على وجوده
على عكس العالم الطبي الذي يستطيع البرهنة
والدليل على حدوث أو تعرض أو إصابة أي شخص بأي مرض
عن طريق التحاليل والأبحاث والأشعة المختلفة
فالذين يقولون أنه يوجد علاج روحاني
و أن هذا الشخص يحتاج إلى تدخل روحاني
لم يكن لديهم أي دليل ملموس وواضح على كلامهم
ولا يستطيعون أن يثبتوا صحة كلامهم في الأساس.
لان إطلاق اصطلاح (عالم الروحاينات) بالاختصار هو عالم الجن
والتعامل معهم وتسخيرهم
فيقال: فلان معه روحاني، يعنون: أن معه جنياً
ويخدمه ويخبره بالمغيبات
فإن كان هذا الجني مسلماً سموه (عُلوياً)
وإن كان كافراً سموه (سُفلياً)
و من العلماء عندهم في هذا المجال
الفخر الرازي وصل الأمر به إلى أن ألف كتاباً
في السحر وعبادة النجوم ، سماه :
السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم
وهو الكتاب الذي حكم عليه بعض العلماء بسببه
أنه كفر وارتد عن الإسلام .
و سوف نعود لذكر تفاصيل اخري بخصوصة
. أما عالم الأرقام المرتبطة بالأذكار
فيعنون به: أن لكل اسم من أسماء الله خداماً من الجن
وكذلك لكل عدد من الأذكار
فإذا ذكر الإنسا ن بعدد معين حضر الخادم الموكل بهذا العدد
وكان في خدمة الذاكر
وهو مرتبط بعالم الروحانيات.
واعلموا اخوة الاسلام
أن الأذكار مبناها على التوقيف أي أنه لا يجوز الذكر بشيء
من الأذكار إلا إذا وافق السنة النبوية
وإلا كانت عبادة من غير دليل وشرعاً لم يأذن به الله
قال الله تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ منَ الدِّينِ
مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ
وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [الشورى:21].
وإن أية خصوصية لذكر معين أو عدد معين
لابد أن تثبت بدليل شرعي
ولما لم يرد شيء من الأدلة في ما يتعلق بذلك
علم أنه بدعة وضلالة
خاصة إذا كان الذكر بأسماء ليست هي من أسماء الله
أو الذكر بالأسماء المفردة
فما شرعه الله تعالى من الذكر والتسبيح والاستغفار نوعان:
الأول: ما علق الفضل فيه على عدد معين
فينبغي تحصيل هذا العدد والتزامه
وذلك كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل بعد الصلوات الخمس
وكبعض أذكار الصباح والمساء المقيدة بعدد معين.
والثاني: ما جاء مطلقاً
كالتسبيح والاستغفار ونحوه سائر اليوم
فلا يشرع فيه التزام عدد معين
لما في ذلك من مضاهاة التشريع.
وليعلم أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه
ذكر الله بالألفاظ المفردة نحو:
الله الله. حي حي. عليم عليم.. إلخ.
كما يفعله بعض مبتدعة الصوفية
وأشد من ذلك قول بعضهم في ذكر الله
: هو هو، أو: لا لا، أو: آه آه، أو: هاها
أو:هـ هـ، أو: أ أ، أو: آه آه.
فهذا يعلم قطعاً أنه ليس من دين الإسلام
وأنه تحريف لأسماء الله تعالى. والمقطوع به
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك مجالاً من مجالات الذكر
ولا موقعاً من المواقع التي يؤمر فيها بذكر معين
إلا وَبيَّن صيغة الذكر المطلوب في ذلك الظرف
وقد عني الأئمة بجمع ذلك وتدوينه
كما فعل النووي في الأذكار
وابن تيمية في الكلم الطيب وغيرهما.
وبهذا يعلم خطأ من يعين أذكاراً تقال بعد العصر
وأخرى بعد الفجر مثلاً
مما لم يعينه رسول الله صلى الله عليه وسلم كقول بعضهم:
يقال بعد الفجر (الله) ألف مرة أو غير ذلك من العدد
وبعد العصر: حي أو قيوم كذا من المرات
فهذا فيه محاذير: الأول: كونه باللفظ المفرد.
والثاني: التزامه في وقت معين.
والثالث: التقييد بهذه الأعداد المحدثة.
وعن الذكر بالاسم المفرد يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
كما في مجموع الفتاوى 10/556
(فأما الاسم المفرد مظهراً مثل: الله الله. أو مضمراً مثل: هو هو
فهذا ليس بمشروع في كتاب ولا سنة
ولا هو مأثور أيضاً عن أحد من سلف الأمة
ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم
وإنما نهج به قوم من ضُلاَّل المتأخرين) انتهى.
ولأهل البدع شبهات يتعلقون بها في هذا الباب
لا تثبت مدعاهم، كما بين ذلك أهل العلم.
المصادر بتصرف
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/33084/%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%AD%D8%A7%D9%86%D9%8A%D 8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/6604/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D9%85%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%AF%D8%B9%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D8%A7-%D9%85%D8%A7-%D8%AD%D8%AF%D8%AF%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9
*عبدالرحمن*
2021-12-02, 14:25
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
هل كفّر شيخ الإسلام ابن تيمية الفخر الرازي ؟
الفخر الرازي (توفي سنة 606ه) هو أحد أئمة الأشاعرة الكبار
وعلى كلامه يعتمد من جاء بعده من الأشاعرة .
وكانت له زلات وسقطات عظيمة
فقد مزج الفلسفة بعلم الكلام
وكان كثير الحيرة والاضطراب والتناقض
حتى وصل الأمر به إلى أن ألف كتاباً في السحر وعبادة النجوم
سماه : " السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم " .
وهو الكتاب الذي حكم عليه بعض العلماء بسببه
أنه كفر وارتد عن الإسلام .
غير أنه قد تاب ورجع إلى الإسلام
وندم على ما كان منه من الدخول في علم الكلام والفلسفة
وأخبر في وصيته أنه يموت على العقيدة
التي يقررها القرآن الكريم والسنة النبوية .
قال ابن الصلاح : أخبرني القطب الطّوعاني مرّتين
أنه سمع فخر الدّين الرّازي يقول :
يا ليتني لم أشتغل بعلم الكلام ، وبكى "
انتهى من " شذرات الذهب " (7/41) .
وذكر عنه ابن كثير رحمه الله
رجوعه إلى مذهب السلف فقال :
" وَقَدْ ذَكَرْتُ وَصِيَّتَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ
وَأَنَّهُ رَجَعَ فِيهَا إِلَى طَرِيقَةِ السَّلَفِ
وَتَسْلِيمِ مَا وَرَدَ عَلَى الْوَجْهِ الْمُرَادِ اللَّائِقِ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى " انتهى .
البداية والنهاية " (17/11-12)
وكذلك ذكر ابن القيم رحمه الله في أكثر من موضع من كتبه
: أن الرازي " رجع إلى طريقة الوحي والآثار النبوية " .
انظر : " الصواعق المرسلة " (3/1166)
" اجتماع الجيوش الإسلامية " (ص 194) .
وقال الحافظ الذهبي رحمه الله عن الفخر الرازي
" العلامة الكبير ذو الفنون فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين
القرشي البكري الطبرستاني الأصولي المفسر
كبير الأذكياء والحكماء والمصنفين ، كان يتوقد ذكاء
وقد بدت منه في تواليفه بلايا وعظائم
وسحر وانحرافات عن السنة ، والله يعفو عنه
فإنه توفي على طريقة حميدة ، والله يتولى السرائر " انتهى .
في ترجمته من " السير " ( 21/500) :
أما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإنه ذكر كتاب الرازي
في السحر وعبادة النجوم
وذكر أن هذا كفر وردة عن الإسلام
ولكنه ذكر في الوقت نفسه أنه قد تاب من ذلك .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" من العجب أن يذكر – يعني الرازي -
عن أبي معشر ما يَذُمُّ به عبادة الأوثان
وهو الذي اتخذ أبا معشر أحد الأئمة الذين اقتدى بهم
في الأمر بعبادة الأوثان ، لما ارتد عن دين الإسلام
وأمر بالإشراك بالله تعالى وعبادة الشمس والقمر
والكواكب والأوثان ، في كتابه الذي سماه :
" السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم " ....
وقد ذكر فيه عن أبي معشر أنه عَبَدَ القمر
وأن في عبادته ومناجاته من الأسرار والفوائد ما ذكر
فمن تكون هذه حاله في الشرك وعبادة الأوثان
كيف يصلح أن يذم أهل التوحيد الذين يعبدون الله تعالى
لايشركون به شيئًا، ولم يعبدوا لا شمسًا ولا قمرًا
ولا كوكبًا ولا وثنًا ؟
بل يرون الجهاد لهؤلاء المشركين الذين ارتد إليهم
أبو معشر والرازي وغيرهما مدة
وإن كانوا رَجَعوا عن هذه الردة إلى الإسلام
فإن سرائرهم عند الله
لكن لا نزاع بين المسلمين أن الأمر بالشرك كفر وردة
إذا كان من مسلم ، وأن مدحه والثناء عليه
والترغيب فيه : كفر وردة ، إذا كان من مسلم "
انتهى من " بيان تلبيس الجهمية " (3/ 53-54) .
وقال أيضا :
" وَأَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ : أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُصَنِّفُ فِي دِينِ الْمُشْرِكِينَ
وَالرِّدَّةِ عَنْ الْإِسْلَامِ ، كَمَا صَنَّفَ الرَّازِي كِتَابَهُ فِي عِبَادَةِ
الْكَوَاكِبِ وَالْأَصْنَامِ ، وَأَقَامَ الْأَدِلَّةَ عَلَى حُسْنِ ذَلِكَ وَمَنْفَعَتِهِ
وَرَغَّبَ فِيهِ ، وَهَذِهِ رِدَّةٌ عَنْ الْإِسْلَامِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ
وَإِنْ كَانَ قَدْ يَكُونُ تَابَ مِنْهُ وَعَادَ إلَى الْإِسْلَامِ " .
انتهى من " مجموع الفتاوى " (4/ 55).
ويذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله توبة الرازي ويترحم عليه
ويدعو له ، فيقول : " ما سلكه أهل البدع من أهل الفلسفة والكلام
لا يصلون إلى علم ويقين
بل إنما غاية صاحبه الشك والضلال
وهذا مما اعترفت به حذاقهم
وممن اعترف به أبو عبد الله الرازي رحمه الله
في غير موضع من كتبه ، ولفظه في بعضها :
" لقد تأملت الكتب الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً
ولا تروي غليلاً ، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن
أقرأ في الإثبات : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) طه/ 5
و ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) فاطر/ 10 .
وأقرأ في النفي : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) الشورى/ 11
( وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ) طه/ 110 .
ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " .
وهذا قاله في آخر عمره في آخر ما صنفه
وهو كثير التناقض ، يقول القول ثم يرجع عنه
ويقول في الآخر ما يناقضه
كما يوجد هذا في عامة كتبه ، تغمده الله برحمته
وعفا عنه وسائر المؤمنين
( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ
وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ
رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) وتوبته معروفة مشهورة " .
انتهى من "بيان تلبيس الجهمية" (8/ 529-530) .
وبهذا يتبين أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لم يكفر الرازي
تكفيراً مطلقاً ؛ إنما حكم بالكفرة والردة على بعض أحواله
أو بعض مقالاته ، أو بعض تصانيفه .
والعبرة إنما هي بما يموت عليه الإنسان
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إنما الأعمال بالخواتيم )
رواه ابن حبان (340) ، وصححه الألباني .
وقد كانت خاتمة الرازي حسنة
حيث وفقه الله تعالى للتوبة والرجوع إلى مذهب السلف
ولذلك كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يترحم عليه .
ثم إن يجب التنبه إلى أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
لا يكفر أحدا من الأشاعرة بسبب كونه أشعريا
لا الرازي ولا غيره ؛ فإن شيخ الإسلام لا يكفر الأشاعرة
بل يقول عنهم :
إنهم " ليسوا كفارا باتفاق المسلمين
" انتهى من " مجموع الفتاوى "(35/101) .
https://islamqa.info/ar/answers/225849/%D9%87%D9%84-%D9%83%D9%81%D8%B1-%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AA%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AE%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%8A
. و لنا عودة أخوة الإسلام
*عبدالرحمن*
2021-12-03, 14:42
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
غلم المنطق
علم المنطق من العلوم التي أثارت جدلا واسعا بين العلماء
عبر العصور السابقة ، ما بين مؤيد له ومعارض
ولهذا الجدل أسباب موضوعية وأخرى تاريخية ، فمن ذلك :
1- أن واضع هذا العلم هو أرسطو اليوناني قبل ولادة المسيح
بنحو ثلاثمائة سنة ، ثم ترجم إلى العربية في عهد الدولة العباسية
بحدود سنة (180هـ)، فكانت نشأة هذا العلم ، عند اليونان
في عهود الظلام سبب تشكك وتردد الكثير من المسلمين
في أخذه والثقة به .
2- اشتماله على شيء من الحق في طرائق الإثبات
وعلى كثير من الباطل في مبادئه وقواعده أيضا
وخاصة في جانب النفي
فكان الحق الذي فيه باعثا لبعض أهل العلم على قبول هذا العلم
مع الدعوة إلى تصفيته ، وباعثا لآخرين
على إنكاره ورده جملة وتفصيلا .
3- استعمال الفلاسفة المفرط لهذا العلم في كتبهم ومخاطباتهم
واختلاطه بعلومهم اختلاطا فاحشا حتى غدا ركنا من أركانهم
وهذا ما حدا بكثير من أهل العلم إلى رده وإنكاره وتحريم تعلمه .
والنظرة التاريخية المنصفة تدل على أن الاتجاه الغالب لدى علماء الإسلام
في أول الأمر ، كان نحو نبذ هذا العلم بجميع ما فيه
: فالحق الذي فيه مستقر في العقول السليمة
ولا حاجة إلى قواعد أرسطو لضبطها
والباطل يجب نفيه ورده .
حتى جاء أبو حامد الغزالي
فكان أول من أدخل المنطق في علم أصول الفقه
وشرحه في مقدمة مطولة لكتاب
المستصفى في أصول الفقه "
وشكك في علوم من لم يتعلم هذا العلم
- وإن كان قد ذم المنطق في آخر كتبه -
وبعده انتشر وذاع في الآفاق بين المتكلمين والأصوليين .
و لنا عودة لنشر تفاصيل اخري عنه
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" ما زال علماء المسلمين وأئمة الدين يذمونه ويذمون أهله
وينهون عنه وعن أهله
حتى رأيت للمتأخرين فتيا فيها خطوط جماعة
من أعيان زمانهم من أئمة الشافعية والحنفية وغيرهم
فيها كلام عظيم في تحريمه وعقوبة أهله
حتى إن من الحكايات المشهورة التي بلغتنا أن الشيخ
أبا عمرو بن الصلاح أمر بانتزاع مدرسة معروفة من أبي الحسن الآمدي
وقال : أخذها منه أفضل من أخذ عكا .
مع أن الآمدي لم يكن أحد في وقته أكثر تبحرا في العلوم
الكلامية والفلسفية منه
وكان من أحسنهم إسلاما ، وأمثلهم اعتقادا " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (9/8)
ويقول السيوطي رحمه الله :
" فن المنطق فن خبيث مذموم ، يحرم الاشتغال به
مبني بعض ما فيه على القول بالهيولى الذي هو كفر
يجر إلى الفلسفة والزندقة
وليس له ثمرة دينية أصلا بل ولا دنيوية
نص على مجموع ما ذكرته أئمة الدين وعلماء الشريعة :
........... والتقي ابن تيمية ، وألف في ذمه ونقضِ قواعده
مجلدا كبيرا سماه
" نصيحة ذوي الإيمان في الرد على منطق اليونان "
وقد اختصرته في نحو ثلث حجمه وألفت في ذم المنطق
مجلدا سقت فيه نصوص الأئمة في ذلك . .......
مختصرا من "الحاوي للفتاوي" (1/255-256)
ولكن ذلك كله لا يمنع أن يدرس طالب العلم المتخصص قواعد المنطق
من كتب أهله ، كي يطلع على طرائق هذا العلم
ويتعرف إلى مناهج أهله
فيكون على بصيرة من اصطلاحات القوم وأساليبهم
فلا يقع في مغالطات بعضهم
وينتبه إلى ما عندهم من الحق فيعرضه بطريقته المعتدلة
فيجمع بين العلوم النافعة ، وينتبه إلى العلوم الضارة
ويستعين على ذلك بالله تعالى أولا
ثم بأهل العلم الراسخين الذين مارسوا هذا العلم
وخبروا ما فيه من حق وباطل
كشيخ الإسلام ابن تيمية ، والعلامة محمد الأمين الشنقيطي
حيث ألف الأخير كتابا في قواعد هذا العلم
صفاه من الدخل والغلط الذي راج على الكثيرين .
https://waqfeya.net/book.php?bid=2698
يقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :
" ولما كان من المتوقع أن يواجه الدعاة
إلى الحق دعاةً إلى الباطل مضللين
يجادلون لشبه فلسفية ، ومقدمات سوفسطائية
وكانوا لشدة تمرنهم على تلك الحجج الباطلة
كثيرا ما يظهرون الحق في صورة الباطل
والباطل في صورة الحق
ويفحمون كثيرا من طلبة العلم الذين لم يكن معهم سلاح
من العلم يدفع باطلهم بالحق
وكان من الواجب على المسلمين أن يتعلموا من العلم
ما يتسنى لهم به إبطال الباطل وإحقاق الحق على الطرق
المتعارفة عند عامة الناس ، حمل ذلك الجامعة –
يعني الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة –
على إنشاء كلية الدعوة وأصول الدين
ومهمتها تخريج دعاة قادرين على تبليغ الدعوة
بالحكمة والموعظة الحسنة
وعلى إقحام وإلزام الدعاة المضللين ببيان
ما يصحح أدلتهم ويظهر بطلان حجج خصومهم .
ومن أجل ذلك قررت في منهج هذه الكلية تدريس مادة
( آداب البحث والمناظرة ) لأنه هو العلم الذي يقدر به
من تعلمه على بيان مواضع الغلط في حجة خصمه
وعلى تصحيح مذهبه بإقامة الدليل المقنع على صحته
أو صحة ملزومه أو بطلان نقيضه ونحو ذلك .
مختصرا من "آداب البحث والمناظرة" (ص/3-5)
المصدر بتصرف
https://islamqa.info/ar/answers/119899/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82
و لنا عودة أخوة الإسلام
*عبدالرحمن*
2021-12-03, 16:24
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
تمهيد
قد يظن البعض أن المسلمين رفضوا المنطق الأرسطي
لمجرد اشتغال الأمم الكافرة به
وهذا ظن خاطئ لأنه يستلزم أن يرفض المسلمون
كل ما أتى من غيرهم من علوم صحيحة
كالطب, والحساب, والهندسة ونحوها.
وإنما رفض المسلمون المنطق الأرسطي لأسباب شرعية وعقلية
منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد
عند أهل السنة والجماعة لعثمان علي حسن - 2/611
الأسباب العقلية لرفض المنطق الأرسطي
1- المنطق الأرسطي تجريدي، لا صلة له بالواقع
فهو يبحث في عالم الكليات
وهذا العالم ليس له وجود في الخارج
بل وجوده في الذهن
فالمنطق يتجاهل البحث في الجزئيات والأعيان المشخصة
انظر: ((مقدمة ابن خلدون)) (ص: 483، 484)
و((المنطق الحديث)) لمحمود قاسم (ص: 8).
2- أننا نرى كثيراً من العلوم – كالهندسة, والطب, والفلك –
تتقدم تقدماً كبيراً دون أن يكون كبار الباحثين
فيها ممن تخرجوا على منطق أرسطو
((المنطق الحديث)) لمحمود قاسم (ص: 5، 6).
يقول ابن تيمية:
(إننا لا نجد أحداً من أهل الأرض حقق علماً من العلوم
وصار إماما فيه بفضل المنطق، لا من العلوم الدينية ولا غيرها
فالأطباء والمهندسون وغيرهم يحققون ما يحققون من علومهم
بغير صناعة المنطق، وقد صنف في الإسلام علوم النحو,
والعروض, والفقه وأصوله وغير ذلك
وليس في أئمة هذه الفنون من كان يلتفت إلى المنطق
بل عامتهم كانوا قبل أن يعرف المنطق اليوناني)
((نقض المنطق)) (ص: 168).
3- أن محاولة فرض المنطق على كل العلوم
– العقلية والتطبيقية، بل والشرعية –
وجعله مقدمة لها، وشرطاً في تعلمها، ضرب من الخيال
بل المنطق نمط فكري انتهى عهده
وقد كان يناسب الفكر اليوناني في حقبة من التاريخ
حيث الفكرة المجردة، والجدل المثالي
يقول الدكتور عبد اللطيف محمد العبد:
(ظن أنصار المنطق أنه العلم الذي لا علم قبله
ولا علم بعده، لأنه معيار الحقائق كلها، وميزان العلوم
ولم يكن هؤلاء يتخيلون مجرد تخيل أن هذا المنطق القياسي
لن يكون علم العلوم، بل إنه سيصبح مرحلة
تاريخية مضى أوانها)
((التفكير المنطقي)) (ص: 3) (بتصرف)
انظر: ((المنطق الحديث)) لمحمود قاسم (ص: 11).
4- أن هذا المنطق كان له أكبر الأثر في تخلف اليونان عن ركب المدنية
حيث انزوى بالفكر والجهود العلمية نحو عالم الميتافيزيقا
– عالم ما وراء الطبيعة – معرضاً عن الحياة المدنية
والعلوم التطبيقية الواقعية:
يقول الأستاذ علي لبن:
(يكاد يتفق مؤرخوا الفلسفة على أن العلم لم ينهض
في مطلع العصر الأوربي الحديث إلا بعد الثورة المزدوجة
على السلطة العلمية ممثلة في المنطق الأرسطي
والسلطة الدينية ممثلة في رجال الكنيسة))
((الغزو الفكري)) (ص: 42)
وانظر: ((منهج البحث)) لعلي النشار (ص: 90).
ولهذا كان ظهور المنطق الحديث على يد فرانسيس بيكون وغيره
والذي استفادوه من علماء الإسلام وخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية
كان ظهوره ضربة قاضية للمنطق الأرسطي في أوربا
وعاملاً كبيراً في التقدم العلمي والحضاري فيها
انظر: ((مناهج البحث)) لعلي النشار (ص: 236، 237)
و((الإسلام والعلم التجريبي)) للسويدي (ص: 21)
و((محاضرات في تاريخ العلوم)) لفؤاد سزكين
(المحاضرة الأولى) (ص: 19) وما بعدها.
المصدر
منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة
لعثمان علي حسن - 2/615
: الأسباب الشرعية لرفض المنطق الأرسطي
1- أنه لم يؤثر عن الصدر الأول
من الصحابة والتابعين التكلم بالمنطق
إما لكونه لم يكن موجوداً في زمانهم
أو كان موجوداً ثم أعرضوا عنه
((صون المنطق)) (14)
و ((فتاوى ابن الصلاح)) (35).
وشريعة الإسلام ليست موقوفة على شيء
يتعلم من غير المسلمين أصلاً
((الرد على المنطقيين)) (258).
، وإن كان طريقاً صحيحاً
فكيف إذا كان فاسداً أو متضمناً للفساد، بل الكفر والإلحاد.
و لنا عودة ....
أبومصعب المصري
2021-12-04, 05:04
أحسنت .. استمر بارك الله فيك
*عبدالرحمن*
2021-12-04, 13:58
أحسنت .. استمر بارك الله فيك
احسن الله لك بكل خير
جزاك الله خيرا
و بارك الله فيك
*عبدالرحمن*
2021-12-04, 14:59
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الأسباب الشرعية لرفض المنطق الأرسطي
2- أن المنطق نشأ في بيئة فلسفية، كان أصحابها أهل شرك وإلحاد
بل ما عند مشركي العرب من الكفر والشرك خير مما عند الفلاسفة
((الرد على المنطقيين)) (101، 535) وما بعدها.
. قال ابن تيمية في الفلاسفة:
(وضلالهم في الإلهيات ظاهر لأكثر الناس
ولهذا كفرهم فيها نظار المسلمين قاطبة)
((الرد على المنطقيين)) (200).
. ولهذا كان أبو القاسم السهلي وغيره يقول:
(نعوذ بالله من قياس فلسفي وخيال صوفي)
((الرد على المنطقيين)) (482).
فلم يأخذ المسلمون بالمنطق الأرسطي لملابسته
العلوم الفلسفية المباينة للعقائد الصحيحة
((مقدمة ابن خلدون)) (483)
و ((مناهج البحث للنشار)) ص: ط (التصدير)، و(ص: 87).
3- خشية اغترار بعض المسلمين بالمنطق
لما يرى من صدق قضاياه، فيظن أنها كلها صادقة
وأن ما يتعلق منها بالعقائد مبرهن بمثل تلك البراهين
يقول الغزالي - في معرض نقده للمنطق في أواخر كتبه -
((المنقذ من الضلال)) (94).
: (وربما ينظر في المنطق – أيضاً –
من يستحسنه ويراه واضحاً فيظن أن ما ينقل عنهم من الكفريات
مؤيدة بمثل تلك البراهين، فاستعجل بالكفر قبل الانتهاء
إلى العلوم الإلهية) ويشير ابن تيمية إلى هذا المعنى
في أول كتابه: الرد على المنطقيين
((الرد على المنطقيين)) (3).
، فيقول: (كنت أحسب أن قضاياه – أي المنطق –
صادقة لما رأيت من صدق كثير منها,
ثم تبين لي فيما بعد خطأ طائفة من قضاياه...
وتبين لي أن كثيراً مما ذكروه في أصولهم في الإلهيات
و في المنطق هو من أصول فساد قولهم في الإلهيات).
4- قصور البرهان الفلسفي عن الوصول بالإنسان إلى اليقين
وذلك عند تطبيقه في الإلهيات
يقول الغزالي: (لهم نوع من الظلم في هذا العلم
وهو أنهم يجمعون للبرهان شروطاً
يعلم أنها تورث اليقين لا محالة
لكنهم عند الانتهاء إلى المقاصد الدينية ما أمكنهم الوفاء
بتلك الشروط، بل تساهلوا غاية التساهل)
((المنقذ من الضلال)) (93).
5- ما يسببه المنطق الأرسطي من التفرق والاختلاف والتنابذ
ومازال أهله والمشتغلون به على هذه الحال
بل لا تكاد تجد اثنين منهم يتفقان على مسألة
حتى التي يسمونها بديهيات أو يقينيات
((الرد على المنطقيين)) (334) وما بعدها.
. وقد مر قول من قال:
(فما دخلت هذه العلوم على دولة شرعية
إلا أفسدتها وأوقعت بين علمائها)
((صون المنطق)) (9).
6- ما يلزم منه من لوازم فاسدة، تناقض العلم والإيمان
, وتفضي إلى أنواع من الجهل, والكفر, والضلال
((الرد على المنطقيين)) (198).
... ومن ذلك:
أ- القول بقدم العالم، وذلك لأن الإله لا يسبق العالم
في الوجود الزمني، وإن كان يسبقه في الوجود الفكري
مثلما تسبق المقدمة النتيجة في الوجود الفكري
انظر: ((الغزو الفكري في المناهج الدراسية)) للأستاذ علي لبن (ص: 32)
– دار الوفاء الطبعة الأولى 1407هـ-1987م – مصر.
وهذا مما أنكره الغزالي على الفلاسفة وكفرهم
به في كتابه: (تهافت الفلاسفة)
انظر: (ص: 88) وما بعدها تحقيق:
د/ سلميان دنيا دار المعارف الطبعة الرابعة 1385هـ-1966م – مصر.
ومن فساد هذا المذهب ما يلزمه من تضمن المخلوقات
في الخالق منذ البداية
كتضمن النتيجة في المقدمة منذ البداية
فيكون الخالق مخلوقاً، والمخلوق خالقاً
والصانع مصنوعاً، والمصنوع صانعاً
والعلة معلولاً، والمعلول علة..
. إلى غير ذلك من التناقضات
انظر: ((الغزو الفكري)) لعلي لبن (ص: 32).
ب- إنكار الصفات الثبوتية لله تعالى
بل يصفونه بالسلوب المحض، أو بما لا يتضمن إلا السلب
ولهذا قالوا: الواحد لا يصدر عنه إلا واحد
لأنه لو صدر عنه اثنان لكان ذلك مخالفاً للوحدة
وبهذا نفوا أن يكون الله فاعلاً مختاراً
فنفوا الصفات عن الله تعالى هروباً من تشبيهه بالنفوس
الفلكية أو الإنسانية، ثم شبهوه بالجمادات
انظر: ((الرد على المنطقيين)) (ص: 214) وما بعدها.
ج- إنكار علم الله تعالى بالجزئيات، وهذا هو المشهور
عنهم وهو مما أنكره الغزالي
-أيضاً- في كتابه: (التهافت) وغيره
(ص: 506)، وانظر: ((فيصل التفرقة)) للغزالي (ص: 192).
فالله تعالى عندهم يعلم الأمور الكلية دون أفرادها وجزئياتها
وذلك لأن هذه الجزئيات في تغير وتجدد
فلو تعلق علم الله تعالى بها للزمه التغير والتجدد
بتغير المعلوم وتجدده، فيلزم من ذلك التغير
في ذات الله تعالى، وهو الواحد الأحد
انظر: ((الغزو الفكري)) لعلي لبن (ص: 62).
. وهذا تكذيب صريح للقرآن الكريم وصحيح العقل
وفيه فتح لباب الفساد في العالم
والخروج على الشريعة جملة وتفصيلاً
وأعظم منه إساءة الظن برب العالمين.
د- إنكار النبوات: لما رأى الفلاسفة اشتراك النفوس
في كثير من الأحوال عادة، جعلوا ذلك أمراً عاماً وكلياً
وملزماً لكل النفوس، ورأوا لبعض النفوس قوة حدسية
وتأثيرا في بعض الأمور، وأمورا متخيلة، فلما بلغهم
من أمر الأنبياء كالمعجزات, ونزول الوحي, ورؤية الملائكة
وغير ذلك، جعلوا ما يحدث للأنبياء على نحو ما يكون لتلك
النفوس، فليست النبوة – عندهم – هبة الله
ومنته على بعض عباده، بل هي أمر مكتسب
تستعد له النفوس بأنواع الرياضات
انظر: ((الرد على المنطقيين)) (ص: 277- 301- 302- 474- 475).
هـ- إنكار الأخبار المتواترة: وذلك أن الأمور المعلومة
بالتواتر والتجربة والحدس -عند المناطقة- احتمالية الصدق
ويختص بها من علمها فلا تكون حجة على غيره
كما أن صدقها قاصر على الجزئية التي جربت, أو سمعت,
أو شوهدت، فهي جزئية من جهة نفسها
ومن جهة العلم بها؛ وعليه
فما يتواتر عن الأنبياء من أمر المعجزات
وغيرها من أحوالهم وشرائعهم لا تقوم به حجة
وهذا من أصول الإلحاد والزندقة
وبناء على هذا يقول من يقول من أهل الإلحاد:
هذا لم يتواتر عندي فلا تقوم به الحجة علي.
فيقال له: اسمع كما سمع غيرك، وحينئذ يحصل لك العلم.
وإنما هذا كقول من يقول: رؤية الهلال أو غيره لا تحصل إلا بالحس
وأنا لم أره، فيقال له: انظر إليه كما نظر غيرك فستراه
إذا كنت لم تصدق المخبرين.
ثم إنه ليس من شرط قيام حجة الله تعالى علم المدعوين بها
ولهذا لم يكن إعراض الكفار عن استماع القرآن وتدبره مانعاً
من قيام الحجة عليهم، وأيضاً، فإن عدم العلم ليس علماً بالعدم
فهم إذا لم يعلموا ذلك لم يكن هذا علماً منهم بعدم ذلك
ولا بعدم علم غيرهم به، بل هم كما قال تعالى:
بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ... [يونس: 39]
انظر: ((الرد على المنطقيين)) (ص: 92) وما بعدها
و((الغزو الفكري)) (ص: 99).
و لنا عودة أخوة الإسلام
*عبدالرحمن*
2021-12-05, 14:10
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
من هو الغزالي
الغزالي : هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي
المعروف بالغزالي ، ولد بطوس سنة ( 450هـ )
وكان والده يغزل الصوف ويبيعه في دكانه بطوس .
والحديث عن الغزالي يطول نظراً لأنه مرَّ بعدة مراحل
فقد خاض في الفلسفة ثم رجع عنها وردَّ عليها
وخاض بعد ذلك فيما يسمى بعلم الكلام وأتقن أصوله ومقدماته
ثم رجع عنه بعد أن ظهر له فساده ومناقضاته ومجادلات أهله
وقد كان متكلماً في الفترة التي ردَّ فيها على الفلاسفة
ولُقب حينها بلقب " حجة الإسلام " بعد أن أفحمهم وفند آراءهم
ثم إنه تراجع عن علم الكلام وأعرض عنه وسلك مسلك الباطنية
وأخذ بعلومهم ثم رجع عنه وأظهر بطلان عقائد الباطنية
وتلاعبهم بالنصوص والأحكام
ثم سلك مسلك التصوف
. فهذه أربعة أطوار مرَّ بها الغزالي
وما أحسن ما قاله الشيخ أبو عمر ابن الصلاح - رحمه الله -
عنه حيث قال : " أبو حامد كثر القول فيه ومنه
فأما هذه الكتب – يعني كتبه المخالفة للحق – فلا يُلتفت إليها
وأما الرجل فيُسكت عنه ، ويُفَوَّضُ أمره إلى الله "
أنظر كتاب ( أبو حامد الغزالي والتصوف ) لعبد الرحمن دمشقية .
و لا يُنكر المُنْصِف ما بلغه أبو حامد الغزالي
من الذكاء المتوقد والعبقرية النادرة
حتى قال عنه الذهبي: " الغزالي الشيخ الإمام البحر حجة الإسلام
أعجوبة الزمان زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد
بن أحمد الطوسي الشافعي الغزالي صاحب التصانيف والذكاء
المفرط تَفَقَّه ببلده أولاً ثم تحول إلى نيسابور في مرافقة
جماعة من الطلبة فلازم إمام الحرمين فبرع في الفقه
في مدة قريبة ومهر في الكلام والجدل
حتى صار عين المناظرين ..
. " سير أعلام النبلاء ج9 ص 323 .
وتجد أبا حامد الغزالي مع أن له من العلم بالفقه والتصوف
والكلام والأصول وغير ذلك مع الزهد والعبادة وحسن القصد
وتبحره في العلوم الإسلامية ...
يميل إلى الفلسفة لكنه أظهرها في قالب التصوف والعبارات الإسلامية
ولهذا فقد رد عليه علماء المسلمين حتى أخص أصحابه
أبو بكر بن العربي فإنه قال شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة
ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر
وقد حكى عنه من القول بمذاهب الباطنية
ما يوجد تصديق ذلك في كتبه .
أنظر مجموع الفتاوى ج4 ص66
ومع تقدم الغزالي في العلوم إلا أنه كان مُزْجَى
البضاعة في الحديث وعلومه لا يميز بين صحيح الحديث وسقيمه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله –
: " فإن فرض أن أحداً نقل مذهب السلف كما يذكره
(الخارج عن مذهب السلف )
فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف كأبي المعالي
وأبي حامد الغزالي وابن الخطيب وأمثالهم ممن لم يكن لهم
من المعرفة بالحديث ما يُعَدَّونَ به من عوام أهل الصناعة
فضلا عن خواصها ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف البخاري
ومسلماً وأحاديثهما إلا بالسماع كما يذكر ذلك العامة
ولا يميزون بين الحديث الصحيح المتواتر عند أهل العلم بالحديث
وبين الحديث المفترى المكذوب
وكتبهم أصدق شاهد بذلك ، ففيها عجائب
. وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة
والمتصوفة يعترف بذلك ، إما عند الموت ، وإما قبل الموت
والحكايات في هذا كثيرة معروفة ...
هذا أبو حامد الغزالي مع فرط ذكائه وتألهه ومعرفته بالكلام
والفلسفة وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف
ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف والحيرة
ويحيل في آخر أمره على طريقة أهل الكشف ..
. " مجموع الفتاوى ج4 ص71
وقال أيضاً : " ولهذا كان أبو حامد مع ما يوجد في كلامه
من الرد على الفلاسفة ، وتكفيره لهم ، وتعظيم النبوة ، وغير ذلك
ومع ما يوجد فيه من أشياء صحيحةٍ حسنةٍ بل عظيمة القدر نافعة
يوجد في بعض كلامه مادة فلسفية وأمور أضيفت إليه
توافق أصول الفلاسفة الفاسدة المخالفة للنبوة
بل المخالفة لصريح العقل ، حتى تكلم فيه جماعات
من علماء خراسان والعراق والمغرب
كرفيقه أبي إسحاق المرغيناني وأبي الوفاء بن عقيل
والقشيري والطرطوشي وابن رشد والمازري وجماعات من الأولين
حتى ذكر ذلك الشيخ أبو عمرو بن الصلاح فيما جمعه
من طبقات أصحاب الشافعي ، وقرره الشيخ أبو زكريا النووي
قال في هذا الكتاب :
فصلٌ في بيان أشياء مهمة أُنكرت على الإمام الغزالي
في مصنفاته ولم يرتضيها أهلُ مذهبه وغيرُهم من الشذوذ
في تصرفاته منها : قوله في مقدمة المنطق في أول المستصفي
: هذه مقدمة العلوم كلها
ومن لا يحيط بها فلا ثقة بعلومه أصلاً .
قال الشيخ أبو عمرو : وسمعت الشيخ العماد بن يونس يحكي
عن يوسف الدمشقي مدرس النظامية ببغداد
وكان من النظار المعروفين أنه كان ينكر هذا الكلام
ويقول : فأبو بكر وعمر وفلان وفلان يعني
أن أولئك السادة عظمت حظوظهم من الثلج واليقين
ولم يحيطوا بهذه المقدمة وأسبابها "
العقيدة الأصفهانية . ج 1 ص169
ونقل الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء عن محمد بن الوليد
الطرطوشي في رسالة له إلى ابن مظفر قال
فأما ما ذكرت من أبي حامد فقد رأيته وكلمته
فرأيته جليلا من أهل العلم ، واجتمع فيه العقل والفهم
ومارس العلوم طول عمره
وكان على ذلك معظم زمانه ، ثم بدا له عن طريق العلماء
ودخل في غُمار العُبَّاد ، ثم تصوَّف ، وهجر العلومَ وأهلها
ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان
ثم شابها بآراء الفلاسفة ورموز الحلاج
وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين ، ولقد كاد
أن ينسلخَ من الدين ، فلما عمل الإحياء عمد يتكلم
في علوم الأحوال ومرامز الصوفية
وكان غير أنيس بها ، ولا خبير بمعرفتها
فسقط على أمِّ رأسه ، وشحن كتابه بالموضوعات .
قلت ( القائل هو الذهبي )
أما الإحياء ففيه من الأحاديث الباطلة جملة
وفيه خيرٌ كثير ، لولا ما فيه من آداب ورسوم وزهد
من طرائق الحكماء ومنحرفي الصوفية
نسأل الله علماً نافعاً ، تدري ما العلم النافع ؟
هو ما نزل به القرآن وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم
قولاً وفعلاً ولم يأت نهي عنه . قال عليه السلام :
" من رغب عن سنتي فليس مني "
. فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله
وبإدمان النظر في الصحيحين ، وسنن النسائي
ورياض النواوي وأذكاره ، تفلح وتنجح .
وإياك وآراء عباد الفلاسفة ووظائف أهل الرياضات
وجوع الرهبان وخطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات
فكل الخير في متابعة الحنيفية السمحة .
فواغوثاه بالله اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم ...
ثم إن الغزالي – رحمه الله – رجع في آخر حياته
إلى عقيدة أهل السنة والجماعة
وأكب على الكتاب والسنة ، وذم الكلام وأهله
وأوصى الأمة بالرجوع إلى كتاب الله وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بما كان عليه الصحابة
رضي الله عنهم ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
قال شيخ الإسلام رحمه الله: " ...
وإن كان بعد ذلك رجع إلى طريقة أهل الحديث
وصنف إلجام العوام عن علم الكلام "
مجموع الفتاوى ج4 ص72 .
" وإن نظرة إلى كتابه المسمى إلجام العوام عن علم الكلام
ليثبت لنا حقيقة هذا التغيُّر من وجوهٍ عديدة :
الوجه الأول : أنه انتصر في هذا الكتاب لعقيدة السلف
منبهاً على أن الحق هو مذهب السلف
وأن من خالفهم في ذلك فهو مبتدع .
الوجه الثاني : أنه نهى عن التأويل أشد النهي
داعياً إلى إثبات صفات الله
وعدم تأويلها بما يودي بها إلى التعطيل .
الوجه الثالث : أنه شدد النكير على المتكلمين
ووصف كل أصولهم ومقاييسهم بـ" البدعة المذمومة "
وبأنها كانت سبب تضرر أكثر الخلق به
ومنبت الشر بين المسلمين قائلاً :
والدليل على تضرر الخلق به : المشاهدة والعيان والتجربة
وما ثار من الشر منذ نبغ المتكلمون
وفشت صناعة الكلام مع نهي العصر الأول من الصحابة
رضي الله عنهم عن مثل ذلك . ويدل عليه أيضاً
أن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة بأجمعهم
ما سلكوا في المحاجة مسلك المتكلمين في تقسيماتهم وتدقيقاتهم
– لا لعجز منهم عن ذلك – فلو علموا أن ذلك نافع لأطنبوا فيه
ولخاضوا في تحرير الأدلة خوضاً
يزيد على خوضهم في مسائل الفرائض .
وقال أيضاً : إن الصحابة رضي الله عنهم كانوا محتاجين
إلى محاجة اليهود والنصارى في إثبات
نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
فما زادوا على أدلة القرآن شيئاً
وما ركبوا ظهر اللجاج في وضع المقاييس العقلية وترتيب المقدمات
. كل ذلك لعلمهم بأن ذلك مثار الفتن ومنبع التشويش
ومن لا يقنعه أدلة القرآن ، لا يقنعه إلا السيف
والسنان فما بعد بيان الله بيان "
أنظر كتاب ( أبو حامد الغزالي والتصوف )
هذه مجموعة من النقولات عن بعض العلماء الموثوق بعلمهم
عن الغزالي رحمه الله ولعل فيها الكفاية لمن أراد الهداية
. والله الهادي إلى سواء السبيل .
المصدر بتصرف
https://islamqa.info/ar/answers/13473/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%8A
و لنا عودة أخوة الإسلام
*عبدالرحمن*
2021-12-06, 15:17
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الفلسفة
صرح جمهور الفقهاء بتحريم تعلم الفلسفة
ومن كلامهم في ذلك :
1- قال ابن نجيم (حنفي) في "الأشباه والنظائر" :
" تعلم العلم يكون فرض عين ,
وهو بقدر ما يحتاج إليه لدينه
. وفرض كفاية , وهو ما زاد عليه لنفع غيره . ومندوبا
, وهو التبحر في الفقه وعلم القلب . وحراما ,
وهو علم الفلسفة والشعبذة والتنجيم والرمل وعلم الطبيعيين والسحر
" انتهى من "الاشباه والنظائر مع شرحها:
غمز عيون البصائر للحموي" (4/125).
2- وقال الدردير (مالكي)
في "الشرح الكبير" في بيان العلم الذي هو فرض كفاية: " :
" ( كالقيام بعلوم الشرع ) غير العيني ,
وهي الفقه والتفسير والحديث والعقائد ,
وما توقفت عليه من نحو وتصريف ومعان
وبيان وحساب وأصول ، لا فلسفة , وهيئة ,
ولا منطق على الأصح ".
قال الدسوقي في حاشيته (2/174) :
" ( قوله : على الأصح ) فقد نهى عن قراءته الباجي
وابن العربي وعياض ، خلافا لمن قال بوجوب تعلمه
لتوقف العقائد عليه وتوقف إقامة الدين عليها .
ورد ذلك الغزالي بأنه ليس عند المتكلم من عقائد الدين
إلا العقيدة التي يشارك فيها العوام
وإنما يتميز عنهم بصفة المجادلة " انتهى .
3- وقال زكريا الانصاري (شافعي)
في "أسنى المطالب" (4/182) :
" ( وأما علم ) أي تعلم علم ( الفلسفة والشعبذة
والتنجيم والرمل وعلم الطبائعيين والسحر فحرام ) " انتهى .
4- وقال البهوتي (حنبلي) في "كشاف القناع" (3/34) :
" وعكس العلوم الشرعية علوم محرمة أو مكروهة
فالمحرمة كعلم الكلام ) إذا تكلم فيه بالمعقول المحض ,
أو المخالف للمنقول الصريح الصحيح .
فإن تكلم فيه بالنقل فقط ,
أو بالنقل والعقل الموافق له ,
فهو أصل الدين وطريقة أهل السنة
وهذا معنى كلام الشيخ تقي الدين ,
وفي حاشيته : ما فيه كفاية في ذلك .
( و ) كعلم ( الفلسفة والشعبذة والتنجيم ,
والضرب بالرمل والشعير , وبالحصى
, و ) كعلم ( الكيمياء , وعلوم الطبائعيين )" انتهى .
وينبغي أن يستثنى من التحريم دراستها لأهل الاختصاص
لبيان ما فيها من الانحراف
والرد على ما تثيره من الباطل .
إذا كانت دراسة الفلسفة إلزامية
فينبغي أن تحذر من اعتقاد شيء من باطلها
أو الافتتان برجالاتها
وأن تجدّ في طلب العلم الشرعي
لا سيما ما يتصل بعلم العقيدة
حتى يكون لديك حصانة ومنَعة من الشبهات .
نسأل الله لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
le texte
2021-12-08, 09:01
يقول الله تعالى ( أدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )
يقول الله تعالى ( ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن )
الجدال بكل إختصار هو موقف وموقف مضاد .
وبكل إختصار كذلك الجدال موجود ولكن بالتي هي احسن وهاتين الايتين واضحتين ولا غبار عليهما .
هل في هاتين الاياتين ما يمنع الجدال ؟
*عبدالرحمن*
2021-12-08, 14:04
ينقسم الجدال إلى قسمين:
1- الجدال المحمود:
وهو الذي يكون الغرض منه تقرير الحقِّ
وإظهاره بإقامة الأدلة والبراهين على صدقه
وقد جاءت نصوص تأمر بهذا النوع من الجدال
وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الجدال
في قوله تعالى:
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل: 125]
. وقال جلَّ في علاه:
وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت: 46].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
((جاهدوا المشركين بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم ))
رواه أبو داود (2504)
2- الجدال المذموم:
هو الجدال الذي يكون غرضه تقرير الباطل بعد ظهور الحقِّ
وقد جاءت الكثير من النصوص والآثار
التي حذَّرت من هذا النوع من الجدال
ونهت عنه
ومن هذه النصوص:
قوله تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ [الحج: 3].
وقوله تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ [الحج: 8].
وقوله سبحانه:
مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ [غافر: 4].
وقال صلى الله عليه وسلم:
(( المراء في القرآن كفر ))
رواه أبو داود (4603)
le texte
2021-12-08, 14:33
ينقسم الجدال إلى قسمين:
1- الجدال المحمود:
وهو الذي يكون الغرض منه تقرير الحقِّ
وإظهاره بإقامة الأدلة والبراهين على صدقه
وقد جاءت نصوص تأمر بهذا النوع من الجدال
وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الجدال
في قوله تعالى:
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل: 125]
. وقال جلَّ في علاه:
وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت: 46].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
((جاهدوا المشركين بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم ))
رواه أبو داود (2504)
2- الجدال المذموم:
هو الجدال الذي يكون غرضه تقرير الباطل بعد ظهور الحقِّ
وقد جاءت الكثير من النصوص والآثار
التي حذَّرت من هذا النوع من الجدال
ونهت عنه
ومن هذه النصوص:
قوله تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ [الحج: 3].
وقوله تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ [الحج: 8].
وقوله سبحانه:
مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ [غافر: 4].
وقال صلى الله عليه وسلم:
(( المراء في القرآن كفر ))
رواه أبو داود (4603)
برك الله فيك
كلام بسيط مفهوم مفيد .شكر الله سعيك ,
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir