تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ازعجتني الحياة


Ali Harmal
2021-04-28, 23:34
ازعجتني الحياة

كنت صغيرا كباقي البشر....ولا أذكر كيف هي كانت أفكاري...
أضحك وأبكي...هذا كان طرازي...وعندما كبرت شعرت بأني اخطأت يوم كنت صغيرا...
هل هنا القلب حجر...
إرتكبت ذنبا عندما ضحكت وبكيت...هل ضج في ذاتي مشروعا...
وصباحي كان دائما حب الشمس وأيضا القمر كنت أحب الضوء...
وكنت على يقين بأن شوارعنا ايضا جميلة بالرغم من خللها...
وكنت أؤمن بأن الإنسان خلق مثل اللؤلؤ نقيا ونظيفا...
وإذا تأخرنا في يوم ما فهذا لا يعني أننا أهملنا...
لأن ألوف الفراشات سوف تمر من هنا ومن هناك في كل الإتجاهات...
وإذا جلسنا طويلا فهذا يعني أننا نفكر في حقل من التعب وقليل من الحب...

وعدنا الى واقع ذاتنا...والى بيادر أفكارنا وكنا مع الميعاد...
علينا أن ننسى الأحلام...هنا سوف نصحو من المد والجزر قبل مجيء العصافير...
وعلينا أن نثق بأن كياننا جزء من هذه الأحلام العظيمة...دون أن ننسى الحكاية...
علينا أن نداوم النظر الى النجوم ونميز الصغير من الكبير...إنه هوى الأولاد...
ونتمنى من كل القلب ما نريد وما نرغب به...
وهنا علينا أن نطرز صباحنا وأيضا مساءنا...
على شرط أن يكون خيرا...وتتحول الأرض من تحتنا أعياد...
لا شيء هنا إرتجالا وإذا جاء رأي أو فكرة أو إعتقاد فيكون من لون العيون الصادقة على درب الحياة...
ودروب الحياة دنيا لا تملأها الظلمة وليس فيها قيد وليست خرساء...
وفجأة تستيقظ الروح تنفض عنها الأثقال وتنمو في طريقك الشجيرات...
هنا سوف تدرك أن يفوح الشذى في كل مكان ويضيء ليلك...
صحيح أن لحظات الحياة في كثير من الأحيان تنام الظلمة فيها...
ولكن لن نكون ضحايا وفي شوق ونفوس مستيقظة دائما بإنتظار الفجر...
وتختفي النفوس الميتة من المحيط وتقرأ القصائد بدون أحزان...
والعتمة تلاحظ بأنها سئمت من البقاء في حيز حياتك وتطلب الخروج...
وتكون هنا مبهورا كيف العيون مشمسة والأفق مبتل بالندى...
وتمشي وتزيل الغشاوة عن عينيك وترفض البكاء واليوم لست مشلول الأفكار...
والريح لن تقتل الطفل في تلك الخيمة البعيدة...
وجروح الدرب ليست دائمة لأن الأمل موجود...

نعم أكاد أرى ذلك الأمل الصادق مرسوم على العشب الأخضر...
على جدار العيون التي كانت شبه حزينة بالأمس...
ويمتد الأمل مع صوت أمي وحنان والدي وأخي الإستاذ الذي ينتظر رحمة الله...
إذا لا يوجد أمامنا جراحات...ودائما أنا أتسلق ذكرى أمي رحمها الله...
من أجل أمي كنت ألملم أحلامي وأعانق ذكرى والدي...
وأنتظر الفجر وأنا أفكر الحصاد...والحصاد عندي قراءة كتاب...
أو أغطي الورقة البيضاء أمامي بالكلام والحروف ولا أنسى التاريخ...
والأمل أن لا تضيع بذور الذكريات...
ازعجتني الحياة....
تحياتي