الزمزوم
2021-03-21, 15:23
تأملات: المشكلة كانت وستظل في احتكار النظام المالي العالمي وهيمنة الدولار وأحادية القطبية.
https://argaamplus.s3.amazonaws.com/0f8bf2f8-03e2-4373-8f6d-c7fee124e130.jpg
بعض المتنطعين عندنا ممن يعتقدون أنهم جهابذة في السياسة والاقتصاد يقولون أن الأزمة في الجزائر تعود إلى ما يسمى باقتصاد الريع، وأن الجزائر لو نوعت اقتصادها ولم تعتمد على البترول والغاز بنسبة 90 من مداخيلها لما تعرضت لأزمات اقتصادية كادت تودي بالبلد إلى الهلاك، وأن ارتهان مصير البلاد بسعر البترول والغاز المتذبذب نتيجة تقلبات الأسعار لأسباب عديدة سيؤدي في النهاية إلى الهاوية، وهم يتفاخرون ويتبجحون ويقولون أن الحل السحري للجزائر للخروج من تلك الأزمات التي يفرزها تقلب أسعار النفط هي في التخلي على الاعتماد عليه وضرورة تنويع الاقتصاد.
لكن المتتبع لأوضاع البلاد في العالم وعلى امتداد البسيطة في الكرة الأرضية بخاصة دول العالم الثالث يجد أن هناك دولاً لا تمتلك البترول والغاز ويخلو فيها ما يسمى باقتصاد الريع ورغم ذلك فهي تعيش أزمات اقتصادية طاحنة، فماهو السبب الحقيقي وراء ذلك يا ترى؟
أيضاً المتتبع لأحوال الدول المتقدمة المصنعة التي تصنع كل شيء من الإبرة حتى المكوك الفضائي يجدها هي كذلك تعيش أزمة اقتصادية، رغم أنها ليست دول بترولية أو منتجة للغاز، ورغم أنها لا تمتلك احتياطات في الغاز، ورغم أنها لا تعتمد على اقتصاد الريع ولا على 90 بالمئة من مداخيلها بالعملة الصعبة من تلك المواد على سبيل المثال أوروبا وبخاصة تركيا المعجزة الاقتصادية الإسلامية لهذا القرن في ظل حكم حزب العدالة والتنمية الذي يسيطر بالأغلبية على السلطة التشريعية والتنفيذية والرئاسة، فماهو السبب في أزمتها الاقتصادية الطاحنة التي بدأت قبل ظهور وباء كوفيد 19 بخاصة مع كل تويتر كان يطلقه الرئيس السابق "دونالد ترامب" لإطلاق معتقلين أمريكيين في تركيا.
السبب بكل بساطة هو أنه ليس النظام الاقتصادي أو السياسي لهذا البلد أو ذاك في كونه اشتركي أو شيوعي أو اجتماعي أو أنه يسير وفق اللجان الشعبية أو على أساس الريع من مداخيل البترول والغاز كما هو الحال في دول الخليج وأن السبب الحصري لتلك الأزمات يعود إلى تبني هذا النوع من الأنظمة السياسية والاقتصادية وطرق سوس البشر وتسيير شؤون الناس وأنه لو تبنت هذه المجتمعات والدول قيم الديمقراطية والرأسمالية والليبيرالية ما كان ليحصل لها ذلك الأمرالمحزن.
ولكن هناك دول شيوعية اليوم تتأهب لتكون أقوى الاقتصاديات في العالم وتتجاوز الولايات المتحدة، رغم أنها تعيش أزمة عدم امتلكها للبترول والغاز الذي تستورده وهذا يقلل وينقص من سيادتها وعظمتها، كما أنها تعيش أزمات اقتصادية تتمثل في الحروب الاقتصادية التي تشُنها عليها منافستها الولايات المتحدة لتأخير قدرها في أن تكون أكبر اقتصاد في العالم آفاق سنة 2030 مثل: الصين.
وهناك دول ديمقراطية وليبيرالية ورأسمالية لا تعتمد في مداخيلها على ريع البترول والغاز لأنها لا تملكه وهي تعيش رغم ذلك أزمة اقتصادية طاحنة، وهي اليوم تخوض حروباً للاستحواذ على جزء من كعكعة شرق المتوسط وتحلم أن تصبح دولة بترولية وغازية حالها كحال السعودية لتخرج من أزمتها تلك ولتوفير موارد بناء الإمبراطورية مثل: تركيا.
وهناك دول من العالم المتخلف لا هي بالديمقراطية ولا الليبيرالية ولا الرأسمالية ولا الديمقراطية ولا تعتمد في مداخيلها على ريع البترول والغاز لأنها لا تمتلكه ولا تنتجه وهي رغم ذلك تعيش أزمة اقتصادية خانقة حتى قبل ظهور وباء كوفيد 19 أي منذ اندلاع ما يسمى بالربيع العربي سنة 2011 مثل: المغرب والأردن.
والنتيجة المستخلصة في الأخير أن سبب الأزمات الاقتصادية في هذا البلد أو ذاك ... لا يرتبط بطبيعة النظام السياسي ولا بطبيعة النظام الاقتصادي ولا بشكل الدولة بقدر ما يرتبط بالنظام العالمي الأحادي الذي تمخض بعد انهيار المنظومة الشرقية وتفرد الولايات المتحدة بالعالم وبالنظام العالمي المالي وبفرض عملتها الدولار في التبادل، وعليه فإن ما يحدث للولايات الأمريكية من كبوات اقتصادية ستدفع دول العالم الأخرى ثمن ذلك، ناهيك على أن الولايات المتحدة في عز قوتها وجبروتها وسيادتها على العالم استغلت سيطرتها على النظام المالي العالمي وعملتها الدولار في حروبها على الدول العدوة لها والمنافسة لها والتي لا تسبح في الفلك الأمريكي، هنا بيت القصيد أحادية القطبية وهيمنة الولايات المتحدة على النظام المالي العالمي وفرض عملتها الدولار في التبادل التجاري هو المتسبب في أزمات البلدان الأخرى غنية وفقيرة متقدمة ومتخلفة في الشمال أو في الجنوب، ديمقراطية أو ديكتاتورية، سواء في حالة قوة الولايات المتحدة أو في ضعفها، فما دامت هذه الأمور في يدها سيظل العالم يعاني من تبعات ضعفها أو قوتها.
بقلم: الزمزوم
https://argaamplus.s3.amazonaws.com/0f8bf2f8-03e2-4373-8f6d-c7fee124e130.jpg
بعض المتنطعين عندنا ممن يعتقدون أنهم جهابذة في السياسة والاقتصاد يقولون أن الأزمة في الجزائر تعود إلى ما يسمى باقتصاد الريع، وأن الجزائر لو نوعت اقتصادها ولم تعتمد على البترول والغاز بنسبة 90 من مداخيلها لما تعرضت لأزمات اقتصادية كادت تودي بالبلد إلى الهلاك، وأن ارتهان مصير البلاد بسعر البترول والغاز المتذبذب نتيجة تقلبات الأسعار لأسباب عديدة سيؤدي في النهاية إلى الهاوية، وهم يتفاخرون ويتبجحون ويقولون أن الحل السحري للجزائر للخروج من تلك الأزمات التي يفرزها تقلب أسعار النفط هي في التخلي على الاعتماد عليه وضرورة تنويع الاقتصاد.
لكن المتتبع لأوضاع البلاد في العالم وعلى امتداد البسيطة في الكرة الأرضية بخاصة دول العالم الثالث يجد أن هناك دولاً لا تمتلك البترول والغاز ويخلو فيها ما يسمى باقتصاد الريع ورغم ذلك فهي تعيش أزمات اقتصادية طاحنة، فماهو السبب الحقيقي وراء ذلك يا ترى؟
أيضاً المتتبع لأحوال الدول المتقدمة المصنعة التي تصنع كل شيء من الإبرة حتى المكوك الفضائي يجدها هي كذلك تعيش أزمة اقتصادية، رغم أنها ليست دول بترولية أو منتجة للغاز، ورغم أنها لا تمتلك احتياطات في الغاز، ورغم أنها لا تعتمد على اقتصاد الريع ولا على 90 بالمئة من مداخيلها بالعملة الصعبة من تلك المواد على سبيل المثال أوروبا وبخاصة تركيا المعجزة الاقتصادية الإسلامية لهذا القرن في ظل حكم حزب العدالة والتنمية الذي يسيطر بالأغلبية على السلطة التشريعية والتنفيذية والرئاسة، فماهو السبب في أزمتها الاقتصادية الطاحنة التي بدأت قبل ظهور وباء كوفيد 19 بخاصة مع كل تويتر كان يطلقه الرئيس السابق "دونالد ترامب" لإطلاق معتقلين أمريكيين في تركيا.
السبب بكل بساطة هو أنه ليس النظام الاقتصادي أو السياسي لهذا البلد أو ذاك في كونه اشتركي أو شيوعي أو اجتماعي أو أنه يسير وفق اللجان الشعبية أو على أساس الريع من مداخيل البترول والغاز كما هو الحال في دول الخليج وأن السبب الحصري لتلك الأزمات يعود إلى تبني هذا النوع من الأنظمة السياسية والاقتصادية وطرق سوس البشر وتسيير شؤون الناس وأنه لو تبنت هذه المجتمعات والدول قيم الديمقراطية والرأسمالية والليبيرالية ما كان ليحصل لها ذلك الأمرالمحزن.
ولكن هناك دول شيوعية اليوم تتأهب لتكون أقوى الاقتصاديات في العالم وتتجاوز الولايات المتحدة، رغم أنها تعيش أزمة عدم امتلكها للبترول والغاز الذي تستورده وهذا يقلل وينقص من سيادتها وعظمتها، كما أنها تعيش أزمات اقتصادية تتمثل في الحروب الاقتصادية التي تشُنها عليها منافستها الولايات المتحدة لتأخير قدرها في أن تكون أكبر اقتصاد في العالم آفاق سنة 2030 مثل: الصين.
وهناك دول ديمقراطية وليبيرالية ورأسمالية لا تعتمد في مداخيلها على ريع البترول والغاز لأنها لا تملكه وهي تعيش رغم ذلك أزمة اقتصادية طاحنة، وهي اليوم تخوض حروباً للاستحواذ على جزء من كعكعة شرق المتوسط وتحلم أن تصبح دولة بترولية وغازية حالها كحال السعودية لتخرج من أزمتها تلك ولتوفير موارد بناء الإمبراطورية مثل: تركيا.
وهناك دول من العالم المتخلف لا هي بالديمقراطية ولا الليبيرالية ولا الرأسمالية ولا الديمقراطية ولا تعتمد في مداخيلها على ريع البترول والغاز لأنها لا تمتلكه ولا تنتجه وهي رغم ذلك تعيش أزمة اقتصادية خانقة حتى قبل ظهور وباء كوفيد 19 أي منذ اندلاع ما يسمى بالربيع العربي سنة 2011 مثل: المغرب والأردن.
والنتيجة المستخلصة في الأخير أن سبب الأزمات الاقتصادية في هذا البلد أو ذاك ... لا يرتبط بطبيعة النظام السياسي ولا بطبيعة النظام الاقتصادي ولا بشكل الدولة بقدر ما يرتبط بالنظام العالمي الأحادي الذي تمخض بعد انهيار المنظومة الشرقية وتفرد الولايات المتحدة بالعالم وبالنظام العالمي المالي وبفرض عملتها الدولار في التبادل، وعليه فإن ما يحدث للولايات الأمريكية من كبوات اقتصادية ستدفع دول العالم الأخرى ثمن ذلك، ناهيك على أن الولايات المتحدة في عز قوتها وجبروتها وسيادتها على العالم استغلت سيطرتها على النظام المالي العالمي وعملتها الدولار في حروبها على الدول العدوة لها والمنافسة لها والتي لا تسبح في الفلك الأمريكي، هنا بيت القصيد أحادية القطبية وهيمنة الولايات المتحدة على النظام المالي العالمي وفرض عملتها الدولار في التبادل التجاري هو المتسبب في أزمات البلدان الأخرى غنية وفقيرة متقدمة ومتخلفة في الشمال أو في الجنوب، ديمقراطية أو ديكتاتورية، سواء في حالة قوة الولايات المتحدة أو في ضعفها، فما دامت هذه الأمور في يدها سيظل العالم يعاني من تبعات ضعفها أو قوتها.
بقلم: الزمزوم