Belkhiri12
2021-01-03, 22:12
عند الغسق ينتحر الحرف على مشارف الحب.
خرج صاحبنا من محل عمي بشير الشواي رحمه الله, وهو يحس بدفئ في جيبه على إثر ورقة 100 دينار التي وضعت في جيبه, في أول خطوة له أمتص قوتها الثرى تذكر والدته, مباشرة أتجه صوب محل عمي علي بوعمرة واشترى من عنده زجاجة عطر خضراء بنكهة الخزامة, كهدية لوالدته التي تركها تعمل بجد على إتمام ثلاثة طواجين من الطين, هرول وهو يحس بقلبه يخفق يكاد يطير من الفرح, غاب حسيا في نشوة جعلت من جسده كهمسة حب بين الشفاه مرتعشة أنعشها صدق الزمان والمكان وأطياف الأرواح الهائمة التي تراقب شقاوة البشر وطول أبعاد أمالهم التي تعدت البطاح وسبقت الرياح , مستغربة منهم وهم يعبثون بأنفاسهم القصيرة, أو كعهن احتواه النسيم وأغدق عليه الندى بقطرات من طهارة أحتوى بريقها نور الكون في صورة بانورامية, تقاسيم وجهه بين مد وجر من جراء مشاعره العابثة بجسده الهزيل, تارة يبتسم وتارة ينكمش حسه فيتجهم وجهه كمولود تداعبه الملائكة وهو يبتسم ويعبِس, فجأة سقطت دمعة متسكعة من عينه مركزة الملوحة وكأنها استمدت قوتها من المحيط, نتيجة شعور عابث خالط حسه دون سابق إنذار, فتثاقلت خطاه وأختل توازنه.
وهو هائم بين الأرض والسماء معلق بخيوط الأمل المطرزة بألوان الطيف محاصر بسحر عيون زميلته في المتوسطة القديمة التي تلاحقه في كل مكان تقول له الكثير من الكلام على شكل ومضات من رموشها الناعسة, تنهد وقال بصوت فيه غنة شقاء
طارديني وعانقي غيومي وامتلكي مدادي
وأوراقي وحتى تأوهي ليلا ودفئ فراشي
حروفي لم تعد قادرة على السفر وتخطي أحراشي
كلماتي مكبلة بسحرك وبسمتك التي ارتشفت أنفاسي
كل الجمال أمامك دخان أنت أصله وفصله يا ملاكي
كبليني وزيدي لقيدي قيدا فما عدت أرى شكلا سواكي
وهو بين ميوله العابرة للزمن ومشاعره الهائمة النابضة وجد نفسه أمام كوخه ووالدته تقف تنتظره ترتسم على محياها بسمة طاهرة صادقة اخترقت قلبه كبلسم أعاد لروحه توهجا وحيوية, احتضنته بلهفة الأمومة الحارة التي لو انفلتت لجعلت من الشتاء صيفا. ناولها زجاجة العطر فتلقفتها بسعادة مجنحة يخالطها فيض دموع وضحك, وكأنه أهداها جوهرة, فرحت بها فرحا شديدا ثم قالت له أتعرف يا عزيزي بأني لم أضع عطرا منذ سنوات.
يتبع
خرج صاحبنا من محل عمي بشير الشواي رحمه الله, وهو يحس بدفئ في جيبه على إثر ورقة 100 دينار التي وضعت في جيبه, في أول خطوة له أمتص قوتها الثرى تذكر والدته, مباشرة أتجه صوب محل عمي علي بوعمرة واشترى من عنده زجاجة عطر خضراء بنكهة الخزامة, كهدية لوالدته التي تركها تعمل بجد على إتمام ثلاثة طواجين من الطين, هرول وهو يحس بقلبه يخفق يكاد يطير من الفرح, غاب حسيا في نشوة جعلت من جسده كهمسة حب بين الشفاه مرتعشة أنعشها صدق الزمان والمكان وأطياف الأرواح الهائمة التي تراقب شقاوة البشر وطول أبعاد أمالهم التي تعدت البطاح وسبقت الرياح , مستغربة منهم وهم يعبثون بأنفاسهم القصيرة, أو كعهن احتواه النسيم وأغدق عليه الندى بقطرات من طهارة أحتوى بريقها نور الكون في صورة بانورامية, تقاسيم وجهه بين مد وجر من جراء مشاعره العابثة بجسده الهزيل, تارة يبتسم وتارة ينكمش حسه فيتجهم وجهه كمولود تداعبه الملائكة وهو يبتسم ويعبِس, فجأة سقطت دمعة متسكعة من عينه مركزة الملوحة وكأنها استمدت قوتها من المحيط, نتيجة شعور عابث خالط حسه دون سابق إنذار, فتثاقلت خطاه وأختل توازنه.
وهو هائم بين الأرض والسماء معلق بخيوط الأمل المطرزة بألوان الطيف محاصر بسحر عيون زميلته في المتوسطة القديمة التي تلاحقه في كل مكان تقول له الكثير من الكلام على شكل ومضات من رموشها الناعسة, تنهد وقال بصوت فيه غنة شقاء
طارديني وعانقي غيومي وامتلكي مدادي
وأوراقي وحتى تأوهي ليلا ودفئ فراشي
حروفي لم تعد قادرة على السفر وتخطي أحراشي
كلماتي مكبلة بسحرك وبسمتك التي ارتشفت أنفاسي
كل الجمال أمامك دخان أنت أصله وفصله يا ملاكي
كبليني وزيدي لقيدي قيدا فما عدت أرى شكلا سواكي
وهو بين ميوله العابرة للزمن ومشاعره الهائمة النابضة وجد نفسه أمام كوخه ووالدته تقف تنتظره ترتسم على محياها بسمة طاهرة صادقة اخترقت قلبه كبلسم أعاد لروحه توهجا وحيوية, احتضنته بلهفة الأمومة الحارة التي لو انفلتت لجعلت من الشتاء صيفا. ناولها زجاجة العطر فتلقفتها بسعادة مجنحة يخالطها فيض دموع وضحك, وكأنه أهداها جوهرة, فرحت بها فرحا شديدا ثم قالت له أتعرف يا عزيزي بأني لم أضع عطرا منذ سنوات.
يتبع