عزيف
2021-08-11, 19:50
https://www2.0zz0.com/2021/08/17/06/392147914.jpg (https://www.0zz0.com)
السلام عليكم
لم اكتب عن شغفي بالسماء منذ الاقتران العظيم في كانون الاول ديسمبر من السنة الماضية رغم اني كنت اخطط لبدء سلسلة تهتم بالجانب الرصدي للفلك في مطلع هذا العام لكن اتت الرياح بما لم تشتهي سفني واشغلتني امور وامور حتى عن النظر الى السماء او تتبع اخبارها .....لكن مجيء اغسطس ذكرني موعدا لم افوته منذ ما يقرب من ست سنوات ،موعد تنسى فيه النجوم قدرها الابدي في التعلق بستائر السماء فتهوي في خطوط من البريق كمطر خفيف في صباح خريفي ،موعد تأبى فيه السماء التي جفت مآقيها طيلة شهور الصيف الا ان تسقي الارض بزخات من نور فتبهج لياليها الفاترة بعرض مثير و براق.
https://www2.0zz0.com/2021/08/17/06/941542865.jpeg (https://www.0zz0.com)
الليلة ! ومساء الغد ،من الغسق وحتى الفجر ،تبلغ زخات شهب البرشاويات (او ان شئت "الغوليات") السنوية ذروتها، الوقت المثالي لمراقبتها هو بعد منتصف الليل الى قبيل الفجر حين ترتفع كوكبة فرساوس عاليا فوق خط الافق لكن يظل الليل كله فرصة لقنص عدد من الشهب ان لم نقل افضلها : راعيات الارض ذات الذيل الطويل والالوان البراقة مع زمن احتراق قد يمتد الى اكثر من عشر ثوان،تظهر في الساعات الاولى من المساء حين تكون نقطة الاشعاع قرب الافق ، مازلت اتوق الى رؤية واحدة اخرى مجددا كما حدث قبل سنوات ،طبعا ان ابتسم لي الحظ !
ولان الحظ يبتسم عادة لأولئك الذين يتقنون الانتظار فثمة في السماء ما يعلل النفس ريثما تلمع اولى الزخات ، بعد المغيب :هلال محرم الى الغرب رفقة الزهرة ذات البهاء الابدي ومع اشتداد العتمة يتوهج السماك الرامح كقبس من الجحيم بينما تتلألأ السنبلة (السماك الاعزل )بزرقة الجليد النقي ...كوكبة العقرب ...بجمال لا يضاهى اما القوس فمنظر خرافي اذا رئي بعيدا عن التلوث الضوئي ، مثلث الصيف يزحف نحو السمت بطيئا وزحل من الشرق يتهادى نحو الغرب يليه كوكب المشتري . ولمن يبحث عن شيء استثنائي ،فالى الاعلى تضم كوكبة الحواء حدثا نادرا :النوفا او المتجددات ، انفجار نجمي مرئي بالعين المجردة بعيدا عن المناطق الحضرية ،مصنف في القدر الخامس بعد ان كان في الثاني عشر ،قفزة عظيمة في شدة الضياء لكنها لن تدوم طويلا ،احاول حاليا رؤيتها قبل ان تخفت لكن اضواء الشارع بغيضة !
https://www2.0zz0.com/2021/08/17/06/265089944.jpg (https://www.0zz0.com)
اما فجرا فترتفع الجوزاء بجلالها وتميل كاسيوبيا بحسنها ويأوي المشتري الى الغرب في طريقه نحو المغيب وعندها فقط يصل التساقط الى اوجه مع تسلق فرساوس "حامل رأس الغول" اعلى القبة السماوية .
ليس مهما الى اي اتجاه تنظر ،فالرجوم ستأتي من كل مكان لكن خط سيرها سيبدو وكأنه ينطلق من مكان واحد (وهو امر مفيد في التفرقة بين مختلف انواع الزخات التي تنشط في ذات الفترة ) فقط جد مكان مظلما بما فيه الكفاية ،استرخ و اطلق العنان لبصرك ثم انتظر! وحتما سيكافأ صبرك بومضات جميلة و لما لا -كرة نارية تبقى في الذاكرة الى الابد .
لا اعلم ان كانت السماء ستكون صحوا خلال الليلة الموعودة ،لكني على يقين ان القمر لن يفسد المشهد هذه المرة اذ سيغيب مبكرا في هذا المساء ،ساحاول ان ابدأ الرصد مبكرا على خلاف المرات السابقة خاصة بعدما اتحفتني السماء السنة الماضية بعرض كان من افضل ما رأيت ،وفي المكان الوحيد المعتم الذي لم تلوثه انوار الشوارع ولم يخنق اتساعه ارتفاع العمائر ،ساجلس في سكون المترقب ،لعل نسيم الفجر البارد يخفف عن جسدي حمى الهبتها الكورونا ولعل بريق تلك النجوم المتساقطة يذهب عني بعض وحشة ،وانا التي لم اشك يوما وحدة ولم تتق نفسي لصحبة الاحياء.
سماءا صافية وقلوبا اصفى!
https://www13.0zz0.com/2021/08/17/06/800449441.jpg (https://www.0zz0.com)
https://www13.0zz0.com/2021/08/17/06/132220626.jpeg (https://www.0zz0.com)
https://www13.0zz0.com/2021/08/17/06/642106033.jpg (https://www.0zz0.com)
السلام عليكم
لم اكتب عن شغفي بالسماء منذ الاقتران العظيم في كانون الاول ديسمبر من السنة الماضية رغم اني كنت اخطط لبدء سلسلة تهتم بالجانب الرصدي للفلك في مطلع هذا العام لكن اتت الرياح بما لم تشتهي سفني واشغلتني امور وامور حتى عن النظر الى السماء او تتبع اخبارها .....لكن مجيء اغسطس ذكرني موعدا لم افوته منذ ما يقرب من ست سنوات ،موعد تنسى فيه النجوم قدرها الابدي في التعلق بستائر السماء فتهوي في خطوط من البريق كمطر خفيف في صباح خريفي ،موعد تأبى فيه السماء التي جفت مآقيها طيلة شهور الصيف الا ان تسقي الارض بزخات من نور فتبهج لياليها الفاترة بعرض مثير و براق.
https://www2.0zz0.com/2021/08/17/06/941542865.jpeg (https://www.0zz0.com)
الليلة ! ومساء الغد ،من الغسق وحتى الفجر ،تبلغ زخات شهب البرشاويات (او ان شئت "الغوليات") السنوية ذروتها، الوقت المثالي لمراقبتها هو بعد منتصف الليل الى قبيل الفجر حين ترتفع كوكبة فرساوس عاليا فوق خط الافق لكن يظل الليل كله فرصة لقنص عدد من الشهب ان لم نقل افضلها : راعيات الارض ذات الذيل الطويل والالوان البراقة مع زمن احتراق قد يمتد الى اكثر من عشر ثوان،تظهر في الساعات الاولى من المساء حين تكون نقطة الاشعاع قرب الافق ، مازلت اتوق الى رؤية واحدة اخرى مجددا كما حدث قبل سنوات ،طبعا ان ابتسم لي الحظ !
ولان الحظ يبتسم عادة لأولئك الذين يتقنون الانتظار فثمة في السماء ما يعلل النفس ريثما تلمع اولى الزخات ، بعد المغيب :هلال محرم الى الغرب رفقة الزهرة ذات البهاء الابدي ومع اشتداد العتمة يتوهج السماك الرامح كقبس من الجحيم بينما تتلألأ السنبلة (السماك الاعزل )بزرقة الجليد النقي ...كوكبة العقرب ...بجمال لا يضاهى اما القوس فمنظر خرافي اذا رئي بعيدا عن التلوث الضوئي ، مثلث الصيف يزحف نحو السمت بطيئا وزحل من الشرق يتهادى نحو الغرب يليه كوكب المشتري . ولمن يبحث عن شيء استثنائي ،فالى الاعلى تضم كوكبة الحواء حدثا نادرا :النوفا او المتجددات ، انفجار نجمي مرئي بالعين المجردة بعيدا عن المناطق الحضرية ،مصنف في القدر الخامس بعد ان كان في الثاني عشر ،قفزة عظيمة في شدة الضياء لكنها لن تدوم طويلا ،احاول حاليا رؤيتها قبل ان تخفت لكن اضواء الشارع بغيضة !
https://www2.0zz0.com/2021/08/17/06/265089944.jpg (https://www.0zz0.com)
اما فجرا فترتفع الجوزاء بجلالها وتميل كاسيوبيا بحسنها ويأوي المشتري الى الغرب في طريقه نحو المغيب وعندها فقط يصل التساقط الى اوجه مع تسلق فرساوس "حامل رأس الغول" اعلى القبة السماوية .
ليس مهما الى اي اتجاه تنظر ،فالرجوم ستأتي من كل مكان لكن خط سيرها سيبدو وكأنه ينطلق من مكان واحد (وهو امر مفيد في التفرقة بين مختلف انواع الزخات التي تنشط في ذات الفترة ) فقط جد مكان مظلما بما فيه الكفاية ،استرخ و اطلق العنان لبصرك ثم انتظر! وحتما سيكافأ صبرك بومضات جميلة و لما لا -كرة نارية تبقى في الذاكرة الى الابد .
لا اعلم ان كانت السماء ستكون صحوا خلال الليلة الموعودة ،لكني على يقين ان القمر لن يفسد المشهد هذه المرة اذ سيغيب مبكرا في هذا المساء ،ساحاول ان ابدأ الرصد مبكرا على خلاف المرات السابقة خاصة بعدما اتحفتني السماء السنة الماضية بعرض كان من افضل ما رأيت ،وفي المكان الوحيد المعتم الذي لم تلوثه انوار الشوارع ولم يخنق اتساعه ارتفاع العمائر ،ساجلس في سكون المترقب ،لعل نسيم الفجر البارد يخفف عن جسدي حمى الهبتها الكورونا ولعل بريق تلك النجوم المتساقطة يذهب عني بعض وحشة ،وانا التي لم اشك يوما وحدة ولم تتق نفسي لصحبة الاحياء.
سماءا صافية وقلوبا اصفى!
https://www13.0zz0.com/2021/08/17/06/800449441.jpg (https://www.0zz0.com)
https://www13.0zz0.com/2021/08/17/06/132220626.jpeg (https://www.0zz0.com)
https://www13.0zz0.com/2021/08/17/06/642106033.jpg (https://www.0zz0.com)