المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القلب السليم


زينو الطاهيري
2021-10-11, 20:57
قال العلامة ابن القيم في "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي":
((وهل عيش في الحقيقة إلا عيش القلب السليم؟
وقد أثنى اللَّه تعالى على خليله عليه السلام بسلامة القلب فقال: {وإنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإبْرَاهِيمْ . إْذ جَاءَ رَبه بَِقلْبٍ سَلَيمٍ}.
وقال حاكيًا عنه أنه قال:
{يَوْمَ َ لا يَنَْفع مَالٌ وَلا بَنون . إلاَّ مَنْ َأتَى اللَّهَ بَِقلْبٍ سَلِيمٍ}.
والقلب السليم هو: الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر ، وحب الدنيا والرياسة ، فسلم من كل آفة تبعده عن اللَّه ، وسلم من كل شبهة تعارض خبر اللَّه ، ومن كل شهوة تعارض أمر ربه ، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده ، وسلم من كل قاطع يقطعه عن اللَّه ، فهذا القلب السليم في جنة معجلة في الدنيا وفي جنة البرزخ ، وفي جنة يوم المعاد.
ولا يتم له سلامته مطلقًا حتى يسلم من خمسة أشياء :
من شرك يناقض التوحيد ،وبدعة تخالف السنة ، وشهوة تخالف الأمر ، وغفلة تناقض الذكر ، وهوى يناقض التجريد ؛والإخلاص يعم.
وهذه الخمسة حُجُب عن الله!! )

*عبدالرحمن*
2021-10-12, 16:21
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

قَالَ الإمامُ ابنُ القيم - رحمه الله - أيضاً:

الْقلبُ السَّلِيمُ الَّذِي ينجو من عَذَاب الله

هُوَ الْقلبُ الَّذِي قد سَلِمَ لرَبه وَسلم لأمره

وَلم تبْق فِيهِ مُنَازعَة لأمره وَلَا مُعَارضَة لخبره

فَهُوَ سليم مِمَّا سوى الله وَأمره لَا يُرِيد الا الله

وَلَا يفعل إِلَّا مَا أمره الله فَالله وَحده غَايَته

وأمره وشرعه وسيلته وطريقته لَا تعترضه شُبْهَة

تحول بَينه وَبَين تَصْدِيق خَبره لَكِن لَا تمر عَلَيْهِ

إِلَّا وَهِي مجتازة تعلم انه لَا قَرَار لَهَا فِيهِ

وَلَا شَهْوَة تحول بَينه وَبَين مُتَابعَة رِضَاهُ

وَمَتى كَانَ الْقلب كَذَلِك فَهُوَ سليم من الشّرك

وسليم من الْبدع وسليم من الغي وسليم من الْبَاطِل

وكل الأقوال الَّتِي قيلت فِي تَفْسِيره فَذَلِك يتضمنها

وَحَقِيقَته انه الْقلب الَّذِي قد سلم لعبودية ربه

حَيَاء وخوفا وَطَمَعًا ورجاء ففني بحبه عَن حب مَا سواهُ

وبخوفه عَن خوف مَا سواهُ وبرجائه

عَن رَجَاء مَا سواهُ وَسلم لأمره وَلِرَسُولِهِ تَصْدِيقًا

وَطَاعَة كَمَا تقدم واستسلم لقضائه وَقدره فَلم يتهمه

وَلم ينازعه وَلم يتسخط لأقداره فَأسْلَمَ لرَبه انقياداً وخضوعاً

وذُلاً وعبوديةً وَسَلِمَ جَمِيع أحواله وأقواله وإعماله وأذواقه

ومواجيده ظَاهراً وَبَاطناً مِن مشكاة رَسُوله

وَعرض مَا جَاءَ من سواهَا عَلَيْهَا فَمَا وافقها قبله

وَمَا خالفها رده وَمَا لم يتَبَيَّن لَهُ فِيهِ مُوَافقَة وَلَا مُخَالفَة

وقف أمره وأرجأه الى ان يتَبَيَّن لَهُ وَسَالم أولياءه

وَحزبه المفلحين الذابين عَن دينه وَسنة نبيه القائمين بهَا

وعادى أعداءه الْمُخَالفين لكتابه وَسنة نبيه الخارجين عَنْهُمَا

الداعين إلى خلافهما.

(مفتاح دار السعادة - لابن القيم: ص 54).

اخي الفاضل

جزاك الله خيرا

زينو الطاهيري
2021-10-12, 20:38
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آحسن الله لك أخي ورفع قدرك في عليين.