المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا يطربه حديثي


Ali Harmal
2021-04-04, 18:27
لا يطربه حديثي

لم نكن في الحقيقة حسب النص في السجن بل الحيثيات دفعت لها إيطارا جديدا من الجدل اليومي...
وقد تبلورت الحالة فور هطول الغيث الغزير...
كانت الرياح هي أيضا جزء من الكينونة الحالية فلم نتمكن من الخروج حتى لخطوة واحدة...
خارج حيّز البيت وجدرانه لا خوفا بل إحتياطا ممن لا نعرفه ...
وهنا الحالة تكون سليمة...
في هذا المفهوم نحن لا نتجاوز المعقول...
أبدا بالرغم من أننا نحب ونهوى التغيرات الهادئة...
والتي لا تؤدي الى الأرق الدامي في الحياة ...
إجمالا كل الأبعاد حولنا تشكل شكلا مهما من الحياة اليومية...
هنا إنسان لا يستطيع النوم لأنه يعيش في الماضي الذي ترك في ذاته جرحا عميقا ...
وكان بالفعل وبالرغم من طيبته لم يتمكن من أن يسامح حتى ينسى...
وإذا جالسته يبرر لنا بشكل شبه منطقي وعقلاني...
وأمام حديثه تصمت لأن الحقيقة أنه لا يتغير ولن يتغير...
وهو متمسك بكل الروايات والإشارات بل يعيشها حتى أصبحت جزءا من حياته وطعامه وشرابه...
والحصيلة لن يستفيد من كل ذلك...
هناك أشخاص حسب تفكيره أساؤوا له واليوم رحلوا رحمهم الله وسامحهم وغفر الله لهم...
وهنا أشخاص أيضا ما زالوا أحياءا حسب شعوره ما زالوا يحاولون إيذاءه ...
أو توصيل الى حياته إشارات هو لا يحبها ولن يحبها...
صاحبي هذا أحبه حياته منذ فترة طويلة إلتصقت بحياتي بشكل لا يوصف ولا يمكن تحليله... إنه الحب...
هذه فكرة مرت في مخيلتي ولكنها لن تقلب الطاولة ...
والغضب ممكن إحتواءه...
والإساءة ممكن إحتضانها والعودة الى البسمة ...
أعترف بأني كنت أخاف عليه من سحابة سوداء تدخل حياته...
هو دائما ينزف ولكنه لا يتحدث بذلك فقلت له أكتب...
أنا ممن يؤمن بأن الكتابة تحرر الإنسان من الحزن والغضب والخوف...
مع الكتابة أرى وأبصر وجوها كثيرة وبإمكاني تغييرها حتى تلوينها...
حتى أني أسمع الحروف كيف تنام على الورقة أمامي وكيف القلم يهمس بها...
مع الكلمة والحرف يموت الظلام في العيون وهنا لن تستطيع أن تغمض عينيك...
لهذا أحضن كلامي بصمت وبدون عذاب لأني في الحقيقة لا أملك إلا هذه الحالة...
وحتى لا تفيض الحياة في عالمي بدون جدوى أحاول بكلامي بناء وطنا...
أحاول أن أطهر به ومعه صفحات عصري هذا...
المهم أن نبقى مؤمنين بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية الشريفة ...
تحياتي