عزيف
2021-10-23, 15:12
السلام عليكم
جميعنا...تتقلب بنا الايام ،نتجرع مرارتها ونقاسي متاعبها :صبراً او جزعاً ....فالدنيا لا تكاد تصفو لاحد .
ومن بين الجميع، اولئك الذين تمر بهم تلك الازمات والمصائب وكأنها "لا حدث" جديرون حقا بأن يسلط شيء من الضوء على شخصيتهم :
اشخاص -بشكل عام - لا يتضجَّرون او يشتكون مهما ثقل حملهم ،ليس لانهم اكثر الناس صبرا،بل لانهم لا يقدِّرون الحجم الحقيقي لمتاعبهم ولكل ما مروا به ،فجميعها في نظرهم لا تستحق...وجميعها تختفي من ذاكرتهم (على الاقل الذاكرة القصيرة والمتوسطة المدى) بمجرد ان تنتهي .المرة الوحيدة التي يدركون فيها حقا مقدار معاناتهم :هي حين يسمعون تحسرات الاخرين او يصغون لشكاياتهم مما قد مروا به هم انفسهم...هناك تتبدى لهم الصورة الكاملة للحِمل الذي احتملوه ....واي حِمل !؟....بشر تجرعوا من الحياة أمرَّ كؤوسها لكن بتراكيز مختلفة..كأسا بعد اخر....حتى ضم كتاب سيرهم بعض اسوء تجاربها...وذلك لحكمة لا يعلمها الا الخالق.
ولعل من حكمته ان تلك الضربات التي لم تقتلهم ولم تقتل رغبة العيش فيهم اورثتهم حكمة ،فهم اقدر الناس على ترويض مخاوفك و جعل متاعبك تبدو اهون مما هي عليه، بل هم اكثر كرما من ذلك : يزودونك بخطة نجاة ويضيؤون معالم الطريق لك في فوضى الاحساس التي تمر بها بثقة من يعرف كيف ستكون النهاية ،كل هذا دون ان يشعرك بأنه ذلك "المجرب "الذي خبر الكثير ،ربما لانها المرة الاولى على الارجح التي يكتشف فيها انه قد مر بما مررت به او اسوء.
اتسائل دائما عن حقيقتهم :هل ارواحهم بهذا النقاء التي يجعل المآسي والمنغصات لا تعلق بها ام انهم فقط يعتقدون انهم لا يستحقون الكثير ولا حتى بعض المواساة ،هل هم اشخاص لم يجدوا يدا تربت عليهم او كتفا يبكون عليها همومهم فتعلموا ان يحجبوا احزانهم حتى عن انفسهم ويمضوا في طريقهم دون التفات ام هم ببساطة اشخاص فهموا بعمق لعبة الحياة واتقنوها فهي بالنسبة لهم كأحجية قديمة مهما تغير شكل القطع فهي ستنتظم في النهاية بنفس المبدأ و بنفس الطريقة .
ثم ما السر في ذلك كله : ذاكرة ألم قصيرة ام الأمل العظيم !
وايا يكن فان الظفر بصداقة احدهم اشبه بالوقوع على كنز ثمين ....اذا حدث وكان لك ذلك فحافظ عليها فهم جواهر نادرة تمشي على رجلين :)
لأنهم مختلفون حقا :أولئك الذين يتطلعون الى السماء ويقدرون جمالها حتى حين تكون ارجلهم غارقة في الوحل !
)
الموضوع السابق ----> تساؤل. (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2293157)
تعليقات (قريبا)<----الموضوع التالي
جميعنا...تتقلب بنا الايام ،نتجرع مرارتها ونقاسي متاعبها :صبراً او جزعاً ....فالدنيا لا تكاد تصفو لاحد .
ومن بين الجميع، اولئك الذين تمر بهم تلك الازمات والمصائب وكأنها "لا حدث" جديرون حقا بأن يسلط شيء من الضوء على شخصيتهم :
اشخاص -بشكل عام - لا يتضجَّرون او يشتكون مهما ثقل حملهم ،ليس لانهم اكثر الناس صبرا،بل لانهم لا يقدِّرون الحجم الحقيقي لمتاعبهم ولكل ما مروا به ،فجميعها في نظرهم لا تستحق...وجميعها تختفي من ذاكرتهم (على الاقل الذاكرة القصيرة والمتوسطة المدى) بمجرد ان تنتهي .المرة الوحيدة التي يدركون فيها حقا مقدار معاناتهم :هي حين يسمعون تحسرات الاخرين او يصغون لشكاياتهم مما قد مروا به هم انفسهم...هناك تتبدى لهم الصورة الكاملة للحِمل الذي احتملوه ....واي حِمل !؟....بشر تجرعوا من الحياة أمرَّ كؤوسها لكن بتراكيز مختلفة..كأسا بعد اخر....حتى ضم كتاب سيرهم بعض اسوء تجاربها...وذلك لحكمة لا يعلمها الا الخالق.
ولعل من حكمته ان تلك الضربات التي لم تقتلهم ولم تقتل رغبة العيش فيهم اورثتهم حكمة ،فهم اقدر الناس على ترويض مخاوفك و جعل متاعبك تبدو اهون مما هي عليه، بل هم اكثر كرما من ذلك : يزودونك بخطة نجاة ويضيؤون معالم الطريق لك في فوضى الاحساس التي تمر بها بثقة من يعرف كيف ستكون النهاية ،كل هذا دون ان يشعرك بأنه ذلك "المجرب "الذي خبر الكثير ،ربما لانها المرة الاولى على الارجح التي يكتشف فيها انه قد مر بما مررت به او اسوء.
اتسائل دائما عن حقيقتهم :هل ارواحهم بهذا النقاء التي يجعل المآسي والمنغصات لا تعلق بها ام انهم فقط يعتقدون انهم لا يستحقون الكثير ولا حتى بعض المواساة ،هل هم اشخاص لم يجدوا يدا تربت عليهم او كتفا يبكون عليها همومهم فتعلموا ان يحجبوا احزانهم حتى عن انفسهم ويمضوا في طريقهم دون التفات ام هم ببساطة اشخاص فهموا بعمق لعبة الحياة واتقنوها فهي بالنسبة لهم كأحجية قديمة مهما تغير شكل القطع فهي ستنتظم في النهاية بنفس المبدأ و بنفس الطريقة .
ثم ما السر في ذلك كله : ذاكرة ألم قصيرة ام الأمل العظيم !
وايا يكن فان الظفر بصداقة احدهم اشبه بالوقوع على كنز ثمين ....اذا حدث وكان لك ذلك فحافظ عليها فهم جواهر نادرة تمشي على رجلين :)
لأنهم مختلفون حقا :أولئك الذين يتطلعون الى السماء ويقدرون جمالها حتى حين تكون ارجلهم غارقة في الوحل !
)
الموضوع السابق ----> تساؤل. (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2293157)
تعليقات (قريبا)<----الموضوع التالي