تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حُسْنُ الْخُلُقِ في واحة الشِّعر


*عبدالرحمن*
2021-01-24, 15:14
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الأخلاق المذمومة تابعة للنار والمخلوق منها.

والأخلاق الفاضلة تابعة للجنة والمخلوق منها.

فمن علت همته وخشعت نفسه اتصف بكل خلق جميل.

ومن دنت همته وطغت نفسه اتصف بكل خلق رذيل.

من كتاب الفوائد لابن القيم الجوزية ص 209

خُلُقِ الإحْسَان في واحة الشِّعر

قال أبو الفتح البستي:

زيادةُ المرءِ في دنياه نقصانُ
وربحُه غيرَ محضِ الخير خسرانُ

أَحْسِنْ إلى النَّاسِ تَسْتَعبِدْ قلوبَهم
فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحسانُ

مَن جادَ بالمالِ مالَ النَّاسُ قاطبةً
إليه والمالُ للإنسانِ فتَّانُ

أَحْسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقْدِرَةٌ
فلن يدومَ على الإنسان إِمكانُ

حيَّاك مَن لم تكنْ ترجو تحيَّتَه
لولا الدَّراهمُ ما حيَّاك إنسانُ

[187] ((قصيدة عنوان الحكم))

لأبي الفتح البستي (ص 35).

وقال أيضًا:

إن كنتَ تطلبُ رتبةَ الأشرافِ
فعليك بالإحسانِ والإنصافِ

وإذا اعتدى خِلٌّ عليكَ فخلِّهِ
والدَّهرَ فهو له مكافٍ كافِ

[188] ((تاريخ دنيسر)) لأبي حفص (ص 132).

وقال المتنبي:

وللتَّرْك للإحسانِ خيرٌ لمحسنٍ
إذا جَعَل الإحْسَانَ غيرَ ربيبِ

[189] ((ديوان أبي الطيب المتنبي)) (ص 323).

وقال أبو العتاهية:

لا تمشِ في النَّاس إلَّا رحمةً لهمُ
ولا تعاملْهم إلَّا بإنصافِ

واقطعْ قوَى كلِّ حقدٍ أنت مُضْمِرُه
إن زلَّ ذو زلَّةٍ أو إن هفا هافِ

وارغبْ بنفسك عمَّا لا صلاحَ له
وأوسِعِ النَّاسَ مِن بِرٍّ وإلطافِ

وإن يكنْ أحدٌ أولاك صالحةً
فكافِهِ فوقَ ما أولى بأضعافِ

ولا تكشِّفْ مُسيئًا عن إساءتِه
وصِل حبالَ أخيك القاطعِ الجافي

[191] ((ديوان أبي العتاهية)) (279).

وقال أحمد الكيواني:

مَن يغرسِ الإحْسَانَ يجنِ محبَّةً
دونَ المسيءِ المبعدِ المصرومِ

أقِلِ العثارَ تُـقَلْ ولا تحسدْ ولا
تحقِدْ فليسَ المرءُ بالمعصومِ

وقال ابن زنجي:

لا تَحْقِرَنَّ مِن الإحسانِ محقرةً
أحْسِنْ فعاقبةُ الإحسانِ حُسناه

وقال آخر:

واللهِ ما حُلي الإمامُ بحليةٍ
أبهى مِن الإحْسَانِ والإنصافِ

فلسوفَ يلقَى في القيامةِ فِعْلَه
ما كان مِن كدرٍ أتاه وصافي

[190] ((الجوهر النفيس في سياسة الرئيس)) لابن الحداد (123).



و اخيراً

نرجوا لكم متابعة طيبة

و مرحبا بأيِّ مشاركة

*عبدالرحمن*
2021-01-25, 05:39
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الأمَانَة في واحة الشِّعر

قال كعب المزني:

أرعَى الأمَانَةَ لا أخونُ أمانتي
إنَّ الخؤونَ على الطريقِ الأنكبِ

[308] ((ديوان كعب بن زهير)) (ص 189).

وقال عبيد بن الأبرص:

إذا أنت حمَّلتَ الخؤونَ أمانةً
فإنَّك أسندتها شرَّ مسندِ

[309] ((ديوان عبيد بن الأبرص)) (ص 59).

وقال المعري:

يخونُك مَن أدَّى إليك أمانةً
فلم ترعَه يومًا بقولٍ ولا فعلِ

فأَحْسِنْ إلى مَن شئتَ في الأرضِ أو أسئْ
فإنَّك تجزي حذوك النَّعل بالنَّعلِ

[310] ((اللزوميات)) للمعري (2/218).

وقال العرجي:

وما حُمِّل الإنسانُ مثلَ أمانةٍ
أشقَّ عليه حين يحملُها حملا

فإن أنت حمِّلتَ الأمَانَةَ فاصطبرْ
عليها فقد حمِّلتَ مِن أمرها ثقلا

ولا تقبلنَّ فيما رضيتَ نميمة
وقل للذي يأتيك يحملُها مهلا

[311] ((ديوان العرجبي)) (ص 292).

وقال صالح بن عبد القدوس:

أدِّ الأمَانَة والخيانة فاجْتَنِبْ
واعْدِلْ ولا تظلمْ، يَطِبْ لك مكسبُ

وإذا بُلِيْتَ بِنكبَةٍ فاصبرْ لها
مَن ذا رأيت مسلَّمًا لا يُنكَبُ

[312] ((مجموعة القصائد الزهديات)) (2/481).

قنون المربي والأستاذ
2021-01-25, 07:24
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
هي الأخلاقُ تنبتُ كالنبات +++++إذا سقيت بماء المكرماتِ
تقوم إذا تعهدها المُربي+++++ على ساق الفضيلة مُثمِرات

*عبدالرحمن*
2021-01-25, 17:08
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
هي الأخلاقُ تنبتُ كالنبات +++++إذا سقيت بماء المكرماتِ
تقوم إذا تعهدها المُربي+++++ على ساق الفضيلة مُثمِرات



عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


مثلك في الاخلاق
سفينه و غواص يعانق البحار
يخرج منها وروود تزينها اوراق
و اندر انواع المحار

*عبدالرحمن*
2021-01-25, 17:50
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الأُلْفَة في واحة الشِّعر

قال عليٌّ رضي الله عنه:

عليك بإخوانِ الصفاءِ فإنَّهم
عمادٌ إذا استنجدتهم وظهورُ

وإنَّ قليلًا ألفُ خلٍّ وصاحبٍ
وإنَّ عدوًّا واحدًا لكثيرُ

[236] ((المستطرف)) للأبشيهي (ص 130).

قال أحمد بن محمَّد بن بكر الأبناوي:

إنَّ القلوبَ لأجنادٌ مجنَّدةٌ
للهِ في الأرضِ بالأهواءِ تعترفُ

فما تعارفَ منها فهو مؤتلفٌ
وما تناكرَ منها فهو مختلفُ

[237] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 108).

وقال منصور بن محمَّد الكريزي:

فما تبصرُ العينانِ والقلبُ آلفٌ
ولا القلبُ والعينان منطبقان

ولكن هما روحان تعرضُ ذي لذى
فيعرفُ هذا ذي فيلتقيان

[238] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 108).

وقال: محمَّد بن إسحاق بن حبيب الواسطي:

تعارفُ أرواحُ الرِّجال إذا التقوا
فمنهم عدوٌّ يُــتَّقى وخليلُ

كذاك أمورُ النَّاسِ والنَّاسُ منهم
خفيفٌ إذا صاحبته وثقيلُ

[239] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 108).

وقال المنتصر بن بلال الأنصاري:

يزينُ الفتى في قومِه ويشينُه
وفي غيرِهم أخدانُه ومداخلُه

لكلِّ امرئٍ شكلٌ مِن النَّاسِ مثلُه
وكلُّ امرئٍ يهوى إلى مَن يشاكلُه

[240] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 109).

وقال محمَّد بن عبد الله بن زنجي البغدادي:

إن كنت حُلْتَ، وبي استبدلت مُطَّرحًا
وُدًّا فلم تأتِ مكروهًا ولا بدعا

فكلُّ طيرٍ إلى الأشكالِ موقعُها
والفرعُ يجري إلى الأعراقِ منتزعا

[241] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 109).

*عبدالرحمن*
2021-01-26, 15:07
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الإيثَار في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:

عجبتُ لبعضِ النَّاسِ يبذلُ ودَّه
ويمنعُ ما ضمَّت عليه الأصابعُ

إذا أنا أعطيتُ الخليلَ مودَّتي
فليس لمالي بعدَ ذلك مانعُ

[388] ((التذكرة الحمدونية))

لابن حمدون (4/358).

وقال آخر:

وتركي مواساةَ الأخلَّاءِ بالذي
تنالُ يدي ظلمٌ لهم وعقوقُ

وإنِّي لأستحيي مِن الله أن أُرَى
بحال اتِّساعٍ والصَّديق مُضيقُ

[389] ((الصداقة والصديق))

لأبي حيان التوحيدي (ص 350).

وقال آخر:

مَن كان للخير منَّاعًا فليس له
عند الحقيقة إخوان وأخدان

[390] ((موسوعة الأخلاق الإسلامية))

لخالد بن جمعة الخراز (ص 388).

وقال علي بن محمَّد التهامي:

أُسدٌ ولكن يؤثرون بزادِهم
والأُسد ليس تدينُ بالإيثَارِ

يتزيَّنُ النَّادي بحسنِ وجوهِهم
كتزيُّنِ الهالاتِ بالأقمارِ

[391] ((دمية القصر وعصرة أهل العصر))

للباخرزي (1/146).

وقال أحمد محرم:

المالُ للرَّجلِ الكريمِ ذرائعٌ
يبغي بهنَّ جلائلَ الأخطارِ

والنَّاسُ شتى في الخِلَالِ وخيرُهم
مَن كان ذا فضلٍ وذا إيثارِ

وقال حماد عجرد:

إنَّ الكريمَ ليُخفي عنك عُسرتَه
حتى يُخالَ غنيًّا وهو مجهودُ

وللبخيلِ على أموالِه عللٌ
زرقُ العيونِ عليها أوجهٌ سودُ

[392] ((الشعر والشعراء))

لابن قتيبة الدينوري (2/767) .

وقال حاتمٌ الطَّائي:

وإنِّي لأستحيي صحابي أن يروا
مكانَ يدي في جانبِ الزَّادِ أقرعا

أقصِّرُ كفي أن تنالَ أكفَّهم
إذا نحن أهوينا وحاجاتنا معا

[393] ((ديوان حاتم الطائي)) (ص 35).

*عبدالرحمن*
2021-01-27, 15:00
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ البِرُّ في واحة الشِّعر

قال ابن الأعرابي:

ليس بما ليس به بأسٌ باسُ
ولا يضيرُ البَرَّ ما قال النَّاسُ

[450] ((مجمع الأمثال))

لأبي الفضل النيسابوري (1/106).

قال الشَّاعر:

واللهُ أنجحُ ما طلبتَ به
والبِرُّ خيرُ حقيبةِ الرَّحْلِ

[451] ((صيد الأفكار)) للقاضي المهدي (2/304).

وقال آخر:

وما البِرُّ إلا مُضْمَراتٌ من التُّقى
وما المال إلا مُعْمَراتٌ ودائع

[452] ((صيد الأفكار)) للقاضي المهدي (2/304).

وقال سابق البربري:

إنَّ التُّقى خيرُ زادٍ أنت حاملُه
والبِرُّ أفضلُ شيءٍ ناله بشرُ

[453] ((صيد الأفكار)) للقاضي المهدي (2/304).

وقال آخر:

والإثمُ مِن شرِّ ما يُصالُ به
والبِرُّ كالغيثِ نبتُه أَمِرُ

[454] ((أمالي القالي)) (1/ 103)، وأمر: أي كثير.

وقال آخر:

من لم يُنِلْك البِرَّ في حياتِه
لم تبكِ عيناك على وفاتِه

[455] ((الإمتاع والمؤانسة)) للتوحيدي (ص: 261).

وقال آخر:

بُنيَّ إنَّ البِرَّ شيءٌ هيِّنُ
المنطقُ الليِّنُ والطُعَيِّمُ

[456] ((الكامل في اللغة والأدب)) للمبرد (3/64)

. وطعيِّم: مصغر طعام.

انظر: ((عمدة القاري)) لبدر الدين العيني (17/180).

أنشد الكُرَيْزي:

مِن خيرِ ما حُزتَه وُدٌّ لذي كرمٍ
يجزيك ما عشتَ بالإحسانِ إحسانا

تلقَى بشَاشَته في قربِه وإذا
أنال نالك منه البِرُّ ما كانا

[457] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص 93).

قال الشَّاعر:

وكم صاحبٍ أكرمته غيرَ طائعٍ
ولا مكرهٍ إلا لأمرٍ تعمَّدا

وما كان ذاك البِرُّ إلا لغيرِه
كما نصبوا للطيرِ بالحبِّ مصيدا

[458] ((رسائل ابن حزم)) (1/192).

وقال أبو العتاهية:

وإن امرأ لم يرتجِ النَّاسُ نفعَه
ولم يأمنوا منه الأذَى لَلَئيمُ

وإن امرأ لم يجعلِ البِرَّ كنزَه
ولو كانت الدُّنيا له لعديمُ

[459] ((ديوان أبي العتاهية)) (ص: 393).

قال الصرصري:

واغرسْ أصولَ البِرِّ تجْنِ ثمارَها
فالبِرُّ أزكَى منبتًا للغارسِ

[460] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (3/602).

وقال سفيان ابن عيينة:

أَبُنَيَّ إنَّ البِرَّ شيءٌ هيِّنُ
وجهٌ طليقٌ وكلامٌ ليِّنُ

[461] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 201).

قال أبو إسحاق الإلبيري:

فلا ترضَ المعايبَ فهي عارٌ
عظيمٌ يُورثُ الإنسانَ مقتا

وتهوي بالوجيهِ من الثُّريَّا
وتبدلُه مكانَ الفوقِ تحتا

كما الطَّاعاتُ تَنعَلُكَ الدَّراري
وتجعلُك القريبَ وإن بعدتا

وتنشرُ عنك في الدُّنيا جميلًا
فَـتُلفي البِرَّ فيها حيث كنتا

وتمشي في مناكبها كريمًا
وتجني الحمدَ ممَّا قد غرستا

[463] الثريا: نجم. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (37/270).

[464] الدَّراري: الكواكب العظام التي لا تعرف أسماؤها.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/73).

[465] ((ديوان أبي إسحاق الإلبيري)) (ص 32).

قال الوليد ين يزيد:

من يتَّقِ الله يجدْ غِبَّ التُّقى
يومَ الحسابِ صائرًا إلى الهدَى

إنَّ التُّقى أفضلُ شيءٍ في العملْ
أرى جماعَ البِرِّ فيه قد دخلْ

[466] ((مجاني الأدب)) ليوسف شيخو (3/36).

*عبدالرحمن*
2021-01-28, 16:26
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ البَشَاشَة وطلاقة الوجه في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:

وإنَّ محمدًا لرسولُ حقٍّ
حسيبٌ في نبوَّتِه نسيبُ

أمينٌ صادقٌ بَرٌّ تقيٌّ
عليمٌ ماجدٌ هادٍ وَهُوبُ

يُريك على الرِّضا والسخطِ وجهًا
تروقُ به البَشَاشَةُ والقطوبُ

يضيءُ بوجهِه المحرابَ ليلًا
وتظلمُ في النَّهارِ به الحروبُ

[526] ((ديوان البوصيري))

لأبي عبد الله محمد بن سعيد البوصيري (ص 84).

وقال آخر يعاتب صديقه:

وكنتَ إذا ما جئتُ أدنيتَ مجلسي
ووجهُك من تلك البَشَاشَةِ يقطرُ

فمَن لي بالعينِ التي كنتَ مرةً
إليَّ بها في سالفِ الدَّهرِ تنظرُ

[527] انظر: ((المستطرف)) للأبشيهي (1/423).

قال ابن أبى الدُّنيا:

حدَّثني أبو عبد الله محمد بن خلف التَّيمي

قال: (كان سعيد بن عبيد الطائي يتمثَّل:

اتَّقِ بالبِشْرِ مَن لقيتَ مِن النَّاسِ
جميعًا ولاقِهم بالطَّلاقة

ودعِ التِّيهَ والعبوسَ عن النَّاسِ
فإنَّ العُبُوسَ رأسُ الحماقة

كلما شئتَ أن تعادي عاديــتَ
صديقًا وقد تعزُّ الصداقة

[528] انظر: ((الإشراف فى منازل الأشراف)) لابن أبي الدنيا (1/225).

وقال ابن عبد البرِّ: ولبعض أهل هذا العصر:

أزورُ خليلي ما بدا لي هشه
وقابلني منه البَشَاشَة والبِشْر

فإن لم يكنْ هشٌّ وبشٌّ تركته
ولو كان في اللُّقْيَا الوِلَايَة والبِشْر

وحقُّ الذي ينتاب داري زائرًا
طعامٌ وَبِرٌّ قد تقدَّمه بِشْر

وقال آخر:

إنَّ حسنَ اللِّقاءِ والبِشْرَ ممَّا
يزرعُ الوُدَّ في فؤادِ الكريمِ

وهما يزرعان يومًا فيومًا
أسوأَ الظنِّ في فؤادِ اللَّئيمِ

وقال الشَّاعر:

إذا كان الكريمُ عبوسَ وجهٍ
فما أحلَى البَشَاشَة في البخيلِ

[529] انظر: ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (4/282)

و((بهجة المجالس وأنس المجالس)) لابن عبد البر (1/261).

وقال البحتري:

يا سعيدُ والأمرُ فيك عجيبُ
أين ذاك التَّأهيلُ والتَّرحيبُ

نَضَبَت بيننا البَشَاشَة والوُدُّ
وغارا كما يغورُ القَلِيبُ

[530] نضب الماء ينضب، بالضم، نضوبا

ونضب إذا ذهب في الأرض.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/762).

[531] ((ديوان البحتري)) (1/58).

وقال إيليا أبو ماضي:

قال البَشَاشَة ليس تسعدُ كائنًا
يأتي إلى الدُّنيا ويذهبُ مرغمًا

قلت ابتسمْ مادام بينك والرَّدَى
شبرٌ، فإنَّك بعدُ لن تتبسَّما

[532] انظر: ((دواوين الشعر العربي على مر العصور)) (39/230).

*عبدالرحمن*
2021-01-29, 16:10
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ التَّأنِّي في واحة الشِّعر

قال النَّابغة:

الرِّفقُ يُمْنٌ والأناةُ سعادةٌ
فتأنَّ في رفقٍ تُلاقِ نجاحا

[596] ((كتاب العين)) للخليل بن أحمد (8/401).

وقال الشَّاعر:

استأنِ تظفرْ في أمورِك كلِّها
وإذا عزمتَ على الهوَى فتوكَّل

[597] ((تهذيب اللغة)) للأزهري (15/398).

وقال زهير:

منَّا الأناةُ وبعضُ القوم يحسبُنا
أنَّا بِطاءٌ وفي إبطائِنا سرعُ

[598] ((اللباب في علوم الكتاب)) لابن عادل (13/248).

وقال القطامي عمرو بن شييم:

قد يدركُ المتأنِّي بعضَ حاجتِه
وقد يكونُ مع المستعجلِ الزَّللُ

وربَّما فات قومًا بعضُ أمرِهمُ
مِن التَّأنِّي وكان الحزمُ لو عجلوا

[599] ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (7/137).

وقال عبد العزيز بن سليمان الأبرش:

تأنَّفي أمرِك وافهمْ عنِّي
فليس شيءٌ يعدلُ التَّأنِّي

تأنَّ فيه ثمَّ قلْ فإنِّي
أرجو لك الإرشادَ بالتَّأنِّي

[600] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لأبي حاتم البستي (1/140).

وقال الشَّاعر:

لا تعجلنَّ لأمرٍ أنت طالبُه
فقلَّما يدركُ المطلوبَ ذو العَجلِ

فذو التَّأنِّي مصيبٌ في مقاصدِه
وذو التَّعجلِ لا يخلو عن الزَّللِ

[601] ((بريقة محمودية)) لأبي سعيد الخادمي (3/65).

وقال العجاج:

أناة وحلمًا وانتظارًا بهم غدًا
فما أنا بالواني ولا لا الضَّرِعِ الغمْرِ

[602] الواني: الضعيف البدن.

انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (40/261).

[603] الضَّرِع: الصغير من كل شيء، أو الصغير السن.

انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (21/408).

والغمر: الجاهل. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/242).

[604] ((كتاب العين)) للخليل بن أحمد (8/401)

وقال الشَّاعر:

لا تعجلنَّ فربَّما
عجِل الفتَى فيما يضرُّه

ولربَّما كرِه الفتَى
أمرًا عواقبُه تسرُّه

[605] ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزآبادي (4/24).

وقال آخر:

انطقْ مصيبًا بخيرٍ لا تكنْ هذرًا
عيَّابةً ناطقًا بالفحشِ والرِّيبِ

وكنْ رزينًا طويلَ الصَّمتِ ذا فكرٍ
فإن نطقتَ فلا تُكثرْ مِن الخطبِ

ولا تُجِبْ سائلًا مِن غيرِ ترويةٍ
وبالذي عنه لم تسألْ فلا تجبِ

[606] ((حسن السمت في الصمت)) للسيوطي (113-114).

*عبدالرحمن*
2021-01-30, 06:35
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ التَّضْحية في واحة الشِّعر

قال حسَّان شعرًا في الزُّبير -رضي الله عنهما-:

أقام على عهدِ النَّبي وهديه
حواريُّه والقولُ بالفعلِ يعدلُ

أقام على منهاجِه وطريقِه
يوالي وليَّ الحقِّ والحقُّ أعدلُ

هو الفارسُ المشهورُ والبطلُ الذي
يصولُ، إذا ما كان يومٌ مُحَجَّلُ

إذا كشفت عن ساقِها الحربُ حَشَّها
بأبيضَ سَبَّاقٍ إلى الموتِ يُــرْقِـلُ

وإن امرأً كانت صفيَّةُ أُمَّه
ومِن أَسَدٍ في بيتِها لمرَفِّلُ

له مِن رسول الله قربى قريبة
ومن نصرة الإسلامِ مجدٌ مؤثَّلُ

فكم كربةٍ ذبَّ الزُّبيرُ بسيفِه
عن المصطفى، واللهُ يعطي فيجزلُ

فما مِثلُه فيهم، ولا كان قبلَه
وليس يكونُ الدَّهرَ ما دام يَذْبُلُ

ثناؤُك خيرٌ مِن فعالِ معاشرٍ
وفعلُك، يا ابنَ الهاشميَّةِ أفضلُ

[634] ((ديوان حسان بن ثابت)) (199-200).

وقال علي الجارم:

بيتٌ دعائمُه نبلٌ وتَضْحيةٌ
إذا بنى النَّاسُ مِن صخرٍ ومن شِيدِ

[635] ((ديوان علي الجارم)) (ص 129).

وقال إبراهيم طوقان:

ما نال مرتبةَ الخلودِ
بغيرِ تَضْحيةٍ رضيَّة

عاشت نفوسٌ في سبيلِ
بلادِها ذهبت ضحيَّة

[636] ((الأعمال الشعرية الكاملة)) لإبراهيم طوقان (143).

وقال شوقي:

وما نيلُ المطالبِ بالتَّمني
ولكن تُؤخَذُ الدُّنيا غلابَا

وما استعصى على قومٍ منالٌ
إذا الإقدامُ كان لهم ركابَا

[637] ((أحمد شوقي - الأعمال الشعرية الكاملة)) (1/71).

وقال مسلم بن الوليد:

يجودُ بالنَّفسِ، إذ ضنَّ البخيلُ بها
والجودُ بالنَّفسِ أقصى غايةِ الجودِ

[638] ((نشوار المحاضرة)) للتنوخي (7/20).

*عبدالرحمن*
2021-01-30, 15:52
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ التَّعاون في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:

لولا التَّعاونُ بينَ النَّاسِ ما شرفتْ
نفسٌ ولا ازدهرتْ أرضٌ بعمرانِ

[716] ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم))

لحسين المهدي (ص 303).

ويرحم الله شوقي حيث يقول:

إنَّ التَّعاون قوَّةٌ عُلويةٌ
بني الرِّجالَ وتبدعُ الأشياءَ

[717] ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم))

لحسين المهدي (ص 303).

وقال آخر:

لعمرُك ما مال الفتى بذخيرةٍ
ولكن إخوانَ الثِّقاتِ الذخائرُ

[718] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة الدينوري (3/4).

وقال آخر:

أُعِين أخي أو صاحبي في بلائِه
أقومُ إذا عضَّ الزَّمانُ وأقعُدُ

ومَن يفردِ الإخوانَ فيما ينوبُهم
تَـنُـبْه الليالي مرَّةً وهو مفردُ

[720] ((التذكرة السعدية))

لمحمد بن عبد الرحمن العبيدي (ص: 321).

وقال حافظ إبراهيم:

لا تعجبنَّ لملكٍ عَزَّ جانبُه
لولا التَّعاونُ لم تنظرْ له أثرَا

[721] ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم))

لحسين المهدي (ص 303).

ولله درُّ القائل:

كونوا جميعًا يا بَنيَّ إذا اعترَى
خَطبٌ ولا تتفرَّقوا آحادَا

تأبى القِداحُ إذا اجتمعن تكسُّرًا
وإذا افترقن تكسَّرت أفرادَا

[724] ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم))

لحسين المهدي (ص 86).

وقال آخر:

النَّاسُ للنَّاسِ مِن بَدوٍ وحاضرةٍ
بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خدمُ

[725] ((موارد الظمآن لدروس الزمان))

لعبد العزيز السلمان (4/155).

وقال آخر:

إذا العبءُ الثَّقيلُ توزَّعته
رقابُ القومِ خفَّ على الرِّقابِ

[726] ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم))

لحسين المهدي (ص 303).

وقال آخر:

وإن قام منهم قائمٌ قال قاعدٌ
رشدتَ فلا غرمٌ عليك ولا خَذْلُ

وقال آخر:

إذا ما تأمَّلنا الأمورَ تبيَّنتْ
لنا وأميرُ القومِ للقومِ خادمُ

[727] ((موارد الظمآن لدروس الزمان))

لعبد العزيز السلمان (4/156).

وقال أحد الشُّعراء:

همومُ رجالٍ في أمورٍ كثيرةٍ
وهمِّي مِن الدُّنْيا صديقٌ مساعدُ

نكونُ كروحٍ بينَ جسمين قُسمتْ
فجسماهما جسمان والرُّوحُ واحدُ

[730] ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم))

لحسين المهدي (ص 666).

وقال آخر:

إنِّي رأيتُ نملةً
في حيرةٍ بين الجبال

لم تستطعْ حملَ الطَّعامِ
وحدَها فوق الرِّمال

نادت على أختٍ لها
تعينُها فالحملُ مال

لم يستطيعا حملَه
تذكَّرا قولًا يُقَال

تعاونوا جميعكم
فالخير يأتي بالوصال

نادت على إخوانِها
جاءوا جميعًا بالحبال

جرُّوا معًا طعامَهم
لم يعرفوا شيئًا محال

وقال حافظ إبراهيم:

إذا ألـمَّت بوادي النِّيلِ نازلةٌ
باتت لها راسياتُ الشَّامِ تضطربُ

وإن دعا في ثرى الأهرام ذو ألمٍ
أجابه في ذرا لبنان منتحبُ

لو أخلص النِّيلُ والأردنُ ودَّهما
تصافحتْ منهما الأمواهُ والعشبُ

[731] ((ديوان حافظ إبراهيم)) (ص 269).

وقال آخر:

وكلُّ عضوٍ لأمرٍ ما يمارسُه
لا مشي للكفِّ بل تمشي به القدمُ

[732] ((موارد الظمآن لدروس الزمان))

لعبد العزيز السلمان (4/156).

وقال أحمد محرم:

وبلوتُ أسبابَ الحياةِ وقستُها
فإذا التَّعاونُ قوَّةٌ ونجاحُ

وقال آيضًا:

وإن ضاع التَّعاونُ في أناسٍ
عَفت آثارُهم في الضَّائعينا

[733] ((ديوان محرَّم)) لأحمد محرم (1/592).

وقال آخر:

أخاك أخاك إنَّ مَن لا أخًا له
كساعٍ إلى الهيجا بغيرِ سلاحِ

وإنَّ ابنَ عمِّ المرءِ - فاعلمْ – جناحُه
وهل ينهضُ البازي بغيرِ جناحِ

[722] البازي: واحد البزاة التي تصيد، ضرب من الصقور.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (14/72).

[723] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة الدينوري (3/4).

وقال آخر:

إذا سيِّدٌ منَّا ذَرَا حَدُّ نابِه
تَخَمَّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ

[728] التخمط هو: الأخذ والقهر بغلبة.

((لسان العرب)) لابن منظور (7/297).

[729] القرم من الرجال: (السيد) المعظم.

انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (33/253).

*عبدالرحمن*
2021-01-31, 14:55
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ التَّواضُع في واحة الشِّعر

قال الشاعر:

ولا تمشِ فوق الأرضِ إلَّا تواضعًا
فكم تحتها قومٌ هم منك أرفعُ

فإن كنتَ في عزٍّ وخيرٍ ومنعةٍ
فكم مات مِن قومٍ هم منك أوضعُ

[851] ((روضة العقلاء)) (ص 61).

وقال موسى بن علي بن موسى:

تواضعْ تكنْ كالنَّجمِ لاح لناظرٍ
على صفحاتِ الماءِ وهو رفيعُ

ولا تكُ كالدُّخانِ يعلو بنفسِه
إلى طبقاتِ الجوِّ وهو وضيعُ

[852] ((أعيان العصر وأعوان النصر)) للصفدي (5/479).

وقال آخر:

تواضعْ إذا ما نلتَ في النَّاسِ رفعةً
فإنَّ رفيعَ القومِ مَن يتواضعُ

[853] ((جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب)) للهاشمي (2/480).

وقال آخر:

وكفى بملتمسِ التَّواضُعِ رفعةً
وكفَى بملتمسِ العلوِّ سفالًا

[854] ((تاريخ بغداد وذيوله)) للخطيب البغدادي (14/134).

وقال المرادي:

وأحسنُ مقرونَيْنِ في عينِ ناظرٍ
جلالةُ قدرٍ في خمولِ تواضعِ

[855] ((جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب)) للهاشمي (2/480).

وقال آخر:

إنَّ التَّواضُعَ مِن خصالِ المتَّقي
وبه التَّقِيُّ إلى المعالي يرتقي

[856] ((موارد الظمأن لدروس الزمان)) للسلمان (4/152).

*عبدالرحمن*
2021-02-01, 16:03
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ التَّوَدُّد في واحة الشِّعر

وقال ابن الرُّومي:

فكثِّرْ مِن الإخوانِ ما اسطعتَ إنَّهمُ
بطونٌ إذا استنجدتهم وظهورُ

وليس كثيرًا ألفُ خلٍّ وصاحبٍ
وإنَّ عدوًّا واحدًا لكثيرُ

[937] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 181).

وأنشد محمَّد بن إبراهيم اليعمري:

حافظْ على الخلقِ الجميلِ ومزْ به
ما بالجميلِ وبالقبيحِ خفاءُ

إن ضاق مالُك عن صديقِك فالقَه
بالبِشْرِ منك إذا يحين لقاءُ

[935] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 64).

وأنشد علي بن محمَّد البسامي:

أعاشرُ معشري في كلِّ أمرٍ
بأحسنِ ما أريتُ وما رأيتُ

وأجتنبُ المقابحَ حيث كانت
وأتركُ ما هويتُ وما فريتُ

[936] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 66).

وقال أبو العتاهية:

إنَّ في صحةِ الإخاءِ من النَّاسِ
وفي خلةِ الوفاءِ لقلَّه

فالبس النَّاسَ ما استطعتَ على
النَّقصِ وإلَّا لم تستقمْ لك خلَّه

عِشْ وحيدًا إن كنتَ لا تقبلُ العذرَ
وإن كنتَ لا تجاوزُ زلَّه

من أب واحد وأم خلقنا
غير أنا في المال أولاد علَّه

[938] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 180).

وأنشد أبو علي العنزي:

القَ بالبِشْر من لقيتَ من النَّاس
جميعًا، ولاقِهم بالطلاقهْ

تجنِ منهم به جنيَ ثمارٍ
طيِّب طعمُه، لذيذ المذاقهْ

ودعِ التِّيه والعُبُوس عن النَّاس
فإنَّ العُبُوس رأسُ الحماقهْ

كلَّما شئتَ أن تعادي عاديت
صديقًا، وقد تَعِزُّ الصَّداقهْ

[939] ((الموشى)) للوشاء (ص 29).

وقال الشَّاعر:

فإذا القرابةُ لا تقرِّب قاطعًا
وإذا الموَدَّةُ أقربُ الأنسابِ

[940] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (3/103).

وقال الخوارزمي في كتابه ((مفيد العلوم)):

وإن جفاك إخوانك وكفروا نعمتك

وأنكروا صنعك، ورأيت ممَّن أحسنت له سيِّئة

أو مرضت فلم يعدك، أو قدمت فلم يزرك

أو تشفَّعت فلم يقبلوا، فلا تغتمَّ

وتسَلَّ بهذه الأبيات التي لأبي بكر الصديق رضي الله عنه:

تغيَّرتِ الأحبةُ والإخاءُ
وقلَّ الصِّدقُ وانقطع الرَّجاءُ

وأسلمني الزَّمانُ إلى صديقٍ
كثيرِ الغدرِ ليس له وفاءُ

يديمون الموَدَّةَ ما رأوني
ويبقوا الوُدَّ ما بقي اللِّقاءُ

وكلُّ مَوَدَّةٍ للهِ تصفو
ولا يصفو على الخلقِ الإخاءُ

وكلُّ جراحةٍ فلها دواءٌ
وخُلُقُ السُّوءِ ليس له دواءُ

[941] ((مفيد العلوم ومبيد الهموم)) للخوارزمي (269-270).

*عبدالرحمن*
2021-02-02, 15:20
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الكَرَم والجُود في واحة الشِّعر

قال كلثوم بن عمرو التَّغلبي

-مِن شعراء الدَّولة العبَّاسية-:

إنَّ الكريمَ ليُخفي عنك عسرتَه
حتى تراه غنيًّا وهو مجهودُ

وللبخيلِ على أموالِه عللٌ
زرقُ العيونِ عليها أوجهٌ سودُ

إذا تكرَّمتَ عن بذلِ القليلِ ولم
تقدرْ على سعةٍ لم يظهرِ الجُودُ

بُثَّ النَّوَال ولا تمنعْك قلَّتُه
فكلُّ ما سدَّ فقرًا فهو محمودُ

[1068] ((الحماسة البصرية)) لأبي الحسن البصري (2/63).

وقال المنتصر بن بلال الأنصاري:

الجُودُ مكرمةٌ والبخلُ مبغضةٌ
لا يستوي البخلُ عندَ اللهِ والجُودُ

والفقرُ فيه شخوصٌ والغِنى دعةٌ
والنَّاسُ في المالِ مرزوقٌ ومحدودُ

[1069] ((روضة العقلاء)) لابن حبَّان البستي (ص 235).

وقال أحمد بن محمَّد بن عبد الله اليماني:

سأبذلُ مالي كلَّما جاء طالبٌ
وأجعلُه وقفًا على القرضِ والفرضِ

فإمَّا كريمًا صنتُ بالجُودِ عرضَه
وإما لئيمًا صنتُ عن لؤمِه عرضي

[1070] ((روضة العقلاء)) لابن حبَّان البستي (ص 238).

وقال حجبة بن المضَرَّب:

أناسٌ إذا ما الدَّهرُ أظلم وجهُه
فأيديهم بيضٌ وأوجهُهم زهرُ

يصونون أحسابًا ومجدًا مؤثَّلًا
ببذلِ أكفٍّ دونها المزْن (4) والبحرُ

سَمَوا فِي المعالي رتبةً فوق رتبةٍ
أحلَّتهم حيث النَّعائم والنَّسرُ

أضاءتْ لهم أحسابهم فتضاءلتْ
لنورِهم الشَّمس المنيرة والبدرُ

فلو لامس الصَّخرُ الأصمُّ أكفَّهم
أفاض ينابيعَ النَّدى ذلك الصَّخرُ

ولو كان في الأرضِ البسيطةِ منهمُ
لمخْتَبِط عاف لما عرف الفقرُ

شكرتُ لكم آلاءَكم وبلاءَكم
وما ضاع معروفٌ يكافئُه شكرُ

[1072] ((الأمالي)) للقالي (1/54).

وقال آخر:

ويُظهرُ عيبَ المرءِ في النَّاسِ بخلُه
ويسترُه عنهم جميعًا سخاؤُه

تغطَّ بأثوابِ السَّخاءِ فإنَّني
أرى كلَّ عيبٍ والسَّخاءُ غطاؤه

[1073] ((روضة العقلاء)) لابن حبَّان البستي (ص 227).

وقال آخر:

حرٌّ إذا جئتَه يومًا لتسألَه
أعطاك ما ملكتْ كفَّاه واعتذرا

يُخفي صنائعَه واللهُ يظهرُها
إنَّ الجميلَ إذا أخفيته ظهرا

[1074] ((المحاسن والأضَّداد)) للجاحظ (1/92).

وقال الراضي العبَّاسي:

لا تعذلوا كرمي على الإسرافِ
ربحُ المحامدِ متجرُ الأشرافِ

إنِّي مِن القومِ الذين أكفُّهم
معتادةُ الإتلافِ والإخلافِ

[1075] ((الأوراق قسم أخبار الشُّعراء)) للصولي (2/54).

وقال حاتم الطَّائي:

أماوِيَّ إنَّ المال غادٍ ورائحٌ
ويبقى مِن المال الأحاديثُ والذِّكرُ

أماوِيَّ إنِّي لا أقولُ لسائلٍ
إذا جاء يومًا: حلَّ في ما لنا نذرُ

أماويَّ إمَّا مانعٌ فمبينٌ
وإمَّا عطاءٌ لا يُنهْنِهُه الزَّجرُ

أماوِيَّ ما يُغني الثَّراءُ عن الفتى
إذا حشرجتْ يومًا وضاق بها الصَّدرُ

أماوِيَّ إن يصبحْ صداي بقفرةٍ
مِن الأرضِ لا ماءٌ لديَّ ولا خمرُ

ترى أنَّ ما أنفقتُ لم يكُ ضرَّني
وأنَّ يديَّ ممَّا بخلت به صفرُ

وقد علم الأقوامُ لو أنَّ حاتمًا
أراد ثراءَ المالِ كان له وفرُ

[1076] ((الشِّعر والشُّعراء)) للدينوري (1/239).

وقال آخر:

لا تبخلنَّ بدُنْيَا وهي مقبلةٌ
فليس ينقصها التَّبذير والسَّرفُ

فإن تولَّت فأحرى أن تجودَ بها
فالشُّكرُ منها إذا ما أدبرت خلفُ

[1077] ((روضة العقلاء)) لابن حبَّان البستي (ص 262).

وقال أحمد بن إبراهيم العبرتاني:

لا تكثري في الجُودِ لائمتي
وإذا بخلتُ فأكثري لومي

كُفِّي فلست بحاملٍ أبدًا
ما عشتُ همَّ غدٍ على يومي

[1078] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزَّمخشري (4/369).

*عبدالرحمن*
2021-02-03, 14:53
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ حُسْن الظَّن في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:

حَسِّنِ الظَّنَّ تعشْ في غبطةٍ
إنَّ حُسْن الظَّنِّ مِن أوقى الجننْ

مَن يظن السُّوءَ يُجْزَى مثلَه
قلَّما يُجْزَى قبيحٌ بحسنْ

[1132] ((ديوان المتنبي)) (ص 459).

وقال آخر:

من ساء ظنًّا بما يهواه فارقه
وحرَّضته على إبعادِه التُّهمُ

[1133] ((محاضرات الأدباء)) للراغب الأصفهاني (2/25).

ولقد أحسن الذي يقول:

ما يستريحُ المسيءُ ظنًّا
مِن طولِ غمٍّ وما يريحُ

[1134] ((صيد الأفكار)) لحسين بن محمد المهدي (1/505).

قال المتنبي:

إذا ساء فعلُ المرءِ ساءتْ ظنونُه
وصدَّق ما يعتادُه من توهُّمِ

وعادى محبِّيه بقولِ عُـداتِه
فأصبح في دَاجٍ من الشَّكِّ مظلمِ

[1130] من دجا: الدجى: سواد الليل مع غيم

وأن لا ترى نجما ولا قمرا،

وقيل: هو إذا ألبس كل شيء وليس هو من الظلمة.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (14/249).

[1131] ((نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب)) لأحمد المقري (5/576).

*عبدالرحمن*
2021-02-04, 14:54
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الحِكْمَة في واحة الشِّعر

قال الأحوص لعمر بن عبد العزيز:

وما الشِّعرُ إلا حِكْمَةٌ من مؤلِّف
بمنطقِ حقٍّ أو بمنطقِ باطلِ

[1205] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/120).

وقال آخر:

اعملْ بعلمِك تؤْتَ حكمًا إنَّما
جدوى علومِ المرءِ نَهْجُ الأقومِ

وإذا الفتى قد نال علمًا ثم لم
يعملْ به فكأنَّه لم يعلمِ

[1206] ((الكتيبة الكامنة)) للسان الدين بن الخطيب (ص 33).

وقال آخر:

إذا ما أردتَ النُّطق فانطق بحِكْمَة
وَزِن قبل نطقٍ ما تقول وَقَوِّمِ

فمن لم يزنْ ما قال لا عقلَ عنده
ونطقٌ بوزنٍ كالبناءِ المحكمِ

فإن لم تجدْ طرقَ المقالِ حميدةً
تجمَّلْ بحُسنِ الصَّمت تُحْمَد وتَسْلمِ

فكم صامتًا يلقى المحامدَ دائمًا
وكم ناطقٍ يجني ثمارَ التَّندُّمِ

[1207] ((موارد الظمآن)) لعبد العزيز السلمان (1/340-341).

وقال آخر:

ويا فوزَ من أدَّى مناسكَ دينِه
وعاش سليمَ القلبِ وهو طهورُ

وتابع دينَ الحقِّ فقهًا وحِكْمَة
ولبَّى نداءَ الله وهو شكورُ

فهذا الذي في الخلدِ ينعمُ بالُه
وتحظو به بين الأرائكِ حورُ

[1208] ((موارد الظمآن)) لعبد العزيز السلمان (2/75).

*عبدالرحمن*
2021-02-05, 14:36
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الحِلْم في واحة الشِّعر

قال الشافعي:

يخاطبني السَّفِيهُ بكلِّ قبحٍ
فأكرهُ أن أكونَ له مجيبَا

يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حلمًا
كعودٍ زاده الإحراقُ طيبَا

[1291] ((ديوان الإمام الشَّافعي)) (ص 33).

وقال أيضا:

إذا نطق السَّفِيهُ فلا تُجِبْه
فخيرٌ مِن إجابتِه السُّكوتُ

فإن كلَّمته فرَّجت عنه
وإن خلَّيته كمدًا يموتُ

[1292] ((ديوان الإمام الشَّافعي)) (ص 39).

وقال أيضا:

إذا سبَّني نذلٌ تزايدت رفعةً
وما العيبُ إلَّا أن أكونَ مساببه

ولو لم تكنْ نفسي عليَّ عزيزةً
لمكَّنتُها مِن كلِّ نذلٍ تحاربُه

ولو أنَّني أسعى لنفعي وجدتني
كثيرَ التَّواني للَّذي أنت طالبُه

ولكنَّني أسعى لأنفعَ صاحبي
وعارٌ على الشَّبعانِ إن جاع صاحبُه

[1293] ((ديوان الإمام الشَّافعي)) (ص 33).

وقال الشاعر:

وإني لأترك عورَ الكلامِ
لئلَّا أجابَ بما أكرهُ

وأغضى على الكلمِ المحْفِظاتِ
وأحْلُمُ والحِلْمُ بي أشبهُ

فلا تغتررْ برواءِ الرِّجال
وما زخرفوا لك أو موَّهوا

فكم مِن فتى يعجبُ
النَّاظريـــــن له ألسنٌ وله أوجهُ

ينامُ إذا حضر المكرماتِ
وعند الدَّناءةِ يستنبهُ

[1294] ((الحِلْم)) لابن أبي الدُّنْيا (ص 29).

وقال آخر:

تخالهم للحِلْم صمًّا عن الخنا
وخرسًا عن الفحشاء عند التهاترِ

ومرضى إذا لاقوا حياءً وعفةً
وعند الحروب كاللُّيوثِ الخوادرِ

لهم ذلُّ إنصافٍ ولينُ تواضعٍ
بهم ولهم ذلَّت رقابُ المعاشرِ

كأنَّ بهم وصمًا يخافون عارَه
وما وَصمُهم إلَّا اتقاءُ المعايرِ

[1295] ((الأمالي)) للقالي (1/238).

وقال آخر:

ألم تر أنَّ الحِلْم زَيْنٌ مُسَوِّدٌ
لصاحبِه والجهلُ للمرءِ شائنُ

فكن دافنًا للجهل بالحِلْم تسترحْ
مِن الجهل إنَّ الحِلْمَ للجهلِ دافنُ

[1296] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 209).

وقال الشاعر:

ألَا إنَّ حِلْمَ المرءِ أكبرُ نسْبةٍ
يُسامى بها عند الفخار كريمُ

فيا ربِّ هَبْ لي منك حِلْمًا فإنَّني
أرى الحِلْمَ لم يندمْ عليه حليمُ

[1297] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (2/140).

وقال الشاعر:

وفي الحِلم رَدْعٌ للسَّفِيه عن الأذى
وفي الخُـرْق إغراءٌ فلا تَكُ أَخْرَقا

فَتَنْدَمَ إذ لا تنفعنك ندامةٌ
كما ندِم المغْبُونُ لما تَفَــرَّقا

[1298] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/180).

وقال الشاعر:

رجعت على السَّفِيه بفضلِ حِلْمٍ
وكان الفعلُ عنه له لِجَاما

وظنَّ بي السَّفاهَ فلم يجدني
أسافهُه وقلتُ له سلاما

فقام يجرُّ رجليه ذليلًا
وقد كسب المذمَّةَ والملاما

وفضلُ الحِلْمِ أبلغُ في سفيهٍ
وأحرى أن ينالَ به انتقاما

[1299] ((الحِلْم)) لابن أبي الدُّنْيا (ص 34).

وقال الآخر:

أيا مَن تدَّعي شتمي سفاهًا
عجلت عليَّ خيرًا يا أخيَّا

أكسيك الثَّواب بِبِنْتِ شتمي
وأستدعي به إثمًا إليَّا

فأنت إذن وقد أصبحت ضدًّا
أعزُّ عليَّ مِن نفسي عليَّا

[1300] ((الحِلْم)) لابن أبي الدُّنْيا (ص 48).

*عبدالرحمن*
2021-02-06, 14:50
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الحَيَاء في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:

إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي
ولم تستحِ فاصنعْ ما تشاءُ

فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ
ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ

يعيشُ المرءُ ما استحيا بخيرٍ
ويبقَى العودُ ما بقي اللِّحاءُ

[1380] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (2/103).

وقال أميَّة بن أبي الصَّلت

يمدح ابن جُدْعَان بالحَيَاء:

أأذكرُ حاجتي أم قد كفاني
حياؤُك؟ إنَّ شيمتَك الحَيَاءُ

إذا أثنى عليك المرءُ يومًا
كفاهُ من تعرُّضِك الثَّناءُ

[1381] ((المنتحل)) للثعالبي (ص 61).

وقال آخر:

إذا قلَّ ماءُ الوجهِ قلَّ حياؤهُ
فلا خيرَ في وجهٍ إذا قلَّ ماؤهُ

حياءَك فاحفظْه عليك فإنَّما
يدلُّ على فضلِ الكريمِ حياؤهُ

[1382] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 57).

وقال آخر:

كريمٌ يغضُّ الطَّرفَ فضلَ حيائِه
ويدنو وأطرافُ الرِّماحِ دواني

وكالسَّيفِ إن لاينته لَانَ متنُه
وحدَّاهُ إن خاشنته خَشِنانِ

[1383] ((لباب الآداب)) للثعالبي (ص 153).

وقال العرجي:

إذا حُرِم المرءُ الحَيَاءَ فإنَّه
بكلِّ قبيحٍ كان منه جديرُ

له قِحةٌ في كلِّ شيءٍ، وسرُّه
مباحٌ، وخدناه خنًا وغرورُ

يرى الشَّتم مدحًا والدَّناءة رفعةً
وللسَّمع منه في العظات نفورُ

ووجهُ الحَيَاء مُلبَّسٌ جلدَ رِقَّةٍ
بغيضٌ إليه ما يشينُ كثيرُ

له رغبةٌ في أمرِه وتجرُّدٌ
حليمٌ لدى جهلِ الجهولِ وقورُ

فرجِّ الفتى مادام يحيا فإنَّه
إلى خيرِ حالاتِ المنيبِ يصيرُ

[1384] ((لباب الآداب)) للأمير أسامة بن منقذ (ص 287).

وقال آخر:

ما إن دعاني الهوى لفاحشةٍ
إلَّا نهاني الحَيَاءُ والكَرَمُ

فلا إلى فاحشٍ مددتُ يدي
ولا مَشَتْ بي لريبةٍ قدمُ

[1385] ((ذم الهوى)) لابن الجوزي (ص 238).

*عبدالرحمن*
2021-02-07, 15:20
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الرَّحْمَة في واحة الشعر

قال أبو القاسم ابن عساكر:

بادرْ إلى الخيرِ يا ذا اللبِّ مغتنمًا
ولا تكنْ مِن قليلِ العرفِ محتشما

واشكرْ لمولاك ما أولاك من نعمٍ
فالشكرُ يستوجبُ الإفضالَ والكرما

وارحمْ بقلبِك خلقَ الله وارعَهُم
فإنَّما يرحمُ الرحمنُ مَن رَحِما

[1461] ((بريقة محمودية)) لأبي سعيد الخادمي (3/45).

وقال زين الدين العراقي:

إنْ كنتَ لا ترحمُ المسكينَ إن عَدِما
ولا الفقيرَ إذا يشكو لك العَدما

فكيف ترجو من الرحمنِ رحمتَه
وإنَّما يرحمُ الرحمنُ من رَحِما

[1462] ((صيد الأفكار)) لحسين بن محمد المهدي (2/171).

وقال أبو الفضل ابن حجر:

إنَّ منْ يرحمُ أهلَ الأرضِ قد
جاءنا يرحمه من في السَّما

فارحمِ الخلقَ جميعًا إنَّما
يرحمُ الرحمنُ منَّا الرُّحما

[1463] ((صيد الأفكار)) لحسين بن محمد المهدي (2/169).

وقال أبو الفتح محمد بن أحمد الكندي:

سامحْ أخاك الدَّهرَ مهما بدَتْ
منه ذنوبٌ وقعُها يعظُمُ

وارحمْ لتلقَى رحمةً في غدٍ
فربُّنا يرحمُ مَن يرحمُ

[1464] ((الازدهار في ما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار))

للسيوطي (ص 98).

وقال ابن يعقوب:

إن كنتَ ترجو مِن الرحمنِ رحمتَه
فارحمْ ضعافَ الورَى يا صاحِ محترمًا

واقصدْ بذلك وجهَ اللهِ خالقِنا
سبحانَه مِن إلهٍ قد برى النَّسما

واطلبْ جزا ذاك مِن مولاك رحمتَه
فإنَّما يرحمُ الرحمنُ مَن رحِما

[1465] ((الضوء اللامع)) للسخاوي (8/137).

وقال ابن الشوائطي:

بادرْ إلى الخيرِ يا ذا اللبِّ واللسنِ
واشكرْ لربِّك ما أولى مِن المننِ

وارحمْ بقلبِك خلقَ اللهِ كلَّهم
يُنلْك رحمته في الموقفِ الخشنِ

[1466] ((الضوء اللامع)) للسخاوي (5/174).

*عبدالرحمن*
2021-02-08, 16:22
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الرِّفق في واحة الشعر

قال الشاعر:

الرِّفقُ ممن سيلقَى اليمنَ صاحبُه
والخُرقُ منه يكونُ العنفُ والزللُ

والحزمُ أن يتأنى المرءُ فرصتَه
والكفُّ عنها إذا ما أمكنتْ فشلُ

والبرُّ للهِ خيرُ الأمرِ عاقبةً
واللهُ للبرِّ عونٌ ماله مثلُ

خيرُ البريَّةِ قولًا خيرُهم عملًا
لا يصلحُ القولُ حتى يصلحَ العملُ

[1541] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 215).

وقال القاضي التنوخي:

القَ العدوَّ بوجهٍ لا قطوبَ به
يكادُ يقطرُ مِن ماءِ البشاشاتِ

فأحزمُ النَّاسِ مَن يلقَى أعاديَه
في جسمِ حقدٍ وثوبٍ مِن موداتِ

الرِّفقُ يمنٌ وخيرُ القولِ أصدقُه
وكثرةُ المزحِ مفتاحُ العداواتِ

[1542] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 182).

وقال النابغة:

الرِّفقُ يمنٌ والأناةُ سلامةٌ
فاستأنِ في رفقٍ تلاقِ نجاحًا

[1545] ((ديوان النابغة الذبياني)) (ص: 77).

وقال أحمد بن موسى الأزرق:

وزِنِ الكلامَ إذا نطقتَ، فإنَّما
يُبدي العقولَ أو العيوبَ المنطقُ

لا أُلفينَّك ثاويًا في غربةٍ
إنَّ الغريبَ بكلِّ سهمٍ يُرشقُ

لو سار ألفُ مدجَّجٍ في حاجةٍ
لم يقضِها إلا الذي يترفَّقُ

[1546] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 216).

وقال مسلم بن الوليد:

ينالُ بالرِّفق ما يعيا الرجالُ به
كالموتِ مستعجلًا يأتي على مهلِ

[1547] ((الحماسة البصرية)) لصدر الدين البصري (1/167).

وقال محمد بن حبيب الواسطي:

بنيَّ إذا ما ساقك الضرُّ فاتئدْ
فللرِّفقُ أولى بالأريبِ وأحرزُ

فلا تَحْمَينْ عند الأمورِ تعزُّزًا
فقد يورثُ الذُّلَ الطويلَ التعززُ

[1548] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 218).

وقال آخر:

خذِ الأمورَ برفقٍ واتئدْ أبدًا
إياك مِن عجلٍ يدعو إلى وصبِ

الرفقُ أحسنُ ما تُؤتَى الأمورُ به
يصيبُ ذو الرفقِ أو ينجو مِن العطبِ

[1549] ((نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب))

للمقري التلمساني (5/582).

وقال المنتصر بن بلال:

وعليك في بعضِ الأمورِ صعوبةٌ
والرِّفقُ للمستصعباتِ مِرانُ

وبحسنِ عقلِ المرءِ يثبتُ حالُه
وعلى المغارسِ تُثمرُ العيدانُ

[1550] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 218).

وقال أبو الحسن الربعي:

الرِّفقُ ألطفُ ما اتخذتَ رفيقَا
ويسوءُ ظنُّك أن تكونَ شفيقا

فخذِ المجازَ مِن الزمانِ وأهلِه
ودعِ التعمقَ فيه والتحقيقا

وإذا سألتَ اللهَ صحبةَ صاحبٍ
فاسألْه في أن يصحبَ التوفيقا

وانظرْ بعينِك حازمًا متعذرًا
في حيثُ شئتَ وعاجزًا مرزوقا

[1551] ((مجمع الحكم والأمثال)) لأحمد قبش (ص 193).

وقال منصور بن محمد الكريزي:

الرفقُ أيمنُ شيءٍ أنت تتبعُه
والخرقُ أشأمُ شيءٍ يقدُمُ الرِّجلا

وذو التثبتِ مِن حمدٍ إلى ظفرٍ
مَن يركبِ الرِّفقَ لا يستحقبِ الزَّللا

[1543] استحقبه: ادخره.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/325).

[1544] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 216).

*عبدالرحمن*
2021-02-09, 16:14
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ السَّتْرُ في واحة الشِّعر

قال ثعلب:

ثلاثُ خصالٍ للصَّديقِ جعلتُها
مُضَارِعَةً للصَّومِ والصَّلواتِ

مواساتُه والصَّفحُ عن عثراتِه
وتركُ ابتذالِ السِّرِّ في الخلواتِ

[1616] ((آداب العشرة))

لبدر الدين الغزي (1/53).

وقيل:

إذا شئتَ أن تحيا ودينُك سالـمٌ
وحظُّك موفورٌ وعرضُك صَيِّنُ

لسانُك لا تذكرْ به عورةَ امرئٍ
فعندك عَوراتٌ وللنَّاسِ ألسنُ

وعينُك إن أبدتْ إليك معايبًا
لقومٍ فقلْ: يا عينُ للنَّاسِ أعينُ

وصاحبْ بمعروفٍ وجانبْ مَن اعتدَى
وفارقْ ولكن بالتي هي أحسنُ

[1617] ((شذرات الذهب في أخبار من ذهب))

لابن العماد (5/325).

وقال الشَّاعر:

إذا المرءُ لم يلبسْ ثيابًا مِن الـتُّقَى
تقلَّبَ عريانًا وإن كان كاسيَا

وخيرُ لباسِ المرءِ طاعةُ ربِّه
ولا خيرَ فيمَن كان للهِ عاصيَا

[1618] ((تفسير القرطبي)) (7/184).

وقال أحمد شوقي:

ومن لم يُقِمْ سِتْرًا على غيرِه
يعِشْ مُسْتَباحَ العرضِ مُنْهَتك السِّتر

[1619] (( الأعمال الشعرية الكاملة))

لأحمد شوقي. المجلد الأول (2/127).

وقيل:

شرُّ الورَى مَن بعيبِ النَّاسِ مُشْتَغلٌ
مثلَ الذُّبابِ يراعي موضعَ العللِ

[1620] ((موارد الظمآن لدروس الزمان))

لعبد العزيز السلمان (1/377).

وقال ابن الأعرابي:

إذا المرءُ وفى الأربعين ولم يكنْ
له دونَ ما يأتي حياءٌ ولا سِتْرُ

فدعْه ولا تَنْفَسْ عليه الذي أتى
ولو مد أسباب الحياة له العمر

[1621] ((تاريخ دمشق))

لابن عساكر (10/ 47).

وقال الشَّاعر:

إذا أنت عِبْتَ النَّاس عابوا وأكثروا
عليك وأبدوا منك ما كان يُسْتَرُ

وقد قال في بعض الأقاويل قائل
له منطق فيه لسان محبر

إذا ما ذكرتَ النَّاسَ فاتركْ عيوبَهم
فلا عيبَ إلا دون ما فيك يُذْكَرُ

فإن عِبْتَ قومًا بالذي ليس فيهم
فذاك عندَ الله والنَّاسِ أكبرُ

وإن عِبْتَ قومًا بالذي فيك مثله
فكيف يَعِيب العُورَ من هو أعورُ

[1622] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 371).

*عبدالرحمن*
2021-02-10, 15:10
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ السَّمَاحَة في واحة الشعر

قال أوس بن حجر:

أيتها النفسُ أجملي جزعًا
إنَّ الذي تحذرين قد وقعا

إنَّ الذي جمع السَّمَاحَة والنجدةَ
والحزمَ والقوى جمعا

[1758] ((الفوائد والأخبار))

لأبي بكر بن دريد (ص 34).

وقال محمد بن أشكاب العجمي:

وإذا جدتَ للصديقِ بوعدٍ
فصِلِ الوعدَ بالفعالِ الجميلِ

ليس في وعدِ ذي السَّمَاحَةِ مطلٌ
إنَّما المطلُ في عداتِ البخيلِ

[1759] ((البخلاء)) للخطيب البغدادي (ص 150).

وقال الشافعي:

وكنْ رجلًا على الأهوالِ جلدًا
وشيمتُكَ السَّمَاحَةُ والوفاءُ

وإن كثرت عيوبُكَ في البرايا
وسَرَّك أَنْ يَكونَ لها غِطَاءُ

تَسَتَّر بالسَّخَاءِ فكُلُّ عَيْبٍ
يُغطِّيه كما قيلَ السَّخاءُ

ولا ترجُ السَّمَاحَةَ مِن بخيلٍ
فَما في النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ

[1760] ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص 17).

وقال آخر:

قد تحابى الجواد نائبة الدَّهْر
وفيهَا على البَخِيلِ وقاحة

كم رَأينَا من نعْمَةٍ قادها الْبُخْل
وأخرى تذودُ عنها السَّمَاحَة

[1761] ((يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر))

لأبي منصور الثعالبي (2/353).

*عبدالرحمن*
2021-02-11, 16:01
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الشَّجَاعَة في واحة الشعر

قالوا: أشجع بيت قاله العرب

قول العباس بن مرداس السلمي:

أشُدُّ على الكتيبةِ لا أُبالي
أحتفي كان فيها أم سواها

[1830] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة الدينوري (2/211).

وقد مدح الشعراء الشَّجَاعَة وأهلها

وأوسعوا في ذلك، فمن ذلك قول المتنبي:

شجاعٌ كأنَّ الحربَ عاشقةٌ له
إذا زارها فدته بالخيلِ والرَّجْلِ

[1831] ((ديوان المتنبي)) (521).

وقال أيضًا:

وكم رجالٍ بلا أرضٍ لكثرتِهم
تركتَ جمعَهمُ أرضًا بلا رجلِ

ما زال طرفُك يجري في دمائِهمُ
حتى مشَى بك مشيَ الشاربِ الثَّمِلِ

[1832] ((ديوان المتنبي)) (276).

وقال آخر:

مِن كلِّ متسعِ الأخلاقِ مبتسمٌ
للخطبِ إن ضاقتِ الأخلاقُ والحيلُ

يسعَى به البرقُ إلا أنَّه فرسٌ
في صورةِ الموتِ إلا أنَّه رجلُ

يلقَى الرِّماحَ بصدرٍ منه ليس له
ظهرٌ وهادي جوادٍ ما له كفلُ

[1833] ((نهاية الأرب)) للنويري (3/221).

وقال مسلم بن الوليد الأنصاري

في يزيد بن مزيد:

تلقَى المنيةَ في أمثالِ عدتها
كالسيلِ يقذفُ جلمودًا بجلمودِ

يجودُ بالنفسِ إذ ضنَّ الجوادُ بها
والجودُ بالنفسِ أقصى غايةِ الجودِ

[1840] الجُلْمود: الصخر، وقيل: الجُلْمُود:

أَصغر من الجَنْدل قدر ما يرمى بالقَذَّاف.

((لسان العرب)) لابن منظور (3/129).

[1841] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/108-109).

وقال ابن حيوس:

إن تردْ خبرَ حالِهم عن يقينٍ
فأْتِهم يومَ نائلٍ أو نزالِ

لقَ بيضَ الوجوهِ سودَ مُثارِ
الــــنقعِ خضرَ الأكنافِ حمرَ النصالِ

[1836] نائل: النائِل ما نِلْت من معروف إِنسان..

والتَّنَوُّل لا يكون إِلا في الخير

. ((لسان العرب)) لابن منظور (11/683).

[1837] نِزال: النِّزالُ في الحربِ أَن يتَنازَل الفريقان

وفي (المحكم) أَن يَنْزل الفَرِيقان

عن إِبِلهما إِلى خَيْلهما فيَتضاربوا.

((لسان العرب)) لابن منظور (11/656).

[1838] الأَكْنافِ: الجَوانِبِ.

((لسان العرب)) لابن منظور (1/195).

والنصال: النصل نصل السهم والسيف والسكين والرمح

. والجمع نصول، ونصال. ((الصحاح)) للجوهري (5/1830).

[1839] ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص 415)

وقال البحتري:

معشرٌ أمسكتْ حلومُهم الأر
ضَ وكادتْ لولاهم أن تميدا

فإذا المحل جاء جاؤوا سيولًا
وإذا النقعُ ثار ثاروا أسودا

وكأنَّ الإلهَ قال لنا في
الـــحربِ كونوا حجارةً أو حديدا

[1834] النقْعُ: الغُبار الساطِعُ. ((لسان العرب)) لابن منظور (8/359).

[1835] ((ديوان البحتري)) (1/ 592).

*عبدالرحمن*
2021-02-12, 15:38
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الشَّفَقَة في واحة الشِّعر

قال الشاعر:

قد كنت أُشْفِق مما قد فُجِعت به
إن كان يدفعُ عن ذي اللَّوعة الشَّفقُ

[1927] ((جمهرة الأمثال))

للعسكري (1/72).

وقال جرير:

يُسِرُّ لك البَغْضَاءَ كلُّ مُنَافِقٍ
كما كلُّ ذِي دِينٍ عليك شَفِيقُ

[1928] ((مجمع الأمثال))

لأبي الفضل النيسابوري (1/141).

وقال ابن هرمة:

وموعظةُ الشَّفِيقِ تكونُ داءً
إِذا خالفْتَ موعظةَ الشَّفِيقِ

[1929] ((التذكرة السعدية))

لمحمد بن عبد الرحمن العبيدي (ص 338).

وقال الشَّاعر:

رُبَّ رَحيمٍ مُشْفِقٍ مُتعطِّفٍ
لا يَنتَهي بالحَصْر ما أَعطاه

كَمْ نعمةٍ أَولى وَكَمْ من كُرْبةٍ
أَجلى وَكَمْ من مُبتَلى عافاه

[1930] ((صيد الأفكار))

لحسين المهدي (1/471).

وقال محمَّد الإخسيكائي:

ارحمْ أخيَّ عبادَ اللهِ كلَّهم
وانظرْ إِليهمْ بعينِ اللُّطفِ والشَّفَقَه

وَقِّرْ كبيرَهمُ وارحَمْ صغيرَهمُ
وراعِ في كلِّ خلقٍ وجْهَ مَن خَلَقَه

[1931] ((معجم الأدباء))

لياقوت الحموي (6/ 2640).

وقال: أبو الحسن الربعي:

الرِّفقُ ألطفُ ما اتَّخذْتَ رفيقَا
ويسوءُ ظنُّكَ أن تكون شَفِيقَا

فخُذِ المجازَ من الزَّمانِ وأهلِه
ودعِ التَّعمُّقَ فيه والتَّحْقيقا

[1932] ((مجمع الحكم والأمثال))

أحمد قبش (ص 194) (ص 193).

قال الشَّاعر:

وصاحبٌ كان لي وكنتُ له
أَشْفَقَ مِن والدٍ على ولدِ

كنَّا كساقٍ تسعَى بها قَدَمٌ
أو كذراعٍ نِيطَت إلى عَضُدِ

[1925] نيطت: ناطه نوطا: علقه

. وانتاط: تعلق. والأنواط: المعاليق.

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص892).

[1926] ((عيون الأخبار))

لابن قتيبة (3/93).

*عبدالرحمن*
2021-02-13, 16:17
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الصبر في واحة الشعر

قال الشاعر:

صبرًا جميلًا على ما ناب من حدثٍ
والصبرُ ينفعُ أحيانًا إذا صبروا

الصبرُ أفضل شيءٍ تستعين به
على الزمانِ إذا ما مسَّك الضررُ

[2095] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 161).

وقال الشاعر:

إني رأيتُ وفي الأيام تجربة
للصبر عاقبة محمودة الأثرِ

وقلَّ من جدَّ في شيء يحاوله
فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفرِ

[2096] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 161).

وقال آخر:

أتاك الروح والفرج القريب
وساعدك القضاء، فلا تخيبُ

صبرت، فنلت عقبى كلِّ خير
كذلك لكلِّ مصطبر عقيبُ

[2097] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 161).

قال الشاعر:

فما شدة يومًا، وإن جلَّ خَطبها
بنازلة إلَّا سيتبعها يسر

وإن عسرت يومًا على المرء حاجة
وضاقت عليه كان مفتاحها الصبر

[2098] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 162).

قال الشاعر:

تعزَّ، فإنَّ الصبر بالحرِّ أجمل
وليس على رَيب الزمان معولُ

فإن تكن الأيام فينا تبدلَّت
بنُعمَى وبُؤسَى، والحوادث تفعلُ

فما ليَّنتْ منا قناةً صليبةً
ولا ذلَّلتْنا للذي ليس يجملُ

ولكن رحلناها نفوسًا كريمة
تُحمَّل مالا تستطيعُ فتَحملُ

[2099] ((الحث على طلب العلم))

لأبي هلال العسكري (ص 58).

قال الشاعر:

إني رأيت الخير في الصبر مسرعًا
وحسبك من صبر تحوز به أجرا

عليك بتقوى الله في كلِّ حالة
فإنك إن تفعل تصيب به ذخرا

[2100] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 162).

قال الشاعر:

وإذا عَرتْك بليةٌ فاصبرْ لها
صبرَ الكريم، فإنَّه بك أعلمُ

وإذا شكوتَ إلى ابنِ آدمَ إنما
تشكو الرحيم إلى الذي لا يَرحمُ

[2101] ((مدارج السالكين))

لابن القيم (2/435).

قال الشاعر:

تعزَّ بحسن الصبر عن كلِّ هالك
ففي الصبر مسلاة الهموم اللوازمِ

إذا أنت لم تسلُ اصطبارًا وخشية
سلوت على الأيام مثلَ البهائمِ

[2102] ((المحاضرات والمحاورات))

للسيوطي (282).

وقال ابن زنجي البغدادي:

غاية الصبر لذيذٌ طعمُها
وبديُّ الصبر منه كالصَّبِر

إنَّ في الصبر لفضلًا بيِّنًا
فاحمل النفس عليه تصطبر

[2103] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 163).

وقال الكريزي:

صبرتُ ومَن يصبرْ يجدْ غِبَّ صبره
ألذَّ وأحلَى مِن جنَى النَّحل في الفمِ

ومَن لا يطِبْ نفسًا، ويستبْقِ صاحبًا
ويغفرْ لأهل الودِّ يصرمْ ويصرمِ

((الصداقة والصديق))

لأبي حيان (ص 355).

قال الشاعر:

إذا لم تسامح في الأمور تعقَّدت
عليك فسامح وأخرِجِ العسرَ باليسرِ

فلم أرَ أوفى للبلاء مِن التُّقَى
ولم أرَ للمكروه أشفَى مِن الصبرِ

[2105] ((الصبر والثواب عليه))

لابن أبي الدنيا (ص 45).

قال الشاعر:

اصبر لكلِّ مصيبة، وتجلَّدِ
واعلم بأنَّ المرء غيرُ مخلدِ

أوَما ترَى أنَّ المصائب جمَّةٌ
وترَى المنيَّة للعباد بمرصدِ

مَن لم يُصَبْ ممن ترَى بمصيبةٍ
هذا سبيلٌ لست فيه بأوحدِ

فإذا ذكرتَ محمدًا ومُصابه
فاذكرْ مُصابك بالنبيِّ محمدِ

[2106] ((غذاء الألباب لشرح منظومة الآداب))

للسفاريني (ص 276).

قال الشاعر:

مفتاحُ باب الفرج الصبر
وكلُّ عسرٍ معه يسرُ

والدهرُ لا يبقَى على حالِه
والأمرُ يأتي بعدَه الأمرُ

والكرهُ تُفنيه الليالي التي
يفنَى عليها الخير والشرُّ

وكيف يبقَى حالُ مَن حالُه
يُسرع فيها اليوم والشهرُ

[2107] ((الصبر والثواب عليه))

لابن أبي الدنيا (ص 58).

قال الشاعر:

تجري المقادير إن عسرًا وإن يسرَا
حاذرت واقعها أو لم تكن حذرا

والعسر عن قدر يجري إلى يسر
والصبر أفضل شيء وافق الظفرا

[2108] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 164).

*عبدالرحمن*
2021-02-14, 16:04
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الصدق في واحة الشعر

قال الشاعر:

عوِّد لسانك قول الخير تحظَ به
إنَّ اللسان لما عوَّدتَ معتادُ

موكلٌ بتقاضي ما سننتَ له
فاخترْ لنفسك وانظر كيف ترتادُ

[2202] ((الجليس الصالح الكافي))

للجريري (ص 194)

وقال الكريزي:

كذبت ومن يكذبْ فإنَّ جزاءه
إذا ما أتَى بالصِّدق أن لا يُصدَّقا

إذا عُرِف الكذَّابُ بالكذب لم يزل
لدى الناس كذَّابًا وإن كان صادقا

ومن آفة الكذَّاب نسيان كذبه
وتلقاه ذا فقهٍ إذا كان حاذقا

[2203] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 52).

وأنشد محمد بن عبد الله البغدادي:

إذا ما المرء أخطأه ثلاثٌ
فبِعْه ولو بكفٍّ مِن رمادِ

سلامة صدره والصدق منه
وكتمان السَّرائر في الفؤادِ

[2204] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 53).

وقال آخر:

وإذا الأمور تزاوجت
فالصدق أكرمها نتاجا

الصدق يعقد فوق رأس
حليفه بالصدق تاجا

والصدق يقدح زَنده
في كلِّ ناحية سِراجا

[2205] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 53).

قال آخر:

تحدَّث بصدق إن تحدَّثتَ وليكنْ
لكلِّ حديث من حديثك حينُ

فما القولُ إلا كالثيابِ فبعضُها
عليك وبعض في التخوت مصونُ

[2206] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 55).

وقال آخر:

كم مِن حسيب كريم كان ذا شرفٍ
قد شانه الكذب وسط الحي إن عمدا

وآخر كان صعلوكًا فشرَّفه
صدقُ الحديث وقول جانب الفندا

فصار هذا شريفًا فوق صاحبه
وصار هذا وضيعًا تحته أبدا

[2207] الفند: الخطأ في القول والرأي.

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 307).

[2208] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 55).

*عبدالرحمن*
2021-02-15, 16:12
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الصمت في واحة الشعر

قال الشافعي:

قالوا سكتَّ وقد خُوصِمتَ قلتُ لهم
إنَّ الجواب لِبابِ الشرِّ مفتاحُ

والصَّمت عن جاهل أو أحمقٍ شرف
وفيه أيضًا لِصون العِرض إصلاحُ

أمَا ترَى الأُسود تُخشَى وهي صامتة
والكلب يُخسَى لعمري وهو نبَّاحُ

[2309]يُخسَى .. يطرد. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 65).

[2310] ((نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن))

للشرواني (ص 217).

وقال أيضًا:

وجدتُ سكوتي متجرًا فلزمتُه
إذا لم أجدْ ربحًا فلستُ بخاسرِ

وما الصَّمتُ إلَّا في الرجالِ متاجر
وتاجره يعلو على كلِّ تاجرِ

[2311] ((حسن السمت في الصمت))

للسيوطي (ص 27).

وقال آخر:

قالوا نراك تطيلُ الصَّمت قلتُ لهم
ما طولُ صمتي مِن عِيٍّ ولا خرسِ

الصمتُ أحمدُ في الحالَين عاقبةً
عندي وأحسنُ بي من منطق شكسِ

قالوا فأنت مصيبٌ لستَ ذا خطأ
فقلتُ هاتوا أروني وجهَ معتبسِ

أأفرشُ البرَّ فيمَن ليس يعرفُه؟
أم أنثرُ الدرَّ بين العُمْي في الغَلَسِ

[2312] العي: الجهل. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/ 113).

[2313]شكسِ : سيئ. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (6/ 112).

[2314] ((حسن السمت في الصمت))

للسيوطي (ص 102).

وقال آخر:

متى تُطبق على شفتيك تَسلمْ
وإن تفتحْهما فقلِ الصَّوابا

فما أحدٌ يُطيل الصَّمت إلَّا
سيأمنُ أن يُذمَّ وأن يُعابا

فقلْ خيرًا أو اسكتْ عن كثيرٍ
مِن القول المحلِّ بك العقابا

[2315] ((حسن السمت في الصمت))

للسيوطي (ص 114)

((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ ( ص 277) .

وأجاد من قال:

مهلًا سُليمَى أقلِّي اللوم أو فلُمِي
مَن أقعدته صروفُ الدَّهر لم يقمِ

حظِّي يقصر بي عن كلِّ مكرُمةٍ
ولا تقصر بي عن نيلها هممِي

سألزم الصمت ما دام الزمان كذا
وأمنع الدهرَ مِن نطق اللسان فَمِي

إن لامني لائمٌ في الصَّمت قلتُ له
حبسُ الفتى نطقَه حرزٌ من الندمِ

[2316] ((حسن السمت في الصمت))

للسيوطي (ص 118).

وقال أبو جعفر القرشي:

استرِ العِيَّ ما استطعتَ بصمت
إنَّ في الصَّمت راحة للصَّمُوتِ

واجعلِ الصَّمت إن عَيِيت جوابًا
ربَّ قولٍ جوابُه في السُّكوتِ

[2317] العِيَّ . الجهل. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/ 113).

[2318] ((الصمت)) لابن أبي الدنيا (ص 300)

((الظرف والظرفاء)) للوشاء (ص 7).

وقال آخر:

إن كان يعجبك السُّكوت فإنَّه
قد كان يُعجبُ قبلك الأخيارَ

ولئن ندمتُ على سكوتٍ مرةً
فلقد ندمتُ على الكلام مِرارا

إنَّ السُّكوت سلامةٌ ولربَّما
زرع الكلام عداوة وضرارا

وإذا تقرَّب خاسر مِن خاسر
زادَا بذاك خسارةً وتَبارا

[2319] ((حسن السمت في الصمت))

للسيوطي (ص 115).

وأنشد الأبرش:

ما ذلَّ ذو صمت وما مِن مُكثرٍ
إلَّا يَزلُّ وما يُعاب صَمُوتُ

إن كان مَنطقُ ناطقٍ مِن فضَّةٍ
فالصَّمت دُرٌّ زانه الياقوتُ

[2320] ((روضة العقلاء)) للدارمي (ص 44).

وقال آخر:

وكن رزينًا طويل الصمت ذا فكر
فإن نطقت فلا تكثر من الخطبِ

ولا تجبْ سائلًا من غير تروية
وبالذي عنه لم تُسألْ فلا تُجِبِ

[2321] ((حسن السمت في الصمت))

للسيوطي (ص 114).

قال أحيحة بن الجلاح:

والصَّمت أجملُ بالفتَى
ما لم يكنْ عِيٌّ يَشينُه

والقولُ ذو خطَلٍ إذا
ما لم يكنْ لبٌّ يعينُه

[2322] الخطل: الكلام الفاسد الكثير.

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 993).

[2323] ((حسن السمت في الصمت))

للسيوطي (ص 114).

وقال مخرز بن علقمة:

لقد وارى المقابرُ مِن شريكٍ
كثيرَ تحلُّمٍ وقليلَ عابِ

صموتًا في المجالس غيرَ عِيٍّ
جديرًا حين ينطقُ بالصَّوابِ

[2324] ((البيان والتبيين))

للجاجظ (1/ 29).

وقال مكي بن سوادة:

تسلَّمَ بالسكوتِ مِن العيوبِ
فكان السَّكتُ أجلبَ للعيوبِ

ويرتجلُ الكلامَ وليس فيه
سِوَى الهَذَيانِ مِن حشد الخطيبِ

[2325] ((البيان والتبيين))

للجاجظ (1/ 29).

وقال آخر:

عجبتُ لإدلال العَيِيِّ بنفسه
وصمتِ الذي كان بالقول أعلما

وفي الصَّمتِ سترٌ للعييِّ وإنما
صحيفةُ لبِّ المرءِ أن يتكلَّما

[2326] ((البيان والتبيين))

للجاجظ (1/189).

وقال أحد الشعراء:

أرَى الصَّمت أدَنى لبعض الصواب
وبعض التكلُّم أدنى لعِيِّ

[2327] ((عيون الأخبار))

للدينوري (2/190).

وقال أبو العتاهية:

إذا كنت عن أن تحسن الصَّمت عاجزًا
فأنت عن الإبلاغ في القول أعجزُ

يخوض أناس في المقال ليُوجزوا
ولَلصمتُ عن بعض المقالات أوجزُ

[2328] ((الظرف والظرفاء))

لأبي الطيب الوشاء (ص 6).

وقال آخر:

قد أفلح الصَّامتُ السَّكوت
كلامُ راعي الكلامِ قوتُ

ما كلُّ نطقٍ له جوابُ
جوابُ ما يُكرهُ السُّكوتُ

[2329] ((تاريخ بغداد وذيوله)) (2/ 34).

*عبدالرحمن*
2021-02-16, 15:59
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ العدل في واحة الشعر

قال ابن حزم:

زمامُ أُصولِ جميع الفضائلِ
عدلٌ وفهمٌ وجُودٌ وباسُ

فمِن هذه رُكِّبت غيرُها فمَن
حازها فهو في الناس راسُ

كذا الرأسُ فيه الأمورُ التي
بإحساسها يُكشفُ الالتباسُ

[2392] ((الأخلاق والسير في مداواة النفوس)) (ص 85).

وقال آخر:

أدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ
واعدلْ ولا تظلمْ يطيب المكسبُ

[2395] ((مجموعة القصائد الزهديات)) للسلمان (2/ 481).

وقال أبو الفتح البستي:

عليك بالعدلِ إن وُلِّيت مملكةً
واحذرْ مِن الجوْرِ فيها غايةَ الحذرِ

فالملك يبقَى على عدلِ الكفورِ ولا
يبقَى مع الجوْرِ في بدْوٍ ولا حَضَرِ

[2396] ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (1/48).

وقال آخر:

عن العدلِ لا تعدلْ وكنْ متيقِّظًا
وحكمُك بين النَّاس فليكُ بالقسطِ

وبالرِّفقِ عاملْهم وأحسنْ إليهمُ
ولا تبدلنَّ وجه الرِّضا منك بالسَّخطِ

وحَلِّ بدُرِّ الحقِّ جِيد نظامِهم
وراقبْ إله الخلق في الحلِّ والربطِ

[2397] ((نسيم الصبا)) للحسن بن عمر بن الحسن (ص: 110- 111).

وقال الزمخشري:

قدم المنصور البصرة قبل الخلافة

فنزل بواصل بن عطاء

فقال: أبيات بلغتني عن سليمان بن يزيد العدوي في العدل

فمرَّ بنا إليه، فأشرف عليهم من غرفة

فقال لواصل: من هذا الذي معك؟

قال: عبد الله ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس

فقال: رحب على رحب

[2393] الرحب: السعة. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 414).

وقرب إلى قرب، فقال: يحب أن يستمع

إلى أبياتك في العدل، فأنشده

حتَّى متى لا نرَى عدلًا نُسَرُّ به
ولا نرَى لِوُلاةِ الحقِّ أعوانا

مستمسكين بحقٍّ قائمين به
إذا تلَّون أهلُ الجوْرِ ألوانا

يا للرجالِ لدَاءٍ لا دواءَ له
وقائدٍ ذي عمَى يقتادُ عُميانا

[2394] ((ربيع الأبرار)) (3/391-392).

*عبدالرحمن*
2021-02-17, 16:13
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ العِزَّة في واحة الشِّعر

قال المتنبِّي:

عِش عزيزًا أو مُتْ وأنت كريم
بين طَعنِ الـقَـنَا وخفق الـبنُـودِ

[2483] القنا: جمع قناة وهي الرمح.

((لسان العرب)) لابن منظور (15/203).

والبنود: جمع بند وهو العلَم الكبير.

((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 97).

[2484] ((الوساطة بين المتنبي وخصومه))

للجرجاني (1/351).

وقال آخر:

ستُّ عيونٍ مَن تأتَّتْ له
كانت له شافيةً كافية

العِلْمُ والعلياءُ والعفوُ والعِـ
زَّةُ والعِفَّةُ والعافية

[2485] ((مجمع الحكم والأمثال))

أحمد قبش.

وقال آخر:

لنا العِزَّة الـقَـعْسَاءُ والعدد الذي
عليه إذا عُـدَّ الحصى يُتَـحَـلَّفُ

[2486] عزة قعساء: ثابتة

ويتحلف أي يحلف ما لأحد مثل عددنا

. ((لسان العرب)) لابن منظور (6/ 177).

[2487] ((المعاني الكبير في أبيات المعاني))

لابن قتيبة الدينوري (1/534)..

وقال آخر:

وإذا ما اعْتَــرَتْك في الغَضَب العِزَّة
فَاذْكُر تَذَلُّلَ الِاعْتِذَارِ

[2488] ((أدب الدنيا والدين))

للماوردي (ص 259).

وقال عبد الصَّمد بن المعَذَّل:

إذا عزَّ يومًا أخوك
في بعض أمر فهُنْ

[2489] ((نهاية الأرب)) للنويري (3/90).

وقال الرَّبيع بن أبي الحُقَيق اليهودي:

إذا ماتَ منَّا سيِّدٌ قام بعده
له خلَفٌ بادي السِّيادةِ بارعُ

من أبنائنا والغصن ينضُر فرعُهُ
على أصله والعِرق للمرءِ نازعُ

وإنَّا لتغشانا الجدوبُ فما نُرَى
تُقَرِّبـُـنا للمُدنياتِ المطامعُ

[2490] ((حماسة الخالديين))

لأبي بكر محمد بن هاشم الخالدي

وأبي عثمان سعيد بن هاشم الخالدي (1/ 36).

وقال قَطَرِيُّ بن الفُجَاءة مُظهرًا عزَّة نفسه:

أقولُ لها إذا جاشتْ حياءً
من الأبطالِ ويحَك لن تُراعِي

فإنَّكِ لو طلبتِ حياةَ يومٍ
على الأجلِ الذي لكِ لن تُطاعي

فصبرًا في مجال الموتِ صبرًا
فما نَيْلُ الخلودِ بمُستطاعِ

وما ثوبُ الحياةِ بثوب عزٍّ
فيُطوَى عن أخي الخَنَع اليَراعِ

سبيلُ الموتِ غايةُ كلِّ حيٍّ
وداعِيه لأهل الأرض داعِي

ومَن لا يُعتبَطْ يهرَمْ ويسأَمْ
ويُفضِ به البقاءُ إلى انقطاعِ

[2491] الخنوع: الخضوع والذل.

((لسان العرب)) لابن منظور (8/79).

[2492] من اعتبطه الموت إذا مات من غير علة.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (7/348).

[2493] سبيع وميثم: اسما رجلين.

انظر: ((أمالي القالي)) (1/92).

[2494] ((حماسة الخالديين))

لأبي بكر محمد بن هاشم الخالدي

وأبي عثمان سعيد بن هاشم الخالدي (1/46).

وقال آخر:

ألا هل أتى الأقوام بَذْلي نصيحة
حبوت بها منِّى سبيعًا وميثمًا

وقلت اعلما أنَّ التَّدابر غادرت
عواقبه للذُّلِّ والقُلِّ جرهما

فلا تقدحا زَنْد العقوق وأبقيا
على العِزَّة القَعْسَاء أن تتهدَّما

[2495] قدح الزند ضربه بحجره ليخرج النَّار مِنه

. ((المعجم الوسيط)) (2/ 717).

[2496] ((أمالي القالي)) (1/ 93).

وقال النَّابغة الجعدي:

فإن كنتَ ترجو أن تحوِّل عزَّنا
بكفَّيْك فانقل ذا المناكب يذبُلا

وإني لأرجو إن أردت انتقاله
بكفَّيك أن يأتي عليك ويثقُلا

[2497] ((الشكوى والعتاب)) للثعالبي (1/240).

*عبدالرحمن*
2021-02-18, 16:29
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ العزم والعزيمة في واحة الشعر

قال الشاعر:

إذا هَمَّ ألقَى بين عينيه عزمَه
ونَكَّب عن ذكر العواقب جانبا

ولم يستشِرْ في أمره غيرَ نفسه
ولم يرضَ إلا قائمَ السيفِ صاحبا

[2584] نكَّب: نَكَبَ عن الشيءِ وعن الطريق يَنْكُب نَكْبًا

ونُكُوبًا ونَكِبَ نَكَبًا ونَكَّبَ وتَنَكَّبَ عَدَلَ.

((لسان العرب)) لابن منظور (1/770).

[2585] ((تفسير التحرير والتنوير)) لابن عاشور (4/151).

قال امرؤ القيس:

ولو أنَّما أسعَى لأدَنى معيشةٍ
كفاني- ولم أطلبْ- قليلٌ من المالِ

ولكنَّما أسعَى لمجدٍ مؤثَّلٍ
وقد يدركُ المجدَ المؤثلَ أمثالي

[2586] مؤثل: أي قديم واثلة الشيء أصله

. ((شرح النووي على1/86 مسلم))

[2587] ((العود الهندي مجالس أدبية في ديوان المتنبي))

لعبد الرحمن السقاف (3/12، 9).

وقال أبودُلَف:

وليس فراغُ القلبِ مجدًا ورفعةً
ولكنَّ شغلَ القلبِ للمرءِ رافعُ

[2588] ((الرسائل)) للجاحظ (2/ 353).

قال المتنبي:

إذا غامرتَ في شرفٍ مَرومٍ
فلا تقنعْ بما دونَ النُّجومِ

فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقيرٍ
كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ

[2589] مروم: رام الشيء يَرومُهُ رَوْمًا ومَرامًا طلبه.

((لسان العرب)) لابن منظور (12/258).

[2590] ((محاضرات الأدباء))

للراغب الأصفهاني (1/524).

وقال أيضًا:

على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ
وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ

وتعظمُ في عينِ الصغيرِ صغارُها
وتصغرُ في عينِ العظيمِ العظائمُ

[2591] ((ديوان أبي الطيب المتنبي)) (ص 385).

غصن البآن
2021-02-18, 16:39
الله الله..
جميل ما تنتقون..

*عبدالرحمن*
2021-02-19, 05:55
الله الله..
جميل ما تنتقون..

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

اسعدني حضورك الطيب مثلك

بارك الله فيكِ

*عبدالرحمن*
2021-02-19, 15:41
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ العفة في واحة الشعر

قال الشافعي:

عِفُّوا تعِفَّ نساؤكم في المحرمِ
وتجنَّبُوا ما لا يليقُ بمسلمِ

إنَّ الزِّنا دَينٌ إذا أقرضتًه
كان الوفا مِن أهلِ بيتِك فاعلمِ

يا هاتكًا حُرمَ الرجالِ وقاطعًا
سُبلَ المودةِ عشتَ غيرَ مُكرَّمِ

لو كنتَ حرًّا مِن سُلالةِ ماجدٍ
ما كنتَ هتَّاكًا لحرمةِ مُسلمِ

من يزنِ يُزنَ به ولو بجدارِه
إن كنتَ يا هذا لبيبًا فافهمِ

[2675] ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص 108).

وقال معن بن أوس:

لعمرُكَ ما أهويتُ كفِّي لريبةٍ
ولا حملتني نحوَ فاحشةٍ رجلي

ولا قادني سمعي ولا بصري لها
ولا دلَّني رأيي عليها ولا عقلي

وأعلمُ أني لم تُصبني مصيبةٌ
مِن الدهر إلا قد أصابتْ فتًى قبلي

ولست بماشٍ ما حييتُ بمنكرٍ
مِن الأمرِ لا يسعَى إلى مثلِه مثلي

ولا مُؤْثرًا نفسي على ذي قرابةٍ
وأُوثرُ ضيفي ما أقام على أهلي

[2676] ((أمالي القالي)) (2/234).

وقال آخر:

تقنَّع بالكفافِ تعشْ رخيا
ولا تبغِ الفضولَ مِن الكفافِ

ففي خبزِ القفارِ بغيرِ أُدْمٍ
وفي ماءِ القِراحِ غنًي وكافِ

وفي الثوب المرقَّع ما يُغطَّى
به مِن كلِّ عُريٍ وانكشافِ

وكلُّ تزيُّنٍ بالمرءِ زينٌ
وأزينُه التزيُّنُ بالعفافِ

[2677] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 150).

وقال آخر:

لا تخضعنَّ لمخلوقٍ على طمعٍ
فإنَّ ذلك نقصٌ منك في الدِّينِ

لن يقدرَ العبدُ أن يعطيَك خَرْدلةً
إلا بإذنِ الذي سوَّاك مِن طينِ

فلا تصاحبْ غنيًّا تستعزُّ به
وكن عفيفًا وعظِّمْ حُرمةَ الدِّينِ

واسترزقِ اللهَ ممَّا في خزائنِه
فإنَّ رزقَك بينَ الكافِ والنُّونِ

[2677] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 150).

*عبدالرحمن*
2021-02-20, 15:07
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ العفو والصفح في واحة الشعر

قال الشافعي:

لما عفوتُ ولم أحقِدْ على أحدٍ
أرحتُ نفسي مِن همِّ العداواتِ

إني أُحيِّي عدُوِّي عندَ رؤيتِه
لأدفعَ الشرَّ عني بالتحياتِ

وأُظهرُ البشْرَ للإنسانِ أُبغضُه
كأنما قد حشَى قلبي محباتِ

النَّاسُ داءٌ، وداءُ النَّاسِ قُربُهمُ
وفي اعتزالِهمُ قطعُ الموداتِ

[2771] ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص 36).

وقال أيضًا:

قالوا سكتَّ وقد خُوصِمتَ قلتُ لهم
إنَّ الجواب لِبابِ الشرِّ مفتاحُ

فالعفو عن جاهل أو أحمق أدب
نعم وفيه لصونِ العِرض إصلاحُ

إن الأُسود لتخشَى وهي صامتة
والكلب يُحثَى ويُرمَى وهو نبَّاحُ

[2772] ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص 42).

وقال منصور بن محمد الكريزي:

سأُلزمُ نفسي الصفحَ عن كلِّ مذنب
وإن كثرت منه إليَّ الجرائمُ

فما الناسُ إلَّا واحدٌ مِن ثلاثةٍ
شريفٌ ومشروفٌ ومثلي مُقاومُ

فأمَّا الذي فوقي فأعرفُ فضلَه
وأتبعُ فيه الحقَّ والحقُّ لازمُ

وأما الذي دوني فإن قال صنتُ عن
إجابتِه عِرضي وإن لام لائمُ

وأما الذي مثلي فإن زلَّ أو هفا
تفضَّلتُ إنَّ الحلم للفضلِ حاكمُ

[2773] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 166).

وقال أبو الفتح البستي:

خذِ العفوَ وأْمُرْ بعرفٍ كما
أمرت وأعرضْ عن الجاهلين

ولِنْ في الكلامِ لكلِّ الأنامِ
فمستحسَنٌ من ذوي الجاه لين

[2774] ((زهر الآداب وثمر الألباب))

لأبي إسحاق القيرواني (2/427).

وقال آخر:

إذا كنتُ لا أعفو عن الذنبِ مِن أخٍ
وقلتُ أُكافيه فأينَ التفاضلُ

فإن أقطعِ الإخوانَ في كلِّ عسرةٍ
بقيتُ وحيدًا ليس لي من أُواصلُ

ولكنني أُغضي جُفوني على القذَى
وأصفحُ عمَّا رابني وأُجاملُ

[2775] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (3/80).

*عبدالرحمن*
2021-02-21, 15:37
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ علو الهمة في واحة الشعر

قال علي رضي الله عنه:

إذا أظْمَأتْك أكفُّ الرِّجالِ
كفَتْك القناعةُ شِبَعًا ورِيَّا

فكنْ رُجلًا رِجلُه في الثَّرَى
وهامةُ هِمَّتِه في الثُّريَّا

[2887] الثَّــرَى: التُّــرَابُ النَّدِيُّ.

((مختار الصحاح)) للرازي (ص 49).

والثريا: النجم المعروف، وهو تصغير ثروى.

((النهاية في غريب الحديث)) لابن الأثير (1/210).

((صيد الأفكار)) لحسين محمد المهدي (2/330)

وقال أيضًا:

ومحترسٍ من نفسِه خوفَ ذلةٍ
تكونُ عليه حجةٌ هي ماهيَا

فقَلَّصَ بُرْدَيهِ وأفضَى بقلبِهِ
إِلى البِرِّ والتقوى فنالَ الأمانيا

وجانب أسبابَ السفاهةِ والخَنا
عفافًا وتنزيهًا فأصبحَ عاليا

وصانَ عن الفحشاءِ نفسًا كريمةً
أبتْ همةً إلا العُلَى والمعاليا

تراهُ إِذا ما طاشَ ذو الجهلِ والصَّبا
حليمًا وقورًا ضائنَ النفسِ هاديا

له حِلْمُ كهلٍ في صرامةِ حازمٍ
وفي العينِ إِن أبصرتَ أبصرتَ ساهيا

يروقُ صفاء الماءِ منه بوجهِه
فأصبحَ منه الماءُ في الوجهِ صافيا

ومن فضلِه يرعَى ذِمامًا لجارهِ
ويحفظُ منه العهد إِذ ظلَّ راعيا

صَبورًا على صَرْفِ الليال ورزئها
كَتومًا لأسرارِ الضميرِ مُداريا

له هِمَّةُ تعلو على كُلِّ همةٍ
كما قد علا البَدرُ النجومَ الدراريا

[2889] الخنا: الفحش في القول.

((النهاية في غريب الحديث)) لابن الأثير (2/86).

[2890] الصبا: من الصبوة: جهلة الفتوة واللهو.

((لسان العرب)) لابن منظور (14/449).

[2891] ضائن: لين. ((لسان العرب)) لابن منظور (13/252).

[2892] تواليها وتخالفها. ((المعجم الوسيط)) (1/513).

والدراريا: جمع دري: وهو الثاقب المضيء.

((لسان العرب)) لابن منظور (4/282).

[2893] ((مجمع الحكم والأمثال)) لأحمد قبش (165).

وقال المتنبي:

لولا المشقةُ ساد النَّاسُ كلُّهمُ
الجُودُ يُفقرُ والإقْدامُ قتَّالُ

[2894] ((ديوان أبي الطيب المتنبي)) (ص 490).

وله أيضًا:

وإذا كانت النفوسُ كبارًا
تعِبتْ في مُرادِها الأجسامُ

[2895] ((ديوان أبي الطيب المتنبي)) (ص 261).

وقال أيضًا:

ولم أرَ في عيوبِ النَّاسِ شيئًا
كنقصِ القادرين على التَّمامِ

[2896] ((ديوان أبي الطيب المتنبي)) (ص 483).

وقال ابن هانئ الأندلسي:

ولم أجِد الإِنسانَ إِلا ابن سعيِه
فمن كان أسعَى كان بالمجدِ أجدرا

وبالهمةِ العلياءِ يرقَى إِلى العُلا
فمن كان أرقَى هِمَّةً كان أظهرا

ولم يتأخرْ مَن يريدُ تقدمًا
ولم يتقدمْ مَن يريدُ تأخرا

[2897] ((مجمع الحكم والأمثال)) لأحمد قبش (217).

*عبدالرحمن*
2021-02-22, 16:26
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الغَيْرة في واحة الشعر

قال الخريمي:

ما أحسنَ الغَيْرةَ في حينِها
وأقبحَ الغَيْرةَ في كلِّ حينِ

من لم يزلْ متهمًا عرسَه
مناصبًا فيها لريبِ الظُّنونِ

أوشك أن يُغريَها بالذي
يخاف أن يبرزها للعيونِ

حسبك من تحصينها وضعُها
منك إلى عِرض صحيح ودينِ

لا تطَّلع منك على ريبة
فيتبعَ المقرونُ حبلَ القرينِ

[2952] ((الشعر والشعراء)) لابن قتيبة (9/148).

وقال آخر في غيرته على زوجته:

أغارُ عليك مِن نفسي ومني
ومنك ومِن مكانِك والزمانِ

ولو أني خبَأتُك في عيوني
إلى يومِ القيامةِ ما كفاني

[2953] ((المستطرف)) للأبشيهي (ص 433).

وقال ابن مطروح:

ولو أمسى على تلفي مصرًّا
لقلتُ معذبي بالله زدني

[2953] ((المستطرف)) للأبشيهي (ص 433).

*عبدالرحمن*
2021-02-23, 16:26
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الفِرَاسَة في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:

ألا إنَّ عين المرء عنوان قلبه
تخبِّر عن أسراره، شاء أم أبى

[2993] ((روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار))

للأماسي (ص 99).

وقال ابن الرُّومي:

وخبيءُ الفؤادِ يعلمُه العا
قلُ قبلَ السَّماع بالإيماءِ

وظنونُ الذكيِّ أنفذُ في الحقِّ
سهامًا من رُؤيَةِ الأغبياءِ

[2994] ((ديوان ابن الرومي)) (1/60)

((محاضرات الأدباء)) للراغب الأصفهاني (1/180).

وقال آخر:

لا تألِ المرءَ عن خلائقِه
في وجهِه شاهدٌ مِن الخبرِ

[2995] ((محاضرات الأدباء)) للراغب الأصفهاني (1/180).

وقال البحتري:

وإذا صحَّت الرويَّة يومًا
فسواء ظنُّ امرئٍ وعيانُه

[2996] ((محاضرات الأدباء)) للراغب الأصفهاني (1/180).

ومن الفِرَاسَة قول عمرو بن مرَّة العبدي:

إذا ما الظَّنُّ أكذبَ في أُناسٍ
رميتُ بصدقِه سترَ الغيوبِ

[2997] ((التذكرة الحمدونية)) لابن حمدون (8/20).

وقال الشَّاعر:

وشاعت الحِكْمةُ عن لقمان
وهكذا الخطبةُ عن سَحْبَان

واشتهرت فِرَاسَةُ الأفراس
عن عامرٍ والحِذْقُ عن إياس

[2998] ((مجمع البحرين)) لليازجي (ص 94).

وقال آخر:

وإذا اعتراك الوهمُ في حالِ امرئٍ
فأردتَ تعرفُ خيرَه من شرِّه

فاسألْ ضميرَك عن ضميرِ فؤادِه
يُنْبِيك سرُّك بالذي في سرِّه

[2999] ((فيض القدير)) للمناوي (1/248).

*عبدالرحمن*
2021-02-24, 15:58
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الفَصَاحة في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:

لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُه
فلم يبقَ إلَّا صورةُ اللَّحمِ والدَّمِ

ويقول شاعر آخر:

طويلُ القَنَاةِ قصيرُ العدات
ذميمُ العداة حميدُ الشِّيم

فَصِيحُ اللِّسانِ بديعُ البنانِ
رفيعُ السنانِ سريعُ القلم

يكيلُ الرِّجالَ بأقدارِها
ويرعَى البيوتاتِ رعْيَ الحرم

[3050] الشيمة: الخُلُق، جمع شيم.

((المعجم الوسيط)) (1/504).

[3051] ((يتيمة الدهر)) للثعالبي (4/259).

وقال إبراهيم بن العبَّاس الصولي:

إِذا ما الفكرُ أضمرَ حسنَ لفظٍ
وأدَّاهُ الضميرُ إِلى العيانِ

ووشَّاهُ ونمنمَهُ مُسَدٍّ
فَصِيحٌ بالمقالِ وباللِّسانِ

رأيتَ حُلى البَيان منوَّراتٍ
تضاحكُ بينها صُورَ المعاني

[3052] نمنمه: زخرفه ونقشه

. ((تاج العروس)) للزبيدي (34/11).

[3053] ((زهر الآداب وثمر الألباب))

لأبي إسحاق الحصري (2/562).

قالت الخنساء:

كأنَّ كلامَ النَّاس جُمِّع حولَه
فأطلق في إحسانه يتخيَّرُ

[3058] ((محاضرات الأدباء)) للراغب (1/83).

وقال بكر بن سوادة في خالد بن صفوان:

عليمٌ بتنزيلِ الكلامِ مُلَقَّن
ذَكُورٌ لما سدَّاه أولَ أولا

ترَى خطباءَ النَّاس يومَ ارتجالِه
كأنَّهم الكِروان عاين أَجْدَلاَ

[3059] قال الجاحظ: (الكِروان: جمع كروان

وهو ذكر الحبارى) ((البيان والتبيين)) (1/275).

وقال ابن منظور: (الكروان، بالتحريك:

طائر ويدعى الحجل والقبج، وجمعه كِروان)

. ((لسان العرب)) (15/220).

الأجدل: الصقر. ((الصحاح)) للجوهري (4/1653)

[3060] ((الاستذكار)) لابن عبد البر (8/559).

وقال ابن عبد البر:

ما زالت العرب تمدح البَيان

والفَصَاحة في أشعارها وأخبارها

فمِنْ ذلك قول حسَّان بن ثابت في ابن عبَّاس:

إذ قال لم يتركْ مقالًا لقائل
بمنتظمات لا ترَى بينها فصلًا

كفَى وشفَى ما في النُّفوس فلم يدعْ
لذي إِرْبَة في القول جدًّا ولا هزلًا

[3054] ((الأوراق قسم أخبار الشعراء)) للصولي (2/78).

ولعبد الله بن المبارك في مالك بن أنس:

صَموتٌ إذا ما الصَّمت زيَّن أهله
وفتَّاقُ أبكارِ الكلام المخَتَّمِ

وَعَى ما وَعَى القرآن من كلِّ حِكْمة
ونِيطَت لها الآداب باللَّحم والدَّم

[3055] فتَّاق: فتقت الشيء فتقا: شققته

. وفَتَّقْتُهُ تَفْتيقًا مثله. ((الصحاح)) للجوهري (4/1539).

[3056] المختوم ضد المفتوح.

انظر: ((مختار الصحاح)) للرازي (ص 88).

[3057] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (2/88).

*عبدالرحمن*
2021-02-25, 16:04
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الفِطْنَة والذَّكاء في واحة الشِّعر

يقول ابن أبي عيينة:

فانظر وفكِّر فيما تمرُّ به
إنَّ الأريب المفكر الفَطِن

[3124] الأريب: الرَّجُلُ الأَريب، أَي ذُو دَهْي وبَصَر.

انظر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (15/184).

[3125] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربِّه (6/268).

وقال الشَّاعر:

شهم الفؤادِ ذكاؤه ما مِثْلُهُ
عند العزيمةِ في الأَنامِ ذَكاءُ

[3127] ((الزاهر)) لأبي بكر الأنباري (2/366).

وقال آخر:

ذو العقلِ يسخو بعيشِ ساعتِه
وبالذي بعدَها تشحُّ يدُه

وكلُّ ذي فِطْنَةٍ ومعرفةٍ
أهمُّ مِن يومِه عليه غدُه

[3132] ((التمثيل والمحاضرة))

للثعالبي (ص 103).

وقال شاعر يصف أحدهم:

فضل النَّاس فِطْنَةً واجتهادًا
في رضى ربِّه ورأيًا وعقلًا

[3133] ((دمية القصر وعصرة أهل العصر))

للباخرزي (1/ 89).

وقال المتنبي:

لا يُدْرِكُ المجْدَ إلَّا سَيِّدٌ فَطِنٌ
لِمَا يَشُقُّ على السَّادَاتِ فَعَّال

لا وارثٌ جَهِلَت يُمْنَاه ما وَهَبَت
ولا كَسُوبٌ بغير السَّيف سَئَّالُ

[3134] ((ديوان أبي الطيب المتنبي)) (ص 486).

وقال آخر:

أَلْمَعيُّ الظُّنونِ مُتَّقدُ الذِّهْنِ
أعانته فِطْنَة وذكاءُ

مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ مِعَنٌّ مِفَنٌّ
كلُّ دَاء له لَدَيْهِ دَوَاءُ

[3128] الألمعي: الذي إذا لمع له أول الأمر عرف آخره

يكتفى بظنه دون يقينه. وهو مأخوذ من اللمع

وهو الإشارة الخفية والنظر الخفي.

((تهذيب اللغة)) للأزهري (2/257).

[3129] رجل مخلط مزيل يجمع بَين الْأَشْيَاء

ويميز بَينهَا لقُوَّة فكره. ((المعجم الوسيط)) (1/410).

[3130] رجل معن مفن: ذو عنن واعتراض

وذو فنون من الكلام. ((لسان العرب)) لابن منظور (13/326).

[3131] ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (1/ 145).

*عبدالرحمن*
2021-02-26, 16:08
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ القناعة في واحة الشعر

قال بشر بن الحارث:

أفادتنا القناعةُ أيَّ عزٍّ
ولا عزًّا أعز من القناعه

فخذْ منها لنفسِك رأسَ مالٍ
وصيِّر بعدَها التقوَى بضاعه

تحزْ حالين: تغنى عن بخيلٍ
وتسعدُ في الِجنانِ بصبرِ ساعه

[3234] ((مختصر تاريخ دمشق)) لابن منظور (5/203)

وقال محمد بن حميد الأكاف:

تقنَّعْ بالكَفافِ تعِشْ رخيا
ولا تبغِ الفضول من الكفافِ

ففي خبز القفار بغير أُدمٍ
وفي ماء القِراح غنًى وكافِ

وفي الثوب المرقَّع ما يُغطَّى
به من كلِّ عريٍ وانكشافِ

وكلُّ تزيُّن بالمرء زين
وأزينه التزيُّنُ بالعفافِ

[3235] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص150).

وقال آخر:

هـي القنـاعةُ لا تـرضَى بهــا بـدلا
فيهــا النعيـمُ وفيهــا راحـةُ البـدنِ

انظـرْ لمـن ملَــك الدُّنيـا بأجمـعِـها
هـل راح منها بغيــر القطـن والكفـن

[3236] ((غذاء الألباب)) للسفاريني (2/537).

وقال الشَّاعر:

نصف القنوع وأينا يقنع
أو أينا يرضى بما يجمع

لله درُّ ذوي القناعةِ ما
أصفى معاشهم وما أوسع

من كان يبغي أن يلذَّ وأن
تهدى جوارحه فما يطمع

فقرُ النفوس بقدر حاجتها
وغنى النفوس بقدر ما تقنع

[3239] ((التبصرة)) لابن الجوزي (2/156).

وقال محمود الوراق:

غنى النفس يغنيها إذا كنت قانعا
وليس بمغنيك الكثيرُ مع الحرصِ

وإن اعتقاد الهمِّ للخير جامعٌ
وقلةُ همِّ المرء يدعو إلى النقصِ

[3240] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (3/158).

وقال آخر:

رضيتُ من الدنيا بقوتٍ يقيمني
فلا أبتغي مِن بعده أبدًا فضلا

ولست أرومُ القُوتَ إلَّا لأنَّه
يُعينُ على علمٍ أردُّ به جهلا

فما هذه الدنيا بطِيبِ نعيمها
لأيسرِ ما في العلمِ من نكتةٍ عَدلا

[3241] ((القناعة)) لابن السني (1/46).

وقال آخر:

عليك بتقوَى اللهِ واقنعْ برزقِه
فخيرُ عبادِ الله مَن هو قانعُ

ولا تُلهِك الدنيا ولا تطمعْ بها
فقد يُهلك المغرورَ فيها المطامعُ

[3242] ((التبصرة)) لابن الجوزي (2/156).

وقال ابن تيمية:

وجدتُ القناعةَ ثوبَ الغنى
فصرتُ بأذيالها أمتسكْ

فألبسني جاهُها حلةً
يمرُّ الزمانُ ولم تُنتهَكْ

فصرتُ غنيًّا بلا درهمٍ
أمرُّ عزيزًا كأنِّي مَلِكْ

[3243] ((غذاء الألباب)) للسفاريني (2/538).

وقال آخر:

إذا أظمأتك أكفُّ اللئامِ
كفَتْك القناعةُ شِبَعًا ورِيَّا

فكن رجلًا رِجله في الثَّرَى
وهامةُ همَّتِه في الثُّريَّا

أبيًّا لنائلِ ذي ثروةٍ
تَراه بما في يديه أبيا

فإنَّ إراقةَ ماءِ الحياةِ
دونَ إراقةِ ماءِ المحيَّا

والمحيا: الوجه. ((مختار الصحاح)) للرازي (86).

[3246] ((الكشكول)) للعاملي (2/268)

وقال عبد العزيز بن سليمان الأبرش:

إذا المرءُ لم يقنَعْ بعيشٍ فإنَّه
وإن كان ذا مالٍ من الفقرِ مُوقرُ

إذا كان فضلُ الناس يُغنيك بينهم
فأنت بفضل الله أغنى وأيسرُ

[3237] موقر: من الوقر الحمل الثقيل.

((لسان العرب)) لابن منظور (5/ 289).

[3238] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص150).

وما أحسن قول الشافعي:

خَبَرتُ بَني الدنيا فلم أرَ منهم
سِوى خادعٍ والخبثُ حشوُ إهابِه

فجرَّدتُ عن غِمدِ القناعةِ صارمًا
قطعتُ رجائي منهمُ بذُبابِه

فلا ذا يراني واقفًا بطريقِه
ولا ذا يراني قاعدًا عندَ بابِه

غنيٌّ بلا مالٍ عن الناسِ كلِّهم
وليس الغِنى إلا عن الشيءِ لا به

[3244] الصارم: السيف القاطع.

((لسان العرب)) لابن منظور (12/335).

[3245] ((غذاء الألباب)) للسفاريني (2/543).

*عبدالرحمن*
2021-02-27, 16:19
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ كتمان السِّرِّ في واحة الشعر

قال: أنس بن أسيد:

ولا تُفشِ سرَّك إلا إليك
فإنَّ لكلِّ نصيح نصيحًا

فإني رأيتُ وُشاةَ الرجالِ
لا يتركون أديمًا صحيحًا

[3299] ((أدب الدنيا والدين))

للماوردي (ص 307).

وقال علي بن محمد البسامي:

تبيحُ بسرِّك ضِيقًا به
وتبغي لسرِّك مَن يكتمُ

وكتمانُك السِّرَّ ممن تخافُ
ومَن لا تخافنَّه أحزمُ

إذا ذاع سرُّك من مخبَرٍ
فأنت وإن لمته ألومُ

[3300] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 188).

وقال آخر:

إذا المرءُ أفشَى سرَّه بلسانه
ولام عليه غيره فهو أحمقُ

إذا ضاق صدرُ المرءِ عن سرِّ نفسِه
فصدرُ الذي يُستودعُ السِّرَّ أضيقُ

[3301] ((أدب الدنيا والدين))

للماوردي (ص 307).

وقال عبد العزيز بن سليمان:

إذا ضاق صدرُ المرءِ عن بعضِ سرِّه
فألقاه في صدري فصدري أضيقُ

ومَن لامني في أن أُضيِّع سِرَّه
وضيَّعه قبلي فذو السِّر أخرقُ

[3302] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 188).

وقال الصلتان السعدي:

وسرُّك ما كان عندَ امرئٍ
وسرُّ الثلاثةِ غيرُ الخفِي

[3303] ((الحيوان))

للجاحظ (3/230).

وقال آخر:

فلا تنطق بسرِّك كلُّ سرٍّ
إذا ما جاوز الاثنين فاشي

[3304] ((أدب الدنيا والدين))

للماوردي (ص 308).

وقال بعض الشعراء:

ولو قدرتُ على نسيانِ ما اشتملتْ
مني الضلوعُ على الأسرارِ والخبرِ

لكنت أولَ من ينسى سرائرَه
إذا كنت مِن نشرِها يومًا على خطرِ

[3305] ((عيون الأخبار))

لابن قتيبة (1/97).

وحكي أن عبد الله بن طاهر تذاكر الناس

في مجلسه حفظ السِّرِّ فقال ابنه:

ومستودعي سرًّا تضمنت سرَّه
فأودعته من مستقر الحشى قبرًا

ولكنني أخفيه عنِّي كأنني
من الدهر يومًا ما أحطتُ به خبرًا

وما السِّرُّ في قلبي كمَيْتٍ بحفرة
لأنِّي أرى المدفون ينتظر النشرا

[3306] ((أدب الدنيا والدين))

للماوردي (ص 308).

قال الشاعر:

إنَّ الكريم الذي تبقَى مودَّتُه
ويحفظُ السرَّ إن صافى وإن صرما

ليس الكريم الذي إن غاب صاحبُه
بثَّ الذي كان مِن أسرارِه علما

[3307] ((غرر الخصائص الواضحة))

للوطواط (ص 572).

وقال آخر:

وكنت إذا استودعت سرًّا كتمته
كبَيْضِ أَنُوقٍ لا يُنال لها وكرُ

والأنوق اسم للرخَمَة، وهي أبعد الطير وَكْرًا.

3308] ((مجمع الأمثال))

للميداني (1/115)

*عبدالرحمن*
2021-02-28, 15:50
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ كَظْم الغَيْظ في واحة الشِّعر

قال العَرْجِيُّ:

وإذا غَضِبتَ فكن وقورًا كاظمًا
للغيظ تُبصر ما تقول وتسمعُ

فكفَى به شرفًا تصبُّر ساعةٍ
يَرضى بها عنك الإله وتُرفعُ

أي: يَرفع قدرك

[3370] ((الكشف والبيان))

للثعلبي (3/166).

وقال آخر:

إذا المرء لم يحمل على النَّفس ضَيْمها
فليس إلى حسنِ الثَّناء سبيلُ

[3371] الضيم: هو الظلم. ((مختار الصحاح)) للرازي (1/187).

[3372] (( ديوان الحماسة))

للمرزوقي (ص 83).

وقال آخر:

وكَظْمُهمو للغَيْظ عند استِعَارِه
إذا عزَّ بين النَّاس كَظْم المغائظِ

وأخلاقُهم محمودةٌ إن خبرتها
فليست بأخلاقٍ فظاظٍ غلائظِ

تحلَّوْا بآدابِ الكتابِ وأحسنوا
التَّــفكر في أمثاله والمواعظِ

ففاضت على الصَّبر الجميل نفوسهم
سلامٌ على تلك النُّفوسِ الفَوائظِ

(المغائظ) [الغَيْظُ]: شعورٌ بالغضَب الشديد

من إِساءة يُلْحِقها به أَحدٌ.

(الفوائظ) [الفَيظُ]: الموْتُ.

يقال: حان فَيْظُهُ.

( المعجم الوسيط )

[3373] ((موارد الظمآن لدروس الزَّمان))

لعبد العزيز السلمان (5/265).

وقال مَعْد بن أوس:

وصبري على أشياء منه تُريبني
وكظمي على غيظي وقد ينفع الكَظْمُ

لأستلَّ منه الضغنَ حتى استللته
وقد كان ذا ضغنٍ يضيق به الجِرْمُ

رأيتُ انثلامًا (5) بيننا فرقعتُه
برفقي وإحيائي وقد يُرقع الثلْمُ

وأبرأتُ غِلَّ الصَّدر منه توسُّعًا
بحلمي كما يُشفَى بأدوية سَقَمُ

[3375] ((أمالي القالي)) (2/103).

وقال آخر:

واصفح عن العوراء إن قَلَّت وَعُدْ
بالحِلْم منك على السَّفيه المعْور

وكِل المسيءَ إلى إساءته ولا
تتعقَّبِ الباغي ببغيٍ تُنصر

وادفعْ بكَظْم الغَيْظ آفةَ غَيِّه
فإنِ استخفَّك مرَّةً فاستغفر

[3376] ((الحماسة المغربية))

للجراوي (2/1275).

وقال آخر:

وكنتُ إذا الصَّديقُ أراد غَيْظي
وشرَّقني على ظمأ بريقي

غفرتُ ذنوبَه وكَظَمت غَيْظي
مخافةَ أن أعيش بلا صديقِ

[3377] ((المستطرف))

للأبشيهي (ص 132).

وقال آخر:

اتَّضعْ للنَّاسِ إن رُمت العُلا
واكَظمِ الغَيْظ ولا تُبدي الضَّجر

واجعلِ المعروفَ ذُخرًا إنَّه
للفتَى أفضل شيء يُدَّخر

احملِ النَّاس على أخلاقهم
فبه تملك أعناقَ البَشَر

[3378] ((مجاني الأدب))

لرزق الله شيخو (3/128).

*عبدالرحمن*
2021-03-01, 16:35
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ المحبَّة في واحة الشعر

وقال ابن زهر الحفيد:

يا مَن يُذكِّرني بعهد أحبَّتي
طاب الحديثُ بذكرهم ويطيبُ

أعِدِ الحديثَ عليَّ من جنباتِه
إنَّ الحديث عن الحبيب حبيبُ

ملأ الضلوع وفاض عن أحنائها
قلبٌ إذا ذكر الحبيب يذوبُ

ما زال يضرب خافقًا بجناحه
يا ليت شعري هل تطير قلوب

[3448] ((نفح الطيب)) لأحمد المقري (3/468).

وأنشد بعضهم:

والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت
إلا وحبُّك مقرونٌ بأنفاسي

ولا جلستُ إلى قومٍ أُحدِّثُهم
إلا وأنت حديثي بين جُلَّاسي

[3449] ((استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس

- مجموع رسائل ابن رجب)) (3/399).

وقال أبو تراب النخشبي:

لا تخدعنَّ فللمحبِّ دلائلُ
ولديه من تحفِ الحبيبِ وسائلُ

منها تنعمُه بمرِّ بلائه
وسروره في كلِّ ما هو فاعلُ

فالمنعُ منه عطيةٌ مقبولةٌ
والفقر إكرام وبرٌّ عاجلُ

ومن الدلائل أن يرى من عزمه
طوع الحبيب وإن ألحَّ العاذلُ

ومن الدلائل أن يُرى متبسِّمًا
والقلب فيه من الحبيب بلابلُ

ومن الدلائل أن يُرى متفهمًا
لكلام من يحظَى لديه السائلُ

ومن الدلائل أن يُرى متقشفًا
متحفظًا من كلِّ ما هو قائلُ

[3452] ((قوت القلوب))

لأبي طالب المكي (2/103).

وقال آخر:

يَا منية الْقلب مَا جيدي بمنعطف
إِلَى سواكم ولا حَبْلِي بمنقاد

لولا المحبَّة ما استعملت بارقة
وَلَا سَأَلت حمام الدوح إسعادي

ولا وقفت على الوادي أسائله
بالدمع حَتَّى رثى لي سَاكن الْوَادي

[3450] الجيد: مُقدَّمُ العنق.

((العين)) للخليل بن أحمد (6/ 168).

[3451] ((المدهش)) لابن الجوزي (ص277).

*عبدالرحمن*
2021-03-02, 16:08
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ المدَاراة في واحة الشعر

قال الشافعي:

وداريتُ كلَّ الناسِ لكنَّ حاسدي
مداراتُه عزَّت وعزَّ منالُها

وكيف يُداري المرءُ حاسدَ نعمةٍ
إذا كان لا يرضيه إلا زوالُها؟

[3508] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 148).

وقال أحمد الخطابي:

ما دمتَ حيًّا فدارِ النَّاس كلَّهم
فإنما أنت في دارِ المدَاراةِ

من يَدرِ دارى ومن لم يَدرِ سوف يرَى
عما قليلٍ نديمًا للنداماتِ

[3509] ((الآداب الشرعية))

لابن مفلح (1/54).

وقال القاضي التنوخي:

القَ العدوَّ بوجهٍ لا قطوبَ به
يكادُ يقطرُ من ماءِ البشاشاتِ

فأحزمُ النَّاسِ من يلقَى أعاديَه
في جسمِ حقدٍ وثوبٍ من مودَّاتِ

الرفقُ يمنٌ وخيرُ القولِ أصدقُه
وكثرةُ المزحِ مفتاحُ العداواتِ

[3510] ((أدب الدنيا والدين))

للماوردي (ص 182).

وقال النمر بن تولب:

وأبغِضْ بغيضَك بُغضًا رويدًا
إذا أنت حاولتَ أن تحكما

وأحبِبْ حبيبَك حبًّا رويدًا
فليس يعولك أن تصرما

وتحكما: أي تصير حكيمًا، ويعولك: يشق عليك.

[3513] ((الآداب الشرعية))

لابن مفلح (1/53)

وقال زهير:

ومَن لم يُصانعْ في أمورٍ كثيرةٍ
يُضرَّس بأنيابٍ ويُوطَأ بَمنْسِمِ

[3511] الضرس العض على الشيء بالضرس والمنسم

خف البعير. ((شرح المعلقات التسع))

المنسوب لأبي عمرو الشيباني (ص 212).

[3512] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (1/54).

وقال علي بن محمد البسامي:

دارِ مِن الناسِ مَلالاتِهم
مَن لم يدارِ الناسَ ملُّوه

ومكرمُ النَّاسِ حبيبٌ لهم
مَن أكرمَ الناسَ أحبُّوه

[3514] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 70).

وقال آخر:

تجنبْ صديقَ السوءِ واصرمْ حبالَه
وإن لم تجدْ عنه محيصًا فدارِه

وأحببْ حبيبَ الصدقِ واحذرْ مراءَه
تنلْ منه صفوَ الودِّ ما لم تمارِه

[3515] صرم الشيء قطعه.

((مختار الصحاح)) للرازي (175).

[3516] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 72).

وقال عبد الله السابوري:

مَن لم يكنْ لعيشِه مُداريًا
عاداه مَن كان له مواليًا

ولا غِنى للفاضلِ الكبيرِ
عن المدَاراةِ ولا الصغيرِ

يستجلبُ النفعَ بها الحكيمُ
ويدركُ الحظَّ بها المحرومُ

مَن وارب الناسَ يخاتلوه
ومَن يصانعهم يجاملوه

3517] وارب .. المواربة: المداهاة.

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 141).

3518]يخاتلوه ... خاتَلَهُ مُخاتَلَةً: خادَعَهُ وراوَغَه.

((تاج العروس)) للزبيدي (28/395).

[3519] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 148).

قال الشاعر:

وإذا عجزتَ عن العدوِّ فدارِهِ
وامزحْ له إنَّ المزاحَ وفاقُ

فالنَّارُ بالماءِ الذي هو ضدُّها
تُعطي النضاجَ وطبعُها الإحراقُ

[3520] ((أدب الدين والدنيا ))

للماوردي (1/182).

*عبدالرحمن*
2021-03-03, 16:17
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ المروءَة في واحة الشعر

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

للَّهِ دَرُّ فَتًى أنسابُهُ كَرَمٌ
يا حبَّذا كرمٌ أضحى له نسبا

هل المروءَةُ إِلَّا ما تَقُومُ به
من الذِّمامِ وحفظِ الجَارِ إنْ عَتَبا

[3596] ((ديوان علي بن أبي طالب)) (ص 25).

وقال الشاعر:

وإذا جلستَ وكان مثـلُكَ قائمًا
فمِن المروءَة أن تقـومَ وإن أبَـى

وإذا اتكـأتَ وكان مثلُكَ جالسًا
فمِن المروءَة أن تُزيـلَ المتَّكـا

وإذا ركبتَ وكان مثـلُكَ ماشيًا
فمن المروءَة أن مشيتَ كما مشى

[3597] ((المروءة))

لابن المرزبان (ص 136).

وقال آخر:

لا تنْظُرنَّ إلَى الثِّياب فَإِنَّنِي
خلِقُ الثِّيَابِ من المروءَة كَاسِ

[3598] ((الآداب الشرعية))

لابن مفلح (3/528).

وقال بعض الشعراء:

وفَتًى خَلَا من ماله
ومن المروءَة غَيْرُ خَالِي

أَعْطَاك قَبْل سُؤَاله
وكفاك مكرُوه السُّؤَالِ

[3599] ((أدب الدنيا والدين))

للماوردي (ص 188).

وقال الْأَحْنف بن قَيْس:

فلو كنتُ مُثرًى بمالٍ كثيرٍ
لجُدْتُ وكنتُ له باذِلًا

فإنَّ المروءَة لا تُستطاعُ
إذا لم يكنْ مالُها فاضلًا

[3600] ((أدب الدنيا والدين))

للماوردي (ص 338).

وقال ابن الجلَّال:

رُزقت مالًا ولم أُرزقْ مُروءتَه
وما المروءَةُ إلَّا كثرة المالِ

إذا أردتُ رُقى العلياءِ يُقعدني
عمَّا ينوِّه باسمي رقَّة الحال

[3601] ((أدب الدنيا والدين))

للماوردي (ص 233).

قال أبو المنصور:

هبني أسأتُ كما تقولُ
فأين عاطفةُ الأُخوة

أو إن أسأتَ كما أسأتُ
فأين فضلُك والمرُوَّة

[3602] ((آداب الصحبة))

للسلمي (ص 99).

وقد قال الحصين بن المنذر الرَّقاشيِّ:

إنَّ المروءَة ليس يدركها امرؤٌ
ورث المكارمَ عن أبٍ فأضاعها

أمرته نفسٌ بالدَّناءةِ والخَنا
ونهته عن سُبلِ العُلا فأطاعها

فإذا أصاب مِن المكارمِ خلَّةً
يبني الكريمُ بها المكارمَ باعها

[3603] ((أدب الدنيا والدين))

للماوردي (ص 329).

وقال آخر:

إذا المرءُ أعيته المروءَة ناشئًا
فمطلبُها كهلًا عليه شديدُ

[3604] ((البديع في نقد الشعر))

لابن منقذ (ص 199).

وقال منصور الفقيه:

وإذا الفتى جمع المروءَة والتُّقَى
وحوى مع الأدبِ الحياءَ فقد كمل

[3605] ((المروءَة وخوارمها))

مشهور حسن آل سلمان (ص 51).

وقال بعضهم:

ومن المروءَةِ للفتى
ما عاش دارٌ فاخره

فاقنعْ من الدنيا بها
واعملْ لدارِ الآخره

[3606] ((المروءَة وخوارمها))

مشهور حسن آل سلمان (ص 52).

وقال آخر:

كفى حزنًا أنَّ المروءَة عُطِّلت
وأنَّ ذوي الألباب في الناس ضيعُ

وأنَّ ملوكًا ليس يحظَى لديهمُ
من النَّاسِ إلا من يغني ويصفعُ

[3607] ((المروءَة وخوارمها))

مشهور حسن آل سلمان.

وقال بهاء الدين زهير:

وَما ضَاقتِ الدُّنيا على ذي مروءةٍ
ولا هي مسدودٌ عليهِ رحابها

فقَد بشَّرتني بالسَّعادَةِ هِمَّتي
وجاء من العلياءِ نحوي كتابها

[3608] ((ديوان بهاء الدين زهير)) (ص 22).

وقال عبد الجبار بن حمديس:

أدِمِ المروءَة والوفاءَ ولا يكنْ
حبلُ الديانة منك غيرَ متينِ

والعزُّ أبقَى ما تراه لمكرمٍ
إكرامه لمروءةٍ أو دينِ

[3609] ((ديوان ابن حمديس)) (ص 433).

وقال أبو فراس الحمداني:

الحُرُّ يَصْبِرُ مَا أطَاقَ تَصَبُّرًا
في كلِّ آونةٍ وكلِّ زمانِ

ويرى مساعدةَ الكرامِ مروءةً
ما سالمتهُ نوائبُ الحدثانِ

[3610] ((ديوان أبي فراس الحمداني)) (ص 335).

وقال حافظ إبراهيم:

إنِّي لتطربني الخلال كريمة
طرب الغريب بأوبة وتلاقي

وتهزَّني ذكرى المروءَة والنَّدى
بين الشَّمائل هزَّةَ المشتاقِ

[3611] خلال: جمع خلة وهي الخصلة.

((لسان العرب)) لابن منظور (11/ 216).

[3612] الأوبة: الرجوع.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 218).

[3613] ((ديوان حافظ إبراهيم)) (ص 279).

وقال آخر:

مررتُ على المروءَة وهي تبكي
فقلتُ علامَ تنتحبُ الفتاةُ؟

فقالَتْ كيف لا أبكي وأهلِي
جميعًا دونَ خلقِ اللَّهِ ماتوا

[3614] النحيب: رفع الصوت بالبكاء

. ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 749).

[3615] ((مجاني الأدب))

لرزق الله شيخو (4/169).

*عبدالرحمن*
2021-03-04, 16:30
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ المزَاح في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:

ولا تمزحْ فإنَّ المزحَ جهلٌ
وبعضُ الشَّرِّ يبدؤُه المزَاحُ

[3688] ((العين))

للخليل بن أحمد (3/167).

قال أبو الفتح البُستي:

أعد طبعَك المكْدُود بالهمِّ راحة
قليلًا وعلِّله بشيء من المزْحِ

ولكن إذا أعطيته المزْح فليكنْ
بمقدارِ ما تُعطي الطَّعامَ من الملحِ

[3689] ((اللَّطائف والظَّرائف))

للثعالبي (ص 151).

يُرْوى عن شاعرة عربيَّة:

فإيَّاك، إيَّاك المزَاحَ، فإنَّه
يجرِّي عليك الطَّفلَ والدَّنِس النَّذلا

ويُذْهب ماءَ الوجهِ بعد وَضَاته
ويُورِثُ بعد العزِّ صاحبَه ذُلَّا

[3690] ((الموشى ))

للوشاء (ص 13).

وقال بعض الشُّعراء:

مازحْ أخاك إذا أردتَ مزاحًا
وتوقَّ منه في المزَاحِ جماحًا

فلربَّما مَزَح الصَّديق بمَزْحَة
كانت لبابِ عَدَاوةٍ مفتاحًا

[3691] ((الموشى ))

للوشاء (ص 14).

وقال محمود الورَّاق:

تلقَى الفتَى يلقَى أخاه وخِدْنَه
في لحنِ منطقِه بما لا يُغْفَرُ

ويقول: كنت مُمَازِحًا ومُلَاعبًا
هيهاتَ نارُك في الحشا تتسعَّرُ

ألهبتَها وطَفِقتَ تضحكُ لاهيًا
عمَّا به، وفؤادُه يتفطَّرُ

أو ما علمتَ، ومثلُ جهلِك غالبٌ
أنَّ المزَاح هو السُّبابُ الأصغرُ؟

[3692] ((الموشى ))

للوشاء (ص 14).

وقال مسعر بن كِدَام الهلالي لابنه:

ولقد منحتك، يا كِدَام، نصيحتي
فاسمعْ لقولِ أبٍ عليك شفيقِ

أمَّا المزَاحةُ والمرَاءُ فدعْهما
خُلُقان لا أرضاهما لصديقِ

إنِّي بلوتُهما، فلم أحمدْهما
لمجاورٍ جاورته، ورفيقِ

[3693] ((الموشى ))

للوشاء (ص 15).

وقال آخر:

إنَّ المزَاح للجلالِ مسلبهْ
والضَّحِكُ أيضًا للبهاءِ مذهبهْ

[3694] ((الموشى ))

للوشاء (ص 15).

وقال آخر:

إنَّ المزَاح يورثُ الضَّغينة
وحَمْل ضَغن في الحشا مؤونة

[3695] ((اللَّطائف والظَّرائف))

للثَّعالبي (ص 153).

قال وهب بن جرير بن حازم الجهضمي البصري:

دعِ المزَاحَ فقد يُزري بصاحبِه
وربَّما آلت العقبى إلى غضبِ

[3696] ((المجموع اللَّفيف))

للأفطسي (ص 221).

وقال عديُّ بن زيد:

وإيَّاك مِن فرطِ المزَاحِ فإنَّه
جديرٌ بتسفيه الحليمِ المسدَّدِ

[3697] ((التَّذكرة الحمدونيَّة))

لابن حمدان (2/220).

وقال الشَّاعر:

امزحْ بمقدارِ الطَّلاقةِ واجتنبْ
مزَحًا تُضاف به إلى سوءِ الأدبْ

لا تُغْضِبنْ أحدًا إذا مَازحتَه
إنَّ المزَاحَ على مُقدمةِ الغَضَبْ

[3698] ((غرر الخصائص الواضحة))

للوطواط (ص: 238، 239).

وقال أبو جعفر الطَّبري:

لي صاحبٌ ليس يخلو
لسانُه من جِراحِ

يجيدُ تمزيقَ عرضي
على سبيلِ المزَاحِ

[3699] ((غرر الخصائص الواضحة))

للوطواط (ص 239).

وقال شاعرٌ:

اكرهْ لنفسِك ما لغيرِك تكرَهُ
وافعلْ لنفسِك فعلَ مَن يتنَزَّهُ

وارفعْ بصمتِك عنك سبَّاتِ الورَى
خوفَ الجوابِ فإنَّه بك أشبهُ

ودعِ الفُكَاهةَ بالمزَاحِ فإنَّها
تُودي وتُسقِط من بها يتفكَّهُ

[3700] ((نهاية الأرب في فنون الأدب))

للنويري (4/73).

وقيل:

ألا رُبَّ قولٍ قد جرى من مُمَازح
فساق إليه الموت في طَرْف الحبلِ

فإنَّ مِزَاحَ المرءِ في غيرِ حينِه
دليلٌ على فرطِ الحَمَاقةِ والجهلِ

[3701] ((نهاية الأرب في فنون الأدب))

للنويري (4/73).

وقال الشَّاعر:

إنَّ الصَّديقَ يريدُ بسطَك مازحًا
فإذا رأى منك الملَالة يُقْصِرُ

وترَى العدوَّ إذا تيقَّن أنَّه
يُؤذيك بالمزْحِ العنيفِ يُكثِّر

[3702] ((المستطرف))

للأبشيهي (ص 469).

وقال ناصح الدِّين ابن الدَّهان:

لا تجعل الهَزْل دأبًا فهو منقصةٌ
والجِدُّ تعلو به بين الورى القيمُ

[3703] ((مجاني الأدب))

لرزق الله شيخو (2/119).

وقال آخر:

ودعِ المزَاحَ فرُبَّ لفظةِ مَازحٍ
جلبت إليك بلابلًا لا تُدفعُ

[3704] ((مجاني الأدب))

لرزق الله شيخو (3/59).

وقال أبو فِرَاس الحمداني:

أُرَوِّح القلبَ ببعضِ الهَزْل
تجاهلًا منِّي، بغير جهلِ

أمزحُ فيه مَزْحَ أهلِ الفضلِ
والمزْحُ أحيانًا جلاءُ العقلِ

[3705] ((دواوين الشِّعر العربي على مرِّ العصور)) (16/6).

وقال صفي الدِّين الحلِّي:

أقلِّل المزْح في الكلام احترازًا
فبإفراطه الدِّماء تُراقُ

قِلَّة السمِّ لا تضرُّ، وقد يقــتلُ
مع فرطِ أكله الدِّرياقُ

[3706] ((دواوين الشِّعر العربي على مرِّ العصور)) (19/473).

وقال أيضًا:

كلُّ من كان شأنه الانبساط
ليس يُطوى للقَدح فيه بِسَاطُ

رُبَّما أوغر الصُّدور بمَزْح
لاح فيه الجفا والاشتطاطُ

فأقلل المزْح ما استطعت
ولا تأت بنَزْر إلَّا وفيه احتياطُ

وتوقَّ الإفراط فيه فقد يُفــرط
في وضع قدرك الإفراطُ

[3707] ((دواوين الشِّعر العربي على مرِّ العصور)) (19/474).

وقال ابن رشيق القيرواني:

وجانبوا المزْح إنَّ الجِدَّ يتبعُه
ورُبَّ موجعةٍ في إثرِ تقبيلِ

[3708] ((دواوين الشِّعر العربي على مرِّ العصور)) (25/248).

*عبدالرحمن*
2021-03-05, 15:59
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ النُّبْل في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:

خصال النُّبْل في أهل المعالي
مفرَّقةٌ وأنت لها جماع

[3728] ((البصائر والذخائر))

لأبي حيان التوحيدي (8/43).

وقال الشَّاعر:

الملك والعِزَّة والمروءة
والسُّــؤدد والنُّبْل واليسار معَا

مجتمعان للعبد في طاعة اللـــه
إذا العبد أعمل الورعَا

[3729] ((المروءة))

محمد بن خلف بن المرزبان (ص46).

قال الشَّاعر:

احذرِ الهَزْلَ وجانبْ أهله
إنَّه يُنقصُ مِن قدرِ النَّبِيل

إن يُجبْ أو لا يجبْ قائله
فسفيهٌ أنت منه أو ذليل

[3730] ((خريدة القصر))

للعماد الأصبهاني (ص304).

قال الشَّاعر:

والعزُّ في حَسْم المطامع كلِّها
فإن استطعت فمُت وأنت نَبِيل

[3731] ((الزاهر))

لأبي بكر الأنباري (1/265).

قال ابن الفخار:

وواصل أخاك بعِلَّاتِه
فقد يُلْبَسُ الثَّوبُ بعد البِلَى

وقل كالذي قاله شاعرٌ
نَبِيلٌ وحقُّك أن تنبلا

إذا ما خليلٌ أسا مرَّة
وقد كان في ما مضى مُجْمِلا

ذكرتَ المقَدَّمَ مِن فعلِه
فلم يُفسدِ الآخِرُ الأوَّلا

[3732] ((خريدة القصر))

للعماد الأصبهاني (ص 338).

وقال الشَّاعر:

نظمه عقدًا أنامل ماجد
له في مقامِ الفضلِ أرفعُ منصبِ

نبيه نَبِيل ذي صفات حميدة
تُمَيِّزه بالـنُّـبْلِ في كلِّ موكبِ

حريصٌ على كسبِ الفضائل مُذْ نَشَا
وقد يسبق الأقران فضل التَّكسُّبِ

[3733] ((نزهة الأبصار))

لعبد الرَّحمن بن درهم (1/286).

*عبدالرحمن*
2021-03-06, 16:00
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ النَّزَاهَة في واحة الشِّعر

قال علي بن عبد العزيز القاضي:

يقولون لي فيك انْقِبَاضٌ وإنَّما
رأوا رجلًا عن موقف الذُّل أحْجَما

أرى النَّاس من داناهم هان عندهم
ومن أكَرَمَته عِزَّةُ النَّفس أُكْرِمَا

ولم أقضِ حقَّ العلم إن كان كلَّما
بدا طمعٌ صيَّرته لي سلَّما

وما كلُّ برقٍ لاح لي يَسْتَفِزُّنِي
ولا كلُّ من لاقيت أرضاه مُنْعِمَا

إذا قيل هذا مَنْهَل قلت قد أرى
ولكنَّ نفسَ الحرِّ تحتملُ الظَّما

أُنَهْنِهُها عن بعض ما لا يشينُها
مخافةَ أقوالِ العِدَا فيم أوْ لِمَا

ولم أبتذل في خدمة العلم مُهْجَتي
لأخدم من لاقيت لكن لأُخْدَما

أأشقى به غرسًا وأجنيه ذِلَّة
إذًا فاتِّباع الجهل قد كان أحْزَما

ولو أنَّ أهل العلم صانوه صانهم
ولو عظَّموه في النُّفوس لَعُظِّمَا

ولكن أهانوه فهان ودنَّسوا
محيَّاه بالأطماع حتى تجهَّما

[3775] ((ديوان القاضي الجرجاني)) (127-128).

قال الشَّاعر:

أُنزِّه نَفسِي عَن أَذَى القَوْل والخنا
وإنِّي إِلى الإسلام والسِّلم أجنحُ

وعقلي وديني والحياء يردُّني
عن الجَهْل لكنِّي عن الذَّنب أصفحُ

فشتَّان مَا بيني وبَيْنك في الهوى
وكلُّ إنَاء بالذي فيه ينضحُ

[3776] ((الضوء اللَّامع))

للسخاوي (4/310-311).

*عبدالرحمن*
2021-03-07, 16:32
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ النَّشَاط في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:

حُثَّ الكريم على النَّدى، وتقاضه
بالوعدِ، وابعثْه على الإنجازِ

ودَعِ الوُثُوقَ بطبعِه، فلطالما
نَشَط الجوادُ بشوكةِ المهمازِ

[3832] ((خريدة القصر))

للعماد الأصفهاني (ص262).

وقال ابن الرُّومي:

ولا تُطِل الفتورَ عن اصطناعي
وأنت لكلِّ مكرُمةٍ نشيطُ

وقال آخر:

بصرتُ بالحالةِ العُليا فلم أرَها
تُنَال إلا على جسرٍ من التَّعبِ

[3833] ((موارد الظمآن))

لعبد العزيز السلمان (3/409).

وقال آخر:

أعمِلْ لرزقِك كلَّ عزيمةٍ
لا تقعدنَّ بذلِّ حاله

وانهضْ بكلِّ عزيمةٍ
فالمرءُ يعجِز لا محاله

[3834] ((مقامات بديع الزمان))

للهمذاني (ص 69).

وقال آخر:

إذا همَّ همًّا لم يرَ الليل غمة
عليه ولم تصعبْ عليه المراكبُ

[3835] ((شرح الحماسة))

للأعلم الشنتمري (1/ 116).

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

اجهدْ ولا تكسلْ ولا تكُ غافلًا
فندامةُ العُقبَى لمن يتكاسلُ

[3836] ((ديوان الإمام علي بن أبي طالب)) (ص 84).

وقال آخر:

عجبتُ لهم قالوا: تماديتَ في المنى
وفي المثلِ العُليا وفي المرتقى الصَّعبِ

فاقصرْ، ولا تُجهدْ يراعَكَ إنَّما
ستبذرُ حَبًّا في ثرى ليس بالخِصْبِ

فقلتُ لهم مهلًا، فما اليأسُ شيمتي
سأبذرُ حَبِّي، والثَّمارُ من الرَّبِّ

إذا أنا أبلغتُ الرِّسالة جاهدًا
ولم أجدِ السَّمعَ المجيبَ فما ذنبي

[3837] ((علو الهمة))

لمحمد إسماعيل المقدم (ص 33).

وقال آخر:

واحسرتاه تَقَضَّى العمرُ وانصرمتْ
ساعاتُه بين ذلِّ العجزِ والكسلِ

والقومُ قد أخذوا دربَ النَّجاةِ وقد
ساروا إلى المطلبِ الأعلَى على مَهَلِ

[3838] ((علو الهمة))

لمحمد إسماعيل المقدم (ص 216).

ويقول القرضاوي:

قالوا السَّعـادة فــي السُّكُون
وفي الخُمُـول وفـي الخمود

فـي العيـش بيـن الأهـــل
لا عيش المهاجـر والطَّـريد

فـي لقمــة تـأتـي إليــك
بغيــر ما جهـد جهيــد

فـي المشـي خلـف الرَّكـب في
دعَـة وفي خَطْـو وَئيـد

فـي أن تقــول كمـا يُقـال
فـلا اعتــراض ولا ردود

فـي أن تسيـر مـع القطيـــع
وأن تُـقــاد ولا تقـــود

فـي أن تعيـش كمـا يُــرا د
ولا تعيش كمـا تـُريــدُ

قلت الحيـاة هــي التَّحرُّ ك
لا السـُّكــون ولا الهمــود

وهـي الجهـاد وهـل يجاهد
مــن تعلَّــق بالقعـــود

وهـي الشُّعور بالانتصـار
ولا انتصــار بلا جهـود

وهـي التَّلــذُّذ بالمتاعب
لا التـَّلــذُّذ بالــرُّقــود

هي أن تـذود عـن الحياض
وأي حـــرٍّ لا يــــذود

هي أن تَحُـسَّ بأنَّ كأس
الذُّلِّ مـن مــاء صــديــد

هي أن تعيش خليفة
في الأرض شــأنك أن تســـــود

[3839] نقلًا عن كتاب ((علو الهمة))

لمحمد إسماعيل المقدم (ص 261).

*عبدالرحمن*
2021-03-08, 15:17
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ نُصَرة المظْلوم في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:

رعى الله من عمَّ البريَّة عدلُه
فأُنْصف مظْلوم وأُومن خائف

[3889] ((مُعْجَم الأدباء))

ليَاقُوْت الحَمَوِي (3/1010).

وقال آخر:

وكم ظالم نالته منِّي غضاضة
لنُصْرة مظْلوم ضعيف جنان

[3890] ((الضوء اللامع لأهل القرن التاسع))

للسخاوي (1/108).

وقال أمير تلمسان -موسى بن يوسف-:

وننصر مَظْلومًا ونمنع ظالما
إذا شِيك مظْلوم بشوكة ظالم

[3892] ((الإحاطة في أخبار غرناطة))

لابن الخطيب (3/218).

وقال القاضي سعد بن محمَّد الدَّيْري (ت 867):

ذهب الأُولى كان التَّفاضل بينهم
بالحِلْم والإفضال والمعروف

يتجشَّمون متاعبًا لإعانة
الـــمظْلوم أو لإغاثة الملهوف

وأتى الذين الفَخْر فيهم مَنْعهم
للسَّائلين وظُلْم كلِّ ضعيف

فتراهم يتردَّدون مع الهوى
قد أعرضوا عن أكثر التَّكليف

[3891] ((نظم العقيان في أعيان الأعيان))

للسيوطي (1/116).

قال محمَّد بن سلَّام الجُمَحي

في ((طبقات فحول الشُّعراء)):

(كان الفرزدق أكثرهم بيتًا مُقَلَّدًا -

والمقلَّد: البيت المسْتغنِي بنفسه

المشهور الذي يُضْرب به المثل - فمن ذلك قوله:

ترى كلَّ مظْلوم إلينا فراره
ويهرب منَّا جهده كلُّ ظالم

[3888] ((طبقات فحول الشُّعراء))

لمحمد بن سلَّام الجمحي (2/360، 361، 363).

*عبدالرحمن*
2021-03-09, 16:12
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ النَّصِيحَة في واحة الشعر

قال علي بن مقرب:

وما كُلُّ من يبدي المودة ناصحٌ
كما ليس كُلُّ البرقِ يصدقُ خائلهْ

وقد يظهرُ المقهورُ أقصى مودةٍ
وأوهاقه مبثوثة ومناجلهْ

[3958] ((ديوان علي بن المقرب)) (ص 368).

وقال عبد اللَّه السابوري:

من كانَ ذا نصيحةٍ نَهاكا
ومن يكنْ ذا بُغْضةٍ أغراكا

[3959] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 514).

وقال المعري:

متى يولكَ المرءُ الغريبُ نصيحةً
فلا تُقْصهِ وأجب الرفيقَ وإِنَ ذمَّا

ولا تكُ ممن قَرَّبَ العبدَ شارخًا
وضَيَّعَه إِذا صار من كِبَرٍ هَمَّا

[3960] ((((اللزوميات)) لأبي العلاء المعري (2/290).

وقال الأصمعي:

النصحُ أرخص ماباع الرجالُ فلا
ترددْ على ناصحٍ نُصْحًا ولا تَلُمِ

إِنَّ النصائحَ لا تخفَى مَناهِجُها
على الرجالِ ذوي الألبابِ والفهمِ

[3961] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 510).

وقال الصاحب شرف الدين الأنصاري:

واصبِرْ على مُرِّ النَّصِيحَة واغْتَبطْ
بودادِ من لا قالَ بالإِحفاظِ

إِن تنسَ ما أجرمْتَ فهو مسطرٌ
بأكفِّ أملاكٍ له حُفاظِ

[3962] ((ديوان الصاحب شرف الدين الأنصاري)) (ص 302).

وقال شوقي:

آفةُ النصحِ أن يكون لجاجًا
وأذى النُّصحِ أن يكون جِهارا

[3963] ((الأعمال الشعرية الكاملة))

لأحمد شوقي. المجلد الأول (2/129).

وقال أيضًا:

لكَ نُصْحي وما عليكَ جِدالي
آفةُ النصحِ أن يكون جِدالا

[3964] ((الأعمال الشعرية الكاملة))

لأحمد شوقي. المجلد الأول (2/135).

وقال عبد اللَّه بن معاوية الجعفري:

لا تبخلنْ بالنصحِ إِنَّ ضؤولة
بالمرءِ غشُّ المستشيرِ المجهَدِ

وأجبْ أخاكَ إِذا استشارَكَ ناصحًا
وعلى أخيكَ نصيحةً لاتردُدِ

[3965] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 510).

وقال الأرجاني:

فما كُلُّ ذي نُصْحٍ بمؤتيكَ نُصْحَهُ
ولا كلُّ مؤتٍ نُصْحَهُ بلبيبِ

ولكن إِذا ما استجمعا عند واحدٍ
فحُقَّ له من طاعةٍ بنَصيبِ

[3966] ((ديوان أبي الأسود الدؤلي)) (ص 45).

*عبدالرحمن*
2021-03-10, 15:02
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الورع في واحة الشعر

قال سفيان الثوري:

إني وجدتُ فلا تظنُّوا غيره
هذا التورع عند هذا الدرهمِ

[4049] ((مختصر شعب الإيمان للبيهقي ))

لأبي القاسم الكرخي (ص 86).

وقال الشاعر:

لا تُطلِ الشَّكوى ففيه التلفُ
والشكرُ لله الغني شرفُ

لا يُفسدُ دينَ الورَى إلا الطمع
حقًّا ولا يصلحُه إلا الورع

[4050] ((موارد الظمآن لدروس الزمان ))

لعبد العزيز السلمان ( 3/43).

وقال آخر:

هل لكم باللهِ في بدعتِكم
مِن فقيهٍ أو إمامٍ يُتَّبع

مثل سفيان أخي الثوري الذي
علَّم النَّاسَ خفياتِ الورع

[4051] ((تحريم النظر في كتب الكلام ))

لابن قدامة المقدسي (ص: 40-41).

وقال علي بن محمد العلوي الجمال:

وذي حسد يغتابني حيث لا يرى
مكاني ويثني صالحًا حيث أسمعُ

تورَّعتُ أن أغتابَه مِن ورائِه
وها هو ذا يغتابني متورعُ

[4052] ((شعب الإيمان))

للبيهقي ( 9/29) برقم ( 6215).

وقال آخر:

تورَّع ودعْ ما قد يريبك كلَّه
جميعًا إلى ما لا يريبك تسلمِ

وحافظْ على أعضائِك السبعِ جملةً
وراعِ حقوقَ الله في كلِّ مسلمِ

وكنْ راضيًا بالله ربًّا وحاكمًا
وفوِّض إليه في الأمور وسلِّمِ

[4053] ((طبقات صلحاء اليمن))

لعبد الوهاب السكسكي ( 1/301).

وقال أبو عبد الله الواسطي:

ليس الظريفُ بكاملٍ في ظُرفِه
حتى يكونَ عن الحرامِ عفيفا

فإذا تورَّع عن محارمِ ربِّه
فهناك يُدعى في الأنامِ ظريفا

[4054] ((الموشى))

للوشاء (ص 53).

وقال آخر:

جليلُ العطايا في دقيقِ التورُّعِ
فدقِّقْ تنلْ عالي المقام المرفعِ

وتسلمْ من المحظورِ في كلِّ حالةٍ
وتغنمْ مِن الخيراتِ في كلِّ موضعِ

وتحمدْ جميلَ السَّعيِ بالفوزِ في غدٍ
فسارعْ إليه اليومَ مع كلِّ مسرعِ

ولا تكُ مثلي وابنًا متخلقًا
لجوهر عمر عن شرٍّ مضيعِ

[4055] ((مرآة الجنان وعبرة اليقظان))

لأبي محمد عفيف اليافعي (2 /126).

- وقال إبراهيم بن داود:

المرءُ يُزري بلبِّه طمعُه
والدهرُ قدرٌ كثيرةٌ خِدعُه

والناس إخوانُ كلِّ ذي نَشَدٍ
قد خاب عبدٌ إليهم ضرعُه

والمرءُ إن كان عاقلًا ورعًا
أخرسه عن عيوبهم ورعُه

كما المريضُ السقيمُ يشغلُه
عن وجعِ النَّاسِ كلِّهم وجعُه

[4056] ((الورع))

لابن أبي الدنيا (ص 123).

*عبدالرحمن*
2021-03-11, 15:28
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الوَقَار في واحة الشِّعر

قال الشاعر:

مَن أكثَرَ المزَاح قَلَّت هيبَته
ومَن جنى الوَقَار عزَّت قيمته

مَن سَالَم النَّاس جنى السَّلامَة
ومَن تعَدَّى أحرز النَّدامة

[4195] ((موارد الظمآن لدروس الزَّمان))

لعبد العزيز السلمان (3/40).

وقال آخر:

وليدًا ما كنت في القوم جالسًا
فكُن ساكنًا منك الوَقَار على بالِ

ولا يبدُرَنَّ الدَّهرَ من فيك مَنطقٌ
بلا نظرٍ قد كان منك وإغفالِ

[4198] ((أمالي القالي)) (2/38).

وقال ابن المبارك يمدح مالك:

يَأْبى الجَوَابَ فمَا يُــرَاجَع هَيْبَةً
والسَّائِلُون نَوَاكِس الأذْقَانِ

أدَبُ الوَقَارِ وعِزُّ سُلطان التُّقى
فهو الأميرُ وليس ذا سُلطانِ

[4199] ((الآداب الشَّرعية))

لابن مفلح (1/226).

وقال البحتري:

قَمَرٌ يؤمِّله الموالي للَّتي
يقضي بها المأمُول حقَّ الآمِلِ

حَدَثٌ يوقِّره الحِجَى فكأنَّما
أخذ الوَقَارَ من المشيب الشَّاملِ

[4200] ((المصون في الأدب))

للعسكري (ص 133).

وقال آخر:

إنَّ الكمال الذي سادَ الرِّجال به
هو الوَقَار وَقَرْن العلم بالعملِ

فقُل لمن يزدهي عُجْبًا بمَنطِقِه
وقلبه في قيود الحِرص والأملِ

مَهْلًا فمَا الله سَاهٍ عن تلاعبِكم
لكنَّ موعدَكم في منتهى الأَجَلِ

لمن يزدهي ..

[4196] أي: أَخَذته خفَّة من الزهو وَغَيره.

((المعجم الوسيط)) (1/405)

[4197] ((موارد الظمآن))

لعبد العزيز السلمان (4/82).

*عبدالرحمن*
2021-03-12, 14:18
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الوفاء في واحة الشعر

قال الشاعر:

ذهب الوفاءُ ذهابَ أمسِ الذاهبِ
فالنَّاسُ بين مخاتلٍ ومواربِ

يغشون بينهم المودةَ والصفا
وقلوبُهم محشوةٌ بعقاربِ

[4122] ((غرر الخصائص الواضحة))

لمحمد بن إبراهيم بن يحيى (ص 587).

وقال علي بن أبي طالب:

مات الوفاءُ فلا رفدٌ ولا طمع
في النَّاسِ لم يبقَ إلا اليأسُ والجزعُ

فاصبرْ على ثقةٍ باللهِ وارضَ به
فاللهُ أكرمُ مَن يُرجى ويُتَّبعُ

[4123] ((ديوان الإمام علي)) (64).

وقال علي بن مقرَّب:

لا تركننَّ إلى مَن لا وفاءَ له
الذئبُ مِن طبعِه إن يقتدرْ يثبِ

[4124] ((مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي))

لأحمد قبش (551).

وقال آخر:

عشْ ألفَ عامٍ للوفاءِ وقلَّما
ساد امرؤٌ إلا بحفظِ وفائِه

لصلاحِ فاسدِه وشعبِ صدوعِه
وبيانِ مشكلِه وكشفِ غطائِه

[4125] ((مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي))

لأحمد قبش (551).

وقال آخر:

ما أهونَ الإنسانَ إنَّ وفاءَه
إمَّا اتقاءُ أذًى، وإمَّا مغنمُ

عظمتْ على أخلاقِه أكلافه
وهو المصيَّرُ في الحياةِ المرغمُ

نفض الترابُ الضعف في أعراقه
وابنُ الترابِ الصاغرُ المستسلمُ

[4126] ((مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي))

لأحمد قبش (551).

وقال آخر:

إنَّ الوفاءَ على الكريمِ فريضةٌ
واللؤمُ مقرون بذي الإخلافِ

وترى الكريم لمن يعاشرُ منصفًا
وترى اللئيمَ مجانبَ الإنصافِ

[4127] ((مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي))

لأحمد قبش (552).

وقال آخر:

ذهب التكرُّم والوفاءُ مِن الورَى
وتصرَّما إلَّا مِن الأشعارِ

وفشت خياناتُ الثقاتِ وغيرِهم
حتى اتهمنا رؤيةَ الأبصارِ

[4128] ((مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي))

لأحمد قبش (432).

وقال الرِّياشيّ:

إذا ذَهَب التكرُّم والوَفاءُ
وباد رِجالُه وبَقِي الغُثَاءُ

وأَسْلَمني الزَّمانُ إلى رِجالٍ
كأمْثالِ الذِّئابِ لها عُواءُ

صَديقٌ كلَّما استَغْنيت عنهم
وأَعْداءٌ إذا جَهَدَ البَلاءُ

إذا ما جئتهم يَتدافَعوني
كأنِّي أجربٌ آذاه داءُ

أقولُ ولا أُلاَم على مَقالٍ
على الإخوانِ كُلِّهم العَفاءُ

[4129] ((العقد الفريد))

لابن عبد ربه (2/191).

وقال آخر:

إذا قلتَ في شيءٍ نَعمْ فأتمَّه
فإنَّ نعم دينٌ على الحرِّ واجبُ

وإلَّا فقلْ لا تسترحْ وتُرِحْ بها
لئلا يقولَ النَّاسُ إنَّك كاذبُ

[4130] ((المستطرف)) للأبشيهي (207).

وقال آخر:

لا كلَّف اللهُ نفسًا فوقَ طاقتِها
ولا تجودُ يدٌ إلا بما تجدُ

فلا تعِدْ عدةً إلَّا وَفيت بها
واحذرْ خلافَ مقالٍ للذي تعِدُ

[4131] ((المستطرف))

للأبشيهي (207).

*عبدالرحمن*
2021-03-13, 15:37
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الجزء الثاني

بعنوان الأَخلاق المذمومة

ذم الإِسَاءة في واحة الشِّعر

قال الحسن بن علي رضي الله عنهما:

مَضى أَمْسُك الماضِي شَهِيدًا مُعَدَّلًا
وأصبحتَ في يومٍ عليك شهيدُ

فإن كنتَ بالأَمْسِ اقترفتَ إساءةً
فثَنِّ بإحسانٍ وأنت حميدُ

ولا تُرجِ فعلَ الخيرِ يومًا إلى غدٍ
علَّ غدًا يأتي وأنت فَقِيدُ

فيومُك إن أَعْتَبْتَه عاد نَفْعُه
عليك ومَاضي الأمسِ ليس يعودُ

[4250] ((الكشف والبيان))

للثعلبي (10/167).

وقال آخر:

يَجْزُون مِن ظُلْم أهل الظُّلم مغفرةً
ومِن إساءة أهل السُّوء إحسانَا

[4251] ((روح المعاني))

للألوسي (7/135).

وقال الشَّاعر:

ما زلت أُعرفُ بالإِسَاءة دائمًا
ويكون منك العفو والغفرانُ

لم تنتقصني إن أَسَأْتُ وزدتني
حتى كأنَّ إساءتي إحسانُ

منك التفضُّل والتَّكرُّم والرِّضا
أنت الإلهُ المنعم المنَّانُ

[4254] ((صيد الأفكار))

لحسين المهدي (2/213).

وأنشد أبو محمَّد عبد الله بن أبي سعيد البيهقي

لأبي الحسن بن أبي العالية البيهقي:

قيل لي قد أَسَاء إليك فلان
ومُقَام الفتى على الذُّل عارُ

قلت قد جاءنا وأحدث عُذرًا
ديةُ الذَّنب عندنا الاعتذارُ

[4255] ((شعب الإيمان))

للبيهقي (13/505).

وقال الشاعر:

هبني أسأتُ كما زعمـتَ
فأين عاقبة الأخوَّه

فإذا أسأتَ كما أسأتُ
فأين فضلُك والمروَّه

[4256] ((شعب الإيمان))

للبيهقي (13/507).

وقال طاهر بن عبد العزيز:

إذا ما خليلي أسا مرَّةً
وقد كان مِن قَبْل ذا مجمِلا

تحمَّلت ما كان مِن ذنبه
فلم يُفسد الآخر الأوَّلا

[4257] ((العقد الفريد))

لابن عبد ربِّه (2/135).

وأنشد الكريزي:

أسأت وأنكرتُ أنِّي أسأتُ
فأَفْضِل ولا تَكُ عين المسِي

لك الفَضْل بالعفو عمَّا عفوت
وإلَّا فأنت القَرِين السَّوي

وعفوك مقتدرًا نعمةً
وعفو المندِّد غير الهَني

[4258] ((روضة العقلاء))

لابن حبان (ص 169).

وقال محمود بن الحسن الورَّاق:

إنِّي وهبت لظالمي ظُلمي
وغفرت ذاك له على عِلمِ

ورأيته أسدى إليَّ يدًا
لـمَّا أبان بجهله حِلْمي

رَجَعَت إساءتُه عليه
وإحــساني إليَّ مضاعفٌ الغُنْمِ

وغَدَوتُ ذا أجرٍ ومَحْمَدةٍ
وغدا بكسب الظُّلم والإثمِ

وكأنَّما الإحسانُ كان له
وأنا المسيءُ إليه في الحكمِ

وما زال يظلمني وأرحمُه
حتى رَثَيْتُ له من الظُّلمِ

[4259] ((العقد الفريد))

لابن عبد ربِّه (ص 169).

وقال معبد بن مسلم:

لَدَدْتُهم النَّصيحة كلَّ لدٍّ
فمَجُّوا النُّصح ثمَّ ثنوا فقاءوا

فكيف بهم وإن أحسنتَ قالوا
أسأتَ وإن غفرتَ لهم أساءوا

[4252] اللدد: مَا سُقِيَ الإِنسان فِي أَحدِ شقَّيِ الْفَمِ.

(( لسان العرب)) لابن منظور (3/ 390).

[4253] ((جمهرة الأمثال))

لأبي هلال العسكري (1/111).

*عبدالرحمن*
2021-03-14, 14:12
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم الإسراف والتبذير في واحة الشعر

قال الشاعر:

دبِّر العيش بالقليل ليبقى
فبقاء القليل بالتدبيرِ

لا تبذرْ وإن ملكتَ كثيرًا
فزوالُ الكثير بالتبذيرِ

[4330] ((الشوارد))

لابن خميس (1/260).

وقال ابن طباطبا:

إنَّ في نيل المنى وَشْكُ الرَّدَى
وقياس القصد عند السرفِ

كسراجٍ دهنُهُ قُوتٌ له
فإذا غرَّقته فيه طَفِي

[4331] ((مجمع البلاغة))

للراغب الأصفهاني (1/64).

وقال الشافعي:

ثلاثُ هنَّ مهلكة الأنام
وداعيةُ الصحيح إلى السقامِ

دوامُ مدامةٍ ودوام وطءٍ
وإدخال الطعام على الطعامِ

[4332] ((ديوان الشافعي)) (ص 109).

وقال عبد العزيز الدميري:

اقتصدْ في كلِّ حالٍ
واجتنبْ شحًّا وغرما

لا تكنْ حُلوًا فتؤكل
لا ولا مرًّا فترمَى

[4333] ((طبقات الشافعية))

للسبكي (8/201).

وقال آخر:

ثلاثةٌ فيهنَّ للمُلكِ التلفْ
الظلمُ والإهمال فيه والسرفُ

[4334] ((الشوارد))

لابن خميس (2/13).

*عبدالرحمن*
2021-03-15, 14:22
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم الافتراء والبهتان في واحة الشعر

قال منصور بن إسماعيل:

هبني تحرزتُ ممن ينمُّ بالكتمانِ
فكيف لي باحترازٍ مِن قائلِ البهتانِ

[4384] ((الطيوريات))

لأبي طاهر السلفي (2/259).

وقال بعض الحكماء:

إنَّ الكريمَ إذا تقضَّى ودُّه
يُخفي القبيحَ ويظهرُ الإحسانا

وترَى اللئيمَ إذا تصرَّم حبلُه
يُخفي الجميلَ ويظهرُ البهتانا

[4385] ((قوت القلوب))

لأبي طالب المكي (2/362).

*عبدالرحمن*
2021-03-15, 14:24
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم إفشاء السر في واحة الشعر

قال محمد بن إسحاق الواسطي:

إذا المرءُ لم يحفظْ سريرةَ نفسِه
وكان لسرِّ الأخ غيرُ كتومِ

فبعدًا له من ذي أخ ومودةٍ
وليس على ودٍّ له بمقيمِ

[4474] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 189).

وقال قيس بن الخطيم:

وإن ضيَّع الإخوانُ سرًّا فإنني
كتومٌ لأسرارِ العشيرِ أمينُ

يكونُ له عندي إذا ما ائتمنته
مكانٌ بسوداءِ الفؤادِ مكينُ

[4475] ((الحيوان))

للجاحظ (5/102).

وقال الكريزي:

إذا أنت لم تحفظْ لنفسِك سرَّها
فأنت إذا حملته الناسَ أضيعُ

ويضحكُ في وجهي إذا ما لقيتُه
وينهشني بالغيبِ يومًا ويلسعُ

[4476] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 190).

وقال الكريزي:

اجعل لسرِّك مِن فؤادك منزلًا
لا يستطيعُ له اللسانُ دخولا

إنَّ اللسانَ إذا استطاع إلى الذي
كتم الفؤادُ من الشؤونِ وصولا

ألفيتَ سرَّك في الصديقِ وغيرِه
من ذي العداوة فاشيًا مبذولا

[4479] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 189).

وقال البغدادي:

صُنِ السرَّ بالكتمانِ يُرضيك غبُّه
فقد يظهرُ المرءُ المضِيعَ فيندمُ

فلا تلجئنْ سرًّا إلى غيرِ حرزِه
فيُظهرَ حرزَ السوءِ ما كنتَ تكتمُ

[4480] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 189).

وقال آخر:

لا تودعنَّ ولا الجماد سريرةً
فمِن الجوامدِ ما يشير وينطقُ

وإذا المحكُّ أذاع سرَّ أخٍ له
وهو الجمادُ فمن به يستوثقُ

[4481] ((غذاء الألباب))

للسفاريني (1/118).

وقال المنتصر بن بلال الأنصاري:

سأكتمُه سرِّي وأكتمُ سرَّه
ولا غرَّني أني عليه كريمُ

حليمٌ فيفشي أو جهولٌ يذيعُه
وما الناسُ إلا جاهلٌ وحليمُ

[4482] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 189).

وقال آخر:

ونفسُك فاحفظْها ولا تفشِ للعدَى
مِن السرِّ ما يُطوي عليه ضميرُها

فما يحفظُ المكتومَ من سرِّ أهلِه
إذا عُقدُ الأسرارِ ضاع كثيرُها

مِن القومِ إلا ذو عفافٍ يعينُه
على ذاك منه صدقُ نفسٍ وخيرُها

[4483] ((المحاسن والأضداد))

للجاحظ (ص 46).

وقال عامر الخزرجي:

إذا أنت لم تجعلْ لسرِّك جُنَّةً
تعرضتَ أن تُروَى عليك العجائبُ

[4484] ((جمهرة الأمثال))

لأبي هلال العسكري (1/510).

وقال آخر:

إذا ما ضاق صدرُك عن حديثٍ
فأفشته الرجالُ فمن تلومُ

إذا عاتبتُ مَن أفشى حديثي
وسرِّي عنده فأنا الظلومُ

وإني حين أسأم حملَ سرِّي
وقد ضمَّنته صدري سئومُ

ولست محدثًا سرِّي خليلًا
ولا عرسي إذا خطرت همومُ

وأطوي السرَّ دون الناسِ إني
لما استودعتُ من سرِّي كتومُ

[4485] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 190).

قال أبو الشيص:

ضعِ السرَّ في صماءَ ليست بصخرةٍ
صلود كما عاينت من سائر الصخرِ

ولكنها قلبُ امرئٍ ذي حفيظةٍ
يرى ضيعةَ الأسرارِ هترًا من الهترِ

يموتُ وما ماتت كرائمُ فعلِه
ويبلى وما يبلى نَثاه على الدهرِ

[4471] الصلود: التي لا توري نَارًا.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 257).

[4472] الهِترُ: السَّقَطُ من الكلامِ وَالْخَطَأ

فِيهِ وَالْبَاطِل. تاج العروس

أو هو من الهَتْرُ وهو مَزْقُ العِرضِ.

انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (14/ 392، 93).

والنثا ما أخبرت به الرجل من حسن أو سيئ.

[4473] ((الحيوان)) للجاحظ (5/103)

وقال قيس بن الخطيم الأنصاري:

إذا جاوز الاثنين سرٌّ فإنه
بنثٍّ وتكثير الوشاة قمينُ

[4477] النث: نشر الحديث

وقيل: هو نشر الحديث الذي كتمه أحق من نشره.

((لسان العرب)) لابن منظور (2/194).

[4478] ((الأمثال)) لابن سلام (ص 57).

*عبدالرحمن*
2021-03-16, 13:47
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم الانتِقَام في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:

إذا انتقموا أعلنوا أمرَهم
وإن أنعموا أنعموا باكتتامِ

يقومُ القعودُ إذا أقبلوا
وتقعدُ هيبتُهم بالقيامِ

[4537] ((أدب الدنيا والدين))

للماوردي (ص 203).

وقال الشَّاعر

مبينًا سبب تركه للانتقام ممَّن يتعدَّى عليه:

إذا كان دوني مَن بُليت بجهلِه
أبيتُ لنفسي أن أقابلَ بالجهلِ

وإن كان مثلي في محلِّي مِن العُلا
هويت إذَا حِلْمًا وصَفْحًا عن الْمَثْلِ

وإن كنتُ أَدنَى منه في الفضلِ والحجا
فإن له حقَّ التَّقَدُّمِ والفضلِ

[4539] ((الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي))

لابن طرار (ص: 386).

وقال آخر:

إن يُمْكِنِ الدَّهرُ فسوف أنتقمُ
أوْ لا فإنَّ العفو أولى للكَرَم

[4540] ((مكارم الأخلاق))

للخرائطي (ص 132).

وقال جرير:

عوى الشُّعراءُ بعضُهم لبعضٍ
عليَّ فَقَدْ أصابهم انتقامُ

إذا أرسلتُ صاعقةً عليهم
رأوا أخرى تحرقُ فاستداموا

[4541] ((الكامل))

للمبرد (1/194).

وقال معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه

في ترك الانتِقَام ممَّن تعدَّى عليك بالشَّتم:

وما قَتَلَ السَّفاهةَ مثلُ حِلْمٍ
يعودُ به على الجهلِ الحليمُ

فلا تسفهْ وإن مُلِّيتَ غيظًا
على أحدٍ فإنَّ الفحشَ لُومُ

ولا تقطعْ أخًا لك عندَ ذنبٍ
فإنَّ الذَّنبَ يعفوه الكريمُ

[4542] ((ديوان معاوية بن أبي سفيان)) (ص 119).

وقال المأمون لإبراهيم بن المهدي:

إنِّي شاورت في أمرك فأشاروا عليَّ بقتلك

إلَّا أنِّي وجدتُ قَدْرَك فوق ذنبك

فكرهت القتل للازم حُرْمَتك.

فقال: يا أمير المؤمنين، إنَّ المشار أشار

ممَّا جرت به العادة في السِّياسة

إلَّا أنَّك أبيت أن تطلب النَّصر إلَّا مِن حيث عوَّدته مِن العفو

فإن قتلت فلك نظير

وإن عفوت، فلا نظير لك، وأنشأ يقول:

البرُّ بي منك وَطَّا العذرَ عندكَ لي
فيما فعلتَ فلم تعذِلْ ولم تَلُمِ

وقامَ عذرُك لي فاحتجَّ عندك لي
مقامُ شاهدِ عدلٍ غيرَ متَّهمِ

لئن جحدتُك ما أوليتَ مِن نعمٍ
إنِّي لفي اللَّومِ أولى منك بالكَرِم

تعفو بعدلٍ وتسطو إن سطوتَ به
فلا عَدِمْنَاك مِن عافٍ ومنتقمِ

[4538] ((سفط الملح))

للدجاجي (ص 35).

*عبدالرحمن*
2021-03-17, 14:32
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم البُغْض والكَرَاهِية في واحة الشِّعر

قال ثعلب:

أُغْمَّض عيني عن صديقي تغافلًا
كأنِّي بما يأتي مِن الأمر جاهلُ

وما بي جهلٌ غيرَ أنَّ خَلِيقَتي
تطيقُ احتمالَ الكُرْهِ فيما يحاولُ

[4698] ((آداب الصحبة))

لأبي عبد الرحمن السلمي (ص 61).

وقال يحيى بن زياد الحارثي:

ولكن إذا ما حلَّ كُرْهٌ فسامحتْ
به النَّفسُ يومًا كان للكرهِ أذهبا

[4699] ((التذكرة الحمدونية))

لابن حمدون (2/188).

وقال الشَّاعر:

لا يُخرِجُ الكَرْهُ منِّي غير مَأْبِيَةٍ
ولا ألينُ لمن لا يبتغي لِيني

[4700] ((المفضليات))

للضبي (ص 161).

وقال الشَّاعر:

أخو البِشْر محبوبٌ على حُسْنِ بِشْرِه
ولن يعدمَ البَغْضَاءَ مَن كان عابسًا

ويسرعُ بخلُ المرءِ في هتكِ عرضِه
ولم أرَ مثلَ الجودِ للمرءِ حارسًا

[4701] ((المستطرف))

للأبشيهي (ص 75).

وقال آخر:

وما أحبُّ إذا أحببتُ مُكتَتِمًا
يبدي العداوةَ أحيانًا ويخفيها

تظلُّ في قلبِه البَغْضَاءُ كامنةً
فالقلبُ يكتمُها والعينُ تبديها

والنَّفسُ تعرفُ في عيني محدِّثِها
مَن كان مِن سلمِها أو مِن أعاديها

عيناك قد دلَّتا عينيَّ منك على
أشياءَ لولاهما ما كنتُ أدريها

[4702] ((المستطرف))

للأبشيهي (ص 107).

وقال بعض الشُّعراء:

سنَّ الضَّغائنَ آباءٌ لنا سلفوا
فلن تبيدَ وللآباءِ أبناءُ

[4703] ((عيون الأخبار)

) لابن قتيبة (3/122).

وقال آخر:

وعَيْنُ البُغْضِ تبرزُ كلَّ عيبٍ
وعَيْنُ الحبِّ لَا تَجِد العيوبا

[4704] ((ثمار القلوب))

للثعالبي (ص 327).

وقال آخر -أيضًا-:

ما الذَّنبُ إلَّا على القومِ ذوي دَغَلٍ
وفَى لهم عدلُك المألوف إذ غدروا

قوم نصيحتهم غشٌّ وحبُّهم
بغضٌ ونفعهم إن صرَّفوا ضرر

يميزُ البُغْض في الألفاظِ إن نطقوا
ويُعْرَف الحقدُ في الألحاظِ إن نظروا

[4705] ((خريدة القصر))

لعماد الدين الكاتب (2/28).

وقال آخر:

قضى اللهُ أنَّ البُغْضَ يصرعُ أهلَه
وإنَّ على البَاغِي تَدورُ الدَّوَائِرُ

[4709] ((السحر الحلال في الحكم والأمثال))

للهاشمي (ص 68).

وقال عمَارَة بن عقيل:

تُبدي لك العَيْنُ ما في نَفسِ صاحبِها
مِن الشَّناءةِ والوُدِّ الذَّي كَانَا

إنَّ البَغِيضَ له عَيْنٌ يَصُدُّ بها
لا يستطيعُ لِمَا في القلبِ كِتْمَانا

وعَيْنُ ذِي الوُدِّ لا تنفكُّ مقبلةً
تَرى لَهَا محجرًا بَشًّا وإنسانا

والعَيْنُ تنطقُ والأفواهُ صامتةٌ
حتى ترى مِن ضميرِ القلبِ تِبيانا

الشَّناءةِ [4706] أشدُّ البغض، بغض مع عداوة وسوء خُلُق.

((معجم اللغة العربية المعاصرة)) (2/1238).

بَشًّا [4707] من البشاشة: الفرح بالمرء والانبساط إليه والأنس به.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (6/266).

[4708] ((الصداقة والصديق))

لأبي حيان التوحيدي (ص 148).

*عبدالرحمن*
2021-03-18, 14:16
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم البخل والشح في واحة الشعر

قال المقنع الكندي:

إني أحرِّضُ أهلَ البخل كلَّهم
لو كان ينفعُ أهلَ البخلِ تحريضي

ما قلَّ مالي إلا زادني كرمًا
حتى يكونَ برزقِ اللهِ تعويضي

والمالُ يرفعُ مَن لولا دراهمُه
أمسى يقلِّب فينا طرفَ مخفوضِ

لن تخرجَ البيضُ عفوًا مِن أكفِّهمُ
إلا على وجعٍ منهم وتمريضِ

كأنها مِن جلودِ الباخلين بها
عندَ النوائبِ تحذى بالمقاريضِ

[4646] ((شرح ديوان الحماسة))

ليحيى بن علي الشيباني (2/37).

وقال أبو دلامة:

ما أحسنَ الدينَ والدُّنيا إذا اجتمعا
وأقبحَ الكفرَ والإفلاسَ بالرجلِ

[4647] ((غرر الخصائص الواضحة))

لأبي إسحاق الوطواط (393).

وقال آخر:

فلا الجودُ يفني المالَ والجدُّ مقبلٌ
ولا البخلُ يبقي المالَ والجدُّ مدبرُ

[4648] ((المثل السائر))

لضياء الدين بن الأثير (3/147).

وقال إسحاق الموصلي:

وآمرةٌ بالبخلِ قلتُ لها اقصري
فليس إلى ما تأمرين سبيلُ

أرى الناسَ خلانَ الجوادِ ولا أرى
بخيلًا له في العالمين خليلُ

ومن خيرِ حالاتِ الفتى لو علمته
إذا قال شيئًا أن يكون ينيلُ

فإني رأيتُ البخلَ يُزري بأهلِه
فأكرمتُ نفسي أن يقالَ بخيلُ

عطائي عطاءُ المكثرين تجمُّلًا
ومالي كما قد تعلمين قليلُ

[4649] ((أمالي القالي)) (1/31).

وقال عمرو بن الأهتم:

ذريني فإنَّ البخلَ يا أُمَّ هيثمٍ
لصالحِ أخلاقِ الرجالِ سروقُ

لعمرُك ما ضاقتْ بلادٌ بأهلِها
ولكنَّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ

[4650] ((المفضليات))

للمفضل الضبي (ص127).

وقال ابن الزقاق:

لا يحمدُ البخلُ أن دان الأنامُ به
وحامدُ البخلِ مذمومٌ ومدحورُ

[4651] ((صيد الأفكار))

لحسين المهدي (ص 613).

وقال علي بن ذكوان:

أنفقْ ولا تخشَ إقلالًا فقد قُسمتْ
بين العبادِ مع الآجالِ أرزاقُ

لا ينفعُ البخلُ معْ دنيا موليةٍ
ولا يضرُّ مع الإقبالِ إنفاقُ

[4652] ((التذكرة الحمدونية))

لابن حمدون (2/268).

وقال عبد الله بن المعتز:

أعاذلُ ليس البخلُ مني سجيةً
ولكن رأيتُ الفقرَ شرَّ سبيلِ

لموتُ الفتى خيرٌ مِن البخلِ للفتى
ولَلبخلُ خيرٌ من سؤالِ بخيلِ

[4653] ((نهاية الأرب))

للنويري (3/315).

وقال العثماني:

فلا الجودُ يفني المالَ قبل فنائِه
ولا البخلُ في مالِ الشحيحِ يزيدُ

فلا تلتمسْ رزقًا بعيشٍ مقتَّرٍ
لكلِّ غدٍ رزقٌ يعودُ جديدُ

[4654] ((المحاسن والأضداد))

للجاحظ (ص 835).

وقال قيس بن الخطيم:

وليس بنافعٍ ذا البخلِ مالُ
ولا مزرٍ بصاحبِه السخاءُ

وبعضُ الداءِ مُلتمَسٌ شفاهُ
وداءُ النَّوكِ ليس له شفاءُ

[4655] ((شرح ديوان الحماسة))

للأصفهاني (ص 89).

وقال آخر:

ويظهرُ عيبَ المرءِ في الناسِ
بخلُه ويسترُه عنهم جميعًا سخاؤُه

تغطَّ بأثوابِ السخاءِ فإنني
أرَى كلَّ عيبٍ فالسخاءُ غطاؤُه

[4656] ((الوابل الصيب))

لابن القيم (ص 34).

وقال آخر:

وهبني جمعتُ المالَ ثم خزنتُه
وحانتْ وفاتي هل أُزادُ به عُمرا

إذا خزن المالَ البخيلُ فإنَّه
سيورثُه غمًّا ويُعقبُه وِزرا

[4657] ((المستطرف))

للأبشيهي (ص 181).

*عبدالرحمن*
2021-03-19, 13:49
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم التقليد والتبعية في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:

لا تقنعنَّ ومذهبٌ لك ممكنٌ
فإذا تضايقتِ المطامعُ فاقنعِ

ومِن المروءةِ قانعٌ ذو همَّةٍ
يسمو لها فإذا نبتْ لم يهلعِ

ما كنت إمَّعةً ولكن همَّة
تأبى الهوانَ وفسحة في المنْجَعِ

[4857] ((الأمل والمأمول))

للجاحظ (1/2).

وقال الرَّبيع بن سليمان:

سئل الشافعي عن مسألة

فأُعجب بنفسه، فأنشأ يقول:

إذا المشكلاتُ تصدَّينني
كشفتُ حقائقَها بالنَّظر

ولست بإمَّعة في الرِّجال
أُسَائل هذا وذا ما الخبر؟

ولكنَّني مِدْرَهُ الأصغريــن
فتَّاح خير، وفرَّاج شر

[4858] ((تاريخ دمشق))

لابن عساكر (51/377).

وقال ابن عبد البر:

يا سائلي عن موضعِ التقليدِ خذْ
عني الجوابَ بفهمِ لبٍّ حاضرِ

واصغِ إلى قولي ودنْ بنصيحتي
واحفظْ عليَّ بوادري ونوادري

لا فرقَ بينَ مقلدٍ وبهيمةٍ
تنقادُ بين جنادل ودعاثرِ

تبًّا لقاضٍ أو لمفتٍ لا يرى
عللًا ومعنى للمقال السائرِ

فإذا اقتديت فبالكتابِ وسنةِ
المبعوث بالدين الحنيف الطاهرِ

ثم الصحابةِ عند عدمك سنةً
فأولاك أهلُ نهى وأهلُ بصائرِ

وكذاك إجماعُ الذين يلونهم
من تابعيهم كابرًا عن كابرِ

إجماعُ أمَّتنا وقولُ نبينا
مثلُ النصوص لذي الكتاب الزاهرِ

وكذا المدينةُ حجة إن أجمعوا
متتابعين أوائلًا بأواخرِ

وإذا الخلافُ أتى فدونَك فاجتهدْ
ومع الدليلِ فملْ بهمٍّ وافرِ

وعلى الأصولِ فقسْ فروعَك لا تقسْ
فرعًا بفرعٍ كالجهول الحائرِ

والشرُّ ما فيه فديتك أسوةٌ
فانظرْ ولا تحفلْ بزلةِ ماهرِ

[4859] ((جامع بيان العلم وفضله)) (2/988).

*عبدالرحمن*
2021-03-20, 14:39
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم التجسس في واحة الشعر

قال الشاعر:

لا تلتمسْ مِن مساوي الناسِ ما ستروا
فيهتكَ الناسُ سترًا مِن مساويكا

واذكرْ محاسنَ ما فيهم إذا ذكروا
ولا تعِبْ أحدًا عيبًا بما فيكا

[4768] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 128).

وقال آخر:

يخرجُ أسرارَ الفتى جليسُه
ربَّ امرئٍ جاسوسُه أنيسُه

[4769] ((الصداقة والصديق))

لأبي حيان التوحيدي (ص 284).

وشكا بعض الملوك تنقيب العوام عن أسرار الملوك فقال:

ما يريدُ الناسُ منا
ما ينامُ الناسُ عنَّا

لو سكنَّا باطنَ الأرضِ
لكانوا حيث كنَّا

إنما همُّهمُ أن
ينشروا ما قد دفنَّا

[4770] ((الرسائل))

للجاحظ (1/ 158–159).

ذم التَّعْسِير في واحة الشِّعر

قال الشاعر:

فإن يكنِ الرَّحمنُ أعطاك ثروةً
فأصبحتَ ذا يَسَرٍ وقد كنتَ ذا عُسْرِ

فتابعْ له حمدًا وشكرًا مع الثَّنا
يزِدْك وتأمنْ يا أخي مِن الفقرِ

وأَخْرِج لحقِّ الله منها مُبَادِرًا
لمَن كان ذا فقرٍ قريبٍ وذي عُسْرِ

[4817] ((موارد الظمآن لدروس الزمان))

لعبد العزيز السلمان (3/48).

وقال ابن البواب:

فالأمرُ يصعبُ ثمَّ يرجعُ هيِّنا
ولرُبَّ سهلٍ جاء بعد عَسِيرِ

[4818] ((مجاني الأدب في حدائق العرب))

لرزق الله شيخو (4/160).

*عبدالرحمن*
2021-03-21, 14:57
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم الجدال والمراء في واحة الشعر

قال إسماعيل بن يسار:

فدعْ عنك المراءَ ولا تردِه
لقلةِ خيرِ أسبابِ المراءِ

وأيقِنْ أنَّ مَن مارى أخاه
تعرَّضَ من أخيه للِّحاءِ

ولا تبغِ الخلافَ فإنَّ فيه
تفرُّقَ بَيْنِ ذاتِ الأصفياءِ

وإن أيقنتَ أنَّ الغيَّ فيما
دعاك إليه إخوانُ الصفاءِ

فجاملْهم بحسنِ القولِ فيما
أردتَ وقد عزمتَ على الإباءِ

[5028] اللحاء: من الملاحاة وهي: المشاتمة

والملاومة والمباغضة

ثم كثر ذلك حتى جعلت كل ممانعة ومدافعة ملاحاة

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/242).

[5029] ((مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي))

لأحمد قبش (ص450).

وقال العرزمي:

نصحتُك فيما قلتَه وذكرتَه
وذلك حقٌّ في المودةِ واجبُ

لا تركننَّ إلى المراءِ فإنَّه
إلى الشرِّ دعَّاء وللغيِّ جالبُ

وقال زيد بن جندب الإيادي:

كنَّا أناسًا على دينٍ ففرَّقنا
طولُ الجدالِ وخلطُ الجدِّ باللعبِ

ما كان أغنى رجالًا ضلَّ سعيهم
عن الجدالِ وأغناهم عن الخطبِ

وأغناهم [5030] مِن استغنى عن الشيء فلم يلتفت إليه.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/136)

[5031] ((البيان والتبيين)) للجاحظ (1/58).

وقال ابن الرومي:

لذوي الجدالِ إذا غَدَوا لجدالِهم
حججٌ تضلُّ عن الهدى وتجورُ

وُهُنٌ كآنيةِ الزجاجِ تصادمتْ
فهوت، وكلُّ كاسرٍ مكسورُ

فالقاتلُ المقتولُ ثَمَّ لضعفِه
ولوَهيه ، والآسرُ المأسورُ

[5032] الجور: الميل عن القصد

((لسان العرب)) لابن منظور (4/ 153).

[5033] وُهُنٌ، جمع واهنة، أي: ضعيفة.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/453).

[5034] لوهيه: لحمقه وَضعفه.

انظر: ((المعجم الوسيط)) (2/1061).

[5035] ((زهر الآداب)) للقيرواني (4/922).

وقال أبو محمد بن سنان الخفاجي:

فإيَّاك إيَّاك المراءَ فإنَّه
سببٌ لكلِّ تنافرٍ وتشاوسِ

وافعلْ جميلًا لا يضيعُ صنيعُه
واسمحْ بقوتِك للضعيفِ البائسِ

لا تفخرنَّ وإن فعلتَ فبالتُّقى
ناضلْ وفي بذلِ المكارمِ نافسِ

[5036] التشاوس: المعاداة

يقال تَشاوَس الْقَوْم: أي: تعادوا

((المخصص)) لابن سيده (4/85).

[5037] ((مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي))

لأحمد قبش (ص450).

وقال آخر:

لا تُفنِ عمرك في الجدالِ مخاصمًا
إنَّ الجدالَ يخلُّ بالأديانِ

واحذرْ مجادلةَ الرجالِ فإنها
تدعو إلى الشحناءِ والشنآنِ

وإذا اضطررتَ إلى الجدالِ ولم تجِدْ
لك مهربًا وتلاقت الصفَّانِ

فاجعلْ كتابَ الله درعًا سابغًا
والشرعَ سيفَك وابدُ في الميدانِ

والسنة البيضاء دونك جُنَّة
واركب جواد العزم في الجولانِ

واثبتْ بصبرِك تحت ألويةِ الهدَى
فالصبرُ أوثقُ عُدَّة الإنسانِ

واطعنْ برمحِ الحقِّ كلَّ معاندٍ
لله درُّ الفارسِ الطعَّانِ

واحملْ بسيفِ الصدقِ حملة مخلصٍ
متجرِّد لله غير جبانِ

وإذا غلبت الخصمَ لا تهزأْ به
فالعجبُ يخمدُ جمرة الإنسانِ

[5038] الشنآن: البغض

((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 101).

سابغًا [5039] الدرع السابغة: التي تجرها في الأرض

أو على كعبيك طولًا وسعة.

((لسان العرب)) لابن منظور (8/433).

[5040] الجنة: الدرع، وكل ما وقاك جنة.

((لسان العرب)) لابن منظور (13/ 94).

[5041] ((نونية القحطاني))

لمحمد بن صالح الأندلسي (ص 44).

وأحسنَ من قال:

وإيَّاك من حُلو المزاح ومُرِّه
ومن أن يراك الناس فيه مماريا

وإنَّ مراءَ المرءِ يخلقُ وجهَه
وإنَّ مزاحَ المرءِ يبدي التشانيا

دعاه مزاحٌ أو مراءٌ إلى التي
بها صار مقليَّ الإخاءِ وقاليا

التشانيا [5042] التشاني: من الشنآن وهو البغض

((لسان العرب)) لابن منظور (1/101).

[5043] (مقلي) اسم مفعول و(قاليا) اسم فاعل من الفعل: قلاه:

بمعنى أبغضه، وكرهه غاية الكراهة فتركه

((القاموس المحيط)) الفيروزآبادي (ص 1326).

[5044] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 79).

وقال أبو الأخفش الكناني لابن له:

أبُنيَّ لا تكُ ما حييتَ مماريًا
ودَعِ السفاهةَ إنها لا تنفعُ

لا تحملنَّ ضغينةً لقرابةٍ
إنَّ الضغينةَ للقرابةِ تقطعُ

لا تحسبنَّ الحلمَ منك مذلةً
إنَّ الحليمَ هو الأعزُّ الأمنعُ

[5045] الضغينة: الحقد والعداوة والبغضاء.

((لسان العرب)) لابن منظور (13/255).

[5046] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 79).

*عبدالرحمن*
2021-03-22, 14:58
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم الجَزَع في واحة الشِّعر

قال الشَّافعيُّ:

دَعِ الأيَّامَ تفعلُ ما تشاءُ
وطِبْ نفسًا بما حكم القضاءُ

ولا تَجْزَعْ لحادثةِ اللَّيالي
فما لحوادثِ الدُّنيا بقاءُ

ورزقُك ليس ينقصُه التَّأنِّي
وليس يزيدُ في الرِّزق العناءُ

ولا حزنٌ يدومُ ولا سرورٌ
ولا بؤسٌ عليك ولا رخاءُ

[5126] ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص 17).

وقالت الخنساء:

فإن تصبرِ النَّفسُ تلقَ السُّرورَ
وإن تجزعِ النَّفسُ أشقَى لها

[5127] ((صيد الأفكار))

لحسين المهدي (1/571).

وقال الشَّاعر:

لا تجزعنَّ متى اتَّكلت على الذي
ما زال مبتدئًا يجود ويفضلُ

ولقد يريحُ أخو التَّوكُّلِ نفسه
إنَّ المريحَ لعمرك المتوكِّلُ

[5128] ((صيد الأفكار))

لحسين المهدي (2/5).

وقال الشَّاعر:

أتجزعُ ممَّا أحدثَ الدَّهرُ للفتى
وأيُّ كريمٍ لم تُصبْه القوارعُ

والقوارع: جمع قارعة وهي النازلة الشديدة

تنزل عليه بأمر عظيم.

((لسان العرب)) لابن منظور (8/ 265).

[5129] ((لباب الآداب)) للثعالبي (ص 131)

وقال الشَّاعر:

أَمِنَ المنُونِ ورَيْبِه تتوجَّعُ
والدَّهرُ ليس بمُعْتِبٍ مَن يَجْزَعُ

وتَجَلُّدِي للشَّامِتِين أُرِيهم
أَنِّي لرَيْب الدَّهْرِ لا أتضَعْضعُ

[5130] المنون: الدهر، والموت.

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 1235).

[5131] التجلد: من الجلد وهو القوة والصبر.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 125).

لا أتضعضع: لا أخضع، أو أذل، أو افتقر.

انظر: ((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 742).

[5132] ((لباب الآداب)) للثعالبي (ص 137)

وأنشد يونس بن إبراهيم بن محمد بن طلحة

لمحمد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله:

ولا تجزعْ لريبِ الدَّهرِ واصبرْ
فإنَّ الصَّبرَ في العقبى سليمُ

فما جزعٌ بمغنٍ عنك شيئًا
ولا ما فات تُرْجِعه الهمومُ

[5133] ((روضة العقلاء))

لابن حبان (ص 140).

وقال الشَّاعر:

لا تجزعنْ مِن كلِّ خطبٍ عرى
ولا ترِ الأعداءَ ما يُشْمِتُ

واصبرْ فبالصَّبرِ تنالُ المنى
إذا لقيتم فئةً فاثبت

[5134] ((بدائع الفوائد))

لابن القيِّم (4/328).

وقال عمرو بن بكير

صبرتُ فكان الصَّبرُ خيرَ مغبَّةٍ
وهل جزعٌ يجدي عليَّ فأجزعُ

ملكتُ دموعَ العينِ حتى رددتُها
إلى ناظري فالعينُ في القلبِ تدمعُ

[5135] مغبة: عاقبة. ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 635).

[5136] ((عدة الصابرين))

لابن القيِّم (ص 98).

وقال آخر:

لا تجزعنَّ على ما فات مطلبُه
ها قد جزعت فماذا ينفعُ الجَزَعُ

إنَّ السَّعادةَ يأسٌ إن ظفرتَ به
بعض المرار وإنَّ الشِّقوةَ الطَّمعُ

[5137] ((الآداب الشرعية)

) لابن مفلح (3/309).

*عبدالرحمن*
2021-03-23, 14:11
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم الجَفَاء في واحة الشِّعر

قال أبو تمام:

إذا ما رأسُ أهلِ البيتِ وَلَّى
بدا لهمُ مِن النَّاسِ الجَفاءُ

[5189] ((شرح ديوان أبي تمام))

للخطيب التبريزي (2/311).

وقال أبو بكر بن داود الأصبهانيُّ:

أخوكَ الذي أمسى بحبِّك مغرمًا
يتوبُ إليك اليومَ مما تقدَّما

فإن لم تصلْه رغبةً في إخائِه
ولم تكُ مشتاقًا فصِلْه تكرُّمَا

فقد والذي عافاك ممَّا ابتلي به
تندَّم لو يرضيك أن يتندَّما

وواللهِ ما كان الصدودُ الذي مضى
دلالًا ولاَ كان الجَفَاءُ تبـرُّمَا

والتبرم: الضجر والملل.

انظر: ((الصحاح)) للجوهري (5/1869).

[5190] ((أمالي الزجاجي)) (1/5)

وقال هلال بن العلاء الرقِّي:

لـمَّا عفوتُ ولم أحقدْ على أحدٍ
أرحتُ نفسي مِن غمِّ العداواتِ

إنِّي أحيِّي عدوِّي عند رؤيتِه
لأدفعَ الشَّرَّ عنِّي بالتَّحيَّاتِ

وأُظهرُ البِشْر للإنسانِ أُبغضُه
كأنَّه قد ملا قلبي محبَّاتِ

والنَّاسُ داءٌ وداءُ النَّاسِ قربُهمُ
وفي الجَفَاءِ لهم قطعُ الأخوَّاتِ

فلستُ أسلمُ ممَّن لستُ أعرفُه
فكيف أسلمُ مِن أهلِ المودَّاتِ

[5191] ((البصائر والذخائر))

لأبي حيان التوحيدي (1/472).

وقال آخر:

إلى كم تستمرُّ على الجَفَاءِ
ولا ترعَى حُقوقَ الأصدقاءِ

فمن لي أن أرَى لك مثلَ فعلي
فنصبحُ في الوِدَادِ على استواءِ

[5195] ((ديوان المعاني))

لأبي هلال العسكري (2/ 201).

وقال آخر:

يقولُ إذا أردتَ بنا جَفَاءً
حوالينا الجَفَاءُ ولا علينا

[5196] ((دمية القصر وعصرة أهل العصر))

لعلي بن الحسن الباخرزي (2/ 1429).

وقال دعبل:

أبعدَ الصَّفاءِ ومحضِ الإخاءِ
يقيمُ الجَفاءُ بنا يخطبُ

وقد كان مشربُنا صافيا
زمانًا فقد كدرَ المشربُ

[5192] المحْض: كلُّ شيءٍ خَلَصَ حتى لا يشوبه شَيءٌ.

((العين)) للخليل بن أحمد (3/ 111).

[5193] الكدر: ضد الصفو.

((جمهرة اللغة)) لابن دريد (2/ 637).

[5194] ((المصون في الأدب))

لأبي أحمد العسكري (ص 101).

*عبدالرحمن*
2021-03-24, 15:53
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم الحسد في واحة الشعر

أكثر الشعراء من ذكر الحسد والحساد

وأطنبوا في وصف ذلك الخلق الذميم

والتندر بأصحابه، ومن ذلك:

قال ابن المعتز:

ما عابني إلا الحسودُ
وتلك من خيرِ المعايب

وإذا فقدتُ الحاسديـن
فقدتُ في الدنيا المطايب

[5312] ((التذكرة الحمدونية))

لابن حمدون (2/210).

وقال محمود الوراق:

أعطيت كلَّ الناسِ من نفسي الرضا
إلا الحسودَ فإنَّه أعياني

لا أنَّ لي ذنبًا لديه علمتُه
إلَّا تظاهر نعمةِ الرحمنِ

يطوي على حنقٍ حشاه لأن رأى
عندي كمالَ غنى وفضلَ بيانِ

ما إن أرى يرضيه إلا ذلَّتي
وذهابُ أموالي وقطعُ لساني

[5313] ((ديوان محمود الوراق)) (ص 197).

وقال المعافى بن زكريا النهرواني:

ألا قلْ لمن كان لي حاسدًا
أتدري على من أسأت الأدبْ

أسأتَ على الله في فعلِه
لأنَّك لم ترضَ لي ما وهبْ

فأخزاك عنه بأن زادني
وسدَّ عليك وجوهَ الطلبْ

[5318] ((غرر الخصائص الواضحة))

للوطواط (ص 603).

وقال الطائي:

وإذا أراد الله نشرَ فضيلةٍ
طُويت أتاح لها لسانَ حسودِ

لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورتْ
ما كان يُعرفُ طيبُ عرفِ العودِ

لولا التخوفُ للعواقبِ لم تزلْ
للحاسدِ النعمى على المحسودِ

[5319] ((عيون الأخبار))

للدينوري (2/11).

وقال آخر:

إن يحسدوني فإني غيرُ لائمِهم
قبلي مِن الناسِ أهلِ الفضلِ قد حُسدوا

فدامَ لي ولهم ما بي وما بهم
ومات أكثرُنا غيظًا بما يجدُ

أنا الذي يجدوني في صدورِهم
لا أرتقي صدرًا منها ولا أردُ

[5323] ((الأمالي))

للقالي (2/198).

وقال آخر:

كلُّ العداواتِ قد تُرجَى مودتُها
إلا عداوةَ مَن عاداك مِن حسدِ

[5326] ((إحياء علوم الدين))

للغزالي (3/189).

وقال آخر:

ما يُحسدُ المرء إلا مِن فضائلِه
بالعلمِ والظرفِ أو بالبأسِ والجودِ

[5327] ((زهر الآداب وثمر الألباب))

للقيرواني (1/247).

وقال آخر:

اصبرْ على حسدِ الحسودِ
فإنَّ صبرَك قاتلُه

النارُ تأكلُ بعضَها
إن لم تجدْ ما تأكلُه

[5328] ((العقد الفريد))

لابن عبد ربه (2/174).

وقال الطغرائي:

جاملْ عدوَّك ما استطعتَ فإنَّه
بالرفقِ يطمع في صلاح الفاسدِ

واحذرْ حسودَك ما استطعت فإنَّه
إن نمت عنه فليس عنك براقدِ

إنَّ الحسودَ وإن أراك توددًا
منه أضرُّ من العدو الحاقدِ

ولربما رضي العدوُّ إذا رأى
منك الجميلَ فصار غير معاندِ

ورضا الحسودِ زوالُ نعمتك التي
أوتيتها من طارف أو تالدِ

فاصبرْ على غيظِ الحسود فنارُه
ترمي حشاه بالعذابِ الخالدِ

تضفو على المحسودِ نعمةُ ربِّه
ويذوبُ من كمدٍ فؤادُ الحاسدِ

[5314] الطارف: المال المستحدث.

((لسان العرب)) لابن منظور (9/ 214).

[5315] التالد: المال القديم الأصلي الذي ولد عندك.

((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 99).

[5316] الكمد الحزن المكتوم.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (3/381).

[5317] ((ديوان الطغرائي)) (ص 68).

وقال أبو الأسود:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيَه
فالقومُ أعداءٌ له وخصومُ

كضرائرِ الحسناءِ قلنَ لوجهِها
حسدًا وبغيًا إنَّه لدميمُ

والوجهُ يشرقُ في الظلامِ كأنَّه
بدرٌ منيرٌ والنساءُ نجومُ

وترَى اللبيبَ محسدًا لم يجترمْ
شتمَ الرجالِ وعرضُه مشتومُ

وكذاك مَن عظمتْ عليه نعمةٌ
حسادُه سيفٌ عليه صرومُ

فاتركْ محاورةَ السفيهِ فإنَّها
ندمٌ وغبٌّ بعدَ ذاك وخيمُ

[5320] ضرائر: جمع ضرة، وضرة المرأة: امرأة زوجها.

((لسان العرب)) لابن منظور (4/486).

[5321] غب الأمر ومغبته: عاقبته وآخره.

((لسان العرب)) لابن منظور (1/634).

ووخيم: ثقيل رديء.

((لسان العرب)) لابن منظور (12/631).

[5322] ((خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب))

لعبد القادر البغدادي

*عبدالرحمن*
2021-03-25, 15:16
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم الحقد في واحة الشعر

قال الشَّاعر:

الحقدُ داءٌ دفينٌ لا دواء له
يبري الصدور إذا ما جمرُهُ حرثا

فاستشفِ منه بصفحٍ أو معاتبةٍ
فإنما يُبرئُ المصدورَ ما نفثا

واجعل طلابَك بالأوتارِ ما عظمت
ولا تكنْ لصغيرِ الأمرِ مُكْترثا

[5389] ((ديوان المعاني))

لأبي هلال العسكري (1/ 132).

وقال هلال بن العلاء:

(جعلت على نفسي ألا أكافئ أحدًا بشرٍّ ولا عقوق

اقتداء بهذه الأبيات:

لما عفوت ولم أحقد على أحد
أرحت نفسي من غم العداوات

إني أحيي عدوي حين رؤيته
لأدفع الشر عني بالتحيات

وأظهر البشر للإنسان أبغضه
كأنه قد حشى قلبي مسرات

وأنشد أحمد بن عبيد عن المدائني:

ومن لم يغمض عينه عن صديقه
وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب

ومن يتتبع جاهدًا كل عثرة
يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب)

[5393] العثرة: الزلة، سميت عثرة لأنها سقوط في الإثم

. انظر: ((المصباح المنير)) للفيومي (2/393).

[5394] ((آداب العشرة))

لمحمد الغزي (ص 26).

وقال عنترة:

لا يحملُ الحقدَ مَن تعلو به الرُّتبُ
ولا ينالُ العلا مَن طبعُه الغضبُ

[5395] ((ديوان عنتر بن شداد)) (ص 11).

وقال ابن الرومي:

(وما الحقدُ إلا توأمُ الشكرِ في الفتى
وبعضُ السجايا ينتسبن إلى بعضِ

فحيث ترى حقدًا على ذي إساءةٍ
فثمَّ ترى شكرًا على حسنِ القرضِ

إذا الأرضُ أدَّت ريعَ ما أنت زارعٌ
مِن البذرِ فيها فهي ناهيك من أرضِ)

[5396] السجايا: جمع سجية وهي الطبيعة والخلق.

((لسان العرب)) لابن منظور (14/372).

[5397] الريع: النماء والزيادة.

((لسان العرب)) لابن منظور (8/ 137).

[5398] ناهيك: حسبك ونهايتك.

((شمس العلوم)) لنشوان الحميري (10/6770).

[5399] ((أدب الدنيا والدين))

للماوردي (ص 208).

وقال محمد بن مقيس الأزدي:

فإنَّ الذي بيني وبين عشيرتي
وبين بني عمي لمختلفُ جدا

إذا قدحوا لي نارَ حربٍ بزندِهم
قدحتُ لهم في كلِّ مكرمةٍ زندا

وإن أكلوا لحمي وَفَرْتُ لحومَهم
وإن هدموا مجدي بنيتُ لهم مجدا

ولا أحملُ الحقدَ القديمَ عليهم
وليس رئيسُ القومِ مَن يحملُ الحقدا

وأعطيهم مالي إذا كنت واجدًا
وإن قلَّ مالي لم أُكلفْهم رفدا

[5390] قدح الزند: ضربه بحجره ليخرج النَّار مِنْهُ.

((المعجم الوسيط)) (2/ 717).

[5391] الزند: خشبة يستقدح بها.

((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 195).

والرفد: المعونة بالعطاء، وسقي اللبن

والقول، وكل شيء.

((العين)) للخليل بن أحمد الفراهيدي (8/ 24).

[5392] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 171)

*عبدالرحمن*
2021-03-26, 13:33
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم الخُبْث في واحة الشِّعر

قال الشاعر:

عذرتُك يا إنسانُ إن كنت مغرمًا
بعذرٍ ومغرى بالتَّحيلِ والنَّكثِ

وكيف ألومُ المرءَ في خبثِ فعلِه
وأوَّل شيءٍ قد غذاه دمُ الطَّمثِ

[5461] ((يتيمة الدهر))

للثعالبي (4/357).

وقال آخر:

وأولُ خبثِ الماءِ خبثُ ترابِه
وأولُ خبثِ المرءِ خبثُ المناكحِ

[5466] ((المستطرف))

للأبشيهي (457).

وقال الشاعر:

ألم ترَ أنَّ الماءَ يخبثُ طعمُه
وإن كان لونُ الماءِ أبيضَ صافيا

[5467] ((المستطرف))

للأبشيهي (457).

وقال آخر:

ما كلُّ أصفرَ دينارٌ لصفرتِه
صفرُ العقاربِ أرداها وأنكرُها

[5468] ((أدب الدنيا والدين))

للماوردي (166).

وقال جرير يذكر شفاعته للفرزدق:

وهل لك في عانٍ وليس بشاكرٍ
فتطلق عنه عضَّ مَسِّ الحدائد

يعودُ وكان الخُبْث منه سجيَّةً
وإن قال إنِّي مُنْتَهٍ غَيْرُ عائد

[5462] العاني: الأسير.

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 1316).

[5463] السجية: الطبيعة والخلق.

((لسان العرب)) لابن منظور (14/372).

[5466] ((المستطرف))

للأبشيهي (457).

وقال آخر:

ولم تنسَ حقَّ الحلمِ حين أسرتهم
ومقلتهم عبرى وأنفاسُهم حرَّى

ظـفــرتَ بــأربــابِ الحفـائــظِ بعـدمـا
عـفــوتَ وبـعـدَ الـعـفـوِ أوليتـهـم بــرا

فخانوا وعادوا بالخسارِ تجارةً
وحاق بهم مكرٌ وقد أمنوا المكرا

لقـد نكثـوا بالعـهـدِ مَن خبـثِ نفسِهـم
ألا إنَّ خـبثَ النَّفسِ داؤُه لن يـَــبْــرَا

[5466] ((المستطرف))

للأبشيهي (457).

*عبدالرحمن*
2021-03-27, 14:03
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ذم الخِدَاع في واحة الشِّعر

قال منصور بن محمد الكريزي:

وصاحبٌ غيرُ مأمونٍ غوائلُه
يبدي لي النُّصحَ منه وهو مشتملُ

على خلافِ الذي يبدي ويظهرُه
وقد أحطت بعلمي أنَّه دغلُ

عفوت عنه انتظارًا أن يثوبَ له
عقلٌ إليه مِن الزَّلَّات ينتقلُ

دهرًا فلمَّا بدا لي أن شيمتَه
غِشٌّ وليس له عن ذاك منتقلُ

تركته تركَ قالٍ لا رجوعَ له
إلى مودَّتِه ما حنَّت الإبلُ

[5507] دغل: الدغل، بالتحريك: الفساد مثل الدخل.

والدغل: دخل في الأمر مفسد.

((لسان العرب)) لابن منظور (11/244).

[5508] القالي: الكاره المبغض.

((القاموس المحيط)) للفيرزآبادي (ص 1326).

وحنت الإبل: نزعت إلى أوطانها أو أولادها

((لسان العرب))لابن منظور (13/129).

5509] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (1/197)

وقال آخر:

قل للذي لست أدري مِن تلونِه
أناصحٌ أم على غِشٍّ يداجيني

إنِّي لأُكثرُ ممَّا سُمْتَني عجبًا
يدٌ تشجُّ وأخرى منك تأسوني

تغتابني عندَ أقوامٍ وتمدحُني
في آخرين وكلٌّ عنك يأتيني

هذان أمران شتى بون بينهما
فاكففْ لسانَك عن ذمِّي وتزييني

يداجيني [5510] المداجاة:

المداراة. ((الصحاح)) للجوهري (6/2334).

[5511] البون: المسافة ما بين الشيئين.

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 1181).

[5512] ((الصَّداقة والصَّديق))

لأبي حيان التوحيدي (198).

وقال ابن عبد القوي:

ويَحْرُم بُهْتٌ واغتيابٌ نميمةٌ
وإفشاءُ سرٍّ ثمَّ لعنٌ مقيَّدِ

وفحشٌ ومكرٌ والبذاءُ، خديعةٌ
وسخريةٌ والهزوُ والكذبُ قيِّدِ

بغير خِدَاع الكافرين بحربِهم
وللعرسِ أو إصلاحِ أهلِ التَّنكُّدِ

[5513] ((غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب))

للسفاريني (1/ 102).

*عبدالرحمن*
2021-03-28, 15:28
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الخِذْلَان في واحة الشِّعر

وقال طالب بن أبي طالب:

ألا إنَّ كَعْبًا في الحروبِ تخاذلوا
فأَرْدَتْهُم الأيَّامُ واجترحوا ذَنْبا

[5553] اجترحوا ذنبًا: اكتسبوه.

((لسان العرب)) لابن منظور (2/423).

[5554] ((الزاهر))

لأبي بكر الأنباري (1/236).

وقال زيد الخيل:

فلو أنَّ نصرًا أصلحتْ ذاتَ بيننا
لضحَّت رويدًا عن مطالبِها عمرُو

ولكن نصرًا أرتعتْ وتخاذلتْ
وكانت قديمًا مِن خلائقها الغَفْرُ

[5555] ((مجمع الأمثال))

للميداني (1/419).

وقال زهير بن أبي سلمى:

ألم ترَ للنُّعمانِ كان بنجوةٍ
مِن الشَّرِّ لو أنَّ امرأً كان ناجيا

فلم أرَ مخذولًا له مثلُ ملكِه
أقلَّ صديقًا باذلًا أو مواسيا

[5556] النجوة: الأرض التي لا يعلوها السيل

((لسان العرب)) لابن منظور (15/ 305).

[5557] ((نهاية الأرب))

للنويري (15/431).

وقال الأعشى:

بينَ مغلوبٍ تليلٍ خدُّه
وخَذُولِ الرِّجلِ مِن غير كسحِ

[5558] التليل: الصريع. ((لسان العرب)) لابن منظور (11/ 77).

كسَح الشَّيءَ :كنَسه، أزاله، أذهبه، قطَعه

كسَح العدوَّ: طردَه وشتَّته واستأصله

وانظر: ((لسان العرب)) (2/571).

[5559] ((مفردات غريب القرآن))

للراغب (ص 277)

وقال الشَّاعر:

مَن يتَّقِ الله يُحْمَدْ في عواقبِه
ويَكفِه شرَّ مَن عزُّوا ومَن هانوا

مَن استعان بغيرِ اللهِ في طلبٍ
فإنَّ ناصرَه عجزٌ وخِذْلانُ

[5560] ((قصيدة عنوان الحكم))

لأبي الفتح البستي (ص 36).

وقال عبيد العنبري:

إذا ما أراد اللهُ ذلَّ قبيلةٍ
رماها بتشتيتِ الهوى والتَّخَاذلِ

[5561] ((الحماسة البصرية))

لأبي الحسن البصري (ص 110).

وقال ابن الصبَّاغ الجذامي:

لا غروَ أنَّ الدَّمعَ يمحو جريه
بالخدِّ سكبًا ما جناه الجاني

للهِ قومٌ أخلصوا فتخَلَّصوا
مِن آفةِ الخسرانِ والخِذْلَان

[5562] لا غرو: لا عجب.

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 1317).

[5563] ((ديوان ابن الصباغ الجذامي)) (ص 53).

وقال الشَّاعر:

وقد كنتُ أرجو منكم خيرَ ناصرٍ
على حينِ خِذْلَانِ اليمينِ شمالها

فإن أنتم لم تحفظوا لمودَّتي
ذمامًا فكونوا لا عليها ولا لها

[5564] ((البصائر والذخائر))

لأبي حيان التوحيدي (7/130).

قال مهلهل:

وابكينَ للأيتامِ لـمَّا أقحطوا
وابكين عندَ تخاذلِ الجيرانِ

وابكين مصرعَ جيدِه متزمِّلًا
بدمائِه فلذاك ما أبكانِ

[5565] التزمل: التلفف.

((لسان العرب)) لابن منظور (11/ 311).

[5566] ((ديوان مهلهل بن ربيعة)) (ص 84).

*عبدالرحمن*
2021-03-29, 14:23
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الخيانة في واحة الشعر

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

أدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ
واعدلْ ولا تظلمْ يطيبُ المكسبُ

[5619] ((ديوان علي بن أبي طالب)) (ص 28).

قال ابن همام:

فأنت امرؤٌ إمَّا ائتمنتُك خاليًا
فخنتَ، وإما قلتَ قولًا بلا علمِ

وإنَّك في الأمرِ الذي قد أتيتَه
لفي منزلٍ بينَ الخيانةِ والإثمِ

[5620] ((عيون الأخبار))

لابن قتيبة (1/100).

وقال الشاعر :

أخلقْ بمن رضي الخيانةَ شيمةً
أن لا يُرى إِلا صريعَ حوادثِ

ما زالتِ الأرزاءُ تُلحق بؤسَها
أبدًا بغادرِ ذمةٍ أو ناكثِ

[5621] ((نهاية الأرب))

للنويري (3/364).

وقال آخر:

شرُّ المصائبِ ما جنتْه يدٌ
لم يُثنها عن ظلمِها رحمُ

والعارُ حيٌّ لا يموتُ إذا
قدم الزمانُ وبادت الأممُ

إنَّ الخيانةَ ليس يغسلُها
مِن خاطئٍ دمعٌ ولا ندمُ

[5622] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (310).

*عبدالرحمن*
2021-03-30, 14:21
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الذُّل في واحة الشعر

قال المتنبي:

وإلا تمتْ تحتَ السيوفِ مكرَّمًا
تمتْ وتقاسي الذُّلَ غيرَ مكرمِ

[5710] ((العود الهندي))

للسقاف (1/416).

وقال أيضًا:

ذلَّ مَن يغبطُ الذليلَ بعيشٍ
ربَّ عيشٍ أخفُّ منه الحِمامُ

مَن يهُنْ يسهلِ الهوانُ عليه
ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ

[5711] ((العود الهندي))

للسقاف (1/416).

وقال الشاعر:

كم مِن عزيزٍ أُعْقِب الذُّلَّ عزُّه
فأصبح مرحومًا وقد كان يُحْسَدُ

[5712] ((كتاب العين))

للخليل بن أحمد الفراهيدي (1/180)

وقال زهير:

ومَن لا يَزَلْ يسترحلُ الناسَ نفسَه
ولا يُعْفِها يومًا مِن الذُّلِّ يندمِ

[5716] ((تهذيب اللغة))

للأزهري (5/8)

وقال النابغة الجعدي:

يا أيُّها الناسُ هل ترون
إلى فارسَ بادتْ وأنفُها رغِمَا

أمسَوْا عبيدًا يرعون شاءَكمُ
كأنَّما كان ملكُهم حلمَا

أو سبأَ الحاضرين مأربَ
إذ يبنون مِن دونِ سيلِه العَرِمَا

فمُزِّقوا في البلادِ واغترفوا
الذُّلَ وذاقوا البأساءَ والعدمَا

وبُدِّلوا السِّدْرَ والأراكَ به
الخمطَ وأضحى البنيانُ منهدمَا

[5719] ((المجالسة وجواهر العلم))

للمالكي (2/392).

وقال ابن الأعرابي:

إذا كان بابُ الذُّلِّ مِن جانبِ الغِنى
سموتُ إلى العلياءِ مِن جانبِ الفقرِ

[5720] ((معالم السنن))

للخطابي (2/70)

وقال جرير:

بكى دَوْبَلٌ لا يُرقئُ الله دمعَه
ألا إنما يبكي مِن الذُّلِ دَوْبَلُ

[5713] الدوبل: ولد الحمار.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (11/235).

[5714] رقأ الدمع: جف وسكن.

((القاموس المحيط)) للفيروز آبادي (ص 42).

[5715] ((كتاب العين))

للخليل بن أحمد الفراهيدي (5/211).

وقال طرفة:

بطيءٍ عن الجُلَّى سريعٍ إلى الخَنا
ذليلٍ بأجماعِ الرجالِ مُلَهَّدِ

[5717] أجماع، جمع: جمع، وهو جمع الكف

يقال: ضربوه بأجماعهم، إذا ضربوا بأيديهم.

انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (20/456)

والجلَّى: الأمر العظيم يدعى له ذوو الرأي.

ورجل مُلَهَّد: مستضعف ذليل مُدفَّع عند الأبواب.

((تاج العروس)) للزبيدي (9/147).

[5718] ((الجامع لأحكام القرآن))

للقرطبي (4/54)

*عبدالرحمن*
2021-03-31, 14:36
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم السَّفَه والحُمْق في واحة الشِّعر

قال دعبل الخزاعي:

عداوةُ العاقلِ خيرٌ إذا
حُصِّلتها مِن خلَّةِ الأَحْمَقِ

لأنَّ ذا العقلِ إذا لم يَرعِ
عن ظلمك استحيا فلم يخرقِ

ولن ترَى الأَحْمَقَ يُبْقِي على
دينٍ ولا ودٍّ ولا يتَّقِي

[5872] ((بهجة المجالس))

لابن عبد البر (1/60).

وقال الشَّافعي:

يخاطبني السَّفِيهُ بكلِّ قبْحٍ
فأكرهُ أن أكونَ له مجيبَا

يزيدُ سَفَاهَةً فأزيدُ حلمًا
كعودٍ زاده الإحراقُ طِيبَا

[5873] ((ديوان الشافعي)) (ص 21).

وقال ابن الوردي:

وادَّرعْ جدًّا وكدًّا واجتنبْ
صحبةَ الحَمْقى وأربابِ البخلِ

[5874] ((عون الأطفال شرح لامية ابن الوردي))

لصلاح الدين الزماكي (ص 156).

وقال المتوكل الليثي:

لا تتَّبعْ سُبُلَ السَّفاهةِ والخَنَا
إنَّ السَّفِيهَ مُعَنَّفٌ مَشْتُومُ

[5875] ((طبقات فحول الشعراء))

للجمحي (2/ 684)..

وقال آخر:

لن يسمعَ الأَحْمَقُ مِن واعظٍ
في رفعِه الصَّوت وفي همِّه

لن تبلغَ الأعداءُ مِن جاهلٍ
ما يبلغُ الجاهلُ مِن نفسِه

والحُمْقُ داءٌ ما له حيلةٌ
تُرْجَى كبعدِ النَّجمِ في لمسِه

[5878] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص: 120).

وقال صالح بن عبد القدوس:

ولأن يعادي عاقلًا خيرٌ له
مِن أن يكونَ له صديقٌ أَحْمَقُ

فاربَأْ بنفسِك أن تصادقَ أَحْمَقًا
إنَّ الصَّديقَ على الصَّديقِ مصدِّقُ

[5881] ((روضة العقلاء))

لابن حبان (ص 121).

وقال الشَّاعر:

عدوُّك ذو العقلِ أبقَى عليك
وأجدَى مِن الصَّاحبِ الأَحْمَقِ

[5882] ((زهر الأكم))

لليوسي (3/66).

وقال آخر:

تحامقْ مع الحَمْقَى إذا ما لقيتَهم
ولا تلقَهم بالعقلِ إن كنتَ ذا عقلِ!

[5883] ((زهر الأكم))

لليوسي (3/66).

وقال آخر:

فلا تودعنَّ الدَّهرَ سرَّك أَحْمَقًا
فإنَّك إن أودعتَه منه أَحْمَقُ

[5884] ((الكامل))

للمبرد (2/230).

قال الشَّاعر:

لكلِّ داءٍ دواءٌ يُسْتَطَّبُّ به
إلَّا الحماقةَ أعيتْ مَن يُداويها

[5885] ((الكشكول))

للعاملي (2/259).

وقال آخر:

ما تمَّ حِلْمٌ ولا علمٌ بلا أدبٍ
ولا تجاهل في قومٍ حليمان

وما التَّجاهلُ إلَّا ثوبُ ذي دَنَسٍ
وليس يلبسُه إلَّا سفيهان

[5886] ((روضة العقلاء))

لابن حبان (ص 212).

وأنشد محمد بن عبد العزيز

لموسى بن سعيد بن عبد الرَّحمن بن المقنع الأنصاري:

ثلاثُ خِلال كلُّها غيرُ طائلٍ
يَطُفْنَ بقلبِ المرءِ دونَ غشائِه

هوى النَّفسِ ما لا خيرَ فيه وشحُّها
وإعجابُ ذي الرَّأي السَّفِيه برأيه

[5890] ((المجالسة وجواهر العلم))

للدينوري (6/112).

وأنشد الكريزي:

تجرَّدْ ما استطعتَ مِن السَّفيهِ
بحسنِ الحِلْم إنَّ العزَّ فيه

فقد يعصي السَّفِيهُ مؤدبيه
ويُبرمُ باللَّجاجةِ منصفيه

تلينُ له فيغلظُ جانباه
كعيرِ السُّوءِ يرمحُ عالقيه

[5887] اللجاج، واللجاجة: الخصومة

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 203).

[5888] يرمح: يضرب برجله.

((لسان العرب)) لابن منظور (2/ 454).

[5889] ((روضة العقلاء))

لابن حبان (ص 212).

وقال مسكين الدارمي:

اتَّقِ الأَحْمَقَ أن تصحبَه
إنَّما الأَحْمَقُ كالثَّوبِ الخَلقْ

كلَّما رقَّعتَ منه جانبًا
حرَّكته الرِّيحُ وَهنًا فانخرقْ

أو كصدعٍ في زجاجٍ فاحشٍ
هل ترَى صدعَ زجاجٍ متَّفقْ

وإذا جالستَه في مجلسٍ
أفسدَ المجلسَ منه بالخرقْ

وإذا نهنهه كي يرعوي
زاد جهلًا وتمادى في الحمقْ

[5876] النهنهة: الكف. تقول نهنهت فلانا

إذا زجرته فتنهنه أي كففته

((لسان العرب)) لابن منظور (13/550).

[5877] (( ديوان مسكين الدارمي)) (ص77).

وقال سالم بن ميمون الخوَّاص:

إذا نطق السَّفِيه فلا تجِبْه
فخيرٌ مِن إجابتِه السُّكوتُ

سكتُّ عن السَّفِيه فظنَّ أني
عييتُ عن الجوابِ وما عييتُ

شرارُ النَّاسِ لو كانوا جميعًا
قذى في جوفِ عيني ما قذيتُ

فلستُ مجاوبًا أبدًا سفيهًا
خزيتُ لمن يجافيه خزيتُ

[5879] القذى: ما يقع في العين وما ترمي به.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/172).

[5880] ((روضة العقلاء))

لابن حبان (ص140).

*عبدالرحمن*
2021-04-01, 14:18
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الشَّمَاتَة في واحة الشِّعر

رَدَّ عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه

على الشَّامتين في موت

النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال:

لعمري لقد أيقنتُ أنَّك ميِّتٌ
ولكنَّما أَبْدَى الذي قلتُه الجَزَع

وقلتُ يغيبُ الوحي عنَّا لفقدِه
كما غاب موسى، ثمَّ يرجعُ كما رجع

وكان هواي أن تطولَ حياتُه
وليس لحيٍّ في بقا ميِّتٍ طمع

فلمَّا كشفنا البردَ عن حرِّ وجهِه
إذا الأمرُ بالجزع الموهب قد وقع

فلم تكُ لي عندَ المصيبةِ حيلةٌ
أردُّ بها أهلَ الشَّمَاتَة والقَذَع

سوى آذن الله في كتابه
وما آذن الله العبادَ به يقع

وقد قلتُ مِن بعدِ المقالةِ قولةً
لها في حلوقِ الشَّامتين به بشع

أَلَا إنَّما كان النَّبيُّ محمدٌ
إلى أجلٍ وافى به الوقتَ فانقطع

ندينُ على العلات منَّا بدينِه
ونعطي الذي أعطى، ونمنعُ ما منع

ووليت محزونًا بعينٍ سخينةٍ
أكفكفُ دمعي والفؤادُ قد انصدع

وقلت لعيني: كلُّ دمعٍ ذخرتُه
فجودي به إنَّ الشَّجيَّ له دفع

[6008] انظر: ((الروض الأنف))

للسهيلي (7/787).

وقال أبو العبَّاس المبرِّد:

وهلك أخ لبعض الأعراب

فأظهر له الشَّمَاتَة بعض بني عمِّه

فأنشأ الأعرابيُّ يقول:

ولقد أقولُ لذي الشَّمَاتَةِ إذ رأى فجعي
ومَن يذقِ الفجيعةَ يجزعِ

اشمتْ فقد قَرَع الحوادثُ مروتي
وافرحْ بمروتِك التي لم تُقْرَعِ

إن تبقَ تُفْجَعْ بالأحبةِ كلِّهم
أو تُرْدِك الأحداثُ إن لم تُفْجَع

[6010] انظر: ((المجالسة وجواهر العلم))

للدينوري (7/219).

وقال نهشل بن حري:

ومَن يرَ بالأقوامِ يومًا يرونه
معرَّةَ يومٍ لا تُوَازَى كواكبُه

فقلْ للذي يُبدي الشَّمَاتَةَ جاهلًا
سيأتيك كأسٌ أنت لا بدَّ شاربُه

وقال حارثة بن بدر:

يا أيُّها الشَّامتُ المبدي عداوتَه
ما بالمنايا التي عيَّرت مِن عارِ

تراك تنجو سليمًا مِن غوائلِها
هيهاتَ لا بدَّ أن يسري بك السَّاري

[6011] انظر: ((التذكرة الحمدونيَّة))

لابن حمدون (3/325).

وقال العلاء بن قرضة:

إذا ما الدَّهرُ جرَّ على أناسٍ
كَلَاكِلَه أناخ بآخرينا

فقلْ للشَّامتين بنا أفيقوا
سيلقَى الشَّامتون كما لقينا

[6009] الكلاكل جمع كلكل وَهُوَ الصَّدْر وَالْمعْنَى

إِذا أناخت صروف الدَّهْر على قوم بِإِزَالَة

نعمهم وتكدير عيشهم فعادتها والمعهود

مِنْهَا أَنَّهَا تفعل بغيرهم مثل ذَلِك.

((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (2/55).

[6010] انظر: ((المجالسة وجواهر العلم))

للدينوري (7/219).

*عبدالرحمن*
2021-04-02, 14:59
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم سوء الظن في واحة الشعر

قال أبو الطيب المتنبي:

إذا ساء فعلُ المرءِ ساءتْ ظنونُه
وصدَّق ما يعتادُه مِن توهُّمِ

وعادى محبِّيه بقولِ عُداتِه
وأصبح في ليلٍ من الشكِّ مظلمِ

[5972] (( ديوان أبي الطيب المتنبي))

(ص 459 – 460).

وقال الشاعر:

وإني بها في كلِّ حالٍ لواثقٌ
ولكنَّ سوءَ الظنِّ من شدةِ الحبِّ

[5973] ((الآداب الشرعية))

لابن مفلح (1/47).

وقال ابن القيم:

فلا تظننَّ بربِّك ظنَّ سوءٍ
فإنَّ الله أولى بالجميلِ

ولا تظننَّ بنفسِك قطُّ خيرًا
فكيف بظالمٍ جانٍ جهولِ

وقلْ: يا نفسُ مأوَى كلِّ سوءٍ
أترجو الخيرَ مِن مَيْتٍ بخيلِ

وظنَّ بنفسِك السُّوأى تجدْها
كذاك وخيرُها كالمستحيلِ

وما بك مِن تُقًى فيها وخيرٍ
فتلك مواهبُ الربِّ الجليلِ

وليس لها ولا منها ولكن
مِن الرحمنِ فاشكرْ للدليلِ

[5974] ((زاد المعاد)) (3/211، 212).

وقال الشاعر:

وحسنُ الظنِّ يحسنُ في أُمورٍ
ويمكنُ في عواقبِه ندامه

وسوءُ الظنِّ يسمجُ في وجوهٍ
وفيه مِن سماجتِه حزامه

[5975] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي(ص: 127).

وقال بلعاء بن قيس:

وأبغي صوابَ الظنِّ أعلمُ أنَّه
إذا طاش ظنُّ المرءِ طاشتْ مقادرُه

[5976] ((البرصان والعرجان والعميان والحولان))

للجاحظ (1/23).

*عبدالرحمن*
2021-04-03, 16:22
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الطَّمع في واحة الشعر

قال سابق البربري:

يخادعُ ريبَ الدهرِ عن نفسِه الفتى
سفاهًا وريبُ الدهرِ عنها يخادعُه

ويطمعُ في سوف ويهلِكُ دونها
وكم مِن حريصٍ أهلكتْه مطامعُه

[6074] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار))

للزمخشري (3/272).

وقال آخر:

حسبي بعلمي إن نفعْ
ما الذُّل إلَّا في الطَّمعْ

مَن راقب اللهَ نزعْ
عن سوءِ ما كان صنعْ

ما طار طيرٌ فارتفعْ
إلا كما طار وقعْ

[6075] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار))

للزمخشري (3/271).

قال أبو العتاهية:

لقد لعبتُ وجدَّ الموتُ في طلبي
وإنَّ في الموتِ لي شغلًا عن اللَّعبِ

لو شمَّرت فكرتي فيما خُلقتُ له
ما اشتدَّ حرصي على الدُّنيا ولا طلبي

[6076] ((المستطرف))

للأبشيهي (ص 83).

وقال أيضًا:

تعالى اللهُ يا سلمَ بنَ عمرٍو
أذلَّ الحرصُ أعناقَ الرِّجالِ

هبِ الدُّنيا تُقادُ إليك عفوًا
أليس مصيرُ ذلك للزَّوالِ

[6077] (( ديوان أبي العتاهية))

(ص 337 – 338).

وقال جابر بن أحمد الشيباني:

كلُّ ابنِ أُنثى مخلدٌ إلى طمع
ما ضاق أمرٌ ضيِّقٌ إلَّا اتسع

[6078] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار))

للزمخشري (3/272).

وقال الحلَّاج عند قتله

عليه من الله ما يستحق:

طلبتُ المستقرَّ بكلِّ أرضٍ
فلم أرَ لي بأرضٍ مستقرَّا

أطعتُ مطامعي فاستعبدَتْني
ولو أنِّي قنعتُ لكنتُ حُرَّا

[6079] ((حياة الحيوان الكبرى))

للدميري (1/348).

وقال آخر:

لا تغضبنَّ على امرئٍ
لك مانعٌ ما في يديه

واغضبْ على الطَّمعِ الذي
استدعاك تطلبُ ما لديه

[6082] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار))

للزمخشري (3/273).

وقال الحادرة الذبياني:

إنَّا نعفُّ فلا نريبُ حليفَنا
ونكفُّ شحَّ نفوسِنا في المطمعِ

[6087] ((المفضليات))

للضبي (ص 45).

وقال آخر:

يا جامعًا مانعًا والدهرُ يرمقُه
مقدرًا أيَّ بابٍ منه يغلقُه

مفكرًا كيف تأتيه منيتُه
أغاديًا أم بها يسري فتطرقُه

جمعتَ مالًا فقل لي هل جمعتَ له
يا جامعَ المالِ أيامًا تفرقُه

المالُ عندك مخزونٌ لوارثِه
ما المالُ مالَك إلا يومَ تنفقُه

أرفهْ ببالِ فتى يغدو على ثقةٍ
أنَّ الذي قسم الأرزاقَ يرزقُه

فالعرضُ منه مصونٌ ما يدنِّسُه
والوجهُ منه جديدٌ ليس يخلقُه

إنَّ القناعةَ مَن يحللْ بساحتِها
لم يبقَ في ظلِّها همٌّ يؤرِّقُه

[6086] ((إحياء علوم الدين))

للغزالي (4/202).

وقال آخر:

من كان يرجو بقاءً لا نفادَ له
فلا يكنْ عرضُ الدنيا له شجنا

[6088] ((تاج العروس))

للزبيدي (18/420).

وقال آخر:

لا تخضعنَّ لمخلوقٍ على طمعٍ
فإنَّ ذاك مضرٌّ منك بالدينِ

واسترزقِ الله مما في خزائنِه
فإنما هي بينَ الكافِ والنونِ

[6089] ((القناعة والتعفف))

لابن أبي الدنيا (ص 46).

وقال آخر:

إذا حكى لي طمعٌ راحةً
قلتُ له: الراحةُ في الياسِ

وإصلاحُ ما عندي وترقيعُه
أفضلُ من مسألةِ الناسِ

[6090] ((القناعة والتعفف))

لابن أبي الدنيا (ص 79).

وقال آخر:

ومن يطلبِ الأعلى من العيشِ لم يزلْ
حزينًا على الدنيا رهينَ غبونِها

إذا شئتَ أن تحيا سعيدًا فلا تكنْ
على حالةٍ إلا رضيتَ بدونِها

[6091] ((غذاء الألباب شرح منظومة الآداب))

للسفاريني (2/543).

وقال آخر:

إذا أنت لم تأخذْ من الناسِ عصمةً
تشدُّ بها من راحتيك الأصابع

شربتَ بريق الماءِ حيثُ وجدتَه
على كدرٍ واستعبدَتْك المطامع

وإني لأبلي الثوبَ، والثوبُ ضيقٌ
وأترك فضلَ الثوبِ والثوبُ أوسعُ

[6092] ((القناعة والتعفف))

لابن أبي الدنيا (ص 76).

قال أبو جعفر الأموي

شيخ أهل الحجاز لأعرابي من عذرة:

عليك بتقوَى الله واقنعْ برزقِه
فخيرُ عبادِ الله من هو قانعُ

ولا تُـلْهِكَ الدنيا ولا طمعٌ بها
فقد أهلك المغرورَ فيها المطامعُ

وصبرًا على نوباتِ ما ناب واعترفْ
فما يستوي عبدٌ صبورٌ وجازعُ

ألم ترَ أهلَ الصبرِ يُجزوا بصبرِهم
بما صبروا والله راءٍ وسامعُ

ومن لم يكنْ في نعمةِ الله عنده
سوى ما حوتْ يومًا عليه الأضالعُ

فقد ضاع في الدنيا وخيَّب سعيَه
وليس لرزقٍ ساقه الله مانعُ

[6093] ((الصبر والثواب عليه))

لابن أبي الدنيا (ص 80).

وقال آخر:

العبدُ حرٌّ إن قنع
والحرُّ عبد إن طمع

فاقنعْ ولا تطمعْ فما
شيءٌ يشينُ سوى الطَّمع

[6096] ((شرح الزرقاني على الموطأ)) (3/142).

وقال آخر:

اللؤمُ والذُّلُّ والضراعةُ
والفاقةُ في أصلِ أذنِ مَن طمعا

[6097] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار))

للزمخشري (3/270).

وقال آخر:

يا ويحَ مَن جعل المطامعَ قائدًا
يقتادُه نحو الرَّدى بزمامِ

مَن كان قائدُه المطامعَ لم يفُزْ
يومًا بعيشِ مسرةٍ وسلامِ

[6098] ((بيان المعاني))

لعبد القادر العاني (4/466).

وقال الأصمعي:

وما زلتُ أسمعُ أنَّ العقولَ
مصارُعها بين أيدي الطَّمع

[6099] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار))

للزمخشري (3/270).

أنشد العتبي الرشيد:

النفسُ تطمعُ والأسبابُ عاجزةٌ
والنفسُ تهلِك بين اليأسِ والطَّمعِ

[6100] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار))

للزمخشري (3/287).

وقال ثابت بن قطنة:

لا خيرَ في طمعٍ يهدي إلى طبع
وغفَّةٌ مِن قوامِ العيشِ تكفيني

[6080] الغفة: البلغة من العيش.

((لسان العرب)) لابن منظور (9/270).

[6081] ((لسان العرب))

لابن منظور (8/234).

وقال علي بن عبد العزيز القاضي الجرجاني:

ولم أقضِ حقَّ العلمِ إن كان كلَّما
بدا طمعٌ صيَّرتُه لي سلَّما

ولم أبتذلْ في خدمةِ العلمِ مُهجتي
لأخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدَم

إذا قيل هذا مشرب قلتُ قد أرى
ولكنَّ نفسَ الحرِّ تحتملُ الظَّما

أُنَهْنِهُها عن بعضِ ما لا يشينُها
مخافةَ أقوالِ العدا فيم أو لما؟

وما كلُّ برقٍ لاح لي يستفزُّني
ولا كلُّ مَن في الأرض أرضاه منعما

أأشقَى به غرسًا وأجنيه ذلَّة؟
إذًا فاتِّباع الجهلِ قد كان أحزما

ولو أنَّ أهلَ العلمِ صانوه صانهم
ولو عظَّموه في النُّفوسِ لعُظِّما

ولكن أهانوه فهان ودنَّسوا
محيَّاه بالأطماعِ حتَّى تجهَّما

[6083] النهنهة: الكف. تقول نهنهت فلانا

إذا زجرته فتنهنه أي كففته

((لسان العرب)) لابن منظور (13/550).

[6084] المحيا، وهو الوجه.

((لسان العرب)) لابن منظور (14/217).

وتجهم: تجهم في وجه فلان

أي استقبله بوجه كريه وكلح في وجهه.

وهذا الفعل يستعمل أيضًا بمعنى عبس وقطب

. و((تكملة المعاجم العربية)) (2/325).

[6085] ((((ديوان القاضي الجرجاني))

(ص 127 - 128)

وقال بعضهم:

رأيتُ مخيلةً فطمعتُ فيها
وفي الطَّمعِ المذلةُ للرقابِ

[6094] المخيلة: السحابة التي إذا رأيتها حسبتها ماطرة.

((لسان العرب)) لابن منظور (11/227).

[6095] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار))

للزمخشري (3/270).

*عبدالرحمن*
2021-04-04, 14:22
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الظلم في واحة الشعر

قال أبو العتاهية:

أمَا واللَّهِ إنَّ الظُّلمَ لؤمٌ
ولكن المسيءُ هو الظلوم

إلى ديَّانِ يومِ الدِّينِ نمضي
وعندَ اللهِ تجتمعُ الخصومُ

[6188] ((ديوان أبي العتاهية)) (398).

وقال آخر:

وما مِن يدٍ إلَّا يدُ اللهِ فوقها
وما ظالمٌ إلا سيبلَى بأظلمِ

[6189] ((المستطرف))

للأبشيهي (10).

قال محمود الورَّاق:

اصبرْ على الظُّلمِ ولا تنتصرْ
فالظُّلمُ مردودٌ على الظَّالمِ

وكِلْ إلى اللهِ ظلومًا فما
ربِّي عن الظَّالمِ بالنَّائمِ

[6190] ((ديوان محمود الوراق شاعر الحكمة والموعظة)) (180)

وقيل:

توقَّ دُعا المظلومِ إنَّ دعاءَه
ليُرفعُ فوقَ السحبِ ثم يجابُ

توقَّ دُعا مَن ليس بينَ دعائِه
وبينَ إلهِ العالمين حجابُ

[6193] ((الكبائر))

للذهبي (ص 108).

وقال ابن القيم:

كذا دُعا المضطرِّ أيضًا صاعدٌ
أبدًا إليه عندَ كلِّ أوانِ

وكذا دُعا المظلومِ أيضًا صاعدٌ
حقًّا إليه قاطع الأكوانِ

[6194] ((نونية ابن القيم)) (ص 78).

وقال ابن الوردي:

إيَّاك مِن عسفِ الأنامِ وظلمِهم
واحذرْ مِن الدعواتِ في الأسحارِ

[6195] ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال))

لحسين بن محمد المهدي (1/638).

وقال علي رضي الله عنه:

أدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ
واعدلْ ولا تظلمْ يطيبُ المكسبُ

واحذرْ مِن المظلومِ سهمًا صائبًا
واعلمْ بأنَّ دعاءَه لا يُحجبُ

[6196] ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال))

لحسين بن محمد المهدي (1/516).

وقال آخر:

يا أيُّها الظَّالمُ في فعلِه
فالظُّلمُ مردودٌ على من ظلمْ

إلى متى أنت وحتَّى متى
تسلو المصيباتِ وتنسى النَّقمْ

[6197] ((بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز))

لمحمد بن يعقوب الفيروزآبادى (3/544).

وقال آخر:

لا تظلمنَّ إذا ما كنتَ مقتدرًا
فالظلمُ آخرُه يأتيك بالندمِ

نامتْ عيونُك والمظلومُ منتبهٌ
يدعو عليك وعينُ اللهِ لم تنمِ

[6198] ((المستطرف))

للأبشيهي (117).

وأنشد أحمد بن الطيب:

ولا تعجلْ على أحدٍ بظلمٍ
فإنَّ الظلمَ مرتعُه وخيمُ

[6199] ((البصائر والزخائر))

لأبي حيان (9/203).

وقال آخر:

إذا الظالمُ استحْسن الظلمَ مذهبًا
ولـجَّ عتوًّا في قبيحِ اكتسابِـهِ

فكِلْه إلى رَيْبِ الزمانِ فإنَّـهُ
سيُبدي له ما لم يكنْ في حسابِه

فكم قد رأينا ظالمــًا متجبرًا
يرَى النجمَ تيهًا تحت ظِلِّ ركابِه

فلما تمادَى واستطــال بظلمِه
أناخَت صروفُ الحادثاتِ ببابِه

وعُوقِب بالظلمِ الذي كان يقْتفي
وصَبَّ عليـه الله سوطَ عذابِه

[6200] ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص 29).

وقيل:

الظلمُ نارٌ فلا تحقرْ صغيرتَه
لعلَّ جذوةَ نارٍ أحرقتْ بلدا

[6191] جذوة: أي قطعة من الجمر.

((تاج العروس)) (37/335).

[6192] ((روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار))

للأَماسي (ص 393).

*عبدالرحمن*
2021-04-05, 16:08
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم العُجْب في واحة الشعر

قال أحد الشعراء:

يا مظهرَ الكبرِ إعجابًا بصورتِه
انظرْ خلاك فإنَّ النتنَ تثريبُ

لو فكَّرَ الناسُ فيما في بطونِهمُ
ما استشعرَ الكبرَ شبانٌ ولا شيبُ

هل في ابنِ آدمَ مثلُ الرأسِ مكرُمةً
وهو بخمسٍ من الأقذارِ مضروبُ

أنفٌ يسيلُ وأذنٌ ريحُها سهكٌ
والعينُ مُرمصةٌ والثغرُ ملعوبُ

يا ابنَ الترابِ ومأكولَ الترابِ غدًا
أقصرْ فإنَّك مأكولٌ ومشروبُ

[6278] السهك: ريح كريهة ممن عرق.

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 944).

[6279] مرمصة: الرَّمَص وسخ جامد يجتمع في الموق.

انظر: ((مختار الصحاح)) للرازي (ص 128).

[6280] وثغر ملعوب: ذو لعاب.

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 134).

[6281] ((أدب الدنيا والدين))

للماوردي (ص 238).

وقال آخر:

يا من غلا في العُجْب والتيهِ
وغــرَّه طـولُ تـمـادِيــه

أمـلَى لـك اللـهُ فـبـارزتـَه
ولم تخفْ غبَّ معاصِيه

[6282] ((الجامع لأحكام القرآن))

للقرطبي (19/246).

وقال منصور الفقيه:

تتيهُ وجسمُك مِن نطفةٍ
وأنت وعاءٌ لما تعلمُ

[6283] ((التمثيل والمحاضرة))

للثعالبي (ص 445).

*عبدالرحمن*
2021-04-06, 13:42
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم العُدْوَان في واحة الشِّعر

قال ابن الرُّومي:

ولا يرَى الظُّلمَ والعُدْوَانَ فاعلُهم
إلَّا إذا رابهُ ظُلْمٌ وعُدْوَانُ

[6336] ((ديوان ابن الرومي)) (6/2426).

وقال عبد الله بن علي آل عبد القادر:

ونادَى منادٍ باغي الخيرِ أقبلنْ
ويا باغي العُدْوَان لا تنسَ عُقْبَاه

قال الشوكانيُّ:

وكُفَّ يدَ العُدْوَانِ عن كلِّ مسلمٍ
سوى ما أتَى في شرعِ ربِّ العوالمِ

قال أحمد محرَّم:

ولا ابتغت صالحُ الأعمالِ ناهضةً
إلَّا انبرى ناهضُ العُدْوَانِ يُثنيها

وقال ابن وكيع التِّنِّيسيُّ:

لا تجمعِ الإثمَ مع البهتانِ
وكنْ على خوفٍ مِن العُدْوَانِ

[6337] ((يتيمة الدهر)) للثعالبي (1/438).

وقال آخر:

ومَن يبغِ أو يسعى على النَّاس ظالـمًا
يقع غيرَ شكٍّ لليدين وللفمِ

أنصفتَ مظلومًا فأنصف ظالـمًا
في ذلَّةِ المظلومِ عذرُ الظالمِ

مَن يَرْضَ عُدْوَانًا عليه يَضِيرُه
شرٌّ مِن العادي عليه الغانمِ

[6338] ((ديوان المتلمس الضبعي)) (ص 39).

*عبدالرحمن*
2021-04-07, 15:44
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الغدر في واحة الشعر

قال حسَّان

يهجو الحارثَ بن عوفٍ المرِّيَّ من غطفان:

إنْ تغدِروا فالغَدرُ منكم شيمةٌ
والغَدْرُ يَنبت في أصولِ السخبرِ

والسخبر: نوع من أنواع الشجر...

وشبه الغادر بالسخبر لأنه شجر إذا انتهى استرخى

رأسه ولم يبق على انتصابه

يقول: أنتم لا تثبتون على وفاء كهذا السخبر

الذي لا يثبت على حال

بينا يرى معتدلا منتصبا عاد مسترخيا غير منتصب

. ((لسان العرب)) لابن منظور (4/354).

[6422] ((الصحاح)) للجوهري (2/680).

وقال أبو حنبل الطَّائي:

قد آلَيتُ أغدرُ في جداعٍ
وإِن مُنِّيت أُمَّاتِ الرباعِ

لأنَّ الغدرَ فِي الأقوامِ عارٌ
وإِنَّ الحرَّ يجزأُ بالكُراعِ

[6423] ((جمهرة الأمثال))

لأبي هلال العسكري (2/356).

وقال أبو فراس بن حمدان:

تناساني الأصحابُ إلا عُصيبَةً
ستلحقُ بالأخرى غدًا وتحولُ

فمن قبلُ كان الغدرُ في الناس سُبَّهً
وذمَّ زمانٍ واستلامَ خليل

[6424] ((ديوان المعاني))

لأبي هلال العسكري (2/201).

وقال سعيد بن حميد:

جعلتُ لأهلِ الودِّ ألا أريبَهم
بغدرٍ، وإن مالوا إلى جانبِ الغدرِ

وأن أجزي الودَّ الجميلَ بمثلِه
وأقبلُ عذرًا جاء من جهةِ العذرِ

[6425] ((الصداقة والصديق))

لأبي حيان التوحيدي (ص 122).

وقال عتبة بن عتيبة بن الحارث

غدرتم غدرةً وغدرتُ أخرى
فليس إلى توافينا سبيلُ

[6426] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار))

للزمخشري (4/142).

وقال عارف الطائي:

أذلُّ لوطءِ الناسِ مِن خشبِ الجسرِ
إذا استحقبَتْها العيسُ جاءتْ من البعدِ

أيوعدني والرمحُ بيني وبينه
تبينُ رويدًا ما أُمامةُ مِن هندِ

ومن أَجَأٍ حولي رعانٌ كأنها
قنابلُ خيلٍ من كميتٍ ومن وردِ

غدرتَ بأمرٍ كنت أنت اجتذبتنا
إليه وبئس الشيمةُ الغدرُ بالعهدِ

[6427] العيس الإبل تضرب إلى الصفرة.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (6/152).

[6428] رعان جمع الرَّعنُ: وهو الأنف العظيم

من الجبل تراه متقدما.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/182)

وأجأ اسم جبل.

انظر ((معجم البلدان)) للحموي(1/94) .

[6429] قنابل جمع قنبل وقنبلة: الطائفة من الناس

ومن الخيل، قيل: هم ما بين الثلاثين إلى الأربعين ونحو ذلك.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (30/287).

[6430] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار))

للزمخشري (4/142).

وقال حسان يهجو هذيلًا

فيما صنعوا بخبيب بن عدي:

أبلغْ بني عمرٍو بأنَّ أخاهم
شراه أمرٌ وقد كان للغدرِ لازما

شراه زهيرُ بنُ الأغرِّ وجامع
وكانا جميعًا يركبان المحارما

أجرتم فلما أن أجرتم غدرتم
وكنتم بأكنافِ الرجيعِ لهاذما

فليت خبيبًا لم تخنه أمانةٌ
وليت خبيبًا كان بالقومِ عالما

[6431] الرجيع: اسم ماء لهذيل

واللهاذم: اللصوص وقطاع الطرق

من لهذمته إذا قطعته. ((شرح ديوان حسان بن ثابت))

لعبد الرحمن البرقوقي، المطبعة الرحمانية

– مصر 1347هـ - 1929هـ.

[6432] ((سيرة ابن هشام)) (2/179).

وقال ثابت قطنة:

لا تحسبنَّ الغدرَ حزمًا فربما
ترقَّتْ به الأقدامُ يومًا فزلتِ

[6433] ((تاريخ الطبري))

لابن جرير الطبري (6/459).

وقال آخر:

فكم فيهم من واعدٍ غيرِ منجزٍ
وكم فيهم من قائلٍ غيرِ صادقِ

وفاءٌ كأنبوبِ اليراعِ لصاحبٍ
وغدرٌ كأطرافِ الرِّماحِ الدَّوالقِ

والدلق: كل شيء خرج من مخرجه

دلقا سريعا من غير أن يسل. ((العين)) (5/116).

[6434] ((التذكرة الحمدونية))

لابن حمدون (3/31)

وقال حاتم الطائي:

فأقسمت لا أمشي إلى سرِّ جارةٍ
يد الدَّهر مادام الحمامُ يغرِّدُ

ولا أشتري مالًا بغدرٍ علمتُه
ألا كلُّ مالٍ خالط الغدرَ أنكدُ

[6435] ((لباب الآداب))

لأسامة بن منقذ (ص 251).

*عبدالرحمن*
2021-04-08, 14:44
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الغش في واحة الشعر

قال ابن زنجي البغدادي:

فكم مِن عدوٍّ معلنٍ لك نصحَه
علانيةً والغشُّ تحت الأضالعِ

وكم مِن صديقٍ مرشدٍ قد عصيتَه
فكنتَ له في الرشدِ غيرِ مطاوعِ

وما الأمرُ إلا بالعواقبِ إنها
سيبدو عليها كلُّ سرٍّ وذائعِ

[6496] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء))

لابن حبان البستي (1/197).

وقال آخر:

وذو الغشِّ مرهوبٌ وذو النصحِ آمنٌ
وذو الطيشِ مدحوضٌ وذو الحقِّ يفلجُ

وذو الصدقِ لا يرتابُ والعدلُ قائمٌ
على طرقاتِ الحقِّ والغبنُ أعوجُ

وقال آخر:

يا بائعًا بالغشِّ أنت مُعَرَّضٌ
لدعوةِ مظلومٍ إلى سامعِ الشكوَى

فكلْ مِن حلالٍ وارتدعْ عن محرَّمٍ
فلست على نارِ الجحيمِ غدًا تقوَى

قال أوس بن حجر:

مخلَّفون، ويقضي الناسُ أمرَهمُ
غشُّ الأمانةِ صنبورٌ لصنبورِ

والصنبور الضعيف الفرد الذي لا غناء عنده ولا امتناع.

((غريب الحديث)) لإبراهيم الحربي (2/436).

[6497] ((ديوان أوس بن حجر)) (ص 45).

وقال آخر:

أيا رُبَّ من تغتشُّه لك ناصحٌ
ومنتصحٌ بالغيبِ غيرُ أمينِ

[6498] ((لسان العرب))

لابن منظور (6/323).

وقال منصور بْن مُحَمَّد الكريزي:

وصاحبٍ غيرِ مأمونٍ غوائلُه
يُبدي لي النصحَ منه وهو مشتملُ

على خلافِ الذي يبدي ويظهرُه
وقد أحطتُ بعلمي أنَّه دغِلُ

عفوتُ عنه انتظارًا أن يثوبَ له
عقلٌ إليه مِن الزلاتِ ينتقلُ

دهرًا فلما بدا لي أنَّ شيمتَه
غشٌّ وليس له عَن ذاك منتقَلُ

تركته تركَ قَالٍ لا رجوعَ له
إلى مودَّتِه ما حنَّتِ الإبلُ

[6499] الغوائل: الدواهي.

((القاموس المحيط)) للفيرزآبادي (ص 1040).

[6500] دغل: الدغل، بالتحريك: الفساد مثل الدخل.

والدغل: دخل في الأمر مفسد.

((لسان العرب)) لابن منظور (11/244).

[6501] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء))

لابن حبان البستي (1/197).

وقال عقيل بن هاشم القيني:

يا آلَ عمرٍو أميتوا الضغنَ بينكم
إنَّ الضغائنَ كسرٌ ليس ينجبرُ

قد كان في آلِ مروان لكم عبرٌ
إذ هم ملوكٌ وإذ ما مثلُهم بشرُ

تحاسدوا بينهم بالغشِّ فاختُرِموا
فما تحسُّ لهم عينٌ ولا أثرُ

[6502] اخترموا: استؤصلوا.

انظر: ((لسان العرب)) (12/172).

[6503] ((الحماسة البصرية))

لأبي الحسن البصري (2/61).

وقال آخر:

كذاك مَن يستنصحُ الأعادي
يردونه بالغشِّ والفسادِ

[6504] ((خزانة الأدب وغاية الأرب))

لابن حجة الحموي (1/212).

وقال آخر:

قل للذي لستُ أدري مِن تلوُّنِه
أناصحٌ أم على غشٍّ يداجيني

إني لأكثرُ مما سُمْتَني عجبًا
يدٌ تشجُّ وأخرى منك تأسوني

تغتابني عند أقوامٍ وتمدحُني
في آخرين وكلٌّ عنك يأتيني

هذان أمران شتى بون بينهما
فاكففْ لسانَك عن ذمِّي وتزييني

[6505] المداجنة كالمداهنة.

انظر: ((الصحاح)) للجوهري (5/2111).

[6506] الشج في الرأس خاصة في الأصل

وهو أن تضربه بشيء فتجرحه فيه وتشقه

ثم استعمل في غيره من الأعضاء. ((لسان العرب)) (2/304).

[6507] تأسوني: تعالجني وتداويني.

انظر: ((لسان العرب)) (14/36).

[6508] البون: المسافة ما بين الشيئين.

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 1181).

[6509] ((الصداقة والصديق))

لأبي حيان التوحيدي (198).

وقال ابن الرومي:

غَشَّ مَن أخَّر النصيحةَ عمدًا
عن إمامٍ عليه جلُّ اعتمادِه

ليس يُوهي أخاك شدُّك إياه به
بل يزيدُه في اشتدادِه

[6510] ((صيد الأفكار))

لحسين المهدي (2/57).

*عبدالرحمن*
2021-04-09, 15:57
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الغَضَب في واحة الشعر

قال الشاعر:

ولم أرَ فضلًا تمَّ إلا بشيمةٍ
ولم أرَ عقلًا صحَّ إلا على الأدبِ

ولم أرَ في الأعداءِ حين اختبرتهم
عدوًّا لعقلِ المرءِ أعدَى مِن الغَضَبِ

[6601] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء))

للبستي (ص 139).

قال الشاعر:

لم يأكلِ الناسُ شيئًا مِن مآكلِهم
أحلَى وأحمدَ عقباه مِن الغَضَبِ

ولا تلحَّف إنسانٌ بملحفةٍ
أبهى وأزينَ مِن دينٍ ومن أدبِ

[6602] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء))

للبستي (ص 139).

وقال الشاعر:

وكظمي الغيظَ أولى مِن محاولتي
غيظَ العدوِّ بإضراري بإيماني

لا خيرَ في أمرٍ تُـرْدِيني مغبَّـتُه
يومَ الحسابِ إذا ما نصَّ ميزاني

[6603] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء))

للبستي (ص 139).

وقال الشاعر:

وإذا غضبتَ فكنْ وقورًا كاظمًا
للغيظِ تبصرُ ما تقولُ وتسمعُ

فكفَى به شرفًا تبصُّرُ ساعةٍ
يرضَى بها عنك الإلهُ ويدفعُ

[6604] ((الكشف والبيان عن تفسير القرآن))

للثعلبي (3/166).

*عبدالرحمن*
2021-04-10, 13:48
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الغِيبة في واحة الشعر

قال الشاعر:

لا تلتمسْ مِن مساوي النَّاسِ ما ستروا
فيهتكَ الله سترًا مِن مساويكا

واذكرْ محاسنَ ما فيهم إذا ذكروا
ولا تعبْ أحدًا منهم بما فيكا

[6684] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء))

لابن حبان البستي (ص 128).

وقال آخر:

لا تذكرِ النَّاسَ إلا في فضائلِهم
إيَّــاك إيَّــاك أن تذكـــر عيوبَهــم

كم فيك عيب تناجي اللهَ يسترُه
مَن يغتبِ الناسَ لا يسلمْ شرورَهم

ارجعْ إلى اللهِ من ذنبٍ وقعتَ به
للــهُ يفــرحُ أن يغفــــر ذنوبَهــــم

كلُّ الخلائقِ خطَّاءٌ طبائعهم
التائبــون بشــــرعِ اللـه خيرُهـــم

الهمزُ واللَّمزُ لا تحمد عواقبُه
من يعلـم الســرَّ عـــــلام غيوبهــم

احفظْ لسانَك لا تلفظْ بنابيةٍ
نتاجها الحقــدُ والبغضاءُ والسَّقــم

اجعل مخافته المولى مقدَّمة
حاسب خطاك لكي لا تعثر القــدم

وقال أبو فراس الحمداني:

ويغتابني مَن لو كفاني غيبَه
لكنتُ له العينَ البصيرةَ والأذنَا

وعندي مِن الأخبارِ ما لو ذكرتُه
إذًا قرَع المغتابُ مِن ندمٍ سِنَّا

[6685] ((ديوان أبي فراس الحمداني)) (ص 324).

وقال آخر:

وأقبحُ القبائحِ الوخيمة
الغيبةُ الشنعاءُ والنَّمِيمَة

فتلك والعياذُ بالرحمنِ
موجبةُ الحلولِ في النيرانِ

[6686] ((ديوان ابن شهاب)).

*عبدالرحمن*
2021-04-11, 16:09
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الفُجُور في واحة الشِّعر

قل زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله تعالى عنه:

ألم تعلمْ بأنَّ اللهَ أفنَى
رجالًا كان شأنُهم الفُجُور

وقال مروان بن الحكم:

وللشَّرِّ أهلٌ يُعرفون بسلبِهم
تشيرُ إليهم بالفُجُورِ الأصابعُ

[6788] انظر: ((تعليق من أمالي ابن دريد))

لابن دريد الأزدي (ص 136).

وقال أحمد بن يوسف:

وعامل بالفُجُورِ يأمرُ بالبِرِّ
كهادٍ يخوضُ في الظُّلَم

أو كطبيبٍ قد شَفَّهُ سَقَمٌ
وهو يداوى مِن ذلك السَّقم

يا واعظَ النَّاسِ غيرَ متَّعظٍ
ثوبَك طهِّرْ أولًا فلا تلم

[6789] شَفَّهُ: هزله. انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (23/520).

[6790] انظر: ((زهر الآداب وثمر الألباب))

للقيرواني (2/487).

وقال الزُّبير بن عبد المطَّلب:

كمالُ المرءِ حسنُ الدِّينِ منه
وينقصُه وإن كَمَل الفُجُورُ

[6791] انظر: ((الحماسة البصرية))

لأبي الحسن البصري (2/5).

وقال الشَّاعر:

فيا محنةَ الإسلامِ مِن كلِّ فاجرٍ
وكلُّ جهولٍ بالحدودِ وغاشمِ

ومِن مُدَّعٍ للدِّينِ والحقِّ ثمَّ لا
يحامي عن الإسلامِ عند التَّزاحمِ

ومنتسبٌ للعلمِ أضحَى بعلمِه
يسوسُ به الدُّنيا وجمع الدَّراهمِ

ولكنَّه أضحَى عن الحقِّ ناكبًا
بتركِ الهدى ميلًا إلى كلِّ ظالمِ

[6792] انظر: ((موارد الظمآن لدروس الزمان))

لعبد العزيز السلمان (6/94).

*عبدالرحمن*
2021-04-12, 16:13
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الفحش والبذاءة في واحة الشعر

قال الشاعر:

بُـــــسُـــــطُ الأَيْــــــــــدِي إِذَا مــــــــــا سُـــئِــــلُــــوا
نُــــــفُــــــعُ الــــنَّــــائِــــلِ إِنْ شـــــــــــــيءٌ نَــــــفَـــــــعْ

مِنْ أُناسِ لَيْسَ في أَخْلاقِهِمْ
عَاجِلُ الفُحْشِ ولا سُوءُ الجَزَعْ

[6861] ((اللباب في علوم الكتاب))

لعمر بن علي النعماني (2/16).

قال طلحة بن عبيد الله:

فلا تعجلْ على أحدٍ بظلمٍ
فإنَّ الظلمَ مرتعُه وخيمُ

ولا تفحشْ وإن مُلئتَ غيظًا
على أحدٍ فإنَّ الفحشَ لومُ

وقال آخر:

لسانُك خيرٌ وحدَه مِن قبيلةٍ
وما عُدَّ بعدُ في الفتى أنت حاملُه

سوى البخلِ والفحشاءِ واللؤمِ والخنا
أبتْ ذلكم أخلاقُه وشمائلُه

إذا القومُ أمُّوا سُنةً فهو عامدٌ
لأكبرِ ما ظنوا به فهو فاعلُه

[6862] ((الحلم))

لابن أبي الدنيا (ص 73).

وقال مسكين الدارمي:

وإذا الفاحشُ لاقَى فاحشًا
فهناكم وافق الشَّنُّ الطَّبق

إنما الفحشُ ومَن يُعنى به
كغرابِ السوءِ ما شاء نعق

أو حمارِ السوءِ إن أشبعتَه
رمَح الناسَ وإن جاع نهق

أو غلامِ السوءِ إن جوعتَه
سرقَ الجارَ وإن يشبعْ فسق

أو كعذرى رفعتْ عن ذيلِها
ثم أرختْه ضرارًا فانمزق

أيُّها السائلُ عما قد مضَى
هل جديدٌ مثلُ ملبوسٍ خَلق

[6863] ((المجالسة وجواهر العلم))

لأحمد بن مروان المالكي (7/114).

وقال آخر:

توقَّ مِن الناسِ فحشَ الكلامِ
فكلٌّ ينالُ جنى غرسِه

فمَن جرَّب الذمَّ في عرضِه
كمَن جرَّب السمَّ في نفسِه

[6864] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 399).

وقال الشاعر:

أحبُّ مكارمَ الأخلاقِ جهدي
وأكرهُ أن أجيبَ وأن أُجابا

وأصفحُ عن سبابِ الناسِ حِلمًا
وشرُّ الناسِ مَن يهوَى السِّبابا

[6865] ((العقد الفريد))

لابن عبد ربه (2/142).

*عبدالرحمن*
2021-04-13, 16:00
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم القسوة والغلظة والفظاظة في واحة الشعر

قال أمية بن أبي الصلت

وهو يعتب على ابنه في عقوقه له:

فلمَّا بلغتَ السِّنَّ والغايةَ التي
إليها مدَى ما كنتُ فيك أُؤمِّلُ

جعلتَ جزائي غلْظةً وفظاظةً
كأنَّك أنت المنْعِمُ المتَفضِّلُ

[7004] ((صيد الأفكار))

لحسين محمد المهدي (2/152).

وقال علي بن الجهم:

يا أُمَّنا أفديك مِن أُمٍّ
أشكو إليك فظاظةَ الجهمِ

قد سرَّح الصبيانَ كلَّهمُ
وبقيت محصورًا بلا جرمِ

[7005] ((طبقات الشعراء))

لابن المعتز (ص 319).

وقال الشاعر:

ومن لم يشكرِ النعماءَ فظُّ
غليظُ الطبعِ لم ينفعْه وعظُ

لأنَّ الشكرَ للأنعامِ حفظُ
ولم يفتِ الفتى بالعجزِ حظُّ

[7006] ((حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر))

لعبد الرزاق البيطار (ص 1291).

وقال العباس بن الأحنف:

وصالُكمُ هجرٌ، وحبُّكمُ قلى
وعطفُكمُ صدٌّ، وسلمُكمُ حربُ

وأنتم بحمدِ اللهِ فيكم فظاظةٌ
وكلُّ ذلولٍ مِن مراكبِكم صعبُ

[7007] قليته قلى: أبغضته وكرهته غاية الكراهة فتركته.

((لسان العرب)) (15/198).

[7008] ((يتيمة الدهر))

للثعالبي (ص 241).

وقيل:

يُبْكَى عَلَيْنا ولا نَبْكي على أحدٍ
لَنَحْنُ أَغْلَظُ أَكبادًا من الإبلِ

[7009] ((نهاية الأرب))

للنويري (3/274).

وقال الفرزدق:

أَمِسكينُ، أَبْكى الله عَيْنَك إِنَّما
جَرَى في ضَلالٍ دَمْعُها فَتحدَّرَا

بَكَيْتَ امْرأً فَظًّا غَليظًا مُبَغَّضًا
ككِسْرَى، عَلَى عِدَّانِهِ، أوْ كقَيْصَرَا

[7010] ((ديوان الفرزدق)) (ص 180).

وقيل:

تنكرتُ حالَ الصديقِ فبعدُه
عني ومضحرُه لديَّ سواءُ

وبدتْ عليَّ مِن الأعادي رقةٌ
ومن الصديقِ فظاظةٌ وجفاءُ

[7011] ((الصداقة والصديق))

لأبي حيان (201).

وقال الشاعر:

وإذا رأيتَ مِن الكريمِ فظاظةً
فإليه مِن أخلاقِه أتظلمُ

[7012] ((الرسائل))

للجاحظ (2/41).

وقال الشاعر:

فتى لم يكن جَهْمًا ولا ذا فَظاظةٍ
ولا بالقَطوبِ الباخل المتكبِّرِ

ولكن سَموحًا بالودادِ وبالنَّدى
ومبتسمًا في الحادثِ المتنمِّرِ

[7013] القطوب: أن تزوي ما بين العينين، عند العبوس.

((لسان العرب)) لابن منظور (1/680)

[7014] ((خريدة القصر))

للعماد الأصبهاني (ص 342).

وقال آخر:

وليس بفظٍّ في الأداني والأولى
يؤمون جدواه ولكنه سهلُ

وفظٌّ على أعدائِه يحذرونه
فسطوتُه حتفٌ ونائلُه جزلُ

وقال سعد بن ناشب:

وما بي على من لان لي من فظاظةٍ
ولكنَّني فظٌّ أبيٌّ على القسرِ

والقسر: القهر على الكره.

((لسان العرب)) لابن منظور (5/91).

[7015] ((الأمالي))

لأبي علي القالي (2/174)

*عبدالرحمن*
2021-04-14, 16:35
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الكِبْر في واحة الشعر

قال منصور الفقيه:

تتيهُ وجسمُك مِن نطفةٍ
وأنت وعاءٌ لما تعلمُ

[7090] التيه: الصلف، والكبر.

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 1244).

[7091] ((التمثيل والمحاضرة))

للثعالبي (ص 445).

وقال آخر:

جمعت أمرين ضاع الحزمُ بينهما
تيهَ الملوكِ وأخلاقَ المماليكِ

[7092] ((التمثيل والمحاضرة))

للثعالبي (ص 445).

وقال آخر:

وَكم ملكٍ قاسي العقابِ مُمَنَّعٍ
قديرٍ على قبضِ النُّفُوسِ مُطاعِ

أَراهُ فيعديِنِي من الكِبْرِ ما به
فأُكْرِمُ عَنه شيمتِي وطِباعِي

[7093] ((أشعار أولاد الخلفاء وأخبارهم))

للصولي (ص 166).

وقال آخر:

كم جاهلٍ متواضعٍ
سترَ التواضعُ جهلَه

ومميزٍ في علمِه
هدم التكبرُ فضلَه

فدعِ التكبرَ ما حييتَ
ولا تصاحبْ أهلَه

فالكِبْرُ عيبٌ للفتى
أبدًا يُقبِّحُ فعلَه

[7094] ((معجم الأدباء))

لياقوت الحموي (2/518).

وأنشد ثعلب:

ولا تأنفا أن تسألا وتسلما
فما حُشِيَ الإنسانُ شرًّا من الكِبْرِ

[7095] ((المحكم والمحيط الأعظم))

لابن سيده (3/446).

وقال محمود الوراق:

التِّيهُ مَفسدةٌ للدِّينِ منقصةٌ
للعَقلِ مجلبةٌ للذمِّ والسخَطِ

مَنْعُ العطاءِ وبَسْطُ الوجهِ أحسنُ مِن
بَذْلِ العطاءِ بوَجْهٍ غيرِ منبسطِ

[7096] ((العقد الفريد))

لابن عبد ربه (2/199).

وقال أيضًا:

بِشْرُ البخيلِ يكادُ يُصْلِحُ بُخلَه
والتِّيهُ مَفْسدةٌ لكلِّ جوادِ

ونقيصةٌ تبْقَى على أيامِه
ومَسبَّةٌ في الأهلِ والأولادِ

[7097] ((العقد الفريد))

لابن عبد ربه (2/199).

وقال آخر في الكِبْر:

مع الأرضِ يا بنَ الأرضِ في الطَّيرانِ
أَتأْمُلُ أن ترْقى إلى الدبَرَانِ

فواللهِ ما أبصرتُ يومًا مُحلِّقًا
ولو حَلَّ بين الجَدْي والسَّرطانِ

حَمَاهُ مكانُ البُعدِ مِن أَن تَنالَه
بسَهْمٍ من البَلْوى يدُ الحَدثانِ

[7098] الدبران: نجم بين الثريا والجوزاء.

((تاج العروس)) للزبيدي (11/263).

والحدثان من الدهر: نوبه.

انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (5/206).

[7099] ((العقد الفريد))

لابن عبد ربه (2/200)

قال الحيص بيص:

فتى لم يكنْ جَهْمًا ولا ذا فَظاظةٍ
ولا بالقَطوبِ الباخلِ المتكبر

ولكن سَموحًا بالودادِ وبالنَّدى
ومبتسمًا في الحادثِ المتنمِّرِ

[7100] الجهم من الوجوه: الغليظ المجتمع في سماجة.

((لسان العرب)) لابن منظور (12/110).

[7101] القطوب: أن تزوي ما بين العينين، عند العبوس

. ((لسان العرب)) لابن منظور (1/680).

[7102] ((خريدة القصر وجريدة العصر)) للعماد الأصبهاني (ص 342).

*عبدالرحمن*
2021-04-15, 17:03
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الكذب في واحة الشعر

قال الشاعر:

لا يكذبُ المرءُ إِلا من مهانتِه
أو عادةِ السوءِ أو من قلةِ الأدبِ

لَبعضُ جيفةِ كلبٍ خيرُ رائحةٍ
من كذبةِ المرءِ في جدٍّ وفي لعبِ

[7181] ((المستطرف))

للأبشيهي (ص 258).

وقال آخر:

لا عُذْرَ للسيدِ حين يكذبُ
إِذ ليس يرجو أحدًا أو يرهبُ

وليس معذورًا إِذا ما يغضَبُ
إِذا العقابُ عندَه لا يصعبُ

[7182] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 430).

وقال آخر:

الكذبُ عارٌ وخيرُ القولِ أصدقُهُ
والحقُّ ما مسَّه مِن باطلٍ زهقا

[7183] ((الظرف والظرفاء))

لأبي الطيب الوشاء (ص 42).

وقال آخر:

الكذبُ راقَكَ أنه متجملٌ
والصدقُ ساءكَ أنه عريانُ

من ساءَ من مرضٍ عضالٍ طبعهُ
يستقبحُ الأيامَ وهي حسانُ

[7184] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 431).

وقال آخر:

الكذبُ مرديك وإن لم تخفْ
والصدقُ منجيك على كلِّ حالِ

فانطقْ بما شئتَ تجدْ غبَّه
لم تُبتخسْ وزنة مثقالِ

[7185] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 52).

وقال آخر:

إِنَّ الكريمَ إِذا ما كانَ ذا كذبٍ
شانَ التكرمَ منه ذلكَ الكذبُ

الصدقُ أفضلُ شيءٍ أنت فاعلهُ
لا شيءَ كالصدقِ لا فخرٌ ولا حسبُ

[7186] ((الحماسة البصرية))

لأبي الحسن البصري (2/78).

وقال آخر:

إِذا عُرِف الكذابُ بالكذبِ لم يزلْ
لدى الناسِ كذابًا وإِن كان صادقًا

ومن آفةِ الكذابِ نسيانُ كذبِهِ
وتلقاهُ ذا ذهنٍ إذا كان حاذقًا

[7187] ((غرر الخصائص الواضحة))

لأبي إسحاق الوطواط (ص 70).

*عبدالرحمن*
2021-04-16, 16:31
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الكَسَل في واحة الشِّعر

قال الشاعر:

إذا دُعِيت إلى قوت أَجِبْه ولو
تُدعى إلى قريةٍ واحذرْ مِن الكَسَلِ

لا تحقرِ النَّاسَ واشكرْ ما قد اصطنعوا
إنَّ احتقارَك كَبْوٌ بيِّنُ الخللِ

[7238] ((آداب الأكل))

لأحمد الأقفهسي (1/2).

وقال أبو بكر الخوارزمي:

لا تصحبِ الكَسَلانَ في حالاتِه
كم صالحٍ بفسادِ آخرَ يفسدُ

عدوى البليدِ إلى الجليدِ سريعةٌ
والجمرُ يُوضعُ في الرمادِ فيخمدُ

[7239] ((روح البيان))

لإسماعيل حقي الخلوتي (3/449).

وقال آخر:

يا بنيَّ اسمعْ وصايا جمعتْ
حكمًا خصَّت بها خيرُ الملل

اطلبِ العلمَ ولا تكسلْ فما
أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكَسَل

[7240] ((مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار))

لعبد العزيز السلمان (3/236).

وقال آخر:

ضيَّعت عمرَك يا مغرورُ في غفلٍ
قمْ للتَّلاقي فأنت اليوم في مهلِ

بادرْ إلى صالحِ الأعمالِ مجتهدًا
فالنُّجْحُ في الجِدِّ والحِرْمَانُ في الكَسَلِ

كنْ لا محالةَ في الدُّنيا كمغتربٍ
على رحيلٍ دنا أو عابرِ السُّبلِ

دارُ الخلودِ مقامًا دارُ آخرةٍ
إنَّ الإقامةَ في الدُّنيا إلى أجلِ

[7241] ((مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار))

لعبد العزيز السلمان (3/247).

وقال آخر:

العلمُ نورٌ فلا تهملْ مجالسَه واعملْ
جميلًا يُرَى فالفضلُ في العملِ

لا ترقدِ اللَّيل ما في النَّومِ فائدةٌ
لا تكسلنَّ ترى الحِرْمَانَ في الكَسَلِ

[7242] ((موارد الظَّمآن لدروس الزَّمان))

لعبد العزيز السلمان (1/159).

وقال آخر:

الجِدُّ بالجِدِّ والحِرْمَان في الكَسَلِ
فانصبْ تُصِبْ عن قريبٍ غايةَ الأملِ

[7243] ((موارد الظَّمآن لدروس الزَّمان))

لعبد العزيز السلمان (2/546).

وقال آخر:

يا أيُّها المغرورُ ما هذا العملْ
إلى متى هذا التَّراخي والكَسَلْ

لو يعلمُ الإنسانُ قدرَ موتِه
ما ذاق طولَ الدَّهر طعمَ قوتِه

ما لي أراك لم تُفِد فيك العبرْ
ويحك هذا القلبُ أقسى مِن حجرْ

وأفلسُ النَّاسِ طويلُ الأملِ
مضيِّعُ العمرِ كثيرُ الخطلِ

نهارُه ممضيه في البطالة
وليلُه في النَّومِ بئس الحالة

[7244] ((موارد الظَّمآن لدروس الزَّمان))

لعبد العزيز السلمان (3/65).

*عبدالرحمن*
2021-04-17, 16:57
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم اللُّؤْم في واحة الشِّعر

قال أبو شراعة القيسي:

إنَّ الغِنَى عن لئامِ النَّاسِ مَكْرُمةٌ
وعن كرامِهم أدنَى إلى الكرمِ

[7309] ((ربيع الأبرار))

للزمخشري (5/337).

وقال مؤمل الشَّاعر:

إذا نطق اللَّئيمُ فلا تجبْه
فخيرٌ مِن إجابتِه السُّكوتُ

لئيمُ القومِ يَشْتُمُني فيحظَ
ولو دمَه سفكتُ لما حظيتُ

فلستُ مُشَاتِمًا أبدًا لئيمًا
خَزِيتُ لمِن يُشَاتِمُني خَزِيتُ

[7310] ((الصَّمت))

لابن أبي الدنيا (710).

وقال آخر:

واحذرْ مصاحبةَ اللَّئيمِ فإنَّه
يُعْدِي كما يُعْدِي الصَّحيحَ الأجربُ

[7311] ((صيد الأفكار))

للقاضي حسين المهدي (1/609).

وقال عبد الله فريج:

واحذرْ مصاحبةَ اللَّئيمِ فإنَّه
كالقحطِ في أفعالِ خيرٍ مُجْدِب

[7312] ((صيد الأفكار))

للقاضي حسين المهدي (1/609).

وقال أبو العتاهية:

وإن امرأً لم يربحِ النَّاسُ نفعَه
ولم يأمنوا منه الأذى للئيمُ

[7313] ((صيد الأفكار))

للقاضي حسين المهدي (1/609).

وأنشد الكريزي:

وما بالُ قومٍ لئامٍ ليس عندهم
عهدٌ وليس لهم دينٌ إذا ائتمنوا

إن يسمعوا ريبةً طاروا بها فرحًا
منَّا وما سمعوا مِن صالحٍ دَفَنُوا

صمٌّ إذا سمعوا خيرًا ذُكِرْت به
وإن ذُكِرْت بسوءٍ عندهم أَذِنُوا

[7314] ((روضة العقلاء))

لابن حبان (ص 173).

وقال آخر:

إن اللَّئيمَ وإن أراك بشاشةً
فالغيبُ منه والفعالُ لئيمُ

[7318] ((الزاهر))

لأبي بكر الأنباري (1/120).

وقال المتنبي:

إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكتَه
وإن أنت أكرمتَ اللَّئيمَ تمرَّدا

[7321] ((ديوان المتنبي)) (ص 372).

قال الشَّاعر:

إذا جاريتَ في خُلقٍ لئيمًا
فأنت ومَن تجاريه سواءُ

[7322] ((السحر الحلال))

لأحمد الهاشمي (ص 3).

وقال الشَّاعر:

ثقْ بالكريمِ إذا تهلَّل بِشْرُه
فهو البشيرُ بنيلِ كلِّ مرادِ

والبِشْرُ في وجهِ اللَّئيمِ تملُّقٌ
فاحذرْ به استدراجَه بفسادِ

[7323] ((السحر الحلال))

لأحمد الهاشمي (ص 53).

وقال الشَّاعر:

ولقد أَمُرُّ على اللَّئيمِ يسبُّني
فأجوزُ ثمَّ أقولُ لا يعنيني

[7324] ((الكامل في اللغة والأدب))

لأبي العباس المبرد (3/61).

وقال آخر:

إنَّ الوفاءَ على الكريمِ فريضةٌ
واللُّؤْمُ مقرونٌ بذي الإخلافِ

وترى الكريمَ لمن يعاشرُ منصفًا
وترى اللَّئيمَ مجانبَ الإنصافِ

[7325] ((أدب الدُّنيا والدِّين))

للماوردي (ص 255).

قال الشَّاعر:

رأيتُ الحقَّ يعرفُه الكريمُ
لصاحبِه وينكرُه اللَّئيمُ

إذا كان الفتى حسنًا كريمًا
فكلُّ فعالِه حسنٌ كريمُ

إذا ألفيتَه سمجًا لئيمًا
فكلُّ فعالِه سمجٌ لئيمُ

[7319] السمج: القبيح.

انظر: ((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 194).

[7320] ((صيد الأفكار))

للقاضي حسين المهدي (1/604).

وقال المتوكل الليثي:

إنَّ الأذلَّةَ واللِّئامَ معاشرٌ
مولاهم المتهضِّمُ المظلومُ

وإذا أهنتَ أخاك أو أفردتَه
عمدًا فأنت الواهنُ المذمومُ

[7315] المتهضم: المظلوم.

((لسان العرب)) لابن منظور (12/613).

[7316]) الواهن: الضعيف في الأمر والعمل.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/453).

[7317] ((صيد الأفكار))

للقاضي حسين المهدي (1/610).

*عبدالرحمن*
2021-04-18, 16:56
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الكَيْد والمكْر في واحة الشِّعر

قال الشَّاعر:

لم يبقَ في النَّاسِ إلَّا المكرُ والملَقُ
شوكٌ إذا اختبروا زهرٌ إذا رمقوا

فإن دعاك إلى ائتلافِهم قَدَرٌ
فكن جحيمًا لعلَّ الشوكَ يحترقُ

[7378] الملق: أن تعطي باللسان ما ليس في القلب

. ((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 924).

[7379] رمقه: نظر إليه. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (10/126).

[7380] ((غرر الخصائص الواضحة))

لأبي إسحاق الوطواط (1/59).

وقال آخر:

وكم مِن حافرٍ لأخيه ليلًا
تردَّى في حفيرتِه نهارًا

[7381] ((محاضرات الأدباء))

للراغب الأصفهاني (1/355).

وقال تقي الدِّين الهلالي:

وليس يحيقُ المكْرُ إلَّا بأهلِه
وحافرُ بئرِ الغَدْرِ يسقطُ في البئرِ

وكم حافرٍ لحدًا ليدفنَ غيرَه
على نفسِه قد جَرَّ في ذلك الحفرِ

وكم رائشٍ سهمًا ليصطادَ غيرَه
أُصِيب بذاك السَّهمِ في ثغرة النَّحرِ

[7382] قولك رشت السهم إذا ألزقت عليه الريش

((الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية)) للجوهري (3/1008).

[7383] ((أتوعد سنات الرسول بمحوها)) (ص 23).

وقال أبو عبد الله محمد بن عثمان

المعروف بابن الحداد:

فلا مهجة إلَّا إليك نزاعُها
وما زال يُطوى عن سواك لها كَشْحُ

وليس يحيقُ المكْرُ إلَّا بأهلِه
وكم موقدٍ يغشاه مِن وقدِه لفحُ

[7384] الكشح ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلفي.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (2/571).

[7385] ((خريدة القصر وجريدة العصر))

لعماد الدين الأصبهاني (1/278).

وقال آخر:

لا تأمننَّ كيدَ العدوِّ
فأمنُ كيدِهم غرَرْ

كنْ منه إن كان القويَّ
أو الضَّعيفَ على حذرْ

[7386] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 321).

وقال أبو هلال العسكري:

أحسن ما قيل في الكَيْد والحرب قول أبي تمَّام:

هززتَ له سيفًا مِن الكَيْد إنَّما
تُجذُّ به الأعناقُ ما لم يجرَّدِ

يسرُّ الذي يسطو بهِ وهو مغمدٌ
ويفضحُ مَن يسطو به غيرَ مُغَمدِ


يقول: إن أخفيت الكَيْد ظفرت وسُرِرْت
وإن أظهرته افتُضِحْتَ وخِبْت

[7387] ((ديوان المعاني))

لأبي هلال العسكري (2/56).

*عبدالرحمن*
2021-04-20, 16:25
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم نقض العهد في واحة الشعر

قال كعب بن زهير:

لشتَّانَ مَن يدعو فيوفي بعهدِه
ومَن هو للعهدِ المؤكدِ خالعُ

[7446] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 550)

ومعنى خالع: ناقض للعهد.

((لسان العرب)) لابن منظور (8/76).

وقال المعري:

تجنبِ الوعدَ يومًا أن تفوهَ به
فإن وعدتَ فلا يذممك إنجازُ

واصمتْ فإنَّ كلامَ المرءِ يهلكُه
وإن نطقتَ فإفصاحٌ وإيجازُ

وإن عجزتَ عن الخيراتِ تفعلُها
فلا يكنْ دونَ تركِ الشرِّ إعجازُ

[7447] ((اللزوميات))

للمعري (2/ 4).

وقال الغطفاني:

أسميَّ ويحكِ هل سمعتِ بغدرةٍ
رُفِع اللِّواءُ لنا، بها في مجمعِ

[7448] ((محاضرات الأدباء))

للراغب الأصفهاني (1/354).

وقال كعب بن مالك:

فدونك واعلمْ أنَّ نقضَ عهودِنا
أباه الملا منا الذين تبايعوا

أباه البراءُ وابنُ عمروٍ كلاهما
وأسعدُ يأباه عليكَ ورافعُ

[7449] ((الزاهر في معاني كلمات الناس))

للأنباري (2/161).

وقال آخر:

نقض العهدَ خائسٌ بالأمانِ
مستحلُّ محارمِ الرحمنِ

سلبتنا الوفاءَ والحلمَ طوعًا
فاعتلينا به بنو مروانِ

ليتني كنتُ فيهم حسب العيــشِ
طليقًا أجرُّ حبلَ الأماني

كلُّ عتبٍ تُعيرُنِيه الليالي
فبسيفي جنيتُه ولساني

[7450] ((أشعار أولاد الخلفاء وأخبارهم))

للصولي (ص 308).

وقال آخر:

النَّاسُ من الْهوَى على أَصْنَافِ
هَذَا نقض العَهْدِ وهذَا وافِ

هَيْهَاتَ مِن الكدورِ تبغي الصافي
لَا يصلحُ للحضرةِ قلبٌ جَافِ

[7451] الحضرة قرب الشيء.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (4/197).

[7452] ((المدهش))

لابن الجوزي (ص 385).

وقال آخر:

يا بني الإسلامِ مَن علَّمكم
بعد إذ عاهدتم نقضَ العهود

كلُّ شيءٍ في الهوى مستحسنٌ
ما خلا الغدرَ وإخلافَ الوعود

[7453] ((لطائف المعارف))

لابن رجب (ص 63).

*عبدالرحمن*
2021-04-21, 17:05
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم النَّمِيمَة في واحة الشعر

قال أحد الشعراء:

تنحَّ عن النَّمِيمَةِ واجتنبْها
فإنَّ النمَّ يحبطُ كلَّ أجـرِ

يثيرُ أخو النَّمِيمَةِ كلَّ شرٍّ
ويكشفُ للخلائقِ كلَّ سرِّ

ويقتلُ نفسَه وسواه ظلمًا
وليس النَّمُّ مِن أفعالِ حُرِّ

[7516] ((موارد الظمآن))

لعبد العزيز السلمان (5/10).

ولقد أحسن من قال:

عجبتُ لواشٍ ظلَّ يكشفُ أمرَنا
وما بسوى أخبارِنا يتنفسُ

وماذا عليه من عنائي ولوعتي
أنا آكلُ الرمانَ والوُلدُ تضرسُ

[7517] ((طوق الحمامة))

لابن حزم (172).

ورحم الله من قال:

وفي النَّاس من يغري الورَى بلسانِه
وبين البرايا للنَّميمةِ يحملُ

يرى أنَّ في حملِ النَّمِيمَةِ مكسبًا
تراه بها بين الورَى يتأكَّلُ

[7518] ((مفتاح الأفكار))

لعبد العزيز السلمان (214).

وقال آخر:

ويحرمُ بهتٌ واغتيابٌ نميمةٌ
وإفشاءُ سرٍّ ثم لعنٌ مقيد

[7519] ((غذاء الألباب))

للسفاريني (1/102).

وقال آخر:

لا تقبلـنَّ نميمـةً بُلِّغتَهـا
وتحفَظَّنَّ مِن الذي أنبأكها

إنَّ الذي أهدى إليك نميمةً
سينمُّ عنك بمثلِها قد حاكها

[7520] ((نهاية الأرب))

للنويري (3/292).

ورحم الله من قال:

من نمَّ في الناسِ لم تؤمنْ عقاربُه
على الصديقِ ولم تؤمنْ أفاعيه

كالسيلِ بالليلِ لا يدري به أحدٌ
من أين جاء ولا من أين يأتيه

الويلُ للعهدِ منه كيف ينقضُه
والويلُ للودِّ منه كيف يُفنيه

[7521] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (177).

وقال آخر:

إذا الواشي نعى يومًا صديقًا
فلا تدعِ الصديقَ لقولِ واشي

[7522] ((عيون الأخبار))

لابن قتيبة (2/25).

وقال آخر:

يسعى عليك كما يسعى إليك فلا
تأمنْ غوائلَ ذي وجهين كياد

[7523] ((ربيع الأبرار))

للزمخشري (4/150).

وقال صالح بن عبد القدوس:

من يخبرك بشتمٍ عن أخٍ
فهو الشاتمُ لا مَن شتمك

ذاك شيءٌ لم يواجهْك به
إنَّما اللومُ على مَن أعلمك

[7524] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (179).

وقال آخر:

إن يعلموا الخيرَ أخفوه وإن علموا
شرًّا أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا

[7525] ((المستطرف))

للأبشيهي (97).

وقال آخر:

إن يسمعوا ريبةً طاروا بها فرحًا
مني وما سمعوا من صالحٍ دفنوا

صمٌّ إذا سمعوا خيرًا ذكرت به
وإن ذكرتُ بسوءٍ عندهم أذنوا

وأذن له: استمع.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/10).

[7526] ((المستطرف))

للأبشيهي (97).

*عبدالرحمن*
2021-04-22, 17:27
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الوَهن في واحة الشِّعر

قال الملتمس:

مَن كان ذا عَضُدٍ يدرك ظلامتَه
إنَّ الذَّليلَ الذي ليست له عَضُدُ

تنبو يداه إذا ما قلَّ ناصرُه
ويمنعُ الضَّيمَ إن أثرى له عددُ

ولا يقيمُ على ضيمٍ يُسَامُ به
إلَّا الأذلَّان: عِيرُ الحيِّ والوتدُ

هذا على الخسفِ مربوطٌ برمَّتِه
وذا يُشَجُّ فلا يرثي له أحدُ

إنَّ الهوانَ حمارُ الأهلِ يعرفُه
والحرُّ ينكرُه والجَسْرَةُ الأجُد

[7549] العضد: الناحية، والناصر، والمعين.

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 299).

[7550] الجسرة: الجسارة.

انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (10/430).

[7551] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 166).

وقال الشَّريف المرتضى:

يا طالبَ الدُّنيا على ذلٍّ بها
اعززْ عليَّ بأن أراك ذليلًا

ما لي أراك حَلُمتَ في طلبِ الغنى
ولربَّما صغرتْ يداك ثقيلًا

لو كنتَ تعقلُ أو تشاورُ عاقلًا
كان الكثيرُ وقد ذللت قليلًا

ذَلَّ امرؤٌ جعل المذلَّةَ دهرَه
طلبَ المغانمِ منزلًا مأهولًا

عدَّ المطامعَ كيف شئتَ وخذْ بها
ملءَ اليدين مِن العفافِ بديلًا

وإِذا فجعْتَ بماءِ وجهِكَ لم يُفدْ
إن نلتَ مِن أيدي الرِّجالِ جزيلًا

[7552] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 166).

وقال -أيضًا-:

إذا شئتَ أن تلقَى الهوانَ فلُذْ بمن
يُرْجَى لنفعٍ أو لدفعِ مضرَّةِ

فهامُ الرِّجالِ الآنفين عزيزةٌ
إن حُمِّلتَ منًّا لذي المنِّ ذلَّتِ

وعدِّ عن الأطماعِ فهي مذلَّةٌ
ولو خالطتْ شُمَّ الجبالِ لخَرَّتِ

فويلٌ لنفسٍ حُلِّئَت عن مرامِها
وويلٌ لنَفسٍ أُعطيت ما تمنَّتِ

وليس بخافٍ قبحُ حرصٍ على غنى
ولكنْ عقولٌ بالضَّراعةِ جُنَّتِ

[7553] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 170).

وقال آخر:

إنَّ الأذلَّةَ واللِّئامَ معاشرٌ
مولاهم متهضَّمٌ مظلومُ

فإذا أهنتَ أخاك أو أفردتَه
عمدًا فأنت الواهِنُ المذمومُ

[7554] ((مجمع الحكم والأمثال))

لأحمد قبش (ص 166).

*عبدالرحمن*
2021-04-25, 16:59
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم اليأْس والقنوط في واحة الشعر

قال ابن دريد:

أنشدني أبو حاتم السجستاني:

إذا اشتملتْ على اليأْسِ القلوبُ
وضاق لما به الصدرُ الرحيبُ

وأوطأتِ المكارهُ واطمأنتْ
وأرستْ في أماكنِها الخطوبُ

ولم ترَ لانكشافِ الضرِّ وجهًا
ولا أغنى بحيلتِه الأريبُ

أتاك على قنوطٍ منك غوثٌ
يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ

وكلُّ الحادثاتِ إذا تناهتْ
فموصولٌ بها الفرجُ القريبُ

[7636] ((تفسير القرآن العظيم))

لابن كثير (8/42- 433).

وقال آخر:

ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى
ذرعًا وعندَ اللهِ منها المخرجُ

كملت فلما استحكمتْ حلقاتُها
فُرِجتْ وكان يظنُّها لا تفرجُ

[7637] ((تفسير القرآن العظيم))

لابن كثير (8/42- 433).

وقال ابن القيِّم:

باللهِ أبلغُ ما أسعَى وأدركُه
لا بي ولا بشفيعٍ لي مِن الناسِ

إذا أيستُ وكاد اليأْسُ يقطعُني
جاء الرجا مسرعًا مِن جانبِ اليأْسِ

[7638] ((الفوائد)) (1/32).

وقال النابغة في اليأس الممدوح:

واليأْسُ مما فات يُعقِبُ راحةً
ولربَّ مطمعةٍ تكون ذباحَا

[7639] ((أساس البلاغة))

للزمخشري (1/309).

وقال القحطاني:

ولأحسمنَّ عن الأنامِ مطامعي
بحسامِ يأسٍ لم تشبْهُ بناني

[7640] لأحسمن: لأقطعن. ((لسان العرب)) (12/ 134).

((القصيدة النونية) (1/18).




.... ختامًا .....