عاشق العفة
2009-12-24, 12:35
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة للشاعراليمني البردوني عفا الله عنه وهي من أروع القصائد التي قرأتها ...في مدح النبي صلى الله عليه وسلم
" القصيدة "
بشرى من الغيب ألقت في فم الغـار *** وحيا و أفضت إلى الدنيا بأسرار
بشرى النبوّة طافت كالشذى سحرا *** و أعلنت في الربى ميلاد أنـوار
و شقّت الصمت و الأنسام تحملـها *** تحت السكينـه من دار إلى دار
و هدهدت " مكّة " الوسنى أناملـها *** و هزّت الفجر إيـذانا بإسفار
فأقبل الفجر من خلف التـلال و في *** عينيه أسرار عشاق و سمــار
كأنّ فيض السنى في كلّ رابيــة *** موج وفي كلّ سفح جدول جاري
تدافع الفجر في الدنيا يزفّ إلـى *** تاريخها فجر أجيال و أدهـــار
واستقبلت طفلا في تبسّمــه *** آيات بشرى و إيماءات إنـــذار
و شبّ طفل الهدى المنشود متّزرا *** بالحقّ متّشحا بالنور و النــــار
في كفّه شعلة تهدي و في فمــه *** بشرى و في عينه إصرار أقــــدار
و في ملامحه وعد و في دمــه *** بطولة تتحــدّى كلّ جبـــــّار
و فاض بالنور فاغتم الطغاة بـه *** و اللّصّ يخشى سطوع الكوكب الساري
و الوعي كالنور يخزي الظالمين كما *** يخزي لصوص الدجى إشراق أقمـار
نادى الرسول نداء العدل فاحتشدت *** كتائب الجور تنضــي كلّ بــتّار
كأنّهــــا خلفه نار مجنّحة *** تعدو قدّامه أفواج إعصـــــار
فضجّ بالحقّ و الدنيا بما رحبت *** تهــوي عليه بأشداق و أظفـــار
و سار و الدرب أحقاد مسلّخة *** كأنّ في كلّ شـــبر ضيغما ضاري
وهبّ في دربه المرسوم مندفـعا *** كالدهر يقـذف أخطار بأخطــار
فأدبر الظلم يلقي ها هنا أجـلا *** و ها هنا يتلقّى كفّ ... حفّـــار
و الظلم مهما احتمت بالبطش عصبته *** فلم تطق وقفة في وجه تـــــيّار
رأى اليتيم أبو الأيتام غايتــه *** قصوى فشقّ إليــها كلّ مضــمار
وامتدّت الملّة السمحا يرفّ على *** جبينـــها تاج إعظام و إكبــار
مضى إلى الفتح لا بغيا و لا طمعا *** لكنّ حنــانا و تطهـــيرا لأوزار
فأنزل الجور قبرا وابتنى زمـنا *** عدلا ... تدبّره أفكــــار أحرار
يا قاتل الظلم صالت هاهنا و هنا *** فظائع أين منـــها زندك الواري
أرض الجنوب دياري و هي مهد أبي *** تئنّ ما بين سفّــــاح و سمـسار
يشدّها قيد سجّان و ينهشــها *** سوط ... ويحدو خطاها صوت خمّار
تعطـي القياد وزيرا و هو متّجر *** بجوعها فهو فيها البائع الشــاري
فكيف لانت لجلّاد الحمى " عدن " *** و كيف ساس حماها غدر فجّــار ؟
وقادها وعماء لا يـــبرّهم *** فعل و أقوالهــــم أقوال أبـرار
أشباه ناس و خيرات البلاد لهم *** يا للرجال و شعب جائع عـــاري
أشباه ناس دنانير البلاد لهـم *** ووزنهــــم لا يساوي ربع دينار
و لا يصونون عند الغدر أنفسهم *** فهل يصونون عهد الصحب و الجار
ترى شخوصهم رسميّة و تــرى *** أطماعهم في الحمى أطمــاع تجّار
أكاد أسخر منهم ثمّ تضحكـني *** دعواهم أنّهم أصحــــاب أفكار
يبنون بالظلم دورا كي نمجّدهم *** و مجدهم رجس أخشاب و أحجــار
لا تخبر الشعب عنهم إنّ أعينه *** ترى فظائعهم من خلف أســــتار
الآكلون جراح الشعب تخبرنا *** ثيابهم أنّهــــــم آلات أشـرار
ثيابهم رشوة تنبي مظاهرهـا *** بأنّــها دمع أكبــاد و أبصـــار
يشرون بالذلّ ألقابا تستّرهم *** لكنّهــــم يستــرون العار بالعار
تحسّهم في يد المستعمرين كما *** تحسّ مسبــحة في كـــفّ سحّار
ويل وويل لأعداء البلاد إذا *** ضجّ السكون وهبّت غضـــبة الثار !
فليغنم الجور إقبال الزمان له *** فإنّ إقبـــاله إنذار إدبـــــار
و الناس شرّ و أخيار و شرّهم *** منافـــــق يتزيّا زيّ أخيــار
و أضيع الناس شعب بات يحرسه *** لصّ تســتره أثواب أحــبار
في ثغره لغة الحاني بأمّتـــه *** و في يديه لها سكّـــين جــزّار !
حقد الشعوب براكين مسمّمة *** وقــودها كلّ خوّان و غـــدّار
من كلّ محتقر للشعب صورته *** رسم الخيانات أو تمـــثال أقـذار
و جثّة شوّش التعطير جيفتها *** كــــأنّها ميته في ثوب عطّــار
بين الجنوب و بين العابثين به *** يوم يحـــــنّ إليه يوم " ذي قار "
يا خاتم الرسل هذا يومك انبعثت *** ذكراه كالفجر في أحضان أنـــهار
يا صاحب المبدأ الأعلى ، و هل حملت *** رسالة الحــقّ إلاّ روح مخـــتار ؟
أعلى المباديء ما صاغت لحاملها *** من الهدى و الضحايا نصب تذكــار
فكيف نذكر أشخاصا مبادئهـم *** مباديء الذئب في إقدامه الضـاري ؟ !
يبدون للشعب أحبابا و بينهـم *** و الشعب ما بين طبع الهرّ و الفــار
مالي أغنّيك يا " طه " و في نغمي *** دمع و في خاطري أحقــــاد ثوّار ؟
تململت كبرياء الجرح فانتزفت *** حقدي على الجور من أغوار أغواري
يا " أحمد النور " عفوا إن ثأرت ففي *** صدري جحيم تشظّت بين أشعـاري
" طه " إذا ثار إنشادي فإنّ أبي ***" حسّان " أخباره في الشعر أخبــاري
أنا ابن أنصارك الغرّ الألى قذفوا *** جيش الطغاة بجيش منــــك جرّار
تظافرت في الفدى حوليك أنفسهم *** كأنّهـــــنّ قلاع خلف أســوار
نحن اليمانين يا " طه " تطير بنا *** إلى روابي العــــلا أرواح أنصــار
إذا تذكّرت " عمّارا " و مبدأه *** فافخر بنا : إنّنا أحفاد " عمّـــــار "
" طه " إليك صلاة الشعرر ترفعها *** روحي و تعزفـــها أوتار قيــــثار
نسأل الله أن يحيينا حياة طيبة وأن يرزقنا حسن الختام إنه سميع مجيت ,,,,
هذه قصيدة للشاعراليمني البردوني عفا الله عنه وهي من أروع القصائد التي قرأتها ...في مدح النبي صلى الله عليه وسلم
" القصيدة "
بشرى من الغيب ألقت في فم الغـار *** وحيا و أفضت إلى الدنيا بأسرار
بشرى النبوّة طافت كالشذى سحرا *** و أعلنت في الربى ميلاد أنـوار
و شقّت الصمت و الأنسام تحملـها *** تحت السكينـه من دار إلى دار
و هدهدت " مكّة " الوسنى أناملـها *** و هزّت الفجر إيـذانا بإسفار
فأقبل الفجر من خلف التـلال و في *** عينيه أسرار عشاق و سمــار
كأنّ فيض السنى في كلّ رابيــة *** موج وفي كلّ سفح جدول جاري
تدافع الفجر في الدنيا يزفّ إلـى *** تاريخها فجر أجيال و أدهـــار
واستقبلت طفلا في تبسّمــه *** آيات بشرى و إيماءات إنـــذار
و شبّ طفل الهدى المنشود متّزرا *** بالحقّ متّشحا بالنور و النــــار
في كفّه شعلة تهدي و في فمــه *** بشرى و في عينه إصرار أقــــدار
و في ملامحه وعد و في دمــه *** بطولة تتحــدّى كلّ جبـــــّار
و فاض بالنور فاغتم الطغاة بـه *** و اللّصّ يخشى سطوع الكوكب الساري
و الوعي كالنور يخزي الظالمين كما *** يخزي لصوص الدجى إشراق أقمـار
نادى الرسول نداء العدل فاحتشدت *** كتائب الجور تنضــي كلّ بــتّار
كأنّهــــا خلفه نار مجنّحة *** تعدو قدّامه أفواج إعصـــــار
فضجّ بالحقّ و الدنيا بما رحبت *** تهــوي عليه بأشداق و أظفـــار
و سار و الدرب أحقاد مسلّخة *** كأنّ في كلّ شـــبر ضيغما ضاري
وهبّ في دربه المرسوم مندفـعا *** كالدهر يقـذف أخطار بأخطــار
فأدبر الظلم يلقي ها هنا أجـلا *** و ها هنا يتلقّى كفّ ... حفّـــار
و الظلم مهما احتمت بالبطش عصبته *** فلم تطق وقفة في وجه تـــــيّار
رأى اليتيم أبو الأيتام غايتــه *** قصوى فشقّ إليــها كلّ مضــمار
وامتدّت الملّة السمحا يرفّ على *** جبينـــها تاج إعظام و إكبــار
مضى إلى الفتح لا بغيا و لا طمعا *** لكنّ حنــانا و تطهـــيرا لأوزار
فأنزل الجور قبرا وابتنى زمـنا *** عدلا ... تدبّره أفكــــار أحرار
يا قاتل الظلم صالت هاهنا و هنا *** فظائع أين منـــها زندك الواري
أرض الجنوب دياري و هي مهد أبي *** تئنّ ما بين سفّــــاح و سمـسار
يشدّها قيد سجّان و ينهشــها *** سوط ... ويحدو خطاها صوت خمّار
تعطـي القياد وزيرا و هو متّجر *** بجوعها فهو فيها البائع الشــاري
فكيف لانت لجلّاد الحمى " عدن " *** و كيف ساس حماها غدر فجّــار ؟
وقادها وعماء لا يـــبرّهم *** فعل و أقوالهــــم أقوال أبـرار
أشباه ناس و خيرات البلاد لهم *** يا للرجال و شعب جائع عـــاري
أشباه ناس دنانير البلاد لهـم *** ووزنهــــم لا يساوي ربع دينار
و لا يصونون عند الغدر أنفسهم *** فهل يصونون عهد الصحب و الجار
ترى شخوصهم رسميّة و تــرى *** أطماعهم في الحمى أطمــاع تجّار
أكاد أسخر منهم ثمّ تضحكـني *** دعواهم أنّهم أصحــــاب أفكار
يبنون بالظلم دورا كي نمجّدهم *** و مجدهم رجس أخشاب و أحجــار
لا تخبر الشعب عنهم إنّ أعينه *** ترى فظائعهم من خلف أســــتار
الآكلون جراح الشعب تخبرنا *** ثيابهم أنّهــــــم آلات أشـرار
ثيابهم رشوة تنبي مظاهرهـا *** بأنّــها دمع أكبــاد و أبصـــار
يشرون بالذلّ ألقابا تستّرهم *** لكنّهــــم يستــرون العار بالعار
تحسّهم في يد المستعمرين كما *** تحسّ مسبــحة في كـــفّ سحّار
ويل وويل لأعداء البلاد إذا *** ضجّ السكون وهبّت غضـــبة الثار !
فليغنم الجور إقبال الزمان له *** فإنّ إقبـــاله إنذار إدبـــــار
و الناس شرّ و أخيار و شرّهم *** منافـــــق يتزيّا زيّ أخيــار
و أضيع الناس شعب بات يحرسه *** لصّ تســتره أثواب أحــبار
في ثغره لغة الحاني بأمّتـــه *** و في يديه لها سكّـــين جــزّار !
حقد الشعوب براكين مسمّمة *** وقــودها كلّ خوّان و غـــدّار
من كلّ محتقر للشعب صورته *** رسم الخيانات أو تمـــثال أقـذار
و جثّة شوّش التعطير جيفتها *** كــــأنّها ميته في ثوب عطّــار
بين الجنوب و بين العابثين به *** يوم يحـــــنّ إليه يوم " ذي قار "
يا خاتم الرسل هذا يومك انبعثت *** ذكراه كالفجر في أحضان أنـــهار
يا صاحب المبدأ الأعلى ، و هل حملت *** رسالة الحــقّ إلاّ روح مخـــتار ؟
أعلى المباديء ما صاغت لحاملها *** من الهدى و الضحايا نصب تذكــار
فكيف نذكر أشخاصا مبادئهـم *** مباديء الذئب في إقدامه الضـاري ؟ !
يبدون للشعب أحبابا و بينهـم *** و الشعب ما بين طبع الهرّ و الفــار
مالي أغنّيك يا " طه " و في نغمي *** دمع و في خاطري أحقــــاد ثوّار ؟
تململت كبرياء الجرح فانتزفت *** حقدي على الجور من أغوار أغواري
يا " أحمد النور " عفوا إن ثأرت ففي *** صدري جحيم تشظّت بين أشعـاري
" طه " إذا ثار إنشادي فإنّ أبي ***" حسّان " أخباره في الشعر أخبــاري
أنا ابن أنصارك الغرّ الألى قذفوا *** جيش الطغاة بجيش منــــك جرّار
تظافرت في الفدى حوليك أنفسهم *** كأنّهـــــنّ قلاع خلف أســوار
نحن اليمانين يا " طه " تطير بنا *** إلى روابي العــــلا أرواح أنصــار
إذا تذكّرت " عمّارا " و مبدأه *** فافخر بنا : إنّنا أحفاد " عمّـــــار "
" طه " إليك صلاة الشعرر ترفعها *** روحي و تعزفـــها أوتار قيــــثار
نسأل الله أن يحيينا حياة طيبة وأن يرزقنا حسن الختام إنه سميع مجيت ,,,,